تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل شُهداء السُنّة في بيروت قُتلوا على أساس المواطنة أو الطائفة ؟؟؟



FreeMuslim
06-01-2008, 08:09 AM
هل شُهداء السُنّة في بيروت
قُتلوا على أساس المواطنة أو الطائفة

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

ترددت هذه الأيام سيمفونية الحديث عمّا أسموه بالخطاب الطائفي السُنّي ، وليس بالخطاب الواقعي الذي يُريد وضع الأمور في محلها أو النُقاط فوق الحروف ، فمرّة هؤلاء يُحدثوننا باسم المواطنة ومبادئ الديمقراطية التي تنأى بنفسها عن الخطاب الطائفي ، ومرّة يُحدثونا عن نبذ النعرات الطائفية ، ونحن جميعاً مُتفقين على هذه المبادئ ، ولغة التعايش المُشترك ، ولكن هناك من لا يرضى بذلك ، وهو يُمارس على الأرض تصفيات على هذا الأساس ، كجيش المهدي في العراق ، والنظام السوري الذي اضطهد السُنّة في لبنان وسورية طوال عهود حكمه، ومنهم الأكراد الذين اضطهدهم في مناطقهم على أساس عرقي وطائفي ،والذين تجري عليهم إلى الآن تصفيات عشوائية في مُدنهم وأفراحهم وداخل الجيش على المُجندين منهم ؛ لأنه لا يوجد إلا القليل منهم ضُباط أو في مراكز الدولة الحساسة ، وكذلك حزب الله الطائفي في لبنان الذي اجتاح مناطق السُنّة في بيروت وقتل وجرح منهم دون سواهم المئات ، ، ولا يريدنا البعض المُتعاطف معهم أن نُسمّي الأمور بمسمياتها ، وبالتالي لست مُستغربا من فيوليت داغر والتي هي بكل أسف رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان ، والمُفوضة من الأمم المُتحدة ببعض الملفات الإنسانية المنحازة إلى جانب القتلة من حزب الله ، والتي أرسلت إلي مُعبرةً عن إنزعاجها من مقالتي " لأمير قطر والقادة العرب نرجو الانعطاف لبلدكم سورية بعد انتزاعكم للتوافق اللبناني وانتخاب الرئيس" بدعوى عدم استنادي لما ذكرته للعقلانية ، وإنما لأحقاد دفينة ، وبالطبع كنتُ سأصدق كلامها لو أصدرت بياناً تُدين فيه غزوة حزب الله لبيروت وقتلهم الأبرياء دون ان تُسمّي السُنّة منهم تماشياً مع منهجها كما ذكرت ، وكذلك الحال ينطبق على حزب العمل الشيوعي الذي لا نراه إلا مُنبرياً للدفاع عن النظام السوري وأتباعه وحواشيه
ومما لاشكّ فيه بأنّه عندما يكون الخطاب السياسي والتعامل السياسي بعيداً عن النعرات الطائفية أمرٌ في غاية الروعة والمثالية ، ولكن ماذا نفعل لمن يملك الازدواجية فيما بين النظرية والتطبيق ، فلا نراه مع الفعل إلا مع القاتل ، بينما في الخطاب السياسي يُحدثنا عن الأحلام الوردية والنفاق لهذا النظام أو ذاك ، وبالتالي من حقّي أن أسأل عن عدم انتفاضة كل الأحزاب العربية للمذبحة التي ارتكبها حزب الله في المواقع السُنّية في بيروت أو عدم ذكرهم لإدانة ليس على أساس مذهبي بل إنساني محض ، ولا ندري لماذا هذه الأحزاب تنتقد سياسات بُلدانها وبعض الدول الأُخرى ولا تتجرأ أن تنطق ببنت شفى عن