تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اللعبة السورية الإسرائيلية!!



مقاوم
05-07-2008, 08:14 AM
اللعبة السورية الإسرائيلية!!
حسن الرشيدي

http://qawim.net/exq.gif فتح أولمرت الهدية التي تلقاها للتو من الرئيس الفلسطيني أبو مازن والتي كانت عبارة عن علبة خشب فاخرة جميلة فإذا بها البقلاوة السورية كعينة عن حلاوة السلام مع دمشق وأشارت صحيفة القبس الكويتية نقلا عن صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية إلى أن الزعيم الفلسطيني حمل الهدية بعد زيارته لدمشق للمشاركة في القمة العربية وانتقل بعدها إلى القدس المحتلة حيث التقى أولمرت.

لقد جاءت هذه الأنباء بعد أخبار متداولة كثيرة عن مفاوضات سرية بين النظام السوري وإسرائيل وما أتبعها من وساطة تركية بين إسرائيل وسوريا بزعامة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ثم تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد عن أن إسرائيل أبلغته بطريق غير مباشر رغبتها في الانسحاب الكامل من الجولان، بل في تقرير نشر في صحيفة الجريدة الكويتية استشهد بمصادر في القدس ذهب أبعد من ذلك وأعلن بأن وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني قد زارت قطر في الرابع عشر من أبريل من أجل استكمال المحادثات السرية مع سوريا.

وتثير هذه الأحداث والتصريحات هواجس شتى وأسئلة عديدة :
ماذا يريد النظام السوري من مفاوضاته مع إسرائيل ؟
هل يريد استعادة الجولان بالفعل ؟ ولماذا الآن ؟ وهل هو مستعد لدفع الثمن ؟
وهل يكون الثمن علاقاته بإيران ومن ثم حزب الله ؟

يرى مايكل يونغ في صحيفة دايلي ستار أن الأساس الحقيقي والجوهري لمحادثات السلام السورية الإسرائيلية يستند على الأساطير والخرافات بينما ترى راندة درغام في صحيفة الحياة أن الغزل السوري - الإسرائيلي والاتفاق المزعوم المنشود بينهما والاتصالات عبر تركيا كلها تأتي في إطار التسلية والإلهاء.


http://qawim.net/images/stories/israelsyriamap1.gif

فما هي الحقيقة في تلك الأمور كلها ؟

يمثل النظام السوري في الإستراتيجية الإسرائيلية عامل استقرار لدولة إسرائيل وتأمينا لحدودها سواء في لبنان أو في الجولان وهناك تاريخ في العلاقات بين عائلة الأسد وإسرائيل فحافظ الأب هو الذي كان قائدا لأركان الجيش السوري إبان حرب يونيو 1967 وتتحدث بعض الروايات عن تواطؤ بين الأسد وبين إسرائيل في هذه الحرب وتقول هذه الروايات أن الأسد أعلن عبر الإذاعة بصفته رئيس الأركان أن الجيش السوري قد أتم انسحابه من القنيطرة عاصمة الجولان وكان أهل هذه المدينة ومن معهم من قوات الجيش السوري يتابعون الإذاعة وسمعوا هذه الأنباء ولم يكن الجيش الإسرائيلي قد دخل المدينة بعد مما حملهم على الفرار منها.

وتجلى التعاون الإسرائيلي السوري عندما أوشك تحالف القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية في عام 1975 على السيطرة على لبنان كله وإلحاق الهزيمة بالموارنة تدخل الجيش السوري بتوافق أمريكا إسرائيلي وبرعاية هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية حينئذ، للحد من هيمنة المسلمين والفلسطينيين في لبنان وتأمين الحدود الإسرائيلية.

