تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : " كشف اللثام في حقيقة إنتماء الجماعات للإسلام "



أحمد بوادي
05-11-2008, 11:16 PM
" كشف اللثام في حقيقة إنتماء الجماعات للإسلام "


http://bawady.maktoobblog.com/101508...22/?postView=1 (http://bawady.maktoobblog.com/1015080/%22_%D9%83%D8%B4%D9%81_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85_%D9%81%D9% 8A_%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9_% D9%85%D8%AA%D9%89_%D8%AA%D9%83%D9%8 8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8 %A7%D8%B9%D8%A9_%D9%85%D9%86%D8%AA% D9%85%D9%8A%D8%A9_%D9%84%D9%84%D8%A 5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85_%22/?postView=1)
بقلم : أحمد بوادي

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد :

إن التحديات التي تواجه الدين لا تقف عند اعدائه ، لأن قناعاتهم المغطاة بأقنعة التزييف مهما حاولوا اخفاءها ستبقى مشوهة بحقيقة كفرهم ، فالخطر هنا ظاهر بحقيقة الكفر الجلي الواضح .

لكن حقيقة تعديه تكمن في استعمال من كان من ابناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، أساليب المكر والخديعة التي يجهلها بعض المسلمين ، فتبقى خطرا حقيقيا يهدد المسلمين ، يلزم التحذير منه والتنبيه ، وهم يدسون السم في العسل ، فتلقى الشبهات على القلوب المريضة والتي من عادتها الإغترار بزخارف الأقوال ، فينخدعوا بسرابها وتلبد غيومها ، على أمل أن يرتوي من معينها ، وحينئذ يصعب عليهم الإستيقاظ من سباتهم الذي امتدت جذور تضليله في عقولهم وقد غرقوا في سبات نومهم العميق .

وحتى يعرف المرءالأهدى ؛ أمَّن يمشي مكبا على وجهه ، أمَّن يمشي سويا على صراط مستقيم ؟؟

عليه أن يزن الأمور ويضبطها بمقياس الشرع ، لأنه المقياس الحقيقي والصحيح الذي تضبط به الأمور وبدونه يصبح الحكم على الأشياء صحة وبطلانا أمر عسير ، بل مفقود ومعدوم ، لاختلال الضوابط في الأفهام والعقول ، وعليه ستفسد حياة الناس ومعايشهم لأن الهوى هو المتحكم بحياة الناس وصحة تصرفاتهم .

ونحن نقف أمام مسألة مهمة في حياة الناس ، وخطورتها لا تقف عند أمر من أمور الدنيا ، حتى نعرض أونغض الطرف عنها ، بل إن حقيقتها تتجاوز إلى ما وراء كل هذا لتعلقها بالمقصد العظيم وهو الشرع المبين .

متمثلة بإضافة الأشياء إلى لفظ الدين والإسلام

والمقصد من هذا الإنتساب الدلالة والتعريف بحقيقة المراد منه ومفهومه ، وأن مدلولاته تنطبق على الصفة التي نتسب إليه وتعلقها به ، ولولا ذلك لبقي حاله مجهولا ؛ يحتاج إلى تبيان ومعرفة .

فالتحري في الدقة لاختيار اللفظ أمر بالغ الأهمية ، حتى تكون دلالته واضحة على المقصود منه ، غير موهمة على معنى أخر غير مراد ليصبح أبعد ما يكون عن المآخذ والإيهام

فإن عرفنا أن هذا الإنتساب لأمر عظيم وهو الإسلام كان لزاما علينا تعظيم هذا الأمر واعطاؤه حقة بالوجه الصحيح واللائق به ، بأن تكون تلك التسمية لذلك الإنتساب خاضعة له ظاهرا وباطنا ،

لا أن نستصغره و نحط من قدره ، فنلفق له المعاني ونزخرفه بالألفاظ ، لنكسوه ثوب البهتان والزور

لاستجرار المحبين له وللمعظمين من قدره ، فإن تحصل لنا ذلك طويناه وجعلناه في الخزانة كالثياب ، ومتى احتجنا له استعنا به واستعملناه ، كويناه ولبسناه ، فلا يكون له من القدر والنصيب إلا الإسم ولباس الزور والتزييف .

