عزام
05-29-2008, 08:00 AM
ولاية الفقيه في لبنان
الوطن السعودية
خالد الغنامي
استمعت لخطاب السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي ألقاه في احتفال حاشد في الضاحية الجنوبية لبيروت في الذكرى الثامنة لانسحاب إسرائيل من الجنوب, وأستطيع أن أقول إن هناك أشياء إيجابية وردت في الخطاب مثل حديثه عن ضرورة الحفاظ على وحدة لبنان, وأن سلاح حزب الله هو سلاح يوجه للعدو فقط وأنه يدعو الله أن يحظى اللبنانيون بصيف هادئ. لكن هذه الأشياء الإيجابية انهارت تماماًً عندما قال مفتخراً بأنه يؤمن بولاية الفقيه وأنه يعلن تبعيته للفكرة, وأنه ليس سوى فرد يؤمن بهذا المشروع. نعم, كان في الخطاب جرعات طمأنة للشعب اللبناني بأن ولاية الفقيه تؤمن بتنوع لبنان وضرورة الحفاظ على هذا التنوع. لكن المشكل في هذا أن ولاية الفقيه, اجتهاد للإمام الشيعي آية الله الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية) حيث قرر "أن (ولاية الفقيه) شعبة من ولاية رسول الله صلى الله عليه وسلم المطلقة، وواحدة من الأحكام الأولية للإسلام, ومقدمة على جميع الأحكام الفرعية حتى الصلاة والصوم والحج". هذا معناه أن الفقيه يملك السلطة المطلقة في عصر غيبة المهدي المنتظر, أي إن الفقيه ينزل منزلة الرسول عليه الصلاة والسلام ليس في القضاء والفتوى, بل في إعلان الحرب أو السلم وكل ما يتعلق بالشؤون السياسية والعلاقات الدولية, باختصار هو كل شيء. هذه الفكرة رفضها كثير من فقهاء المذهب الشيعي ومن ضمنهم المشايخ أبو القاسم الخوئي ومحمد جواد مغنية ومرتضى الأنصاري ومحمد مهدي شمس الدين وغيرهم, كلهم قالوا إن الأدلة التي ذكرها الخميني لا تنهض للدلالة على ما ادعاه. خطورة الفكرة تكمن في أن الفقيه أو السياسي عندما يرقّي نفسه لمرتبة النبي فالأمر لم يعد في مجال اللعبة السياسية والسباق السلمي وتداول السلطة, إذ عندها لا مكان لكل هذه المصطلحات ولا بد أن ترمى في سلّة المهملات, فالرجل نبي معصوم، من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار! ولا يهم إن كان العاصي هو رئيس الجمهورية المسيحي أم رئيس الحكومة السني!
لا أريد أن أضع نفسي هنا في وضع متحيز لطرف من الأطراف المتعارضة في لبنان, على العكس من ذلك سأقدم هنا نصيحة فأقول إنه من الأفضل للسيد حسن نصر الله أن يقدم نفسه كزعيم شيعي لبناني وطني مستقل عن إيران والأفكار الخمينية, ليعود ويوجه سلاح المقاومة تجاه العدو كورقة ضغط ودفاع عن لبنان عسى أن ينسى الشعب اللبناني تلك اللحظة المتهورة التي غضب فيها المقاوم لنفسه وأطلق رصاص بندقيته على قلب بيروت
الوطن السعودية
خالد الغنامي
استمعت لخطاب السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي ألقاه في احتفال حاشد في الضاحية الجنوبية لبيروت في الذكرى الثامنة لانسحاب إسرائيل من الجنوب, وأستطيع أن أقول إن هناك أشياء إيجابية وردت في الخطاب مثل حديثه عن ضرورة الحفاظ على وحدة لبنان, وأن سلاح حزب الله هو سلاح يوجه للعدو فقط وأنه يدعو الله أن يحظى اللبنانيون بصيف هادئ. لكن هذه الأشياء الإيجابية انهارت تماماًً عندما قال مفتخراً بأنه يؤمن بولاية الفقيه وأنه يعلن تبعيته للفكرة, وأنه ليس سوى فرد يؤمن بهذا المشروع. نعم, كان في الخطاب جرعات طمأنة للشعب اللبناني بأن ولاية الفقيه تؤمن بتنوع لبنان وضرورة الحفاظ على هذا التنوع. لكن المشكل في هذا أن ولاية الفقيه, اجتهاد للإمام الشيعي آية الله الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية) حيث قرر "أن (ولاية الفقيه) شعبة من ولاية رسول الله صلى الله عليه وسلم المطلقة، وواحدة من الأحكام الأولية للإسلام, ومقدمة على جميع الأحكام الفرعية حتى الصلاة والصوم والحج". هذا معناه أن الفقيه يملك السلطة المطلقة في عصر غيبة المهدي المنتظر, أي إن الفقيه ينزل منزلة الرسول عليه الصلاة والسلام ليس في القضاء والفتوى, بل في إعلان الحرب أو السلم وكل ما يتعلق بالشؤون السياسية والعلاقات الدولية, باختصار هو كل شيء. هذه الفكرة رفضها كثير من فقهاء المذهب الشيعي ومن ضمنهم المشايخ أبو القاسم الخوئي ومحمد جواد مغنية ومرتضى الأنصاري ومحمد مهدي شمس الدين وغيرهم, كلهم قالوا إن الأدلة التي ذكرها الخميني لا تنهض للدلالة على ما ادعاه. خطورة الفكرة تكمن في أن الفقيه أو السياسي عندما يرقّي نفسه لمرتبة النبي فالأمر لم يعد في مجال اللعبة السياسية والسباق السلمي وتداول السلطة, إذ عندها لا مكان لكل هذه المصطلحات ولا بد أن ترمى في سلّة المهملات, فالرجل نبي معصوم، من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار! ولا يهم إن كان العاصي هو رئيس الجمهورية المسيحي أم رئيس الحكومة السني!
لا أريد أن أضع نفسي هنا في وضع متحيز لطرف من الأطراف المتعارضة في لبنان, على العكس من ذلك سأقدم هنا نصيحة فأقول إنه من الأفضل للسيد حسن نصر الله أن يقدم نفسه كزعيم شيعي لبناني وطني مستقل عن إيران والأفكار الخمينية, ليعود ويوجه سلاح المقاومة تجاه العدو كورقة ضغط ودفاع عن لبنان عسى أن ينسى الشعب اللبناني تلك اللحظة المتهورة التي غضب فيها المقاوم لنفسه وأطلق رصاص بندقيته على قلب بيروت