تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تراجع الحريريّـة يصبّ في مصلحة السلفيّيـن... مدفـوعاً بأخطاء المعارضة



من هناك
05-14-2008, 04:05 AM
تراجع الحريريّـة يصبّ في مصلحة السلفيّيـن... مدفـوعاً بأخطاء المعارضة


http://www.al-akhbar.com/files/images/p02_20080514_pic1.full.jpg

«المستقبل» داخل إحدى مؤسسات

منذ أعوام، والقاعدة تحفر في بلاد الأزر وتبني كوادرها تحت ضربات القوى الأمنية ومزاحمة ساحقة من تيار المستقبل، واليوم يُطَمْئِن السلفيون المراجع السنّية إلى أن التيار السلفي في البلاد لا يطمح إلى مناصب ومراكز، ولا يبحث عن مدد بشري، فقد وفرت له المناخات السائدة ما يكفي ويفيض من الكوادر، وهو يتجه نحو «استرداد كرامة» يعتبرها مهدورة

فداء عيتاني
«كيف يمكن التخاطب مع أبناء السنّة؟» هو السؤال الذي يمكنك سماعه كلما التقيت أحد المسؤولين من حزب الله، أو من الأطراف المتعاطفة مع المعارضة، ولم تكن الحال أفضل لدى قيادة تيار المستقبل، كان هناك من يجلس ويسند يده أعلى ظهر الكنبة ويتحدث عن الجهوزية، بينما يعتقد شيخ المال أنه يوزّع الأوامر على شيوخ السلف الصالح والدين الحنيف، دون أن يكترث للمعادلة التي أرستها «فتح الإسلام» في الشمال، وملخّصها أنها يمكن أن تتعاون معه في إطار جدول أعمالها لخاص، إلا أن جدول أعماله لا يعنيها.
لمدة ثلاثة أعوام، كان الاحتقان الطائفي يتزايد ولا ينفع معه الكلام عن كون المستقبل تياراً سياسياً وليس طائفياً، وأن الحقيقة في شأن اغتيال رفيق الحريري تحرّر كل اللبنانيين، وكل ما ابتُكر من شعارات حول دخول السنّة في اللبننة، وأن كتلة المستقبل النيابية تمثل كل ألوان الطيف اللبناني الطائفي. كل ذلك لم يفد إلا في تضليل الوعي العام وذرّ الرماد في العيون، وخاصة أن رفيق الحريري لم يكسب في انتخابات بيروت 2000 إلا عبر الأخطاء المميتة التي ارتكبها تلفزيون لبنان بإدارة إميل لحود، مما أدى إلى ردة فعل مذهبية سنية أكسبت الحريري الطريق الجديدة وكل مناطق فقراء السنّة في العاصمة، وأظهرته كزعيم لطائفة لطالما جرى قمعها واضطهادها.
قبل أسبوعين كان يمكن من يحدّثك من كبار المسؤولين الأمنيين أن يجادلك حول وجود القاعدة: أيّ مجنون هو الذي يتحدث عن القاعدة في لبنان في ظل التيار المستقبلي الكاسح في أوساط السنّة؟ حتى لتشكّ في لحظات بأن ما يشيع على أساس أنه معلومات ليس أكثر من مبالغات، بينما التيارات السلفية المتعددة في البلاد تتخذ مواقف تراوح بين العداء للحريري بصمت، والتأييد المطلق للشاب سعد بصفته زعيم السنّة. إلا أن وراء الأكمة ما وراءها، فالتيارات السلفية تدرك أنها في مرحلة البناء السرّي لقواعد يمكنها أن تمسك بالبلاد، وهي وحدها من يملك بنية متماسكة على المستويات الفكرية والسياسية والميدانية والتقنية، أما البقية الباقية فيحيلك السلفيون على فرعون وقصوره التي أصبحت هباءً منثوراً.
في الشمالن تمسك المعارضة بالشارع عسكرياً. المجموعات المقاتلة في طرابلس هي في يد أطراف معارضة أو وسطية، وهي لذلك لا تهتم كثيراً بمجموعات المستقبل التي تفتقر إلى التنظيم والانضباط والتنسيق، وهذه المجموعات المتحمسة مذهبياً، وإن كان لها العدد الكبير من المناصرين، لا تعلم ماذا ينتظرها من قوى لطالما استخفّت بنفوذها السياسي في الشارع، إلا أن الحضور السياسي في الشارع يوم الانتخابات النيابية هو أمر والإمساك الميداني بالأزقّة في ليل المعارك أمر آخر تماماً.
حملة القضاء على تيار المستقبل والنفوذ الحريري لم يبدأها حزب الله في بيروت، بل هي في الواقع بدأت من طرابلس، وربما وقبل طرابلس بدأت من المملكة العربية السعودية، وسواء عن وعي أو انطلاقاً من مشاعر خالصة يخرج المفتي العام للمملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وفي محاضرة توجيهية، ليقول «إن ما يحدث في لبنان أمر مدبّر، القصد منه تسهيل دخول اليهود والدول الكبرى ومن ثم السيطرة على بلاد الإسلام». ونوّه في الوقت نفسه بأن من يرفعون شعار الإسلام هناك، «الإسلام بريء منهم»، مضيفاً «أن ما يحصل في لبنان من هذه الثورات المنضمّة المهيّأة المعدّة التي رتّب لها ترتيب دقيق على أيدي من ينتسبون ويُحسبون على الإسلام ويرفعون شعارات الإسلام والإسلام بريء منهم، هؤلاء جاؤوا ليهيئوا المكان لليهود وللدول الكبرى ويهيئوا لهم الجو ويسهّلوا عليهم الدخول ويعينوهم على السيطرة على بلاد الإسلام بكل ما تحمله الكلمة، وهذه الخطوات ما جاءت عبثاً، بل جاءت تمهيداً لشرور. وأرجو الله أن يكفّ شرّ من فيه شر».

