تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مواكب التائبين ..وماذا بعد؟!



جنى
07-25-2003, 12:19 AM
بين الفترة و الفترة، تطالعنا الأخبار بتوبة "نجم" جديد
في دنيا الفن، ملأ الدنيا و شغل الناس حيناً من الدهر،
و جمع حوله من هالات الدنيا ما يسيل له لُعاب أكثر الخلق،
ثم هاهو يطلّق هذا كله، و ينتقل و هو في قمة عطائه
من عالم الأضواء و النجومية ، إلى رحاب الإيمان الخالص
حيث الركوع و السجود و البكاء اللذيذ بين يدي الله سبحانه ،
حيث الحياة القارّة الهانئة المطمئنة مع الله و بالله من أجل الله..
ينتقل مخلفاً وراءه عالماً مليئاً بالخيال و الأساطير و الأوهام،
بعد أن ذاق من ذلك مرارته و شقاءه و نكره ومكره ،
- و إن كان فيما يبدو للناس منغمساً في عيون النعيم،
و لكنه السراب الذي تحسبه العيون ماء رقراقاً..!!!-
هاهو الآن يفضّل أن يعيش في الظل، و قلبه منعم بأنوار الإيمان،
على أن يعيش في هالات الأضواء و هو خواء كالفقاعة..!!!
و كيف يصح أن نقول أنه الآن في الظل ،
و قد صار حيّاً بعد موات، كما قال ربنا عزوجل:

)أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا
كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
و ليس بعد كلام الله كلام!!
و كيف يصح أن نقول أنه الآن في الظل ، و قد صار حبيبا إلى الملائكة
يتقلّب في أجوائهم العطرة المباركة،
بعد أن كان يتقلّب في أوحال الشياطين..؟؟!
و من ثم فها أنت تراه يطل على الدنيا بوجه مشرق
واثق بالله سبحانه، غير مكترث لحملات سفهاء العقول،
و صغار النفوس، مستعلياً على ترهاتهم الصغيرة،
و شبهات قلوبهم المريضة، يصيح في الدنيا بملء فمه:

يا هذهِ الدنيا أصيخي و اشهدي *** أنّى بغير محمدٍ لا أقتدي
أيتها الدنيا..اسمعي وعي :
الآن فقط اتضح الطريق، و بانت المعالم، و تساقطت الأقنعة،
و أشرق الصباح.. وبدأ النور ..!!
الآن فقط زالت الغشاوة التي غلّفت القلب طويلاً، فحجبته عن الله،
الآن فقط أدركت أنني كنت دمية في أيدي الشياطين تحركها كيف تشاء...
الآن فقط أيقنت أنني كنت أسير في طريق محفوف بالأخطار،
بل أسير في متاهة معقّدة ، متجهاً في موكب إبليس
نحو العذاب و الشقاء و سخط الله سبحانه..
..الآن فقط وجدت ذاتي الحقيقية ، و تكاملت إنسانيتي ,,
ذلك لأني عرفت ربي عزوجل ، فطاب العيش في رحابه..
فإلى الحائرين الضائعين في هذا العالم ،
و إلى الواهمين الوالغين في أوحال المعصية نقول بكامل الثقة:

ألا كل شيء ما سوى الدين هباء...!!
هذا هو لسان الحال إن لم يكن لسان المقال ..

و هكذا تتوالى قوافل التائبين ، لتنظيم إلى الموكب الكبير الكريم
الموكب الذي يقود خطاه خير الخلق على الإطلاق محمد
محمد صلى الله عليه و سلم _ وهل مثل محمد أحد ؟؟_
و يحدو سير رحلته : كتاب الله عزوجل..
فيه شفاء للناس وهدى ورحمة ونور وحياة ..
و هكذا تتوالى قطرات السيل، تحفر مجراها في الطريق
لتشكّل تياراً جديداً يسري في جسم الأمة المنهكة القوى .
تيارا واضحا يقول لشبابها وشاباتها بلهجة واضحة:
اربعوا على أنفسكم ، لقد سلكنا الدرب قبلكم و تكسرت رءوسنا
نعم تكسرت على مدارج الطريق، و تجرعنا مرارة العبودية لغير الله هنا و ههنا،
و ذقنا ما تتوهمونه من حلاوة و لذة،
و تكشف لنا الأمر –بعد مرارة التجربة- أنه علقم و حنظل يمزق القلب، و يحطم الروح
و أدركنا أن السعادة الحقيقية لن تكون إلا في رحاب الله سبحانه..
فدعوا الوهم، و اتركوا السراب ، ووفروا على أنفسكم،
وأقبلوا على الله تجدون في رحابه كل ما يسرّكم من نعيم القلب
تجدون الأمن و الأمان و الاطمئنان و السكينة و السلام مع النفس،
و الحياة على كمالها من ظلال الأنس بالله و التلذذ بطاعته.

