تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نفحات من بلاغة القرآن الكريم



منال
05-25-2008, 11:59 AM
نفحات من بلاغة القرآن الكريم
د. عبد الله بن سليم الرشيد

امتاز أسلوب القرآن باجتناب سبل الإطالة، والتزام جانب الإيجاز – بقدر ما يتسع له جمال اللغة- وذلك جعله أكثر الكلام افتنانا، أي أكثره تناولا لشؤون القول وأسرعه تنقلا بينها.(1)


وفي هذه المقالة إشارات إلى بعض مكامن البلاغة في القرآن الكريم، بعضها مما وقفت به من قراءات متعددة لبعض المعتنين بهذا الجانب في الدراسات القرآنية، وبعضها اجتهاد في تلمس موضع البلاغة، آمل أن يكون فيه شيء من التوفيق، وأعوذ بالله أن أتكلم في كتابه بما ليس لي به علم.

وكان مما وقفت به مليّا قصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ،(2) وهي في آيات يصدق عليها ما قاله محمد دراز من أن أسلوب القرآن يتنقل في المعنى الواحد على نحو من السرعة لا عهد بمثله، ولا بما يقرب منه في كلام غيره، ومع هذه التحولات السريعة التي هي مظنة الاختلاج والاضطراب، تراه لا يضطرب، بل يحتفظ بتلك الطبقة العالية من متانة النظم.(3)

هذا الانتقال السريع الموجِز لكثير من الوقائع والأحداث في تلك القصة بيِّن في قوله تعالى: {اذْهَبْ بِكِتابِيْ هذَا فَألْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاْذَا يَرْجِعُوْنَ*قالتْ يَا أَيُّها المَلَؤُ...}(4) وفي قوله: {وَإِنِّيْ مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُوْنَ *فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ...}.(5)

ولا شك أن في السياق كثيراً من الحذف البليغ، ففيه إيماء إلى الوقائع، وانتقال أشبه بالإضراب عما يُستغنى عن ذكره.

أما قوله عز وجل:{قَالَ يَـأيُّها المَلؤُا أيُّكُمْ يَأتِيْنِيْ بِعَرْشِهَا قَبْلَ أنْ يَأتُونِي مُسْلِمِينَ* قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الجِنِّ أنَا آتيِكَ بِهِ قَبْلَ أنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وإنّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أمِينٌ*قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الكِتَبِ أنَا آتِيكَ بِهِ قبَلَ أن يَرْتَدَّ إليكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أأشْكُرُ أمْ أكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإنَّ رَبِّي غَنِيُّ كَرِيمٌ}(6)

ففيه انتقال فجائي بين قول الذي عنده علم من الكتاب وتكفله بأن يأتي بعرشها قبل أن يرتد طرف سليمان إليه، وبين وقوع ما تعهد به من إحضار العرش عند سليمان.

إن القارئ لهذه الآية يعيش فيها بشعوره وإحساسه بدقة عظيمة، إذ إنه – أي القارئ- لا يكاد يرتد إليه طرفه حتى يفاجئه سياق الآية بتحقق الأمر ووقوعه، وهذا نمط من البلاغة القرآنية مفرَد، فقد تضافر اللفظ والمعنى والسياق في تأدية القصة ونقل ذلك الجو الذي جرت فيه تلك الواقعة العجيبة.

وشبيه بهذا النمط من البلاغة في سور أخرى قوله تعالى: {فلَمَّا رَأوَهُ عَارِضًا مُسْتَقبِلََ أوْدِيَتِهِمْ قَالوْا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتمُ بِهِ رِيْحٌ فِيْها عَذَابٌ أليِمٌ، تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأمْرِ رَبِّهَا فَأصْبَحُوْا لَا يُرَى إلا مَسَاكِنُهُمْ}(7)
فالانتقال المفاجئ من وصف الريح المقبلة إلى بيان أثرها المروّع (فأصبَحُوا لا يُرَى إلا مَساكنهُم) يجعل تالي القرآن يشعر بما وقع لأولئك القوم، ويعيش في الجو الذي صحب تلك الريح، بحيث إن أثرها كان لشدته وهوله مغنيا عن ذكر مبادئ هبوب الريح وما فعله القوم لاتقائها.

