تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حرصا على فلذات الأكباد (1): لا تغامر بثمرة فؤادك اتق الله إنهم أولادك



معدن أصيل
05-05-2008, 06:06 PM
حرصا على فلذات الأكباد:لا تغامر بثمرة فؤادك

المدقق في واقع الكثيرين من أهل الخير والصلاح يجد أنهم مفرطون في حق أبنائهم، مغامرون بهم في وجه أعتي التيارات الجارفة من الفتن المعاصرة .
ويتجلى هذا التفريط إذا ما بحثت عن المنهجية التي يربي بها الأب أبناءه أو بعثرت عن البرنامج الذي يسير عليه لبناء شخصيتهم وصياغة وتأصيل مبادئهم، وربما تفزعك المفاجأة حينما تجد أنه لا منهجية ولا برامج ولا تأصيل –إلا من رحم الله- بل هي الأماني.
كل واحد يتمنى من قلبه أن يكون ولده خيرا منه وأن يكون من أهل الهدى الفالحين وأن يتحلى بالعلم ويتزود بالتقوى ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه وكل غاية لها ثمنها ومقدماتها، والبذر يورث الحصاد
اسمحوا لي أن نحصر تناولنا لهذه القضية الكبيرة في زاويتين اثنتين حتى لا يتشعب بنا الموضوع في زواياه المتعددة

الزاوية الأولى: مقومات المربي ذاته للقيام بالعملية التربوية

الكل يدرك صعوبة التربية ويلمس الأخطار المحدقة بالبيت المسلم وبالنشء الصاعد بصورة أخص
ومع إدراك هذا الخطر واستيعاب شدة الموقف كان لزاما ولابد أن يأخذ المرء أهبته واستعداده ويلبس لهذا الأمر لباسه
وذلك بإعداد الإنسان المربي نفسه أدبا و خلقا وعلما وبناء بيت على أساس من التقوى يكون المحضن الأول لثمرات الفؤاد، بيت يتلى فيه القرآن و تدرس فيه السنة و يمارس فيه الإيمان، حتى إذا ما نشأ الولد عرف الآداب وأدلتها وسمع الحديث وألف الرواية وتعود على الخير وصبغ به
يقول ابن مسعود رضي الله عنه:"عودهم الخير فإن الخير عادة"
كثير من الآباء لا يستطيع توجيه أبناءه بشكل علمي اللهم إلا ما اقتضته الفطرة وعرف بالسليقة ويكون ذلك في الغالب لقلة في علمهم، فهم لم يتدارسوا الكتاب والسنة بطريقة يمكن تدريسها للآخرين
أو لضعف في الممارسة الإيمانية فيكون سلوك الآباء وممارستهم ليس مبنى على دليل شرعي وموقف إيماني واضح بل هي عادات منقولة وقيم موروثة مما ينعكس أثر ذلك على الأبناء فيضعف التأصيل الإيماني والقيمي في نفس الطفل ويسهل اهتزازه أمام التيارات الجامحة والفتن العاتية.
ولأن "فاقد الشئ لا يعطيه" "وكل إناء ينضح بما فيه" فإن للقلب غذاء لا يمكن أن يعيش بغير غذائه وأصل ذلك في تلقي الوحيين وفهم معاني الشريعة والعمل بذلك كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ولا أريد أن أطيل فأذكر أثر هذه الأمور في التكوين النفسي والبناء العقلي الرصين وكذلك غرس معاني العقيدة وروح العلم والانتماء إلى الحق وغير ذلك مما يطيل الموضوع ويمله القارئ.

الزاوية الثانية: ماذا نعلم أبنائنا ؟!

يتساءل كثير من أهل الصلاح: ولدي قد بلغ عمره كذا من السنين ماذا يمكن أن أعلمه إياه في هذه المرحلة؟
وهذا سؤال يدل على جدية صاحبه وحرصه على أبناءه وهو خير بكثير من الذين لا يتسائلون
ولكن المقصود هو أن يتضح لدى الآباء و المربين منهجا واضحا و برنامجا عمليا للتربية بحسب مراحل النمو المختلفة مما يجعل الأمر أكثر وضوحا والأهداف أكثر قابلية للتحقيق، ولا يقتصر الأمر على معلومة من هنا أو من هناك.

مثلا: أحيانا تجد الأمهات لا يجيدون إلقاء القصص على الأولاد ويقومون فقط بتوجيههم (صواب أو خطا، عيب، لايجوز) وأخريات يجيدون القصص ولكن بلا توجيه (حكايات مسلية)
وهنا نلمس واقعنا بعينه فإن توظيف القصة وبلوغ مغزاها إلى الولد بالشكل الملائم والمناسب لواقعه ولنموه العقلي هو المنهجية وغير ذلك عشوائية.
والخلاصة أننا يجب ألا نغامر بأبنائنا و ألا نجرب فيهم فالأمر لا يحتمل المخاطرة، والتهاون في تعليمهم وتوجيههم نفسيا وسلوكيا وعلميا وشرعيا لهو جريمة في حقهم .
وترك ذلك كله لاحتمالات خروجهم صالحين لأنهم من بيوت أهل الصلاح جريمة أخرى إذ هي مقامرة غير معلومة العواقب وغير مضمونة النتائج وغير قابلة للاستدراك.
والاهتمام بالتنشئة الأولى تقي الآباء معاناة جنوح الأبناء في مراحلهم المتأخرة حيث أن الفتن تزداد مع زيادة العمر وتكثر النوازع ولكن يحفظ الابن ما تعلمه من الأدب وما في قلبه من خشية الله.
والأمر مطروح للمناقشة وفيه تفاصيل كثيرة وكل يتحفنا بفوائده
وأرحب بالاستفسارات في إطار الموضوع

طرابلسي
05-05-2008, 06:35 PM
بارك الله فيك
مشكلة تتعبناجميعا فلم نجد لها حلا جذريا وسط هذا الفجور والفسوق الموجود في مجتمعاتنا ووسط الجهل المستشري بين الآباء قبل الأولاد
ولعلكم سمعتم بمثل هذه المقولة
حين يسأل الأب ماذا يمطح ان يكون ابنه بالمستقبل فيأتي الجواب بلسان حال أغلب الآباء إلا من رحم الله
إذا كان ذكيا ساوصله إلا مركز دكتور أو مهندس كبير وإذا كان وسطا أرسلته لكي يتعلم مصلحة تفيده في مستقبله وإذا كان غبيا أرسلته لتعلم الشريعة !!!!
صدقا هذا حال اكثر الآباء إلا من رحم الله ولا أبالغ أبدا فمن عايش الواقع المادي يعلم بمثل هكذا تفكير
اما مسألة الشيطان المنزلي أعني التلفزيون فالأب بالدف ضاربا والأولاد على انغامه يرقصون
نحن بحاجة إلى تربية الآباء والأمهات قبل تربية الأولاد وكما تفضلت فاقد الشيء لا يعطيه إذن ما هو الحل
ننتظر تكملتكم بارك الله فيكم وأرضاكم