تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مغزى الانقلاب الايرانى فى لبنان ـ ممدوح إسماعيل



صلاح الدين يوسف
05-12-2008, 09:58 PM
مغزى الانقلاب الايرانى فى لبنان ـ ممدوح إسماعيل

ممدوح إسماعيل : بتاريخ 12 - 5 - 2008 فى الاسبوع الاول من مايو 2008 وفى تطور كان متوقعا استغل حزب ايران فى لبنان حالة حراك تمثلت فى اضراب شعبى من اجل الغلاء والاجور ثم اكتشاف شبكة اتصالات تعمل لحساب حزب ايران فى مطار بيروت فقام بالتفاف عسكرى بنزول ميليشياته العسكرية الى شوارع بيروت فى خطة معدة مسبقا وتوجهت مليشيات حزب ايران الى المناطق السنية فى بيروت ليصطدم بمحموعات تابعة لتيار المستقبل المحسوب على السنة وهو ما كان متوقعا وسقط قتلى وجرحى من السنة منهم اطفال ونساء ودمرت مبانى فى خطة مرسومة
و توغل مليشيات حزب ايران فى المناطق السنية نتيجة كانت متوقعة لفارق الخبرة القتالية والتدريب
هذه المقدمة هى العنوان الذى سيطر على الاخبار فى العالم العربى بل والعالم كله ولنا معها وقفات هامة نتبين فيها المغزى والمراد والاهداف
اولا بداية نقف مع سؤال هام الا وهو ما علاقة حزب الله بايران؟.. فمن المعلوم أن ارتباط الشيعة فى كل مكان بايران وحزب الله قد نشأ بارادة ومعرفة ايران وسلطة القرار الايرانى عليه نافذة وهى التى تحركه.
فى كتاب حزب الله لنعيم قاسم نائب الامين العام للحزب فى الصفحة 72 ذكر الاتى:" ان الولى الفقيه هو الذى يملك قرار الحرب والسلم وولاية الفقيه من افكار الخومينىثم يذكر فى صفحة 75 ان لاعلاقة بموطن الولى الفقيه بسلطته النافذة على الشيعة فى كل انحاء العالم ويستطرد فيقول فى ذات الصفحة فالامام الخومينى كان يدير الدولة ويحدد التكليف السياسى لعامة المسلمين الشيعة فى البلدان المختلفة\ومن المعلوم انه بعد وفاة الخومينى استلم مرشد الثورة الايرانية الان على خامنائى ولاية الفقيه وهو الذى عين حسن نصر الله وكيلا شرعيا له ليقبض الخمس ويتصرف فى مصالح الشيعة فى لبنان طبقا لاوامر الولى الفقيه خامنائى ليتضح لنا ان قرار الحرب فى لبنان اتخذ من طهران او من قم كلاهما واحد وليس من بيروت
2- فى 5سبتمبر 2006 نشر مقال لعلى نورى زاده فى صحيفة الشرق الاوسط تضمن اعتراف محتشمى وزير الداخلية الايرانى بتدريب حزب الله فى ايران ومشاركتهم فى الحرب العراقية الايرانية ومشاركتهم القوات الايرانية قمع ثورة الاحواز العرب السنة عام 99
3-فى تصريح صحفى فى مدينة بعلبك اللبنانية فى 27يناير 2007 اذاعته قناة الجزيرة قال الأمين العام الأسبق لـ "حزب الله" اللبناني "صبحي الطفيلي": إن الأمين العام الحالي للحزب الشيعي يعمل على تنفيذ الأوامر التي يتلقاها من "المرشد الأعلى للثورة الإسلامية" في إيران "علي خامئني" بـ "الحرف الواحد".

وقال: إن "نصر الله" يعمل على تنفيذ أجندة "خامئني" في لبنان تمامًا، ولا يحيد عنها قيد أنملة، مثلما يفعل الأمر ذاته "عبد العزيز الحكيم" رئيس "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.
