تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاختلاف أسسه، وآدابه الشرعية



عزام
05-28-2008, 02:15 PM
إسماعيل المجذوب
الحمد لله رب العالمين، الذي هدانا صراطه المستقيم، ونسأله تمام الهداية، والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: (( الدّينُ النّصِيحَةُ، قالوا: لِمَنْ؟ قَالَ: لله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامّتِهِمْ )) [ مسلم / 56 ].
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، القائل في كتابه: {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } [ المائدة / 48 ] .
وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله الذي حدد علاقة المؤمنين فيما بينهم بقوله: (( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ. إِذَا اشْتَكَىَ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَىَ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسّهَرِ وَالْحُمّىَ )) [ مسلم / 2586 ].
وبعد فهذه كلمات أحاول فيها الاستضاءة بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمور الاختلاف، أرجو أن تكون معينة لنا أن نكون في هذا الجانب كما يحب ربنا سبحانه وتعالى ويرضى .
لا بد من الاختلاف وهو من آيات الله تعالى
لا بد في حياة الإنسان من الاختلاف، لأن الله تعالى لم يخلق الناس متماثلين في كل شيء، بل جعلهم متفاوتين في طبائعهم ومواهبهم، وفي استعداداتهم وميولهم، فلا يوجد تشابه تام بين إنسان وإنسان . وهذا الاختلاف من آيات الله العظيمة في مخلوقاته، قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ } [ الروم / 22 ] .
بل إن الفرد الواحد مهما كان عظيماً يختلف حاله ورأيه بين وقت وآخر، وقد يرى في وقت الخير في شيء ثم يرى خيراً منه في وقت آخر، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى الخير في شيء ثم يرى خيراً منه في وقت آخر، فيغير موقفه ويغير عمله، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (( وَإِنِّي وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ أَوْ أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي )) [ البخاري /2946 ومسلم / 1649]
وهذا سيدنا داود والد سيدنا سليمان عليهما الصلاة والسلام، وهما نبيان كريمان تعرض عليهما قضية واحدة فيجتهدان في حكمها ويختلف اجتهاد كل منهما عن الآخر، قال تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ {78} فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا } [ الأنبياء ]
وانظر إلى شَيْخَيْ هذه الأمة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقد حظيا من تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم بأوفر نصيب عندما قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه ضي الله عنه بعد غزوة بدر: ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟
فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم واستأن بهم لعل الله أن يتوب عليهم .
وقال عمر رضي الله عنه : يا رسول الله أخرجوك وكذبوك قربهم فأضرب أعناقهم .
قال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم شيئا فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس: يأخذ بقول عمر .
فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله لَيُلِيْنُ قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وإن الله ليَشُدُّ قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة . وإن مَثَلَكَ يا أبا بكر كمثل إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال: من تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم، و مَثَلَكَ يا أبا بكر كمثل عيسى قال: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم . وإن مَثَلَكَ يا عمر كمثل نوح قال: رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا وإن مَثَلَكَ يا عمر كمثل موسى قال: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ .[ مسند الإمام أحمد 1/ 383 ]
ليس الاختلاف شراً، وفي الإسلام فسحة له
الاختلاف ظاهرة صحية طبيعية في المجتمعات الراقية، وليس الاختلاف في ذاته شراً، وقد اختلف الصحابة ضي الله عنه في أمور كثيرة من الاجتهادات مع بقاء الأخوة التي يمثلها قوله صلى الله عليه وسلم (( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ. إِذَا اشْتَكَىَ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَىَ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسّهَرِ وَالْحُمّىَ )) مسلم
متى يكون الاختلاف الديني شراً
وإذا كان الإسلام يجمع ولا يفرق، بل إن مبادئه وتشريعاته تقتضي أن يعيش المسلمون في مجتمعاتهم مع غير المسلمين من أهل الكتاب، بل مع المجوس عباد النار حياةً تضمن فيها الحقوق وتراعى فيها الحرمات. إذا كان الأمر كذلك فلماذا يؤدي الاختلاف باسم هذا الدين الحنيف بين بعض المسلمين إلى التنافر والخصومة؟ بل يؤدي إلى الشحناء والبغضاء؟ . والجواب إنما يكون الشر عندما يجهل الإنسان شرع الله تعالى في أسس الاختلاف المشروع وآدابه و يبتعد عن توجيهاته، فما هي الأسس والآداب الشرعية حتى نسلم من شرور الاختلاف .
أسس الاختلاف المشروع
الأساس الأول: لا يجوز أن يكون الاختلاف في نصوص القرآن والسنة ولا اجتهاد في موارد النصوص . ( شرح يبين الفرق بين النصوص، والظواهر والمجملات )
الأساس الثاني: لا تجوز مخالفة الإجماع { ومن يشاقق الرسول....وساءت مصيرا }.
