تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدرر العزامية .....



عزام
05-24-2008, 07:29 PM
لا ادري ان كنتم ستسمحون لي ان اسجل في هذا المنتدى الكريم بعض خواطري حول الحياة والدين والحوار.. قد لا يزيد ما اكتبه في كل مرة على بعضة سطور انثرها ها هنا قبل ان تمحوها عواصف النسيان من ذاكرتي. هي مجرد رؤس اقلام لخواطر مشرذمة تصلح ان تسلط ضوءا على جزئية معينة ممكن نتوسع فيها ونناقشها في مواضيع منفصلة ان احببتم.
القاعدة رقم 1
تجنب التجريح حتى العام منه قدر المستطاع في التعبير عن الرأي خاصة في الامور السياسية.
كثيرا ما نستعمل تعابيرا مثل:
انه لمن الغباء ان نعتقد..
بعض الناس السطحيين يظنون...
وبرأيي المتواضع علينا ان نتجنب هذه العبارات حتى لو كانت عامة. لأن الوضع في لبنان والعالم العربي اصبح معقدا ومتشابكا بحيث اصبحت كل النظريات مقبولة نوعا ما.. ومهما بدا الرأي الآخر غبيا و سطحيا ومنافقا بالنسبة لنا ستراه عميقا جدا بالنسبة للشخص المخالف لأنه بناه على معطيات غامضة لا تعترف بها انت او لأنه انجرف ربما تحت تأثير عاطفي قوي جدا جعله يرى الامور بمنظار ضيق. ولما كانت الامور السياسية من اكثر الامور التي تولد الحزازيات والخصومات والتي قد تصل عند البعض لتكفير الآخر او هدر دمه او تخوينه فانا انصح الاخوة ان يبدوا رأيهم بتجرد وبدون اعتماد هذه التعابير الا في حال توافرت لهم الثقة بعدم وجود احد من المسلمين يتبنى هذا الطرح في مسرح الحوار المذكور سواء كان على الارض او على النت.

منال
05-24-2008, 07:45 PM
جزاك الله خيرا

عزام
05-25-2008, 06:50 AM
وبارك الله فيك اختي منال

القاعدة رقم 2
حدد القبعة التي ترتديها
قبل ان تبدأ بأي كلام حدد القبعة التي ترتديها.. وعلى اساسها استعمل الاسلوب المناسب.. فاسلوب المربي غير اسلوب الداعية واسلوب الصحفي غير اسلوب المفكر واسلوب المشرف غير اسلوب العضو العادي. بالإضافة الى اختلاف الادوار فنحن للاسف كثيرا ما ننسى انفسنا ونقول الكلام الذي يجول بخواطرنا دون مراعاة من نتكلم له وننسى "ان لكل مقام مقال".. فالطلاب شريحة والمخضرمين شريحة اخرى.. الرجال شريحة والنساء شريحة اخرى.. ومن اكثر ما يضعف تأثيرك في الناس تبدل الاساليب من مشاركة الى اخرى في نفس المجال الحيوي.. فكثيرا ما نرى فلان يكتب مداخلة ما بعصبية وسوقية وشخصانية ومن ثم نراه في مداخلة اخرى يحاول ان يقنع الناس بهدوء اعصابه وحكمته وحنكته.. متناسيا ان الكثير منهم قد سبق و كون فكرة عنه يحتاج لسنين ضوئية حتى يغيرها وكل هذا بسبب تهوره وتسرعه. قالوا لنا "لسانك حصانك ان صنته صانك.." لكنهم نسوا ان ينبهونا الى خطورة الكلمة الواحدة احيانا والتي قد تخلق واقعا يصعب علينا تغييره فيما بعد مهما فعلنا.. فالجروح لا تندمل بسهولة .. وحتى ان شفيت تترك ندوبا في مكانها.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا". فهل بعد هذا كلام افضل الخلق كلام في خطورة تداعيات الكلمة وعواقبها؟

منال
05-25-2008, 07:52 AM
رائعة هذه القاعدة الثانية سدد الله خطاك

هنا الحقيقه
05-25-2008, 08:39 AM
هل لي بتغيير عنوان الموضوع
بالدرر العزامية

عزام
05-25-2008, 02:00 PM
هل لي بتغيير عنوان الموضوع
بالدرر العزامية
تسلم اخي الحبيب
اصبحت دررا حين زرتها وشرفتنا

هنا الحقيقه
05-25-2008, 02:21 PM
اظن هذه موافقة :)

عبد الله بوراي
05-25-2008, 02:28 PM
أنا أفضل تسميتها بالخواطر البرجعاجية
( واليوم هو اليوم العالمى للمناشدة بعدم الزعل )
هذا فقط للذكرى


تلميذكم
عبدالله

lady hla
05-25-2008, 02:28 PM
.... السلام عليكم .....



... ما شاء الله .... إنّها حَقّاً لـ درر .. يا لها من قيّمة .... بوركتَ .. ووفقكَ الله ...

... حين تودّ أن تنثر دررك .. فلا تستأذن .... أنثرها ... ولكَ منّا خالص شكرنا .. وتقديرنا ....


سلامي اليك
lady hla
القدس

محبتكم في الله
05-25-2008, 02:48 PM
لكنهم نسوا ان ينبهونا الى خطورة الكلمة الواحدة احيانا والتي قد تخلق واقعا يصعب علينا تغييره فيما بعد مهما فعلنا.. فالجروح لا تندمل بسهولة .. وحتى ان شفيت تترك ندوبا في مكانها..

نعم ..مرت كثيرا
جزاك الرحمن اخي عزام

من هناك
05-25-2008, 03:15 PM
درر من صاحب الجواهر

عزام
05-25-2008, 05:08 PM
أنا أفضل تسميتها بالخواطر البرجعاجية



( واليوم هو اليوم العالمى للمناشدة بعدم الزعل )
هذا فقط للذكرى
تلميذكم عبدالله

ومن يزعل من الاخ الحبيب عبدالله السيف المسلول على كل من يقترب من حرمات الله؟
بالعكس مداخلاتك تصوب آرائي وتوجهها الوجهة الصحيحة وهذا جوابي لك
ايضا بارك الله باخواتي حلا ومحبتكم في الله اللواتي شرفن هذه الاوراق المتواضعة بمرورهن..
عزام

القاعدة 3: النظرة الى الحدث من فوق والنظرة في قلب الحدث
قال لي اخي الحبيب عبدالله.. اليست خواطرك برج عاجية؟
اما انها من برج فهذا ما اعترف فيه.. فأنا انظر الى الأمور من الاعلى.. اما كونها من برج عاجي فلا اعتقد ذلك.. لأن خواطري ليست خواطر منظر لا يطبق ما يقول وليست من نمط كلام ماري انطوانيت التي دعت الناس الى اكل البسكويت وهم لا يجدون الخبز ولا هي تحلق في المثالية المجنحة او الطوباوية الصوفية.
1- نعم هي مثالية لكن ليست مثالية مجنحة.
ما احوجنا في عصر انهيار المبادىء وشيوع العقائد البراغماتية المصلحية وسياسة "حارة كل من ايدو الو" و "كل من اخذ امي صار عمي" ان نذكر الناس بقيم ديننا ومبادىء شرعنا الحنيف واساليب التعقل والتفكر والحوار الراقي الحضاري -بعيدا عن الغوغائية والهمجية والتخوين- تماما كما جسدتها حوارات الأنبياء مع مخالفيهم في القرآن الكريم. انا اعرف ان هذه المبادىء صعبة التطبيق اليوم ولكن ليس لأنها صعبة في ذاتها بل لأننا ابتعدنا عن المنهل والمنبع الأساسي للحق.. لقد غلب مركب الطين اثر النفخة الربانية فينا للاسف فبتنا امام خيارين.. اما ان نحاول رفع الناس الى المستوى الراقي الذي نطمح ان تكون الانسانية عليه ونكون بالتالي اهلا للاستخلاف في هذه الارض واما ان نرضخ للواقع ونهادنه على اساس "الجمهور عايز كدة" فنكون متعطشين للدماء والحروب والخراب وينطبق علينا ما حذرت الملائكة منه "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء"
2- نعم هي فوقية ولكن لا تجافي الواقع
احيانا كثيرا يتوجب علينا كي نحل مشاكلنا ان ننظر الى الأمور من الاعلى.. فالتائه في متاهة لن يرى طريق الخروج وهو في قلب الحدث بل عليه ان يسمو بنظره ويرى الامور من فوق حتى يرى الصورة كاملة.. طبيعي عندئذ ان تفوته بعض التفاصيل مما يضطره الى النزول للاسفل مرات عديدة ليرى الامور على ارض الواقع.. فكلما اراد البحث عن الحلول عليه ان يسمو الى الاعلى وكلما اراد تخطي العقبات وتشخيص المرض بدقة والشروع في معالجته كلما لزمه ان ينزل الى الاسفل. قرأت مرة ما نفع ان اتسلق السلم بجدارة ان كان مسندا على الجدار الخاطىء.. وهذا ما اخاف منه.. ما نفع التحرك العملي ان كنا لم نتفق على الاركان الاساسية التي تضمن لنا فلاح الدنيا والآخرة؟؟

