تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الكاريكاتورات المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم وإعتذار إيطاليا !!!



من هناك
05-14-2008, 11:46 AM
اعتذر الوزير الايطالي في حكومة برلسكوني الجديدة روبرتو كالديرولي من رابطة الشمال عن أساءته للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في برنامج تليفزيوني عام 2006 حيث ظهر فيه مرتديا قميصا عليه الرسم الكاريكاتيري الذي ينال من الرسول, كما نقل عنه آنذاك قوله بأنه سيقوم بتوزيع قمصان مطبوع عليها الرسوم الساخرة والمسيئة والتي نشرتها عدد من الصحف الأوروبية بالمجان. يذكر أن مدينة بنغازي الليبية وبعد إساءة الوزير الايطالي تلك, شهدت احتجاجات غاضبة أمام البعثة الدبلوماسية الإيطالية، مما أدى لمقتل وجرح العشرات برصاص الأمن الليبي. كما أثار كالديرولي بعدها غضب المسلمين بدعوته إلى احتجاج وصفه "بيوم الخنزير" ضد بناء مسجد في شمال ايطاليا. وقال كالديرولي حينها أنه مستعد لجلب خنزيره الخاص "لتدنيس" الموقع الذي من المقرر أن يقام عليه المسجد.

اعتذار الوزير جاء بعد تحذير سيف الإسلام القذافي من أن تعيين روبرتو كالديرولي من في الحكومة الايطالية برئاسة برلسكوني سيكون له عواقب كارثية على العلاقات بين البلدين. فيما أصدرت مؤسسة القذافي للتنمية بيانًا جاء فيه: "إننا نؤكد أنه ليس أمام حكومة إيطاليا سوى أحد خيارين أولهما أن يتم استبعاد هذا الشخص من التشكيلة الحكومية نهائيًا، وثانيهما أن يقوم كالديرولي شخصيًا بالاعتذار المباشر والعلني والصريح وبدون أي مواربة عما بدر منه من إساءة للمسلمين ولرسولهم الكريم". وطالبت المؤسسة كالديرولي بأن: "يعلن تأسفه عما قام به ويتعهد بعدم القيام بأعمال مماثلة، وألا تصدر عنه أية تصريحات أو أقوال من شأنها الإساءة للمسلمين ولدينهم ولرسوله الكريم, وإلا سيكون على حكومة إيطاليا الاستعداد لمواجهة الآثار التي ستنجم عن ذلك". كما توعدت وزارة الأمن العام الليبي بوقف تعاونها للحد من الهجرة غير الشرعية المتجهة نحو ايطاليا. وكانت ليبيا قد وقعت مع روما في ديسمبر الماضي اتفاق تعاون من اجل مكافحة الهجرة غير الشرعية, وأعلنت وزارة الداخلية الايطالية وقتها أن البلدين بمقتضى الاتفاق سيكثفان تعاونهما في إطار مكافحة المنظمات الإجرامية التي تتاجر بالبشر والتي تستغل الهجرة غير القانونية وتنفيذ دوريات بحرية مشتركة قبالة السواحل الليبية .


الاعتذار الإيطالي عن الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم يظهر وبجلاء أن المواقف السياسية الحازمة والتي تكون مشفوعة بتبعات اقتصادية تؤتي أكلها وبشكل مباشر وفعال. التراجع الإيطالي السريع دافعه الخوف على المصالح إيطاليا وشركاتها التجارية والاقتصادية, فهناك منافسة كبيرة على الأسواق الليبية والتي تشهد مشاريع كبيرة, كما تعتمد ايطاليا بنسبة كبيرة على الغاز الذي تستورده من ليبيا.


قراءة سريعة لما جرى بين إيطاليا وليبيا تكشف حقيقة أن الحكومات العربية والإسلامية لم تقم بما يجب عليها القيام به تجاه الإساءات الغربية المتواصلة والتي تنال من الإسلام ونبيه ومقدساته وفي مقدمتها الإساءات الدانمركية القديمة والمتجددة. فلو كان هناك مواقف جادة ومنسقة تلوح بمواقف سياسية وتبعات اقتصادية باتجاه من يتجرأ على ديننا ومقدساتنا لوجد المسيئون من يردعهم ويوقفهم عند حدودهم في بلادهم, خوفا على المصالح المادية والمكتسبات المالية والتي غدت المحرك الأساسي في الغرب مع طغيان الحياة المادية وقيمها. العالم العربي يصدر الطاقة وهي سلعة تشهد ارتفاعا شديدا في الطلب عليها ومنافسة حادة بين قوى عالمية اقتصادية غربية متنفذة وأخرى متنامية كالصين والهند, كما أننا –ومع الأسف- مجتمعات استهلاكية وبشكل كبير, لذلك يكفي التلويح بمواقف اقتصادية حتى تجد الرشد وحسن الأدب والتأدب قد عاد للمسيئين للرسول صلى الله عليه وسلم والمتعدين على حرمات المسلمين.


دولة الاحتلال في فلسطين تستورد الوقود من الخارج والغاز من مصر ومع ذلك, فهي تستخدم الوقود كأداة ضغط بل وكوسيلة قتل وإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والذين يتعرضون لحصار إجرامي ومع ذلك لم نسمع صوتا دوليا يندد بمواقف الإسرائيليين, أو يحذر من استخدام مواد حيوية كأدوات سياسية. أليس من حق العرب وواجبهم أن يستخدموا إمكانياتهم المادية والاقتصادية في الذود عن مقدساتهم وحرماتهم وفي مطالبة دول وحكومات بالكف عن مساندة الظلم والقتلة في فلسطين وفي غيرها؟؟


ياسر سعد