تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مبادىء فكرية متعلقة بازمتنا الراهنة



عزام
05-13-2008, 04:32 AM
السلام عليكم ايها الأحبة
ساطرح هنا بعض المبادىء الفكرية المتعلقة بازمتنا الراهنة، راجيا من الاخوة التعليق عليها ان امكن.
عزام
نحن لا نفكر إلا عند وجود أزمة:
من طبيعة الفكر أنه لا يستطيع أن يسبق الواقع إلا على وجه الحدس وبالتخمين بل إنه في بعض الأحيان يكون عاجزاً عن ملاحقته (لو أننا نقلنا ساعة الحائط من الجدار الذي فيه إلى جدار آخر لوجدنا أن نظرنا يظل يتجه إلى مكلنها القديم أياماً عدة)، وهو حين يحاول القبض عليه لا يفهمه إلا عبر (إشكالية) خاصة لا يُشترط أن تكون ذات كفاءة بالإلمام بالواقع، لكن مع هذا فإن المبادئ المنطقية وما ألمَّ المرء به من ثقافة سننية، وما يجمعه حول الوقائع المحيطة به من معلومات، كل ذلك يساعده على أن يتلمس آفاق المستقبل بشيء من الوضوح، كما يمكنه من الوعي الحسن.
إن البطء هو قانون التغير، وإن أية حالة يكون بطؤها متناسباً طرداً مع حجمها، فشيخوخة جسم تحتاج إلى زمن أطول بكثير من تلف سن، وهكذا أحوال الرخاء والشدة والتقدم والتخلف تتكون ببطء شديد، وإن العالم الحق والمفكر الأصيل هو الذي يستطيع الإحساس بالأزمة ويتخيّل بعض تداعياتها قبل أن تصبح كابوساً جاثماً على صدر الأمة.
إن عملية التفكير عملية شاقة جداً في الأصل، وإن المؤهلين للقيام بها قلائل دائماً، ويزيد الطين بلة عندنا قلة المعلومات التي تساعد الفكر على الحركة، ويؤدي ذلك كله إلى بطء عمليات التفكير لدينا، كما يؤدي إلى المجيء دائماً بعد الحدث وبعد فوات الأوان.
وحين تستحكم الأزمة، وتمس حياتنا بصورة مزعجة نتحرك لتطويقها، لكننا نجد أنفسنا في موقف غير بعيد عن موقف الطب في حالة التهام (السرطان) للدماغ، حيث يكون بين متحارجتين أيسرهما الموت المحقق، فإما أن يموت المريض بسبب السرطان وإما بسبب استئصال ما عطبه السرطان، وهكذا نلاحظ في حالات عديدة بين خيارين أحلاهما مر، فإما أن تفجع الأمة بسبب الاستسلام للأزمة، وإما أن تفجع بسبب محاولة الخلاص منها!!.
ويكون السؤال الذي يتردد على شفة ما العمل، وقد حصل ما حصل، ونحن أبناء الساعة.. وهكذا نتصرف دائماً كمن لم يعرف أي شيء عن أيام الله وسنته الماضية في الأمم السالفة!.

Abuhanifah
05-13-2008, 07:20 AM
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أخي عزام

وإن العالم الحق والمفكر الأصيل هو الذي يستطيع الإحساس بالأزمة ويتخيّل بعض تداعياتها قبل أن تصبح كابوساً جاثماً على صدر الأمة.

إن عملية التفكير عملية شاقة جداً في الأصل، وإن المؤهلين للقيام بها قلائل دائماً، ويزيد الطين بلة عندنا قلة المعلومات التي تساعد الفكر على الحركة، ويؤدي ذلك كله إلى بطء عمليات التفكير لدينا، كما يؤدي إلى المجيء دائماً بعد الحدث وبعد فوات الأوان.

صدقت أخي العزيز في ما تقول، فعلا نحن لا نفكر الا عند وجود أزمة.
في ظل هذه الأحداث أرى الكثير يحذر من حزب الله وما يشكله من خطر على أهل السنة وما تحتوي عقيدته الرافضية من بدع وأباطيل سواءً عبر الاعلام أو عبر الرسائل الالكترونية التي تصلني في الأشهر القليلة الماضية،
فأسأل نفسي:
هل الآن علمنا أن حزب الله شيعي؟؟؟؟
الآن عرفنا ما تحتويه عقيدة الرافضة من أباطيل ونريد نشرها؟؟؟
أكثر من عشرين سنة كان حزب الله في لبنان لماذا لم نفكر في خطره من قبل؟؟؟
حزب الله ليس جديدا وليس وليد اليوم ولكنه حزب منظم وأخذ بأسباب القوة الى أن أصبح بهذا الحجم...

