تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الطاغوت والعبادة



مقاوم
05-19-2008, 07:01 PM
حقيقة الطاغوت والعبادة

الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي


من كتاب: الفصل الثاني: حكم العلمانية في الإسلام (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showcontent&contentid=42)
وإذا كان معنى لا إله إلا الله الكفر بالطاغوت والإيمان بالله: http://www.alhawali.com/sQoos.gifفَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6000262) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[البقرة:256] وهو -أيضاً- نفي العبادة عما سوى الله تعالى كما قال كل نبي لقومه: http://www.alhawali.com/sQoos.gifاعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6001012) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الأعراف:59] وإذا كانت هذه هي دعوة الرسل جميعاً: http://www.alhawali.com/sQoos.gifوَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6001936) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[النحل:36] فإن حقيقتها لا تتجلى إلا بمعرفة حقيقة هذين -الطاغوت والعبادة-.

1- الطاغوت:

جاءت هذه الكلمة في القرآن والسنة كثيراً، وخير تعريف لها ما ذكره الإمام ابن القيم (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000011) رحمه الله: "الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدون من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله"[819] (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#9991964) .

من هذا يتبين أن الطاغوت لفظ عام يشمل كل ما يضاد (لا إله إلا الله) سواء أكان شعاراً أم قانوناً أم نظاماً أم شخصاً أم رايةً أم حزباً أم فكرةً... إلخ، ولذلك ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000051) رحمه الله أن الطواغيت كثيرة، ثم حدد رءوسهم بخمسة:

الأول: الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله، والدليل قوله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gif أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6003764) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[يس:60].

الثاني: الحاكم الجائر المغير لأحكام الله، والدليل قوله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gif أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6003764)http://www.alhawali.com/eQoos.gif[النساء:60].

الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله، والدليل قوله تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gif وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6000712) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[المائدة:44].

الرابع: الذي يدعي علم الغيب من دون الله...

الخامس: الذي يعبد من دون الله، وهو راض بالعبادة... [820] (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#9990500)

وعلى هذا نستطيع القول بأن الشرك -ذنب البشرية الأكبر ومدار الصراع بين الأمم والرسل- هو عبادة الطاغوت مع الله أو من دونه في أمرين متلازمين: (الإرادة والقصد) و(الطاعة والاتباع).

أما شرك الإرادة والقصد فهو التوجه إلى غير الله تعالى بشيء من شعائر التعبد كالصلاة والقرابين والنذور والدعاء والاستغاثة تبعاً للسذاجة الجاهلية القائلة: http://www.alhawali.com/sQoos.gifمَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6004060) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الزمر:3] وطاغوت هذا النوع هو الصنم أو الوثن أو الجني أو الطوطم... إلخ.

وأما شرك الطاعة والاتباع فهو التمرد على شرع الله تعالى وعدم تحكيمه في شئون الحياة بعضها أو كلها، وهو مفرق الطريق بين الإسلام والجاهلية، كما أنه السمة المشتركة بين الجاهليات كلها على مدار التاريخ، وبه استحقت أن تسمى جاهلية مهما بلغ شأنها في الحضارة والمعرفة: http://www.alhawali.com/sQoos.gif أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6000718) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[المائدة:50] http://www.alhawali.com/sQoos.gifأَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّه (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6004292) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[الشورى:21] وطاغوت هذا النوع هو الزعماء والكهان والكبراء والأنظمة والأوضاع والتقاليد والأعراف والقوانين والدساتير والأهواء... إلخ.

والواقع أن كلا النوعين من الشرك مردهما إلى أصل واحد، وهو تحكيم غير الله والتلقي عنه، فإن مقتضى تحكيمه وحده ألا تتوجه البشرية إلى غيره بأي نوع من أنواع العبادة والقربات، وألا تتوجه وتسير في حياتها كلها إلا وفق ما شرع لها في كتبه وعلى لسان رسله، قال تعالى: http://www.alhawali.com/sQoos.gifإِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6001635) http://www.alhawali.com/eQoos.gif[يوسف:40].

فرد الأمر كله إلى الله واتخاذه وحده حكماً في كل شيء هو بعينه العبادة التي أمر الله ألا يصرف شيء منها لغيره، وهذا هو ذات الدين القيم الذي لا يرضى الله تعالى سواه، وإن جهله أكثر الناس على مدار التاريخ.

إذا تقرر هذا فكل ما يجابه هذه الحقيقة أو جزءاً منها، فهو طاغوت في أي صورة كان وفى أي عصر ظهر، ولا يكون الإنسان فرداً أو مجتمعاً شاهداً ألاَّ إله إلا الله حقيقة إلا بالكفر بهذا الطاغوت والبراءة منه وأهله.

من أجل ذلك كان العربي الذي يقول هذه الكلمة على عهد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينخلع عن الجاهلية انخلاعاً تاماً، وينسلخ من كل أعرافها وأوضاعها وقيمها وموازينها وإيحاءاتها، وينضم إلى موكب الإيمان وهو متجرد لله منقاد لأوامره بلا تردد أو استثناء.

2- العبادة:

العبادة: هي العلاقة بين هذا الكون بكل ما فيه من جمادات وأحياء، وبين الخالق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وهي الغاية من الوجود الإنساني، بل من وجود المخلوقين المكلفين إنساً وجناً: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6004730)[الذاريات:56].

والمختار من تعريفاتها ما قاله شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000010) رحمه الله، وهو أنها: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة".

وقد أثبت رحمه الله في رسالة العبودية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=book&id=4000270) أن الدين كله داخل في العبادة مؤيداً ذلك بالأدلة الشرعية واللغوية.

وقد سبقت الإشارة إلى أن ذلك هو منطوق قوله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6001635) [يوسف:40] وهو كذلك مفهوم قوله جل شأنه: وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6006134) [البينة:5].

وزاد هذه الحقيقة إيضاحاً تلميذه ابن القيم (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000011) -رحمه الله- الذي أسهب في بيان قواعد العبادة ومراتبها واستغراقها للنشاط البشري كله فقال: "ورحى العبودية تدور على خمس عشرة قاعدة، من كملها كمل مراتب العبودية، وبيانها: إن العبودية منقسمة على القلب واللسان والجوارح، وعلى كل منها عبودية تخصه، والأحكام التي للعبودية خمسة: واجب، ومستحب وحرام ومكروه ومباح، وهي لكل واحد من القلب واللسان والجوارح""[821] (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#9991965) .

ثم فصل القول في الجوارح فقال: أما العبوديات الخمس على الجوارح، فعلى خمس وعشرين مرتبة أيضاً؛ إذ الحواس خمس وعلى كل حاسة خمس عبوديات، وذكر كل نوع مع الشرح والتمثيل.

ويوضح هذا بتوسع ما قاله الشهيد سيد قطب (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000825) -رحمه الله- عند الحديث عن قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6004730) [الذاريات:56] ومنه:

"إن مدلول العبادة لا بد أن يكون أوسع وأشمل من مجرد إقامة الشعائر، فالجن والإنس لا يقضون حياتهم في إقامة الشعائر، والله لا يكلفهم بهذا، وهو يكلفهم ألواناً أخرى من النشاط تستغرق معظم حياتهم، وقد لا نعرف نحن ألوان النشاط التي يكلفها الجن، ولكننا نعرف حدود النشاط المطلوب من الإنسان، نعرفها من القرآن من قول الله تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6000036) فهي الخلافة في الأرض -إذاً- عمل هذا الكائن الإنساني، وهي تقتضي ألواناً من النشاط الحيوي في عمارة الأرض والتعرف إلى قواها وطاقاتها، وذخائرها ومكنوناتها وتحقق إرادة الله في استخدامها وتنميتها وترقية الحياة فيها، كما تقتضي الخلافة القيام على شريعة الله في الأرض لتحقيق المنهج الإلهي الذي تناسق مع الناموس الكوني العام.

ومن ثم يتجلى أن معنى العبادة التي هي غاية الوجود الإنساني أو التي هي وظيفة الإنسان الأولى أوسع وأشمل من مجرد الشعائر، وإن وظيفة الخلافة داخلة في مدلول العبادة قطعاً، وإن حقيقة العبادة تتمثل إذاً في أمرين رئيسيين:

الأول: هو استقرار معنى العبودية لله في النفس، أي: استقرار الشعور على أن هناك عبداً ورباً، عبداً يَعبد ورباً يُعبد، وأن ليس وراء ذلك شيء وأن ليس هناك إلا هذا الوضع وهذا الاعتبار، ليس في هذا الوجود إلا عابد ومعبود وإلا رب واحد والكل له عبيد.

والثانى: هو التوجه إلى الله بكل حركة في الضمير وبكل حركة في الجوارح وكل حركة في الحياة، التوجه بها إلى الله خالصة والتجرد من كل شعور آخر، ومن كل معنى غير معنى التعبد لله"[822] (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#9991966) .

وهذه المعاني دل عليها صريح القرآن كما في قوله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6000951) [الأنعام:163].

ولذلك فإن نهي الله تعالى عن الإشراك به في عبادته وإخلاصها له وحده كما في قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6004059) [الزمر:2] وقوله تعالى: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6004121) [الزمر:64] يتوجه إلى هذه المعاني بجملتها، كما سيأتي تفسيره في حديث عدي بن حاتم (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000358) رضي الله عنه.

إن فطرة الإنسان وطبيعة تكوينه وافتقاره الذاتي لهي قاطعة الدلالة على أنه عبد، ولا يمكن أن يكون غير ذلك، وما عليه إلا أن يختار معبوده.

وقد أثبت شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=alam&id=1000010) في رسالة العبودية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=book&id=4000270) أن الإنسان على مفترق طريقين لا ثالث لهما، فإما أن يختار العبودية لله، وإما أن يرفض هذه العبودية فيقع لا محالة في عبودية لغير الله[823] (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#9990503).

وكل عبودية لغير الله كبرت أم صغرت هي في نهايتها عبادة للشيطان: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6003765) [يس:61] وهذا هو المؤدى الأخير مهما تنوعت الأساليب وتعددت السبل.

يشمل ذلك العرب الذين قال الله تعالى فيهم: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6000609) [النساء:117] ويشمل كذلك كل عبادة لغير الله على مدار التاريخ.

"لقد تغيرت ولا شك بعض مظاهر العبادة، فلم يعد هناك تلك الإناث التي كان العرب في شركهم يعبدونها، ولكن عبادة الشيطان ذاتها لم تتغير، وحلت محل الإناث القديمة أوثان أخرى، الدولة والزعيم والمذهب والحزب والعلم والتقدم والإنتاج والحضارة والتطور والمجتمع والوطن والقومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) والإنسانية والعقلانية والمودة والجنس والحرية الشخصية.

عشرات من الإناث الجديدة غير تلك الإناث الساذجة البسيطة التي كان يعبدها العرب في الجاهلية تضفى عليها القداسات الزائفة، وتعبد من دون الله، ويطاع أمرها في مخالفة الله وفى تغيير خلق الله، ما تغيرت إلا مظاهر العبادة تطورت ولكن الجوهر لم يتغير؛ إنه عبادة الشيطان"[824] (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#9991967) .

على ضوء هذا الفهم الإجمالي لمعنى الطاغوت والعبادة، يتضح لنا المعنى الحقيقي لـ(لا إله إلا الله) الذي هو -كما سبق- الكفر بالطاغوت وإفراد الله تعالى بالعبادة.


الحواشي

819. (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#hwashi9991964) إعلام الموقعين: 52.
820. (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#hwashi9990500) مجموعة التوحيد: 12.
821. (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#hwashi9991965) مدارج السالكين: 1/ 109.
822. (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#hwashi9991966) المجلد السابع ج27، ص:28.
823. (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#hwashi9990503) مقدمة رسالة العبودية: 6.
824. (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#hwashi9991967) دراسات قرآنية: محمد قطب: 469.

طرابلسي
05-19-2008, 07:10 PM
حقيقة الطاغوت والعبادة


يشمل ذلك العرب الذين قال الله تعالى فيهم: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=ayat&id=6000609) [النساء:117] ويشمل كذلك كل عبادة لغير الله على مدار التاريخ.

"لقد تغيرت ولا شك بعض مظاهر العبادة، فلم يعد هناك تلك الإناث التي كان العرب في شركهم يعبدونها، ولكن عبادة الشيطان ذاتها لم تتغير، وحلت محل الإناث القديمة أوثان أخرى، الدولة والزعيم والمذهب والحزب والعلم والتقدم والإنتاج والحضارة والتطور والمجتمع والوطن والقومية (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.showfahras&ftp=firak&id=2000106) والإنسانية والعقلانية والمودة والجنس والحرية الشخصية.

عشرات من الإناث الجديدة غير تلك الإناث الساذجة البسيطة التي كان يعبدها العرب في الجاهلية تضفى عليها القداسات الزائفة، وتعبد من دون الله، ويطاع أمرها في مخالفة الله وفى تغيير خلق الله، ما تغيرت إلا مظاهر العبادة تطورت ولكن الجوهر لم يتغير؛ إنه عبادة الشيطان"[824] (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=266#9991967) .

على ضوء هذا الفهم الإجمالي لمعنى الطاغوت والعبادة، يتضح لنا المعنى الحقيقي لـ(لا إله إلا الله) الذي هو -كما سبق- الكفر بالطاغوت وإفراد الله تعالى بالعبادة.