منال
05-25-2008, 07:31 PM
هذه الأخيرة رد ام نعتبرها القاعدة 3؟

وجزاك الله خيرا

عزام
06-04-2008, 04:43 AM
هذه خاطرة مرت على فكري ارجو ان تنفعكم.. لكن تذكروا ان الخواطر والتجارب الشخصية تختلف من انسان لآخر فليس بالضرورة ان توافقوني عل تحليلي.

عزام



كيف تؤثر الجنة على سلوكياتنا؟ وهل لها دور مستقل للتحفيز على شيء ما؟.


يسأل كثير من غير الملتزمين: ما المميز في الجنة وما الممتع ان يحصل الانسان على كل شيء بدون تعب؟ اذا لم يكن هناك روح المنافسة والتحدي فكيف سيكون الشعور بالنصر؟ ما الممتع في الاكل والشرب والحياة في القصور؟ الن يمل الانسان من الخلود والاستمتاع بنفس الامور؟
طبعا هذا سؤال متهافت ان نظرنا اليه من الزاوية الاسلامية.. لأن الجنة اسمى اماني المؤمن وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. كذلك تتغير فيها نفسية الانسان بحيث لا نستطيع قياس طريقة تفكيرنا ومشاعرنا هناك على ما نشعر به في هذه الدنيا. ""و نزعنا ما فى صدورهم من غل أخوانا على سرر متقابلين".
على ان هناك ناحية مهمة لطالما تفكرت فيها انا نفسي.. وهي انه بوجود النار فما اهمية الجنة كدافع وحافز للقيام بالواجبات والامتناع عن المعاصي؟ ان الخطر في ان نغمس في نار جهنم ونخلد فيها دافع مهم بحد ذاته بحيث لا نحتاج معه – لوهلة اولى- لرافد اضافي من الترغيب بالجنة بما احتوت من ملذات. هل سنغير كثيرا من اعمالنا يا ترى من اجل الحصول على الجنة؟ هل تملك الجنة او بالأصح الترغيب بها دورا منفصلا عن الترهيب من النار ام انها مجرد رافد اضافي يلعب نفس الدور. قد يأتيني الجواب سريعا لا بالتأكيد الجنة لها قيمة منفصلة وأهميتها المستقلة تتجلى في تحفيز الانسان على مزيد من الرقي والسمو في الاعمال الصالحة ذلك لانه اذا ترقى بهذه الاعمال فلن ينجو من النار فحسب بل سيترقى في الجنة الى مراتب عليا.. لكن هذا الجواب وحده لا يكفي لتحفيز البشر. لان كثيرا من الناس متواضعين في آمالهم ويكفيهم ان ينجوا من النار وان يحصلوا على ادنى مرتبة من مراتب الجنة ذلك ان داخل الجنة ولو كان على هذه الصورة لن يشعر بأي منغصات لوجود غيره في مرتبة افضل منه وبالتالي سيظن نفسه اسعد السعداء. وهكذا مرة اخرى نفشل في اقناع الانسان في تغيير سلوكياته الى الافضل باعتماد الترغيب بالجنة كحافز مستقل. لا بل اننا حتى اذا تأملنا افعال المؤمنين الاتقياء لما وجدنا في سمو افعالهم ما يدل على انهم أمنوا النار واصبحوا يفكرون بالترقي في مراتب الجنة فحسب .. بل هم ما زالوا خائفين من النار.. لان من امن النار كاد يسقط فيها والمؤمن دائما بين الخوف والرجاء.. وهكذا نشعر مرة اخرى اننا لم نجد حتى الآن دور الجنة المستقل كحافز لتعديل تصرفاتنا الى الافضل. لم أقرأ عنها وأتفكر فيها ما دام الخوف من النار يكفيني لمراقبة نفسي الامارة بالسوء ونهرها عن المعاصي؟ وبقيت على هذا المنوال ردحا طويلا كانت الدنيا قد صفت لي فيه الى ان كبرت ونضجت وبدأت اواجه بعض المحن المستديمة في حياتي.. صحيح انك تصادف المحن حتى وانت يافع.. لكنها محن تذهب.. اما حينما تكبر قليلا فستبدأ المحن الدائمة بالظهور.. ستصيبك آلام دائمة في الظهر مثلا لا تفارقك.. ستففقد مع الوقت القدرة على القيام بامور كنت تجيدها وتبرع فيها بسبب تقدمك في السن.. والاهم انك ستبدأ بفقدان اشخاص تحبهم وتعزهم يفرقك عنهم الموت او ربما الحياة وصعوباتها احيانا .. تألمت كثيرا وكدت ايأس من هذه الحياة.. ومع معرفتي ان اليأس ممنوع في هذه الدنيا والعمل مفروض علينا.. الا ان نفسية الانسان ليست باليد.. وكثيرا ما تكسر الظروف الانسان مهما كان مؤمنا وتضعف من همته... فهل من فقد ولدا يحبه قادر ان ينسى هذا الامر ويتابع حياته؟؟ هل المرأة التي اعتدي عليها بامكانها ان تنسى هذه الجريمة البشعة بحقها؟؟ هل الرجل اذا اصيب باعاقة دائمة او بمرض عضال يتألم منه يوميا قادر ان يتابع حياته بنفس الحيوية التي كان عليها في السابق؟ هناك احداث كثيرة تترك على الانسان آثارا لا تمحى وتحطم معنوياته مهما كان قويا. وهنا ولهذا الانسان بالذات تظهر اهمية الجنة كقيمة مستقلة عن النار.. في هذه اللحظات.. لحظات اليأس والحزن من مآسي هذه الدنيا تبدو لنا اهمية الجنة واهمية التفكر فيها. كي نصبر على امور حرمنا منها لا مفر لنا من التفكر بالجنة والتمني ان يعوضنا الله هناك عما فقدناه وحرمنا منه هنا.. كي نصبر على اذى الناس وتفاخرهم علينا بالمال والبنين.. سنقول في انفسنا سنحظى في الجنة بافضل مما حظوا به ان شاء الله.. كي نصبر على فقرنا وعجزنا واذى الناس ضدنا وكي تطاوعنا انفسنا في تدفع السيئة بالحسنة لا مفر لنا من التفكر بالجنة وستقول في سرك: لا باس ان اصبر عليهم ما دامت هذه الدنيا فانية مقارنة بالجنة.. فليتنعموا هنا ما شاؤوا وانا ان شاء الله احظى بما هو افضل. دور الجنة الاساسي والمستقل- كما لاح لي- تمثل في رفع المعنويات وفي تعليم المصاب الصبر على المحن والصبر على العبادات والصبر عن الشهوات فليس من قبيل المصادفة ان يقول رب العالمين في محكم التنزيل: "انما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب".