وهكذا نلاحظ في حالات عديدة بين خيارين أحلاهما مر، فإما أن تفجع الأمة بسبب الاستسلام للأزمة، وإما أن تفجع بسبب محاولة الخلاص منها!!.
ويكون السؤال الذي يتردد على شفة ما العمل، وقد حصل ما حصل، ونحن أبناء الساعة.. وهكذا نتصرف دائماً كمن لم يعرف أي شيء عن أيام الله وسنته الماضية في الأمم السالفة!.
لا شك أخي أن ما نمر به يعتبر فتنة، وفنتة عظيمة جدا أسأل الله ان لا تكون في ديننا. والرسول صلى الله عليه وسلم قد أشار الى هذه الفتن:
فقال صلى الله عليه وسلم:
إن السعيد لمن جنب الفتن و لمن ابتلي فصبر . (( صحيح ) انظر حديث رقم : 1637 في صحيح الجامع .)

وقال صلى الله عليه وسلم:
خير الناس في الفتن رجل آخذ بعنان فرسه خلف أعداء الله يخيفهم و يخيفونه أو رجل معتزل في بادية يؤدي حق الله الذي عليه . ‌ (( صحيح ) انظر حديث رقم : 3292 في صحيح الجامع . ‌)

وقال صلى الله عليه وسلم:

تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء و أي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات و الأرض و الآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه . ‌(( صحيح ) انظر حديث رقم : 2960 في صحيح الجامع . )


لذا في هذه المواقف نشد على أيادي أهل العلم والعلماء "الحقيقيون وليس علماء السلطة وتجار الدماء" في توعية الشباب المسلم والمسلمين وليعينوهم على تجنب هذه الفتن ولكي لا يغرر بهم...

عزام
05-13-2008, 07:55 AM
بارك الله فيك اخي ابو حنيفة.. ما احاول فعله في هذه الايام هو البحث عن نقاط الضعف التي اصابت اهل السنة في لبنان بدون الدخول في مهاترات وتحميل المسؤولية لاحد الاطراف. فوجدت ان اكثر المفكرين الاسلاميين ينتقد نظرية المؤامرة لا لأنها غير موجودة بل لأنها تحصيل حاصل فلا يجب ان نلوم عدونا او خصمنا لأنه قوي بل نلوم انفسنا لأننا قصرنا في الاعداد وفي توحيد الصفوف وهذا عين ما تفضلت به. اترككم مع كلام مفيد وقيم من المفكرين الاسلاميين بخصوص هذه المفهوم.


نظرية المؤامرة
http://www.hayran.info/articles.php?catid=63;87&id=319


حين يصطدم فريقان يستخدم كل منهما أقوى ما لديه من قوة:
الدكتور عبد الكريم بكار
هذه حقيقة ابدية، فالحرص على البقاء والنجاح وحماية المصالح يدفع كل واحد من المتخاصمين إلى أن يستخدم كل ما في حوزته من إمكانات وأسلحة، وأن يخرج كل ما في جعبته من ألوان التآمر والخديعة والاحتيال، كما أنه عند تهديد الوجود تتضاءل أو تنعدم مساحة المحرمات! هذا هو منطق الصدام في هذا العصر وكل عصر. وإذا علمنا هذا أدركنا أن اتهام الآخرين بالتآمر علينا أمر لا معنى له، وغير مفهوم.
وإذا كان انهيار الحضارات عبارة عن خراب داخلي فإن من الصحيح ايضاً أن الأمم الرشيدة تواجه التحديات الخارجية بالانكفاء نحو الداخل لحل مشكلاته وحقنه بالمناعة وأسباب القوة التي تمكنه من الصمود في وجه الخارج بكفاءة وفاعلية. إن التحديات الداخلية هي مشاكل الكبار، وإن الانكفاء نحو استثمار رأس المال الداخلي هو أيضا حيلة الكبار!
في نقد نظرية المؤامرة .. كمنطق تفسيري