وضرب آخر من التعبير القرآني الفريد في قوله تعالى في قصة الأحزاب متضمنا ذكر ما لقيه المؤمنون من الشدة والجهد:
{إذْ جَاؤُوْكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا}(8)
إننا نجد أنفسنا تجاه مشهد عصيب قاسى المسلمون الأوائل شدائده،وقد أسهمت الصورة الفنية في نقله وتشخيصه، وفي جعل القارئ يعيش فيه بشعوره وإحساسه وإن لم يشهده، ففي (زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر) تصوير مهول لذلك الفزع والخوف الذي ألجم الأفواه، والعادة أن لسان الخائف ينعقد دهشة ورعبا،فيفقد القدرة على الكلام، فكأنما صعدت القلوب حقيقة إلى أعلى مجرى النفـَس فسدته.


وفي قوله تبارك وتعالى في قصة نوح عليه السلام: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالجِبَالِ}(9)
أجد أن مجيء لفظ (الجبال) لتشبيه الأمواج العظيمة بها كان ملائما لحال القوم المخاطبين بهذا القرآن حين نزوله وهم كفار قريش، فالآية مكية، ووجه الملاءمة أنهم يعيشون بين جبال شواهق، ويظهر أن (ال) في (الجبال) عهدية، أي أن المراد – والله أعلم- : موج كهذه الجبال التي أنتم قاطنون بينها. وفي ذلك من التحذير والتقريع والتخويف ما فيه.


ومما وقفت عنده مليا من أساليب التعبير القرآني أن الآية التي تتضمن دعاء أحد الصالحين يأتي فيها- غالبا- الفعل المتضمن الاستجابة الربانية معطوفا بالفاء، كقوله تعالى في قصة زكريا: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِيْ مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيْعُ الدُّعَاءِ، فَنَادَتْهُ الملائِكَةُ..}(10)

وكذلك في قصة نوح: {فَافْتَحْ بَيْنِيْ وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِيْ وَمَن مَّعِيَ مِنَ الـمُؤْمِنِينَ* فَأنْجَيْنَهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الفُلْكِ المَشْحُونِ} ثم عطف ب(ثم) لما ذكر مصير الظالمين:{ثُمَّ أغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ}(11)

ومثل ذلك قوله تعالى في قصة لوط عليه السلام: {رَبِّّ نّجِّنِي وَأهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ* فَنَجَّيْنَهُ وَأهْلَهُ أجْمَعِينَ} ثم عطف ب(ثم) لما ذكر حال الظالمين:{ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ}(12)

والنحويون يقولون إن الفاء للمعاقبة أي أن المعطوف يجيء ملاصقا لما قبله، وأما (ثم) فهي للعطف مع التراخي،(13) وقد كان من رحمة الله وفضله على عباده الصالحين أن كانت إجابته لاستغاثتهم عاجلة، ومجيء الفاء عاطفة هو الذي دل على هذا، وأما الكاذبون المعاندون فكان من سعة فضله أن أمهلهم، ومجيء (ثم) دالّ على ذلك الإمهال.