نعم.. نعم من عوالم الأضواء
–و ما أكثرها و ما أقوى بريقها و ما أشد سحرها-
ينتقل كثيرون إلى رحاب الإيمان،
حيث أنوار السماء تتلألأ في القلوب الصادقة..
في الآونة الأخيرة كثرت هذه القرارات الرائعة المشرقة ،
تعلن اصطلاح إنسان شارد مع الله سبحانه، و انخلاعه من حياته السابقة
– و إن كانت مزخرفة مبهرجة – ينخلع منها كلياً،
كما يخلع المرء ثوبه القديم ليستبدل به ثوباً جديداً ناصعاً.
و هاهو يتجلبب بثياب التقوى و الطهر و العفاف..
و ليس الأمر محصوراً في عالم الفنانين و الفنانات، و لكنه أوسع من ذلك،
فقد شملت هذه الظاهرة ميادين مختلفة في دنيا المشاهير.
فإذا هي ظاهرة واضحة ملفتة للنظر بقوة،
جدير بالإنسان العاقل أن يقف معها طويلاً، و يتأملها و يتدبر فيها،
ليخرج منها بدروس عملية كبيرة من حياته،
بل و في حياة أسرته كذلك..
إن من الدروس الكبيرة التي يمكن أن نخرج بها هي:
أن أيّ مهيّج – مهما كان بسيطاً- قد يؤدي بصاحبه إلى انقلاب كامل
في حياته كلها، فإذا هو يقرر أن يستأنف حياة جديدة مع الله سبحانه
حياة ينفض من خلالها عن روحه المكدودة ماران عليها من غبار
غبار السيئات و صدأ الغفلات و الزلات..
المهم في هذا أن على الإنسان أن يتعرض لنفحات الله قدر طاقته،
لعل نفحة ربانية تهب على قلبه فإذا هو مستنير مشرق.
و من الدروس كذلك:
أن هذه الأمة مهما تآمر عليها أعداء الله سبحانه ،
و مهما كثرت عمليات غسيل المخ لأبنائها و بناتها ..
و مهما تفنن شياطين البشر في ذلك ،
فإن أبناء هذه الدّين لا يلبثون أن يفيئوا إلى رحابه تحت أي ظرف من الظروف،
فإذا أعداء الأمس : أولياء اليوم..
و إذا بالقشرة الزائفة تنقشع ليتبدى نور الفطرة يتلألأ
يصيح بالناس- كل الناس-:

أن عودوا إلى ربكم و خالقكم و رازقكم ، و اربطوا مصيركم كله بدينه..
و تهيأوا للانتقال عن قريب إلى جنة عرضها السمارات و الأرض..!!
ألا ليت شبابنا و فتياتنا و رجالنا و نساءناأيضا ..
يقفون مع هذه الظاهرة ، و قفة جادة يحاسبون أنفسهم من خلالها،
ليعودوا هم كذلك إلى الله بصدق و رغبة و إخلاص
و شوق و حب، ففي ذلك فليتنافس المتنافسون..
و لكن العجب كل العجب، أن فريقاً من الناس
هاجوا و ماجوا و سخطوا حين علموا بتوبة أولئك النجوم
فذهبوا يشككون و يشوّهون و يطلقون ألسنتهم بكل ما يسوء..!!
أهؤلاء مؤمنون حقاً أم أن في قلوبهم مرضاً متغلغلاً
و يخشى عليهم من عواقبه..؟!.. ولكنها السنن :

( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)
( وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ)
إن حال هؤلاء كحال الذين أخبرنا الله عنهم بأنهم إذا ذُكر الله اشمأزت قلوبهم،
و إذا ذكر الذين من دونه إذا هم يفرحون و يستبشرون ..!!
المصيبة أنهم قد يظهرون للناس في ثياب الناصحين المخلصين لأوطانهم !!

فليس عندهم دين و لا نسك *** فلا تغرّك أيد تحمل السّبحا..




up up up

الإسلام هو الحل
07-25-2003, 04:50 PM
الموضوع ممتاز و جزاكم الله خيرا

هذا الموضوع بالفعل أصبح ظاهرة

و نحمد الله على ذلك

إنها عودة للإسلام

ليحكم من جديد