معتز الخطيب
تثير كلمة "المؤامرة" أو كما درج البعض على تسميتها بـ "نظرية المؤامرة" الكثير من الانتقادات، وكتب عنها الكثيرون، إما دفاعًا أو انتقادًا. "نظرية المؤامرة" تحظى بالقبول والممارسة عادة في أوساط القوميين واليسار عمومًا والإسلاميين، وخاصة الذي ينشغلون بفكر الشبهات والتيارات الفكرية المعاصرة من منطلق عقائدي، وفي المقابل تحظى تلك النظرية بالنقد والسخرية الشديدة من قبل الليبراليين العرب. ويتحدث المؤيدون لها عن معلومات وافتراضات وتاريخ كامن خلف ما يبدو على السطح من أمور. بينما يتحدث الناقدون أن تلك النظرية شماعة نعلق عليها أخطاءنا، ونبرئ أنفسنا من المسؤولية، ونريح أنفسنا من عناء البحث عن الحقائق
والمعلومات، ويتحدثون عن أن المصالح هي التي تتحكم بالعلاقات، فضلاً عن موقفهم التصالحي مع الآخر الغربي.
تشنج المؤيدين والناقدين
ومما لا يصعب إدراكه في هذا الجدل كله، هو أن كل طرف يتشنج في مناقشة الآخر، ووصلت المبالغات بالمؤيدين إلى حد القول: " نواقض نظرية المؤامرة: وجود المؤامرة "، كما دفعت الناقدين إلى القول: إنها خصيصة عربية، فكتب البعض (لماذا تتمكن نظرية المؤامرة من العقل العربي؟ ) وكتب كاتب قطري اعتاد على جلد الذات العربية واحتقارهابنبرة متعالية: ( لماذا ـ نحن ومن دون الأمم كلها ـ تتمكن منا ـ من عقولنا ونفوسناـ نظرية المؤامرة العالمية علينا؟ ).
منطق المؤامرة ليس حكرا على العرب
إن التفكير وفق منطق المؤامرة لا يختص بالعرب وحدهم، على خلاف معتقد الكاتب المتعالم، فعلى سبيل المثال: كتاب "11-9 الكذبة الكبيرة" (نشر تحت عنوان: الخديعة المرعبة) لم يكتبه كاتب عربي، بل فرنسي اسمه تيري ميسان، وفي مقدمة كتاب "حكم أمريكا" (جامعة هارفرد 2005) الذي يركز على بحث الدور المحوري للنخب الأميركية يتحدث محررا الكتاب: ستيف فارسر وجاري غرستيل في مقدمتهما عن أن الحديث عن دور النخب الأميركية قد يُنظر إليه باستهجان على أنه انخراط في نظرية المؤامرة أو
على أنه محاولة لإثارة الصراع الطبقي داخل أميركا فيؤكدان على أن منهج كتابهما بعيد كل البعد عن نظرية المؤامرة. وهذا يؤكد حجم حضور منطق المؤامرة واستهجانها معًا في الثقافة الأميركية، حتى الأكاديمية منها!.
المؤامرة على مر التاريخ
إن هذا المنطق يكاد يشكل طريقة للتفكير، ومن ثم فهو يتوزع على مجالات عديدة، بدءًا من الكتابات التاريخية التي تضخم من أدوار بعض الشخصيات أو تفردها وتنسب إليها أدوارًا تاريخية، كما تفعل كتب التاريخ مع شخصية عبد الله بن سبأ مثلاً، وصولاً إلى المؤامرات العالمية ضد الإسلام والمسلمين، أو "الصليبية" أو الماسونية، أو أندية الروتاري، أو بروتوكولات حكماء صهيون، وصولاً إلى الحرب على العراق، وأحداث 11 أيلول 2001م واغتيال الحريري.
تعريف نظرية المؤامرة

ومما لفت انتباهي أن لفظ "المؤامرة" أصبح مصطلحًا أو مفهومًا يتم شرحه وتعريفه، فعلى موقع وزارة الخارجية الأميركية نجد تعريفات لعدد من المصطلحات منها:

(نظريات التآمر هي الاعتقاد بأن هناك قوى شريرة خفية قوية تتحكم سراً بمجرى أحداث وتاريخ العالم).
وفي موسوعة ويكيبيدا على الإنترنت: (نظرية المؤامرة Conspiracy Theory ببساطة هي عدم تفسير الأمور حسب المعطيات الواقعية والمنطقية المتوفرة أو المستنتجة وتفسيرها على أساس بأنها من فعل شخص أو جهة منافسة تبقى دائما محصورة بفكرة يحملها معه في كل وقت).
ومن المؤكد أن منطق المؤامرة لا يزال يتحكّمُ في طريقة تفكير شرائح واسعة من العرب والمسلمين في قضاياهم، خاصةً القضايا السياسية التي تمس وجود المسلمين في هذه البقعة أو تلك من العالم، بل إن بعض الكتّاب يسرفون جدًّا في كيفية معالجتهم لموضوعاتهم، وسيادة منطق المؤامرة، ولا أنسى حين كنت صغيرًا وقرأت بعض كتب عبد الرحمن حسن حبنكة مثل (مكائد يهودية) أو كتب عبد الله ناصح علوان مثل

