تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المجلس الخليجي للإغاثة الدولية



من هناك
05-28-2008, 05:02 AM
الكوارث الطبيعية وما يترتب عليها من حاجات إنسانية بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة لدول ومجتمعات محتاجة تعتبر مدخلا كبيرا للحضور وللتعزيز النفوذ السياسي والدبلوماسي على الساحة الدولية. فكثيرا ما نرى عبر وسائل الإعلام طائرات غربية وأمريكية تحمل مساعدات غذائية وعينية, أما عبارة "مساعدة أمريكية" فهي تتصدر وبخط عريض مساعدات وأكياس القمح المرسلة من الولايات المتحدة للمناطق المنكوبة والمحتاجة. بطبيعة الحال فإن الغرض من المساعدات الدولية -والتي تستخدم أحيانا كأدوات سياسية- غالبا ما يكون بعيدا عن أهدافها الإنسانية المعلنة.
ففي الوقت الذي تنفق فيه الإدارة الأمريكية مليارات الدولارات في العراق على أسلحة القتل والتدمير وتكشف التقارير عن هدر المليارات في صفقات فاسدة وعمولات غامضة, نقرأ عن مناشدة اليونيسيف للعالم لتقديم 42 مليون دولار فقط لاستخدامها في اللقاحات الدوائية والأغذية والمياه النظيفة لأطفال العراق وذلك في تقرير صدر العام الماضي وتحدث عن أوضاعهم المأساوية والناتجة عن الغزو والاحتلال الأمريكي وتداعياته.
الدول الخليجية تسارع لتقديم الأموال والمعونات للبلدان التي تتعرض للكوارث أو تمر بظروف مأساوية, غير أن معظم تلك المساعدات تكون عبر مؤسسات دولية أو منظمات أممية. ففي الأسبوع الماضي أعلن برنامج الغذاء العالمي أن السعودية تبرعت بمبلغ نصف مليار دولار أمريكي إلى البرنامج وذلك استجابة لدعوته التي وجهها من أجل التصدي لأزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم، ومساعدته على تحقيق هدفه بتجميع مبلغ 755 مليون دولار. وقال البرنامج إن 31 بلدا تبرعت بما مجموعه 460 مليون دولار أمريكي قبل أن يتلقى التبرع السعودي الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بغير المسبوق.
التبرع السعودي أمر طيب وعمل مشكور ولكن مردوده سيكون أكبر ونفعه أعم لو أن هناك آلية لاستثمار التبرعات وتوظيفها بما يعود بالخير على المستحقين ويحقق فوائد وايجابيات للجهات المتبرعة. المنظمات الدولية تنفق الكثير من الأموال كرواتب ضخمة على موظفيها الدوليين وبشكل خاص الغربيين منهم, كما أن توزيع المساعدات قد يكون محكوما بعوامل غير مرئية وربما يستخدم للتأثير الفكري والنفسي على الجهات المستلمة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن معظم اللاجئين في العالم من العرب والمسلمين وأن هناك الكثير من الحروب والصراعات التي تدور في بلادهم, مع التذكير بأن الكثير من المنظمات الإغاثية الإسلامية تم حظرها تحت غطاء الحرب على الإرهاب, بالإضافة إلى توسع العمل التنصيري والذي يتخذ من العمل الإغاثي ستارا وغطاء. ولعل تورط منظمة "زوس آرك" الفرنسية في نوفمبر الماضي بمحاولة خطف عشرات الأطفال المسلمين من تشاد تحت غطاء العمل الخيري مؤشر على ما يمكن تمريره وفعله تحت غطاء الادعاءات والشعارات الإنسانية. هذه العوامل وغيرها تشير إلى الحاجة للعمل الإغاثي والخيري الرسمي والمتسم بفعالية وبشفافية ووضوح لا تترك لمغرض أو مبغض فرصا للطعن فيه أو التشكيك في مراميه.
في الأسبوع الماضي طالبت منظمة الغذاء والزراعة العالمية (الفاو) المجتمع الدولي بتقديم مساعدات عاجلة إلى الصومال. وقالت المنظمة في بيان لها إن حوالي 35% من الصوماليين يعانون من أزمة غذائية طاحنة, وأن طلب المساعدات العاجلة يرجع إلى وجود حوالي 600 ألف من الفقراء الإضافيين الذين يجهدون من أجل الحصول على قوتهم ويواجهون صعوبات كثيرة في ذلك بسبب الارتفاع المتزايد في أسعار السلع الأساسية. الفاو التي طالبت بالحصول على 18.5 مليون دولار أميركي مساعدة طارئة للصومال عام 2008 أعلنت أنها تلقت منها فقط 3.7 مليون دولار من حكومتي السويد وإيطاليا.
قيام مجلس التعاون الخليجي بتأسيس مؤسسة إقليمية خيرية تعنى بشؤون الإغاثة الإنسانية لتقوم وبشكل مباشر بتوزيع المساعدات والمعونات والتي تحمل شعار المجلس ودوله مما سيكون له الأثر الطيب في المجتمعات والدول المحتاجة وفي نشر الصور الطيبة عن دول المجلس وقيمها وأخلاقياتها, سيكون مشروعا رائدا. كما إن تلك المساعدات والمبادرات ستساهم في تعزيز المكانة العالمية لدول المجلس وتوثيق علاقاتها الدولية مما يعود بالنفع والخير للجهات المانحة والمستلمة.
ياسر سعد

