د. سلامة يؤكد بطلان المقولة المعروفة »فالج لا تعالج«

إبرة صغيرة في الفخذ تزيل مخاطر الجلطة الدماغية
الشلل الدماغي سببه نقص الأكسجين في خلايا الدماغ
بيروت - صبحي الدبيسي:
لا خوف بعد اليوم من انسداد الشرايين التي ينتج عنها حصول الجلطة الدماغية, لأن مقولة "فالج لا تعالج" سقطت مع تطور الطب فتحولت برأي جراح الشرايين الدماغية في مستشفى الجامعة الأميركية البروفيسور جوزيف سلامة إلى الحكمة التي تقول: "فالج عجِّل وعالج", لأن المشكلة تقتضي أولاً وصول المصاب بالجلطة إلى المستشفى في الوقت اللازم وكل تأخير ينعكس خطراً على صحته وإصابته بالشلل.
البروفيسور سلامة كشف في حوار مع »السياسة« عن النتائج المذهلة التي ساهمت بعلاج الجلطات والتي تختصر بجراحة بسيطة نتيجة إدخال إبرة في أحد شرايين الفخذ يكون باستطاعتها تحديد مكان انسداد شرايين الدماغ فتعمل على توسيعها لدرجة تمكن من تلافي خطرها على المصاب. عن هذا الجديد مع ما يرافقه من حملات توعية كان هذا الحوار:
ما التطور الجديد في علم العوارض الناجمة عن الانسداد في شرايين الدماغ, أو بما هو مصطلح عليه تسمية "الجلطة الدماغية"?
/ الطب اليوم تطور بشكل أصبحت معه كل العوارض الصحية قابلة للمعالجة والشفاء بنسب عالية جداً, وبما يتعلق بالجلطة الدماغية أستطيع التأكيد كجراح دماغ ومتخصص بالشرايين الدماغية أن العلم اليوم اكتشف طريقة مثلى لدرء مخاطر الجلطة (أو ما يعرف بالفالج) وذلك عن طريق إبرة بسيطة نقوم بوخزها في الفخذ بحيث تأخذ طريقها إلى الدماغ مكان الانسداد فتعمل على توسيع الشرايين المسدودة وتزيل خطر حدوث الجلطة التي تؤدي إلى انقطاع الأكسجين عن الدماغ فيتعطل عمله ويحصل ما يعرف ب¯"الفالج" ونحن بهذه الطريقة نكون قد وفرنا للمريض إمكانية تخلصه من الشلل.
نقص الأكسجين
الجلطة الدماغية في أغلب الأحيان تؤدي إلى الشلل, كيف يمكن للطب تجنب هذه الحالة?
/ الشلل الدماغي ينجم عن نقص الأكسجين في خلايا الدماغ, أو نقص في الدم أو الغذاء. لأن الخلايا عادة تتغذى من الشرايين وهناك أنواع عدة من الجلطات التي تصيب الإنسان لأسباب عدة هي:
1 - جلطة ناجمة عن نزيف في الدم.
2 - جلطة ناجمة عن نقص في الدم. وهنا يحصل انسداد في الشريان, يكون السبب إما نتيجة دم متجمد يأخذ طريقه من القلب إلى الشريان أو أن القلب يعاني من مشاكل في الكهرباء أو ضعف عضلة القلب, وهنا يتأثر مجرى الدم ولا يعمل بشكل عادي, ما يسبب بصنع الجلطات أو الدم المتجمد. إن الدم المتجمد المتكون في الشرايين الكبيرة يسير في مجرى الدم وعندما يصل إلى الشرايين الصغرى وإلى الشعيرات وخاصة شرايين الرأس وهي أصغر الشرايين يحصل الانسداد ويؤدي إلى انقطاع مجرى الدم لمنطقة معينة من الرأس, فإذا كانت الجلطات صغيرة تؤدي إلى انسداد في المجاري الصغيرة, أما إذا كانت الجلطات كبيرة فتؤدي إلى انسداد في الشرايين الوسطية التي تكون مسؤولة عن منطقة أكبر من منطقة الشرايين الصغيرة.
هل واجهت مثل هذه الحالات وكيف تم التعامل معها?
/ الأسبوع الفائت أدخلت إلى المستشفى بحالة طارئة صبية تعاني انسداداً في أحد شرايين القلب الكبيرة. ولو لم تتم معالجتها في الوقت المناسب لكان تسبب لها بجلطة دماغية كبيرة وكانت نسبة خطر الموت عالية جداً. بالسرعة الفائقة أدخلت المريضة إلى غرفة العمليات وبطريقة الإبرة دخلنا إلى الشريان وتم تذويب الجلطة التي سببت لها الانسداد وتم سحبها وبدلاً من أن تصاب بجلطة كبيرة تحولت إلى جلطة صغيرة وهي الآن تخضع للعلاج وتتماثل للشفاء.
الوقت يزيد فرص الشفاء
ما أهمية الوقت في مثل هذه الحالات?
/ هذا الموضوع يخضع لنوعية الجلطات أحياناً, قد يحتمل المريض مدة 48 ساعة, لكن لا يمكن الانتظار طوال هذا الوقت وكلما أسرعنا في تأمين وصول المريض إلى المستشفى كلما أمكن مساعدته للشفاء بشكل نهائي, بعد أن نكون حددنا كمية الدماء الموجودة في مكان الجلطة. وهذه العملية عادة تتم في خلال ثلاث ساعات وبعد هذه الفترة كلما أطلنا في الوقت كلما تقلصت نسبة النجاح.
ما يحصل في المستشفيات بشكل عام هو إعطاء المريض مسيلاً للدم يؤدي أحياناً إلى دخوله في غيبوبة أو في موت سريري, برأيك هل هذا الخطأ يعود إلى نقص في الخبرة, وهل هذه الطريقة مدروسة ومؤكد من صحتها ونجاحها? وكيف تشخص مثل هذه الحالات?
/ هذه العوارض كانت في الماضي تصيب القلب, وقمنا بحملات توعية متعددة على مدى سنوات, وكنا نطلب من أصحاب هذه الحالات التوجه إلى المستشفى على الفور وكذلك حصلت أيضاً في المقابل حملات توعية للأطباء لقيام نوع من حالة الطوارئ في المستشفى في مثل هذه الحالات. ولكن هناك مقولة خطأ للأسف في موضوع الجلطة من خلال الاعتقاد السائد "فالج لا تعالج" هذه النظرية أو هذا المصطلح تبدل في الدول المتطورة علمياً في أوروبا والولايات المتحدة. وأصبح القول: "فالج أسرع وعالج", في الوقت الحاضر, هناك حالتان إذا حصلت الجلطة نتيجة دم متجمد في الشريان علينا بأسرع وقت ممكن نقل المريض إلى المستشفى, وفي حالات الجلطات الصغيرة وتكون مؤقتة نتيجة ضيق في الشرايين يؤدي ذلك إلى توقع الجلطة في الأسابيع أو الأشهر المقبلة. وهنا على المريض إجراء فحوصات دقيقة ودراسة وضع القلب وشرايين الرقبة والدماغ.

والعلاج من لبنان ولا ( فخر)
عبد الله