بارك الله فيك
ولنا عودة إن شاء الله

طرابلسي
05-20-2008, 05:40 AM
اتركونا من التكفير فلسنا هنا بصدده
واتركونا من الحكم على الجماعات فأيضا لسنا هنا بصدد معرفته
بل السؤال الأهم والذي عليه مدار الموضوع
هل حكام اليوم طواغيت أم لا ؟
وهل الواجب الكفر بهم لتحصيل الإيمان المطلوب ؟
أرجو ممن لديه علم بيان ذلك ويا حبذا لو يشاركنا الجميع على هذا السؤال على الأقل بنعم أو لا

طرابلسي
05-20-2008, 05:53 PM
أخي الفاضل هنا الحقيقة سؤال لو تكرمت ؟
هل الطاغوت الذي أمرنا الله بالكفر به
داخل فيه الأنظمة التي لا تحكم بشرع الله وما هو تعريف الطاغوت ؟

طرابلسي
05-20-2008, 07:11 PM
اما سؤالي فهو محدد هل عدم الكفر بالطاغوت ينافي لا إله إلا الله أم لا ؟؟؟
فإذا كان ينافيه فكيف نجد الناس تصفق للسنيورة والحريري وما شابههما وهم سدنة الجبت أليس هذا ناقضا لمعنى لا إله إلا الله هذا ما أريد جوابا له خشية أن تزل أقدام بعد ثبوتها
والله من وراء القصد

طرابلسي
05-20-2008, 07:20 PM
انظر ماذا يقول ابن عثيمين مسندا حول الطاغوت ...

ما هو الطاغوت الذي أمرنا أن نكفر به ؟ الطاغوت مشتق من الطغيان ، والطغيان مجاوزة الحد ومنه قوله – تعالى - : [ إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية] (1) يعني لما زاد الماء عن الحد المعتاد حملناكم في الجارية يعني السفينة .

واصطلاحاً أحسن ما قيل في تعريفه ما ذكره ابن القيم – رحمه الله – أنه – أي الطاغوت -: "كل ما تجاوز به العبد حده من معبود ، أو متبوع أو مطاع".

ومراده بالمعبود والمتبوع والمطاع غير الصالحين، أما الصالحون فليسوا طواغيت وإن عبدوا ، أو اتبعوا ، أو أطيعوا

فالأصنام التي تعبد من دون الله طواغيت
وعلماء السوء الذين يدعون إلى الضلال والكفر ، أو يدعون إلى البدع ، وإلى تحليل ما حرم الله ، أو تحريم ما أحل الله طواغيت
والذين يزينون لولاة الأمر الخروج عن شريعة الإسلام طواغيت ،
لأن هؤلاء تجاوزوا حدهم ، فإن حد العالم أن يكون متبعاً لما جاء به النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ، لأن العلماء حقيقة ورثة الأنبياء ، يرثونهم في أمتهم علماً ، وعملاً ، وأخلاقاً ، ودعوة ، وتعليماً ، فإذا تجاوزوا هذا الحد وصاروا يزينون للحكام الخروج عن شريعة الإسلام بمثل هذه النظم فهم طواغيت ؛ لأنهم تجاوزوا ما كان يجب عليهم أن يكونوا عليه من متابعة الشريعة.

و قال بعض أهل العلم :
الطاغوت مأخوذه من الطغيان وهو مجاوزت الحد و هو كل ما يعبد من دون الله ورؤس الطواغيت خمسة وهم :
ابليس لعنه الله , من يعبد من دون الله وهو راض , من دعا الناس إلى عبادة نفسه،من ادعى شيئا من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله.

قدم [ عدي بن حاتم ] على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو نصراني فسمعه يقرأ هذه الآية : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون } قال : فقلت له : إنا لسنا نعبدهم ، قال : أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ، ويحلون ما حرم الله فتحلونه ، قال : قلت : بلى ، قال : فتلك عبادتهم (حديث حسن)

و الطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة:
1. إبليس -أعاذنا الله منه و من جنده-
2. ومن عُبد وهو راض
3. ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه
4. ومن ادعى شيئا من علم الغيب
5. ومن حكم بغير ما أنزل الله


المصدر فتوى للشيخ العثيمين رحمه الله و موقع الدرر السنية .

ألا يجب على الاتباع الكفر بالطاغوت بدلا من مساندته في معركته وهو من هو الذي يشرّع لنا الكفر عبر ادواته ومجلسه النيابي
فهل يصح القول أنا اكفر بالطاغوت ثم أتبعه على تشريعاته ؟؟!!!
أليس من شرط إنكار المنكر بالقلب عدم التواجد مكان المنكر بعد إنكاره في القلب ما دون الإكراه الذي أجازه الشرع !!

طرابلسي
05-21-2008, 06:45 AM
او هل رايتنا نصفق للطواغيت ؟
بل يا ليتك صفقت للطواغيت كان أهون من أن تحاول لي أعناق الأيات وأقوال العلماء لموافقة آرائك ...فالتصفيق إن حصل فلك وحدك أم التضليل فهم يعم القارئ والمشاهد وكل من يفهم الكلام على طريقتك وأعيد وما دخلك انت شخصيا بالسنيورة والحريري ..... يمكنك قياس ذلك على أي ولي امر مطاع أنت تحت سلطانه فهنيئا لك به إذا لم يكن طاغوتا كما أرجو إعلامي ربما تبعتك بالولاء له

أو هل رايتنا نصفق لسعد الحريري وغيرهم ؟
بل شاهدنا الأكثرية تصفق له فهل تتفق معي أنهم على خطر عظيم أم لا ؟!!


قلت : وهؤلاء لا شك في كفرهم لانهم علماء ولكن علماء سوء علموا الحق وعرفوه ولكنهم حادوا عنهم فانتفت عنهم موانع التكفير فليس بعد العلم الا الضلال وليس بعد الايمان الا الكفر وهذا تحقيق مناط

انتفاء موانع التكفير لست أنت من يحددها بناء على قاعدتك التي كنت تنافح عنها وبقوة وإذ بك الان تكفر الاعيان بعد ان تورعت عن ذلك بموضوعك السابق وما ادراك انهم علموا الحق ربما سلطان السيف هو الحق الذي عرفوه ولا يكفروا به أو ما ادراك أنهم علماء أصلا هل انت من طبقتهم وحكمت على علمهم وكيف كفرتهم بجرة قلم

فتوى ابن تيمية عندما كان في سجنه وحكم على عالم الذي افترى على ابن تيمية فحكم عليه ابن تيمية بالرده لانه عالم ويعرف الحق ولكنه حكم بما لم ينزله الله تعالى فاعتبره ابن تيمية مستحل
وهي الفتوى التي كان عليها مدار كلامنا السابق اذا كنت تذكر

إذن الكفر ليس مختصا بالقلبي بل يتعداه إلى العملي وهذا ما قاله ابن تيمية رحمه الله تعالى إذن لما كل هذا الورع بإيجادك لهم اعذارا واهية وهذا ابن تيمية اعتبر استحلاله بما شاهده منه دون ان يتلفظ بكلمة استحلال !!

والقسم الثاني الذين قال عنهم العثيمين في فتوى وقول اخر انهم جهلة يعذرون بالجهل

العذر بالجهل من عقيدة السلف ما دون ما هو معلوم من الدين بالضرورة فلا يعذر الإنسان في كل شيء بل بما خفي حكمه ولم يبن له من قبل وإلا على هذه القاعدة فاليهود والنصارى وغيرهما معذورون فقد سمعوا بلا إله إلا الله ولم يؤمنوا فيكف يكبهم الله في النار بناء على قاعدتك تلك
طبعا المسلم قد يجد ممن يحسبهم علماء فيلبسون عليه الحق بالباطل ومثله يحتاج إلى بيان وحجة
أمثال من قيل لهم إن ملكهم ولي أمر يطاع ضمن حدود سايكس بيكو الذي رسمها له المستعمر



ويبقى السؤال لما سفر الحوالي لم يكفر حكام السعودية ولم يعتبر دستور السعودية كافر ؟!!


سبحان الله لماذا تريد أن ينحرف الموضوع عن مساره وما دخلنا بحكام السعودية وما دخلنا أكان سفر الحوالي كفّر الدولة السعودية ام لا وما دخلنا في أضرابهم وهل أصبح سفرا كتاب منزلا أم نبيا مرسلا ما لكم كيف تحكمون !!!

السؤال الأوحد هل من يوالي من يشرع بدلا من الله كَفَرَ بالطاغوت أم هو متابع له ؟؟!!!
بس هيك وما قلته بالأعلى ليس بصلب موضوعنا بل هو على الهامش أرجو الجواب على هذا السؤال فقط فإذ لم يكن لديك علم فلننتظر من هو اعلم فما اود بيانه هنا هو إقامة الحجة عن المطبلين للأحزاب والحكام على حد سواء وهل جاء أحدهم بناقض لمعنى الكفر بالطاغوت ام لا

وأخيرا دعني اهمس في أذنك أخي الفاضل : من اخبرك من قبل أن هناك من يريد الاصطياد بالماء العكر بالموضوع السابق فهذا ما املاه عليه شيطانه وليس له بالأصل شيء من الصحة ولا اخالك تصدق كل ما يقال لك لعلمي أنك تطالب ببينة كما امرك الله
وهمسة اخرى اخي هنا الحقيقة لست معنيا بهذا المقال ولا بردوده فلا ادري لماذا أقحمت نفسك وكأن الخطاب موجه لك
والله من وراء القصد
أخوك / أبو عمر

طرابلسي
05-21-2008, 10:36 AM
طالما أقحمت نفسك بما ليس لك به علم وحولت المسألة إلى تكفير المجتمعات والحكام وتناسيت حكم الله في مسألة الكفر بالطاغوت إلى هل كفّر سفر الدولة السعودية ولا أدري ما دخل زيد بعبيد
فإن كان لديك ما تضيفه على تعريف الطاغوت وكيف يمكن اجتنابه فتفضل
واما موضوعك الذي ذكرته فاكمل بارك الله فيك وقل لمن طبل لك وزمر أن هناك ما يحاك خلف الكواليس فذكره بالآية الكريمة يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ..........
فاكمل بارك الله فيك لأن ما تقوله مجرد أضغاث أحلام
وليكن بمعلومك ومعلوم الجميع لم ولن أقبل إملاءات من أحد فهذا ديدني ومشربي فلا تخلط بين فلان وعلان ولا بين زيد وعمر
الخلاصة إذا كان لديك ما تفيده به حول الكفر بالطاغوت فتفضل وإذا لا يوجد لديك ما تفيد به فأكمل هناك وانا متابع معك إلى النهاية
فتفضل مشكورا أو أقفل على الموضوع إذا كانت اكبر منك

النووي
05-21-2008, 07:56 PM
هنا الحقيقة ؟؟؟
لا ندري ما تصبوا إليه
تدور وتدور وتعيد وتكرر نفس السؤال ؟؟؟
هل تريد به الفتنة أم الحق ؟!!
نسأل الله أن يهدينا ويهديك للعمل الصالح
ولماذا تحاول أن تأتي بفتوة ضد آل سعود بالتحديد ؟
كلمة حق تقال :
لا يوجد بلد بالعالم يتمسك بأكثر تعاليم الدين الحنيف بمؤسساته ودوائره الحكومية مثل السعودية
وهذا واضح جلي لأي مسلم يقيم في السعودية
ونحن نتكلم بعموم الأمر وليس بخواصه
والناظر إلى حال ( السماح بالزنا ) على أقل تعبير بالدول العربية وحالها بالسعودية ، يعرف أين الحق واين الباطل .
ولا نقارن عهد الصحابة رضوان الله عليهم بعهدنا هذا
فنحن بعصر الفتن والطوام وتشابك الأمور وتداخلها
فالقاعد فيها خير من القائم ...

ونكرر السؤال نفسه
هل هناك عالم رباني ( غير العالم الرباني سلطان الطرب الخميني ) كفر آل سعود
:D:smile::D:smile:

طرابلسي
05-22-2008, 05:54 PM
قال سيد قطب غفر الله لنا وله

الطاغوت : صيغة من الطغيان ، تفيد كل ما يطغى على الوعي ، ويجور على الحق ، ويتجاوز الحدود التي رسمها الله للعباد ، ولا يكون له ضابط من العقيدة في الله ، ومن الشريعة التي يسنها الله ، ومنه كل منهج غير مستمد من الله ، وكل تصور أو وضع أو أدب أو تقليد لا يستمد من الله . فمن يكفر بهذا كله في كل صورة من صوره ويؤمن بالله وحده ويستمد من الله وحده فقد نجا . . وتتمثل نجاته في استمساكه بالعروة الوثقى لا انفصام لها .الظلال


وفي مكان آخر قال .... :
وجاء السحرة فرعون ، قالوا : إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين؟ قال : نعم ، وإنكم لمن المقربين } . .

إنهم محترفون . . . يحترفون السحر كما يحترفون الكهانة! والأجر هو هدف الاحتراف في هذا وذاك! وخدمة السلطان الباطل والطاغوت الغالب هي وظيفة المحترفين من رجال الدين! وكلما انحرفت الأوضاع عن إخلاص العبودية لله ، وإفراده - سبحانه - بالحاكمية؛ وقام سلطان الطاغوت مقام شريعة الله ، احتاج الطاغوت إلى هؤلاء المحترفين ، وكافأهم على الاحتراف ، وتبادل وإياهم الصفقة : هم يقرون سلطانه باسم الدين! وهو يعطيهم المال ويجعلهم من المقربين!

ولقد أكد لهم فرعون أنهم مأجورون على حرفتهم ، ووعدهم مع الأجر القربى منه ، زيادة في الإغراء ، وتشجيعاً على بذل غاية الجهد . . وهو وهم لا يعلمون أن الموقف ليس موقف الاحتراف والبراعة والتضليل؛ إنما هو موقف المعجزة والرسالة والاتصال بالقوة القاهرة ، التي لا يقف لها الساحرون ولا المتجبرون!