(تربية الأولاد في الإسلام): كنت أخرج بشعور بالغ السلبية؛ إذ أحس بأن العالم كله يحاربني ويقعد لي كلَّ مرصد، وأن اليهود يسيطرون على العالم، وأن الماسونية هي التي تحرك الرؤساء الذين لا يَعْدون كونهم أحجارًا على رقعة شطرنج!. وما استطعت التخلص من هذا إلا لاحقًا.
اشكال المؤامرة
وفي تحليل هذا المنطق، طرح البعض ثلاثة أشكال له، هي:

الاستهداف، والاستدراج، والتشكيك.

فالاستهداف يؤكد أن العرب ‏(‏أو المسلمين‏)‏ مستهدفون من جانب القوي الخارجية أو أنه لن يسمح لهم بأن يصبحوا دولا مؤثرة سياسيا أو متطورة اقتصاديا أو متقدمة تكنولوجيا‏، أو قوية عسكريا. وبالرغم من أن هذا لا يمكن نفيه بالمطلق وعليه شواهد تاريخية، فإن هذا المنطق في التفكير يتصور أن العلاقة بيننا وبين الآخرين هي علاقة صراع فقط وبالتالي فلا تقبل التنافس أو التفاوض، وأن العلاقة هي بين نحن وهم فقط. وهذا النمط من التفكير يغيب عنه ما هو سائد في دراسة العلاقات الدولية من أن العلاقات هذه محكومة بالمصالح، وكل دولة تسعى لتحقيق مصالحها، ولو على حساب الآخرين، وأن أي تهديد لمصالحها يعتبر تهديدًا لها، ومن ثم فهي تضغط أو تخطط أو تسعى لإزاحة هذا التهديد. وأن الإطار الحاكم للعلاقات ليس الصراع فقط، فهناك نمط من العلاقات التنافسية التي تتوسل بأدوات عديدة منها الضغوط ومنها المفاوضات، ومنها الصراعات السلمية، ومنها الوصول إلى حلول توافقية قائمة على تحقيق مصالح للطرفين، والأهم من ذلك هو أنه لا يمكن تبسيط تصور العالم إلى نحن وهم فقط!. ومما لا شك فيه أن قدرنا وضعنا في منطقة حيوية واستراتيجية بالنسبة للعالم، وهذا جعل من منطقتنا محط أنظار العالم، وساحة للصراع والتنافس على المصالح كنا نحن ضحاياها. وفيما يخص شكل الاستدراج، فتتمثل فكرة هذا النمط في وجود مخطط أعدته دولة كبرى في العادة لإيقاع طرف يقف في مواجهة مصالحها العليا في المنطقة العربية في وضع معقد وذلك وفقا لمجموعة من الخطوات التي يتم بموجبها استدارجه إلي حيث يمكن التمكن من اصطياده أو الإجهاز عليه‏,‏ وذلك وفقا لأسلوب الكمائن المعروف في العمليات العسكرية‏. والمثال الأبرز لهذا هو حرب الخليج الثانية، لكن سواء اتفقنا مع هذا التحليل أم لا فإن هذا التحليل يتجاهل أهم عامل في المشكلة وهو موقف صدام حسين نفسه، فإذا كانت أمريكا تآمرت عليه واستدرجته لدخول الكويت فأين مسؤوليته هو؟ وهل كان فاقد الإرادة والاختيار هو ومستشاروه وجيشه؟
النمط الثالث والأخير هو التشكيك، والمثال الأبرز له هو أحداث سبتمبر، وفي الغالب يستند هذا النمط إلى عدم الثقة بالطرف الآخر، ويعتقد بكذبه، كما أنه يميل إلى الاعتقاد دومًا بأن ما يبدو على السطح يخفي وراءه أشياء كثيرة.
المؤامرة موجودة ولكن