وفي قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَرُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ* وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَلِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}(14)
نجد أن صفة الخلود جاءت بصيغة الجمع في البشارة (خالدين) وبصيغة الإفراد في الوعيد (خالدا).
وقد سئل أبو سعيد بن لبّ عن سر ذلك فقال: إن الجنة لما كان لأهلها فيها اجتماعات وليس فيها فرقة ولا توحد، جاء قوله (خالدين فيها) اعتبارا بالمعنى الحاصل في الجنة من الاجتماع، ولما كان أهل النار على الضد من هذا وكل واحد منهم في تابوت من نار، حتى يقول أحدهم إنه ليس في النار إلا هو؛ جاء قوله (خالدا فيها) اعتبارا بهذا المعنى. (15)
أقول: ووقع في حسباني أن الجمع في الأولى زيادة في البشارة للمؤمنين؛ لأن السعادة لا تتم إلا باجتماع الأضراب والأتراب، والإفراد في الأخرى زيادة في الوعيد؛ لأن خصوص العذاب زيادة فيه، والله أعلم بمراده.
-----------------
(1) ينظر: النبأ العظيم، نظرات جديدة في القرآن، د. محمد عبدالله دراز، اعتنى به وخرج أحاديثه عبدالحميد الدخاخني، دار طيبة، ط الثانية 1421هـ: ص182.
(2) الآيات 17-44 من سورة النمل.
(3) ينظر: النبأ العظيم ص 182 حاشية.
(4) سورة النمل 28-29.
(5) سورة النمل 35-36.
(6) سورة النمل 38- 40.
(7) سورة الأحقاف 24-25.
(8) سورة الأحزاب 10.
(9) سورة هود 42.
(10) سورة آل عمران 38-39.
(11) سورة الشعراء 118-120.
(12) سورة الشعراء 169-171. على أن (الفاء) و(ثم) تتعاقبان في مثل هذا السياق، وذلك مدعاة لإفردها بدراسة تجلِّي مواضع البلاغة فيها.
(13) ينظر: ثمار الصناعة في علم العربية، ابن هبة الله الدينوري، تحقيق د. محمد الفاضل، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض 1411هـ/1991م: ص 481.
(14) سورة النساء 13-14.
(15) ينظر: الإفادات والإنشادات، الشاطبي ص 154.

هنا الحقيقه
05-25-2008, 12:18 PM
ففيه انتقال فجائي بين قول الذي عنده علم من الكتاب وتكفله بأن يأتي بعرشها قبل أن يرتد طرف سليمان إليه، وبين وقوع ما تعهد به من إحضار العرش عند سليمان.

في هذا القول نظر

لان ببساطة هكذ حصل فعلا و بدون حذف
فلا قول قيل بين ذهاب الذي عنده علم من الكتاب وجلبه للعرش وارتداد بصر سليمان عليه السلام
وكما نعلم بالضرورة العقلية والعملية ان الكلام هو اطول زمنا من رد طرف العين فالظاهر لنا
ان حدث الامر ولم يكن هناك شيء بين ذهاب حامل العرش واستقرار العرش عند سليمان والله اعلم

هنا الحقيقه
05-25-2008, 12:24 PM
فكأنما صعدت القلوب حقيقة إلى أعلى مجرى النفـَس فسدته.
في النفس شيء من هذا القول

هنا الحقيقه
05-25-2008, 12:26 PM
وفي قوله تبارك وتعالى في قصة نوح عليه السلام: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالجِبَالِ}(9)
أجد أن مجيء لفظ (الجبال) لتشبيه الأمواج العظيمة بها كان ملائما لحال القوم المخاطبين بهذا القرآن حين نزوله وهم كفار قريش، فالآية مكية، ووجه الملاءمة أنهم يعيشون بين جبال شواهق، ويظهر أن (ال) في (الجبال) عهدية، أي أن المراد – والله أعلم- : موج كهذه الجبال التي أنتم قاطنون بينها. وفي ذلك من التحذير والتقريع والتخويف ما فيه.


رااائع
...

منال
05-25-2008, 12:31 PM
فكأنما صعدت القلوب حقيقة إلى أعلى مجرى النفـَس فسدته.
في النفس شيء من هذا القول
لماذا؟
العبارة الانجليزية تقول:
My heart was in my mouth when i approached the boss.
والمثل العربى:
قلبى وقع فى رِجلى

هنا الحقيقه
05-25-2008, 12:41 PM
نعم اختي ولكن هذا قرءان لا يجوز ان يكون فيه شيء لم يحصل الا اذا ضرب مثلا للتقريب

ولهذا قلنا ان لا مجاز في القرءان فان كان مجاز كان التكذيب فيه
الا ترين قول الكاتب

فكأنما صعدت القلوب حقيقة إلى أعلى مجرى النفـَس فسدته.


