تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وجهة نظر فلسطينية - نحن على الحياد



FreeMuslim
05-24-2008, 07:27 AM
رغم الكارثة
نحن على الحياد

أيها اللبنانيون
رغم احترامنا وتقديرنا للحرية التي تمنحونها للمقيمين في بلدكم..
ورغم تقديرنا لاهتمامكم بسماع رأينا فيما يدور من صراعات داخلية كادت ترمي البلد في أتون حرب مذهبية طاحنة..
ورغم إدراكنا لحساسية الحدث وخطورة المستجدات وفداحة الكارثة التي حلّت بلبنان بعد الصدامات الميدانية..
ورغم صعوبة تمييز طبيعة المعركة، وارتباك المواطنين، وحرص الأطراف المتنازعة على تكثير سواد المصطفّين في طابورهم..
ورغم أننا عانينا مواقف الحياد التي تسببت ببلوغ كارثة مخيم نهر البارد إلى ذروتها..
ورغم أن بعضكم يطالبنا أن نتخذ موقفاً، كون هذا «البعض» اتخذ موقفاً إيجابياً من القضية الفلسطينية..
ورغم أن الرئيس أمين الجميل يتحدث (كلما دقّ الكوز بالجرّة) عن وجود أصوليين من القاعدة في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويحذر من تدخلهم في الحرب الداخلية اللبنانية، ويؤكد أن هذه الأحداث ستضع الوضع اللبناني على كف عفريت..
ورغم أن الشيخ داعي الإسلام الشهّال، تكلم بكلام سيئ عن فلسطينيي المخيمات و«دورهم المتوقع!» في هذه الحرب.
ورغم أن النائب نعمة الله أبي نصر وزمرته يلصق بالفلسطينيين كل مصائب البلد.. حتى سوء الأحوال الجوية!
ورغم أن الحكومة والمعارضة معاًً يصران على إبقاء الفلسطيني في لبنان من دون تملّك بيت أو عقار، وبقائه مشرداً أو «مقبوراً» في المخيمات التي منع فيها أيضاً من إدخال مواد البناء..
ورغم أن التقارير تحدثت عن تجاوزات ميدانية أخذت المعركة في بعض جوانبها إلى الطابع المذهبي.. وأن التعديات على أهل السنّة تستدعي تحركاً فلسطينياً (كون أكثر من 85% من اللاجئين الموجودين في لبنان من أهل السنة).
ورغم أن قرارَيْ الحكومة اللبنانية يمسّان مباشرة بالمقاومة، وبالتالي يمسّان بالقضية الفلسطينية بشكل مباشر..
ورغم أن بعض الأطراف انتبه الآن إلى أنه والفلسطينيين في خندق واحد.. موحياً إليهم بمواقف مؤيدة له.
رغم كل ذلك.
لقد أدرك الفلسطينيون أن هذه المعارك ستلطّخهم من دون أن يتدخلوا، فكيف إذا تدخّلوا؟! ولصالح من سيتدخلون، ولماذا سيتدخلون؟!
عندما اتفق أطراف السياسة اللبنانية، صاغوا «أعجب» القرارات والقوانين ضد عمل الفلسطيني وضد حق التملك.. ونسوا عدداً كبيراً من المساجين الفلسطينيين، مضى على حبسهم سنوات دون أن ينظر أحد في أمرهم! وما قضية يوسف شعبان التي تناولناها في هذا العدد إلا نموذجاً على هذه الحالات الإنسانية. وسكتوا عن انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني في السجون اللبنانية (السجون الحقيقية والسجون الكبيرة في المخيمات المحاصرة).
لقد ذاق الفلسطينيون المجازر والحصار على أيدي أكثر من طرف لبناني، ولم تتدخل الأطراف الأخرى لتحميهم، فلماذا يُطلب من الفلسطينيين الآن اتخاذ موقف.
من أجل هذا كله..
نعتذر إليكم، أيها اللبنانيون المتصارعون.. فنحن على الحياد، ولن نكون إلا على الحياد!