من هناك
05-13-2008, 02:40 AM
إســلام واحــد
حسين مرشد دندش(•)
"يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تأويلا"(1).
كثر الحديث عن المسلمين السنة والمسلمين الشيعة في ايامنا هذه، فتوهّم فريق حيناً وأساء الفهم فريق ثان، حينا آخر، بأن الاسلام اسلامان، وان ثمة خوفاً من اقتتال مذهبي في العراق وخارجه بين الفئتين المسلمتين، اذا انسحب المحتلون الاميركيون عائدين الى بلادهم.
هدفي ان اذكر المسلمين واللبنانيين، اذا كانت تنفع الذكرى، بحقائق عدة منها:
1 – ان علي بن ابي طالب (ع) هو المسلم السني الاول من بين الرجال، وقد سبقته خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) زوج الرسول (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ) في اتباع السنّة الشريفة.
2 – ويأتي بعدهما ابو بكر الصديق (رضي الله عنه).
3 – من هنا، لا بد من مقاربة لفهم معنى السنّة لغوياً، وبحث عن معناها وتتبعه في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي الشريف.
سنة الله: احكامه، وأمره، ونهيه.
وسنها الله للناس: بيّنها. وسنّ الله سنة اي بيّن طريقاً قويماً(2).
قال الله تعالى: "سنة الله في الذين خلوا من قبل "(3).
والسنة: السيرة، حسنة كانت او قبيحة، وفي التنزيل العزيز: "وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم الا ان تأتيهم سنة الاولين"(4) وفي الحديث النبوي الشريف: "من سن سنة حسنة فله اجرها وأجر من عمل بها". وقد تكرر في الحديث ذكر السنة وما تصرف منها، والاصل فيه الطريقة، والسيرة، واذا اطلقت في الشرع فانما يراد بها ما امره به النبي (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم )، ونهى، وندب اليه قولا وفعلا، مما لم ينطق به الكتاب العزيز، ولهذا يقال في ادلة الشرع: الكتاب والسنة: اي القرآن والحديث.
وقد اجمع المحدِّثون والمؤرخون المسلمون وغير المسلمين على ان النبي، محمد (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم )، قد كفل علي بن ابي طالب، ورباه في كنفه، ورعايته المادية والروحية، ردا لجميل عمه ابي طالب الذي سبق ان كفله بعد موت ابيه، عبدالله، وجده عبد المطلب.
هل من شك بعد هذه الحقائق الراسخة في ان عليّا قد نهل معرفته وفقهه، واصول دينه من معين القرآن الكريم ومن الرسول والحديث النبوي الشريف والسنة النبوية التي شعت انوارها على جميع الصحابة الكرام، والمسلمين والتابعين الى يوم الدين. الا نستطيع ان نعتبر علي بن ابي طالب (ع)، المسلم السني الاول بعد ارتكازنا على حقيقة رعاية الرسول (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ) له وتعليمه مكارم الاخلاق التي بعث محمد (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ) من اجل اتمامها، ونشرها؟
كيف نصدق دعايات الاعداء وهم الذين يرتكبون ما يرتكبونه وعملاءهم في العراق وفي غيره، من قتل وتدمير، للمقدسات المسيحية والاسلامية، مباشرة واحيانا مداورة وبأيدي من يحملون الهوية العربية؟ اليس الاعداء من يغذون النعرات الطائفية والمذهبية ليسهل بقاؤهم في فلسطين والعراق وافغانستان وسوريا ولبنان وغيرها؟ أيغيب عن بالنا ان الخلفاء الراشدين كانوا ابناء عمومة ومن قبيلة قريش، وان الخلفاء جميعهم، الامويين والعباسيين من بعد كانوا قرشيين، ألم يكن الانقسام الاسلامي من اجل خلافة الرسول؟ الا نستطيع ان نعتبر المسلمين الذين يؤيدون عليّا في الخلافة، مسلمين سنيّين وفق المعاني القرآنية ووفق احاديث الرسول صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وسنته الشريفة؟ اليس من واجبنا كوننا مسيحيين ومسلمين ان نترك امر من يستحق، دخول الجنة او النار الى الله عزّ وجلّ، وهو الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور؟ أنسمّي انفسنا مؤمنين، ومهد المسيح ومسرى محمد (عليهما السلام)، مهددان بالجرف والتهديم والزوال؟ ألم يقل المسيح: لا تعبدوا ربين الله والمال؟ الم يقل الله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
(•) الدكتور حسين مرشد دندش – باحث لغوي وديني – يحمل دكتوراه دولة في اللغة العربية وآدابها، موضوعها مقارنة الاديان والاسلاميات من الجامعة اللبنانية.
(1) سورة النساء 4/59.
(2) لسان العرب، لابن منظور، مجلد 13، ن، هـ، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2003م –
1424 هـ
(3) سورة الاحزاب 33/62 نصب سنة الله على إرادة الفعل أي سن الله ذلك.
(4) سورة الكهف 18/55.
اللغة والتفسيرات والفقه كان مسندها "لسان العرب": لابن منظور الانصاري الافريقي المصري المتوفى سنة 711 هـ حققه وعلق عليه – عامر احمد حيدر – راجعه: عبد المنعم خليل ابرهيم، مجلد 13 ن، هـ، دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان، ط، 2003م، 1424 هـ.