إذن لم تبلغ القلوب الحناجر إذن إذا جاء رجل وقال ان القرءان فيه وصف غير حقيقي لان لم تبلغ القلوب الحناجر ماذا نقول له حسب قول الكاتب المذكور ؟

ثم الكاتب قال : "صعدت " و لم يستخدم كلمة "بلغت" وكما نعلم هناك فرق وبون شاسع بين الكلمتين وهذا تاويل غير محمود لانه بدل الكلمة فغير المعنى
ولهذا قلت في النفس شيء وفيه نظر
والله اعلم

منال
05-25-2008, 12:53 PM
فهمت جزاك الله خيرا

مقاوم
05-25-2008, 01:00 PM
بل هي من مجاز القرآن ولا يختلف عربيان نبيهان على معناها
إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ
جاء في تفسير الجلالين:
وَبَلَغَتْ الْقُلُوب الْحَنَاجِر" جَمْع حَنْجَرَة وَهِيَ مُنْتَهَى الْحُلْقُوم مِنْ شِدَّة الْخَوْف

تفسير إبن كثير:
وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَار وَبَلَغَتْ الْقُلُوب الْحَنَاجِر " أَيْ مِنْ شِدَّة الْخَوْف وَالْفَزَع

وتفسير ابن جرير الطبري
وَقَوْله : { وَبَلَغَتِ الْقُلُوب الْحَنَاجِرَ } يَقُول : نَبَتْ الْقُلُوب عَنْ أَمَاكِنهَا مِنْ الرُّعْب وَالْخَوْف , فَبَلَغَتْ إِلَى الْحَنَاجِر. كَمَا : 21626 - حَدَّثَنَا ابْن وَكِيع , قَالَ : ثنا سُوَيْد بْن عَمْرو , عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد , عَنْ أَيُّوب , عَنْ عِكْرِمَة : { وَبَلَغَتِ الْقُلُوب الْحَنَاجِرَ } قَالَ : مِنَ الْفَزَع .

وقال القرطبي:
وَقِيلَ : إِنَّهُ مَثَل مَضْرُوب فِي شِدَّة الْخَوْف بِبُلُوغِ الْقُلُوب الْحَنَاجِر وَإِنْ لَمْ تَزُلْ عَنْ أَمَاكِنهَا مَعَ بَقَاء الْحَيَاة . قَالَ مَعْنَاهُ عِكْرِمَة . رَوَى حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ أَيُّوب عَنْ عِكْرِمَة قَالَ : بَلَغَ فَزَعهَا . وَالْأَظْهَر أَنَّهُ أَرَادَ اِضْطِرَاب الْقَلْب وَضَرَبَانه , أَيْ كَأَنَّهُ لِشِدَّةِ اِضْطِرَابه بَلَغَ الْحَنْجَرَة . وَالْحَنْجَرَة وَالْحُنْجُور ( بِزِيَادَةِ النُّون ) حَرْف الْحَلْق .

أما التأويل غير المحمود على حد زعم هنا الحقيقة فقد قال به بعض أهل العلم حيث نقل القرطبي في تفسيره:

وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ أَيْ زَالَتْ عَنْ أَمَاكِنهَا مِنْ الصُّدُور حَتَّى بَلَغَتْ الْحَنَاجِر وَهِيَ الْحَلَاقِيم , وَاحِدهَا حَنْجَرَة ; فَلَوْلَا أَنَّ الْحُلُوق ضَاقَتْ عَنْهَا لَخَرَجَتْ ; قَالَهُ قَتَادَة . وَقِيلَ : هُوَ عَلَى مَعْنَى الْمُبَالَغَة عَلَى مَذْهَب الْعَرَب عَلَى إِضْمَار كَادَ ; قَالَ : إِذَا مَا غَضِبْنَا غَضْبَة مُضَرِيَّةً هَتَكْنَا حِجَاب الشَّمْس أَوْ قَطَرَتْ دَمًا أَيْ كَادَتْ تَقْطُر . وَيُقَال : إِنَّ الرِّئَة تَنْفَتِح عِنْد الْخَوْف فَيَرْتَفِع الْقَلْب حَتَّى يَكَاد يَبْلُغ الْحَنْجَرَة مَثَلًا ; وَلِهَذَا يُقَال لِلْجَبَانِ : اِنْتَفَخَ سَحْرُهُ .