النظام السوري الأشد إرهاباً في العالم ، وإذا كانت تلك القوى السياسية والنُخبة من المُثقفين ، ومن كافة المشارب لا تستطيع أن تنطق بكلمة الحق في محافلها المُرخص لها العمل فيه ، فبمن يستنجد الأهالي المذبوحين والمُضطهدين في تلك البلدان على أساس طائفي ، وإن كُنّا لا تُريد أن نستدعي الخطاب الطائفي الرجعي كما يقولون بينما الآخرين يفعلون ولا ينتقدونهم على ذلك ، فما حيلتنا بعد ذلك ونحن نرى التكتلات السياسية القائمة في المنطقة على هذا الأساس ، فالمارون لهم مرجعية والكاثوليك والأرثذوكس والدروز والعلويين والبهائيين وكل ملل الأرض لهم مرجعيات ، فما معنى أن تكون مُحرمّة على السُنّة التي لا نبغي من وراءها إلاّ السُنّة التجمع وإعادة ترتيب الصف
وإذا كان عالمنا العربي خُدع حيناً من الزمن بالشعارات الرنانة التي لا تُطعم فقيراً ولا تمنع مُستبد ، حتّى صار من يتبنّى تلك الشعارات من الدول على مُستوى العالم هو الأسوأ ، فما حيلتنا لتبنيها إلى يومنا هذا ممن يحسبون أنفسهم على الخط التقدمي ، وهم يرون أنّ الجمهوريات الثورية المُتبنية لهذه الشعارات الزائفة قد أطاحت بشعوبها وأركعتهم ، بينما من يُسمونهم بأسماء اُخرى هم أفضل حالاً ممن وقع تحت أيدي هؤلاء وأكثر تماسكاً ، ليس دفاعاً عنهم بل لأُقرر حقيقةً ، بأنّ أصحاب الخطاب المُزدوج هم الأخطر على الأُمّة والشعوب كونهم وصوليون بطبعهم ، ولا تهمهم مصالح الشعوب ، وإن انتبذوا مواقع لا تحق لهم ، لأنهم الأضعف عن القيام بواجباتها ، فهم يُمالئون السلطان المُتبني لهم ، والذي يُنفق عليهم ، وهم يتقلبون مع المُتغيرات كيف كانت ، على مبدأ "كل من تزوج أُمّي فهو عمّي" وهم الآن يقفون إلى جانب القاتل في لبنان ، ويرفضون حتّى إنصاف الضحية ، بل ويُهاجمون من يُريد أن ينتصر
ففوليت داغر وحزب العمل الشيوعي وأمثالهما ، ممن يتبجحون بالمواطنة وحقوق الإنسان وهم لا يفعلون شيئاً اتجاهها ، فلا يصدروا البيانات التي تُدين جرائم النظام السوري المُستمرة بحق شعبنا والمُحاكمات الجائرة مثلاً ، ولا يُدينون حزب الله على جرائمه بحق المواطنين في بيروت ولن أقول السُنّة ، ونحن لم ولن ندعو لخطاب طائفي ولن يكون ، ولكن لابُد أن تكون هناك تكتلات على أُسس دينية ومذهبية للسُنّة كما هو قائم عند الطوائف الأُخرى ، وكما هو قائم على أساس اللغة والعرق والانتماء ، كالتكتلات العربية والإسلامية ونحوها ، ليس لاستخدامها كوسيلة لتصفية الحسابات ، بل ككيان سياسي قائم في مُعادلة توازن القوى كي لا يضغى أحد على الآخر ، تماماً كما هو قائم عند الطوائف الأُخرى ، وهو بالتالي حق مشروع للجميع ، أم هو حلال لفئة وحرام على الغير ، والعجب كُل العجب ممن تنطلي عليه كذبة المواطنة في ظُلّ حكومات ودول تحكم بإسم الطائفية ، ثُمّ يأتي لنا البعض المُرجف ليُشككنا بحسن نوايانا وسلمية التحرك ، بينما لا يفعل شيئاً مع الآخرين.