تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا بين ابن تيمية وابن بطوطة?وهل التقى هذا الرحالة بذلك الفقيه ؟



أحمد الظرافي
05-05-2008, 04:58 PM
ماذا بين ابن تيمية وابن بطوطة?


كتب الدكتور نواف عبد العزيز الجحمة, في باب (أدب) من العدد (552) نوفمبر 2004 من مجلة (العربي), مقالاً موسومًا: صورة الآخر في رحلة ابن بطوطة (ص 90), ولم يلمح إلى التقاء ابن بطوطة بالشيخ ابن تيمية - رحمة الله عليه -.
ثم جاء العدد الذي يليه من (العربي) الوضّاءة, ليطل علينا المؤرخ المغربي الدكتور عبد الهادي التازي بمقال - سؤال: هل التقى ابن تيمية وابن بطوطة? ( تجد هذا المقال أدناه ) إن التازي لكالذي يضع أمانة في أعناق قرّاء مقاله بعدم جواز إهمال معلومات رحلة ابن بطوطة, ويشدّد على أن الهدف, يبقى دائمًا, البحث عن الحقيقة!
إن سؤال المؤرخ التازي, خليق باللسان النضناض الذي يبحث في تضاعيف الحقائق لإزالة الازدحام من تعاضل الكلام في جواب تبردُ في ثناياه القلوب الوامقة, وتطمئن النفوس المتحرّقة.

أما أولاً: فإن شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية ممن لا يُجهل مكانه من التقوى والورع في الدين, فلا يمكن الظن به مما هو منه براء, وما بينه وبين التقوّلات عليه, سبل وعرة وأرض عراء.

وأما ثانيًا: فلقد تساءل العلامة عبد الوهاب عزام عن إدراك ابن بطوطة لشيخ الإسلام, في عام 1939, ونحن نعلم أن عزامًا أستاذ جامعة فؤاد الأول وقتذاك, ومحقق متمكن وكاتب مبرز مبدع, ينم حكمهُ عن رسوخ كعبه في الأدب وعلوّ مقامه بين المحققين, سبّاق غايات وصاحب كتابات ومدبج رحلات رائعات, قال عزام: شرّف الشيخ الجليل العلامة خليل الخالدي, مدينة حلوان منذ حين. فحضرت مجلسه الذي أفاد وأمتع, ثم سألته: أرأيت لابن تيمية طعنًا في جلال الدين الرومي? قال: نعم.

ويستمر الدكتورعزام في أسئلته للشيخ الخالدي قائلاً: قال ابن بطوطة, إنه حضر ابن تيمية في دمشق وهو على المنبر يتكلم في نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا, وقال: نزل كنزولي هذا (ونزل درجة من المنبر), فقال الشيخ الخالدي: (إن ابن بطوطة لم يدرك ابن تيمية, والتحريف في الكتب كثير).

وأما ثالثًا: فقد عقّب الأستاذ محمد محسن البرازي (من دمشق) على صفحات (رسالة الزيات) عام 1939, صفحة 2028 على قول الدكتور عزام قائلاً: (أما إدراك ابن بطوطة لابن تيمية, فأمر يكاد لا يحتاج إلى دليل, وحسبنا أن نعلم أن ابن بطوطة ولدسنة (703هـ) وتوفي سنة (779هـ), وأنه جاء إلى دمشق كما ذكر في رحلته (طبع المطبعةالأزهرية ج1 ص 50), سنة 726هـ, وهي السنة التي سُجن فيها ابن تيمية سجنه الأخير في القلعة إلى أن مات, وكانت وفاته - رحمه الله - عام (728) ثمان وعشرين وسبعمائة, كما هو ثابت في جميع تراجم ابن تيمية نذكر منها (العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية للإمام أبي عبدالله محمد بن أحمد بن عبد الهادي) (مطبعة حجازي بالقاهرة سنة 1938 ص 369), وكما هو بارز الآن منقوشًا على قبره خلف بناء الجامعة السورية في مقبرة الصوفية المندرسة, التي لم يبق منها غير ضريحه.

أما الشك في صحة رواية ابن بطوطة, فمصدره ما يأتي: ذكر ابن بطوطة في رحلته (المطبعة الأزهرية ج1 ص50) أنه وصل إلى دمشق (يوم الخميس التاسع من شهر رمضان سنة ست وعشرين وسبعمائة, ثم سرد بعد ذلك (ص58) روايته التي نحن بصددها, وأضاف: إن ملك الأمراء سيف الدين تنكيز كتب إلى السلطان الملك الناصر في أمر ابن تيمية (بأمور منكرة) فورد أمر السلطان من القاهرة (بسجنه بالقلعة, فسجن حتى مات) في حين أن سائرالمظان والمصادر ومنها (العقود الدرية) (ص329) و(دائرة المعارف) التي تعتمد بحقيقتها على تراجم وكتب متعددة تعيّن يوم الاثنين السادس من شعبان عام ستة وعشرين وسبعمائة تاريخًا لسجن الإمام تقي الدين للمرة الأخيرة التي مات فيها. ينتج مما تقدم أن ابن بطوطة, إذْ حطّ رحاله بالشرابشية (المدرسة المالكية) في دمشق, كان شيخ الإسلام رهن سجن القلعة يقضي أيامه ولياليه في التأليف والعبادة, فلابد لنا بعد هذامن الحكم بعدم صحة رواية الرحالة المغربي مالم يثبت لدينا خطأ ابن عبد الهادي, وسائر المؤرخين والمؤلفين كـ ( ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات, والصدقي في طبقاته, وابن الوردي في تاريخه), الذين استندت إلى أقوالهم دائرة المعارف الإسلامية, وهذا بعيد عن المعقول).