إذن لا بد أن يدل اللفظ على مدلوله وأن لا يخرج عن معناه أو مسماه الذي وضع لأجله ، وأن يكون خاليا من الدخل والدخن ، حتى لا يصبح خداعا وفيه غبن ، فتعطل المعاني وتجحد الحقائق .

واستعمال الألفاظ والمسميات في غير معناها أصل من أصول أهل الباطل

قال ابن القيم رحمه الله :

" ولو أوجب تبديل الأسماء والصور تبدل الأحكاموالحقائق لفسدت الديانات وبدلت الشرائع واضمحل الإسلام ، وأي شيء نفع المشركينتسميتهم أصنامهم آلهة وليس فيها شيء من صفات الإلهية وحقيقتها ؟!! " انتهى

فانظر لمكرهم وخداعهم : قالوا عن الربا فائدة ، وعن الخمر مشروبات روحية ، وادعاؤهم الغيب تنبؤات ، ...

ولو أن شخصا كتب على محله روائح عطرية موهما الناس أنه يبيع العطور لاستجلابهم ، فلما دخلوا عليه وجدوا أنه بائع خمور وليس عطور ، بوخوه ولقالوا عنه مخداع وماكر ، أما أصحاب الهوى والشهوات فسيقبلون تلك الشعارات ويستحسنوا الأفعال .

فكيف الحال مع من رفع شعار الإسلام ومن ثم قال ننطلق من الديمقراطية والثوابت الوطنية

وكما قيل : عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :

"وتكره التسمية بكلاسم أو مصدر ، أو صفة مشبّهة مضافةٍ إلى لفظ الدين ، أو لفظ الإسلام ، فالإضافةإليهما على وجه التسمية فيها دعوى فجة تطل على الكذب ؛ ولهذا نص بعض العلماء على التحريم "

وقال رحمه الله :

قال تعالى : " {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }

" فذكر سبحانه أنهم يستعينون على مخالفة أمر الأنبياء بما يزخرفه بعضهم لبعض من القول فيغتر به الأغمار وضعفاء العقول فذكر السبب الفاعل والقابل ثم ذكر سبحانه انفعال هذه النفوس الجاهلة به بصغوها وميلها إليه ورضاها به ، لما كسي من الزخرف الذي يغر السامع ، فلما أصغت إليه ورضيته اقترفت ما تدعو إليه من الباطل قولا وعملا

وقال رحمه الله :

" وإذا رأيت مقالات أهل الباطل رأيتهم قد كسوها من العبارات وتخيروا لها من الألفاظ الرائقة ما يسرع إلى قبوله كل من ليس له بصيرة نافذة __ وأكثر الخلق كذلك __ حتى إن الفجار ليسمون أعظم أنواع الفجور بأسماء لا ينبو عنها السمع ويميل إليها الطبع فيسمون أم الخبائث : أم الأفراح ... " إنتهى

قال شيخ الإسلام رحمه الله بالفتاوى :

" ولا ريب أن هذه المحدثاتالتي أحدثها الأعاجم ، وصاروا يزيدون فيها ، فيقولون : عز الملة ، وعز الدين ،وعزالحق ، وأكثر ما يدخل في ذلك من الكذب المبين ، بحيث يكون المنعوت بذلك أحق بضدذلك الوصف ... " . انتهى

فإن كان هذا الإنكار من شيخ الإسلام رحمه الله لما يضاف للدين ولو كان من قبيل اسماء أشخاص مؤمنون خوفا أن يساء للدين أو الإسلام ، فكيف بمن يضيف لفظ الدين أو الإسلام لأفكار ومعتقدات بعيدة عن مفهوم ومدلول الإسلام .

حتى أن ابن تيمية رحمه الله ، والنووي ، وغيرهم لم يرضوا عن تلقيبهم بتلك الأوصاف بتقي الدين ومحيي الدين حتى أن صلاح الدين لقبا له وليس اسما لقب واشتهر بذلك .