‏إن رفض منطق المؤامرة كطريقة للتفكير هو مسلك علمي، لكن ذلك لا يعني أن كل أحداث الواقع تجري بطريقة منهجية، كما أن رفضه لا يعني السذاجة بحيث إن تلك الحوادث تقع بعفوية وطبيعية، إلا أن البحث في تفسير الأشياء تفسيرًا علميًّا يحتاج إلى جهد وبحث ومعرفة دقائق الأمور، والقدرة العقلية على التحليل والتركيب، وغير ذلك، وهذا لا يتوفر لكثير من الناس، مع وجود الحاجة الملحة لدى كل إنسان لتفسير ما يجري من أحداث، وخاصة ما يغمض منها، وفي هذه الحالة تشكل "نظرية المؤامرة" حلاً تفسيريًّا
يمتلك القدرة على تفسير كل شيء، بيسر وسهولة، يغطي العجز عن كل ما سبق.
فإذا كان هذا يتم في وسط إعلام حكومي يتستر على أكثر مما يعلن، وفي ظل غياب ثقة بالآخر الحكومي أو الخارجي، ومع انعدام المعلومات وتضارب التفسيرات المعلنة تصبح نظرية المؤامرة هي الحل الأنسب. وأحسب أن عدم وجود اعتراف بعلم اسمه السياسة لدى العامة مما يؤدي إلى هيمنة منطق المؤامرة في التفسير. إنه مما يجب التيقظ له، أن رفض منطق المؤامرة كمنطق تفسيري للأحداث والوقائع لا يعني نكران أن هنالك تخطيطًا وتدبيرًا يحركان كثيرًا من الأحداث السياسية والتاريخية، يجب الوقوف عليه ومعرفة دقائقه، ولا ينبغي أن يفترض بالآخرين أنهم يستهدفون الخير العام للبشرية، ففكرة المصالح الخاصة هي التي تحرك سياسات الدول.
النقد الذاتي مطلوب
إن التخطيط مُجردُ أداةٍ تتحكم في أهدافها وفي غاياتها المنطلقات العقَديّةُ والفلسفية الأساسية لمن يستخدمها في جميع الأحوال. وينبغي ألا نلوم الآخرين على أنهم يخططون لحماية مصالحهم التي قد تضر بنا، بل علينا أن نلوم أنفسنا لأننا لا نخطط لحماية مصالحنا. وقد قالت العرب قديمًا: "استأسد الحمل لما استنوق الجمل"، للدلالة على أن استصغار الإنسان لنفسه إنما هو الخطوة الأولى في طريق خوفه من الآخرين ورؤيته لهم أكبر وأقوى بكثير مما هم عليه في الحقيقة. وهو المعنى الذي جاء به القرآن حين قال: (فاستخفَّ قومهُ فأطاعوه).
وإذا كان استعمال منطق المؤامرة يخالف المنطق العلمي في البحث عن العلل والأسباب المنطقية لوقوع الأحداث ومعرفة ملابساتها وأهدافها، فإنه كذلك له تأثيرات سلبية على المستوى النفسي، حين يتحول تضخيم الفاعل أو المتآمر لدرجة تُشيع العجز عن فعل أي شيء تجاه ما يحدث، أو احتقار الذات والاعتقاد بدونيتها، فيتحول منطق المؤامرة من نظرية للتفسير، إلى مثبط يمارس دورًا سلبيًّا. وقد وجدنا أن الأطروحات التي أنكرت أن يكون أحد من العرب قد قام بأحداث سبتمبر، تنبع من عدم الإيمان بأن تخطيطًا على هذه الدرجة من الدقة العالية يمكن أن يصدر عن العرب!.

Abuhanifah
05-13-2008, 02:05 PM
كلام جميل أخي عزام، يجب أن نلوم أنفسنا على تقصيرها...
ولكن يبقى السؤال عندما علمنا أن الأعداء يخططون لتحقيق أهدافهم ومصالحهم لماذا لا نخطط نحن بدورنا لتحقيق أهدافنا ومصالحنا؟؟؟؟
الى متى لا نفكر الا بعد حدوث الأزمة ووقوعها؟؟؟
ما هي العقبات والعوائق التي تحول دون ان يضع المسلمون السنة خطة طويلة الأمد (50 أو 60 سنة) حيث ان الأهداف لا تتحقق في ليلة وضحاها... على أن يتم تحديث هذه الخطة حسب مجريات الأحداث كل شهر أو شهرين ويتم بعدها دراسة كل الاحتمالات والخطوات المقبلة؟؟؟؟

عزام
05-13-2008, 02:28 PM
السلام عليكم
الاخ بلال كان قد بدأ ينقل موضوعا مهما بهذا الخصوص
http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=29714
عزام

من قلب بغداد
05-13-2008, 05:05 PM
جزاك الله خيراً ، قرأت النصف الأول من الموضوع
لكن الثاني ليس قصير بما فيه الكفاية .. :)
إذا يسّر الرحمن سأكمل قراءته أو يقرأه بلال و يلخصه و يكتبه ان شاء الله (:

عبد الله بوراي
05-14-2008, 02:34 PM
بارك الله فيك شيخنا عزام

جِراح

وليس لها غيرك...........؟

ليشخص الداء ويصف الدواء.