منال
05-25-2008, 01:03 PM
اظن لا اختلاف بينكما لكنه الشيطان يأبى الا ان يفرق القلوب

الاخ هنا الحقيقة يعترض على كلمة صعدت ليس بلغت

اما مجاز القرآن فهو ياخذ بالمنع وحضرتك بالجواز ولكل رايه

لو تحول الموضوع الى شجار لأحذفنّه

استغفر الله العظيم

مقاوم
05-25-2008, 01:07 PM
وأنا أشرت إلى أن حتى معنى صعدت وارتفعت قال به أهل العلم وأتيت بالدليل.

هنا الحقيقه
05-25-2008, 01:31 PM
سبحان الله ولا إله الا الله

فقط لو كنا نكتب ليس فقط لاجل المخالفة واظهار الغير على خطأ لارتحنا وتبين الحق وتجنبنا الخطأ
تقول :

بل هي من مجاز القرآن
بل ليس مجاز وحتى المفسرين الذين جلبت اقوالهم لم يقولوا بالمجاز حتى جلال الدين الذي يقول بالمجاز ما قال هذا مجاز وسوف نثبث هذا


ولا يختلف عربيان نبيهان على معناها
أقول نعم لا يختلف عربيان نبيهان على معناها ولكنك خالفت العرب وقلت انها مجاز والذين جلبت ادلتهم لم يقولوا مجاز فلنرى

جاء في تفسير الجلالين:
وَبَلَغَتْ الْقُلُوب الْحَنَاجِر" جَمْع حَنْجَرَة وَهِيَ مُنْتَهَى الْحُلْقُوم مِنْ شِدَّة الْخَوْف


هذا تفسير جلال الدين الذي يقول بالمجاز ولكنه هنا لا يقول ( لم تبلغ حقيقة وانهامن المجاز) وانما قال
قوله في الاعلى واثبته فقط ولا يشير الى مجاز فاين قول المجاز ؟!!!

تفسير إبن كثير:
وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَار وَبَلَغَتْ الْقُلُوب الْحَنَاجِر " أَيْ مِنْ شِدَّة الْخَوْف وَالْفَزَع


أين المجاز في التفسير ابن كثير يثبت الكلمة كما هي ولا يقول مجازا
واصلا ابن كثير من الذين لا يقولون بالمجاز في القرءان فكيف تأول قول ابن كثير على انه مجاز ؟!!!



وتفسير ابن جرير الطبري
وَقَوْله : { وَبَلَغَتِ الْقُلُوب الْحَنَاجِرَ } يَقُول : نَبَتْ الْقُلُوب عَنْ أَمَاكِنهَا مِنْ الرُّعْب وَالْخَوْف , فَبَلَغَتْ إِلَى الْحَنَاجِر. كَمَا : 21626 - حَدَّثَنَا ابْن وَكِيع , قَالَ : ثنا سُوَيْد بْن عَمْرو , عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد , عَنْ أَيُّوب , عَنْ عِكْرِمَة : { وَبَلَغَتِ الْقُلُوب الْحَنَاجِرَ } قَالَ : مِنَ الْفَزَع .

أين المجاز ؟!!!
ما معنى "نبت " هل من الممكن ان تخبرنا اليس هذا ينقض قولك بالمجاز ؟؟؟؟
ثم معروف عن الطبري انه لا يقول بالمجاز الذي نعلمه !!
وحتى قول عكرمة يثبت كلمة بلغت ولا يجعلها مجاز وظاهر من قوله
فعندما سئل على: عَنْ عِكْرِمَة : { وَبَلَغَتِ الْقُلُوب الْحَنَاجِرَ } قَالَ : مِنَ الْفَزَع .
اثبت البلوغ وبين لماذا فقال من الفزع فاين المجاز !!!


