تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عايض القرني: مقالات متفرقة



سعودي وأفتخر
05-29-2008, 10:38 PM
لقاء خادم الحرمين بالبابا

د. عايض القرني

ليعلم العالم أن ديننا الإسلامي دين الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، كما قال تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) ورسالتنا السماوية العادلة تنص على الأخذ والعطاء، والقول والسماع، والجلوس مع الآخر لتقرير قضية كبرى وهي قضية الألوهية لله ربّ العالمين، قال تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)،

ومن هنا كان لقاء خادم الحرمين الشريفين بالبابا خطاباً مفتوحاً للعالم معناه: أن رسالتنا عالمية ربّانيّة تحمل السلام والحوار، وتقرر الحق في الأرض بالطرق المشروعة، وهذا اللقاء توضيح لمهمة المسلم في الحياة، أنه يحمل الدعوة الصحيحة الوسطية البعيدة عن الإفراط والتفريط. ولقد قام رسولنا صلى الله عليه وسلم، بلقاءات مع اليهود والنصارى، فقد التقى بأحبار اليهود ورهبان النصارى، بل زار اليهود في بيوتهم يدعوهم إلى الإسلام ويبيّن لهم حقيقة الدّين الجديد الخاتم، وكان جاره صلى الله عليه وسلم يهودياً فلما مرض هذا الجار زاره الرسول صلى الله عليه وسلم وجلس عند رأسه ودعاه إلى الإسلام، فالتفت هذا اليهودي المريض إلى أبيه يستشيره، فقال أبوه: أطع أبا القاسم ـ يعني الرسول صلى الله عليه وسلم ـ فأسلم اليهودي، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم فرحاً مسروراً يقول: «الحمد لله الذي أنقذه بي من النار»، ولما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى يهود خيبر قال له: «أدعهم إلى لا إله إلا الله وأني رسول الله، فوالذي نفسي بيده لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمر النعم».

إن لقاء خادم الحرمين الشريفين بالبابا يصب في المشروع الإسلامي الكبير، الذي يقوم على الحجة والإقناع والسعي في هداية الناس إلى طريق الجنة، أما تفخيخ السيارات، ونسف العمارات، وقتل البنين والبنات، وهدم الجسور وإحراق الممتلكات، وإزهاق الأنفس البريئة بغير حق، فهذا عمل عبثي طائش يدفع ثمنه المسلمون من سمعتهم ورسالتهم ومصالحهم، إن الأحمق محامٍ فاشل عن قضية عادلة وهي قضية الإسلام يخسر القضية في كل مرة، ولكن العاقل الحصيف هو ناطق صادق باسم الإسلام، ماذا كسبنا من الأعمال الصبيانيّة الهوجاء إلا التضييّق على الدعاة، والشك في العلماء، وتشويه صورة الإسلام، وإغلاق المؤسسات الخيريّة، ومداهمة المراكز الإسلامية، وإذلال المسلم في بلاد الغرب، وغزو بلاد المسلمين تحت ذريعة محاربة الإرهاب، من هنا جاء صوت العقل فقام خادم الحرمين بهذه الزيارة بصفته يمثل مهبط الوحي ومهد الرسالة ومولد النور وخلفه مليار ونصف المليار مسلم من جاكرتا إلى نواكشوط، ولا بد أن نفتح قلوبنا وأبصارنا وأسماعنا فنأخذ ونعطي، ونَسْمَع ونُسمِع، أما غمس الرأس في التراب وإغلاق النوافذ عن الهواء الطلق ووضع اللفائف السوداء على العيون، فهذا لا ينصر حقاً ولا يدمغ باطلا ولا يُكسِب قضية ولا يُنتج مشروعاً ولا ينفع أمة، لا بد أن يرفع القادة والعلماء أصواتهم القوية المعتدلة بالحجة ينافحون عن الإسلام ويجمّلون صورته ويشرحون مبادئه للعالم، وإن رجلا قال لشعبه وللعالم في كلمة البيعة: (أعاهدكم أن اجعل الإسلام منهجي والقرآن دستوري) لجدير بأن يحمل رسالته إلى آخر الشوط، وأن يؤدي أمانته على أتم وجه، فيا حملة الأقلام، ويا رجال الإعلام، ويا مُمَثِّلي رسالة الحق والسلام، ويا أيها الناطقون بالحجّة إلى الأمام دعوةً وحواراً وعملا ونصحاً وإرشادا، كما قال تعالى: (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).

* وهيّا ننشد معاً:
* من بلادي يُطلب الحقُ ولا - يُطلبُ الحقُ من الغيرِ الغبيْ
* وبها مهبطُ وحي الله بلْ - أرسل الله بـها خيـرَ نبـيْ
* قل هو الرحمن آمنّا بهِ - واتّبعنا هادياً من يثربِ

مقاوم
05-30-2008, 08:08 AM
إن الأحمق محامٍ فاشل عن قضية عادلة وهي قضية الإسلام يخسر القضية في كل مرة، ولكن العاقل الحصيف هو ناطق صادق باسم الإسلام

ليتك سكت يا عائض!!