ولابد من وضع المريض تحت المُخدر بالكامل _ فما عادت له الأهلية _ ولا حُسن الإدراك
فى إتخاد الصالح للبدن والبُعد عن الطالح المُضر له.

شفاه الله

عبدالله

عزام
05-15-2008, 08:39 AM
بارك الله فيك اخي عبدالله
الا توافقني ان احد اسباب تخلفنا في العالم الاسلامي هو غياب اهتمام الفكر الاسلامي المعاصر بتنظيم شؤون الجماعة قياسا على اهتمامه بتنظيم ودراسة شؤون الفرد.
عزام

نمو التفكير بشؤون الفرد على حساب التفكير بشؤون المجتمع:
عبد الكريم بكار
لا يخفى على أحد أن (الجماعة) هي معقد ولاء المسلم أكثر من ولائه لدولة أو لوطن، وقد ظل أهل السنة والجماعة مشدودين على مدار التاريخ نحو التوحد وفكرة الأمة وإلى يوم الناس هذا، فلا يرضى شعب من الشعوب الإسلامية أن يطلق عليه لفظ (أمة) خوفاً من الانعزال على المحيط الإسلامي الواسع. لكن علينا في مقابل هذا أن نقول إن الفقه المتعلق بشؤون الفرد وحركته وحقوقه وواجباته ظل على مدار التاريخ أكثر نمواً ورحابة من الفقه الذي ينظم شؤون المجتمع _ الجماعة _، كما أن النشاط الفكري لدينا نحا المنحى نفسه مع قوة الإحساس بأهمية الجماعة وضرورة الالتحام بها وحل مشكلاتها. ولعل السبب في ذلك هو أن الوعي المدني لم يتم تنظيمه بشكل كاف مما جعل الولاء في نطاق الأحاسيس والمشاعر، والوعي المدني لا ينظم عادة إلا من خلال (المؤسسات) المختلفة، وعلينا ان نعترف مرة أخرى أن تاريخنا بمقدار ما هو حافل بالأعمال والمآثر الفردية _ ضامر في الأعمال الجماعية، ومن ثم فإن كثيراً مما يتوقف إنجازه على الإرادة الجمعية والحركة الاجتماعية ظل معطلاً أو ضئيلاً، وأكبر مثال على ذلك قضية (الفروض العينية) فقد فصلت تفصيلا تاماً على حين ظلت مسألة الفروض الكفائية عائمة، مع تصريح الفقهاء بأن الفرض الكفائي إذا لم يقم به أحد صار عينياً في حق القادرين عليه. وما تمت بلورته منها كان في قضايا محدودة مثل رد السلام وتجهيز الميت ودفنه وما شكل ذلك مما يقوم به الناس في العادة دون الحاجة إلى الزام. أما القضايا الكبرى مثل اكتفاء الأمة من الغذاء والكساء والسلاح والعمال المهرة والأطباء... فظل تحقيقها متوقفا عند حد التوصيات بضرورة الكفاية فيها، وعلى المبادرات الفردية المحدودة التي لا يمكنها بحال من الأحوال أن تنهي مشكلة مجتمع ضخم.
وقريب من هذه القضية مسألة (أهل الحل والعقد) – فمع الحديث عنهم في بعض كتب الأحكام السلطانية وبيان أهميتهم في تكوين مؤسسة وسيطة تمنح للمجتمع نوعاً من الاستقرار والرشد والأمان من فتن الاحتراب الداخلي مع ذلك لا نلحظ لهم دوراً يذكر في تاريخنا الإسلامي المديد، وما ينسب إلى بعضهم من أعمال مباركة كان جزئياً ومحدوداً وقليل الفاعلية لأنه كان يتسم دائما بالانطلاق من روح فردية، والحجر لا يستمد صلابته وعمله إلا من اجتماعه وإلا فهو قبضة رمل!.
وإننا نعتقد أن الفكر الدعوي والإصلاحي لم يحدث فيه تقدم كبير في هذا الصعيد – إلا إذا استثنينا أعمال البر والخدمات الاجتماعية – فما زالت هموم الجماعة مقدّمة على هموم المجتمع الكبير، وما زال التفكير في انعكاسات الاقتصاد على التربية والسلوك الاجتماعي – مثلا – وأثر البيئة في التفكير والمعتقد، ومدى أثر الرضا الاجتماعي في فاعلية الافراد، ومدى انتشار الأمية في الالتزام، ما زال الاهتمام بكل ذلك هامشياً في المحيط الدعوي، وآية ذلك الدراسات والبحوث التي قام بها الدعاة في هذه المسائل الحيوية، فعلى حين لا نجد من البحوث فيها إلا الآحاد الأفذاذ تجد مئات الرسائل المتعلقة بالصوم أو الصلاة أو الحج، مما يتصل بعبادات المسلم وسلوكه الفردي.
وآية أخرى على الضمور التفكير الجماعي لدينا أن الدراسات التي تتناول أبنية المجتمعات الإسلامية التاريخية ومشكلاتها وأطوارها أيضاً محدودة أو معدومة، وما هو متوفر لدينا عنها عبارة عن نتف لا ينظمها ناظم فضلا عن افتقارها للتوثيق، وأدى هذا كله إلى أن تكون خبرتنا بالحركة الاجتماعية التاريخية ضعيفة، وجعل أحكامنا عليها مبتَسرة أو متعسفة.
بل إن مما يدهش حقاً أن يكون هناك نوع من القطيعة بين الدعاة وبين العلوم الاجتماعية، فقد يقضي الواحد منا عمرا مديدا في الدعوة دون أن يقرأ كتاباً واحداً في الاجتماع بحجة أن هذه العلوم غربية، ولا تخلو من دخل، مع أن سنن الله – تبارك وتعالى – في الاجتماع كسننه في الفيزياء والفلك، يجدها من يبحث عنها، ولا نستطيع أن نزعم أننا أكثر من القوم جدية في البحث عنها. وهذا كله مع أن عمل الدعوة كله عبارة عن تغيير المجتمع وتوجيهه الوجهة النافعة.
إن علينا أن نعلم جيداً أن الفرد – أياً كان مستواه – لا يستطيع أن يتجاوز كثيرا السقف الذي يحدده مجتمعه، وأن الكل يساوي الجزء، وأن الجزء يساوي الكل، وأن التركيز على إصلاح الأفراد دون الاهتمام بإصلاح المناخ لن يأتي بكبير فائدة.

