من هناك
05-07-2008, 09:54 PM
تبدو الأمور في لبنان مرشحة لمزيد من التصعيد بين الأطراف المتنازعة, والذي كان من أبرز مظاهره ما رافق الإضراب الذي شهدته مناطق عديدة في لبنان أمس استجابة لدعوة الاتحاد العمالي العام احتجاجا على الأوضاع المعيشية في البلاد والسياسات الاقتصادية للحكومة. حزب الله دعا جميع اللبنانيين إلى المشاركة في الإضراب، وهو ما فعله زعيم تكتل التغيير والإصلاح ميشيل عون العمال. الإضراب كان مناسبة لاستعراض القوة للمعارضة واللجوء من جديد للشارع في حسم الإشكالات السياسية, فقد قام متظاهرون بإغلاق طريق مطار بيروت وطرق أخرى في العاصمة بيروت وحولها وذلك بإضرام النار في سيارات قديمة وفي إطارات السيارات لمنع المركبات من المرور. كما أفادت أنباء بوقوع إطلاق نار في العاصمة اللبنانية التي أصيبت بالشلل نتيجة الإضراب وقالت وكالة رويترز إن متظاهرين مؤيدين للحكومة تبادلوا إطلاق النار وإلقاء القنابل في أحياء النويري ورأس النبع وطى المصطيبة مع عناصر للمعارضة.
الإضراب العمالي تزامن مع توتر سياسي وتراشق إعلامي حاد بين الموالاة والمعارضة في لبنان على خلفية تصريحات وليد جنبلاط العنيفة تجاه حزب الله ومن ثم اتهام مجلس الوزراء اللبناني لحزب الله بوضع كاميرات مراقبة في المطار وإنشاء شبكة اتصالات خاصة به في البلاد, مما أعتبره بيان مجلس الوزراء اللبناني اعتداء على سيادة الدولة والمال العام. وهي المرة الأولى منذ اتفاق الطائف والتي تعتبر فيها حكومة لبنان أحد نشاطات حزب الله بمثابة اعتداء على السيادة اللبنانية, وهو ما قد يمهد السبيل لرفع الغطاء الحكومي السياسي عن حزب الله والتعامل معه حال تصاعد المواجهات, كميلشيا خارجة عن القانون, الأمر الذي سيلقى دعما دوليا خصوصا وأن قرار مجلس الأمن الذي أنهى حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل يحظر على حزب الله إعادة تسليح نفسه أو بناء البنية الأساسية العسكرية في جنوب لبنان
.
حزب الله رد بحدة على اتهامات الحكومة اللبنانية على لسان نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم في تصريحات لتلفزيون المنار, والذي رفض خلالها وبشدة اتهام الحزب بانتهاك سيادة البلاد. وقال قاسم إن شبكة الاتصالات التي تحدثت عنها الحكومة هي جزء من المعدات العسكرية والأمنية لمقاتلي الحزب ولعبت دورا حيويا في الحرب مع إسرائيل صيف عام 2006 , وقال قاسم بنبرة تحدي" لا مجلس الوزراء ولا أي أحد يمكنه أن يحرمنا من حقنا في الدفاع عن أنفسنا وبلدنا", واصف قاسم موضوع كاميرات المراقبة بأنه سخيف.
الأوضاع اللبنانية مرتبطة بشكل كبير بالأحوال الإقليمية وبصراع القوى في المنطقة, كما أن التفاهمات والخلافات الإيرانية-الأمريكية على الساحة العراقية سرعان ما تنعكس بظلالها على الأوضاع اللبنانية, وهكذا يبدو الصراع في لبنان البلد الصغير في بعض أوجهه صراع الآخرين بالوكالة. التصعيد اللبناني يأتي مع الحديث عن مفاوضات سورية-إسرائيلية برعاية تركية, وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي الإيراني وتوقف المباحثات بين الطرفين حول العراق, كما يأتي التصعيد في لبنان مع تفاقم الأزمة في غزة والتخوف من خروج الأوضاع هناك عن السيطرة, وكأنه جزء من استحقاقات وترتيبات قادمة!!