الظلال

وللحديث بقية

هنا الحقيقه
05-23-2008, 04:17 AM
احتاج الطاغوت إلى هؤلاء المحترفين ، وكافأهم على الاحتراف ، وتبادل وإياهم الصفقة : هم يقرون سلطانه باسم الدين! وهو يعطيهم المال ويجعلهم من المقربين!

مع احترامي لكلام قطب لكن كلامه هذا لعب بالالفاظ
متى كان السحرة علماء
أهل دين؟!!


كل العالم يعرفونهم انهم سحرة وليسوا علماء دين
وهل يجوز ان نجلب ارجوز محترف الشقلبة ونقول انه محترف ثم نلصق بتبديل الدين!

فاما ان سيد قد وضع كلمة (محترفين) فبدل الكلمة بدل الاخرى ليحاول جاهداً أن يشبه العلماء بالسحرة تحت كلمة (الاحتراف)




هنا الحقيقة ؟؟؟
لا ندري ما تصبوا إليه
تدور وتدور وتعيد وتكرر نفس السؤال ؟؟؟
هل تريد به الفتنة أم الحق ؟!!
نسأل الله أن يهدينا ويهديك للعمل الصالح
ولماذا تحاول أن تأتي بفتوة ضد آل سعود بالتحديد ؟
كلمة حق تقال :
لا يوجد بلد بالعالم يتمسك بأكثر تعاليم الدين الحنيف بمؤسساته ودوائره الحكومية مثل السعودية
وهذا واضح جلي لأي مسلم يقيم في السعودية
ونحن نتكلم بعموم الأمر وليس بخواصه
والناظر إلى حال ( السماح بالزنا ) على أقل تعبير بالدول العربية وحالها بالسعودية ، يعرف أين الحق واين الباطل .
ولا نقارن عهد الصحابة رضوان الله عليهم بعهدنا هذا
فنحن بعصر الفتن والطوام وتشابك الأمور وتداخلها
فالقاعد فيها خير من القائم ...

ونكرر السؤال نفسه
هل هناك عالم رباني ( غير العالم الرباني سلطان الطرب الخميني ) كفر آل سعود
:D:smile::D:smile:
http://www.saowt.com/forum/images/statusicon/user_offline.gif http://www.saowt.com/forum/images/buttons/infraction.gif (http://www.saowt.com/forum/infraction.php?do=report&p=208475) http://www.saowt.com/forum/images/buttons/report.gif (http://www.saowt.com/forum/report.php?p=208475)


إن كان كلامك صحيح أخي الفاضل اذن من سلفهم هؤلاء الذين يكفرون حكام السعودية ؟!
فقد فقدت البوصلة بارك الله هلا ترشدني اليها !!(ابتسامة مع حكة حنك)

وما بال مقاوم والطرابلسي يكفرون حكام السعودية ؟

طرابلسي
05-23-2008, 08:45 AM
سبحان الله


أعيد للمرة الثالثة لا تحرف الموضوع واتبع أصله هل كفرت بالطاغوت أم انت احد أعوانه لسنا بصدد تكفير بلدا بعينه فنحن نبحث بالحكم العام وكل واحد ينزله على مكانه
فإن مسألة عدم التبرء من الطاغوت خطيرة جدا على مستوى الأفراد والجماعات والواجب على كل داع إلى الله أن يبدأ بما بدأ به الله ودعا إليه نبيه _ اعبدوا الله مالكم من إله غيره _ فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها )
وللحديث بقية :)

منال
05-23-2008, 08:56 AM
ثم بالموضوع هنا وهناك اين هناك واين هنا؟

ممكن روابط للمواضيع الاخرى عشان نتثقف ونفهم .

واصبروا اما انهى قراءة لعلى استفسر عن اشياء

وجزاكم الله خيرا

مقاوم
05-23-2008, 09:05 AM
أختي منال
لا بد من كلمة حق نرضي بها رب الخلق وإن سخط الخلق.

أردت أن أحرر المشاركات التي خرجت عن الموضوع لكن رجاني البعض ألا أفعل فعدلت.

سنرى إلى أين سينتهي هذا الموضوع الذي كان الغرض من إيراده تبيان مسألة عقائدية مهمة جدا.

منال
05-23-2008, 09:13 AM
انا لسه بالصفحة الاولى

وصراحة يؤرقنى ما رايت من لما عدت للمنتدى شفت كام موضوع والله سدوا نفسى عن المشاركة

ان استمر الحال هكذا فخير لى ان ادع هذا المنتدى فانا لا اقبل بهكذا وضع

رحم الله جيل الصحابة والتابعين

سـمـاح
05-23-2008, 09:22 AM
انا لسه بالصفحة الاولى

وصراحة يؤرقنى ما رايت من لما عدت للمنتدى شفت كام موضوع والله سدوا نفسى عن المشاركة

ان استمر الحال هكذا فخير لى ان ادع هذا المنتدى فانا لا اقبل بهكذا وضع

رحم الله جيل الصحابة والتابعين

لا حول ولا قوة الا بالله
اختي الغالية ... طولي بالك ... هل اصابتكِ العدوى انتِ ايضاً ؟

منال
05-23-2008, 11:09 AM
ولا عدوى ولا شىء يا أختى ويشهد ربى تركى للمنتدى كفقدانى أحد من أهلى

قرأت الموضوع ردا ردا وسطرا سطرا وحرفا حرفا

والله لو رآه أحد لقال كلّ متربص بالآخر وكأنه يبحث له عن ذلة!!! وحاشاكم فانا نحسبكم جميعا اهل خير وصلاح-حفظكم الله

المهم هذا يركز على سؤال معيّن والآخر يركز على سؤال آخر وندور معهم فى حلقة مفرغة ولم استفد شيئا الا تعريف الطاغوت والعبادة

واما السؤالين اللذين فى الحلقة
هل الشيخ سفر الحوالي أو عالم رباني مشهود له بالاجتهاد والعلم كفر نظام او دستور السعودي؟؟؟؟؟؟؟
يمكن بسهولة مراسلة الشيخ على موقعه ومعرفة الاجابة

هل حكام اليوم طواغيت أم لا ؟
وهل الواجب الكفر بهم لتحصيل الإيمان المطلوب؟
هل من يوالي من يشرع بدلا من الله كَفَرَ بالطاغوت أم هو متابع له؟؟!!!
اما النقطة الاولى فمن يحكم عليهم؟
والنقطة الثانية كيف نربطها بالحديث " اسمعوا وأطيعوا ولو تأمر عليكم عبد حبشي "
والنقطة الثالثة ما معنى الموالاة المقصودة بالسؤال؟

طرابلسي
05-23-2008, 06:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ,, نبينا محمد ,, وعلى آله وأصحابه اجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد
الأخت الفاضلة منال حفظك الله تعالى .... :
لست هنا لأضعك حكما بيني وبين الأخ هناك الحقيقة حول مسلمات آمنت بها من خلال كتاب ربنا وصحيح سنة نبينا مقرونا بفهم سلفنا فبهذه لا أُحكم احدا أبدا إلا الدليل بالقرينة الصحيحة في المكان الصحيح
ولست هنا أستعطف الآخرين لأستميل آرائهم وتوجهاتهم وفق ما يرسمه البعض على طريقة الإيحاء ..
لذا قد أصبح شديدا بطرحي خشية مداهنة المعقب من حيث لا يدري فيحكم على أقوالي بعاطفة وميول فيحسب الحق بلحن القول فيتم تقبل لكلامي اللطيف أو استعطافي الكبير :) وليس ردا لقول ربنا العلي القدير ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر )
بل الأصل رد الأقوال إلى العقل اداة التكليف ومن ثم استخدامه في استنباط الحكم من أصول التشريع للوصول إلى الحق المبين بإذن رب العالمين ... وبناء عليه أقول :
لو تركت الحكم بهذه المسألة او غيرها للهوى لقلت
كل الناس أخواني وأخواتي ولا فرق عندي بين يهودي او نصراني أو بين صوفي وشيعي وسني وبهائي
فكلنا ندعي اننا أبناء الله واحباؤه وانا لنا الجنة والفردوس ومن خالفنا فإلى جنهم سيدخلها مع الداخلين
ولا ادري كيف علمنا فوزنا بالجنة أمن خلال الأحبار والرهبان ؟!!! أم من خلال صكوك الغفران ؟؟
أم نحن اوعية خاوية كل ما يطرح بها لا ترفضه ؟؟ أم نحن مسيرون لا مخيرون فيصبح لدينا عذر عن الرحمن الرحيم
ولو كانت المسألة بهوى لقلت ليت الله ربنا ما ذكر لنا عداوة النصراني ولا اليهودي ولا المشرك والعلماني فنأمن حينئذ من تبعات ذلك في الدنيا ونعيش إلى حين برغد وأمن ثم مآلنا إلى جنة الخلد خالدين
وما امرنا بالكفر بالطواغيت وحصره فقط بالشيطان الرجيم فنأمن تبعات ذلك من تقتيل وتضييق وتشريد
لا فالعقل السليم يفصل بين الغث والسمين بتوجيه من رب العالمين فتصبح أداة التكليف من سمع وبصر وقلب من الشاهدين وهذا خلق رب العالمين الذي أحسن كل شيء خلقه ثم هدى
فلطالما نحن أقرينا بأن كتاب الله الذي بين أيدينا هو الحق المبين من خلال الأدوات التي وهبنا الله إياها وبها أصبحنا مكلفين فلا يصح تعطيلها لأقوال بعض الشياطين .
فنحن نتعبد الله بالدليل وهذا القرءان الكريم واضح وبيّن لكل ذو قلب سليم فقد قال رب العالمين في محكم التنزيل ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها )
فهل تدارسنا هذه الآية من خلال ادوات التكليف وعلمنا هل نحن من أصحاب اليمين ام من أصحاب الجحيم
ام علمنا أن الأنبياء والرسل جاؤنا بحيض ونفاس قبل البدء بتوحيد رب العباد
قال تعالى (ولقد بعثنا في كل امة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )
فهل عرّفنا الطاغوت الذي أمرنا الله اجتنابه !!


ما شاء الله إذا سئل شخصا "ما "بالصلاة والصيام والحيض والنفاس أصبح فقيه عصره وإذا سئل بأصل التوحيد تلكأ وقال المسألة فيها نظر تحتاج لعالم رباني نضعها في عنقه فننجو من تبعاتها في الدنيا ونحسب أننا على الهدى سائرون وعلى رضا الرحمن قائمون !!! وما امثالهم إلا بخطر عظيم لتأليهم على رب العالمين لتعطيلهم لأداة التكليف واستعارة عقول الشيطان إلا من رحم من العالمين ...
فاعلم يرعاك الله هل انت من المكلفين أم من الذي رفع عنهم القلم إلى حين فيعذرك رب العالمين
وللحديث بقية يا اخوة الدين
والله من وراء القصد

منال
05-23-2008, 06:44 PM
ننتظر البقية فلم ار هذه الا مقدمة لم تجب عن سؤال حضرتك المطروح

طرابلسي
05-23-2008, 08:57 PM
برأي كلامك هنا يعتبر مجعلك واتهامك بغير محله لو نقلته على أصل الموضوع الذي توقفت عنه

اما هنا فالسؤال محدد ما هو تعريف الطاغوت والذي يترتب عليه الكفر به وعدم موالاته
هذا السؤال فإذا كان قطب لم يعجبك فدونك ابن تيمية وغيره الكثير وما بدات بعد ...
فتفضل اجب على قدر السؤال ولا تشطط او تنحى واكمل حول موضوعك الأصلي

طرابلسي
05-23-2008, 09:04 PM
لنا عودة قريبا إن شاء الله

طرابلسي
05-25-2008, 03:38 PM
اترككم الان مع الشيخ نور الدين عمار بتعريف الطاغوت

ولنا عودة قريبا إن شاء الله

طرابلسي
05-26-2008, 08:29 PM
نقلاً عن علماء السلطان

* ذكر العلماء في ما مضى بعض الأمور التي تنقض العهد والميثاق بين المسلمين وغيرهم ، وهي أمور محفوظة في كتبهم ، وذكروا أموراً لا تنقض العهد فبيّنوها وذكروا الأدلة عليها ، ونستطيع نحن - بعد التتبع والإستقراء لكلام بعض علماء الزمان - أن نُضيف بعض الأمور على تلك لتكون عونا لمن أتى بعدنا على التفقه في الدين ، فمن جملة ما لا ينقض العهد في زماننا هذا :

1- إحتلال الكافر لبلاد المسلمين.
2- إعتداء الكافر على عرض المسلمة .
3- فعل الكافر الفاحشة بالرجل المسلم.
4- إعلان الكافر الحرب الصليبية على المسلمين.
5- قتل الكافر لنساء وأطفال وشيوخ ورجال المسلمين في أكثر بقاع الأرض.
6- سب الكافر لدين المسلمين.
7- سب الكافر لرب العالمين.
8- سب الكافر للنبي صلى الله عليه وسلم.
9- بول الكافر على المصحف أو رميه المصحف في القمامة أو وضعه تحت رجله.
10- نشر الكافر لكتاب في بلاد المسلمين وبين المسلمين يزعم أنه بديل للمصحف.
11- بناء الكافر لكنائس جديدة في بلاد الإسلام ، وخاصة في جزيرة العرب.
12- عدم سماح الكافر للمسلمين بالتحاكم إلى شريعة رب العالمين.
13- احتفاظ الكافر بأسرى للمسلمين من الرجال والنساء وتعذيبهم أشد التعذيب.
14- تدخل الكافر في المناهج الدراسية لأبناء المسلمين وتغييرها بما يوافق هواه.
15- تدخل الكافر في اختيار حكام بلاد الإسلام وفرضه على المسلمين أناس يحققون مصالحه دون مصالح المسلمين.
16- نشر الكافر كفره وإلحاده في بلاد الإسلام وصرف المسلمين عن دينهم بشتى الوسائل.
17- نشر الكافر الفاحشة والمنكرات في بلاد المسلمين.
18- إظهار الكافر شعارات وشعائر دينه في بلاد الإسلام.
19- تمكين الكافر للكفار والملاحدة من ابناء بلاد المسلمين وإيعازه لهم بقتل الدعاة والمخلصين من علماء المسلمين.
20- تغيير الكافر لمفاهيم الدين وأحكامه في بلاد المسلمين بالقوة أو بالمكر ..