أو ليتك أنزلت كلامك منزله الصحيح. فالذي لا يتقن العربية نطقا ولا قراءة من الورقة التي أمامه أصبح عاقلا حصيفا؟؟

الذي يوالي الكفار وينصرهم على المسمين،
والذي يسمح بتشريعات قانونية ما أنزل الله بها من سلطان،
والذي يغلق مؤسسات الخير بأوامر أعداء المسلمين،
والذي يصافح النساء على الملأ،
والذي يزيد من ضخ النفط لإنقاذ من يذبح الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها،
ولا ينفق ملياراته في إنقاذ الدول الإسلامية الفقيرة وشعوبها التي تتضور جوعا،
والذي يصادر أملاك بني شعبه ويشاركهم في تجارتهم شاؤوا أم أبوا،

كيف نصدقه في جعل الإسلام منهجه والقرآن دستوره.
أم على قلوب أقفالها؟؟

و عند جهينة
05-30-2008, 10:42 AM
يبدو انه ذهب للقاء بابا الفاتيكان من اجل دعوته للاسلام !!!!!!!!!!!!
لان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقابل الوفود من اليهود والنصارى من اجل دعوتهم للاسلام
فما هو هدف خادم الحرمين ان كنتم قد بررتم تلك اللقاءات بان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلاقي اليهود والنصارى !!!!!!!!!!!!

سعودي وأفتخر
05-30-2008, 10:56 AM
مستعدون لحوار الأديان

د. عائض القرني

الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان دعوة موفقة، متفقة مع منهجنا الإسلامي في حوار غير المسلمين؛ لأن معنا حجة من الله، وبرهاناً ساطعاً، ودليلاً قاطعاً، ومعنا دين عالمي ربّاني، يدعو إلى الحوار والمجادلة بالحسنى، كما قال تعالى: «وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» بل أمرنا سبحانه وتعالى أن ندعوهم إلى المناظرة والمحاورة بالأجمل من القول والأفضل من الأساليب، قال تعالى: «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ» بل إن رسولنا صلى الله عليه وسلم حاور أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وزارهم في أماكنهم، وأكل طعامهم، وزاروه في بيته، وأكلوا طعامه، وعرض عليهم الأدلة على صدقه وصدق رسالته، ونحن لا نخشى حوار الأديان؛ فعندنا ـ والحمد لله ـ من الحق الواضح الصريح، والميراث المجيد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ما يبهر العقل، ويشرح الصدر، ويجعل المخالف المنصف يذعن للحجة إذا كان قصده الحق، وإلا فكيف نُسْمِع دعوتنا العالم إذا أغلقنا أبواب الحوار، ورفضنا الجلوس مع غير المسلمين؟

ولماذا نخاف من مقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل والفكرة بالفكرة، وليس عندنا شيء نخفيه؟ ومبادئنا قويّة صريحة واضحة وضوح الشمس تُعلن كل يوم خمس مرات من على المآذن ومن فوق المنابر، وفي الجامعات والمنتديات، وعبر الفضائيات وفي الصحف والمجلات. إن رسالتنا الإسلامية لم تأتِ لعدة ألوف من البشر، ولا لقبيلة من القبائل، ولا لدولة واحدة، ولا لجيل واحد، فالله يقول لنبيّه صلى الله عليه وسلم: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» كل العالمين؛ الأبيض والأحمر والأسود، في كل زمان وفي كل مكان منذ فجر الرسالة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والواجب على علمائنا ودعاتنا أن يكون عندهم من القوة والرغبة في إيصال الحق الذي نعلمُ إلى كل العالمين، ولا بد من أن يستمع لنا أهل الكتاب كما استمعنا لهم كثيراً، وأن يؤمنوا برسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وأن يوقِّروه وأن يحترموه كما آمنا بموسى وعيسى وسائر الأنبياء عليهم السلام ووقَّرناهم واحترمناهم.

إن مِن الأمم مَنْ وصله إسلامٌ مشوَّه قدَّمه أناس من المسلمين ليس عندهم الأهلية لتمثيل الإسلام، فتعرّف أولئك القوم على صورة مشوَّهة للإسلام ليست صورته الجميلة الباهية، فمن هنا وجب على الثقات من أهل العلم والدعوة والفكر أن يقوموا بمهمتهم، فيشرحوا للآخرين تعاليم الإسلام الراشدة وأخلاقه الفاضلة، ويزيلوا اللّبس الذي علق بأذهان خصوم الإسلام، ويرفعوا الإشكال والشُّبه التي تحكّمت في قلوب الجاهلين بالإسلام، وأنا ضامن أن مَنْ ينصت لنا من غير المسلمين ويستمع لحجتنا ويتفهّم رسالتنا وهو عاقل واعٍ فسيذعن للحقيقة وينقاد للبرهان.

إن البيان أقوى من السلاح، وإن البرهان أمضى من السيف، وإن الحجة أنفذ من السهم، نحن في تاريخنا المشرق المجيد فتحنا القلوب والأسماع والأبصار بالحجج والبيّنات والآيات والعظات أكثر مما فتحنا بالكتائب والجيوش والسيوف والرماح، واسألوا إن شئتم إندونيسيا وماليزيا ودول أفريقيا والجمهوريات الإسلامية، هل وصلهم منّا جندي واحد أو دبّابة واحدة؟ بل أرسلنا لهم رسل سلام ووفود محبّة من السيّاح والتجار، فلما رأى أولئك سيرة أبنائنا وصدقهم وأمانتهم وأخلاقهم النبيلة صاح لسان الحال منهم قائلاً: نشهد أن ديناً أخرجكم أنه دين حق، فاعتنقوا الإسلام ودخلوا في دين الله أفواجاً.

فيا خادم الحرمين امضِ بالعلماء في مشروع إسلامي يقوم على الحوار والدليل ويجمّل صورة الإسلام ويشرح للعالمين أهدافنا الربّانيّة من توحيد الله عز وجل، والرحمة بعباده وإخراج الناس من الظلمات إلى النور والتعايش السلمي مع البشرية وإنقاذ الضالين الذين يحاربون الله ورسله وهداية الحيارى إلى طريق الحق المبين، وصدق الله: «ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ».