الأساس الثالث: لايجوز الابتعاد عما كان عليه الخلفاء الراشدون ضي الله عنه في سُنَّتِهِمُ العامة ضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أواخر حياته مودعاً أصحابه ضي الله عنه في ضمن موعظة بليغة وَجِلت منها القلوب، وذرفتْ منها العيون عن العِرباضِ بن ساريةَ t : (( وَإنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً، فَعَليْكُم بسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدينَ المَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْها بالنَّواجِذِ )) [ أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح ].
الأساس الرابع: ‏ لايجوز الابتعاد عما كان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ضي الله عنه في سُنَّتِهِمُ العامة، قال الله تعالى: { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [ التوبة / 100 ]
الأساس الخامس: أن لا يؤدي الاختلاف إلى التنازع والشحناء والبغضاء، وهذه البغضاء تذهب بدين العبد وتستأصله لا تُبقي منه شيئاً، وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم الحالقة، وذلك فيما رواه الإمام أحمد والترمذي والبزار، قال الهيثمي: بإسناد جيد، عن الزبير t (( دَبّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ، لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدّينَ )) .
الأساس السادس: الحوار الهادئ اللطيف:فالله سبحانه نهانا أن نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، وهم غير مسلمين فقال: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } فمحاورة المسلمين أولى بذلك .والله تعالى أمر موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام بالقول اللين عندما أرسلهما إلى فرعون فقال: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى {43} فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
وكذلك كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وإليه أرشدت أمته، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } [آل عمران:159]
الأساس السابع: تشجيع النقد البناء وعرض الرأي : إن جو الحرية الشرعية؛ هو المكان الذي تزدهر فيه الأفكار الصحيحة، أما حين يكون على الإنسان أن يفكر ألف مرة ومرة قبل أن يقول ما يراه؛ لأنه سوف يواجه تهماً وتشنيعاً وأذى فإن هذا مخالف لما ربَّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ضي الله عنه ، وإن منع الناس من إبداء الرأي من جاهلية فرعون القديمة عندما كان يقول: { قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى } [ غافر: 29 ]
الأساس الثامن: الالتزام بفقه الإنكار : ومن أعظم جوانبه ما يلي
1- لا إنكار في مسائل الاجتهاد التي يختلف فيها العلماء فهذه المسائل لا ينكر فيها مجتهد على مجتهد، ويدور أمر المجتهد بين أجر وأجرين .
2- لا ينكر مقلدٌ على مقلد، فإذا كان الإنسان مقلداً لغيره من العلماء أو المذاهب المعتبرة فإنه لا يحق له أن ينكر على مقلد آخر.
الأساس التاسع: لا يجوز الاجتهاد في مسألة إلا لمن تحققت فيه أهلية الاجتهاد، وباب الاجتهاد لم يغلق، ونُحَذِّرُ من لم تتحقق فيه أهلية الاجتهاد من أن يجتهد ومن أن يتوهم في نفسه أهلية الاجتهاد .
آداب الاختلاف المشروع
بالإضافة إلى أسس الاختلاف المشروع لا بد من التخلق بأخلاق وآداب الإسلام حتى يكون الاختلاف نافعاً بناءً، ويسلم المختلفون من الابتعاد عن صراط الله المستقيم، وأهم هذه الآداب ما يلي:

1- لا تثريب ولا لوم بين المختلفين : ولهذا قال يحيى بن سعيد: ما برح المستفتون يسألون، فيجيب هذا بالتحريم، وهذا بالإباحة، فلا يعتقد الْمُبيحُ أن الْمُحَرِّمَ هلك، ولا يعتقد الْمُحَرِّمُ أن المبيحَ هلك.
وكان الإمام أحمد يقول: ما عبر الجسر إلينا أفضل من إسحاق، وإن كنا نختلف معه في أشياء؛ فإنه لم يزل الناس يخالف بعضهم بعضا.
2- الإنصاف: كما قال عمار رضي الله عنه في صحيح البخاري: ( ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ : الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ) والإنصاف خلق عزيز يقتضي أن تنزل الآخرين منزلة نفسك في الموقف، والإنصاف ضرورة، ومن جوانب الإنصاف:
1- أن ما ثبت من الفضل لأخيك بيقين لا يزول عنه إلا بيقين؛ فمن ثبت له أصل الإسلام لا يخرج من الإسلام ويحكم بكفره إلا بيقين، ومن ثبتت له السنة لا يخرج منها إلا بيقين، وهكذا من ثبت له شيء؛ فإنه لا يُنزع منه إلا بيقين.
