تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل سيضحي الأسد بعلاقاته مع طهران من أجل "إسرائيل"؟



FreeMuslim
05-25-2008, 07:07 AM
هل سيضحي الأسد بعلاقاته مع طهران من أجل "إسرائيل"؟ / أحمد الغريب

المختصر/ مفكرة الإسلام / بعد جمود استمر ثماني سنوات، أعلنت سوريا و"إسرائيل" رسميًا وبشكل مفاجئ أنهما تجريان مفاوضات سلام غير مباشرة برعاية تركيا, وأتى الإعلان عن هذه المفاوضات بداية على لسان "إسرائيل" قبل أن تسارع سوريا إلى تأكيد الخبر, الذي أكدته وزارة الخارجية التركية في بيان لها حول قيام أنقرة بوساطة بين الطرفين وتأكيدها على أن دمشق وتل أبيب أعلنا أنهما سيجريان تلك المفاوضات في أجواء انفتاح وحسن نية, من أجل التوصل إلى سلام شامل طبقًا للإطار المحدد في مؤتمر مدريد الدولي للسلام, وأن الطرفين قررا مواصلة المفاوضات بحزم ومثابرة للتوصل إلى سلام شامل.
فهل حقًا الطريق نحو "السلام" بين تل أبيب وبين دمشق يشهد انفراجة أم أن ما يجري مجرد فرقعات إعلامية لن تصل بنا إلى شيء يذكر، كما كان الحال في عهود الحكومات "الإسرائيلية" السابقة في يونيو 92 إبان عهد إسحاق رابين, ثم بنيامين نيتانيهو في عام 1999 وفي عهد باراك في يناير 2000 , ثم ما قيل عن أن أرييل شارون وحده هو القادر على جلب السلام مع دمشق وكان ذلك في 2004, وهو ما دعا أحد كبار الخبراء الإستراتيجيين الصهاينة بمركز بحوث الأمن القومي"الإسرائيلي" لإعداد ورقة بحثية عن إمكانيات التفاوض "الإسرائيلي" مع سوريا ، تناول فيها مكاسب وخسائر "إسرائيل" من دفع المفاوضات مع دمشق، والتحديات التي تواجه تل أبيب في التوصل لاتفاق مع سوريا، ولعل أهمية هذه الدراسة تكمن في أنها صادرة عن أهم مركز للأبحاث في الكيان الصهيوني, وأعدها العقيد احتياط شموئيل إيفن، الذي تولى مناصب عدة في الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية".
تناول الباحث "الإسرائيلي" في دراسته الهامة في البداية أهم التغيرات الأساسية التي طرأت في العام الماضي على عملية السلام , مشيرًا إلى أن أهم تلك النقاط:
أ. على المسار السوري: بعد سنوات من الجمود، هناك مؤشرات لعودة النشاط عبر وسطاء, فالسوريون يقولون إنهم تلقوا إشارة من إسرائيل بأنها ستكون على استعداد للانسحاب من مرتفعات الجولان في حالة الاستجابة لشروطها, ما يجري اليوم لا يزال بعيدًا عن المفاوضات المباشرة، وكل جانب يرتاب في نوايا الآخر.
ب. على المسار الفلسطيني: في حين أن إسرائيل تجري مفاوضات مع "أبو مازن"، فإن الانشقاق في المعسكر الفلسطيني يستبعد تمامًا ـ على الأقل في المستقبل المنظور ـ إمكانية التوصل لحل سياسي يتعامل مع قطاع غزة والضفة الغربية ككيان واحد.
ويقول الباحث إيفن: "على ضوء المصلحة الرئيسة لإسرائيل في السلام مع جيرانها، وعلى ضوء التغيرات التي طرأت على محيطها الإستراتيجي، فإن هذه الدراسة تناقش الخيارات السياسة المتاحة لإسرائيل لتحقيق أهدافها, مؤكدًا على أن الدراسة لا تبحث في القيود الداخلية لإسرائيل على افتراض أن إسرائيل قادرة على تطبيق الاتفاقات التي ستعزز أهدافها السياسية , ومع ذلك، فإن إسرائيل ستجد صعوبة في التوصل لتسوية دائمة على المسارين في آن واحد".
في عرضه للنقطة الأولي والتي تدور حول خيار التفاوض مع سوريا للتوصل إلى تسوية دائمة, يشير إلى أن الفرضيات الأساسية المطروحة على النقاش, تكمن في عدة نقاط أهمها:
1- أهداف سوريا من الاتفاق: استرداد مرتفعات الجولان بالكامل وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة, أي اكتساب النظام السوري للشرعية في نظر الولايات المتحدة؛ والتوصل إلى تفاهمات بشأن الدور السوري في لبنان؛ وتحقيق مكاسب اقتصادية.
2- إسرائيل مستعدة للانسحاب الكامل من هضبة الجولان إذا ما استوفيت شروطها. وسوف تكتفي بسلام بارد مع سوريا ووضع ترتيبات أمنية مناسبة, تخفيض العلاقات مع إيران وحزب الله هو شرط إسرائيلي أساس من أجل التوصل إلى اتفاق مع سوريا.
3- في حين أن الولايات المتحدة لا تعارض المحادثات بين إسرائيل وسوريا، إلا أنها غير مستعدة حتى الآن لتحمل المسئولية عن شراكة ذات مغزى في محادثات قد تدفع الولايات المتحدة إلى مناقشة تقديم إغراءات لسوريا.
4- إسرائيل والولايات المتحدة ليس لهما مصلحة في إسقاط نظام الأسد؛ لأنه ليس هناك ما يضمن أن يكون خليفته أفضل.
هل سيضحي الأسد بعلاقاته مع طهران