من هناك
05-15-2008, 01:53 PM
بارك الله بك اخي عزام.
كلما اقرأ منقولاتك اعزم على العودة لقراءة مالك بن نبي والكواكبي في طبائع الإستبداد ولكني انسى دوماً :)

إن مالك بن نبي تقدم على كتاب ومفكري عصره بكثير بأن اعلن انه لا حل لكل المشاكل التي عندنا إلا بثورة فكرية تغير مفاهيم الناس في الجذور

كما ان الكواكبي في طبائع الإستبداد وضع قانوناً بسيطاً جداً للتغيير:
* الأمة التي لا تحس بآلام الإستبداد لا يحق لها بالحرية
* لا يمكن مواجهة الإستبداد بالشدة بل باللين والحيلة حتى تتقوى عليه المعارضة
* لا يمكن البدء بمواجهة الإستبداد بدون الإعداد لما بعده

عزام
05-15-2008, 02:13 PM
* الأمة التي لا تحس بآلام الإستبداد لا يحق لها بالحرية

مبادىء جميلة فعلا
قرأت لكاتب مصري ما هو اخطر من هذا الكلام
وهو ان الأمة هي تصنع احيانا الطغاة عير تخاذلها.
عزام

عملية صناعة الطاغية أجملها القرآن الكريم في قوله تعالى" أستخف قومه فأطاعوه " ..استخفاف من جانب الديكتاتور / آكل لحم البشر ، وخضوع في الجانب الآخر من الشعوب المحكومة ..حينما جمع فرعون الشعب المصري في يوم الزينة وحدث ما نعرفه من سجود السحرة واعترافهم بمصدر المعجزة وإيمانهم برب هارون وموسى فاشتعل غضب فرعون وكان تفسيره الوحيد لما يحدث هو نظرية المؤامرة ( إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها ) ، ونفذ أمره القاسي بصلب السحرة بعد تقطيع أيديهم وأرجلهم ..حينما حدث ذلك كله كان رد فعل الشعب المصري هو الخضوع رغم أن الخوف لم يكن مبررا للصمت والتواطؤ فلا ريب أن حجرا واحدا يلقيه كل واحد منهم على جند فرعون كان كفيلا بهزيمتهم والقضاء عليهم .الظاهر أنهم وجدوا لذة خفية في الاستسلام لفرعون تماثل تلك التي استشعرها الذبيح ..والدليل أن بني إسرائيل أنفسهم تمردوا على المن والسلوى وطلبوا بأنفسهم طعام المستضعفين..وطلبوا كذلك إلها يعبدونه كما يفعل السادة .
..........................
والحقيقة أنه لطالما أثار حيرتي استسلام هامات مصر العالية للحكم العسكري المطلق بعد 23 يوليو ولبسهم "الطرح "طواعية رغم أنه منذ زمن ليس ببعيد هدد العقاد مثلا في البرلمان بسحق أكبر رأس في البلد تعبث بالدستور ..
عملية صناعة الديكتاتور بدأت في نفس ليلة الانقلاب 23 يوليو حينما عرض رئيس الوزراء استقالة حكومته فوافق عبد الناصر على الفور كما حكي لنا هيكل رغم أن مثل هذه الفكرة لم تكن تخطر ببالهم أصلا وكان كل هدفهم من الحركة هو إصلاح الأوضاع الداخلية في الجيش..ولكنهم وجودا خضوعا لم يكونوا يتوقعوه أو حتى يطلبوه فتحول الضابط الثائر لديكتاتور في الحال .