كل هذا وغيره كثير مما لا ينقض العهد ولا يبيح قتل الكافر ولا التعرض له ولا إيذائه لخطورة العهد والميثاق في الشريعة الإسلامية ، أما ما ذكره ابن القيم في كتابه "أحكام أهل الذمة" عن عمر أنه اشترط على المعاهدين بأنه "من ضرب مسلما عمدا فقد خلع عهده" وأن هذا مما أخذته الأمة بالقبول وعمل به الخلفاء على مر العصور فهذا بلا شك من التنطع في الدين ..

تغيّر الفتوى بتغير الحال

* القذافي صاحب ليبيا كان كافرا مرتدا عن الدين لنشره كتابه الأخضر الذي أنكر فيه السنة وأتى فيه بالأمور العظام التي تقشعر منها الأبدان ، ولأمور أخرى كثيرة ، وقد أفتى بكفره مجموعة من العلماء ، كان هذا يوم أن كان هذا المعتوه يُعلن العداء لأمريكا ، ولكن تعالوا واسألوا أهل العلم والمعرفة اليوم عن حال القذافي بعد أن رضيت عنه أمريكا ورضي عنها ورجعت المياه إلى مجاريها .. القذافي اليوم : ولي أمر المسلمين في ليبيا تجب طاعته ولا يجوز الخروج عليه بأي حال !! فسبحان مقلب القلوب ..


أسود الجزيرة

* في قضية "أسود الجزيرة" في الكويت كانت التهمة الرسمية الموجهة للشباب فيها هي "الجهاد" !! هؤلاء الشباب متهمون – حسب المحكمة الكويتية – بنية الإعتداء على أصدقاء الكويت ، ويقصدون بالأصدقاء هنا : "الأمريكان" !! فالمجاهدين متهمون بنية الجهاد ضد العدو الصائل !! وقد حكمت المحكمة في الكويت على بعض المتهمين بالإعدام لأنهم كانوا ينوون الجهاد ضد الكفار !! وكان من المتهمين الشيخ الفاضل حامد العلي والذي كانت تهمته "تحريض المؤمنين" عملاً بقوله تعالى {وحرّض المؤمنين} !! هذه القطرات الساخنة نصبها على رؤوس علماء نجد والحجاز ليُفتونا في هذه المحكمة !! ولن يفعلوا لأن الحكم عليها أمر سياسي لا يستطيعونه لمنع ولي الأمر لهم من ذلك !!


هؤلاء قادتي فجئني بمثلهم

الفرق بين قادتنا وقادتهم :
أن قادتنا يقتلون عبدة الصُّلبان ، وقادتهم يقتلون حفظة القرآن !!
قادتنا ينشرون فقه الجهاد في الأنام ، وقادتهم كلما زاد الكفار قتل المسلمين زاد إصرارهم على السلام !!
قادتنا إذا رأوا كافراً معادياً تذكّروا قول ربنا {فضرب الرقاب} ، وقادتهم إذا رأوا بوش ورايس مسحوا القبقاب !!
قادتنا شعارهم "اخرجوا المشركين من جزيرة العرب" ، وقادتهم أدخلوا فيها من الكفار كل من هبّ ودب !!
قادتنا يدعون لتحكيم شرع ربنا ، وقادتهم حكّموا شرع اليهود والنصارى أعدائنا !!




التكفير والغلو فيه

* هناك فرق بين "التكفير" و"الغلو في التكفير" : فالتكفير من الدين ، وله شروط وموانع وله حكم منصوص "من بدّل دينه فاقتلوه" ، ولا يكون الدين ديناً إن لم يكن فيه تكفير ، فبالتكفير يُعرف من هو في الدين ممن هو خارجه ، وبدونه يصبح الدين كلّاً مباحاً ومرتعاً يكون كل الناس داخله وخارجه في نفس الوقت ، فلو قال إنسان بأنه اخترع دين عالمي ، ولم يبين حدوده ، يصبح كل العالم من أتباع هذا الدين إذ أنهم لا يعرفون حده فيخرجون منه ، ويستطيع صاحب الدين أن يُخرج كل الناس من دينه بوضع حد واحد فيقول : هو دين خاص بي فقط .. فلو لم يضع هذا الحد لما عُرف أتباع دينه ، ولو قال : ديني أن يؤمن المرء بأنه إنسان لأصبح كل بني آدم يدينون بدينه .. فلا بد للدين من حدود يُعرف من ينتمي له ممن هو خارجه .. والدين الذي ليس له حدود معلومة ليس بدين ، وليس شيء مخلوق في الكون إلا وله حدود ، فكل فكر أو فلسفة أو مذهب لا بد له من حد يفصله عن غيره ..
أما "الغلو في التكفير" فهذا يكون بإخراج الإنسان من الدين لأسباب وحدود مغلوطة أو غير مقررة فيه ، ففي ديننا مثلاً : تكفير صاحب الكبيرة والمعصية غلو في التكفير ، فليست كل معصية سببا لخروج المسلم من الإسلام وإن كانت موجبة للعقاب (ما لم يستحلها الإنسان عن علم) ، وكذلك إنتفاء الشروط ووجود الموانع المعتبرة يجب أن تكون محل بحث ونظر قبل التكفير ، فالغلو : أن ترسم حدوداً للدين ليست مقررة فيه ، أو تُلغي أو تُحرّف الشروط والموانع المقررة للتكفير أو تحملها ما لا تحتمل ..
لا يستقيم الدين بلا تكفير كما لا يستقيم حال الأمة بالغلو في التكفير ، فإلغاء التكفير إلغاء لماهية الشريعة ، والغلو في التكفير من أعظم أسباب الفتنة .. وحقيقة التكفير موجودة في جميع الأديان بل وحتى في الأقطار والبلدان ، فمثلاً : لما سحبت حكومة الرياض الجنسية عن الشيخ أسامة وسحبت الكويت الجنسية عن الشيخ سليمان أبو غيث ، فهذا العمل تكفير لهما من وجه ، حيث أنه إخراج لهما من حيّز "المواطنة" ، فالكل يمارس التكفير ولاكن تختلف الأسماء والمسميات ..
ولذلك نقول لمن يحاولون إلغاء التكفير وينتقدونه : إنكم تُلغون بكلامكم هذا الدين جملة وتفصيلاً ، وكلامك هذا غير منطقي ولا يقره شرع ولا عقل ، أما إن كانوا يقصدون "الغلو في التكفير" فنحن معهم ، ولكن ينبغي عليهم أن يذكروا هذا ولا يخلطوا الأمرين حتى لا يلتبس على الناس ، فإن ما نخشاه أن يعمد بعض الجهال في ما بعد إلى إدخال اليهود والنصارى والهندوس والبوذيين والصابئة في الإسلام بحجة التنزه عن التكفير ، وهذا ما يصبو إليه الأعداء عن طريق ما يسمونه بتقارب الأديان أو وحدة الأديان ، وهو كفر بلا شك ..


مذهب الواعظ

* سُئل واعظ : ما مذهبك؟ ، فأجاب : في أي بلد !! (ذكره ابن تيمية في "منهاج السنة") ، هذا هو حال كثير من الناس اليوم ، فبعضهم إذا خرج إلى بلاد الكفار تغيرت هيئته وتغيرت طريقته ومنهجه ، فإذا رجع إلى بلاده رجع إلى ما كان عليه .. وبعضهم إذا كان بين المستقيمين فهو مستقيم وإذا كان بين الفساق فهو فاسق .. وبعض الناس إذا وفد على الرافضة فهو رافضي ، وإذا وفد على الصوفية فهو صوفي ، وإذا وفد على أهل السنة فهو سني .. وبعضهم يتجاوز المذاهب إلى الأديان : فإذا لقى النصارى فهو نصراني ، وإذا لقي اليهود فهو يهودي ، وإذا لقي الملاحدة فهو ملحد {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} (البقرة : 14) ، وبعضهم ينتظر الأحداث وينظر الغالب فيزعم معيته ونصرته {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} (النساء : 141) ، فهؤلاء لا دين لهم ولا مبدأ ولا عقيدة ولا احترام لذات ، ومَن هذا شأنه ينفر منه الناس ولا يحترمونه لضعف شخصيته وعدم احترامه لعقله ، والناس إنما يحترمون أصحاب المبادئ ، وإن كانوا أعداء ..


والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..


كتبه
حسين بن محمود ( بتصرف يسير )
28 محرم 1427هـ

طرابلسي
05-29-2008, 05:56 PM
أماراتيون يقاتلون في سبيل الطاغوت (http://3355430.maktoobblog.com/946312/%D8%A3%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%A A%D9%8A%D9%88%D9%86_%D9%8A%D9%82%D8 %A7%D8%AA%D9%84%D9%88%D9%86_%D9%81% D9%8A_%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84_%D8% A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%BA%D9%88%D8 %AA)




بسم الله الرحمن الرحيم

كشف فرانك جاردنر، مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، الأسبوع الماضي، عن تواجد قوات عربيه اماراتيه في افغانستان منذ سنوات لكي تساعد القوات الامريكيه والقوات الاطلسيه في حفظ الأمن، وحربها ضد حركة طالبان والقاعدة. وأنه لا يعرف ولايعلم أحد في العالم ولا حتى الشعب الاماراتي شيئ عن تواجد هذه القوات العربيه الاماراتيه في أفغانستان والتي تساعد الامريكان وجنود الاطلسي في بسط سيطرتهم وإحتلالهم لافغانستان! جدير بالذكر أن حلف شمال الأطلسي أو حلف الناتو تأسس عام 1949 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1949) لغرض حراسة حرية وحماية الدول الأعضاء فيه من خلال القوة العسكرية ويلعب دور متزايد في إدارة الأزمات السياسية، وحفظ الأمن والاستقرار، ومحاربة التهديدات الأمنية الجديدة.

أصابتني الدهشة عندما سمعت هذا الخبر ورأيتهم بعيني في التلفاز وهم بالزي العسكري مدججين بالسلاح، يقومون بتوزيع بعض المواد الغذائية للفقراء! ولا أعلم لماذا هذا الاستخفاء من هذا الفعل طيلة السنوات الماضية إذا كان الأمر لا يتجاوز مد يد العون لاخواننا المستضعفين هناك؟ ولا أعلم لماذا تقدم المعونات تحت مظلة حلف الناتو الذي يعمل من أجل القضاء على المجاهدين من حركة طالبان وتنظيم القاعدة؟ كيف يقوم بهذا العمل مسلم يعلم أن رسالة الله لكل أمة من الأمم هي "أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت".
{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّـٰغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ ٱلضَّلَـٰلَةُ فَسِيرُواْ فِى ٱلأَْرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } [النحل: 36]
أيكون اجتناب الطاغوت بالانضمام لحلفهم والعمل تحت مظلتهم والانحياز لحزبهم وهم يقاتلون اخواننا المستضعفين هناك؟ ألم يقل الله تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }
حَكَم الله ولا معقب لحكمه أن كل من قاتل في سبيل الطاغوت فهو كافر بالله العظيم، والكفار هم الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت! وللأسف أن بعض الذين شاركوا قوات الأطلسي من الأماراتيين تظهر عليهم علامات الخير والصلاح، ولا شك عندي أنهم لو كانوا يعلمون معنى الطاغوت ويعرفون طواغيت عصرنا لما شاركوا الطواغيت في حربهم للمجاهدين في سبيل الله تحت مظلة حلف الناتو أو تحت مظلة الأمم المتحدة، أو تحت مظلة محاربة الارهاب!

فجدير بالعلماء الصادقين والدعاة المخلصين الاهتمام بأول واجب افترض الله على كل أمة تعلمه والعمل به قبل الصلاة والزكاة والصوم والحج !
جدير بالعلماء والدعاة تعريف الناس بمعنى الطاغوت بلغة عصرنا، وليس نقلا لكلام سلفنا فقط! بل نريد من علماءنا ذكر أمثلة لطواغيت عصرنا لكي نكفر بها ونعاديها ونبغضها ونجتنبها كما أمرنا الله تعالى، {قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ولا نريد منهم الاكتفاء بذكر أمثلة لطواغيت عصر سلفنا، إذ كيف نكفر بطاغوت عصرنا ونحن لا نعرفه؟

وسأذكر خلاصة كلام العلماء في معنى الطاغوت فأقول:
خلاصة كلام علماء اللغة في تعريف الطاغوت أنه " مجاوزة الحد "
خلاصة كلام علام الشرع في تعريف الطاغوت أنه كل من تجاوز حده مع الله تعالى.
_ فمن تجاوز حده مع الله وشرع ما لم يأذن به الله فهو طاغوت.
_ ومن تجاوز حده مع الله فأحل ما حرم الله "قولا أو اعتقادا أو نظاما" (كاباحة الربا والزنا والقمار) فهو طاغوت.
_ ومن تجاوز حده مع الله فحرم ما أحل الله "قولا أو اعتقادا أو نظاما" (كالجهاد في سبيل الله بالمال والنفس وكتعطيل حد الردة وتحريم ملك اليمين) فهو طاغوت.
_ ومن تجاوز حده مع الله فدعا إلى التحاكم إلى غير شرع الله تعالى فهو طاغوت!