مما قدمنا من اقوال الشيعة انفسهم وليس من قولنا يتضح بلاشك ان قرار تحرك ميلشيات حزب ايران فى لبنان لضرب السنة والاستيلاء على بيروت هو قرار ايرانى صدر من طهران
ثانيا: لبنان تتميز بواقع متناقض ومعقد فى تركيبته الطائفية والسياسية وهى تركيبة متعمدة من قبل الاستعمار سابقا لكن الواقع الحالى يشهد تواجد لقوى لها الكلمة العليا على الوضع الداخلى والقرار السياسى فى لبنان وهذه القوى هى فرنسا المستعمر السابق والحليف الاسترتيجى والتاريخى للمارون فى لبنان ثم الولايات المتحدة الامريكية التى انتزعت كثيرا من قوة الدور الفرنسى فى لبنان وفرضت قرارها على التيار العلمانى من السنة وهو ماسمى بتيار المستقبل <تيار الحريرى > ومعهم الدروز وطائفة كبيرة من المارون والنصارى <ولايفوتنا الاشارة الى ان اهل السنة المخلصين طائفة منهم متفرقة وأخرى مغيببة ومضطهدة تماما ويتفق على حربهم ومعاداتهم الجميع مارون -شيعة -دروز- سنة علمانيين> والقوة الثالثة هى ايران كما اسلفنا وهى متمثلة فى حزب الله الشيعى الرافضى ومع تنامى الدور الشيعى فى المنطقة على اثر صفقاته مع الولايات المتحدة الامريكية فى احتلال افغانستان والعراق اصبحت المنطقة العربية كرقعة شطرنج كبيرة عليها لاعبان هما ايران والولايات المتحدة الامريكية اما لبنان فهى رقعة شطرنج صغيرة منها تنطلق كل الالعاب الاستراتيجية فى المنطقة
ثالثا ماذا تريد ايران من لبنان؟!
ان لبنان ارض خصبة للمشروع الشيعى الرافضى بعد التمكن من الاستيلاء على العراق وموالاة النظام العلوى النصيرى لايران يبقى مهما جدا التمدد فى لبنان ويلاحظ هنا ان المشروع الشيعى قديم منذ ما سمى ثورة الخومينى عام 79 فنجد ان حزب الله انشىْ من رحم حركة امل الشيعية عام 82 وهذه الملاحظة نجدها فى كل التكوينات الشيعية فى العالم العربى خاصة لكن حزب ايران فى لبنان تمت رعايته ودعمه بكافة انواع الدعم ولم يكن فى لبنان مبررا بعد انتهاء الحرب الاهلية لحمل السلاج الا المقاومة فاعلن عن ان مشروع حزب ايران مشروع مقاومة ليتناغم مع محاولات الخطف الشيعى الايرانى للقضية الفلسطينية الممتدة داخل فلسطين وخارجها باللعب السياسى والاعلامى فقط
وكان مقبولا السكوت عن سلاح حزب ايران طالما انه يستخدم للمقاومة كما يعلن لكن مع سقوط بغداد بيد خونة الرافضة واستيلائهم على الحكم وقيامهم بحملة ابادة بشعة للسنة فى العراق لم ترحم شيخا او طفلا او امراة انكشف الغطاء ووضح المخطط الشيعى الطائفى الذى سارعت ايران بمحاولة تغطيته سياسيا واعلاميا بضجيج مشروعها النووى الذى فرضته كورقة قوة على طاولة المفاوضات فى كل مشاكل المنطقة لكن السؤال الاخر لماذا دفعت ايران حزبها للاستيلاء على بيروت واظهار عضلاته الان