لذلك لم يكن غريبا أن يعرض عبد الناصر بعدها إلغاء الرقابة على الصحف فيرفض الصحفيون عن بكره أبيهم كما قال أنيس منصور " خليها يا ريس " لأن الحرية بدت لهم وقتها ضياعا غير مأمون الجانب..ووصل الحال إلى أن يكون من ضمن مقررات المرحلة الابتدائية وقتها تلك الجملة الفريدة " خلق الله لنا العينين لنرى بها جمال عبد الناصر وخلق لنا الأذنين لنسمع خطب الزعيم " حتى تطوع رجل شريف بالذهاب إلى مكتب هيكل في الأهرام ليسأله هل حقا يقبل عبد الناصر بهذا؟ ، وفي الصباح التالي جاء الأمر برفع تلك الجمل .

عبد الله بوراي
05-15-2008, 02:16 PM
بارك الله بك اخي عزام.
كلما اقرأ منقولاتك اعزم على العودة لقراءة مالك بن نبي والكواكبي في طبائع الإستبداد ولكني انسى دوماً :)

إن مالك بن نبي تقدم على كتاب ومفكري عصره بكثير بأن اعلن انه لا حل لكل المشاكل التي عندنا إلا بثورة فكرية تغير مفاهيم الناس في الجذور

كما ان الكواكبي في طبائع الإستبداد وضع قانوناً بسيطاً جداً للتغيير:
* الأمة التي لا تحس بآلام الإستبداد لا يحق لها بالحرية
* لا يمكن مواجهة الإستبداد بالشدة بل باللين والحيلة حتى تتقوى عليه المعارضة
* لا يمكن البدء بمواجهة الإستبداد بدون الإعداد لما بعده

معذرة.......
هل إسم الكتاب " الأمير " أم " طبائع الإستبداد" ..........؟
أنا عندى الفكر ملخبط شوية
عبد الله

من هناك
05-15-2008, 02:22 PM
الكواكبي كتب "طبائع الإستبداد"
ميكافيللي كتب "الأمير"

من هناك
05-15-2008, 02:24 PM
لذلك لم يكن غريبا أن يعرض عبد الناصر بعدها إلغاء الرقابة على الصحف فيرفض الصحفيون عن بكره أبيهم كما قال أنيس منصور " خليها يا ريس " لأن الحرية بدت لهم وقتها ضياعا غير مأمون الجانب..ووصل الحال إلى أن يكون من ضمن مقررات المرحلة الابتدائية وقتها تلك الجملة الفريدة " خلق الله لنا العينين لنرى بها جمال عبد الناصر وخلق لنا الأذنين لنسمع خطب الزعيم " حتى تطوع رجل شريف بالذهاب إلى مكتب هيكل في الأهرام ليسأله هل حقا يقبل عبد الناصر بهذا؟ ، وفي الصباح التالي جاء الأمر برفع تلك الجمل .
لا تستغرب هذا لأنهم كانوا يعرفون ان هذه الحرية غير حقيقية ولا يمكن ابداً لعسكري ان يفتح الباب للأحرار ولذلك فلعل انيس منصور فضل ان يحقن دماء الصحفيين في البلد

بالنسبة لسبب خلق الله للعيون وللأسماع، اظن ان هناك ما هو افظع لأن هناك من جعل من الديكتاتور ملائكة تمشي على الأرض

عبد الله بوراي
05-15-2008, 02:44 PM
الكواكبي كتب "طبائع الإستبداد"
ميكافيللي كتب "الأمير"

ماشاء الله
ماشاءالله

والله يازول ما كنت خابر

فقد تولد عندى إحساس باِن هناك وشيجة ما تربط بينهما ( طبعا ً أتحدث عن المطويات ).

فهل هذا الإحساس فى محلهِ
أم أنها ضربة شمس صحراوية ..............؟

عبد الله