مقاوم
05-30-2008, 11:34 AM
اعترافات الدكتور محمد عمارة حول حوار الأديان.. !

فتن بعض المسلمين خلال سنين مضت بقضية " الحوار مع الأديان الأخرى " أو مع " الغرب " بغية الوصول إلى تعايش سلمي - كما يقال - من خلال نبذ الصراعات والاعتراف المتبادل بين الجميع ، مغترين بالجهود الحثيثة التي يبذلها الآخرون بدعوى الوصول لهذا الهدف ؛ عن طريق إقامة المؤتمرات الحوارية واللقاءات .

وكان هذا البعض ينتقد كل من يحذره من هذه الدعوات واللقاءات المشبوهة المخادعة المخالفة لسنة الله الكونية والشرعية ، التي يستغلها الآخرون لاستدراج المسلمين لباطلهم ، أو دفعهم للتنازل عن شيئ من دينهم ؛ كما قال تعالى { ودوا لو تُدهن } . متغافلين عن إخبار الله تعالى بأن الصراع بين الحق والباطل مستمر إلى قيام الساعة ، وعن قوله { ولا يزالون يقاتلونكم } ، وقوله { ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك . وما أنت بتابع قبلتهم . وما بعضهم بتابع قبله بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين } . وقوله { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } .

إلا أن العقلاء منهم اكتشفوا بعد جهد ضائع زيف هذه المؤتمرات ودعوات الحوار ؛ عندما وجدوها لا تختلف كثيرًا عن المؤسسات التنصيرية ! رغم التضليل الخارجي المتخفي خلف الشعارات .

وأسوق هنا اعتراف فارس من فرسان هذه الحوارات واللقاءات ؛ هو الدكتور محمد عمارة ؛ الذي كان في يوم ما مخدوعًا بها ، مؤملا عليها آمالا كثيرة ؛ إلى أن اكتشف في النهاية أن آماله تتبخر مثل السراب بعد كل مؤتمر يحضره أو يشارك فيه .

ولعل في نشر اعترافه - الذي يشهد لشجاعته - عبرة لمن لازالوا يؤملون أن يجنوا من الشوك العنب .

يقول الدكتور في مقدمة كتيبه " مأزق المسيحية والعلمانية في أوربا " ( ص 5-14) : ( مع كل ذلك، فتجربتي مع الحوارات الدينية –وخاصة مع ممثلي النصرانية الغربية- تجربة سلبية، لا تبعث على رجاء آمال تُذكر من وراء هذه الحوارات التي تُقام لها الكثير من اللجان والمؤسسات، وتُعقد لها الكثير من المؤتمرات والندوات واللقاءات ، ويُنفق عليها الكثير من الأموال.

وذلك أن كل هذه الحوارات التي دارت وتدور بين علماء الإسلام ومفكريه وبين ممثلي كنائس النصرانية الغربية، قد افتقدت ولا تزال مفتقدة لأول وأبسط وأهم شرط من شروط أي حوار من الحوارات ؛ وهو شرط الاعتراف المتبادل والقبول المشترك بين أطراف الحوار، فالحوار إنما يدور بين "الذات" وبين "الآخر"؛ ومن ثم بين "الآخر" وبين "الذات"، ففيه إرسال وفيه استقبال، على أمل التفاعل بين الطرفين، فإذا دار الحوار –كما هو حاله الآن- بين طرف يعترف بالآخر، وآخر لا يعترف بمن "يحاوره"، كان حواراً مع "الذات"، وليس مع "الآخر"، ووقف عند "الإرسال" دون "الاستقبال"، ومن ثم يكون شبيهاً –في النتائج- بحوار الطرشان! ..

موقف الآخرين من الإسلام والمسلمين هو موقف الإنكار، وعدم الاعتراف أو القبول، فلا الإسلام في عرفهم دين سماوي، ولا رسوله صادق في رسالته، ولا كتابه وحي من السماء، حتى لتصل المفارقة في عالم الإسلام إلى حيث تعترف الأكثرية المسلمة بالأقليات غير المسلمة، على حين لا تعترف الأقليات بالأغلبية!

فكيف يكون، وكيف يثمر حوار ديني بين طرفين، أحدهما يعترف بالآخر، ويقبل به طرفاً في إطار الدين السماوي، بينما الطرف الآخر يصنفنا كمجرد "واقع"، وليس كدين، بالمعنى السماوي لمصطلح الدين؟!

ذلك هو الشرط الأول والضروري المفقود، وذلك هو السر في عقم كل الحوارات الدينية التي تمت وتتم رغم ما بُذل ويُبذل فيها من جهود، وأنفق ويُنفق عليها من أموال، ورُصد ويُرصد لها من إمكانات!

أما السبب الثاني لعزوفي عن المشاركة في الحوارات الدينية –التي أُدعى إليها- فهو معرفتي بالمقاصد الحقيقية للآخرين من وراء الحوار الديني مع المسلمين، فهم يريدون التعرّف على الإسلام، وهذا حقهم إن لم يكن واجبهم، لكن لا ليتعايشوا معه وفقاً لسنة التعددية في الملل والشرائع، وإنما ليحذفوه ويطووا صفحته بتنصير المسلمين!