عزام
06-04-2008, 01:04 PM
مع ان الاخ فاروق يشكر الكل على مساهماته هنا الا انا :)
فاني ساتذكره في خواطري بهذه الرسالة المهمة التي كتبها لنا في يوم ما..
عزام

السلام عليكم....
نعم هي حقيقة......
أعيشها كل يوم....دون ان ادري...
نعم كلكم ستموتون...............الا انا................
واليكم مرادي....
بالامس كنت اتصفح موقع ايلاف...ووجدت فيه خبر عن موت معمرة في الامارات عن عمر يناهز ال 120
الله يرحمها.....ماتت.....كغيرها..اما انا....فلن اموت....!!!
فكرت للحظات..كيف ان الكل مدهوش كونها عمرت لهذا الحد.....120 سنة...
فقط...!!!!!!!!!!!!!
120 سنة....................فقط!!!!!...
والله الذي لا اله الا هو...انه لعمر قصير.......فقط 120 سنة!!!!
لا ادري وكانني اول مرة اسمع بالموت....جلست افكر....
انا مسلم....لله الحمد....انا متيقن بان الموت حق...وان الله يبعث من في القبور...كيف لا وانا اذكر الناس بالموت...واعظهم...واقرا ما كتب عنه....واحزن لموت احبابي...بل واحزن لموت الكافرين...الذين فروا من دعوة الحبيب ليذهبوا الى النار....
ولكنني لاحظت امرا غريبا.......امرا صدمني...هزني..........
انني وفي الفترة السابقة...كنت اذكر الناس(على قدر استطاعتي)..واكلمهم...واقول الموت كذا وكذا....
الا انني نسيت انني انا ساموت.....نسيت ان اخصص وقتا لاكلم نفسي....!!!!!!!!!
يا الله......!!!!!!!!!وكأنكم كلكم ستموتون ...الا انا...!!!!!!!!!!!!
انا اكاد ابلغ ال 25....يعني لم يبقى لي الكثير....ربما على ابعد تقدير 40 سنة...50...100
ربما غدا.....!!!!!!!!!!!!
انا اعرف ان موضوعي قد يكون قديما...الا ان قلبي يكتبه وليس انا......
شعور مخيف.....ساموت.......مثلي مثلكم.....ولو صليت العمر كله ساموت.....ولو كنت صالحا ساموت...!!!
25 عاما.....اراها فترة طويلة مضت......فماذا قدمت فيها...!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تكلمت كثيرا......نظرت...........تفصحت.... ......تفلسفت........عملت نعم...ولكن ليس بالقدر الذي اتمناه...
انا ساموت.. .
كلنا سنموت............هذه هي الحقيقة.....
مرة نعم..ليس سهلا ان نضحك على انفسنا ونقول الامر طبيعي....
الامر جلل......
ربما ما يخفف صعوبة الامر...ان بعد الموت حياة....وان لنا ربا..رحيما...حليما...كريما...عفوا غفورا....
لا ادري..ربما ما زال في قلبي كلام...
هل اراهن على انجاب ولد صالح...؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ام على انشاء صدقة جارية؟؟؟
طيب ماذا لو مات الولد ...انقطع العمل..
ماذا لو هدمت او عطلت صدقتي......
لا حول ولا قوة الا بالله........
في النهاية علمت.....
انني اراهن..على رحمة الله.....وحلمه.....ومغفرته كيف لا وفي القرآن الكريم "وكان ابوهما صالحا"
ولكي لا اخسر الرهان....
اسال الله ان يعينني ان اقدم ثمن الرهان في حياتي...واسدد ما علي...
اللهم احسن خاتمتنا......فانا والله ضعاف....لا صبر لنا على عذابك.....
لا طاقة لنا بسخطك..........
لا عذر لنا.....ولا حجة....
الا ان معنا صك امان..........وانت يا مولانا شاهد عليه..وكفى بك شهيدا.....
اماننا...اننا نحبك....ونحب نبيك.....ونحب المؤمنين....وترقص قلوبنا فرحا للقياهم....
ومعنا منك عهد....
"يحشر المرء مع من احب"
وانت يا مولانا لا تخلف الميعاد...