ثم طرح الخبير الإسرائيلي سؤال وهو "هل الأسد سيوافق على التضحية بعلاقات دمشق مع إيران وحزب الله في مقابل السلام مع إسرائيل, وأجاب على ذلك بقوله: "يمكن الافتراض، في سياق قضية بقاء نظام الأسد التي تحتل الأولوية الأولى لديه، أن الأسد سيواجه معضلات في أي اتجاه يقرر السير فيه, ففيما يتعلق بالتحالف مع إيران وحزب الله, ترى سوريا في هذا التحالف مكسبًا وزخرًا إستراتيجيًا ـ إذ إن إيران تطمح إلى أن تصبح القوى النووية العظمى في المنطقة، بينما يعد حزب الله عنصرًا أساسيًا في لبنان, ومن ناحية أخرى، فإن هذا التحالف يفتقر إلى قاعدة أيديولوجية مشتركة ويمثل خطرًا على النظام السوري، لأن إيران وحزب الله قد يهددان في المستقبل نفوذ دمشق في لبنان والنظام العربي العلماني للأسد, كما أن هذا التحالف قد يحد أيضًا من مجال المناورة للأسد ضد تيارات الأسلمة على الجبهة الداخلية.
وفيما يتعلق باتفاق مع إسرائيل برعاية أمريكية: يرى الباحث الإسرائيلي أنه من جهة، فإن سوريا مهتمة بالتقارب مع الولايات المتحدة, والحد من التهديد الإسرائيلي عليها؛ واسترداد مرتفعات الجولان, والحفاظ على نفوذها في لبنان, وتحسين وضعها الاقتصادي لتدعيم جبهتها الداخلية وضمان استقرار النظام, ومن ناحية أخرى, يخشى الأسد من التطبيع وعمليات التحول الديمقراطي, التي تروج لها الولايات المتحدة؛ لأنها قد تعرض نظام الأقلية العلوية للخطر، كما أنه يشعر بالقلق من تعرضه لضغوط أمريكية للحد من نفوذ سوريا في لبنان, ولذلك، فإن تحليل الوضع الراهن لسوريا يبين صعوبة تحلل الأسد من قبضة إيران وحزب الله, ولكن مصالح سوريا على المدى الطويل تشير إلى أنه سيكون من الأفضل لها أن تبرد علاقاتها مع إيران وحزب الله وأن تسعى إلى السلام مع إسرائيل, والسؤال هو: إلى أي مدى سيكون إصرار الأسد وتصميمه على تحمل المخاطر على المدى القصير من أجل تحقيق مصلحة سوريا على المدى الطويل, وعلى الرغم من عدم وجود إجابة قاطعة على هذا السؤال، يجوز الافتراض بأن هناك احتمالية معقولة لخيار المفاوضات مع سوريا، وهو ما يُلزم إسرائيل بالنظر بجدية إليه.
الابتعاد عن خطر الحرب