فكل ما تجاوز به العبد حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع فهو طاغوت، ولا يشك عاقل أن من أوجب الواجبات على الناس تحقيق التوحيد ونبذ الشرك وأهله، فكيف يحقق الناس التوحيد إذا لم يعرفوا الشرك وكيف يكفروا بالطاغوت إذا لم يعرفوه؟
كيف ينشغل العلماء والدعاة عن التعرف على طواغيت عصرهم وتحذير المسلمين منهم، بتبيين بعض الأحكام والحث على بعض فضائل الأعمال فقط؟
يا علماء الاسلام.. ألم يبين الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه طواغيت عصره وأمرهم بالتخلص منها على قدر المستطاع سواء كان ذلك في الفترة المكية كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذهب هو وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الكعبة وكسرا صنماً عظيماً كان موثقاً فوق الكعبة، وكان ذلك قبل الهجرة، وليس بعد الفتح (كما روى ذلك الامام أحمد في المسند:(1/105) رقم:(646)، وصححه أحمد شاكر ).
أو كان في الفترة المدنية، عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بقتل طاغوت اليهود كعب بن الأشرف كما جاء في صحيح مسلم؟! فلماذا لا تبينوا لنا طواغيت عصرنا أسوة بنينا الكريم؟
فمن عرف التوحيد وكان على بصيرة بطواغيت عصره ، سينجح بإذن الله تعالى في تحقيق الايمان بالله والكفر بالطاغوت، وسيعمل على اجتناب سبيل الطاغوت طيلة حياته، ولا يقع فيما وقع فيه بعض الجنود الاماراتيون.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: " لا بد للمسلم من التصريح بأنه من هذه الطائفة المؤمنة، حتى يقويها وتقوى به ويفزع الطواغيت، الذين لا يبلغون الغاية في العداوة حتى يصرح لهم أنه من هذه الطائفة المحاربة لهم". أهـ من مجموعة التوحيد.
يقول الشيخ العلامة حمد بن عتيق رحمه الله في كتابه سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك:
"إن كثيراً من الناس قد يظن أنه إذا قدر على أن يتلفظ بالشهادتين وأن يصلي الصلوات الخمس، ولا يُرد عن المسجد فقد أظهر دينه وإن كان مع ذلك بين المشركين أو في أماكن المرتدين، وقد غلطوا في ذلك أقبح الغلط.
واعلم أن الكفر له أنواع وأقسام بتعدد المكفرات وكل طائفة من طوائف الكفر قد اشتهر عندها نوع منه، ولا يكون المسلم مظهراً لدينه حتى يخالف كل طائفة بما اشتهر عندها ويصرح لها بعداوته، والبراءة منه.." أهـ.
ويقول أيضاً في الدرر السنية: "وإظهار الدين: تكفيرهم وعيب دينهم والطعن عليهم والبراءة منهم والتحفظ من موادتهم والركون إليهم واعتزالهم، وليس فعل الصلوات فقط إظهاراً للدين" أهـ.
ويقول الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "وقد افترض الله تعالى البراءة من الشرك والمشركين والكفر بهم وعداوتهم وبغضهم وجهادهم: {فبدّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم} [البقرة: 59]، فوالوهم وأعانوهم وظاهروهم، واستنصروا بهم على المؤمنين وأبغضوهم وسبوهم من أجل ذلك، وكل هذه الأمور تناقض الإسلام كما دل عليه الكتاب والسنة في مواضع".
ويقول الشيخ سليمان بن سحمان في ديوان عقود الجواهر المنضدة الحسان:-

إظهار هذا الدين تصريح لهـم بالكفر إذْْ هم معشر كفــار
وعداوة تبدو وبغض ظاهــر يا للعقول أما لكم أفكـــار
هـذا وليس القلب كاف بغضه والحـب منه وما هو المعيار
لكنما المعيار أن تأتي بـــه جهـراً وتصريحاً لهم وجهار

فيجب أن لا تكون خصومات العلماء والدعاة وطلبة العلم مع أقوامهم منحصرة في حق المرأة بالعمل بجوار الرجل أو السماح لها بقيادة السيارة، ولا في الأذن للفساق بالغناء من عدمه أو انشاء دور السنما، فهذه المعاصي تنكر ولا يستهان بها ، وإنما يجب أن تكون خصوماتهم كخصومة الأنبياء في التوحيد والشرك، في تحقيق الايمان واجتناب الطاغوت، في موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين! ومن بعدها يأتي الكلام حول المعاصي، لأن العاصي والزاني مآله إلى الجنة، والطائع العفيف إذا كان لا يعتقد وجوب الكفر بالطاغوت حرام عليه الجنة!
{لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ }
والحمد لله رب العالمين،،،



كتبها نبيل بابكر في 03:09 صباحاً ::

http://3355430.maktoobblog.com/946312

طرابلسي
05-29-2008, 06:10 PM
حكم الإسلام في الديمقراطية والتعددية الحزبية
القسم على احترام الدستور الجاهلي والتحاكم إليه.


أول ما يجب على النائب الفائز أن يقوم به هو إعطاء القسم والأيمان والعهد[1] –
[1] من الصيغ التي يلتزم بها النائب في قسمه كما في بعض الأمصار:" أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للملك والوطن وأن أحافظ على الدستور
حراً مختاراً غير مكره – على الوفاء والإخلاص للدستور الكفري الجاهلي الذي يحكم ويحدد سياسة البلاد الداخلية والخارجية، والذي يعتبر في نظر الإسلام طاغوت كبير يجب الكفر به والبراء منه ومن أنصاره وأوليائه وأتباعه .
وهذا مزلق عقدي خطير ينفي مطلق الإيمان عن صاحبه، كما قال تعالى:{ألم ترَ إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً} النساء:60. فاعتبر سبحانه وتعالى إيمانهم زعماً وكذباً لا حقيقة له في القلب ولا وجود، وبرهان ذلك وعلامته أنهم يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت – في أمر من أمور الدين أو الدنيا – رغم أنهم أمروا بالوحي أن يكفروا به ويتبرؤوا منه !
ولا شك أن من يقسم الأيمان المغلظة على أن يحافظ على العمل بدساتير وشرائع الطاغوت أنه أغلظ كفراً ونفاقاً، وأشد نقضاً وتكذيباً لدعوى الإيمان من أولئك الذين يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت في أمر من أمور حياتهم ..
فالإيمان بالله تعالى وبالطاغوت معاً لا يمكن أن يجتمعا في قلب امرئٍ واحد، قال تعالى:{فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم} البقرة:256.
فقدم الله تعالى الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله لاستحالة اجتمـاع الإيمـان بالطاغوت مع الإيمان بالله تعالى، أو الإيمان بالله قبل الكفر بالطاغوت .. والقول بخلاف ذلك من لوازمه القول بالشيء وضد في آنٍ واحد؛ ومثاله كأن تصف المرء بأنه موحد ومشرك، أو أنه حي وميت، أو أنه موجود وغير موجود في آنٍ واحد .. وهذا لا يستقيم عقلاً ولا شرعاً .
قال تعالى:{والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد} الزمر:17.
فهذه الآية الكريمة أفادت معنى من معاني الكفر بالطاغوت؛ وهو الاجتناب والاعتزال، والبعد عن الطاغوت وعبادته وكل ما يقرب إليه، فهؤلاء الذين يعتزلون الطاغوت ويجتنبونه ولا يقربوه في شيء، ثم يؤمنون بالله تعالى ويوحدونه، هؤلاء هم الذين – وحدهم – لهم البشرى بالرضوان ونعيم الجنان يوم القيامة .
ونحوه كذلك قوله تعالى:{ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} النحل:36. فالرسل – على مدار التاريخ – ليست لهم مهمة في هذا الوجود سوى تحقيق التوحيد ولوازمه والكفر بالطاغوت وكل ما يقرب إليه .
والطاغوت هو كل مألوه أو معبود مطاع من دون – أو مع – الله تعالى، ولو في وجه من أوجه العبادة والتنسك، وحتى ندرك معنى الطاغوت على وجه التفصيل، وهل الدساتير الوضعية الجاهلية الحاكمة في بلاد المسلمين تدخل في معنى الطاغوت الذي يجب اجتنابه والكفر به، نقف على قول ابن القيم رحمه الله تعالى في تعريف الطاغوت وما يدخل في مسماه ومعناه، حيث يقول في الأعلام 1/50: الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حدَّه من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قومٍ من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، ومن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته .
وقال: من تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد حكَّم الطاغوت وتحاكم إليه ا-هـ .
فإن قيل: نحن إذ نقسم بالله على احترام الدستور الجاهلي الحاكم، فإننا ننوي في قلوبنا الدستور الإسلامي، أو احترام الدستور ما لم يخالف الشرع، والأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى،
وهذه شبهة ما أكثر ما سمعناها من أنصار وأتباع الطريق الديمقراطي النيابي، والجواب عليها من أوجه:
1- أن تُستحلَف على شيء ثم تنوي قي قلبك خلافه، هو بخلاف ما دلت عليه السنة، فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الحديث الذي يرويه مسلم وغيره، أنه قال:" يمينك على ما يُصَدقُك عليها صاحبك ". أي يمينك على ظاهره، وينعقد على ما يستحلفك عليه صاحبك، فإن استحلفك مثلاً على احترام الكفر والشرك فحلفت له بذلك حراً غير مكره، فيمينك على ما استحلفك عليه، وتلزمك تبعاته ومضاعفاته ونتائجه، ولا يتشفع لك أن تضمر في قلبك احترام الحق والتوحيد ..!
2- القول بخلاف ما تقدم يستلزم منه الكذب، وضياع كثير من الحقوق، ومثال ذلك: أن يستحلفك صاحبك على أن ترد له دَينه في السنة القادمة، وعندما تأتي السنة القادمة ويحين وقت السداد تقول له: أنا عندما حلفت لك نويت في قلبي أن يكون السداد بعد عشر سنين وليس بعد سنة، لذا فالذي ينفذ علي هو ما أضمرته وليس ظاهر ما استحلفتني عليه .. وهذا عين الغدر والكذب واللصوصية !
3- النية الحسنة لا تحيل السيئة إلى حسنة، ولا المعصية إلى طاعة، والقول بخلاف ذلك يستلزم منه استباحة جميع المحرمات والمحظـورات مادامت النية حسنة وسليمة !
فهذا تراه يعبد الأصنام ثم يقول لك أنا أنوي في قلبي عبادة الله، وذاك يسرق ثم يقول لك نيتي في قلبي أن أنفق على الفقراء والمساكين، وأبني المساجد، والآخر يزني ثم يقول لك نيتي في ذلك التقوي على الطاعة .. وهكذا نجد لكل معصية وجريمة نية حسنة أو تفسير باطني يبيحها ويحلها !!
4- إضافة إلى ما تقدم فإن هذا الموقف فيه تضليل لعوام المسلمين تجاه الباطل والكفر؛ لأن العامة يرون من النائب – الذي يقسم الأيمان على الالتزام بالدستور الجاهلي – ما يظهره من مواقف موالية للكفر لا ما يبطنه من نوايا حسنة .. فهو بموقفه هذا يضل ويُضل .

منقول بتصرف

طرابلسي
05-29-2008, 07:26 PM
طواغيت العصر الحديث


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين بإحسان وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد, فيا أيها الإخوة الأحبة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عنوان درسنا هو " الكفر بالطاغوت " وهو يدور حول الآية التي ذكرنا في الدرس الماضي وهي قوله تعالى:" فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى" وهي في آية من سورة البقرة قال الله تعالى:" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم" قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله سبحانه " لا إكراه في الدين " أي لا تكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة ... إلى آخر كلامه رحمه الله.

إذاً, المسلمون لا يكرهون أحداً على الدخول في الإسلام ولا على اعتناقه وإن كان لا بد أن يخضع لحكم الله تعالى ويبذل الجزية فإن لم يفعل وجب قتاله حتى إما أن يسلم أو يبذل الجزية صاغراً " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطُوا الجزية عن يد وهو صاغرون" وذلك كله أيها الأحبة بعد الدعوة إلى الإسلام.

" قد تبين الرشد من الغي " أي قد تميز الإيمان من الكفر ووضح الحق من الباطل والهدى من الضلال. فمن نظر بعين العدل والإنصاف وقصد الحق ظهر له أن الإسلام هو الرشد والحق والهدى فأسلم واهتدى بخلاف من اتبع الهوى ولم يرد الحق ولا اتباعه بل آثر الحياة الدنيا.

ثم قال الله تعالى:" فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى" العروة: طرف الحبل إذا رُبط على هيئة حلقة يمسك بها من ينزل في بئر أو يصعد منها. فهي وسيلة النجاة. والوثقى شديدة الربط لا أوثق منها. والمراد بالعروة الوثقى هنا: قيل: الإسلام وقيل: القرآن وقيل: لا إله إلا الله. وكلها أقوال صحيحة متلازمة ولا تنافي بينها. فالمراد أنه استمسك من الدين بأقوى سبب وشبه ذلك بالعروة القوية التي لا تنفصل فهي في نفسها محكمة مبرمة قوية وربطها قوي شديد. قال قيس بن عبادة: كنت في المسجد فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع, فصلى ركعتين أوجز فيهما فقال القوم: هذا رجل من أهل الجنة فلما خرج اتبعته حتى بلغ منزله فدخلت معه فحدثته فلما استأنس قلت إن القوم لما دخلت المسجد قالوا كذا وكذا. قال: سبحان الله, ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم وسأحدثك لم ؟ إني رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه. رأيت كأني في روضة خضراء. قال ابن عون وهو من أحد الرواة: فذكر من خضرتها وسعتها وسطها عمود حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي اصعد عليه فقلت لا أستطيع فجاء منصف قال ابن عون هو الوصيف أي الخادم فرفع ثيابي من خلفي فقال اصعد فصعدت حتى أخذت بالعروة فقال: استمسك بالعروة. فاستيقظت وإنها لفي يدي. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه فقال: أما الروضة فروضة الإسلام وأما العمود فعمود الإسلام. وأما العروة فهي العروة الوثقى. أنت على الإسلام حتى تموت. قال: وهو عبد الله بن سلام رضي الله عنه. والحديث في الصحيحين.

