تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطين: بين مؤتمر استثمار ... وقتل وحصار



من هناك
05-25-2008, 06:36 AM
بينما كان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يعقد مؤتمرا صحفيا في بيت لحم يوم الجمعة يعلن فيه عن نجاح مؤتمر "فلسطين للاستثمار" بالحصول على وعود مستثمرين من القطاع الخاص بضخ حوالي مليار ونصف مليار دولار في مشاريع في الأراضي الفلسطينية لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني وبأن معظم المشاريع الاستثمارية ستكون في الضفة الغربية المحتلة, كانت غزة المحاصرة تودع خمسة من أبنائها على الأقل في قصف وتوغل إسرائيلي جنوبي القطاع أدى أيضا إلى سقوط العديد من الجرحى.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في كلمته في افتتاح المؤتمر بأن الاستثمار في الأراضي الفلسطينية لن يكون مربحا فحسب وإنما سيسهم في تحقيق وتعزيز أسس عملية السلام في الشرق الأوسط فضلا عن المساهمة في إرساء الأمن ودعم الاقتصاد. رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في كلمته الترحيبية والمنشورة على الانترنت قال بأن المؤتمر يهدف إلى عرض وجه مختلف لفلسطين. كما دعا في كلمته أمام المؤتمر رجال الأعمال إلى الاستثمار في الأراضي الفلسطينية مؤكدا إن "الاستثمار في فلسطين استثمار في السلام". وأكد فياض انه على الرغم من القيود الإسرائيلية فان الأراضي الفلسطينية تقدم مزايا تفاضلية عدة قادرة على جذب المستثمرين, وأن "الرؤية الاقتصادية الفلسطينية تتمثل في إنشاء سوق اقتصادية حرة تنافسية ومتنامية ومتنوعة يقودها القطاع الخاص".
سلام فياض أعرب في كلمته أيضا عن تقديره "للتعاون الذي أبدته إسرائيل لضمان وصول المشاركين في المؤتمر ونأمل أن يستمر هذا التعاون وبما يضمن حرية هؤلاء المستثمرين لتتوفر لهم القدرة على استمرار الحركة وكذلك القدرة على الاستيراد والتصدير لضمان نجاح استثماراتهم".
المشهد في فلسطين مثير للاستغراب وللأسى والحزن, ففي حين يتعرض قطاع غزة لحصار قاس ويُحكم فيه على أكثر من مليون ونصف فلسطيني بالموت البطيء ويتساقط العشرات ضحايا الحصار وجراء القصف والتوغلات الإسرائيلية, وفيما ترتفع أصوات بعض المنظمات الدولية تحذر من كوارث إنسانية نجد أن "القيادة الشرعية" الفلسطينية مشغولة بعقد مؤتمرات تسوق للسلام من منظور إسرائيلي. فما هو جدوى مؤتمر استثمار في الاقتصاد والسلام إذا كان السلام غائبا وكان الاحتلال بظلمه وصلفه وحواجزه وجرائمه واستيطانه حاضرا ومتسيدا؟
مؤتمر الاستثمار شهادة زور على عملية سلام متعثرة, وأداة لتكريس واقع الاحتلال وتقنيين وتشريع جرائمه, وهو مدخل للتطبيع العربي المجاني مع الاحتلال كنوع من المكافأة على جرائمه المتواصلة في قطاع غزة وفي الضفة. فلن يستطيع أحد أن يدخل أو يخرج من الأراضي الفلسطينية أو أن يستثمر فيها دون موافقة ورضا السلطات الإسرائيلية. الاستثمار والمساعدات الدولية للشعب الفلسطيني هي محاولات لتحويل قضية الاحتلال والظلم إلى إطعام للجائعين وإيجاد وظائف للعاطلين!! ما يحدث في غزة وبيت لحم هو تشكيل معادلة بسيطة وصارخة, فعلى الشعب الفلسطيني أن يختار بين التمسك بحقوقه والتعرض للحصار والجوع أو أن يتنازل عن أرضه وثوابته وله السمن العربي والعسل الدولي. أليس من المخجل والمحزن أن يعبر فياض عن تقديره للتعاون الإسرائيلي في تنظيم المؤتمر دون أن يتحدث الرجل ولو تلميحا عن الإصرار الإسرائيلي في خنق غزة وتدمير إنسانية أبنائها؟


ياسر سعد