وهم لا يريدون الحوار مع المسلمين بحثاً عن القواسم المشتركة حول القضايا الحياتية التي يمكن الاتفاق على حلول إيمانية لمشكلاتها، وإنما ليكرسوا –أو على الأقل يصمتوا- عن المظالم التي يكتوي المسلمون بنارها، والتي صنعتها وتصنعها الدوائر الاستعمارية التي كثيراً ما استخدمت هذا الآخر الديني في فرض هذه المظالم وتكريسها في عالم الإسلام.

فحرمان كثير من الشعوب الإسلامية من حقها الفطري والطبيعي في تقرير المصير واغتصاب الأرض والسيادة في القدس وفلسطين والبوسنة والهرسك وكوسوفا والسنجق وكشمير والفلبين .. إلخ .. إلخ .. كلها أمور مسكوت عنها في مؤتمرات الحوار الديني.

بل إن وثائق مؤتمرات التدبير لتنصير المسلمين التي تتسابق في ميادينها كل الكنائس الغربية، تعترف –هذه الوثائق- بأن الحوار الديني –بالنسبة لهم- لا يعني التخلي عن "الجهود القسرية والواعية والمتعمدة والتكتيكية لجذب الناس من مجتمع ديني ما إلى آخر" بل ربما كان الحوار مرحلة من مراحل التنصير!

وإذا كانت النصرانية الغربية تتوزعها كنيستان كبريان، الكاثوليكية، والبروتستانتية الإنجيلية، فإن فاتيكان الكاثوليكية –الذي أقام مؤسسات للحوار مع المسلمين، ودعا إلى كثير من مؤتمرات هذا الحوار- هو الذي رفع شعار: "إفريقيا نصرانية سنة 2000م"، فلما أزف الموعد، ولم يتحقق الوعد، مد أجل هذا الطمع إلى 2025م !!

وهو الذي عقد مع الكيان الصهيوني المغتصب للقدس وفلسطين معاهدة في 30-12-1993م تحدثت عن العلاقة الفريدة بين الكاثوليكية وبين الشعب اليهودي، واعترفت بالأمر الواقع للاغتصاب، وأخذت كنائسها في القدس المحتلة تسجل نفسها وفقاً للقانون الإسرائيلي الذي ضم المدينة إلى إسرائيل سنة 1967م!!

بل لقد ألزمت هذه المعاهدة كل الكنائس الكاثوليكية بما جاء فيها، أي أنها دعت وتدعو كل الملتزمين بسلطة الفاتيكان الدينية –حتى ولو كانوا مواطنين في وطن العروبة وعالم الإسلام- إلى خيانة قضاياهم الوطنية والقومية!

وباسم هذه الكاثوليكية أعلن بابا الفاتيكان أن القدس هي الوطن الروحي لليهودية، وشعار الدولة اليهودية، بل وطلب الغفران من اليهود، وذلك بعد أن ظلت كنيسته قروناً متطاولة تبيع صكوك الغفران !

أما الكنيسة البروتستانتية الإنجيلية الغربية، فإنها هي التي فكرت ودبرت وقررت في وثائق مؤتمر كولورادو سنة 1978م:

"إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية، وإن النظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعياً وسياسياً، إنه حركة دينية معادية للنصرانية، مخططة تخطيطاً يفوق قدرة البشر، ونحن بحاجة إلى مئات المراكز تؤسس حول العالم بواسطة النصارى، للتركيز على الإسلام ليس فقط لخلق فهم أفضل للإسلام وللتعامل النصراني مع الإسلام، وإنما لتوصيل ذلك الفهم إلى المنصِّرين من أجل اختراق الإسلام في صدق ودهاء"!!

ولقد سلك هذا المخطط –في سبيل تحقيق الاختراق للإسلام، وتنصير المسلمين- كل السبل اللا أخلاقية- التي لا تليق بأهل أي دين من الأديان- فتحدثت مقررات هذا المؤتمر عن العمل على اجتذاب الكنائس الشرقية الوطنية إلى خيانة شعوبها، والضلوع في مخطط اختراق الإسلام والثقافة الإسلامية للشعوب التي هي جزء وطني أصيل فيها، فقالت وثائق هذه المقررات:

"لقد وطّدنا العزم على العمل بالاعتماد المتبادل مع كل النصارى والكنائس الموجودة في العالم الإسلامي، إن النصارى البروتستانت في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، منهمكون بصورة عميقة ومؤثرة في عملية تنصير المسلمين. ويجب أن تخرج الكنائس القومية من عزلتها، وتقتحم بعزم جديد ثقافات ومجتمعات المسلمين الذين تسعى إلى تنصيرهم، وعلى المواطنين النصارى في البلدان الإسلامية وإرساليات التنصير الأجنبية العمل معاً، بروح تامة من أجل الاعتماد المتبادل والتعاون المشترك لتنصير المسلمين".

فهم يريدون تحويل الأقليات الدينية في بلادنا إلى شركاء في هذا النشاط التنصيري، المعادي لشعوبهم وأمتهم !

كذلك قررت "بروتوكولات" هذا المؤتمر تدريب وتوظيف العمالة المدنية الأجنبية التي تعمل في البلاد الإسلامية لمحاربة الإسلام وتنصير المسلمين، وفي ذلك قالوا:

"إنه على الرغم من وجود منصرين بروتستانت من أمريكا الشمالية في الخارج أكثر من أي وقت مضى، فإن عدد الأمريكيين الفنيين الذين يعيشون فيما وراء البحار يفوق عدد المنصرين بأكثر من 100 إلى 1، وهؤلاء يمكنهم أيضاً أن يعملوا مع المنصرين جنباً إلى جنب لتنصير العالم الإسلامي، وخاصة في البلاد التي تمنع حكوماتها التنصير العلني"!