عزام
06-04-2008, 01:20 PM
هذه كتبتها تعليقا على رسالة فاروق يومها
عزام
فلسفة الموت
مقدمة
قد يتساءل البعض: لماذا يجري الانسان ويشقى لنيل الف دولار ولا يعمل بالكد نفسه للجنة وفيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على بال بشر. اذا دققنا لوجدنا ان سر ذلك كامن في ان مفهوم الجنة والنار شيئ غيبي يضعف تأثيره عند الناس لعدم احتكاكهم اليومي به. نعم إذا حاولنا سبر اغوار الشخصية الانسانية لوجدناها تتعلق بالامور المحسوسة اليومية اكثر من تعلقها بالامور المستقبلية الغيبية حتى لو ايقنت بوجودها. الى هنا فالامر مفهوم ولكن الى أي فريق ينتمي الموت يا ترى؟ انه ليس شيئا غيبيا بل امر محسوس نشهده بشكل يومي مع معارفنا واقاربنا ومع ذلك نعامله كأنه امر غيبي!!! يتخيل المرء لحظة تخرجه من الجامعة و لحظة زواجه ولحظة استقباله للمولود الاول.. وكثير من مراحل حياته الا الموت فهو يتجاهل تذكره تماما !!! نعم قد تدور كلمة الموت على السنتنا كأمر غيبي لا نستشعر بكينونته ولكنها قلما تخطر على بالنا كمرحلة يجب ان نمر فيها جميعا ... لذلك فقد ايقظتني رسالة الاخ فاروق الذي مر بهذه التجربة الى ارسال هذه المقاطع اليكم وكنت قد سبق وكتبتها مستعينا ببعض الكتابات عن هذا الموضوع وارتأيت ارسالها حتى قبل ان تكتمل خشية ان يدركني الموت قبل ان تخرج للنور.
الانسان يتجاهل الموت
لا شك في ان موضوع الموت مهيمن على كثير من ادبياتنا الدينية ودائما ما يذكر على انه حقيقة مفروغ منها وانه المصير الذي لا مفر منه وعلى وجوب الاعداد له. كما يذكر كذلك على كونه بوابة للحياة الاخرى. ولكن مع ذلك فقلما نتأثر بهذا الكلام, ودائما ما نشعر بان الموت شيء يصيب الآخرين ولا يصيبنا نحن. ويحدث ان نسمع بأن احد المعارف قد توفي فنترحم عليه ثم نعود لحياتنا الطبيعية، وقد نذهب للعزاء محاولين قدر الامكان ان نتصنع الحزن والجدية مراعاة لاقارب الفقيد، وقد تسقط هذه الاقنعة اذا رأيت اهل الفقيد نفسه لا مبالين بموت فقيدهم. وقد يحدث احيانا ان نمر بمقبرة ما فنتفرج على شواهد القبور وما كتب عليها من آيات قرآنية مزخرفة. وقلما يخطر في بالنا ان هؤلاء كانوا بالامس في هذه الحياة.
إن طبيعة الإنسان تقوده إلى نسيان الموت حيث تؤكد عليه الإحساس بالحياة وكأنها لن تنتهي، وهذا ما جعل الفلاسفة يصفون إيمان الإنسان بموته شخصيا إنما هو إيمان مكتسب لا يلد معه "إن إيمان الفرد بموته شخصيا إن هو إلا إيمان مكتسب وعادة ما يكون متأخرا وليس مولودا على الاطلاق"، والوجود على قيد الحياة هو أن يتوقع الإنسان أن كل لحظة ستتلوها أخرى... إن اللحظة الأخيرة في حالة الشعور شأنها شأن اللحظة الأولى هي أمر مستحيل منطقيا فلا أول الحياة ولا آخرها يمكن أن يكون محل تجربة. كما لا يمكن أن يتحقق كلاهما بالخيال، وعلى ذلك فإن الايمان الذي يكتسبه كل إنسان ناضج بأن موته شخصيا آت لا ريب فيه ليس الا اختبارا عقليا لا معتقدا وجدانيا. يقول نيتشه : إن الموت هو من الغرابة بحيث قلما ننظر إليه على أنه شيء ممكن على الرغم مما تشهد به التجربه خصوصا حينما يكون الأمر متعلقا بشخص نحبه ونعزه، فالموت إنما يقدم إلينا دائما باعتباره شيئا لا سبيل إلى تصديقه، شيئا لا معقولا هيهات أن نجد له مبررا. إن حقيقة قوة إحساس الإنسان بالوجود تجعله ينكر الموت فكثير من الناس يظنون أن الموت قد يصيب غيرهم من البشر وأما هم أنفسهم فإنهم لن يقعوا تحت طائلته وربما كان السر في هذا الشعور هو أن إحساس الانسان بالوجود هو من الشدة بحيث إن كل فرد منا لينسب إلى نفسه ميزة البقاء.
صدمة موت المقربين
ولكن التجربة تختلف كلية عندما تصطدم بالموت وجها لوجه، وذلك عندما تفقد شخصا من المقربين، وهي تجربة لا بد وان اكثرنا قد ذاقها ان كان في سني، وتجربتي الشخصية عند وفاة والدي مؤلمة وعادة ما احاول تناسيها لأن تذكرها يفتح جروحا عميقة اريد ان اهرب منها ربما، ولكنها مع ذك لا تفارقني فتزورني في احلامي، حيث احلم ان والدي، الذي توفي اثر معاناة مع مرض عضال، حي يرزق ويتمتع بصحة جيدة وانه شفي من مرضه.
ومهما تعددت اساليب الموت فهو يندرج ضمن ظرفين لا ثالث لهما: اما موت فجائي واما موت بعد مرض. ولا استطيع ان احدد ايهما اقسى فكل منهما له وقعه في النفس. وتجربتي الخاصة كانت كما ذكرت مع المرض الذي يحمل المعاناة حيث ترى هذا الانسان الذي يفور حيوية وصحة يضعف شيئا فشيئا امام ناظريك دون ان تستطيع ان تفعل له شيئا، كما تراه يصبح عقليا ونفسيا كالطفل الذي يحتاج لرعايتك وعنايتك و مواساتك بعد ان تعودت عليه ان يكون هو المربي والراعي لك طيلة سني عمرك. وموت الفجأة كذلك ليس بالسهل فهو يخلف صدمة عميقة في النفس ومفاجأة لم تخطر في البال فمع يقيننا ان الموت قدر يصيب أي انسان في أي عمر الا ان النفس الانسانية ترفض هذا الاحتمال. لذلك نرى ان ردة الفعل الاولى تكون الرفض وعدم التصديق لا بل الاعتراض احيانا والعياذ بالله.
بين الجسد والروح
وكوني شهدت عددا لا بأس به من الوفيات فإن اول ما الاحظه هو ان الميت يشبه النائم للوهلة الاولى اذا نظرت اليه ممددا في سريره ولكن الفرق يبدوا واضحا عندما يستلمه مغسل الأموات حيث يتعامل معه كأنه جذع شجرة يابسة لا انه على كونه انسانا بشريا. فإن كنت على سبيل المثال ترفع رأس النائم بهدوء وتعيده مكانه بهدوء ايضا فالمغسل لا يتعامل بنفس اللين مع الميت ولا يبالي ان يترك الرأس يصطدم بشدة مع السرير الحديدي، والميت في كل هذه العملية كالدمية بين يدي الطفل يتجاوب دون ادنى ممانعة او ردة فعل. الموت لا يشبه النوم ولا فقدان الوعي ولا حتى الكوما، انه موضوع آخر. وكم يصدمك رؤية هذا الرجل العملاق الذي كان يهز الدنيا بوقع اقدامه ممددا لا حول فيه ولا قوة .
ومع ايماننا العقلي ان الجسد فان وان الروح هي الاصل فإن اهتمامنا بالجسد لا ينفك بسهولة عن تفكيرنا. لأننا عندما نتذكر شخصا ما فصورة وجهه هي اول ما تدهم الخاطر لا صورة روحه، ونحن نتذكر حركاته وسكناته وضحكته الرنانة، وتنجرف افكارنا وراء هذه الخواطر فنفكر فيه وهو تحت التراب، ماذا حل به؟ هل الدود يأكل جسده الآن؟ هل انتن وانتفخ وتفسخ؟ هل اصبح هيكلا عظميا وجمجمة؟ وكيف يمكن ان اتصور ان الحبيب الذي عايشته يوما بيوم هو بهذا الشكل الشنيع الآن؟ هذا الشكل الذي تدأب افلام الرعب في استعماله لارعابنا او لاثارة قرفنا؟؟؟ ويتطلب الكثير من الايمان فعلا حتى يستطيع الانسان ان يتجرد فوق هذه الافكار فحتى الصحابي عبدالله بن الزبير قال لأمه اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهم جميعا: إني أخاف إن قتلوني أن يمثلوا بي. فأجابته الاجابة المشهورة: يا بني إن الشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها.
واذا تذكرنا الروح فإننا نسأل هل روح الميت تجول معنا في المنزل، هل يهتم لأمرنا؟ هل نرى ما نفعله؟ وعندما نكون وحدنا، يتهيأ الينا اننا نسمع صوته قادما، نتخيل كحته او قهقهته، صوت مفاتيحه تضرب في قفل الباب، نغمة بوق سيارته المميزة ... ويصعب علينا ان نرى البيت خاويا منه. فنحن نحزن ان فقدنا هرة اعتدنا عليها فكيف بشخص من لحم ودم له ملأ البيت حنانا وعطاء. وكثيرا ما نندم على اشياء لم نقم بها في حقه، على طلبات طلبها منا ورفضنا تأديتها، على فرصة فوتناها لنرضيه ونكسب رضاه.
حقيقة الموت
إن حقيقة الموت واضحة للعيان جعلته كالشمس وحقيقتها، ولكن هذه الحقيقة بوضوحها وسطوعها تجعل الموقف تجاهها كموقف الأعمى من النور. وكما قال أحد الفلاسفة: "إن ثمة شيئين لا يمكن أن يحدق فيهما المرء: الشمس والموت". إننا نرى الشمس بضوئها الذي يقع على الأشياء لا بذاتها. وكذلك الموت اننا نراه وهو يقع على الآخرين لا علينا. فأي وضوح أوضح من الشمس ولكن أي عيون تستطيح أن تحدق فيها ؟ وكذلك الموت فهو واضح جدا للأحياء. ولكن أي من الأحياء يستطيع أن يخبرنا عنه إذا مات؟
لقد وقف العقل الانساني عاجزا أمام الموت، وتحول هذا العجز إلى إحساس بالخوف والجزع منه، لأن الموت مزروع في الانسان منذ خرج الى الحياة، فهو جزء من كينونته، مع ذلك فهو لا يستطيع ان يعرفه من خلال موت الآخرين المشاهد، انه لا يعرفه الا اذا مات هو نفسه وحينذاك ماذا تفيد هذه المعرفة ؟
الموت جزء من طبيعة الحياة نفسها
الانسان يخاف الحياة نفسها، إننا نشعر بأن استمرار الحياة في صميمه انقضاء للزمان وانقضاء الزمان معناه السير الوئيد نحو الموت، أو الانحدار السريع نحو هاوية العدم، ولعل هذا هو الذي حدا ببعض المفكرين إلى القول بأن الحياة إنما هي الموت نفسه. لأن الإنسان يشرع في الموت بمجرد ما يولد، وهذه الفترة المحدودة التى يحياها إنما هى المدة التى تستغرقها وفاته، وبهذا المعنى يكون الخوف من الحياة خوفا من الزمان خوفا من الموت. يقول باسكال ان الاهتمام بدفن افكارهم عن الموت قد لا يقل شأنا عن اهتمامهم بدفن موتاهم. حقا إن الموت مزروع فينا ما دام وجودنا نفسه إن هو إلا ضرب من التناهي والفناء، فنحن لا نموت لأننا نمرض او نهرم او نضعف بل لأننا نحيا.
لماذا نخاف من الموت
يقول إدجار ألن بو: "إن خوفنا من الموت إنما يعبر عن فزعنا من أن ندفن أحياء وكأنما نحن نخشى ألا يكون موتنا موتا كاملا أو كأنما نتصور أننا سنظل أحياء في موتنا نفسه. وإذن فإن خوفنا من الموت قد يرجع في جانب منه إلى أننا نتصور أنفسنا أمواتا أحياء، وكأن الموت ليس موتا محضا بل شعورا حيا بالفناء. وما قاله الكاتب يعبر عن الفطرة الانسانية التي لا تتخيل الموت على انه فناء محض، شعور متوافق مع منهج الدين الذي يتكلم في احاديث كثيرة عن حياة في القبر، وعن قبر يكون اما حفرة من حفر النار او روضة من رياض الجنة. ونذكر عندما كنا صغارا كم كنا نرتعب لمجرد سماع الاحاديث حول الميت الذي يفيق في التابوت ويحاول القيام فيصطدم رأسه بسقف التابوت. وما يرعبنا فيها لم يكن نوعية العذاب بل الوحدة في الظلام ، العجز عن القيام بأي شيء، الخوف اللامتناهي. تخيل نفسك في حلم مرعب لا تستطيع الاستيقاظ منه.
تجارب اقتربت من الموت
نظرتنا إلى الموت تختلف بعد الاحتكاك به ومصافحته. عوضاً عن التسوية التي نجريها معه والمصالحة التي نحاول الحفاظ عليها فإن ريم الجندي ترى الموت أسهل بكثير مما يتوهّم البشر، وهي تتقبّله الآن كما لا يتقبّله انسان آخر، لكنّها تلفت إلى أنّ ثمّة ما هو أصعب من الموت وأفظع منه: <<الموت سهل لكن المشكلة والصعوبة هي في شيئين آخرين أوّلهما الألم، فهو شيء غير إنساني. <<حرام>> أن يتوجّع الانسان. أنا عشت ثلاثة أشهر متواصلة من الألم، ورأيت كيف له أن يقود إلى الجنون. المشكلة الثانية هي المهانة والذلّ الجسديان. على مدى طويل لم أستطع الأكل، تحوّلت إلى هيكل عظمي، فقدت شعر رأسي. لم يعد جسمي لي. أنظر إليه وأقول هذه ليست أنا، فأين أنا اذاً؟ في تلك اللحظة كان الموت أسهل عليّ وتمنّيته بالفعل، لكن للحظات، ثم استدركت وقرّرت تحدّي ما يجري لجسدي. صورتي وفكرتي عن جسدي تحطّمت بالكامل>>.
كذلك يقول بزّي إنّه يكره الشيخوخة والتشوّهات والعاهات والألم أكثر بكثير مما يكره الموت، لأنها أصعب من الموت، ففيها حرمان من الموت ومن الحياة معاً. <<حالياً ليست لدي أي مشكلة إلا مع الموت العنيف المؤلم. وهذا يدلّ على كره الألم لا الخوف من الموت>>، يؤكّد بزّي.
كذلك يجعلنا الاقتراب من الموت ننظر إلى الحياة نظرة أخرى. نظرة مكثّفة المشاعر: حب وكره وحقد ونقمة وجبن وشجاعة... في هذا الموضع تقول الجندي: <<كنت أشعر بنقمة وغضب على هذا الألم بالطبع. كنت أحسد الآخرين على كلّ حركة يقومون بها. أحسد شخصاً يفتح باب غرفتي يدخل ويجلس على الكرسي. ياااه ما أروع هذا! أن تدخل غرفة وتجلس على الكرسي، أن تذهب إلى مقهى وتطلب كوب شاي. أن تمشي على الرصيف! أن تأكل تفاحة!! كيف أني لم انتبه إلى حلاوة وروعة هذه الأشياء! كنت غير قادرة على الجلوس حتى في السرير لذلك فقد كان خروجي إلى الويمبي وتناول النسكافيه هو الجنّة في نظري.