كان ذلك يوم السبت في العاشر من أيار، وهي ليست المرة الأولى التي يخرج فيها رجال العلم السعوديون ليتحدثوا عن حزب الله والشيعة، وخاصة أن ثمة فتوى صدرت خلال حرب تموز 2008 تحرّم الدعاء بالنصر لحزب الله بوجه إسرائيل، وإنما الجديد في هذه الكلمة هو اتهام حزب الله بالتحضير والتسهيل لدخول اليهود والدول الكبرى إلى بلاد الإسلام، بغضّ النظر عن الصداقة الحريرية مع فرنسا والغرب، والتزام قوى 14 آذار بجدول الأعمال الأميركي الذي تضعه واشنطن. إلا أن أي تحوّل الآن يعني ما سبق الإشارة إليه. ومواجهة «التدخل اليهودي والغربي»، كما هو معلوم، يقتضي وجود تنظيم القاعدة ودعمه.

في اليوم نفسه، كانت طرابلس والمناطق المحيطة بها تعيش أجواءً صعبة: مسلحون في الشوارع واشتباكات متفرقة واضطرابات متنقلة. كان هناك في اليوم التالي من يتحدث عن لقاءات عقدها السلفيون سراً، وتم خلالها توزيع المهام، بعض علماء الدين المرتبطين مباشرة بدار الإفتاء يقفون في الخطوط المتقدمة سياسياً، ولكن هذه المرة ليس في صف الحريرية، التي يبدو أن زمنها قد ولى، بل في صف القوى الناهضة في الشمال، وهم «السلفيون» بأجنحتهم المختلفة.