ولازالت إسرائيل بيمينها ويسارها تدافع عن النظام السوري وترى فيه خيارا وحيدا لضمان استقرار حدودها مع لبنان والجولان والمثال القريب لذلك في عام 2003 وفي أعقاب سقوط بغداد بدأت الإدارة الأمريكية في تشديد التصريحات ضد النظام السوري لوقف تدخلاته في العراق ووصلت التهديدات لدرجة السعي لإسقاط النظام ودعم المعارضة السورية لتمكينها من هذه الغاية هنا سارعت إسرائيل في التدخل لدى حليفتها الولايات المتحدة وأقنعتها أنه لا بديل للنظام السوري إلا سيطرة الغالبية السنية وعلى رأسهم الإخوان المسلمين فأحجمت الإدارة عن خططها ضد سوريا.

ولكن هذا الحرص لا يمنع من تقليم أظافر النظام إن طالت لدرجة التفكير في سلاح نووي وهذا غير مسموح له ومن هنا يمكن تفسير الغارة الإسرائيلية على دير الزور وضرب منشأة يشتبه أنها مركز نووي سوري بتعاون كوري شمالي.

فالعلاقات السورية الإسرائيلية هي علاقات ذات مستوى من التفاهم وتلاقي المصالح ولا تحتاج إلى مفاوضات أواتفاقيات سلام فلماذا إذن هذه المفاوضات الحالية ؟

تهدف إسرائيل من إطلاق حملة المفاوضات إشغال الرأي العام العالمي عن المخططات الصهيونية في فلسطين من استمرار بناء المستوطنات والهروب عن أي استحقاقات خاصة بعملية المفاوضات مع الفلسطيني بعيدا عن إرغامها على تقديم تنازلات معينة للجانب الفلسطيني كما أنها تلفت الانتباه بعيدا عن المجازر التي تقيمها إسرائيل ضد أهل غزة.

وهذه المفاوضات مفيدة سوريا أيضا؛ لأنها عن طريقها يمكن إطلاق يد النظام السوري في لبنان الذي يخشى عواقب المحكمة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري فهذه المحاكمات قد تطال مسئولين سوريين كبار والشهود موجودون في لبنان وهؤلاء ستطالهم الاغتيالات السورية كما جرت في السابق أو التهديد بالاغتيال ويهم النظام السوري ضمان صمت إسرائيلي وأمريكي حيال هذه الاغتيالات والصمت المقصود ليس التنديد بهذه الاغتيالات فهذه يمكن للنظام السوري تحملها ولكن ما لا يتحمله هو أن تتخذ إسرائيل وأمريكا إجراءات عقابية عملية ضد النظام السوري والصمت أو عدم الفعل الأمريكي يمكن أن يحدث في الفترة التي تعقب انتخابات الرئاسة الأمريكية وتمتد لفترة بعد تولي الرئيس الجديد لشهرين أو ثلاثة أما الصمت الإسرائيلي فيتم عبر المفاوضات الجارية الآن بينهما.

كذلك يطمع النظام السوري في أن يوسط إسرائيل لدى الدول الأوروبية وأمريكا لكي تخفف من قرارات المحكمة الدولية تجاه النظام.

ولكن ما الموقف الأمريكي من هذه المفاوضات ؟

أمريكا تريد مواصلة الضغوط على النظام السوري لوقف تدخلاته في العراق ولبنان وفلسطين فهي ترى أن النظام يريد لعب دور إقليمي وهذا ما لا تريده واشنطن فاتبعت سياسة عزل النظام وتقويمه، وتأهيله بنزع أنيابه في الدول المحيطة ولذلك بدت المفاوضات السورية الإسرائيلية وكأنها لكسر عزلة النظام وبالتالي فهي تتعارض مع السياسة الأمريكية تجاه النظام فماذا تفعل الولايات المتحدة ؟.

سربت الإدارة الأمريكية إلى وسائل الإعلام الأمريكية تفاصيل الغارة الصهيونية على منشآت نووية سورية وبدأت الإدارة في إطلاق تصريحات تكشف عن تفاصيل النشاط النووي السوري وكأن هذه الإجراءات ترمي إلى وقف هذه المفاوضات أو هي مسعى أمريكي لإفشالها !!

http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2619&Itemid=1