منال
06-07-2008, 03:37 AM
ماشاء الله

توقفت عند آخر نقطتين

حضرتك دارس فلسفة؟ اذ كثيرا ما تستشهد بأقوال الفلاسفة

عزام
06-07-2008, 06:40 AM
الفلسفة معناها فيلو صوفيا اي حب الحكمة فبهذا المعنى انا احب الفلسفة لاني احب الحكمة ولكن من الفلسفة ما اغرق في السفسطة وفي الماورائيات (ميتافيزياء) وتلك لا احبها.. جوابا على سؤالك انا لم ادرس الفلسفة ولا اظن اني استشهد باقوال الفلاسفة الا اذا كان فيها حكمة. فالحكمة ضالة المؤمن.

عزام
06-07-2008, 05:52 PM
علامة حب الله اتباع اوامره.
في حياتنا الدنيا يكفي ان نحب شخصا ما حتى يحبنا.. لكن رب العالمين لا يرضى ان نتعامل معه بهذه الطريقة. فهو لم يقل لنا ان كنتم تحبون الله فسيحببكم الله.. بل قال عز وجل فاتبعوني يحببكم الله (اي اتبعوا الرسول) ومن هنا لا يستفيد كثيرا من يقول لك "والله انا احب الله كثيرا" ويبكي كثيرا كلما سمع درسا في الدين دون ان ينصاع لما امره الله به فالعبرة في الطاعة والتسليم. يقول العلماء: محبة الله للعبد لها علامة ؛ منها كون الإنسان متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كلما كان الإنسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتبع ؛ كان لله أطوع ، وكان أحب إلى الله تعالى . قال تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )[آل عمران:31]. يعني إن كنتم صادقين في أنكم تحبون الله فأروني علامة ذلك : اتبعوني يحببكم الله. وهذه الآية تسمى عند السلف آية الامتحان ، يمتحن بها من ادعى محبة الله فينظر إذا كان يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ فهذا دليل على صدق دعواه. وإذا أحب الله ؛ أحبه الله عز وجل ، ولهذا قال : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) وهذه ثمرة جليلة ؛ أن الله تعالى يحبك ؛ لأن الله تعالى إذا أحبك ؛ نلت بذلك سعادة الدنيا والآخرة .

عزام
06-10-2008, 06:39 AM
هل تبعدنا طبيعة حياتنا المعاصرة عن الله؟
الشعراوي
لماذا تؤذن الحضارات دائما بزوال القيم ؟ ! ولماذا تنتهي باستمرار الى التدمير؟ ! الاجابة على ذلك هي : أن الحضارة طالما كانت قائمة على أسس من وضع البشر ، غير محروسة بقيم الهية، فان نهايتها الطبيعية هي الفناء. ومفهوم معنى الحضارة هو: كل شيء اذا حضر: فشهوات النفس فيها محققة وطلباتها مجابة. لكن النفس محتاجة الى من يكبح جماحها ويوقفها عند حدودها ويمنعها من تحقيق شهواتها البهيمية. وهذه النقطة هي أساس مهمة الدين الذي يتولى ضبط حركة النفس وتهذيب شهواتها. ولذلك يصف ادعياء التحلل، من يمسك بدينه بأنه رجعي وغير تقدمي أي ليس منطلقا مع شهوات نفسه. هذا هو السبب الأول في اسهام الحضارة في زوال القيم . أما السبب الثاني فسأعطي له مثالا ليكون قريبا من الأذهان. قديما حينما كان الناس يذهبون الى بئر الشرب ولا يجدون ماء، يلجأون الى الله فورا بالدعاء والرجاء، ليستجيب لندائهم. وهذا راجع الى انهم لا يزالون في الفطرة والبداوة، التي هي قريبة عهد بنظام الله واياته في الكون. اما اليوم فحين لا نجد الماء في المنزل لسبب من الأسباب نبحث في الصنبور لعله فاسد فنصلحه، فان لم يكن كذلك، نبحث في المواسير لعلها مسدودة ، وهكذا ، وهكذا . ونلاحظ هنا كثرة الأسباب الظاهرة وانشغال الناس بها، يذهلهم ويلهيهم عن الفاعل الحقيقي، الخالق القدير، الله . وأنا لي تجربة شخصية، حين كنت في بلد من البلاد أحضر حفلا دينيا لافتتاح سد جديد، فقال عظيم من العظماء لحظة الافتتاح : الآن ستروون مزارعكم . . أمطرت السماء أم لم تمطر . . فقلت له : واذا لم تمطر السماء فأي شيء يحجز سدك ؟؟؟. . انك في حاجة الى مطر السماء حتى يكون لسدك مهمة. فطالما بعد الانسان عن الفطرة بدا العقل البشري في الغرور والطغيان. والذي يقول إن الدين يخسر أنصارا خاطىء في هذه المقولة، لأن في اللغة يقال فلان خسر الشيء اذا كان الشيء مؤثرا في نجاحه. والحقيقة أن الدين هو المؤثر في نجاح الانسان وليس العكس. فالدين هو الدين لا يزال باقيا. والله سبحانه منفرد بالألوهية شهدنا بذلك أم لم نشهد. وانتشار القلق والاضطرابات والحروب اليوم، انما هو نتيجة حتمية ومنطقية لما تجنيه نظم العالم وقوانينه واخلاقياته، وبذلك يكون ما يعانيه البشر اليوم هو الجمال بعينه، لأن الجمال ليس كل ما تستطيبه النفس، ولكن أن تاتي النتائج وفق مقدماتها . . فلو أن العالم استقر، وشاعت فيه الطمانينة، وغشيه الأمان وأنتشرت فيه الرحمة مع انحرافه عن المناهج الالهية وهي التقنينات التي تحكم حركة حياته، لكان ذلك هو القبح بعينه. ثم ماذا تريد من عالم القوي فيه متحكم بهواه والضعيف لاه عن خالقه ؟! . . الامر الطبيعي أن يحدث ما نراه الأن من فوضى واضطرابات وحروب، صدق الله اذ يقول: "ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض" فهل كنا نحب بعد اتباع الناس لأهوائهم أن لا يحدث هذا الفساد ؟ معاذ الله ألا يصدق قول الله .

lady hla
06-10-2008, 12:34 PM
..... السلام عليكم .....