ثم تطرق العقيد احتياط شموئيل إيفن لعرض وجهة نظره فيما يتعلق بالاعتبارات التي تصب في صالح المفاوضات الإسرائيلية مع سوريا , مشيراً إلي أن معاهدة مع سوريا من شأنها إخراج دمشق من دائرة المواجهة , حيث أن سوريا هي الدولة العربية الوحيدة حاليا التي في وضع مواجهة عسكرية مع إسرائيل , مشيراً إلي أن وجود اتفاق سياسي سيكون السبيل الوحيد لإحداث تغيير في الوضع الإستراتيجي مع سوريا , معتبراً أن اللجوء للخيار العسكري ضد سوريا ينطوي على خطر كبير ومنافع على المدى الطويل مشكوك فيها , وقال" أنه حتى انتصار ساحق من جانب الجيش الإسرائيلي قد يؤدي إلى انهيار نظام الأسد لا يعني بالضرورة خدمة مصالح إسرائيل.
واعتبر كذلك أن وجود معاهدة سلام مع سوريا قد يجعل من الممكن أيضًا التوصل إلى معاهدة مع لبنان أو على الأقل التوصل إلى تفاهمات مع سوريا حول الوضع في لبنان, وسوف يؤدي هذا إلى تحسين الوضع الإستراتيجي لإسرائيل تجاه هذا القطاع, كما يرى أن معاهدة سلام مع سوريا ولبنان من شأنها إكمال عملية السلام مع الدول العربية المحيطة بها, مؤكدًا أن معاهدة سلام مع سوريا من شأنها أن تعزز كثيرًا من علاقات إسرائيل مع العالم العربي ويمكن أن تسهل إدارة مفاوضات سلام أخرى مع الدول العربية.
إنهاء التحالف المعادي لإسرائيل

ويرى الخبير الإستراتجي الإسرائيلي, أن معاهدة مع سوريا قد تؤدي إلى إنهاء التحالف المعادي لإيران وسوريا وحزب الله، وهو ما سيكون له تبعات إيجابية كثيرة, كم يرى أن الاتفاق سيكون له آثار غير مباشرة، ولكنها كبيرة إلى حد ما، على التهديد النووي الإيراني ـ في حال نجاح طهران في تطوير سلاح كهذا, إذ يمكن أن يخفف الاحتكاك والظروف التي قد تترتب على هجوم نووي إيراني، وبالتالي التخفيف إلى حد ما من التهديد الإيراني على إسرائيل, ومع ذلك، ليس من المتوقع أن يؤدي اتفاق مع سوريا إلى التأثير على إيران في الدافع أو القدرة على الحصول على قنبلة نووية.
فرصة للسلام مع الفلسطينيين

وفيما يتعلق بتأثير المفاوضات مع سوريا على المسار الفلسطيني, قال: "قد يكون هناك أثر إيجابي على المسار الفلسطيني, فالدخول في مفاوضات مع سوريا، قد يجعل المواقف الفلسطينية أكثر مرونة؛ لأنهم لن يرغبوا في أن يظلوا إلى الآخر, كما أن معاهدة مع السوريين يمكن أن تعزز فرص التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين عن طريق إزالة الدعم السوري لمنظمات المعارضة الفلسطينية وتعزيز معسكر السلام, حيث إن كثيرًا من الفلسطينيين لا مصلحة لهم في أن يكونوا معسكراً مستقلاً يجرى عن المحيط العربي الذي يقيم علاقات سلام مع إسرائيل.
وعما ستخسره إسرائيل إذا لم يتحقق اتفاق مع سوريا، فيرى أن إسرائيل تكون قد فوتت فرصة سانحة، وذلك لعدة أسباب منها تآكل قوة الدفع التي نشأت عن حرب لبنان الثانية، والتي تسببت في الإضرار بمكانة حزب الله بوصفه مدافعًا عن لبنان وإبعاده عن الحدود, وبعبارة أخرى، فإن التوتر قد يعود إلى هذه الحدود, كما أن هناك مخاطر من اندلاع الحرب في الشمال , مؤكدًا أن أحداث مختلفة، مثل رد انتقامي من جانب حزب الله أو سوريا على الأفعال المنسوبة إلى إسرائيل، من شأنها أيضًا أن تشعل المنطقة, كما أن التحالف الذي يجمع بين سوريا وإيران وحزب الله يزيد من احتمال اندلاع العنف على نطاق واسع.
أسرعوا قبل أن تخرج أمريكا
ويرى الخبير إيفن أن خروج الولايات المتحدة من العراق في المستقبل والتطورات السلبية في المنطقة قد تخلط الأوراق وتحول دون تسوية على المدى الطويل, حيث إن الجيش الأمريكي يمثل في الوقت الراهن حاجزًا بين إيران والأردن ودول الخليج العربي، وقواته منتشرة على طول الحدود السورية، وهو ما قد يردع سوريا من العمل على الجبهة الإسرائيلية, ولهذا فإن رحيل القوات الأمريكية من العراق من شأنه أن يؤثر على هذا الوضع ويؤدي إلى زيادة النفوذ الإيراني في العراق, وهذا من شأنه أن يترك آثارًا إستراتيجية سلبية على الأردن والمملكة السعودية ودول الخليج.
لن تبادر دمشق لهجوم من أجل إستعادة الجولان

