تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خطب السُنّة بلبنان..عتب واستنفار وتجاهل



صلاح الدين يوسف
05-10-2008, 01:33 AM
محمد علوش - أيمن المصري
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1210231395985&ssbinary=true الخطباء دعوا حزب الله إلى سحب مسلحيه من الشوارعبيروت – تباينت مواقف خطباء الجمعة في مساجد السُنَّة بلبنان إزاء سيطرة المعارضة بقيادة حزب الله على بيروت الغربية، ففي حين تبنت بعض الخطب الدعوة إلى التهدئة، ظهرت رغبة التصعيد والاستنفار في خطب أخرى، بينما اختارت ثالثة عدم التطرق للأحداث. ومع دعوة خطباء التهدئة للمتنازعين إلى التريث والتعقل، حرص بعض الأئمة على توجيه "عتب" إلى حزب الله ودعوته إلى سحب مسلحيه من الشوارع؛ "للحفاظ على صورة المقاومة ناصعة".
وفي هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور عماد الحوت في خطبة الجمعة: إن ما وقع في بيروت في اليومين الأخيرين "سبب جرحًا عميقًا بين نفوس أهلها".
واعتبر في خطبته التي ألقاها بمسجد الدعوة في مقرّ مركز الجماعة ببيروت أنه "ليس مقبولا أن يستباح الدم في شوارع بيروت، وأن يروّع الآمنون فيها، وليس مقبولا أن يتبادل اللبنانيون الاتهامات.. فبيروت التي قاومت الاحتلال الصهيوني سنة 1982 ما تزال هي بيروت نفسها المقاومة، وهي تعلم أن عدوّها هو العدو الصهيوني".
وطالب الحوت: "بعدم قيام أحد بالمزايدة على أهل بيروت بوطنيتهم وفي عداوتهم للمشروع الصهيوني".

أما عن سبيل الخروج من هذا المأزق فرأى أنه يتمثل في "سحب كل المظاهر المسلحة من شوارع بيروت وفي أسرع وقت، وأن يكلف الجيش والقوى الأمنية فقط بالأمن"، معتبرا أن حل الأزمة يجب أن يكون في صيغة لا غالب ولا مغلوب "فلبنان لا يمكن أن يعيش بصيغة غالب ومغلوب".
كما دعا أحد مسئولي "الجماعة الإسلامية" في خطبة أخرى بمسجد الإيمان في طرابلس جميع الأطراف للعودة إلى مائدة الحوار.
وعلى نفس النهج سارت دعوات جهات وشخصيات أخرى مثل الشيخ ماهر حمود، إمام مسجد القدس في صيدا، وكذلك جبهة العمل الإسلامي التي بالرغم من قرب بعض قادتها من المعارضة، إلا أن خطب الأئمة المحسوبين عليها كانت تحمل أيضا عتبًا، بحسب مراسل "إسلام أون لاين.نت".
وجاء في إحدى هذه الخطب: "إن بيروت التي احتضنت سلاح المقاومة خلال عامي 2000 و2006 تتعرض للضرب بنفس السلاح، فبأي ذنب يُعامل سُنَّتها الذين كانوا ظهيرا للمقاومة ولحزب الله بهذا الشكل؟!".
وبشكل عام فإن أئمة هذا الخطاب هم من غير المحسوبين على دار الفتوى، المقربة من الحكومة، وهم لا يعتبرون أن هناك صراعا طائفيا سنيا-شيعيا، بل يرونه مفتعلا بأيدٍ خارجية تريد إضعاف لبنان، بحسب مراسل إسلام أون لاين.

استنفار السُنَّة
وفي مساجد أخرى محسوبة على دار الفتوى، وعلى الموالين لتيار المستقبل، علت أصوات تستنفر السنة ضد الشيعة، داعية السنة إلى الوقوف مع تيار المستقبل بدعوى أن "السنة يتعرضون لهجمة من الشيعة"، وأن "إيران وسوريا في طريقهما إلى بيروت إذا استمرت سيطرة الشيعة لفترة أطول".

ومن بين من تبنى هذه الدعوة مفتي عكار الدكتور أسامة الرفاعي، ومفتي جنوب لبنان الدكتور محمد على جوزو، ومفتي الجمهورية محمد رشيد قباني.

تجاهل سلفي
وفي وسط هذه الأجواء لم تتناول الخطب في المساجد التابعة للتيار السلفي الأزمة الحالية؛ حيث ركز أئمة هذه المساجد على الموضوعات الوعظية والدينية البحتة.
وبوجه عام، يعرف عن التيار السلفي نأيه بنفسه عن السياسة بشكل عام، وعلى هذا الأساس لا يولي سلفيو لبنان ما يجري اهتماما مباشرا؛ حيث يرونه "مجرد صراع سياسي سلطوي بين أحزاب موالية لإيران، وأخرى علمانية موالية لأمريكا"، كما صرح أحد الأئمة السلفيين لمراسل إسلام أون لاين.
ويمثل هذا التيار المراكز القرآنية التي يأتي على رأسها جمعية "تحفيظ القرآن الكريم، و"جمعية الهداية"، في صيدا وعكار والبقاع وغيرها.
وسيطر حزب الله وحركة أمل على بيروت الغربية ظهر اليوم الجمعة بعد مواجهات مع أنصار تيار المستقبل، وقتل 11 شخصا على الأقل وجرح ثلاثون آخرون في اشتباكات بين مسلحين موالين للحكومة ومقاتلي حزب الله منذ الأمس.