تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ليلى ..



صرخة حق
05-27-2008, 06:43 PM
قصة ليلى قد تطول قليلا قد تتعبك حروف قراءتها أكثر من معاناتها .. لكن كم أود عندما تمر هنا أن تكمل قصتها

ليلى صغيرة جميلة .. لها أب حنون وأم رحيمة .. وفارس أخوها جد هي به معجبة
فارس كلامه قليل وفعله كثير .. ليس كغيره من الشبان .. هكذا يصفه أبوها
ليلى .. تطيل في مدح أخيها ...
فارس دوما يلاعبها .. يمازحها .. ويقص عليها قصص الشجعان من تراث الأجداد
يقرأ في السير ... تراه تدمع عيونه .. تجري نحوه لتمسحها .. وتقول له .. أمي تقول : زمن العصابة ولى وراح .. لماذا تريد ضرب الهواء ..
ينظر لها بابتسامة .. وفي قلبه مخبوءة لوعة .. يراها الأب ..ويكرر .. لا تتمنى لقاء الأعداء .. فزمنك عز وجاه .. دع يا ولدي عنك العناء
هي في حضن أمها يوما تنام .. وبقرب قدمي أبيها أحيانا تغفو .. ومرات على كتف فارس حين يحملها فتسقط رأسها
الكل يغبط أبا فارس .. فبيتهم سعيد ..

.... دوام الحال من المحال .. هكذا قالت الأيام
دخل في ليلة عليهم .. عصابة من الأشرار
ليلى كانت يومها نائمة تحت دثار بالي .. في حجرة مع عرائسها
تغط في حلم طويل ... تتقلب يمنة ويسرة ..
صحت ليلى وجلة ... كابوس .. شعرت بقلب مقبوض
الشمس مشرقة .. أمي لم تحملني لفراشي ..
طلت من الشرفة .. بقرب البيت شيء من العفش .. من أخرجه
هذا خمار أمي ما الذي أسقطه ؟!
ركضت خارجة من غرفتها الموصدة .. فتحت الباب واندفع بقوة رأس فارس يسقط من خلفه
نزلت نحو رأسه المغطى بالدماء ..حملته بين يديها .. وعلى رجليها وضعته
صرخت .. دماء .. فارس .. في قلبها وعقلها تتقلب الخواطر والكلمات
هذا هو الموت .. لا أريد معرفته .. أكرهه
كنت تحكي عن نعجتنا الميتة .. وعن دجاجتي كيف تركت صغارها ..
كنت تحكي عن دماء الأبطال .. وعند الانتهاء .. أقرأ عينيك وأقول لا تضرب الهواء
ببطء وضعت رأس أخيها على الأرض المغطاة بدمائه ..
ومشت زحفا خوفا من الآتي .. عودها فارس على الثبات في الشدة ..
رفعت نفسها قليلا وبخطوات تخاف أن تسمعها .. وبصوت لا تسمعه أذناها
أماه .. أماه .. أبتاه .. تعثرت برجل أبيها سقطت عندها .. لالن تنام بقربها
دماء بين جنبيه ... أبتاه .. ما الذي يجري .. اننا محبوبون ... حياتنا سعيدة
أين زمن العز ..
أماااااااه بصوت مرتفع متقطع ... خمارها في الشارع
ركضت ليلى .. التقطت الخمار .. من أسقطه يا أمي ... ما الذي فعلناه بهم
اين أخذوك .. من هم ؟!!
أسقطت رأسها على التراب .. كأنها تكلم الأرض ، تسألها عن مكان أمها
تبكي ... تنتحب الصغيرة ... يمر الجيران ... لا أحد يسألها ..
لا أحد يقف بقربها ... مشغولون لأعمالهم ذاهبون .. لايهمهم أمر الدماء التي على ثيابها
لا يرونها .. فهم مخدرون .. لا يعرفون إلا ما يسيرون به حياتهم .. مبرمجون