وقال القرطبي:
وَقِيلَ : إِنَّهُ مَثَل مَضْرُوب فِي شِدَّة الْخَوْف بِبُلُوغِ الْقُلُوب الْحَنَاجِر وَإِنْ لَمْ تَزُلْ عَنْ أَمَاكِنهَا مَعَ بَقَاء الْحَيَاة . قَالَ مَعْنَاهُ عِكْرِمَة . رَوَى حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ أَيُّوب عَنْ عِكْرِمَة قَالَ : بَلَغَ فَزَعهَا . وَالْأَظْهَر أَنَّهُ أَرَادَ اِضْطِرَاب الْقَلْب وَضَرَبَانه , أَيْ كَأَنَّهُ لِشِدَّةِ اِضْطِرَابه بَلَغَ الْحَنْجَرَة . وَالْحَنْجَرَة وَالْحُنْجُور ( بِزِيَادَةِ النُّون ) حَرْف الْحَلْق .



كلمة "قيل" ليس معناه تفسير القرطبي

انما قوله يبدأ من :وَالْأَظْهَر أَنَّهُ أَرَادَ اِضْطِرَاب الْقَلْب وَضَرَبَانه , أَيْ كَأَنَّهُ لِشِدَّةِ اِضْطِرَابه بَلَغَ الْحَنْجَرَة . وَالْحَنْجَرَة وَالْحُنْجُور ( بِزِيَادَةِ النُّون ) حَرْف الْحَلْق .

فاين المجاز ؟!!

فقد قال به بعض أهل العلم حيث نقل القرطبي في تفسيره:

وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ أَيْ زَالَتْ عَنْ أَمَاكِنهَا مِنْ الصُّدُور حَتَّى بَلَغَتْ الْحَنَاجِر وَهِيَ الْحَلَاقِيم , وَاحِدهَا حَنْجَرَة ; فَلَوْلَا أَنَّ الْحُلُوق ضَاقَتْ عَنْهَا لَخَرَجَتْ ; قَالَهُ قَتَادَة . وَقِيلَ : هُوَ عَلَى مَعْنَى الْمُبَالَغَة عَلَى مَذْهَب الْعَرَب عَلَى إِضْمَار كَادَ ; قَالَ : إِذَا مَا غَضِبْنَا غَضْبَة مُضَرِيَّةً هَتَكْنَا حِجَاب الشَّمْس أَوْ قَطَرَتْ دَمًا أَيْ كَادَتْ تَقْطُر . وَيُقَال : إِنَّ الرِّئَة تَنْفَتِح عِنْد الْخَوْف فَيَرْتَفِع الْقَلْب حَتَّى يَكَاد يَبْلُغ الْحَنْجَرَة مَثَلًا ; وَلِهَذَا يُقَال لِلْجَبَانِ : اِنْتَفَخَ سَحْرُهُ .

اذا نظرنا فان هذا القول فيه قولين
اما الذي لونته بالازرق فانه يثبت ويقول حقيقة ان القلوب زالت عن اماكنها وبلغت الحلقوم
وهذا ليس تاويل غير محمود انما هو هذا التفسير والتاويل الصحيح لانه لا يحرف ولا يغير الكلام انما يثبت ما اثبته القرءان ولا يقول لم تبلغ القلوب حقيقة !!

اما الذي لونته باللون الاحمر فقال (المبالغة ) فهو قيل وقيل من اساليب التمريض ؟!!

ولي رجعة بعد ان اخرج اقوال الذين استند على قولهم المفسرون

هنا الحقيقه
05-25-2008, 01:35 PM
وأنا أشرت إلى أن حتى معنى صعدت وارتفعت قال به أهل العلم وأتيت بالدليل.


قال أهل العلم بالبلوغ اثباتا أي حقيقة وليس كما ذهب الكاتب انه نفيا اي ليس حقيقة فتامل قول الكاتب
ثم لم أرى اي من المفسرين استخدم كلمة "صعدت" و "ارتفعت " كل الذي جلبته من كلام المفسرين يقولون ويستخدمون كلمة "بلغت"


فكأنما صعدت القلوب حقيقة إلى أعلى مجرى النفـَس فسدته.
انظر هنا قول الكاتب يقول كانما ولا يقول حقيقة

فيعني نفى الصعود
وانا اقول بالصعود اثباتا و ليس مجاز وانما النفي الذي ذهب اليه الكاتب هو المجاز
فانت جلبت ادلة تدعم قولي ولا تدحضه
اذن قولي كما ذكرته الاخت منال لا يخالف قولك
فلما الاعتراض !!!

نسأل الله الثبات