تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أكاذيب آن لها أن تتبخر !



صلاح الدين يوسف
05-12-2008, 09:47 PM
أكاذيب آن لها أن تتبخر !

جمال سلطان : بتاريخ 12 - 5 - 2008
الحديث الفاجر عن أن حسن نصر الله هو أول قائد أعاد الاعتبار للعرب والمسلمين في وجه الغطرسة الإسرائيلية كلام مراهقين ومن أعماهم التطرف والولاء الأعمى أو الإحباط المرضي عن قراءة التاريخ وتقدير الأبطال ، إن أروع نصر حققه العرب والمسلمون منذ نشأة الكيان الغاضب في فلسطين كان ذلك الذي سطره بجسارة واقتدار رجال القوات المسلحة المصرية في العاشر من رمضان أو حرب السادس من أكتوبر الشهيرة ، تلك الملحمة البطولية التي تدرس الآن في المعاهد المتخصصة بفنون القتال ، والتي تقترب من المعجزة القتالية بعبور القناة والسيطرة على خط بارليف واستعادة الجزء المهم من سيناء ما بعد الممرات ، ليأتي بقيتها بالتفاوض كتحصيل حاصل واعتراف بالنصر الساحق الذي حقق أبطالنا في تلك الموقعة التي سطرها التاريخ بأحرف من نور ، معارك الطيران ومعارك الدبابات ومعارك المشاة ومعارك الصاعقة ومعارك سلاح المهندسين ومعارك المدفعية والمضادات الجوية ومعارك الاستطلاع ومعارك البحرية ، لوحة نضالية من أروع ما عرفه العالم في تاريخه الحديث ، نظرا للفروق الكبيرة في التجهيزات والدعم بين طرفي القتال ، ورغم ذلك قهر أبطال مصر العربية المسلمة المستحيل ولقنوا العدو الدرس الذي شرخ العقيدة القتالية لجيش العدو وأنهى أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" وهم يرون الآلاف من قادتهم وضباطهم وجنودهم أسرى بين يدي رجال مصر ، حيث تعتبر حرب رمضان هي نقطة التحول في علو كعب القدرات القتالية لجيش العدو ، ومن ساعتها لم يربح حربا دخلها مع أي قوة مهما صغرت ، وكل بطولاته المدعاة مع المدنيين والمخيمات لا أكثر ، صحيح أن أخطاء السياسة الرسمية بعد ذلك ودخول الرئيس السادات في نفق المصالحة المظلم بأسرع مما تخيله أحد قد سرق جاذبية النصر الكبير ، إلا أن ذلك كله لا يمكنه أن يمحو من العقول والضمائر تلك الحقيقة ولا أن ينسينا الأبطال الحقيقيين والشهداء الذين كتبوا بدمائهم تلك الملحمة الفذة ، فما تحقق ورآه العالم وشاهده أصبح محفورا في ذاكرة التاريخ ، لا يتعامى عنه إلا أعمى البصر والبصيرة الذي يحاول أن يهدر مثل هذا الفتح المبين بمقارنته بمعارك "الشو" الإعلامي لحسن نصر الله وصواريخه ومناوشاته مع العدو ، وهي لا تعدو "لعب عيال" إذا قيست بملحمة العبور ، وحتى على الصعيد اللبناني نفسه ، فإن العدو الصهيوني حتى من قبل نشأة حزب الله أو تعاظم قدراته المالية والقتالية بفضل جسر الإمدادات الإيراني ، فإن العدو لم يستطع البقاء في لبنان ولا الجنوب بفضل المقاومة الدائمة التي كان يقودها خلايا صغيرة فلسطينية ولبنانية سنية وشيعية قبل أن "يطهر" حزب الله الجنوب من أي قدرات قتالية للتنظيمات المقاومة الأخرى لكيف يتفرد هو فقط "بالوجاهة" المتدثرة بالمقاومة ، لبنان ظل حرا قبل حزب الله وسيظل حرا بعد حزب الله ، وهذه الأمة ولادة بالأبطال وبالضمائر الحية والقلوب المخلصة لدينها وأوطانها ، ويكون من السخف أن يتصور "المهاويس" أن هذه البطولات قد اختصرت اختصارا بتنظيم حزب الله أو حسن نصر الله ، لقد كانت المقاومة الفلسطينية واللبنانية حية وفتية في بيروت والجنوب لسنوات قبل أن يتدخل الجيش السوري لسحقها وتصفية كل القوى السنية اللبنانية وطرد القوى الفلسطينية خارج لبنان ، لتفريغ الساحة أمام القوة الجديدة التي تم تشكيلها على مقاسات محددة وبولاءات محددة ، والطيبون الذين ناشدوا الحكومة المصرية فتح الحدود أمام المقاومة الشعبية ضد الكيان الغاصب في فلسطين للتضامن مع غزة أتحداهم أن يوجهوا الطلب نفسه إلى حسن نصر الله ، فقط لكي يترك لكتائب المقاومة ـ من غير تنظيم حزب الله ـ أن تكون لهم قواعد وتحركات مقاومة انطلاقا من الجنوب ، لم يحدث ولن يحدث ، لأن اللعبة في صلبها وجوهرها لا صلة لها بالمقاومة ولا التحرير ، وإنما بشو حربي مبهر ومحسوب أوقاته ومستوياته بدقة ، من أجل ترسيخ النفوذ الإيراني والطائفي على الأرض اللبنانية وبسط النفوذ بالرعب أو الهيمنة المباشرة على عموم لبنان .

[email protected]