أما قوله تعالى:" فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله " فهو موضوعنا. والحديث أيها الأحبة في هذه المسألة العظيمة يستلزم معرفة معنى الطاغوت ومعنى الكفر به. أما الطاغوت في أصل اللغة فقال أبو الحسين ابن فارس رحمه الله في معجم مقاييس اللغة عند مادة طغا: الطاء والغين والحرف المعتل أصل صحيح منقاس وهو مجاوزة الحد في العصيان. يقال: هو طاغ. وطغى السيل إذا جاء بماء كثير قال الله تعالى:" إنا لما طغى الماء" يريد والله أعلم خروجه عن المقدار. وطغى البحر هاجت أمواجه. أهـ رحمه الله.

وكل التعريفات اللغوية تدور حول مجاوزة الحد وكل من تجاوز حده فقد طغى. قال تعالى:" اذهبا إلى فرعون إنه طغى" وقال ربنا سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين:" فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا" وقال سبحانه:" كلا إن الإنسان ليطغى إن رآه استغنى".

وأما الكفر فكما قال ابن فارس وغيره هو في أصل اللغة: الستر والتغطية ثم استعمل في الجحود والجحود متضمن لتغطية مع رفض وإباء. ومنه قول الكفار:" إنا بكل كافرون" أي جاحدون رافضون.

وقبل أن أدخل في التعريف الاصطلاحي أحب أن أورد الآيات التي ذكر فيها الطاغوت مع كلام يسير على معنى الطاغوت في كل منها ثم أتبع ذلك بشيء مما ورد في السنة النبوية حتى يتبين بذلك المعنى الاصطلاحي لهذا المصطلح العظيم.

قال الله تعالى:" الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات" الطاغوت هنا أئمة الكفر وشياطين الضلال يأمرونهم ويزينون لهم الكفر ومحاربة الحق والصد عن سبيل الله تعالى فيخرجونهم من النور الذي هو فطرة الله التي فطر الناس عليها ومن طريق الحق والهدى إلى ظلمات الشك والحيرة والكفر والنفاق.

وقال تعالى:" ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً"
هذه الآية نزلت في بعض زعماء اليهود حينما فضلوا دين المشركين على ما جاء به خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم, فهم أي اليهود حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وغيرهما أوتوا نصيباً من علم الكتاب وهو التوراة ولكن لم ينفعهم علمهم فآمنوا بما كان الفرض والواجب أن يكفروا به من الجبت والطاغوت وكذبوا على الله ففضلوا الوثنية على التوحيد حقداً وحسداً واستكباراً والجبت قيل هو السحر, والطاغوت الشيطان. وهذا تفسير أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسيأتي إن شاء الله تعالى وقيل: الطاغوت هو الكاهن.

وقال الله تعالى:" ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً " الطاغوت هنا: كل من يحكم بغير ما أنزل الله من كاهن أو زعيم قبيلة أو برلمان أو محكمة غير شرعية أو هيئة دولية أو غير ذلك. وإنما ذكر العلماء الكاهن لأن العرب في جاهليتها قبل الإسلام كانت تتحاكم إلى الكهان, وسيأتي إن شاء الله تعالى مزيد بيان لمعنى هذه الآية العظيمة إن شاء الله تعالى.

وقال الله سبحانه:" الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً"
الطاغوت هنا الشيطان, فالمؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه لإعلاء كلمته ولتحكيم شرعه أما الكافرون والمنافقون فإنهم يقاتلون في طاعة الشيطان وفي سبيله وما يوقعه في قلوب الناس فيتقاتلون عليه من طلب الفقر والعلو في الأرض والغلبة بالباطل وإذلال الغير وسلب أموال الناس والاعتزاز بالعصبيات والقوميات.

وقال الله تعالى عن اليهود:" قل هل أنبئكم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل". الطاغوت هنا: هو الشيطان أو الكهنة, وكهنة اليهود هم أحبارهم وزعماؤهم والمراد أنهم عبدوهم فأطاعوهم في التحليل والتحريم من دون الله تعالى.

ولاحظ أن كثيراً من الآيات قد نزلت في اليهود وذلك لأن اليهود قد عتوا عن أمر الله تعالى وانحرفوا عما جاءت به الرسل فتحاكموا إلى الطواغيت الذين يحكمون بالأهواء وبما شرعوه لأنفسهم. وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في هذه الآية قراءة:" وعبد الطاغوت" بالإضافة على أن المعنى خدام الطاغوت وعبيده.

وقال تعالى:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" وقال سبحانه:" والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى" فالطاغوت هنا: كل ما عُبد من دون الله تعالى فإن كان المعبود صالحاً فالطاغوت الشيطان الآمر بالعبادة المزينها للكافرين.

أيها الإخوة, ومن هنا تتبين لنا معاني الطاغوت في كتاب الله تعالى وهي تنحصر فيما يلي:
الأول: ما يُعبد من دون الله تعالى سواء كان هذا المعبود صنماً أو قبراً أو عبداً صالحاً أو جناً أو غير ذلك.
الثاني: من يحكم بغير ما أنزل الله سبحانه, سواء كان هذا الحاكم هو الكاهن أو كان هو الزعماء أو كان هو العلماء والأحبار والرهبان أو كان غير ذلك.(1)
الثالث: الشيطان وكل من دعا إلى معصية الله من أئمة الضلال.
الرابع: الكاهن ونحوه ممن يدعي علم الغيب.
الخامس: من يحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله ويشرع ما لم يأذن به الله ويطاع في معصية الله تبارك وتعالى.

أما السنة فقد ذكر الطواغيت في مواضع كثير منها:
ما روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال: هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا: لا. قال: فإنكم ترونه كذلك. يُحشر الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئاً فليتبع فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع الطواغيت... إلى آخر الحديث. والطواغيت هنا ما عبد من دون الله تعالى سواء كان ذلك من الجمادات أو كان ذلك من رؤوس الضلال.

وقال صلى الله عليه وسلم:" لا تحلفوا بالطواغيت ولا بآبائكم" رواه مسلم والنسائي وابن ماجة. ولفظ مسلم:" لا تحلفوا بالطواغيت" على الترخيم. والمراد بالطواغيت هنا الأصنام التي كانوا يعظمونها فيحلفون بها مثل العزى واللات ومناة وغيرها.

أيها الأحبة, وبعد أن أوردنا بعض النصوص من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم التي تبين معنى الطاغوت وتوضحه. أورد معناه ثم أورد تعريفه اصطلاحاً مختصراً من كلام أهل العلم.

ذكر الإمام البخاري في صحيحه أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:" الجبت السحر والطاغوت الشيطان " قال الحافظ ابن كثير: وهو قول قوي جداً فإنه يشمل كل ما عليه أهل الجاهلية من عبادة الأوثان والتحاكم إليها والاستنصار بها.

وقال جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما رواه عنه البخاري في صحيحه معلقاً كانت الطواغيت التي يتحاكمون إليها في جهينة واحد وفي أسلم واحد وفي كل حي واحد كهان ينزل عليهم الشيطان.
وذكر البخاري أيضاً عن عكرمة مولى ابن عباس أنه قال: الطاغوت الكاهن. وروى الإمام الطبري عن مجاهد قال: الطاغوت شيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه وقال ابن عباس: الطاغوت كعب بن الأشرف وهو رجل من اليهود.

واختار الإمام الطبري رحمه الله أن الطاغوت جنس من كان يعبد من دون الله سواء كان صنماً أو شيطاناً أو جنياً أو آدمياً فيدخل فيه الساحر والكاهن قال الطبري: الصواب عندي أنه كل طاغ طغى على الله يعبد من دونه إما بقهر منه لمن عبد وإما بطاعة ممن عبد إنساناً كان أو شيطاناً أو حيواناً أو جماداً. وقال الجوهري: الطاغوت الكاهن والشيطان وكل رأس في الضلال.

وقد جمع الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ما قيل في معنى الطاغوت فعرفه بقوله:" هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع " ومراده رحمه الله تعالى أن الطاغوت كل ما ارتفع عن قدره الذي ينبغي له في الشرع وادعى لنفسه من الحقوق ما ليس له. " من معبود أو متبوع أو مطاع " أي من غير الصالحين لأن الصالحين لا يرضون بهذا. فكل من رفع نفسه إلى مرتبة الإلوهية أو رفعه الناس إلى ذلك فرضي فهو طاغوت وإذا كان يدعي ذلك فجرمه أعظم.(1)

وكل متبوع من العلماء تجاوز حده وحده إتباع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا تجاوز حده بالتحليل والحريم من دون الله تعالى يعني أن يحلل ما حرمه الله أو يحرم ما أحله الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أو دعا إلى بدعة أو زين المعصية فهو طاغوت وكل مطاع ممن له سلطة تجاوز حده وحده تنفيذ شرع الله تعالى والأمر بطاعة الله وطاعة رسوله وسياسة الدنيا بالدين فإذا تجاوز حده فأمر بمعصية الله تعالى أو شرع للناس قوانين تحكمهم ويلزمهم بها مخالفة لما جاء بها المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم فهو إذاً طاغوت.(2)

أيها الإخوة, وإذا تبين لما معنى الطاغوت فليعلم كل مسلم ومسلمة على وجه الأرض أن الكفر بالطاغوت هو شطر شهادة أن لا إله إلا الله والإيمان بالله هو الشطر الثاني يعني أن لا إله إلا الله تدل على أمرين:
الأول: أن الله تعالى هو المعبود بحق وحده سبحانه ولا يستحق العبادة سواه.
الثاني: أن الكفر بكل معبود دون الله تعالى فرض وواجب.
ولذلك فإن العلم بـ لا إله إلا الله المأمور به في قوله تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله يعني إذاً أنه لا بد من معرفة الطاغوت لكي نكفر به.

اعلم رحمك الله أن فرض معرفة شهادة أن لا إله إلا الله, قبل فرض الصلاة والصوم فيجب على العبد أن يبحث عن معنى ذلك أعظم من وجوب بحثه عن الصلاة والصوم وحرم الشرك والإيمان بالطاغوت أعظم من تحريم نكاح الأمهات والعمات. وقال أيضاً رحمه الله في الأصول الثلاثة مبيناً أن الكفر بالطاغوت فرض على كل الأمم ودعا إليه كل الرسل قال رحمه الله:" وكل أمة بعث الله إليها رسولاً من نوح إلى محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت والدليل قوله تعال:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت".

أيها الأحبة, فالكفر بالطاغوت إذاً شرط الإسلام وركن الشهادة فمن لم يكفر بالطاغوت فليس بمسلم, كما قال صلى الله عليه وسلم:" من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله - وهو الطاغوت - حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل" رواه الإمام مسلم في صحيحه.

ولذلك فإنه معرفة الطاغوت ومعرفة أنواع الطواغيت خاصة ما ابتلي به المسلمون في هذا العصر من أعظم ما يجب على المسلم, وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المحدث الملهم رضي الله عنه:" قال: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية" والمعنى أنه قد يحمله جهله بحقيقة الإسلام وجهله بحقيقة الجاهلية على اعتناق مبادئ جاهلية ورفض بعض مبادئ الإسلام وقد يتطور الأمر إلى أعظم من ذلك فيحارب بعض مبادئ الإسلام وينصر بعض مبادئ الجاهلية وهذا قد حصل بالفعل.
وإنما ابتلي المسلمون بالطواغيت في هذا العصر حينما جهلوا حقيقة دينهم وحينما جهلوا حقيقة ما بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم بل وجهلوا حقيقة لا إله إلا الله وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما:" كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسله عن الشر مخافة أن يدركني " وما أحسن ما قال الشاعر:
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه
وإذا تبينت أهمية الموضوع, فليعلم كل مسلم أن علماء الإسلام رحمهم الله تعالى قد اعتنوا ببيان معنى الطاغوت وكشف حقيقته والتحذير منه نصحاً للأمة وبراءة للذمة. والبيان بشيء إنما يكون كما هو معلوم حسب الحاجة فكلما انتشرت الفتنة بنوع من أنواع الطواغيت هيَّأ الله تعالى من أهل العلم من يتصدى لها حفظاً للذين(2)ومصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من ناوأهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" ومصداق لقوله صلى الله عليه وسلم:" إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها" وكلما كان العالم معتقداً بعقيدة السلف الصالح التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكلما كان راسخاً في العلم وكلما كان عالماً بواقعه وبحال عصره كلما كان اهتمامه بهذا الأصل العظيم أعظم وكلما كان عنايته به أكبر.
فلما ظهرت الطواغيت في بلاد المسلمين قبل زمان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان كثير من الأمور التي اهتم بها واعتنى بها وركز جهوده على بيانها هي أمور الطواغيت ومن ذلك أنه تكلم كثيراً عن عبادة غير الله تعالى والاستغاثة بغير الله في كثير من كتبه ولما وجد تحكيم غير الشريعة عند التتار وجد التحاكم إلى عادات الآباء والأجداد عند بعض البادية ووجد الانحراف عن الكتاب والسنة إلى ما يسمونها بالسياسات عند بعض المتفقهة حذر من ذلك أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وكذلك تلاميذه كابن القيم وابن كثير وغيرهما رحمهم الله تعالى.