2-الخطأ في الحكم بالإيمان أهون من الخطأ في الحكم بالكفر؛ أي لو أنك حكمت لشخص بالإسلام بناءً على ظاهر الحال، حتى لو كان من المنافقين مثلاً أو ليس كذلك؛ فإن هذا أهون من أن تتسرع وتحكم على شخص بالكفر، ويكون ليس كذلك؛ فتقع في الوعيد ( وَمَنْ دَعَا رَجُلاً بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ : عَدُوَّ اللَّهِ. وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَ عَلَيْهِ ). أي رجع عليه .
3- - الأخذ بالظاهر وعدم الدخول في نيات الناس والله هو الذي يتولى السرائر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( إِنِّى لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ قُلُوبَ النَّاسِ ، وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُمْ )) البخاري

4- عدم الانشغال بسرد أخطاء الآخرين والردود عليهم : سأل أحمد بن حنبل -رحمه الله- بعض الطلبة من أين أقبلتم؟ قالوا: جئنا من عند أبي كُريب، وكان أبو كُريب ينالُ من الإمام أحمد، وينتقده في مسائل؛ فقال نِعم الرجل الصالح! خذوا عنه وتلقوا عنه العلم، قالوا: إنه ينال منك ويتكلم فيك! قال أيُّ شيء حيلتي فيه، إنه رجلٌ قد ابتُلي بي. والعجيب أن كثيراً من الإخوة قد يتحفظون ويتورعون عن أكل الحرام، أو عن شرب الخمر، أو عن مشاهدة الصور العارية والمحرمة، ولكن يصعب عليه كف لسانه؛ فتجده يَفْرِي في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي بما يقول .
5- جعل أعظم الاهتمام بالأمور المتفق عليها وترجيح الجوانب العملية، على الانشغال بالأمور المختلف فيها، وعن كثرة الجدل، فقد كاد تدين كثير من المسلمين كلاماً ونقاشاً، وإنكاراً ورداً، وأكثر ذلك لا خبر فيه .
التحذير من سلبيات وأمراض التطبيق الخاطئ للاختلاف :
1- القطعية في الأمور التي فيها مجال للاختلاف والنظر إلى هذه الأمور بمنظار : قولي صواب لا يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ لا يحتمل الصواب .
2- القطيعة والهجران بسبب اختلاف الرأي على مبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي.وأحيانا إن لم تكن معي فأنت ضد الله
3- الخلط بين الموضوع والشخص؛ فيتحول نقاش موضوع معين، أو فكرة، أو مسألة إلى هجوم على الأشخاص، وتجريح واتهام للنيّات وبالتالي تتحول كثير من الساحات إلى محيط للفضائح والاتهامات وغيرها من الطعون
4- تدنّي لغة الحوار، وبدلاً من المجادلة بالتي هي أحسن تتحول إلى نوع من السب والشتم، وكما يقول أهل العلم أنه لو كان النجاح والفلاح بالمجادلة بقوة الصوت والصراخ أو بالسب والشتم لكان الجهلاء أولى بالنجاح فيه
5- الغرور والاعتداد بالرأي أو ما يسمى بالأحادية : مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ
6- السطحية والتسرع فيما يحتاج إلى روية وتأمل وتدبر والحكم عليها بأنها خاطئة ومخالفة للحق وللسنة ، والتسرع أيضاً إلى الحكم على الأمور والأشخاص بما لا يسهل الكلام فيه عند من يخشى الله واليوم الآخر ومن أمثلة ذلك :
§ فلان مات؛ فإلى جهنم وبئس المصير .
§ فلانٌ منحرف في العقيدة مفتون في نفسه، وقد يكون أصفى من القائل عقيدة، وأصدق منه مذهباً، وأقوم بالكتاب والسنة.
§ فلان من المنافقين،
ولا أدري كيف يكون الحوار إذا اعتقد كل طرف أن ما هو عليه صواب قطعي، وأن ما عليه خصمه خطأ قطعي ، وقد تكون المسألة كلها محل نظر وتردد، وليس فيها نص عن الله ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخاتمة
الاختلاف منه محمود ومنه مذموم ، فللاختلاف أسس وضوابط وأخلاقيات
وإن المخالفة لهذه الأسس تؤدي إلى التفرق والبغضاء وسيحاسبنا الله على ذلك يوم القيامة ، فالأمة أمة الإسلام أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وليست حريتنا مطلقة فيما نترك من الآثار بين المسلمين، فهذه أمانة في أعناق رؤوس الأمة الذين يتكلمون على منابر مساجدها .
والحمد لله رب العالمين