كذلك دعت قرارات مؤتمر كولورادو إلى التركيز على أبناء المسلمين الذين يدرسون أو يعملون في البلاد الغربية، مستغلين عزلتهم عن المناخ الإسلامي لتحويلهم إلى "مزارع ومشاتل للنصرانية"، وذلك لإعادة غرسهم وغرس النصرانية في بلادهم عندما يعودون إليها، وعن ذلك قالوا:

"يتزايد باطراد عدد المسلمين الذين يسافرون إلى الغرب؛ ولأنهم يفتقرون إلى الدعم التقليدي الذي توفره المجتمعات الإسلامية، ويعيشون نمطاً من الحياة مختلفاً –في ظل الثقافة العلمانية والمادية- فإن عقيدة الغالبية العظمى منهم تتعرض للتأثر.

وإذا كانت "تربة" المسلمين في بلادهم هي بالنسبة للتنصير "أرض صلبة، ووعرة" فإن بالإمكان إيجاد مزارع خصبة بين المسلمين المشتتين خارج بلادهم، حيث يتم الزرع والسقي لعمل فعال عندما يعاد زرعهم ثانية في تربة أوطانهم كمنصرين"!

بل إن بروتوكولات هذا المؤتمر التنصيري لتبلغ قمة اللا أخلاقية عندما تقرر أن صناعة الكوارث في العالم الإسلامي هي السبيل لإفقاد المسلمين توازنهم الذي يسهل عملية تحولهم عن الإسلام إلى النصرانية! فتقول هذه البروتوكولات:

"لكي يكون هناك تحول إلى النصرانية، فلابد من وجود أزمات ومشاكل وعوامل تدفع الناس، أفراداً وجماعات، خارج حالة التوازن التي اعتادوها. وقد تأتي هذه الأمور على شكل عوامل طبيعية، كالفقر والمرض والكوارث والحروب، وقد تكون معنوية، كالتفرقة العنصرية، أو الوضع الاجتماعي المتدني. وفي غياب مثل هذه الأوضاع المهيئة، فلن تكون هناك تحولات كبيرة إلى النصرانية ..

إن تقديم العون لذوي الحاجة قد أصبح عملاً مهماً في عملية التنصير! وإن إحدى معجزات عصرنا أن احتياجات كثير من المجتمعات الإسلامية قد بدلت موقف حكوماتها التي كانت تناهض العمل التنصيري ؛ فأصبحت أكثر تقبلا للنصارى " !

فهم –رغم مسوح رجال الدين- يسعون إلى صنع الكوارث في بلادنا، ليختل توازن المسلمين، وذلك حتى يبيعوا إسلامهم لقاء مأوى أو كسرة خبز أو جرعة دواء! وفيما حدث ويحدث لضحايا المجاعات والحروب الأهلية والتطهير العرقي –في البلاد الإسلامية- التطبيق العملي لهذا الذي قررته البروتوكولات، فهل يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي ومثمر مع هؤلاء؟!

تلك بعض من الأسباب التي جعلتني متحفظاً على دعوات ومؤتمرات وندوات الحوار بين الإسلام والنصرانية الغربية، وهي أسباب دعمتها وأكدتها "تجارب حوارية" مارستها في لقاء تم في "قبرص" أواخر سبعينيات القرن العشرين، ووجدت يومها أن الكنيسة الأمريكية –التي ترعى هذا الحوار وتنفق عليه- قد اتخذت من إحدى القلاع التي بناها الصليبيون إبان حروبهم ضد المسلمين، "قاعدة" ومقراً لإدارة هذا الحوار ؟!

ومؤتمر آخر للحوار حضرته في عمّان –بإطار المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية- مع الكنيسة الكاثوليكية في الثمانينيات وفيه حاولنا –عبثاً- انتزاع كلمة منهم تناصر قضايانا العادلة في القدس وفلسطين، فذهبت جهودنا أدراج الرياح! على حين كانوا يدعوننا إلى "علمنة" العالم الإسلامي لطي صفحة الإسلام كمنهاج للحياة الدنيا، تمهيداً لطي صفحته –بالتنصير- كمنهاج للحياة الآخرة !

ومنذ ذلك التاريخ عزمت على الإعراض عن حضور "مسارح" هذا "الحوار"! . انتهى كلام الدكتور عمارة .

قلتُ : ويحسن بالقارئ لمعرفة المزيد عن زيف مؤتمرات حوارات الأديان أن يطلع على رسالة قيمة مطبوعة في أربعة مجلدات للدكتور أحمد القاضي بعنوان " دعوة التقريب بين الأديان " . وكذا رسالة " تسامح الغرب مع المسلمين في العصر الحاضر - دراسة نقدية في ضوء الإسلام " .

أما عن المؤتمر الشهير الوحيد ! الذي شارك فيه بعض العلماء بحسن نية فقد ذكر تفاصيله الأستاذ مطيع النونو في كتابه الجديد " حوار الحضارات بين المملكة العربية السعودية والفاتيكان - في إطار الحوار الإسلامي المسيحي " .

سعودي وأفتخر
05-30-2008, 06:22 PM
لا يهمني تأييد او معارضة .انقل ما أعتقد ان في نقله فائدة وفقط.

تحياتي مقاوم.

مقاوم
05-30-2008, 07:01 PM
حياك الله أخي
ونحن نرد بما نظن أن فيه الفائدة كذلك.

دمت سالما

طرابلسي
05-30-2008, 08:11 PM
حياك الله أخي
ونحن نرد بما نظن أن فيه الفائدة كذلك.