ثم لما ابتلي المسلمون بالعلمانية الكافرة وبالقوانين الجاهلية الطاغوتية المستوردة من أوروبا النصرانية الكافرة أظهر الله تعالى لهذه الأمة من يتصدى لها ويبين شرها وأنها نقض صريح لأصل دين الإسلام وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأنها هي الطاغوت الذي وجب على المسلمين أن يكفروا به.

أيها الأحبة, ولقد كان السلف الصالح رحمهم الله تعالى على علم بالطاغوت وأنواعه ولذلك قل فيهم الانحراف عن الصراط المستقيم, وإنما ينشأ الانحراف عن الصراط المستقيم إذا جُهلت حقيقة الدين ولذلك لما تغيرت حال الأمة بعد القرون الثلاثة المفضلة وقويت البدعة ظهر الجهل بالطاغوت.

إخوة الإسلام, ولقد كان للمتكلمين من المعتزلة والأشعرية والماتريدية وغيرهم وكذلك كان للمرجئة أسوأ الأثر على الأمة الإسلامية في تعكير صفاء العقيدة وفي إفساد فطرتها وحرفها عن الجادة مما أدى إلى الجهل بحقيقة ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه وهو التوحيد المشتمل على ركنين عظيمين أولهما: الإيمان بالله وحده لا شريك له. وثانيهما: الكفر بالطاغوت.

لقد كان أثر المتكلمين سيئاً فإنهم فسروا معنى لا إله إلا الله بتوحيد الربوبية فقط فقالوا معناها أن الله هو الخالق وأنه لا قادر على الاختراع إلا الله, فعندهم أن من آمن بهذا وهو أن الله تعالى هو الخالق وهو الرازق وغير ذلك من أفعال الرب سبحانه فهو الموحد الكامل التوحيد ! فهذا هو التوحيد عندهم وعلى هذا الأصل فإنه أبا جهل وأبا لهب يكونان من الموحدين لأنهما ما كانا ينكران أن الله هو الخالق وهو الرازق " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله " إنما كان شرك أبي جهل وشرك أبي لهب في توحيد الإلوهية وهو إخلاص الله تعالى بالعبادة, حين ذلك انحرفت الأمة أعني بعد أن ظهر هؤلاء المتكلمون وانتشروا في عرض بلاد الإسلام وطولها فانحرفت الأمة في معنى لا إله إلا الله فأدى ذلك إلى عبادة القبور وهي من الطواغيت وأدى ذلك إلى صرف كثير من أنواع العبادة للكهان و السحرة والمنجمين والأولياء والصالحين وغيرهم وهذا هو الطاغوت, وأدى ذلك إلى التساهل بالتحاكم إلى غير شريعة الله تعالى لأن ذلك عندهم أمر عملي.

أما المرجئة فإنهم من أشد الناس تأثيراً على المسلمين وقد أفسدوا عقائد المسلمين وأفسدوا أعمالهم وأفسدوا أخلاقهم وسلوكهم.

إن الإرجاء يعني أن الإيمان هو التصديق بالقلب بصحة ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ! ومعنى هذا أن أبا طالب كان مؤمناً لأنه كان يصدق بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حق وأنه صادق ولكنه أبى إتباعه وأبى طاعته وكان آخر ما قال عند وفاته: هو على ملة عبد المطلب.
إن أبا طالب هو الذي قال في أبيات له:
ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك مبيناً

فإذاً هو يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صادقاً وهكذا كان كفار قريش يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق لما قال ولكنهم أبوا واستكبروا عن طاعته فكانوا بذلك كافرين.

طرابلسي
05-29-2008, 07:26 PM
إذاً إن المرجئة قد جعلوا الأعمال شيئاً خارجاً عن الإيمان فمن صدق بقلبه فهو عندهم مسلم حتى ولو لم يقر بلسانه ولو لم يعمل شيئاً من أمور الإسلام. وبذلك وجد الحكم بغير ما أنزل الله في معظم بلاد المسلمين وسكت علماء المرجئة فعندهم أن ذلك لا يتعارض مع مسمى الإيمان وذلك والله انحراف عن الحق وانحراف عن منهج أهل السنة والجماعة الذي هو طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كل ذلك أيها الأحبة أدى إلى خفاء نواقض الإسلام وإلى خفاء موجبات الردة عند كثير من المسلمين مما أدى إلى انتشار الحكم بالطاغوت وانتشار عبادة الطاغوت في بلاد المسلمين وهم يظنون أنهم ما زالوا على الإسلام وأنهم يحسنون صنعاً.

أيها الأحبة, ولقد بلغت عناية السلف الصالح بهذا الأصل العظيم أن ينصوا في وصاياهم على الكفر بالطاغوت روى الإمام أبو محمد الدارمي رحمه الله تعالى في سننه عن مكحول حينما أوصى:" أنه شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ويؤمن بالله ويكفر بالطاغوت على ذلك يحيى إن شاء الله ويموت ويبعث إلى آخر وصيته" فأنت ترى أيها المسلم أن هذا الإمام الجليل قد نص في وصيته على كفره بالطاغوت وذلك لأنه يعلم أن الكفر بالطاغوت شرط للإسلام.


أيها الأحبة الكرام, هذه أهم رؤوس الطواغيت ولنتحدث عنها واحداً واحداً. حتى يتضح للمسلم أنه يجب عليه أن يكفر بهذه الرؤوس التي انتشرت وكثرت في هذا الزمان نسأل الله تعالى لجميع المسلمين العافية.
أول رؤوس الطواغيت الشيطان:
والشيطان يشمل إبليس ويشمل أعوانه من شياطين الجن والإنس الذين هم أعداء الرسل, على الرسل الصلاة والسلام. وهم أعداء أتباع الرسل وهم الذين يدعون إلى الضلالة ويصدون عن سبيل الله ويدخل في ذلك العلمانيون والقوميون والمنافقون وغيرهم من أصناف المرتدين عن دين الإسلام.
قال الله تعالى:" وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون".
وقال الله تعالى عن فرعون وملئه:" وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين".
أيها الأحبة, إن كل من دعا إلى مذهب مادي يعارض به الإسلام فهو طاغوت وكل من طعن في الإسلام وتنقص الشريعة واستهزأ بها سواء كان ذلك في مقالة أو كان ذلك في كتاب أو كان ذلك في مسلسلة أو كان ذلك في مسرحية أو كان ذلك في مجلس خاص أو عام مازحاً أو جاداً فهو طاغوت كافر.
وكل من ألف كتاباً أو نشر مقالة أو فسح أجهزة الإعلام لشن حملة مسعورة على الإسلام وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آيات الله تعالى فهو طاغوت وإمام في الضلالة وكل من حارب الإسلام بأي وسيلة وكل من صد عن سبيل الله بلسانه أو بفعله أو بماله فهو طاغوت وهو شيطان مارد من شياطين الإنس أو شياطين الجن. يجب على المسلمين إذاً بغضه والبراءة منه والكفر به ومعاداته في الله تعالى ومحاربته إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
وثاني رؤوس الطواغيت:
الذي يُعبد من دون الله وهو راض سواء عبد في حياته أو عُبد في مماته إن كان يرضى بذلك. ويدخل في هذا أئمة المتصوفة وغلاتهم الذين يُعبدون من دون الله تعالى ويسكتون على ذلك بل ويرشدون مريديهم وأتباعهم إلى الاستغاثة بهم والاستنجاد بهم والطواف على قبورهم والمجيء إليها.

ويدخل في ذلك أيضاً المشرعون لما يخالف دين الله تعالى من أعضاء البرلمانات أو من الحكام الظلمة الذين يسنون شرائع تخالف كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهؤلاء يدعون إلى عبادة أنفسهم حينما يعطون أنفسهم شيئاً من خصائص الربوبية وهو التشريع " إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه " ويلحق في ذلك من دعا إلى عبادة نفسه فهو أيضاً من رؤوس الطواغيت وإن لم يُعبد. ومن هؤلاء من يدعو إلى الغلو ومن يقره سواء كان الغلو في الأموات أو كان في الأحياء وهذا كمشايخ الضلال وروي عن بعضهم انه أرشد أتباعه بأن من كانت له حاجة أن يأتي إلى قبره ويستغيث به وهذا كفرعون الذين قال لقومه:" يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري".
والرأس الثالث من رؤوس الطواغيت: من ادعى شيئاً من علم الغيب وذلك أيها المسلمون كالمنجم والساحر والكاهن والرمال والعراف ونحوهم ممن ينصب نفسه للإخبار عن المغيبات المستقبلية. فهؤلاء طواغيت والغيب أيها الأحبة نوعان:
غيب الواقع: وهو غيب نسبي يكون لشخص معلوماً ويكون عند آخر مجهولاً.
غيب المستقبل: وهذا غيب حقيقي لا يعلمه إلا الله تعالى أو من أطلعه الله عليه من الرسل, فمن ادعى علم هذا الغيب المستقبلي فهو كافر مكذب لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى:" قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون" وقال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر :" قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي"
ولذلك أيها الأحبة, ليحذر المسلم من التعامل مع من يدعي علم الغيب فإنه إن صدقه في دعواه علم الغيب كان كافراً بالله تعالى.
وقد كثر الابتلاء في هذا الزمان بالذهاب للسحرة والمشعوذين للعلاج وغيره. وما علموا أن السحر كفر وأن الساحر كافر حيث لا يستطيع ممارسة السحر إلا بالشرك وبتقديم بعض العبادات للشياطين. قال الله تعالى:" واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببال هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر" كما ابتلي الناس بالذهاب إلى العرافين والمنجمين الذين يدعون علم الغيب ليخبروهم بالحوادث المستقبلية ويخبروهم بالحظ والنصيب وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:" من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" رواه مسلم.
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم:" ومن أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" وهو حديث صحيح رواه أحمد والحاكم والبيهقي وغيرهم.
أما التنجيم فهو نوع من السحر. قال صلى الله عليه وسلم:" من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد" رواه أبو داود بإسناد صحيح صححه النووي وغيره.
ومن التنجيم ما تنشره بعض المجلات التي تصدر في لندن أو باريس من الحديث عن مستقبل المواليد بالبروج الشمسية المختلفة ومن غير ذلك. كل هؤلاء أيها الأحبة من رؤوس الطواغيت ويلحق بهم الذين يزعمون تحضير الأرواح والذين يقومون بقراءة الكف أو قراءة الفنجان أو غيرهم ممن يدعون به علم المغيبات مهما كان الاسم.
فهؤلاء من رؤوس الطواغيت يجب الكفر بهم ويجب بغضهم ويجب البراءة منهم وتجب معاداتهم.
وإتباعهم والذهاب إليهم جاهلية محضة وطريقة منحطة سافلة لأنهم لا يقولون إلا بالخرافات وهي نوع من الارتكاس البشري وفي هذا الزمان بدأت البشرية تعود إلى الارتكاس الذي كان عليه أهل الجاهلية الأولى. فكثير اليوم يذهبون إلى المشعوذين والسحرة حتى بلغ الأمر ببعض زعماء الغرب الكافر الذين فتن بهم بعض الناس وبما وصلوا إليه من صناعة بلغ بهم الأمر أنهم يرجعون إلى السحرة والساحرات والكهنة والكاهنات ليخبروهم بحوادث المستقبل وليأمروهم بماذا يفعلون.
أيها الأحبة, أما الرأس الرابع والرأس الخامس من رؤوس الطواغيت فإنهما الحاكم الجائر المغير لأحكام الله ومن حكم بغير ما أنزل الله تعالى.
إخوة الإسلام, إن الأمة الإسلامية لم تبتلَ في عصر من أعصارها بمثل ما ابتليت به هذا اليوم, إنه منذ أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى ما قبل قرنين من الزمان, كان المسلمون يحكمون بشريعة الله تعالى, إنما جاءت فترة قصيرة حكم بها التتار بالياسق الذي اختلقه وابتدعه جنكيز خان.
هذا الياسق أخذه جنكيز خان من الإسلام ومن النصرانية ومن اليهودية ومن عادات آبائه وأجداده. وحكّمه أحفاده من بعده في البلدان التي يسكنها المسلمون مما افتتحه التتار واستولوا عليها. تلك فترة قصيرة لم تؤثر في المسلمين سرعان ما تغيرت الحال فهزم الله تعالى التتار والمسلمون متمسكون بإسلامهم يعلمون أن التتار على باطل, وسرعان أيضاً ما تراجعت ثورة التتار وتراجعت جيوشهم ثم بعد ذلك بقليل دخل التتار في الإسلام فأصبحوا من جنوده وفتحوا كثيراً من بلدان روسيا المعروفة الآن.
ومع ذلك تصدى علماء الإسلام لبيان هذا الياسق ولبيان خطورته في ذلك الزمن وعلى رأس من تصدى لذلك إمام المسلمين في زمانه شيخ الإسلام رحمة الله على العباد أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى إنه ذلك العالم الفذ الذي واجه التتار مواجهة صريحة وحينما تشكك بعض المتفقهين المنتسبين إلى العلم في حال التتار حيث كان بعض ملوكهم يزعمون الإسلام ومعهم مؤذن ومعهم قاض ومعهم مفتي ولكنهم يحكمون بالياسق ذلك حينما تشكك بعض الناس في شرعية قتالهم حينما غزوا الشام وانطلقت الجيوش الإسلامية لقتالهم قال شيخ الإسلام كلمته المشهورة:" إن رأيتموني في ذلك الجانب - يعني في جانب التتار - وعلى رأسي مصحف فاقتلوني" وأصدر فتاواه الكثيرة المتعددة في حال هؤلاء التتار وأن من خرج على شريعة واحدة من شرائع الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة المتواترة فإنه يجب قتاله حتى ولو كانت واحدة كما قاتل الصحابة رضي الله تعالى عنهم من أبى ورفض أداء الزكاة. وفتاوى شيخ الإسلام في هذا موجودة في المجلد الثامن والعشرين من مجموع الفتاوى في النصف الثاني من هذا المجلد فليرجع لها من شاء.
ثم إن تلميذه الإمام العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى قد نص في تفسيره في سورة المائدة على أن التحاكم إلى هذا الياسق كفر أكبر مخرج من الإسلام فمن تحاكم إليه وجب قتاله حتى يرجع للكتاب والسنة فلا يحكم سواهما في قليل ولا كثير.
وسأقرأ فتوى ابن كثير إن شاء الله تعالى حينما أورد فتوى العلامة الجليل الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى.
بعد ذلك مضت الأمة تحكم بشريعة الإسلام حتى جاء الكافرون, جاء الصليبيون النصارى من الإنجليز والفرنسيين والإيطاليين وغيرهم فحكموا معظم بلاد المسلمين ولما حكموا بلاد المسلمين سعوا سعياً حثيثاً ولكنه أيضاً صارم من أجل إخراج الشريعة الإسلامية عن حكم المسلمين. وفعلوا ذلك بطريق التدريج حتى نجحوا في ما أرادوا ولقد كان هذا في تركيا منذ ما يقرب من مائة وخمسين سنة ثم دخلت القوانين الجاهلية إلى مصر أيضاً منذ وقت بعيد في بدايات النصف الثاني من القرن التاسع عشر أي مما يقارب مائة وأربعين سنة من الآن.