لم يعد لدى تيار المستقبل المهزوم في بيروت نفوذ جدي في الشمال. بعض نواب المستقبل يطلبون من زملاء في «الأخبار» التأكيد أن التيار لا علاقة له بما يجري في الشارع، وأن من يحمل السلاح يدير نفسه بنفسه. القوى المعارضة تتمكن من كبح حدة اشتباكات باب التبانة ــــ جبل محسن، هي المناطق التي تتبادل ثأراً تاريخياً. في ظروف أخرى لم يكن من الممكن تخيل وقف اشتباكات قبل حصول مجازر بين الطرفين، ويتحدث المعارضون عن تعبئة هائلة ضد الشيعة في الشارع إلا أنها لا تجد منفساً لها، ما عدا بعض الأعمال المتفرقة من إحراق مكاتب لنواب سابقين أو قادة في حزب الله. لقد انتهى زمن «زي ما هيّي» وبدأ زمن الفوضى والشتات.

يوم الحادي عشر من أيار كان اللقاء الإسلامي المستقل يصدر بيانه على لسان الناطق الرسمي باسمه النائب السابق خالد ضاهر والذي أعلن تشكيل «المقاومة الإسلامية الوطنية في لبنان» للتصدي لـ«الميليشيات التي تدّعي زوراً المقاومة وهي تمارس الإرهاب والقتل بحق اللبنانيين عامة وأهل السنّة خاصة للسيطرة عليهم». وقال ضاهر «إن أهل السنة في لبنان سيردّون الاعتداء على حرماتهم ومحاولة تهميش دورهم، ولدينا كل الإمكانات لذلك بإذن الله». ومع كلام ضاهر، تبدأ ورشة كبيرة من اللقاءات والأعمال التي كانت مصادر في المعارضة تؤكد أنها بدأت حتى قبل اتضاح الصورة لما يحصل في بيروت يوم السابع من أيار.

وفي اليوم التالي، الثاني عشر من أيار، عقد مؤسس التيار السلفي الشيخ داعي الإسلام الشهال، مؤتمراً صحافياً أعلن فيه «ضرورة تنظيم الطائفة السنية عبر أطر قوية لدرء الأخطار»، مؤكداً انتفاء الحاجة «الآن إلى شباب يفد إلينا، لكننا في حاجة ماسة إلى المساعدة المادية والمعنوية». وإذا أردنا الترجمة إلى اللغة المفهومة من اللبنانيين يمكن القول إنه طمأن أهل الكتاب وأهل الذمة إلى التزامه «مبادئ ديننا السمح الحنيف، وإذا أردتم، فنحن أصوليون منضبطون بشرعنا الحنيف». وقد خاطب الساسة في الطائفة السنية بالقول: «ليس لنا غرض مزاحمتكم على زعامتكم ولا مناصبكم، ونقول لإخواننا وأبنائنا في الطائفة السنية في لبنان عموماً وفي الطريق الجديدة وبيروت خصوصاً: نحن معكم حتى يضمد جرحكم وتسترد كرامتكم وترفع هاماتكم».

يمكن اختصار المشهد إذاً كالآتي: الضوابط الشرعية للتكفير اكتملت مع كلام المفتي السعودي، وبات الشيعة وحزب الله ممن يخضعون لأحكامها، وأتت الدعوة إلى المواجهة والتصدي من قبل اللقاء الإسلامي المستقل، بينما أكد الشهال أسوأ كوابيس سعد الحريري وكل الأطراف اللبنانيين: «على القاعدة ألا ترسل مجاهديها، فلدينا ما يكفي، وطريق الجهاد مفتوح لمن يرغب من أبناء السنة».

لطالما حلم الجهاديون بيوم تهزم أو تفشل فيه الليبرالية السنية، التي لطالما غرفت جمهور السنة غرفاً، بينما كانت السلفية الجهادية تبني ببطء وتتعرض لضربات سلطة تتحكم فيها الليبرالية السنية قبل غيرها. واليوم أصبح يمكن التحدث بثقة عن جهادية سنية، إلا أنها لا ترى في إسرائيل خطراً محدقاً، أمام ما يمكن أن يشكله «المد الشيعي الذي استباح بيروت ومناطق السنة».