... درر .. بوركتَ ...


سلامي اليك
lady hla
القدس

عزام
06-10-2008, 08:11 PM
بارك الله فيك اخت حلا
هي مجرد خواطر حقيقة ولكن المشرفين سموها دررا.. بارك الله فيهم
عزام

الشتائم ليست منهجا إسلاميا
ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم
أن أسلوب السباب والشتم، يخالف أصول الدعوة التي جاءت بها شريعة الإسلام؛ فقد أمرسبحانه نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بمجادلة الكافرين بالتي هي أحسن، فقال تعالى: "وجادلهم بالتي هي أحسن" (النحل:125)، وقال سبحانه مخاطبًا نبيه موسى ونبيه هارون عليهما السلام، وقد أرسلهما إلى فرعون: "فقولا له قولا لينا" (طه:44)؛ فلما كان السب مفسدة، تناقض وتخالف مقصود الشرائع، جاء النهي عنها،لمخالفتها لذلك المقصود. وقال أهل العلم: حكم هذه الآية " باق في هذه الأمة على كل حال سواء أكان الكافر قويًا عزيزًا، أم كان ضعيفًا ذليلاً؛ لأنه إن كان قويًا عزيزًا، حمله السب على التعرض لدين الإسلام بكل أنواع التعرض من سب وشتم وغير ذلك؛ وإن كان ضعيفًا ذليلاً، حملهالسب على كراهة دين الإسلام، والنفور منه، والبعد عنه. لكن للموضوع بعد فكري تربوي بالإضافة الى البعد الدعوي. فالشتم يخالف ويناقض المقصود من دعوةالإسلام؛ إذ المقصود من دعوة الإسلام الاستدلال على وحدانية الله، وإبطال شرك المشركين، وهذا لا يُتوصل إليه إلا عن طريق المحاجة العقلية، القائمة على الدليل والبرهان، والحجة والاستدلال؛ وهذا الذي يميز الحق من الباطل، ويبين الخبيث من الطيب؛أما السب والشتم فليس طريقًا لإقامة الحجة على المشركين؛ناهيك أن السباب والشتم يجيده كل أحد، العالم والجاهل،أما الاستدلال وإقامةالبرهان فلا يقدر عليه إلا من رزقه الله عقلاً راجحًا، وحجة بالغة. ومن هنا فإننا نستغرب دعوة الغرب لنا لمحاورة سلمان رشدي تحت ستار الحرية الفكرية.. وكيف نحاور من لا يوجد لديه أدنى دليل علمي؟ بل كل كتاباته شتائم وتحقير للمقدسات الاسلامية بدون وجه حق...

عزام
06-11-2008, 04:57 PM
أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟
هناك فرق كبير بين من يقع في المعصية والمخالفة الشرعية وهو معترف بأنها معصية أو مخالفة , ومن يقع فيها ويبحث لها عن مسوغات شرعية وحيل عقلية وفذلكات مصحلية .
المخالف للشرع وأحكامه مع إقراره بأن فعله مخالفة قريب من التوبة , يوشك أن يندم ويعود وينيب إلى ربه (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فاؤلئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً).
أما من يخالف أحكام الإسلام المعلومة , ويتستر بالتأويلات ويتمحل في الأعذار , ويضرب صدورها بالأقوال البشرية , ويصرف مدلولها الصريح بالاستنباطات الذهنية , ويتحكم في مضامينها , بالشعارات المصلحية ,فذلك أوجب على نفسه البقاء في صحاري التيه, يتبع السراب يحسبه ماء, ويبني قصوراً على الرمال, ويرسم ويكتب فوق سطح الماء ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ).
بنى أصحاب السبت أحواضاً للصيد يوم السبت ,وسدوا منافذها ليستخرجوه يوم الأحد, بتأويل عقلي مصلحي يعتمد على مقصد اقتصادي, وهدف معيشي.
والصالحون في تلك القرية انقسموا إلى قسمين ,أحدهما آثر السكوت لأنه لا فائدة من النصيحة ،بل ناقش القسم الثاني الذين قاموا بواجب النصح والإصلاح, وقالوا قولتهم الشهيرة (لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم) وكانت النتيجة أن أنزل الله هلاكه بصيادي الأسماك المتذرعين بالمقاصد الاقتصادية , وبالساكتين عن الفساد المتوسلين بالمصالح الاجتماعية, وأنجى الله الذين كانوا ينهون عن السوء.
ما أكثر ماتتداخل المصالح الشخصية والأعراف الاجتماعية الفاسدة , مع التأويلات المصادمة لحقائق الدين , والمخالفة لكلياته وقواعده ومحكماته.
وهو أمر مستغرب جداً من أي مسلم يعلن رضاه بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً , والأشد غرابة وشناعة أن يصدر ذلك من طالب علم شرعي أو فقيه أو متفقه.
وهذا مايوجب على كل طالب نجاة وفلاح أن يفرق بين الدين المنزل والدين المأول والدين المبدل.

nawwar
06-15-2008, 07:11 AM
إذ المقصود من دعوة الإسلام الاستدلال على وحدانية الله، وإبطال شرك المشركين، وهذا لا يُتوصل إليه إلا عن طريق المحاجة العقلية، القائمة على الدليل والبرهان، والحجة والاستدلال؛ وهذا الذي يميز الحق من الباطل، ويبين الخبيث من الطيب؛أما السب والشتم فليس طريقًا لإقامة الحجة على المشركين؛ناهيك أن السباب والشتم يجيده كل أحد، العالم والجاهل،أما الاستدلال وإقامةالبرهان فلا يقدر عليه إلا من رزقه الله عقلاً راجحًا، وحجة بالغة.

...
درر بحق....
بارك الله بكم ......
ونفع بكم الأمة الإسلامية.....

عزام
06-15-2008, 01:40 PM
جزاك الله عنا كل خير اختي نوار
اعجبتني معاني هذه القصيدة
عزام

أتتني في سكون الليل أطياف لماضينا--------وراحت تنثر الأشواق والذكرى أمانينا

أما كنا بجوف الليل رهبانا مصلينا ؟------- وفرسانا إذا ما قد دعا للموت داعينا؟

فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقنا ؟-------- ومن للغاية الكبرى إذا صغرت أمانينا ؟

ومن للحق يجلوه إذا كلت أيادينا ؟

أسائلكم ونفسي .. هل أصاب القحط والينا ؟– وهل جفت ينابيع الهدى أم أجدبت فينا

فما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينا ؟------ وما المعنى بأن نجتر مجدا ماضيا حينا

فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقنا ؟-------- ومن للغاية الكبرى إذا صغرت أمانينا ؟

ومن للحق يجلوه إذا كلت أيادينا ؟

أسائلكم أسائلكم عسى يوما يوافينا -------- ونبرأ فيه بالإقدام يرموكا و حطينا

فعذرا إن عزفت اليوم ألحان الشكيينا ------ وإن أسرفت في التبيان عما بات يدمينا

فإن الكون مشتاقٌ لكم شوق المحبينا ------- بنا يعلو منار الحق في الدنيا و يعلينا

فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقنا ؟-------- ومن للغاية الكبرى إذا صغرت أمانينا ؟

