تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحداث لبنان ... قراءة مغرقة في استقلاليتها



مقاوم
05-10-2008, 01:30 PM
أحداث لبنان ... قراءة مغرقة في استقلاليتها
أحمد عبد الجبار- بيروت



http://qawim.net/images/stories/C1-N1.jpg

http://qawim.net/exq.gif لا شك أن ما جرى ويجري في لبنان على فداحته وأسفنا له لا يشكل مصدر استغراب عندنا ولا عند المتابع للأحداث عن كثب منذ مقتل الرئيس الحريري وإلى اللحظة الراهنة.

الاحتقان السياسي والأمني والاقتصادي السائد في البلاد كان ينذر بلحظة انفجار تدخل البلاد والعباد في نفق مظلم وتخلط الأوراق من جديد في إعصار مدمر من شأنه أن يقذف بلبنان والمنطقة إلى أحضان المجهول.

في عين الإعصار طبعاً مسألة واحدة: سلاح حزب الله!
هذا السلاح الذي نسف طاولة الحوار السابقة والذي بقي نقطة عالقة في كل تسوية ومبادرة محلية وعربية. والذي كان مصدر رفض قطعي لقرارات مجلس الأمن عند البعض ورفض خجول عند البعض الآخر لكنه رفض.

أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أعلنها واضحة جلية مدوية: "اليد التي ستمتد إلى سلاح المقاومة سنقطعها" ولو كانت يد أبيه. وهذا الإعلان يصطدم في إسقاطه على أرض الواقع بالوعود المتكررة منه ومن أركان الحزب بأن هذا السلاح لن يوجه إلى الداخل أبدا ولن يسمح بتحوله إلى أداة قتل لأبناء الوطن.

أحداث الأيام الثلاثة الفائتة أسقطت هذه الوعود ومعها سقط درع الوقاية الهش الذي كان يصون هذا السلاح. ولا نبالغ إن قلنا أن السيد حسن نصر الله وحزبه مشى برجليه إلى الفخ!!

فخ وشرك نصب بإحكام واستخدم فيه محازبو تيار المستقبل كطعم ابتلعه الحزب وأمينه العام مسقطا بذلك أية شرعية لسلاحه وناسفا لوعود الماضي وفاتحا الباب على مصراعيه أمام المساومات على هذا السلاح وقد تكون اليد التي تدمره أو تسلمه – تحت الضغط طبعا- هي يد الحزب نفسه فمن سيقطعها يا ترى؟

الحزب كسب الجولة الأولى بامتياز فماذا بعد؟ الخيارات مفتوحة أمام الحكومة والقوى الإقليمية والدولية ولعل الساعات القليلة القادمة وتصريحات السنيورة المتوقعة هذا اليوم ستحدد الاتجاه الذي ستسير فيه الأمور وهناك عدة سيناريوهات محتملة:

التأجيج الطائفي:

إن أقصر الطرق وأيسرها لتحقيق حالة الفوضى العامة والقضاء على أية آمال بتسوية سياسية هي استخدام أسلوب التأجيج الطائفي الذي انزلق فيه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. وعندها سيكون أهل السنة في لبنان الخاسر الأكبر لأنهم المستهدف الأول والحلقة الأضعف إذا ما قورنوا بغيرهم من الطوائف. المفتي كان يتكلم من موقع حرقة وألم وهو يدرك تماما أن السنة الذين قال عنهم أنهم لن يسكتوا بعد اليوم لا يملكون إلا السكوت والأسباب كثيرة ليس هذا مقام بحثها.

حرب استنزاف:


http://qawim.net/images/stories/C1-N3.jpg

بعد ابتلاع الطعم والوقوع في الفخ أصبح سلاح حزب الله موضع مساومة من جهة وعرضة لحرب تستنزفه داخليا من جهة أخرى لأنه أثبت فعليا مخاوف المتربصين. فإسرائيل ذاقت حد هذا السلاح وتعرف قبل غيرها خطورته ومصالح أميركا في لبنان والمنطقة رهينة هذا السلاح والمسيحيون "المحبطون" يرون في هذا السلاح أحد أسباب إحباطهم ولم ينجح كل هؤلاء في جعل هذا السلاح ورقة مساومة إلى الآن. لكن مغامرة الحزب في بيروت قلبت الموازين ومع أن الأمور تبدو في صالح الحزب الآن لأنه فرض واقعا معينا على الأرض إلا إن المراقبين يرونها خسارة له على المدى الطويل.

الأسطول السادس الأميركي يربض على بعد أميال قليلة من الشواطئ اللبنانية بحسب مصادر إسرائيلية غير رسمية وقوات اليونيفيل أعلنت الاستنفار العام وقد تم رصد تحرك لهذه القوات بالقرب من نقطة المصنع الحدودية. ومن غير المستبعد أن تقوم هذه القوات بإحكام سيطرتها على جميع المعابر البرية مع سوريا ومراقبة الحدود لمنع دخول أي نوع من أنواع الدعم اللوجستي للحزب ويقوم الأسطول السادس بمراقبة الحدود البحرية مع إمكانية التدخل المباشر بتوجيه ضربات قاسية من البحر والجو وإعادة خلط الأوراق من جديد ويخلق وضعا ميدانيا يختلف جذريا عما نراه اليوم. هم على الأقل سيحاولون ذلك.

إن التقارير التي تحدثت عن فرار قيادات تيار المستقبل الميدانية وعدم توزيع الأسلحة على العناصر التي كان يفترض بها الوقوف في وجه المعارضة وصدها وغياب أي تحرك بهذا الاتجاه لأركان قوى الرابع عشر من آذار وعلى رأسها وليد جنبلاط وميليشيا الحزب التقدمي الاشتراكي ليوحي بان الهدف هو مزيد من الاستدراج لحزب الله وحلفائه.

التسوية السياسية:

من المرجح أن يدعو السنيورة في خطابه اليوم إلى العودة إلى الحوار كأساس وحيد للخروج من الأزمة والمسارعة إلى انتخاب رئيس للجمهورية لأن البدائل أصبحت شبه معدومة خلا الحرب والدمار والفوضى.

لكن المشكلة الكبيرة والعقبة الكأداء في وجه مثل هذا الخيار هو أن اللبنانيين قد أثبتوا في كل مرة أنهم لا يحسنون الحوار ولا يتقنون إلا الخلاف والتشكيك في نوايا الخصم فهل تشكل يا ترى لجنة رباعية أو خماسية لرعاية مثل هذا الحوار وفرض ضوابطه وإرغام الأطراف على بعض التنازلات وصولا إلى حد أدنى من أرضية مشتركة تفتح المجال أمام التنفيص والحلحلة؟

الوضع الآن منفتح على جميع هذه الخيارات فهل تغلّب القيادات السياسية في لبنان الحكمة ولغة الحوار أم أنها ستقع مرة أخرى فريسة العنتريات ولغة السلاح وحرب الشوارع؟ سؤال سيأتينا جوابه خلال الأيام القليلة المقبلة أو حتى السويعات القليلة المقبلة.

http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2657&Itemid=1

شيركوه
05-10-2008, 01:47 PM
يبدو ان الجواب قد بدا يظهر

السلام عليكم

مقاوم
05-10-2008, 04:06 PM
يبدو أنهم اختاروا لغة الحوار والتنفيس ...
ما رايكم ؟

من هناك
05-10-2008, 04:14 PM
ولكن التنفيس لأي طرف؟

مقاوم
05-11-2008, 07:43 AM
ولكن التنفيس لأي طرف؟
ولو!! للطرف المنفوخ :)
لأنو في أطراف كانت منفسة من البداية :)