فيما يتعلق بوجود بعض الاعتبارات ضد المفاوضات مع سوريا, قال إنه رغم تصميم سوريا على "تحرير" مرتفعات الجولان من إسرائيل، إذا لزم الأمر بالوسائل العسكرية، لكن من المشكوك فيه على الأقل فى السنوات القادمة, أن تبادر سوريا بحرب ضد إسرائيل، وذلك نظرًا لنتائجها المحتملة عليها, ولهذا السبب، ونظرًا لأن السلام مع سوريا سيكون سلامًا باردًا، فليس لدى إسرائيل سبب يدعوها لإعادة الجولان إلى سوريا, وإذا ما فشلت المحادثات، فقد تحدث أزمة داخلية في إسرائيل يتعزز على ضوئها الخيار العسكري، فضلاً عن تعزيز التحالف مع إيران وحزب الله والدعم للمنظمات "الإرهابية" الفلسطينية.
ويرى خبير مركز بحوث الأمن القومي الإسرائيلي أن إسرائيل قد تدفع أثمانًا باهظة على سبيل المثال، على الساحة الداخلية, إذا تبين أن الأسد عاجز عن إقناع الرأي العام السوري باتفاق كهذا, أو إذا لم يوافق على دفع المقابل الذي تتوقعه إسرائيل، بما في ذلك تغيير علاقات سوريا مع إيران وحزب الله, أو إذا لم تقتنع الولايات المتحدة بالانضمام إلى العملية كما تتوقع سوريا, وبالإضافة إلى ذلك فإن فشل المفاوضات قد يلحق الضرر بالجهود الأمريكية للضغط على سوريا بشأن تورطها في الإرهاب في كلا من العراق ولبنان.
هل يمكن إقناع الأسد بصدق نوايا إسرائيل

وتطرق الكاتب إلى التحديات التي قد تواجه إسرائيل في طريقها إلى معاهدة سلام مع سوريا, مشيرًا إلى أن أهم تلك التحديات, إقناع الأسد بصدق نوايا إسرائيل, حيث إن الإشارات التي وصلت إلى سوريا في أبريل 2008 بشأن استعداد إسرائيل للانسحاب من هضبة الجولان لاقت صدى كبيرًا في دمشق ورد فعل إيجابي من الناطقين السوريين، ولكن الأسد كان متشككًا منها, وهو ما أكده الأسد بقوله: "سنبحث أولاً في استعادة الأرض- لاختبار سلامة نوايا إسرائيل, كما يتعين علينا أن نتوخى الحذر والدقة في هذا الموضوع, وقال الخبير الإسرائيلي: إن هذا التعليق يمكن أن ينظر إليه على خلفية مخاوف سوريا من عدم صدق نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي في السلام واستعداده للانسحاب من الجولان، وإنما هي بدافع احتياجات تكتيكية، مثل: منع عملية انتقامية ضد إسرائيل ردًا على تدمير المفاعل النووي السوري, أو إحداث وقيعة بين سوريا وإيران وحزب الله؛ أو لاعتبارات سياسية في إسرائيل.
ثم أشار إلى أن ثاني تلك التحديات يتمثل في فك ارتباط سوريا مع حزب الله وإيران والمنظمات الإرهابية, فمن المرجح أنه سيكون من الصعب على سوريا الالتزام بذلك في مرحلة مبكرة، خشية أن تفشل المفاوضات مع إسرائيل في النهاية، وتخرج خاسرة من كل الاتجاهات, ولكن إسرائيل تستطيع بعد قطع مسافة في المفاوضات أن تطلب من سوريا الكف عن التعاون المباشر أو غير المباشر مع إيران وحزب الله الذي قد يضر بإسرائيل (مثل نقل مساعدات عسكرية إيرانية عبر سوريا إلى حزب الله), ومع ذلك، لا يمكن لإسرائيل أن تتوقع التزامًا سوريًا بقطع كامل للعلاقات, ولذا، ينبغي عليها أن تطالب بوقف كامل للأنشطة المعادية لإسرائيل, وينبغي لإسرائيل أن تطالب سوريا بقطع علاقاتها مع المنظمات "الإرهابية"- وهو أمر سهل نوعًا ما مقارنة بمطلب قطع العلاقات مع إيران وحزب الله.
هل يمكن إقناع أمريكا بجدوى التفاوض مع دمشق