أيها الإخوة وإن من تدبر القرآن العظيم وتأمله ونظر في معاني ما أنزل الله تعالى على رسوله من الآيات سيجد أن الحكم بشريعة الله تعالى ركن ركين وأصل أصيل في توحيد الله سبحانه وأساس من أسس العقيدة وهذا مبثوث في القرآن اقرأ سورة النساء والمائدة والأنعام والنور وغيرها ستجد ذلك واضحاً.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين في منزلة الرضا قال:" فالرضا بالله رباً أن لا يتخذ رباً غير الله تعالى يسكن إلى تدبيره وينزل به حوائجه قال تعالى:" قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء" وقال في أول السورة وهي الأنعام:" قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السماوات والأرض" يعني معبوداً وناصراً ومعيناً وملجئاً وهوة من الموالاة التي تتضمن الحب والطاعة. وقال في وسطها أي في وسط سورة الأنعام:" أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً" أي أفغير الله أبتغي من يحكم بيني وبينكم فنتحاكم إليه فيما اختلفنا فيه وهذا كتابه سيد الحكام فكيف نتحاكم إلى غير كتابه وقد أنزله مفصلاً مبيناً كافياً شافياً.
ثم قال ابن القيم رحمه الله:" وكثير من الناس يرضى بالله رباً لكن لا يرضى به ولياً وناصراً وحده بل يوالي من دونه أولياء ظناً منه أنهم يقربونهم إلى الله وكثير من الناس يبتغي غيره حكماً يتحاكم إليه ويخاصم إليه ويرضى بحكمه بينما أركان التوحيد ثلاثة: ألا يتخذ سواه رباً ولا إلهً ولا غيره حكماً".




أيها الأحبة, إن الحكم بغير ما أنزل الله تعالى على نوعين:
• هناك حكم في قضية معينة بين فلان وفلان يحكم بها القاضي وهو يعلم أنه مخطئ يعلم أنه مذنب ولكنه في كل أحواله يحكم بالشريعة فإذا حكم مرة أو مرتين أو نحوهما اتباعاً للهوى وجار عن الشريعة وهو يعلم أن مخطئ مذنب وليس مستحلاً فهذا يعتبر عاصياً وهذا هو الذي قال فيه ابن عباس وقال فيه غيره من أهل العلم كفر دون كفر. يعني أنه ليس كفراً يخرج عن الملة ولكنه ذنب عظيم هو أكبر من الكبائر كما قال الشيخ محمد بن إبراهيم.
• النوع الثاني: حكم بغير ما أنزل الله على عموم الأمة في كل الأحوال كالتشريع العام سواء كان هذا التشريع العام على شكل دستور يشمل كل مناحي الحياة أو معظمها ما عدا الأحوال الشخصية أو كان في جزئية من جزئيات الدين المعلومة من الدين بالضرورة فهذا كفر أكبر. فلو افترضنا على سبيل المثال أن حاكماً من الحكام شرع للناس تشريعاً يقول فيه: إنه يجب عليهم أن يساووا بين الذكر والأنثى في الميراث. فقط في هذه الجزئية وألزم المسلمين به بهذه الحالة يكون هذا العمل كفراً لأنه مناقضة صريحة لحكم الله تعالى في كتابه الكريم وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وهنا أيها الأحبة جواب مطول للشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى وهو موجود في الدرر السنية قال بعد أن قدم بمقدمة عن الطاغوت وعن معناه وعن وجوب اجتنابه:" هذه كلمات في بيان الطاغوت ووجوب اجتنابه قال الله تعالى:" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم" فبين الله تعالى أن المستمسك بالعروة الوثقى هو الذي يكفر بالطاغوت وقدم الكفر به على الإيمان بالله لأنه قد يدعي المدعي أنه يؤمن بالله وهو لا يجتنب الطاغوت وتكون دعواه كاذبة. قال تعالى:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فأخبر أن جميع المرسلين قد بعثوا باجتناب الطاغوت, فمن لم يجتنبه فهو مخالف لجميع المرسلين, قال تعالى:" والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى" ففي هذه الآيات من الحجج على وجوب اجتنابه وجوه كثيرة والمراد من اجتنابه بغضه وعداوته بالقلب وسبه وتقبيحه باللسان وإزالته باليد عند القدرة ومفارقته فمن ادعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق. وأما حقيقته - يعني حقيقة الطاغوت - والمراد به فقد تعددت عبارات السلف عنه وأحسن ما قيل فيه كلام ابن القيم وذكر كلام ابن القيم السابق ثم قال رحمه الله تعالى وحاصله - يعني حاصل كلام ابن القيم – أن الطاغوت ثلاثة أنواع:
طاغوت حكم وطاغوت عبادة وطاغوت طاعة ومتابعة والمقصود في هذه الورقة هو طاغوت الحكم فإن كثيراً من الطوائف المنتسبين إلى الإسلام قد صاروا يتحاكمون إلى عادات آبائهم ويسمون ذلك هذا الحق بشرع الرفاقة وهذه ربما ألفها من أجل وجود بعض البادية في زمانه كانوا يتحاكمون إلى عادات آبائهم وأجدادهم والشيخ رحمه الله توفي عام 1349 من الهجرة.
ثم قال:" وهذا هو الطاغوت بعينه - يعني التحاكم إلى غير الشريعة – الذي أمر الله باجتنابه وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاجه وابن كثير في تفسيره أن من فعل ذلك فهو كافر بالله. زاد ابن كثير:" يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله". قال شيخ الإسلام - يعني في منهاج السنة وهو في جزء 5 صفحة 132 وما قبلها وما بعدها بقليل قال شيخ الإسلام:" ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر ومن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير إتباع لما أنزل الله فهو كافر, فإنه ما من أمة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل وقد يكون العدل في دينها ما رآه أكابرهم بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله كسوالف البوادي وكأوامر المطاعين في عشائرهم ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة وهذا هو الكفر فإن كثيراً من الناس أسلموا ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية التي يأمر بها المطاعون في عشائرهم فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز لهم الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار.
إذاً شيخ الإسلام يريد أن يقول إن العلامة على الإيمان هي الالتزام بالشريعة أما إذا لم يلتزموا فهي علامة على استحلال الحكم بغير ما أنزل الله وذلك لأن معرفة ما في القلوب أمر خاص بالله سبحانه تعالى.


ثم من العجب أنك تجد في بعض القوانين يجعلون الشريعة مصدر من مصادر التشريع يعني هي مصدر واحد من مصادر أخرى والمصادر ربما تكون أكثر من عشرين قانون جاهلي. على سبيل المثال: القانون المصري وهو قانون قد أخذه كثير من الدول العربية يجعل مصدره أكثر من عشرين قانوناً ما بين أوروبي من بولندا شرقاً إلى فرنسا غرباً في أوروبا ثم بل يتجاوز ذلك إلى دول أمريكا اللاتينية وإلى غيرها. ثم انظر يجعل هذا هو المصدر الأول والمصدر الثاني هو العرف ثم يجعل الشريعة الإسلام هي المصدر الثالث !
أليس هذا هو تفضيل الأحكام القانونية الجاهلية التي جاءتنا من اليهود والنصارى على حكم الله ؟ وإنك إذا رأيت على سبيل المثال القانون المصري في مسألة الزنا على سبيل المثال تجده يقول ما ملخصه: إذا زنا رجل بامرأة وكانا بالغين وكانا فوق السن القانونية المسموح بها وكان ذلك برضاهما وكان ذلك في مكان ليس من الأمكنة العامة فإن ذلك ليس فيه شيء.
أليس في هذا تعطيل لحكم شرعه الله تعالى ؟ أليس في هذا تحليل لأمر محرم معلوم من دين الإسلام بالضرورة ؟ إذاً فليعلم كل مسلم على وجه الأرض أن هذه القوانين كفر بواح وأنها يجب الكفر بها ويجب العمل على إزالتها ويجب على كل مسلم أن يتعاون مع إخوانه المسلمين في تغيير هذه الحال إلى تحكيم شريعة الله تعالى والرجوع عند التخاصم والتنازع وفي كل حال إلى كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلمون, وإنه أيضاً يجب الحذر من دخول الحكم بغير ما أنزل الله إلى بلاد المسلمين ولو كان شيئاً قليلاً مهما سمي سواء سمي قانوناً أو سمي نظاماً أو سمي دستوراً أو سمي تشريعاً أو غير ذلك. ليحذر المسلمون أن يدخل عليهم بدون أن يعلموه. فإن ذلك شر عظيم ووبال جسيم ومن فعله متعمداً عالماً فإنه يكون كافراً فإن الحكم في هذه التشريعات واحد ما دامت تناقض الإسلام وما دامت تخالف ما هو معلوم من دين الإسلام بالضرورة.
وإنه يجب على المسلمين أيضاً أن يحذروا من الاعتراف بأحكام الطواغيت ومن الإقرار بها ومن الانضمام إليها بأي اسم سميت وبأي أسلوب نشرت أو أعلنت أو ظهرت.
إن هذا من أصول الدين وإنه مما أوجب الله تعالى على عباده المؤمنين وهو شطر شهادة أن لا إله إلا الله فيجب على المسلمين جميعاً أن يعلموا أن الإسلام يقوم على أن لا تعبد الله إلا الله تعالى في كل شيء وأن تكفر بكل ما يعبد من دونه وأن تكفر بكل طاغوت على وجه هذه الأرض.
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعاً لطاعته وأن يجنبنا معصيته وأن ينصر هذا الدين وأن يهيئ لهذا الأمة من أمرها رشداً, وأن يردها إليه رداً جميلاً, ونسأله سبحانه أن يقر أعيننا بانتصار الإسلام وأهله وخذلان الكفر والطاغوت وخذلان العلمانية الضالة التي ابتليت بها بلاد المسلمين ونسأله سبحانه أن يهيئ للمسلمين من أمرهم رشداً يتحاكمون فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إن سبحانه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على محمد والحمد لله رب العالمين.
http://www.hiddenworlds.info/tagoot.htm

طرابلسي
06-04-2008, 08:32 PM
http://www.saowt.com/forum/images/icons/icon1.gif رد: ماذا يعني انتمائي للاسلام ؟
قال ناصر الدين الألباني رحمه الله :

لذلك ، فإني أقول كلمة - وهي نادرة الصدور مني - ، وهي : إن واقع كثير من المسلمين اليوم شر مما كان عليه عامة العرب في الجاهلية الأولى من حيث سوء الفهم لمعنى هذه الكلمة الطيبة ؛ لأن المشركين العرب كانوا يفهمون ، ولكنهم لا يؤمنون ، أما غالب المسلمين اليوم ، فإنهم يقولون ما لا يعتقدون ، يقولون : لا إله إلا الله ، ولا يؤمنون -حقًّا - بمعناها (1) ، لذلك فأنا أعتقد أن أول واجب على الدعاة المسلمين - حقًّا - هو أن يدندنوا حول هذه الكلمة وحول بيان معناها بتلخيص ، ثم بتفصيل لوازم هذه الكلمة الطيبة بالإخلاص لله عز وجل في العبادات بكل أنواعها ؛ لأن الله عز وجل لما حكى عن المشركين قوله : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } (الزمر: من الآية 3)، جعل كل عبادة توجه لغير الله كفرًا بالكلمة الطيبة : لا إله إلا الله ؛ لهذا ؛ أنا أقول اليوم : لا فائدة مطلقًا من تكتيل المسلمين ومن تجميعهم ، ثم تركهم في ضلالهم دون فهم هذه الكلمة الطيبة ، وهذا لا يفيدهم في الدنيا قبل الآخرة ! نحن نعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم : « من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه حرم الله بدنه على النار ...

من رسالة بعنوان التوحيد اولا يا دعاة الإسلام