دمت سالما

رد موفق
*******

المهاجر7
05-30-2008, 08:26 PM
بارك الله بك أخي مقاوم , نسأل الله الثبات على الإسلام , وأن نرد العدو الصائل قبل الحوار , ولا ادري مع من الحوار مع بوش ممثل النصارى أم مع أولمرت ممثل اليهود .

المهاجر7
05-30-2008, 08:39 PM
سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله , هكذا حوار أديان وكأن الإسلام وعيره من الديانات الأخرى متساوون في المرتبة والمنزلة , الله اعلم مالقصد من وراء ترويج هذا المصطلح الذي هو خطأ في حد ذاته والأولى والأصح أن نقتصر على ماورد في القرآن الكريم ونقول جدال أهل الكتاب وليسعنا ذلك , لكني أعجب لمن يدعوا ويروج لحوار الكفار ولا يقبل بالحوار مع أخيه المسلم , فأين أنتم في الحوار فيمن يسميهم عائض وسيده بالفئة الضالة وكلاب جهنم والخوارج والتكفيريين وووووو,,,,,,
أيكون الحوار معهم بالقتل والسجن والتعذيب , هذا يدعونا لأن نشك في نيتكم فيما سميتموه حوار أديان بل هو هدم الإسلام , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
مجرد رأي , ومن لم يعجبه فليحاور بالحجة والدليل .

المهاجر7
05-30-2008, 09:22 PM
نسأل الله السلامة من موالاة الكفار وأعوانهم .
مبروك عليك المنصب الجديد عند عائلة آل سعود فقد رقيت إلى منصب محام شاطر بعد أن كنت محقق عبقري .

سعودي وأفتخر
05-30-2008, 09:35 PM
هذا رايكم وانا احترمه واتمنى ان تردوا على كلام الشيخ جملة جملة لا بالعموم.

تحياتي.

المهاجر7
05-30-2008, 09:38 PM
الفاتيكان يعتبر القرآن الكريم مشكلة


بعد أن أهداه حاكم الرياض سيفا ذهبيا


الفاتيكان يعتبر القرآن الكريم مشكلة


جهاد برس: اعتبر كبير مستشاري بابا الصليب في الفاتيكان أن المشكلة في القرآن الكريم الذي "تتكرر فيه الدعوة إلى الجهاد كثيرا".
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية؛ فقد قال الزعيم الصليبي الكاردينال "جين لويس توران" مستشار بابا الصليب في الفاتيكان "بينديكتوس السادس عشر" لشئون الإسلام في محاضرة ألقاها في العاصمة البريطانية لندن أن"المشكلة في القرآن حيث عندك جهاد جيد وآخر سيئ، ولهذا فعليك أن تختار".
وأشار الصليبي توران، ورئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان؛ إلى أن هناك مشكلة أخرى معقدة، وهي أن "المسلمين يعتقدون أن القرآن كلام الله".
ووصف في وقت سابق من العام الماضي بنديكت السادس عشر نبي المسلمين بأنه "سيء ويبث الشر والكراهية" في محاضرة ألقاها في ألمانيا.
وكان حاكم الرياض عبد الله آل سعود قد زار بابا الصليب في الفاتيكان نوفمبر الماضي 2007 وأهداه سيفا ذهبيا.
ودعا آل سعود إلى عقد مؤتمر دولي "لحوار الأديان" في مارس الماضي 2008.
وكان تنظيم قاعدة الجهاد قد حرض على خلع عبد الله ال سعود، وشبههه الشيخ أسامة بن لادن بـ "أبي رغال" الذي دل أبرهة الحبشي على هدم الكعبة.
وتحدث القيادي في قاعدة الجهاد أبو يحيى الليبي عن عبد الله آل سعود بأنه "معتوه، مرتد، كافر" مشددا على ضرورة الوقوف بوجهه "بقوة وشجاعة فداءاً للإسلام".



فالمعركةُ دائرةٌ اليومَ على أبوابِ المَلاَحمِ، وإنّها واللهِ الفتوحاتُ، ولنْ يعودَ التّاريخُ للوراءِ، فقدْ رحلَ عهدُ المذلّةِ والاستبدادِ، فانفضي عنكِ أمّتي الذّلّ والاستجداءَ، وانزعي عنكِ ثيابَ النّومِ والاسترخاءِ، فما العيشُ إلا عِيشةٌ كريمةٌ أو طعنةٌ نجلاء. ولا نامَتْ أعينُ الجُبناءِ.

إخوانُكُمْ في مَركِزِ اليَقينِ الإعْلاميّ
نيابةً عنْ إخوانِكُمْ في غُرْفَةِ الأخبار Jihad Press
جهاد برس، الحقيقة كما هي ..

مقاوم
05-31-2008, 09:58 AM
حياكم الله إخواني طرابلسي والمهاجر.

ليس في الإسلام مصطلح حوار الأديان، فالدين واحد "إن الدين عند الله الإسلام" ونحن مكلفون بتبليغه والدعوة إليه لا بالحوار حوله.

نعم نجادلهم بالتي هي أحسن ولكن وفق ثوابتنا ومسلماتنا ولا نعطي الدنية في ديننا لهم أبدا ولا نهديهم سيوفا ونرقص معهم على مسمع ومرأى من إخواننا وأخواتنا الذين يرزحون تحت نير ظلمهم وطغيانهم في العراق وفلسطين و أفغانستان والصومال و و و.