حسين مرشد دندش(•)
"يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تأويلا"(1).
كثر الحديث عن المسلمين السنة والمسلمين الشيعة في ايامنا هذه، فتوهّم فريق حيناً وأساء الفهم فريق ثان، حينا آخر، بأن الاسلام اسلامان، وان ثمة خوفاً من اقتتال مذهبي في العراق وخارجه بين الفئتين المسلمتين، اذا انسحب المحتلون الاميركيون عائدين الى بلادهم.
هدفي ان اذكر المسلمين واللبنانيين، اذا كانت تنفع الذكرى، بحقائق عدة منها:
1 – ان علي بن ابي طالب (ع) هو المسلم السني الاول من بين الرجال، وقد سبقته خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) زوج الرسول (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ) في اتباع السنّة الشريفة.
2 – ويأتي بعدهما ابو بكر الصديق (رضي الله عنه).
3 – من هنا، لا بد من مقاربة لفهم معنى السنّة لغوياً، وبحث عن معناها وتتبعه في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي الشريف.
سنة الله: احكامه، وأمره، ونهيه.
وسنها الله للناس: بيّنها. وسنّ الله سنة اي بيّن طريقاً قويماً(2).
قال الله تعالى: "سنة الله في الذين خلوا من قبل "(3).
والسنة: السيرة، حسنة كانت او قبيحة، وفي التنزيل العزيز: "وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم الا ان تأتيهم سنة الاولين"(4) وفي الحديث النبوي الشريف: "من سن سنة حسنة فله اجرها وأجر من عمل بها". وقد تكرر في الحديث ذكر السنة وما تصرف منها، والاصل فيه الطريقة، والسيرة، واذا اطلقت في الشرع فانما يراد بها ما امره به النبي (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم )، ونهى، وندب اليه قولا وفعلا، مما لم ينطق به الكتاب العزيز، ولهذا يقال في ادلة الشرع: الكتاب والسنة: اي القرآن والحديث.
وقد اجمع المحدِّثون والمؤرخون المسلمون وغير المسلمين على ان النبي، محمد (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم )، قد كفل علي بن ابي طالب، ورباه في كنفه، ورعايته المادية والروحية، ردا لجميل عمه ابي طالب الذي سبق ان كفله بعد موت ابيه، عبدالله، وجده عبد المطلب.
هل من شك بعد هذه الحقائق الراسخة في ان عليّا قد نهل معرفته وفقهه، واصول دينه من معين القرآن الكريم ومن الرسول والحديث النبوي الشريف والسنة النبوية التي شعت انوارها على جميع الصحابة الكرام، والمسلمين والتابعين الى يوم الدين. الا نستطيع ان نعتبر علي بن ابي طالب (ع)، المسلم السني الاول بعد ارتكازنا على حقيقة رعاية الرسول (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ) له وتعليمه مكارم الاخلاق التي بعث محمد (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ) من اجل اتمامها، ونشرها؟
كيف نصدق دعايات الاعداء وهم الذين يرتكبون ما يرتكبونه وعملاءهم في العراق وفي غيره، من قتل وتدمير، للمقدسات المسيحية والاسلامية، مباشرة واحيانا مداورة وبأيدي من يحملون الهوية العربية؟ اليس الاعداء من يغذون النعرات الطائفية والمذهبية ليسهل بقاؤهم في فلسطين والعراق وافغانستان وسوريا ولبنان وغيرها؟ أيغيب عن بالنا ان الخلفاء الراشدين كانوا ابناء عمومة ومن قبيلة قريش، وان الخلفاء جميعهم، الامويين والعباسيين من بعد كانوا قرشيين، ألم يكن الانقسام الاسلامي من اجل خلافة الرسول؟ الا نستطيع ان نعتبر المسلمين الذين يؤيدون عليّا في الخلافة، مسلمين سنيّين وفق المعاني القرآنية ووفق احاديث الرسول صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وسنته الشريفة؟ اليس من واجبنا كوننا مسيحيين ومسلمين ان نترك امر من يستحق، دخول الجنة او النار الى الله عزّ وجلّ، وهو الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور؟ أنسمّي انفسنا مؤمنين، ومهد المسيح ومسرى محمد (عليهما السلام)، مهددان بالجرف والتهديم والزوال؟ ألم يقل المسيح: لا تعبدوا ربين الله والمال؟ الم يقل الله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
(•) الدكتور حسين مرشد دندش – باحث لغوي وديني – يحمل دكتوراه دولة في اللغة العربية وآدابها، موضوعها مقارنة الاديان والاسلاميات من الجامعة اللبنانية.
(1) سورة النساء 4/59.
(2) لسان العرب، لابن منظور، مجلد 13، ن، هـ، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2003م –
1424 هـ
(3) سورة الاحزاب 33/62 نصب سنة الله على إرادة الفعل أي سن الله ذلك.
(4) سورة الكهف 18/55.
اللغة والتفسيرات والفقه كان مسندها "لسان العرب": لابن منظور الانصاري الافريقي المصري المتوفى سنة 711 هـ حققه وعلق عليه – عامر احمد حيدر – راجعه: عبد المنعم خليل ابرهيم، مجلد 13 ن، هـ، دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان، ط، 2003م، 1424 هـ.