بسم الله الرحمن الرحيم

مشاعر تنتاب كل عائد لله عندما يفوق من نومه العميق وقد كتبتها بكلمات مختصره لعل الغير بعد قراءتها يشعر بها ويعود لمولاه وخالقه وهاديه...

آه..آه..آه.. بل آلاف الآهات والحسرات.. أترى سيغفر لي؟؟.. هل لمن يرتكب ذنوبي من مغفرة؟.. حرقة الذنوب تشتعل في صدري وتكتم أنفاسي.. لا أجد لها مخرجا من جوفي.. إن قولت أخفف عن مافي صدري بلساني.. رأيت به أفضح نفسي بعد ما سترني الهي..
آه.. كم ساحت دموعي على خدي، بل كانت كينابيع الأنهار تجري، وكم كتبت وكتبت على أوراقي، حتى نفذت وجف حبري، إن عيني لا ترى سوى ظلام كاحل.. وأذني لا تسمع إلا رنين ذنبي..

أريد أن أخرج من هذا المكان، لكن هل من يد تمتد لتساعدني؟ أريد أن أصرخ بأعلى صوتي.. لكن هل من مستمع حكيم يرشدني؟ إن للذنوب حرقة في الصدر!! تظل تشتعل وتحرق كل الأحاسيس حولها، حتى تصل الى القلب فتلتهمه معها.. إلا لو كان بالقلب إيمان، فتخمد وترمي رمادها عليه.. وهاهو القلب متسخ بآثام الذنوب..

أما العقل فوا أسفاه على العقل ورشاده، يظل بصراع عنيف فينشغل عن كل من حوله ولا يجد من نصير!!

آه...آه...آه الكل من حولي يضحك ويمزح وأنا أرسم الإبتسامة على شفتي، والله إنه لا يفهم حرقة الذنوب إلا من ذاقها يوما.. مفاصلي ترجف... وجلدي قد اقشعر.. نبضات قلبي تزداد... وعيني امتلئت بالدموع المنهمرات، وصدري قد امتلى بالآهات والحسرات والندم..

وبدون شعور أو استعداد ارتفعت يدي للسماء، وتوجهت جميع جوارحي لله، عالم الغيب وخالق الأحياء... وإذا بصوتي مهزوز متشحرج يرتفع بندم بالدعاء..
ربي وخالقي وساتري وغافر ذنبي... قد عصيتك وأنت تراني.. وتماديت بجهلي وذنبي فأمهلتني.. وتطاولت على جلالك وأنا تحت رحمتك وعلى نعيمك أعيش.. لكنك الرحيم... فلم تذللني أو تسخط عني أو تفضحني.. بل انتظرت عودتي وسترتني.. وها أنا عائدة متأسفة على ما فاتني والخجل يغمرني!!

فلا مفر منك إلا إليك.. يا رجائي وآملي وناصري.. فلا تردني عن بابك.. خائبة قاطعت الرجاء.. فوالله ماقنطت من رحمتك أبدا.. فأنت الغفور الرحمن الرحيم، غافر الذنب ذو الجلال والإكرام.