فإن كان هذا في حق أهل الصلاح والخير فكيف بغيرهم من الجماعات والأحزاب وقد اتخذوا من هذه الأسماء مجرد القاب وشعارات قد أفرغوها من محتواها .

وما أجمل ماقاله فيهم محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله " إن هذه الأحزاب ! كالميزاب ، جمع الماء كدرا وفرقه هدرا ، فلا الزلال جمع ، ولا الأرض نفع " انتهى كلامه رحمه الله .

فجماعات وأحزاب هذه حالها كيف يصح نسبتها إلى الإسلام ؟؟!!! .

جماعات شعارها " الإسلام هو الحل " تنادي بالديمقراطية ، والتعددية الحزبية ، وتنطلق من الثوابت الوطنية ، والإحتكام إلى الشرعية الدولية ، وحرية الإعتقاد ، .... كيف لنا أن نسميها جماعات إسلامية ؟؟!!! .

لقد بلغ الأمر عند هؤلاء أن جعلوا مناداتهم لهذه الأشياء بحجة المصلحة العامة والسياسة الشرعية وفقه الإستضعاف مبررا لهم وعذرا في خوض غمار معركة الإنتخابات ، ومداهنة الأعداء ومحاكاة الغرب ، لكسب وده وعطفه ظنا منهم الوصول إلى حكم الإسلام بأسهل الطرق زعموا ، حتى أصبح الواحد منهم يحتال في التنصل إن وجه إليه سؤال حول اخضاع حزبه أو جماعته لحكم الإسلام ، خشية إن صرح بذلك اتهموه وقالوا عنه أصولي ومتشدد أو ارهابي مفترض ؟؟!!! .

أصبح الإسلام عارا عليهم يخشى إن افصحوا بحقيقة منهجهم اتهموا به عياذا بالله ؟!!! .

يقول الشيخ محمد شقره :" إن العمل السياسي الذي لا يخضع لمقتضى العقيدة ، ولا يلتزم بأحكامه الشريعة يجرِّئ الأوشاب التائهة على الإستكبار على الإسلام " انتهى .

وهذا والله الذي حصل حتى أصبح قادة تلك الجماعات يتحاشون الحديث عن الإسلام وأعداؤهم يتكلمون عليه وكأنه تهمة ينبغي التبرؤ منها وهم يؤكدون لهم بطريقة أو بأخرى بأننا لن نطبق أحكام الإسلام . حتى صادموا بأقوالهم وأفعالهم العقيدة وفروع الشريعة .

ومع كل المحاولات التي قام بها هؤلاء لدخول معترك السياسة مع ما جلبت لهم من انحرافات عقدية ومؤامرات تكاد لهم مع كل ما يقدمونه من تنازلات عن أحكام الدين والعقيدة وأهمها أننا سنطبق الديمقراطية فإن أراد الشعب الإسلام اخترناه مازالوا يتساقطون في المستنقعات حتى استمرؤوا الذل والهوان .

وفي ذلك يقول أيضا حفظه الله :

" وقد خيل لبعض ( المارَّة )! من المسلمين الذين رأوا زخرف العمل السياسي مرة أو مرتين أنهم قادرون على الكر والفر بالعمل السياسي ، فقالوا : جربوا ولو ( في العمر مرّة ) وجربوا فعلا ، لكن كانت التجربة أكثر من مرة وفي كل مرة لم تكن تسلم الجرة !! حتى إذا لم يبق من الجرة إلا عرواتها ، أيقنوا أنه لم يعد للتجربة مكان ، فقنعوا بالجلوس على الكراسي والمنصات ، والإمساك بالأقلام الجميلة ، وإلقاء العباءات على ظهورهم العريضة المفلطحة ، وإعفاء اللحى ( المخنجرة ) !! وتصعيد المحسوبيات والشفاعات الخاصة ، التي تحقق المنافع الشخصية " . انتهى

أقول : وياليتهم قنعوا بما فعلو ا !!!