وحده السياسي أو الجاهل هو من يمكنه إنكار كون السنّة قد انقسموا اليوم مستويين: مستوى المتعلمين والمثقفين والمستفيدين الذين ينحازون اليوم إلى الولايات المتحدة الأميركة والغرب أسرع فأسرع، ومستوى العامة من جمهور الفقراء المفتقدين لكرامة استباحتها المعارضة، والذين لم يعد سعد الحريري يلبي أحلامهم، وبات اللجوء إلى المسجد وإلى الله هو ملاذهم الأخير. بات جمهور السنّة يبحث عن الله في ملامح وجه الشيخ أسامة بن لادن، وفي صوت الدكتور أيمن الظواهري.



دفعت أخطاء المعارضة المتراكمة منذ أعوام السنّة دفعاً إلى مصيرهم اليوم، ولم تكتف المعارضة بما ارتكبت من أخطاء، بل يطلب أحد الفتية المسلح ببندقية من موكب تشييع في منطقة عائشة بكار فتح تابوت لشاب سني سقط ضحية أحد الاشتباكات. يفتح المشيّعون النعش، ولكن المقاتل المقنّع يطلب منهم عدم المتابعة سيراً نحو مسجد الرمل، ويمنعهم أيضاً من تسيير أكثر من سيارتين في موكب التشييع المتجه نحو مدافن الشهداء، بينما يتحدث إعلام المعارضة عن «أخلاقية عالية» في التعامل مع الأسرى، ويتحدث شبان في الملّا عن تركهم من دون سلاح وذخائر، وأن مسؤول الحي وزع عليهم بندقية كلاشنيكوف لكل عنصر ومخزنين، واعداً بالدعم والجحافل المستقبيلة التي ستحسم المعركة قبل أن يمطرهم حزب الله بقذائف البي سبعة ونيران أسلحة لا تعدّ ولا تحصى وهم يحارون أين ينقلون جريحاً سقط وأين يجدون مسؤولين اعتقدوا أن تنظيم حرب الشوارع يشبه تنظيم كشّافة وجهاز دفاع مدني.

هؤلاء الشبان يبحثون اليوم عن كرامة يُخشى أن يجدوها في أحزمة ناسفة وعمليات استشهادية، ربما تبدأ من طرابلس.

هنا الحقيقه
05-14-2008, 04:38 AM
حركة خبيثة لتحويل النظر الى بذرة يراد منها ان تسحق قبل نموها ؟

أم تنبيه الغافل بان افعالك سوف تستقطب الدبابير على عسلك؟

أم اذان من الابواق والمطبلين بحلول الفتنة الاهلية ليستعد كل من يملك كيس حصى ومقلاع ؟

موسى بن نصير
05-14-2008, 08:04 AM
حركة خبيثة لتحويل النظر الى بذرة يراد منها ان تسحق قبل نموها ؟

أم تنبيه الغافل بان افعالك سوف تستقطب الدبابير على عسلك؟

أم اذان من الابواق والمطبلين بحلول الفتنة الاهلية ليستعد كل من يملك كيس حصى ومقلاع ؟


ان كانت بذرة خير فلن يستطيعوا سحقها.... وهي في الحقيقة موجودة في نفس كل مسلم
السلفيون دبابير على من امتهن حرمتهم ويأخذون حقوقهم (بشرف)
المسلمون (وحكامهم) يعلمون جيدا ان العزة في الاسلام ومن ابتغى العزة بغيره اذله الله
اخي هنا الحقيقة
مسألة وقت فقط وحينما يشعر حكامنا بالخزي والخطر حينها هم من سيجهز (جيش محمد)

شيركوه
05-14-2008, 11:33 AM
مسألة وقت فقط وحينما يشعر حكامنا بالخزي والخطر حينها هم من سيجهز (جيش محمد)
اخي الحبيب ...
الخشية اشد الخشية ...
انهم بعدما يجهزون هذا الجيش ويرمون به في اتون المعركة ... فينتصر ..
يقطفون هم ثمرة نصره هذا ... ثم يقومون بسحقه ...
وهم لطالما كانوا بارعين بهذا الامر