تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : استحالة السلام بين سوريا والصهاينة



FreeMuslim
06-01-2008, 07:43 AM
استحالة السلام بين سوريا والصهاينة


محمد هيثم عياش

[email protected] برلين/‏29‏/05‏/2008/ عزا سفير الكيان الصهيوني السابق في برلين أفي بريمور خلال محاضرة دعت اليها جامعة هومبولدت البرلينية صباح يوم الخميس من 29 أيار/مايو الحالي الاسباب التي دعت سوريا للتباحث مع الكيان الصهيوني لاحلال السلام في المنطقة الى سعي الرئيس السوري بشار أسد حذف سوريا من لائحة دول الشر التي وضعتها الولايات المتحدة الامريكية إثر عمليات 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 هذه اللائحة التي كانت تضم العراق وسوريا وايران وكوريا الشمالية ثم حذفت واشنطن العراق منها اثر احتلالها له .
وأوضح بريمور الذي يعادي الفكرة الصهيونية ويراس معهدا للعلوم السياسية يتخذ من تل أبيب وأمستردام مقرا له بأن المباحثات بين السوريين والصهاينة من اجل إعادة هضبة الجولان مقابل السلام وبالتالي استعداد دمشق الاستغناء عن بحيرة طبريا لا تعتبر جديدة فالمفاوضات بدأت منذ اجتماع مدريد الدولي للسلام في الشرق الاوسط بداية التسعينات واستمرت في عهد اربعة رؤساء وزراء الكيان الصهيوني اسحاق رابين وشيمون بيريز وايهود باراك / عمال/ وبنيامين نتنياهو / الليكود – المحافظين/ هذه المفاوضات لم تؤدي الى نتيجة ايجابية لرفض الصهاينة إعادة الجولان كما ان المفاوضات الحالية التي تديرها تركيا وبالرغم من وجود ايجابيات الا انها لن تحقق علاقة سلام بين دمشق وتل ابيب فالغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية يعتقدون ان اي سلام يتم بين سوريا ولصهاينة فان خارطة المنطقة السياسية سينجم عنها تغييرات جديدة عليها كما ان التاريخ السياسي لسوريا أو بالأحرى بلاد الشام وطبيعة شعبها منذ أبان دولة الخلافة الاسلامية في بغداد وعصور الحروب الصليبية تثبت تماما استحالة سلام مع الاعداء بالرغم من استعداد زعماء تلك المنطقة وخاصة بعض حكام دمشق الصلح مع الصليبيين فقد بذل الصليبيون جهودهم لاحتلال دمشق لانها كانت تعتبر معقلا للاسلام والجهاد وسقوطها بأيديهم يعني بقاءهم في تلك المنطقة ، دخلوا دمشق مع المغول الا انهم سرعان ما خرجوا منها ، وتوقيع معاهدة سلام سورية مع الصهاينة يعتبر ممكنا الا ان قبول الشعب السوري لهذه الاتفاقية وقبولهم بالامر الواقع يعتبر ضرب من الخيال فمفتاح السلام في المنطقة بيد دمشق مؤكدا انه اذا ما تم نجاح المفاوضات واعاد الصهاينة الجولان للسوريين فان احتمال وقوع صلح بين جميع الدول العربية الاسلامية مع الكيان الصهيوني يبقى مستحيلا أيضا نظرا لوجود الفكر الاسلامي الذي يقول بأن تحرير فلسطين وخاصة القدس الشريف من الاحتلال الصهيوني سائدا في تلك المنطقة .
وأكد بريمور ان الولايات المتحدة الامريكية تضع عوائق للحيلولة دون إنجاح اي مفاوضات بين دمشق وتل ابيب فواشنطن التي يراسها حاليا جورج بوش تريد ابقاء العنف والقلاقل السياسية في المنطقة وهي وراء التحالف السوري الايراني وتشجيع النعرات الطائفية فالرئيس الامريكي بوش الذي زار المنطقة مؤخرا محرضا على دمشق وطهران وحماس وعاد الى بلاده كخفي حنين يعلم استحالة وقوع حرب بين دول منطقة الخليج العربي وايران نظرا للتقاليد الاسلامية السائدة التي تدعو الى ضرورة المصالحة وحقن الدماء وضورورة مجاهدة الاعداء ، فالسعودية حريصة على الوفاق الاسلامي بالرغم من قلق الرياض على ظاهرة انتشار التشيع وابو ظبي ترفض حربا جديدة في المنطقة بالرغم من خلافها مع طهران بشأن الجزر الاماراتية كما أن اوروبا لا تشارك واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية الى ايران بالرغم من وجود دعوات للمشاركة بحرب تأدينية .
ومن أجل إنجاح المفاوضات السورية الصهيونية وبالتالي انهاء الوضع السائد حاليا في تلك المنطقة رأى بريمور الى ضرورة قيام الاتحاد الاروبي بوساطة وجهود للتقريب بين وجهات النظر السورية الصهيونية وبالتالي العودة الى الحوار مع حماس فالجهود التي بذلت لإبعاد حماسا عن المفاوضات لاحلال الهدوء وانهاء العنف باءت بالفشل كما باءت السياسة الامريكية بعزل دمشق عن مسرح السياسة الدولية بالفشل أيضا ، معلنا بأن الاعتقاد بقدرة واشطن على احلال السلام في المنطقة من الاخطاء السياسية والتاريخية التي يرتكبها الغرب والعرب معا ويمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الاوسط اذا ما أعيدت فكرة اعطاء حائط المبكى بالقدس الشريف لليهود تلك الفكرة التي أعلن عنها رئيس وزراء مصر السابق مصطفى النحاس باشا والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وعلى الدولة العبرية قبول مثل هذه الفكرة اذا ما ساهم الاتحاد الاروبي بإقناع الدول العربية على قبول هذه الفكرة مؤكدا بأن التوراة التي تقول بأن الله وعد ابراهيم تلك الارض لذريته قائم الا أنه / جل شأنه / لم يذكر لايراهيم موعدا لذلك على حد قوله .