فمن أراد معرفة صحة انتماء هذه الجماعات إلى الإسلام لا بد له من النظر إلى عقيدتها ومدى انتمائها له وتقيدها بأحكامه ، فإن وافقت أقوالها وأفعالها الكتاب والسنة حكمنا لها بصحة الإنتماء ، وإن خالفت الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة ، فلتنظر بمن شابهت وبمنهج من عملت وقامت لتلحق نفسها به غير آذنين لها بالتسلق على مباديء الإسلام .

وما الحال المزري والمشين الذي وصل إليه هؤلاء حتى سقطوا من أعين الناس إلا بسبب انحرافهم عن العقيدة وأحكام الدين والمتاجرة بهما بعد أن ابتغوا العزة من غير دين الله فأذلهم وأعمى أبصارهم .

يقول ابن القيم رحمه الله :

"من أراد علو بنيانه فعليه بتوثيق أساسه وإحكامه وشدة الإعتناء فيه فإن علو البنيان على قدر توثيق الأساس وإحكامه فالأعمال والدرجات بنيان وأساسها الإيمان ومتى كان الأساس وثيقا حمل ابنيان واعتلى عليه وإذا ما تهدم منه البنيان سهل تداركه ، وإذا كان الأساس غير وثيق لم يرتفع البنيان ولم يثبت وإذا تهدم شيء من الأساس سقط البنيان أو كاد {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ....

فاحمل بنيانك على قوة أساس الإيمان فإذا تشعث من أعالي البناء وسطحه كان تداركه أسهل عليك من خراب الأساس ، وهذا يكون بصحة المعرفة بالله وأمره والثاني تجريد الإنقياد لله ولرسوله " انتهى .

ومن أحسن البدء في أمره أصاب نجحا في دبره

وشبهة القوم اعتذارا لهؤلاء أنهم يقاتلون اليهود وأنهم مجاهدون ؟؟!!! .

لكن هل يكفي عداؤهم وقتالهم لليهود مع انحرافهم عن العقيدة وأحكام الدين استحقاق جماعتهم للقب الإسلام مع مخالفتها الصريحة لأحكام شرائعه

وهل علم الجهاد ورايته تقام بغير القرآن والسنة ؟؟!!! .


ومن تلك الشبهات التي يتغنى بها هؤلاء أصحاب الذوق الفاسد ، العاطفة الجياشة عندما تصبح تلك العاطفة هي الغالبة في الحكم على الأقوال والأفعال ، ويصبح لواء الولاء والبراء معقودا عليها

إن البعض قد جعل من عواطفه مصدرا شرعيا للحكم على مسائل الدين ، لذلك وجدنا من أصبح يدافع وينافح حتى عن حزب الشيطان المسمى زورا وبهتانا حزب الله .

وإذا أردت أن تبين لهم الحقيقة وخطورة هؤلاء قالوا لك إنهم يقاتلون اليهود أعداء الدين ، وقد نسي المسكين قتال هؤلاء وكيدهم للسنة وأهلها ونسي سبهم وقذفهم لأم المؤمنين ونسي ، ونسي ...

ولا يتوقف الأمر عند هؤلاء بل ينسحب على كل من شابههم أو تناغم معهم وهم لا يردون يد لامس كحزب الإخوان وحماس وحزب العدالة وما شابههم من كل تلك الجماعات التي لم تتخذ من القرآن والسنة منهجا لها وكان الإسلام لديها مجرد شعارات ، وقد رضيت بمنهج الديمقراطية والثوابت الوطنية والإحتكام إلى الشرعية الدولية .

فجماعات وأحزاب هذه حالها هل يصح نسبتها إلى الإسلام ؟؟!!! .

فهؤلاء كلهم حقيق أن يتلى عليهم " {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ }

من أراد استحقاق لقب الإسلام من جماعات وأحزاب كان لزاما عليه أن يتخذ القرآن والسنة أقوالا وأفعالا يسير بها في نهج حياته وحينئذ يسلم له .