سعودي وأفتخر
05-31-2008, 02:43 PM
توسعة المسعى مشروع موفَّق

د.عائض القرني

أُبارك لخادم الحرمين الشريفين تبنيه توسعة المسعى في الحرم الشريف تيسيراً للحجاج المعتمرين، بعد مشورة مع علماء الشريعة والمؤرخين وأهل الجغرافيا وأهل الاختصاص، وقد أيّده في هذا المشروع العظيم غالب علماء الشريعة في العالم الإسلامي، وشكروا هذا الجهد ورحّبوا بهذا الإنجاز، وهو متفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية وقواعد أصول الفقه، وقد بيّنتُ ذلك لقناة «العربية» وذكرتُ الأدلة هناك، ومن ينظر إلى ازدحام الحجاج والمعتمرين والمشقة الحاصلة عليهم في المسعى قبل التوسعة يقدِّر هذا المذهب السديد في تبني التوسعة، فالدِّين يسر والشريعة سمحة، وقد وضع الله الآصار والأغلال عن الأمة، قال تعالى: «وما جعل عليكم في الدِّين من حرج»، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «خير دينكم أيسره»، وقال صلى الله عليه وسلم: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به»، ومن الرفق بالأمة إزالة العنت والمشقة والحرج والضيق عنها خاصة في أمور العبادة ومن أهمها: مناسك الحج، وقد وُفِّق علماء الإسلام حين أفتوا بجواز التوسعة،

أما من خالفهم وهم القليل فهم مأجورون مشكورون، والواجب عليهم أن يقولوا قولهم ولا يغضبوا ولا يثرِّبوا على من خالفهم بل يحتفظوا بآرائهم لأنفسهم؛ لأن حكم وليّ الأمر ينهي الخلاف في المسائل الخلافية، وإذا أفتى العلماء بفتوى وتبناها ولي الأمر في مسائل الخلاف، فعلى المخالف أن يقول رأيه بأدب ويلزم بيته ولا يحرّض ولا يؤلِّب؛ لأن من خالفه من العلماء مثله في العلم أو أكثر وهم أكثر عدداً، وقولهم يوافق مقاصد الشرع وعموم الأدلة، والمصلحة والرخصة المصاحبة للمشقة واليسر المقترن بالعسر، ثم إن زيادة التوسعة في المسعى تأخذ حكم المزيد عليه، كما حصل في توسعة الحرم، وقد جوّز العلماء السعي في سماء المسعى للضرورة، فالتوسعة في أرض المسعى مثل ذلك، ولو تُرِك الجدار الفاصل بين المسعى وخارج الحرم لتوسّع الناس في الأرض بطبيعة الحال، وهذا الجدار إنما بُنِيَ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، وقد شهد الشهود على أن المساحة التي ضُمَّت للمسعى تدخل في حدود الصفا والمروة، وعلى فرض أن رأي من ذهب إلى جواز التوسعة مرجوح، فإنه يؤخذ به إذا وقعت المشقة والحرج في الأخذ بالقول الراجح؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما.

إن على مشائخنا وعلمائنا أن يكونوا ربّانيّين عالميّين، وأن يتفقهوا في مقاصد الشرع ويدرسوا فقه النوازل بعمق، وإذا رأوا غيرهم من العلماء قد تبنّوا قولاً فيه تيسير على المسلمين في مسائل الخلاف، فعليهم أن يحمدوا الله ويحتفظوا بآرائهم لأنفسهم، شاكرين الله على أن وسّع على الأمة في مسائل الشرع، كما قال بعض العلماء: الإجماع حجة قاطعة، والاختلاف رحمة واسعة، وليت العلماء إذا حصل بينهم خلاف أن يكون بينهم في مجالسهم الخاصة، ولا ينشروا ذلك على رؤوس الأشهاد، كما حصل ذلك في مسألة رؤية الهلال، هل تكون بالمشاهدة أو بالحساب، فإن من شأن مثل هذا الخلاف البلبلة وإيغار الصدور. وأنا أحتفظ لكل علمائنا بلا استثناء بالتقدير والاحترام ومعرفة جهودهم الموفَّقة في كثير من المسائل، ثبَّتنا الله وإياهم على الحق، ورزقنا وإياهم فرقاناً في كل ما التبس علينا.

العمر
05-31-2008, 02:46 PM
اخي سعودي وافتخر إعفنا عافاك الله من هذه النوعية من المقالات ماركة ( اعطة الف دينار ايها الحاجب )

سعودي وأفتخر
05-31-2008, 03:03 PM
يبدو انكم الوحيدين هنا المتفقون على مهاجمة منهج الشيخ شفاه الله فاحدكم يكتب ويوافقه صديقه .
اسئلكم : ماذا تعرفون عن دعوة خادم الحرمين لحوار الاديان ولماذا قررتم انه الحوار الذي تتحدثون عنه فقد يكون هو ايصال الاسلام لهم عن طريق هذا الحوار فما الضرر الذي سيلحق بنا ان وافقناهم في الحوار فنحن نثق بانفسنا كما قال الشيخ عائض شفاه الله فلا نخاف ولا نخشى حوارهم وباي طريقة يريدونها فهم يعرضون بضاعتهم ونحن نعرض بضاعتنا.

نائل سيد أحمد
05-31-2008, 04:10 PM
السلام عليكم جميعاً
لا أكتب خارج الموضوع ومن قال فعليه البيان ، إن الدين عند الله لإسلام
ولا فائدة من الحوار تحت مصطلح الأديان لأن الحقيقة تخالف الإدعاء ..
الإنبياء إخوة .. ولا إله إلا الله ـ توحيد ومحمد رسول الله ـ خاتم الأنبياء والرسل ..