ومن للحق يجلوه إذا كلت أيادينا ؟

عزام
06-23-2008, 12:25 PM
أمّا بالنسبة لسؤالك عن فائدة الشعر في زمن الدم الفلسطيني النازف، فأود القول بأن الشعر ليس بديلاً عن الفعل، بل هو قرين له، هو فن من مهماته التحريض والكشف والشهادة على الواقع والنظر إلى الأبعد. وهو بذلك يسبق الفعل، ويواكبه، ويضيء له الطريق، ويحرسه من غوائل التضليل .قديماً قال نصر بن سيّار إنّ "الحرب أوّلها كلام" ، والواقع أنّ الكلام محيط بالحرب من أوّلها إلى آخرها: توعيةً وتحريضاً وتمجيداً.. وهذا ما مثّله نصر بن سيار نفسه .لا غنى للفعل عن الكلام الصادق المؤثر، لأنّ غيابه يعني امتلاء الفراغ بالكلام النقيض، ونحن نعلم أنّ هذا النقيض موجود وفاعل حتى بوجود الصدق، فما بالك إذا خلا له الجوّ تماماً ؟ما مِن "مقاومة" على وجه الأرض استغنت بالمقاتل عن الشاعر. كل مقاومة حيّة تدرك أن لا غنى للدم عن الضمير.وتاريخ أمتنا، بالذات، أكبر شاهد على أهميّة دور الشاعر في الحرب، بل إن المقاتل نفسه طالما شحذَ سيفه ولسانه معاً، وهو يخوض غمرات الوغى: " وكرَّ مرتجزاً " أو " طعنه راجزاً " أو " هوى صريعاً وهو يرتجز " .وإذا كان أبو تمّام قد قال إنّ " بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشكّ والرّيب " فهو قد جعل رأي الشاعر أوّلاً، إذ أكّد –ضمناً - أنّ سود الصحائف هي الدليل المبصر لبيض الصفائح العمياء..أليس في بيته هذا قد عيّن الأداة المطلوبة في الموقف، وحرّض على استخدامها ؟وما قاله أبو تمّام، موارباً، قاله أبو الطيّب، دون مواربة: (الرأي قبل شجاعة الشجعان.. هو أوّل وهي المحلّ الثاني) .الشعر مهم، خاصّة بالنسبة لنا نحن العرب، ولولا ذلك لما حفيت أقدام المخابرات المركزية الأميركية في سعيها من أجل تدميره بأيدي المغول الجدد الذين يدّعون النطق بلغتنا، ثمّ يفضحون هذا الادّعاء ، منذ الخطوة الأولى، بشعورهم بالعار من أسمائنا، و بإخراجهم الألفاظ من سياقاتها، وهدمهم المعاني والقواعد ، وسطوهم على المصطلحات وتوجيهها في غير ما وضعت له، وجعلهم فنون الكلام مجرد سقوف معلّقة في الهواء !ولايكتفون بذلك، بل يحكمون حتى على تلك السقوف بألاّ تتفاعل مع واقعها أو قضاياها، وأن تترك السياسة للسياسيين والوطن للغزاة، وأن تهتم فقط باستعراض ألبستها الداخلية !وهم في الوقت الذي يطلبون منك أن تترك الحاكم والحكم والمعتقدات جانباً، يسارعون، قبل زوال صدى كلامهم، إلى شتم حاكم الأرض والسماء !وفي جوّ مكيدة مريعة كهذه، فإنّ مجرّد قول الشعر على أصوله، يصبح فعل مقاومة بحد ذاته، فما بالك إذا اتّصل بالدم اتّصال اللغة بالهويّة ؟احمد مطر

عزام
06-26-2008, 05:57 PM
الطريق الصعب

هذا ليس تنظيرا بل وقائع معاشة من تجارب الآخرين.. وتجاربي..

دائما ما نقول لأنفسنا في الأوقات الصعبة والأزمات "لا يوجد لدينا حل آخر".. "كنا مجبرين" ونختار الحل الذي نرى فيه ما يريحنا على المدى القصير حتى لو كتمنا أنفاس ضميرنا.. دائما هناك حلول سهلة... غريزية.. تخفف من وجع الرأس.. مقابلها حلول صعبة معقدة فيها عذاب وجهاد والم. نعم.. نحن دائما بمواجهة طريقين وان كنا لا نرى ذلك.. اكثرنا يختار الطريق السهل ويدفن رأسه في التراب كالنعامة معتقدا ان الخطر قد زال بمجرد ان تجاهل وجوده. ومنا من يختار ان يثبت ويواجه ويتحدى..
والسؤال هو كيف نختار؟ في هذا الموقف معظم الناس لا تستطيع ان تختار بل تتخذ لا شعوريا الحل الذي طالما عاشت عليه.. فليس من السهل على من عاش كل حياته بطريقة ما ان يغيرها بين ليلة وضحاها..
وهاكم بعض الامثلة للتوضيح: عندك امتحان صعب وامامك ان تختار بين ان تدرس المادة جيدا و تفهمها كي تفيدك في حياتك وامامك الحل السريع السهل بأن تحاول ان تحفظ عن ظهر قلب ما يمكن ان يأتي وتركز على العلامة فقط. مثال آخر: شخص عزيز عليك يتألم في المستشفى.. بإمكانك ان تتغاضى عن العناية به وتترك الامر لأخيك مثلا مبررا ذلك بأنك تحبه كثيرا ولا تستطيع ان تراه في هذه الحالة وبإمكانك ان تتقبل العذاب برؤيته مقابل ان تشعر براحة الضمير انك وقفت قربه حينما احتاج لك. مثال ثالث: قتل شخص عزيز عليك في حرب اهلية .. اما ان تختار ان تكره وتحقد وتتبنى لغة الثأر والانتقام وإما ان تختار العفو والتسامح و تنضم الى جمعيات سلمية تناهض الحروب العبثية كي تحاول تجنيب الآخرين مصير فقيدك.
فلنتذكر دائما ان اصعب الظلم ظلم النفس واصعب الكذب الكذب على النفس.. وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أيكون المؤمن جبانًا ؟ قال: نعم . قيل: أيكون بخيلاً ؟ قال: نعم . قيل: أيكون كذابًا؟ قال: لا ". من الناس من يكونون ضعفاء النفوس، يتصفون بالجبن وشدة الفزع. ومن الناس من يكونون بخلاء، يتصفون بالشح وقبض اليد. هاتان الصفتان قد تكونان في الجبلة والطبع. ولكن الكذب لا يكون إلا مكتسبًا، وهذا الذي يحاسب عليه الإسلام ويشدد فيه أبلغ ما يكون التشديد. انا عن نفسي لا أستطيع ان اكذب.. حتى لو فكرت بالكذب لا أستطيع... انا لا أستطيع ان اكذب ولا أستطيع ان امثل فلست ممثلا بارعا.. ان أحببت شخصا يبدو على تعابير وجهي وان غضبت منه سيجد اثر ذلك في كلماتي. ومهما انفعلت وكابرت أعود واعترف اني مخطىء ان أخطأت.
ليست المشكلة ان نضعف فالضعف البشري موجود بل المشكلة حينما نرمي نتائج ضعفنا على الآخرين او نبرر أخطائنا ونصر عليها. ونتعامل دائما مع الآخرين بمنطق إنهم ظالمين ونحن ضحايا ابرياء. تفرقنا الحياة عن أناس أحببناهم.. هذه سنة الحياة.. لا بأس ان ننسى.. لكن لم نكذب على الناس؟ ولم نكذب على أنفسنا؟ هذا الطريق يذكرنا بهم.. فهل نهجر الطريق الذي شهد يوماً فرحة لقاءنا بهم؟ أم نزرع في الطريق وردة حمراء.. ونقول له بامتنان شكراً أيها الطريق؟
لم نفعل كل هذا؟ فقط كي ننساهم ونوفر على أنفسنا العذاب؟ الا نستطيع ان نكون صادقين مع أنفسنا مرة واحدة فقط؟ لم لا نقبل العذاب كجزء من الحياة؟ بالنسبة لي العذاب الذي لا يحتمل هو عذاب الضمير.. عذاب الإحساس الداخلي بالخسة.. أما العذاب الذي يحمل معاني التضحية فهو مقبول حتى لو كان قاتلا.. بالنهاية سنموت ونموت.. المهم ان نموت راضين عن أنفسنا مفتخرين بقضية حاربنا من اجلها.. ولكن كما قال لي احد الاخوة لا احد يموت من العذاب.. مهما طال عذابك فستعتاد عليه حتى يصبح جزءا منك.. وما كان يضنيك ويحرق قلبك ويقطع نياطه بالسكاكين.. سيتحول يوما ما الى ابتسامة حزينة.. ابتسامة تحن للحظات مؤلمة ربما ولكن راقية وسامية بالتأكيد..
اعلم ان رسالتي ستمر بردا وسلما على اكثركم لكنها ستلامس اوتار قلوب البعض الآخر من اصدقائي الذين سيقرأون هذه الرسالة .. ويبتسمون هذه الابتسامة الحزينة التي تكلمت عنها.. ولهؤلاء كتبتها...