في معرض عرضه للتحدي الثالث قال: إن مسألة ضم لبنان إلى المفاوضات, تعد كذلك من أبرز التحديات, فبالنسبة لإسرائيل، من المهم إجراء مفاوضات مع سوريا ولبنان معًا، وذلك لمساعدة إسرائيل في تحقيق أهدافها الإستراتيجية في الجبهة الشمالية, وإذا تعذر ضم لبنان إلى هذه المفاوضات، ينبغي أن يتضمن الاتفاق مع سوريا شروطًا خاصة تحسن وضع إسرائيل على هذه الساحة.
وقال الخبير الإستراتيجي الإسرائيلي: إن إقناع الولايات المتحدة بالمفاوضات مع سوريا يشكل تحدي قوي لإسرائيل؛ لأن الإدارة الأمريكية الحالية لديها تحفظات على نظام الأسد وسياساته، ولكن تحليل المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، مثل إحلال الأمن والاستقرار في العراق ولبنان وعزل إيران، تبين أن هناك مصالح كبيرة للولايات المتحدة في دعم مثل هذه الخطوة, حيث تُحدث سوريا اليوم صدعًا في الجبهة المؤيدة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط, بدءًا من تركيا ومرورًا بإسرائيل والأردن والسعودية وحتى مصر, وقريبًا، سيدخل البيت الأبيض رئيس جديد، ويحتمل أن تكون اعتباراته إزاء سوريا مغايرة, وفي هذا السياق، قال الأسد في حديثه لصحيفة "الوطن" القطرية: "ربما مع إدارة أمريكية أخرى يمكننا الحديث عن مفاوضات مباشرة (بين سوريا وإسرائيل)".
وقال: إن تجنيد الدول العربية المعتدلة للمساعدة في التوصل إلى اتفاق, يشكل التحدي الخامس لإسرائيل, خاصة وأن هذا التحدي ينبغي أن يكون يسيرًا نوعًا ما، نظرًا لأن المعسكر العربي المعتدل (مصر، والأردن، والسعودية) لديها مصلحة واضحة في تخليص سوريا من تحالفها مع إيران, ونظرا لارتفاع عائدات النفط بشكل غير مسبوق للسعودية ودول الخليج، فإن هناك مجالاً لخطوة تقودها الولايات المتحدة لبلورة رزمة مساعدات اقتصادية مغرية لسوريا، تشكل حافزًا إضافيًا لاختيار هذا المسار.
وتناول كذلك تحدي التصدي لمعارضي الاتفاق من الخارج, مشيرًا إلى أن التقدم في المفاوضات مع سوريا قد يدفع حزب الله وإيران إلى اتخاذ تدابير وقائية، على هيئة عمليات إرهابية ضد إسرائيل في مختلف القطاعات (على سبيل المثال، تسخين الجبهة اللبنانية والضغط على المنظمات الفلسطينية لتنفيذ عمليات "إرهابية").
وكانت آخر التحديات التي عرضها الخبير الإسرائيلي, عملية وضع بدائل بشأن الترتيبات الأمنية وتوفير حلول بالنسبة للمقيمين للمستوطنين "الإسرائيليين" في هضبة الجولان.
وفي ختام دراسته قال الخبير الإسرائيلي: "يبدو أن إجمالي المكاسب التي يمكن جنيها من خيار المفاوضات تفوق الخسائر. ورغم أن قائمة التحديات طويلة، وأن فشل هذه المفاوضات قد يكلف إسرائيل ثمنًا ما، إلا أنه سيكون من الأفضل السير نحو هذه المفاوضات بقدر الإمكان؛ لأن تفويت هذه الفرصة قد يكلف إسرائيل ثمنًا إستراتيجيًا كبيرًا جدًا.

هنا الحقيقه
05-25-2008, 07:25 AM
الف قلبي ولا غلبي

FreeMuslim
05-25-2008, 07:46 AM
الكرس أغلى من إيران وحزب بني فارس ومن أي شيء أخر

من هناك
05-25-2008, 01:04 PM
ما افهمه من المقالة ان النظام السوري ذكي وليس العوبة وانه على اهل الخليج ان يسرعوا قبل ان ترحل ماما امريكا!!!