صرخة حق
05-27-2008, 07:52 PM
جمعت قوتها .. تحركت تريد اللحاق بأمها ... أين الطريق ؟
الجيران ... إنهم الصحب والإخوان ... واست نفسها بهذه الكلمات
جارنا نشميّ .. ليلى .. ما بك تبكين ؟؟
قتلوا فارس ... قتلوا أبي...خطفوا أمي
من تقصدين يا ليلى ؟ أولئك الجبناء .. آفات المجتمعات ورذائلها ..
جزاؤهم التقطيع والتصليب .. إنهم المفسدون في الأرض .. إنهم يستحقون لعائن الله وغضبه
أريد يا نشمي حقي منهم ..
نعم .. نعم يا ليلى .. يجب أن يقتلوا ويصلبوا ... قتلَة العفة .. سنجتمع وندلي بفتوى وجوب قتلهم و .. و .. و ..
تركته وهو يردد أبناء القردة والخنازير .. المفسدون .. لم يتوقف
جارنا أسد .. كنت تحب فارس ..
فارس شاب ولا كل الشباب ... قتلته كما يبدو عصابة
تعجبت ليلى الصغيرة
هكذا ديدنهم يا ليلى .. يقتلون
خطفوا أمي
لا نخافي يا ليلى سنجتمع وندرس الموضوع ونضع خطة محكمة للوصول للهدف وللسيطرة التامة على هذه الفئة المشاغبة المغرضة .. لا تخافي يا ليلى ..
فقط ....
خرجت ليلى لجارهم مجاهد .. اشربي العصير يا ليلى .. أنت تعبة .. ارتاحي قليلا
جثتا أبي وأخي في البيت مرمية
سنصلي عليهم غدا
أمي خطفوها
هم .. هم بالتأكيد .. أولئك القوم .. لقد أعددت لهم كلاما سأودعه الجرائد
خرجت من عنده يائسة قد تجد الحل عند نضال
أخيرا يا ليلى .. كنت أنتظرك ... أنا أعلى منهم منزلة وقدرا
أكون آخرهم .. كيف هذا يكون ؟ وأنا الغني السيد العميد .. الآن يا ليلى ..
رغم ذلك سأجتمع معهم ..
خرجت مسرعة مكسورة الخاطر قاصدة مرابط
ليلى لا وقت لدي ... دعيني مع مع هذا الدعي لأسكته حين يمدح صراصير الليل .. والله لأحطمنه .. مع من هذا يتكلم
صرخت ليلى صرخة مكتومة .. قرر الجيران إظهار حسن النوايا في حق ليلى
فقرروا الاجتماع بعد صلاة المغرب في بيتها
ليلى هناك بالماء تمسح الدماء عن أبيها وأخيها .. وتنظفهم .. وسلمى تجر بيدها عربة بسيطة
وصل الجيران ..