الاضطرابات انحصرت لحد الآن على مناطق ومعاقل حزب الله وحركة الأمل فيما بقيت المناطق اللبنانية هادئة, وهو ما ينذر باتخاذ الصراع بعدا طائفيا, ويزيد المخاوف من عودة شبح الحرب الأهلية في لبنان. مروان حمادة وزير الاتصالات اللبناني قال إن حزب الله المسلح يحاول استخدام السبل العسكرية لقطع الطريق المؤدي الى المطار, وأضاف في تصريح نقلته رويترز "ليس الإغلاق المؤقت لطريق المطار هو الذي سوف يحدد مستقبل لبنان,لبنان لن يصبح قمرا اصطناعيا إيرانيا." فيما أشارت مصادر حكومية لبنانية إلى احتمالية استخدام مطار القليعات في شمال لبنان كبديل عن مطار بيروت الدولي, مما يشير إلى استعدادات حكومية لمواجهة تصعيد حزب الله والذي يخشى معه أن تكون المواجهة الحالية بين الأطراف المتنازعة طويلة, دون أن تكون هناك ضمانات بعدم خروجها عن السيطرة.
ياسر سعد
الإضراب العمالي تزامن مع توتر سياسي وتراشق إعلامي حاد بين الموالاة والمعارضة في لبنان على خلفية تصريحات وليد جنبلاط العنيفة تجاه حزب الله ومن ثم اتهام مجلس الوزراء اللبناني لحزب الله بوضع كاميرات مراقبة في المطار وإنشاء شبكة اتصالات خاصة به في البلاد, مما أعتبره بيان مجلس الوزراء اللبناني اعتداء على سيادة الدولة والمال العام. وهي المرة الأولى منذ اتفاق الطائف والتي تعتبر فيها حكومة لبنان أحد نشاطات حزب الله بمثابة اعتداء على السيادة اللبنانية, وهو ما قد يمهد السبيل لرفع الغطاء الحكومي السياسي عن حزب الله والتعامل معه حال تصاعد المواجهات, كميلشيا خارجة عن القانون, الأمر الذي سيلقى دعما دوليا خصوصا وأن قرار مجلس الأمن الذي أنهى حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل يحظر على حزب الله إعادة تسليح نفسه أو بناء البنية الأساسية العسكرية في جنوب لبنان
.
حزب الله رد بحدة على اتهامات الحكومة اللبنانية على لسان نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم في تصريحات لتلفزيون المنار, والذي رفض خلالها وبشدة اتهام الحزب بانتهاك سيادة البلاد. وقال قاسم إن شبكة الاتصالات التي تحدثت عنها الحكومة هي جزء من المعدات العسكرية والأمنية لمقاتلي الحزب ولعبت دورا حيويا في الحرب مع إسرائيل صيف عام 2006 , وقال قاسم بنبرة تحدي" لا مجلس الوزراء ولا أي أحد يمكنه أن يحرمنا من حقنا في الدفاع عن أنفسنا وبلدنا", واصف قاسم موضوع كاميرات المراقبة بأنه سخيف.
الأوضاع اللبنانية مرتبطة بشكل كبير بالأحوال الإقليمية وبصراع القوى في المنطقة, كما أن التفاهمات والخلافات الإيرانية-الأمريكية على الساحة العراقية سرعان ما تنعكس بظلالها على الأوضاع اللبنانية, وهكذا يبدو الصراع في لبنان البلد الصغير في بعض أوجهه صراع الآخرين بالوكالة. التصعيد اللبناني يأتي مع الحديث عن مفاوضات سورية-إسرائيلية برعاية تركية, وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي الإيراني وتوقف المباحثات بين الطرفين حول العراق, كما يأتي التصعيد في لبنان مع تفاقم الأزمة في غزة والتخوف من خروج الأوضاع هناك عن السيطرة, وكأنه جزء من استحقاقات وترتيبات قادمة!!
الاضطرابات انحصرت لحد الآن على مناطق ومعاقل حزب الله وحركة الأمل فيما بقيت المناطق اللبنانية هادئة, وهو ما ينذر باتخاذ الصراع بعدا طائفيا, ويزيد المخاوف من عودة شبح الحرب الأهلية في لبنان. مروان حمادة وزير الاتصالات اللبناني قال إن حزب الله المسلح يحاول استخدام السبل العسكرية لقطع الطريق المؤدي الى المطار, وأضاف في تصريح نقلته رويترز "ليس الإغلاق المؤقت لطريق المطار هو الذي سوف يحدد مستقبل لبنان,لبنان لن يصبح قمرا اصطناعيا إيرانيا." فيما أشارت مصادر حكومية لبنانية إلى احتمالية استخدام مطار القليعات في شمال لبنان كبديل عن مطار بيروت الدولي, مما يشير إلى استعدادات حكومية لمواجهة تصعيد حزب الله والذي يخشى معه أن تكون المواجهة الحالية بين الأطراف المتنازعة طويلة, دون أن تكون هناك ضمانات بعدم خروجها عن السيطرة.
ياسر سعد