عزام
05-25-2008, 02:40 PM
ربما يكون السؤال سابقا لاوانه لاني لا اظن الشعب الاسرائيلي يتقبل اعادة الجولان كاملا وبالتالي لن يتخلى الاسد عن حلفه مع ايران من اجل نتائج غير مضمونة.

FreeMuslim
05-25-2008, 02:42 PM
ربما يكون السؤال سابقا لاوانه لاني لا اظن الشعب الاسرائيلي يتقبل اعادة الجولان كاملا وبالتالي لن يتخلى الاسد عن حلفه مع ايران من اجل نتائج غير مضمونة.


فيها وجهة نظر ولكن ماذا إن تم الاتفاق بالفعل على إعادة كامل الجولان المحتل ؟؟؟

عزام
05-25-2008, 05:52 PM
فيها وجهة نظر ولكن ماذا إن تم الاتفاق بالفعل على إعادة كامل الجولان المحتل ؟؟؟
انت تسأل وكأن العداء بين ايران واسرائيل ابدي.. وما يدريك ان ايران ستظل على عدائها لاسرائيل واميركا في هذه الحال؟ هي كلها قصة مصالح فحسب واوراق ضغط.. وان ارضت الولايات المتحدة ايران ببعض الامتيازات الاقتصادية او الاستراتجية فستتخلى عن برنامجها النووي كما فعلت كوريا.. للاسف اصدقاء واعداء ايران يظنون انها دولة عقائدية فيما هي براغماتية فحسب تبحث عن مصالحها فقط كما اثبتت الايام.. ولا تستغرب ان ايران تشجع سوريا على مصالحة اسرائيل كي تستطيع ان تلحقها بدون ان تهدر ماء وجهها..

FreeMuslim
05-26-2008, 07:01 AM
انت تسأل وكأن العداء بين ايران واسرائيل ابدي


أنا أصلاً لم أؤمن يوماً ان هناك عداء بينهما .. فما هذا الذي نراه ونسمعه بالعلن عن هذا العداء إلا بروباغندا كاذبة لخلط الامور والتدليس على الناس ولا تنسى فضيحة إيران غيت وكيف كان الوليه الفقيه والإمام المعصوم ومجدد هذه الأمة المقبور الخميني يشتري سراً السلاح من الصهاينة لقتال العراقيين بينما يصرح بالعلن الموت لأمريكا والموت لإسرائيل .. وأنا أجزم أنني قرأت يوماً تصريحاً لوزير خارجية بني صهيون السابق ديفيد ليفي يقول فيه بما معناه " إيران لم تكن يوماً عدوا لدولة إسرائيل " .

أما بالنسبة للخلاف بين بني فارس والأمريكان فهذا خلاف على الكعكة لا سواها وإلا ما معنى هذا السكوت والمراوغة عن مشروع بني فارس النووي بين كلنا يعلم كيف تم تدمير مفاعل العراق النووي في ساعة ولم يكن قد وصل لما وصل إليه مشروع بني فارس .. أمريكا حالياً تتظاهر بمعاداة بني فارس بالعلن لا لشيء إلا للابتزاز والمساومة ..

وانا معك أن بني فارس دولة براغماتية وما تعاونها مع الشيطان الأكبر !!!!!!!!!!! لاحتلال العراق وأفغانستان إلا دليل صارخ على هذه البراغماتية ولكن بالمقابل تستخدم هذه البراغماتية لخدمة مصالحها الإيديولوجية والعقائدية .. ولاية الفقية التي تؤمن لها حسب معتقدها السيطرة على العالم الإسلامي وبالتالي استعادة أمجاد أمبراطوريتها المجوسية المهدرة على يد المسلمين ..

عزام
05-26-2008, 09:21 AM
اصبت في تحليلك بارك الله فيك
لكن مقدار البراغماتية قد يغلب العقائدية حسب الزعيم مثلا خاتمي اقل تشددا من نجاد وبالنهاية كل الامم هدفها السيطرة على بعضها البعض ونشر عقائدها
فليس العيب فيهم بمقدار ما هو ببعدنا عن ديننا
الحل بالعودة الى الحق والاعتصام بحبل الله وليس الوحدة باي ثمن او الجهاد تحت راية عصبية عمياء