منال
05-27-2008, 08:00 PM
أسلوب حضرتك جميل ماشاء الله
اتابع ما تكتبين

صرخة حق
05-27-2008, 08:23 PM
ماذا تفعلي يا ليلى ؟ أهكذا إكرام الميت ؟ صاح مرابط
وصرخ بعده نشمي .. تريدن أن ندفنهم دون غسل السنة .. إنهما مسلمان
خلتك يا ليلى عاقلة متدينة كوالديك .. بثيابهما وأثار الدم عليها
امتلأ الغيظ قلب أسد .. وماذا لوظلت الثياب عليهما .. شيخي يقول بالجواز
رد نضال شيخك دعي هو من صحب السلطان وجامل على القرآن
لكن نشمي لم يمهله .. وشيخك أنت الذليل .. ينادي بضرب الرقاب ويختبئ خلف الجلباب
مجاهد .. يقول لهما .. صدقوني سأخصص لكما حلقة من الاتجاه المعاكس تدخلان فيه متبارزان
مرابط .. أنتم تخالفون المسنون وتدعون أنكم تفهمون .. عدمتكم أمهاتكم
أما أسد هدأ منهم قائلا .. لنتكلم عن قناعة .. ونضع المحاور في نقاط ..
وعلينا أن نجلس قليلا نرتب أمور الميتين ونسلهلها بالقلم والمسطرة وفي الكراس
ولنعرف القدر المحتاج له من القماش .. والكافور والسدر
وهل نحفر حفرتين .. وهل نشق اللحد .. فلا بد من مهندس وبناء
أنا أعرفهما في الحارة القريبة .. فقط نحتاج لأيام لاستخراج الفيزا ليحضرا
مجاهد يكتب أحيانا ما يدور .. يريد سبقا صحفيا
ثم قال ..لا تدفنوهم في المقابر القريبة .. فالعصابة أصدرت أمرا بمنع الدفن إلا بإذن
ولا تدوسوا على ذاك الشارع حين الدفن ..
نحن من عمرناه وبنيناه صاح نشمي
مجاهد .. هم صمموه
نضال .. وعلى شكل الصليب صنعوه
نشمي .. حرام إلى يوم الدين .. لا تمشوا على شارع كالصليب مصنوع
إنكم إذن آثمون

صرخة حق
05-27-2008, 08:45 PM
بارك الله فيك أختي منال وجزاك خيرا

ليلى بدموعها وثيابها المتسخة وسلمى ومعهم لميا ... صغيرات سن ..
سحبوا الأب وفارس .. وضعوهما في العربة .. يدفعون بثقل
في المقبرة القريبة .. بثينة وهند كانتا قد فرغتا من حفر قبر صغير .. قريب من الأرض
ليلى دموعها لا تتوقف وبصمت .. بيدها تكفكفها ..
لا تعرفليلى كيف تحجر الدموع .. تحزمت ليلى وسروالها بدا من تحت ملابسها
لتنزل القبر .. لا صوت لها .. بإشارات تومي لصحيباتها لينزلوهما واحد واحدا
وهي تتلقاهما قليلا قليلا
صوتها مخنوق ... تمسك وتدفع وتحمل وهي تتلوا ما تحفظ من القرآن
لا تعرف ماذا يقرأ الرجال الكبار .. لكنها تظل تقرأ ما نحفظ
بكت .. صغيرة آهاتك يا ليلى ... آه تلي الآه مبللة بدماء ..التراب يغطيها
ويغطي غطاء أمها الذي التقطته شعر رأسها
أهالو التراب على الشهيدين ..
وقفت ليلى أمام البنات الصغيرات وكبرت للصلاة .. استقبلت القبر
وصلوا صلاة فيها الركوع والسجود .. جعلتها ليلى أربعا ..
لا تعرف ليلى وصويحباتها كيف الصلاة .. وجهتها .. والصغيرات يرددون مثل ما تقرأ
ويبكون معها ..
سلمت ليلى ووقفت رفعت يدها بالدعاء وخلفها الصغيرات يؤمنون
بخشوع .. بذل .. بإلحاح .. وبصوت متقطع من شدة البكاء والزفرات
يارب .. ارحم أبي وفارس أخي وتقبلهما شهيدين
يا رب ارجع لي أمي
يارب قوني وقوي جسدي لآخذ ثأري
يارب .. يا رب .. يا رب.. اجعلني رجلالالالالا لأكمل مشوار أخي و لن أضرب الهواء

التفت هند من دعائها لتصدر منها حكمة .. هكذا أسمتها فقد علمتها أمها إياها
لا يا ليلى .. لا تتمنين أن تكوني رجلا ..
لأن المرأة صانعة الرجال .. أمك عظيمة فجاء فارس عظيم .. وأمي لم تنجب يا ليلى ولدا لحرر أمك من العدوان ..
بكت االصغيرات وحضن بعض .. ثم رفعت ليلى عينيها للسماء راجية النصر من خالقها الذي وعد بنصرة المظلوم

انتهت قصتي ...