الواقع الظاهر سياسيا يقول: ان القيادة الايرانية دفعت حزبها الشيعى فى لبنان للتحرك بهذه الطريقة لحلحلة الوضع وتوصيل رسالة للجميع وقد دفعها الى ذلك عدة نقاط 1-المحتل الامريكى بعد غرقه فى العراق راجع اوراقه بمساعدة اتباعه من العرب فوجه جزءا من اهتمامه للدور الايرانى فى العراق بعد ان تغاضى عنه سنوات 2-المشروع النووى الايرانى يمر بازمة دولية وايران رغم كل الضجيج والخدمات الايرانية للامريكان فى العراق وافغانستان لم تسطع تمرير المشروع لقوة التخوف الخليجى الذى استطاع ان يصل للبيت الابيض 3-لبنان تتواجد فيها كل القوى فى المنطقةباشكال مختلفة من ايران الى فرنسا الى امريكا الى دول الخليج ذات التاثير فى لبنان وكلها يضغط فى اتجاه انتخاب رئيس لبنان بطريقة لايوافق عليه حزب ايران ثم حدودها مع العدو الصهيونى تجعل من اى عملية عسكرية بمثابة اعلان حرب وتربك كل الحسابات فى المنطقة4- منذ شهرين حركت امريكا قطعا من اسطولها البحرى للتمركز قرب شواطى بيروت فى رسالة واضحة لايران وحزبها فى لبنان لكن الحقيقة تدفعنى الى رؤية التحرك الشيعى من منظور الواقع الحقيقى الذى يقول ان الشيعة يتحركون من اجل مشروعهم الشيعى بدون ادنى حرج لذلك كان تحركهم وقتلهم اللبنانيين علنا وهم الذين تغنوا بالمقاومة والقتال من اجل لبنان وقطع اى عدوان على اى لبنانى الان يقول كبيرهم انه سيقطع اى يد تقف امامهم ولايهم يد مسلمة لبنانية لايهم المهم هو تنفيذ المخطط الشيعى للفوز بلبنان شيعية فى الامبراطورية الشيعية الصفوية وليس مهما شكل من يتولى الحكم طالما انه سيستجيب للقرار الشيعى وقد كانت فضيحهتم فى قتل اللبنانين مدوية وهم الذين طالما نددوا بالعنف الداخلى وقتل ابناء الوطن ولكن دماء اهل السنة عندهم ارخص من دماء اليهود ومن تبعهم ومن الملفت ان خطتهم امتدت للقتل فى احياء السنة فقط ولم تمتد الى احياء المارون وهم غالبيتهم من الموالاة لتكشف عن عصبية وطائفية حاقدة ويبدو ان تجربة حماس فى السيطرة على غزة ودحر العملاء قد اغرت حزب ايران بتكرارها فى لبنان ولكن شتان فالواقع والمنطق والوضع يختلف تماما ويبقى اننى كتبت مقالا منذ سنتين وقت حرب حزب ايران مع العدو الصهيونى وتكلمت فيه عن سلاح حزب ايران وخطورته على السنة فى لبنان وتكلمت عن مخطط ايران فى ترسيخ دولة شيعية فى لبنان وكان عنوانه كلنا مع المقاومة لكن ليس باجندة حزب ايران وهاهى الايام تثبت المخطط الشيعى فى لبنان ضد السنة ولكن للاسف السنة لم يستيقظوا بعد وتيار الحريرى لايعبر مطلقا عن السنة الحقيقين وان كان الشيعة يقتلونهم لانهم سنة فقط واخيرا اقول بكل وضوح المخطط لم ينته بعد فهو فى البداية وخطواته تمضى سواء عن طريق العمل العسكرى او نشر التشيع فكريا او اثارة القلاقل السياسية وكل هذا يمضى فى بلاد العرب السنة واظن ان الخطوة القادمة ستكون فى البحرين ولن تنتهى تحركات الشيعة ولكن للاسف الشديد الانظمة العربية المحسوبة على السنة لاحركة لها غير انها تستعين بامريكا ولاتستعين بالله ولاحول ولاقوة الا بالله
ممدوح اسماعيل محام وكاتب
[email protected]