تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحل ··· أن نكون مسلمين



من هناك
05-13-2008, 02:35 AM
الحل ··· أن نكون مسلمين

انظر حولي وأتأمل في الأحداث التي تدور في شوارعنا ومدننا وقرانا·· فلا أجد إلا الخراب والتدمير والفتنة·· انظر الى وجوه الأمهات واستمع الى صراخ الآباء وأتمزق من بكاء الأطفال فلا أستطيع إلا الدعاء··
نعم·· فنحن اليوم أكثر ما نحتاج الى الدعاء والى اللجوء الصادق الى الله تعالى لعله سبحانه يفرج الهم عنا·
ونحن بأشد الحاجة الى تدبر معاني الآيات القرآنية فلقد اعتبر الله سبحانه قتل النفس جريمة كبرى ولذلك يقول ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً} ولنتمعن في هذه الآية جيداً فهي لم تتحدث عن مذهب أو دين أو قومية بل تتحدث عن النفس البشرية أياً كان لونها وانتمائها العرقي والطائفي، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال المعنى قتل نفساً واحدة وانتهك حرمتها فهو مثل من قتل الناس جميعاً، ومن ترك قتل النفس الواحدة وصان حرمتها مخافة من الله فهو كمن أحيا الناس جميعاً·
إن النفس التي يتحدث عنها الله تعالى في القرآن الكريم هي النفس الإنسانية التي لها حرمة أياً كانت انتماءاتها أوعقيدتها ·
وهذا ما أكده سيدنا علي كرم الله وجهه حين قال:
الناس صنفان: اما نظير لك في الخلق أو اخو لك في الدين فهنا ينظر الإسلام الى أسباب الالتقاء بالآخرين لا الى أسباب الافتراق معهم· فهي إن لم يكن مسلماً يشترك معك في العقيدة فهو انسان يشترك معك في الصفة الإنسانية·
والإنسان بمجمله مخلوق يستحق الاحترام أياً كان·


إذن·· ما يحدث في لبنان غير مقبول انسانياً ولا اسلامياً ولا أخلاقياً·


وإن كان الله تعالى قد أمرنا بالحسنى مع أعدائنا فكيف باخواننا الذين هم أبناء جلدتنا وأوطاننا·
ألم يأمرنا سبحانه بالاصلاح··؟!
ألم يأمرنا بالوحدة··؟!
ألم يأمرنا بأن نكون صفاً واحداً··؟
ألم يأمرنا بالأخوة··؟!
إذن ·· أين كل هذا فيما يحدث وحدث وسيحدث في بلادنا··؟!


إن من يتأمل في كتاب الله تعالى يجد قوله: يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين} فقوله تعالى: فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم أي واتقوا الله في أموركم وأصلحوا فيما بينكم ولا تظالموا ولا تخاصموا ولا تشاجروا، فما أتاكم الله من الهدى والعلم خير مما تختصمون بسببه وأطيعوا الله ورسوله أي في قسمه بينكم على ما أراده الله فإنه إنما يقسمه كما أمره الله من العدل والإنصاف}·


ومن يتدبر أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام يجد قوله: <ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟



قالوا بلى يا رسول الله قال: إصلاح ذات البين قال: وفساد ذات البين هي الحالقة> ولهذا قيل: ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله أي مخلصاً الى ذلك محتسباً ثواب ذلك عند الله عز وجل: فسوف نؤتيه أجراً عظيماً أي ثواباً جزيلاً كثيراً واسعاً·


إذن·· وبكل صراحة نقول··
لا حل ولا انفراج للأزمة ولا نهاية للأموات إلا بتأكيد العمل بالأسلام في ما بيننا·
لا حل إلا بالأخوة الاسلامية··
ولا حل إلا بتحقيق كتاب الله بيننا··
الحل وبكل صراحة وبكل بساطة··
أن نكون مسلمين·· مسلمين·· مسلمين··
اللهم وحد صفوفنا·· وألف بين قلوبنا··
اللهم اجعلنا جسداً واحداً··
اللهم حقق فينا الأخوة الإسلامية··
وابعدنا عن الفتن ما ظهر منها وما بطن·· الشيخ بهاء الدين سلام