تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "المقاومة" عارية في لبنان !



صلاح الدين يوسف
05-10-2008, 01:48 AM
"المقاومة" عارية في لبنان !

جمال سلطان : بتاريخ 9 - 5 - 2008
يقترب لبنان من لحظة الحقيقة التي كانت تغيبها الشعارات واللافتات "والمسرحيات" التي تتحدث عن المقاومة وسلاح المقاومة وطهارة المقاومة ، وتجلت الأبعاد الطائفية والفرز الطائفي في أسوأ صوره خلال الأيام الماضية ، عندما اجتاحت قوات "المقاومة" العاصمة بيروت لكي تبسط سيطرتها وحكمها على قلب لبنان ، كان حسن نصر الله يتحدث بلغة الواثق من قدرات جيشه عندما كان يقول : "سنقطع اليد التي تمتد إلى سلاح المقاومة" ، لأنه لا يوجد في لبنان على الحقيقة جيش سوى جيشه هو ، على مدار أكثر من عشر سنوات يتم تسليحه على أعلى مستوى وتدريب مقاتليه بصورة استثنائية على يد خبراء إيرانيين ، كما أن أجهزته الأمنية كان يتم تدريبها على يد عناصر الاستخبارات السورية ، لقد بح صوتنا ونحن نؤكد على أن "استراتيجية" حزب الله ، ذات أبعاد طائفية بحتة ، وما حكاية المقاومة وصمود المقاومة إلا الواجهة والمبرر السياسي والأخلاقي في الداخل اللبناني والخارج العربي لستر الأبعاد الطائفية لمشروع حزب الله بولائه الإيراني في لبنان ، معارك حزب الله مع القوات الإسرائيلية كانت معارك "الشو" الإعلامي الآسر للمشاعر العربية المجروحة في زمن الاستسلام ، بينما معاركه في بيروت كانت معارك "تحرير الأرض" على الحقيقة ، ولكن تحريرها من الوجود السني وليس تحرير فلسطين من الوجود الإسرائيلي ، لذلك كان حزب الله يحشد قواته وأسلحته وخططه كلها في بيروت وما حولها ، وبقايا رمزية في الجنوب لزوم "الشو" الإعلامي ، وعندما قرر حسن نصر الله اجتياح بيروت كان في نزهة حقيقية ، فلا توجد معارك على الحقيقة ، ربما بعض الأهالي يدافعون عن أملاكهم وأعراضهم ليس أكثر ، لأنه لا توجد ميلشيات حقيقية وإنما أحزاب سياسية ومؤسسات اقتصادية وإعلامية تحتفظ بموظفي أمن ، تأهيلهم الأساس تأهيل شرطي ووظيفي ، كأمن الفنادق والبودي جارد ، ولا يملكون أي خبرات قتالية أو أي تسليح يستحق ، وحده حزب الله الذي كان يملك المشروع والرؤية والتدريب والسلاح والاستراتيجية ، وتبخر الحديث الذي كان دستورا يتحدث عن أن سلاح المقاومة هو حصرا ضد العدو ولن يكون في صدر أي لبناني والدم اللبناني حرام ، الآن سلاح "المقاومة" يحصد أجساد اللبنانيين السنة في بيروت ، والذريعة جاهزة : هؤلاء يدافعون عن الأمريكان والصهاينة ، وكل من يعترض طريق حسن نصر الآن أو يخالفه فهو إسرائيلي وأمريكاني ، حسن نصر الله الذي لا يشعر بأدنى حرج وهو يضع صورة الزعيم الإيراني في خلفية وقفته البهية ، يقدم نفسه كملاك طاهر لا ينطق عن الهوى ولا يتصرف إلا بكل طهر ونقاء ، ويغازل المشاعر العربية بلعبة المقاومة ، بينما هو يقطع يد أي مقاوم يحاول الوصول إلى إسرائيلي من الجنوب الآن ، لأنه يخلط الحسابات ويحرج "المشروع الإيراني" في لبنان والمنطقة الذي ينفذه باقتدار الآن حزب الله ، وبمباركة أمريكية لا تخفيها الاستنكارات الإعلامية الصادرة عن البيت الأبيض والتي تذكرنا ببيانات الاستنكار التي كانت تصدر عن الجامعة العربية ومؤسسات العجز ونسخر منها ، بينما الموقف الأمريكي في لبنان كما في العراق ، يمثل مظلة للدور الطائفي الخطير الذي يمارسه حزب الله في لبنان لتطهيرها من الوجود السني ، كما يمارسها حزب الله تدريبا ومشاركة لقوى طائفية في العراق لتطهير الجنوب ومعظم بغداد من الوجود السني أيضا ، وهي وثائق كشفتها مؤسسات أمريكية وغير أمريكية ، الآن يقترب حلم "الهلال الشيعي" من التجسد العملي في الشرق الأوسط ، بعد أن سقط العراق في هيمنته بدعم أمريكي ، وسقط لبنان في هيمنته بدعم إيراني ، وسقطت السلطة السورية في الوحل الطائفي من خلال هيمنة الشيعة العلويين على الحكم باسم "حزب البعث" طوال ما يقرب من أربعين عاما ، .. وإلى النخب العربية التي ضللتها أكاذيب "المقاومة" طويلا ، واتهمونا في عقولنا طويلا ، انتهى الدرس يا .... شطار !
[email protected]