عزام
07-06-2008, 07:34 PM
اشخاص لا تنسى

(http://www.hayran.info/articles.php?catid=77&id=382)


أأنساكى؟؟.. سؤال بات يقتلنى... الى الاعماق يأخذنى.... ويعوى صوته المشؤوم.. فى افاق ذكراكى..
أأنساكى....؟؟ سكاكين على صدرى.. ارى فى حدها قبرى.. وليل فى مخيلتى.. تسافر فيه عيناكى..
أأنساكى؟؟.. اجيبينى.... فإن البعد والحرمان شىء فوق ادراكى... وهل انسى غروب الشمس تلفح خدك الباكى.. وهل أنساكى يا أماه.. كيف وقلبى مأواكى..
احبكى اينما تمضين.. عن عينى القاكى.. وطائر نورس يشدو هنالك.. فى انين البحر.. ملء البحر اهواكى..
على الحيطان ترتسمين وفى الاوراق تبتسمين... من ارض الى ارض... يطاردنى محياكى... وبين الفجر والاشراق تنبعثين من روحى... فلا ادرى.. لا ادري.. اذا ما كنتى امرأة ام الاصباح غناكى؟
قصيدة رائعة عن الأم للمنشد موسى مصطفى .. تذيل مقتطفات منها توقيع أخي محمد خضر الذي اهديه هذه المقالة.
لطالما تساءلت ما الذي يجعلنا نتذكر بعض الناس ولا ننساهم.. لماذا تضم زوجتي صورة والدها الى الآن وهي تبكي؟ لماذا يمر ببالي طيف بعض من مر في حياتي ولا انساهم بل اتذكرهم في كل يوم وادعو لهم بالخير؟ هل هذه حساسية زائدة عن الحد؟ تعلق بالاشخاص فوق اللزوم؟ لم لا نتخطى فقدان بعض الناس بسهولة؟ ما هو الاثر الذي نقشوه في قلوبنا وارواحنا ولم يقو الزمن على مسحه او حتى التخفيف منه؟ كنت أراجع نفسي واقول لعل هذا تقصير منا.. ضعف ايمان وتسليم بالقدر.. تعلق بالبشر فوق اللزوم خاصة في ضوء الحديث الشريف " عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به" ثم اننا لم نعلم عن الانبياء صلوات الله عليهم او الصحابة الكرام رضي الله عنهم انهم تعلقوا بأحد بهذه الطريقة ولا انهم رثوا طيلة عمرهم شخصا فرقهم الموت عنه ولا بكوا مدى حياتهم فراق شخص أبعدته الظروف عنهم.. الا اني تذكرت ان اخوة يوسف عليه السلام قالوا نفس قولي هذا لأبيهم نبي الله يعقوب عليه السلام: "قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين" وتذكرت كيف انه فقد بصره من حزنه على إبنه فبدأت اغير فكرتي عن الموضوع وارى فيه دليل وفاء ومودة.. ثم اني تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن زوجته خديجة رضي الله عنها "لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس، وصدَّقتني إذ كذّبَني الناس، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء" فازداد يقيني بصوابية ما توصلت اليه في كون هذا الشعور دلالة نبل وسمو في الاخلاق واعتراف بالجميل.. لا ضعف تسليم بالقضاء والقدر.
لكن هلا تفكرنا سويا في صفات هذا الشخص.. هذا الشخص الذي لا ينسى.. دعونا اولا ننظر بما بين ايدينا من امثلة.. في حالة سيدنا يعقوب عليه السلام كان ابنه مميزا عن اخوته بنباهته وبما ما اصطفاه الله به من نعمة النبوة فضلا ان الشخص المفقود له ذكرى اليمة تحز في القلب اكثر من ذكرى المتوفي او المسافر.. وفي حالة الحبيب المصطفى كانت خديجة رضي الله عنها المرأة التي وقفت قربه حين كذبه الناس ... وآمنت به اذا كفر به الناس.
هل يكون هذا الشخص من الاهل في العادة؟؟ انا اقول انه لا يكفي ان يكون من الاهل فقط بل عليه ان يحمل في داخله شيئا يتميز به عن مواصفات الاهل الفطرية والنابعة منهم من دون جهد منهم ان من حيث المودة أوالحنان تماما كما مر معنا سابقا.. وفي حالة زوجتي مثلا كان والدها صديقا لها ويعاملها بحنان نادر الوجود في عالم الآباء. علما انه في أكثر الاحيان قد لا يكون هذا الانسان من الاهل.. مصداقا للمثل الذي يقول "رب اخ لك لم تلده امك..".. وهذا الشخص قد يكون وقف قربنا موقفا لا ينسى او قضينا معه اياما لا تنسى نعدها احلى ايام حياتنا بحيث تستحق هذه الذكريات ان تروى لاولادنا واحفادنا وتنقش في صفحات الذاكرة وربما التاريخ حتى. و لا يخفى عليكم اني خلال استماعي لمشاكل الناس ومواساتهم مررت بكثير من القصص عن هذا الشخص الذي لا ينسى والذي يحمل في معظم الاحيان سمات السيدة خديجة رضي الله عنها.. شخص وقف قربك في ساعة المحنة حين تخلى عنك اقرب الناس.. شخص غير مسار حياتك بنصائحه ودروسه ولا بل وهداك للايمان ربما.. شخص تبرع بعضو من اعضاء جسده لانقاذك.. شخص احببته بصدق حبا طاهرا وبادلك حبك ثم فرقته الظروف عنك.. شخص رأيت نفسك فيه.. وبه حققت ذاتك.. شخص رآك العالم بأسره في الوقت الذي كنت ترى فيه نفسك شخصا في هذا العالم..
على ان للموضوع جانبا آخر الا وهو نوعية هذه الذكرى.. انها ليست ذكرى متعمدة في كثير من الاحيان.. بمعنى اننا لا نبذل الجهد في تذكر هؤلاء الاشخاص بل هم يستوطنون جزءا اساسيا من قلوبنا وعقولنا وارواحنا بحيث يكون طيفهم وصورتهم وصدى كلامهم –الحرفي احيانا- مرافقا لنا اينما ذهبنا وكأنه جزء منا يسري في دمائنا..
اما لماذا اهدي مقالتي هذه للاخ محمد خضر فلأن لهذا الموضوع جانبا ثالثا واخيرا.. الا وهو ان هذا الشخص الذى لا يُنسى.. يحتاج لشخص لا يَنسى حتى يتذكره ويتذكر ايامه معه.. والاخ محمد من هذه النوعية ما شاء الله عليه.. فلا ينسى أي شخص عزيز مر في حياته ولو مرور الكرام من امثالنا.. بارك الله فيه وفيكم.

mohammad
07-17-2008, 01:58 PM
اشخاص لا تنسى




أأنساكى؟؟.. سؤال بات يقتلنى... الى الاعماق يأخذنى.... ويعوى صوته المشؤوم.. فى افاق ذكراكى..
أأنساكى....؟؟ سكاكين على صدرى.. ارى فى حدها قبرى.. وليل فى مخيلتى.. تسافر فيه عيناكى..
أأنساكى؟؟.. اجيبينى.... فإن البعد والحرمان شىء فوق ادراكى... وهل انسى غروب الشمس تلفح خدك الباكى.. وهل أنساكى يا أماه.. كيف وقلبى مأواكى..
احبكى اينما تمضين.. عن عينى القاكى.. وطائر نورس يشدو هنالك.. فى انين البحر.. ملء البحر اهواكى..
على الحيطان ترتسمين وفى الاوراق تبتسمين... من ارض الى ارض... يطاردنى محياكى... وبين الفجر والاشراق تنبعثين من روحى... فلا ادرى.. لا ادري.. اذا ما كنتى امرأة ام الاصباح غناكى؟


لا كلت يمينك