تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من يهن يسهل الهوان عليه ( الحزب الإسلامي في العراق نموذجا )



أحمد الظرافي
05-16-2008, 02:54 AM
من يهن يسهل الهوان عليه ( الحزب الإسلامي في العراق نموذجا )



إن الغريب العجيب برغم كل ما أظهره الحزب الإسلامي من خضوع تام ومن استكانة مطلقة للمحتل الغاصب ، ولأذناب المحتل ، لازال متهما ولا زال مغضوبا عليه من قبل الاحتلال والحكومة العميلة ، ولم تسلم قيادات هذا الحزب من أعمال القتل ، والتصفيات الطائفية ، ومن المداهمات الهمجية والاعتقالات ، وما يصاحب ذلك من إهانات جسدية ومعنوية ونفسية ، ومساس بالأعراض والكرامة ، يفضل الحر وكل من في قلبه مثقال ذرة من نخوة ، أن يموت قبل أن يتعرض لها .

ويكفي كدليل على ذلك ما تعرض له الدكتور محسن عبد الحميد ، زعيم الحزب السابق ، فقد كافأه المحتل بعد طول ممالأته له وتغاضيه عن جرائمه ، أن وطأ الجنود الأمريكيون بأحذيتهم الغليظة النتنة على رأسه ورقبته وخشمه ، وداسوه بها وهو ينكمش مثل فأر مذعور ، وعاثت كلابهم النجسه في أرجاء بيته ، وفي مصلاه وغرفة نومه ، حدث ذلك بعد أن تعرض منزله للمداهمة والتي من خلالها تم اعتقاله هو وأبناءه وبعض أقاربه والذين حشرت رءوسهم جميها في الأكياس السوداء البغيضة واقتيدوا مصفدين إلى غرف التحقيق الأمريكي في بغداد – هذا وهو رئيس الحزب فما بالكم بمن هم دونه مسئولية ومكانة في الحزب .

وهذا الحاث الاستفزازي الهمجي الوحشي المتعمد - بما تضمنه من إهانة بالغة ليس لريئس الحزب فقط وإنما أيضا للقيادة العليا في الحزب - وهي المتواطئة مع المحتل - بل وللحزب برمته - لم يستفز أحدا في الحزب الإسلامي لا محسن عبد الحميد رئيس الحزب ، ولا غيره من القيادات العليا أو الدنيا في الحزب ، ولم يؤثر على بقاء أو عدم بقاء أي من مسئولي الحزب في الحكومة أو يؤثر على موقفهم السلبي من المقاومة ، وهكذا مر هذا الحادث ، بسلام ، ولم يصحبه أي تعكير في علاقة الحزب الإسلامي مع المحتل أو يغير شيئا من قناعاته ، وكأن حصاةً سقطت في بئر ليس إلا.

ولو أن الدكتور طارق الهاشمي رئيس الحزب الحالي يعتبر ويستفيد من هذه الدروس البليغة ، لما دار مع الاحتلال حيث دار ، تحت ذرائع ومبررات واهية تجسد المغالطة الواضحة للنفس ، ولكان له شأن أخر مختلف ، ولكنه الخوف والجبن والهلع ، وعدم الرغبة في دفع أي ثمن دفاعا عن الدين والأرض والعـرض ، وإيثار زينة الحياة الدنيا وبهجتها - بما يصاحب ذلك من مهانةٍ ومذلة وخنوع وقبول بالمنكر ، ومشاركة في الباطل - وإن كان الرجل يتظاهر بغير ذلك أمام وسائل الإعلام ، إلا أنه في حقيقته ، ميت القلب ، والضمير فيما يبدو ، مثله مثل سلفه الذي توارى إلى سلة الإهمال ، وإلى مزبلة التاريخ بعد ذلك الحادث المهين ، الذي تعرض له " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " ومن كان هذا حاله فلن يتعظ ، ولن ينفعه درس مهما كانت بلاغته ، وصدق المتنبي حين قال:

من يُهن يسهل الهوان عليه** مـا لجـرحٍ بميـتٍ إيـلامُ

ومن هنا تأتي أهمية اشتراك الحزب الإسلامي في تلك المؤامرة الدنيئة ، ضد دولة العراق الإسلامية الفتية ، إذ أن قيادة هذا الحزب بزعامة الدكتور طارق الهاشمي - وبرغم كل ما قدمه سابقا من خدمات وتضحيات ومن ثمن فادح ، في سبيل المحتل وأذنابه ، وفي سبيل التمكين لهم في العراق - برضا أو بغير رضا وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة - يريد أن يؤكد ولاءه أكثر فأكثر لهذا المحتل وللحكومة العميلة التي يوجد كشاهد زور فيها ، مقابل شيء من الفتات وحفنة من الدولارات الملطخة بدماء العراقيين الأبرياء ، وعلى حساب ما يعانونه من حرمان ومشقة وفاقة ، والذي تمن به عليه هذه الحكومة في نهاية كل شهر ، طبعا بشروط من ضمنها التزام جانب الهدوء والسكوت على الجرائم ، طبقا لقاعدة مؤداها " لا أرى لا اسمع لا أتكلم " ومن يدري فلعله من خلال هذه الخدمة الجديدة التي سيقدمها للمحتل ولأذنابه ، سيحظى في نهاية المطاف – حسب تصوره - بثقتهما ، ويكون بالتالي مخولا بتمثيل أهل السنة في المهزلة السياسية التي تجري على أرض العراق والتي يلهث الحزب وراءها ويسيل لعابه عليها

من هناك
05-16-2008, 05:30 AM
لا حول ولا قوة إلا بالله
لو ان مسلماً من جماعة اخرى تكلم عليهم، لما نجا لحظة من السهام ولكن العم سام له وضع خاص

هذه نتيجة ان يكون بأس المسلمين بينهم