مقاوم
05-28-2008, 08:26 AM
قيام هذا المجلس هو استجابة للأسياد الأمريكان ليصبح لهم نفوذ مباشر على أموال الصدقة والمعونات.

دول مجلس التعاون كانت تعج بالمؤسسات الخيرية الإسلامية وهذا المجلس سيقوم على أنقاضها بعد أن أغلقت وجمدت أموالها بأوامر فرعون العصر.

موضوع الاستثمار أمر طيب لكني شخصيا لا أشجع عليه في أعمال الخير لأن ديننا يأمر بالصدقة ويحث عليها وفي هذا خير عظيم في نشر مبدأ الأخوة والنصرة والتكافل والتكامل.

فإن استثمرنا أموال الصدقة ليعود ريع الاستثمار على المحتاجين نكون قد وضعنا حجر الأساس في مشروع قد يفضي إلى تآكل مبدأ الصدقة عند العامة وهذا أمر جد خطير. ضف إلى ذلك فتح الباب لتسلط الأعداء على مبالغ طائلة من أموال المسلمين والاستثمار عموما تجارة ، والتجارة معرضة للربح والخسارة فإن خسرت من يتحمل المسؤولية؟

فـاروق
05-28-2008, 11:30 AM
انا كنت افكر كثيرا في هذا المنحى..واتبنى فكرة الاستفادة من الحركة الشرائية العادية لتحصيل اموال تستثمر في خدمة فقراء المسلمين خاصة وحاجات المسلمين عامة...

ولكني بعد نقاش مع مقاوم...ابقيت على فكرتي ولكن مع التنبه على ضرورة مفهوم الصدقة وتنوع المصادر والجمعيات دون ان يعني ذلك غياب التنسيق.

لا ضرر في البحث عن مصادر وموارد اضافية لمساعدة اخواننا في الدين...بل هذا امر مطلوب...ولكن لا شيء يبرر ان يقوم هذا الامر على انقاض الاساس...الا وهو مفهوم الصدقة والبذل ومحاربة الشح

من هناك
05-28-2008, 01:24 PM
اخي مقاوم،
والله اعلم القصد ليس الإستثمار التجاري عند الأصل ولكن وضع الأموال في مشاريع تنموية حيث يتم توزيعها من اجل ديمومة الإفادة منها

يعني علم الرجل ان يصطاد بدل ان تتحسن عليه كل يوم بسمكة

مقاوم
05-28-2008, 03:25 PM
يعني علم الرجل ان يصطاد بدل ان تتحسن عليه كل يوم بسمكة

نعم ، هذا هو شعارنا في العمل الإغاثي الاجتماعي التنموي.

لكني أشعر (وشعوري ليس نابعا من فراغ) أن إنشاء هذا المجلس هو الخطوة الأولى من سلسلة يراد من ورائها القضاء على مؤسسات المجتمع المدني والله أعلم.