تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بوش يقاطع مبارك ومبارك يقاطع بوش



من هناك
05-19-2008, 12:38 AM
وسط حملة اعلامية منظمة شهد المنتدي الاقتصادي المنعقد في شرم الشيخ سجالا نادرا بين الرئيسين حسني مبارك وجورج بوش حول ملف حقوق الانسان والاصلاح الديمقراطي، رأي مراقبون انه يشير الي توتر مركب في العلاقات الثنائية.

وعلي خلاف تقاليد المنتدي لم يستمع مبارك زعيم الدولة المضيفة لخطاب اهم الزعماء المشاركين وعلي رأسهم بوش، اذ القي خطابه وغادر، كما ان بوش الذي القي كلمته في وقت لاحق لم يستمع بدوره لخطاب الرئيس المصري.
ورغم الابتسامات الواسعة امام المصورين اظهرت المواقف الرسمية حجم الخلاف والتوتر بين الجانبين، وهو ما ظهر جليا في دعوة بوش المباشرة الي اطلاق المعتقلين السياسيين ومعاملة الشعوب بما تستحق من كرامة وهو ما كان كثيرا ان يطرح علي مسامع الرئيس المصري دون ان يفهم منه المطالبة باطلاق سراح ايمن نور وتحسين ملف حقوق الانسان.
وحيث ان هذا خط احمر يمثل تجاوزه مساسا بسيادة مصر فلم يكن ثمة مفر من عدم حضور مبارك، الذي كان قدم ردا مسبقا علي خطاب بوش بالتأكيد علي ان الاصلاح السياسي مستمر في مصر وفق الظروف الداخلية وبالتشديد علي رفض اي تدخل خارجي في هذا الاطار.
وهكذا نجح بوش حسب مراقبين، في تمرير فشله في ملف السلام تحت غطاء اهمية نشر الديمقراطية، بينما استقوي مبارك برفض مسبق لتقديم غطاء لاتفاق سلام لا يرضي الفلسطينيين في التصدي لـ هجوم بوش الديمقراطي والذي جاء بعد فترة طويلة من الصمت المريب جعل كثيرين يظنون ان الولايات المتحدة اسقطت كلمة الديمقراطية من اجندتها الشرق الاوسطية. وهكذا فان العنوان الحقيقي ربما يكون حق اريد به باطل .
واعتبر مراقبون ان تحذير زعيم بخبرة مبارك من ان العرب لن يغطوا الاتفاق المرتقب يعني اصدار شهادة وفاة مبكرة للمفاوضات، ويعكس معلومات مؤكدة انها وصلت بالفعل لطريق مسدود. وبدورها لم تقصر وسائل الاعلام الحكومية في وصف بوش بكل ما يستحق تحسبا لاحتمال فتحه ملف الديمقراطية، فقالت صحيفة الجمهورية انه رئيس فاشل، وان خطاباته سخيفة ما لا يمكن ان تنشره صحيفة حكومية دون ضوء اخضر من فوق .
ومع انتهاء اليوم الاول للمنتدي الاقتصادي اسدل الستار علي يوم صعب في علاقات استراتيجية قديمة بين واشنطن والقاهرة التي تحصي الايام والساعات لتري ادارة بوش وهي ترحل، بينما لم يخف مسؤولون رغبتهم امس في ان يكسروا قلة وراء مغادرة بوش لشرم الشيخ، آملين في الا يعود ابدا لزيارتهم.
*القدس العربي