سعودي وأفتخر
05-31-2008, 08:39 PM
«أيتها العير إنكم لسارقون»


عائض القرني

ينبغي أن نستحي من ممارسة التزوير الذي نقوم به صباح مساء، فقد عرفت بعض الناس جعل لنفسه لقب الدكتور، وهو لم يحصل على الدكتوراه، وبعض طلبة العلم تظاهر بأنه يحفظ كذا وكذا متناً، وهو لم يحفظها، وبعض التجار أوهم الناس أن لديه مشروعات مساهمة فتورّط الناس معه، وساهموا فأفلسوا، وبعضهم ضحك على البسطاء حتى باعوا بيوتهم وأودعوا أموالهم عند هذا المفتري فأخذ المال وهرب، لكنه لا يستطيع أن يهرب يوم القيامة، واستمعتُ لرجل يكتب في التاريخ ادّعى في المجلس أنه شاهد سد ذي القرنين على حدود الصين، وقد كذب بعد ظهور برهان كذبه، وبعضهم يدعي أنه رأى رؤيا منامية هائلة وهو كاذب، وقس على ذلك صنوف التزوير، فلماذا هذا؟! أمن أجل الناس؟! ومن هم الناس؟ ما قدرهم حتى يُعصى الله من أجلهم؟ وقد كان السابقون الأخيار ينادون بأسمائهم المجردة، ويذكر للواحد إنجازات عملية فيقولون أبو بكر الصديق حضر الغزوات كلها، وأنفق ماله كله في سبيل الله، وكان مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الغار والهجرة والعريش يوم بدر ونحو ذلك، فلما جاء المتأخرون قالوا للواحد: سماحة العلامة الفهّامة، وحيد العصر، أعجوبة الدهر، النظّار المجتهد، البحر الجهبذ، وآية الله، وحجة الإسلام، فلان بن فلان، ولهذا عَلَت وسبقت الأمة في أول عهدها، وأخفقت ورسبت في عصرنا،

حتى اني رأيت بعض من يذكر سير بعض المتأخرين يقول: ما رأى مثل نفسه وعجزت النساء أن يلدن مثله، ولو كان في بني إسرائيل لكان عجباً، ولو حلفت بين الركن والمقام ما رأيت مثله لصدقت، ونحو هذا الكلام الفارغ الفاضي الفاشل، ونحن نحتاج إلى كتابة تاريخ صادق لنا وشفاف وعادل بدل تاريخنا الذي أغرق في سيرة الملوك والخلفاء فقط، حتى ذكر لنا جواريهم وموائدهم وملابسهم وأهمل تاريخ الأمة العلمي والإصلاحي والاجتماعي، ثم الواجب أن تذكر الحسنات والسيئات بلا أهواء ولا عواطف ولا ظلم، وإنما الإنصاف مع ذكر سنن الله في الأمم والشعوب واستخلاص الدروس النافعة من كل حادثة وواقعة تستحق الدراسة، تاريخنا في أكثره سرد قصصي، وتهويل مع ذكر عجائب وغرائب أحياناً لا يصدقها العقل مع المبالغة في الأوصاف والأرقام، ونحن بحاجة إلى من يمحص تاريخنا، ويغربله من الأوهام، ويقدّمه في أحسن صورة،

ويقوم بذلك فريق من العلماء الملمين بالتاريخ وفقه التاريخ، وحبذا لو ربط هذا التاريخ بالقرآن بحيث تتجلى سنة الله في كتابه في الأمم والدول والعبر المذكورة في كتابه عن هذا الباب، فالتاريخ لا يجوز أن يزوَّر، ومن التزوير الثقافي اعتداء بعض المؤلفين على كتب سابقة أو معاصرة وسلخها في مؤلفاتهم من دون الإشارة للمؤلف السابق، ومنهم من أخذ قصائد لغيره ونسبها لنفسه، وذكروا في السير والأخبار تهاويل وغرائب مثل كتاب «بدائع الزهور» و«مروج الذهب» و«الزير سالم» ونحوها، حتى ذكروا أن أحد ملوك العمالقة كان طويلاً ضخماً إلى درجة أنه كان يدخل يده في البحر فيصيد سمكة ثم يرفعها ويشويها عند الشمس ويأكلها!! وهذا هذيان، وذكروا في عدد الجيوش في منطقة صغيرة ألف ألف مقاتل أي مليونا وأرضهم لا تتسع لهذا وعدد سكانهم لا يُخرِج عُشْر هذا العدد من المقاتلين، وقد رد مثل هذه الغرائب ابن خلدون وبعض المعاصرين من المؤرخين والكتّاب، يذكر أن الزعيم الفلاني الميت حدّثه بكذا واتصل به وشاوره ومازحه وأكل معه؛ ليعظم هذا المتكلم عند الناس وهو مطمئن لعدم انكشاف كذبه، لأن هذا الزعيم مات من زمان، وبعض طلاب العلم يذكر أنه حفظ عشرات المتون وقرأ آلاف المجلدات وكان يحفظ في اليوم مائة بيت، ولكن للأسف مرت به ظروف، فنسي كل شيء حتى جزء عما، وهذا من التزوير العلمي،

وقبل أربعمائة سنة حكم مصر حاكم ظالم طاغية وأصاب مصر زلزال خاف منه هذا الحاكم، وأراد أن يتوب فقام شاعر متملّق فأنشد الحاكم قوله:
* ما زلزلت مصر من كيد ألـمَّ بها
- لكنها رقصت من عدلكم طربا

فعاد الحاكم إلى ظلمه وهذا من التزوير الأدبي،

والقرآن هدّد الجميع بقوله تعالى: (ستُكتب شهادتهم ويُسألون).