ويخلص الأستاذ البرازي إلى أن ابن بطوطة قد أدرك ابن تيمية, وإن لم يره ويسمعه.

وأما رابعًا: فإن هذا الخبر ذكره ابن فرحون في (الديباج المذهب), وقال الحافظ بن حجر في (الدرر الكامنة): ذكروا أنه ذكر (أي ابن تيمية) حديث النزول, فنزل عن المنبر درجتين فقال (كنزولي هذا) فنسب إلى التجسيم, وفي الصفحة 48 من حواشي (دفع شبه التشبيه لأبي الجوزي) بأنه رأى خطبة ابن تيمية في مخطوط, وفيها زيادة (لا) قبل (كنزولي) أي (لا كنزولي هذا).

وبين الزيادة والنقصان, يتحتم على الثقات الحري والتثبت بإمعان, من الدس والتحريف من أرباب الزندقة كأمثال الهيثم بن عدي الذي هرق حبر كتاباته في مثالب العرب تشفيًا منهم.

وأما أخيرًا, فنحن لا نجوّز لأنفسنا, أحياءً, تكذيب مثل ابن بطوطة وغيره أمواتًا, وإن أماط الدكتور نواف الجحمة, اللثام عن أساطير وخرافات مبثوثة في سرديات رحلته. فنحن لا نصلح للنهوض بشنآن قضية لفّاء, وإنما يرتمض في فض مغاليقها نخبٌ من عمالقة الفكر والفقه والتاريخ, وليس لنا كمثقفين سوى الغيرة على الحقيقة, فنرفع لافتةً عريضة أمام أولاء النخب أوان التحقيق في هذه القضية.

موسى زناد سهيل: بغداد - العراق
569

1/04/2006
منتدى العربي ماذا بين ابن تيمية وابن بطوطة? (http://javascript<b></b>:Read_Art('http://www.alarabimag.com/arabi/data/2006/4/1/Art_73073.xml'))

أحمد الظرافي
05-05-2008, 05:02 PM
لقاء الفقيه والرحالة.. هل التقى ابن تيمية وابن بطوطة?


أثارت المعلومة التي سجلها ابن بطوطة في رحلته عن تقي الدين ابن تيمية (1) ردود فعل كثيرة من لدن المعلقين على الرحلة بكل لسان, وخاصة منهم الذين كانوا يتتبعون يوميات الرحالة يومًا عن يوم مقارنة مع ما كتب أو عرف خارج نطاق الرحلة بحثًا عما ينفي أو يؤكد مصداقية المعلومات الواردة في الرحلة.

كان مأخذ معظم المعلقين على الأساس الذي بنيت عليه (المعلومة) أن ابن بطوطة يحكي عن مشهد رآه بعين رأسه بدمشق, على منبر في يوم من أيام رمضان سنة 726هـ, عندما كان ابن تيمية يحدث الناس من أعلى المنبر عن موضوع نزول الله إلى سماءالدنيا.


أقول: كان المأخذ الأساس أن ابن تيمية كان أثناء ذلك التاريخ, رمضان 726هـ في السجن ولم يكن ممكنًا أن يراه ابن بطوطة آنذاك أي في سنة 726 التي جعلها كاتب الرحلة ابن جُزَي زمنًا لذلك اللقاء.


وهكذا فقد ثارت ثائرة كل الناس الذين أخذوا يسلكون كل مسلك لتبرير ماورد في ( المعلومة ) التي كانت على كل حال معلومة مهزوزة!!!


تعقيبي اليوم يرتكز أولاً وأخيرًا على صنيع الكاتب ابن جُزَي وهويتحدث عن نشاط ابن بطوطة بدمشق سنة 726 هـ مهملا أو متناسيا زيارة الرحالة لدمشق أيضا عام 727 هـ.


إن ابن بطوطة في (معلومته) عن تقي الدين ابن تيمية كان يتحدث عن زيارته لدمشق عام 727 هـ وليس عن زيارته الأولى 726 هـ, وهكذا نرى أن ابن جزي, أهملالحديث عن الزيارة الثانية للرحالة المغربي, وأبدلها خطأ بزيارة خيالية لابن بطوطة لجنوب فارس: أصفهان وشيراز!!


وكان الذي نبّهني إلى ذلك الخطأ الفادح الذي وقع من الكاتب ابن جزي هو وجود تأليف يتعلق بالحديث الشريف, مكتوب بخط ابن بطوطة نفسه عام 727هـ بدمشق, بالمدرسة العزيزية, نسخة لصديقه الشيخ علي السخاوي المالكي الذي كان تعرّف عليه ضمن علماء دمشق! (ج1 ص 214. ج4 ص 316).


ذلك التأليف يحمل اسم (المفهم لما أشكل من تلخيص حديث مسلم) لأبي العباس أحمد بن عمر الأنصاري القرطبي دفين الإسكندرية عام 656هـ - 1358م.


فبمناسبة الزيارة الثانية التي قام بها ابن بطوطة لدمشق حيث كانت لهبها - كما نعلم - زوجة ستنجب ولدًا, كان يبعث لها الرحّالة من الهند بمساعدات مالية (ج4, ص 316)....


بتلك المناسبة وجد من الوقت ما يسمح له بانتساخ بعض أجزاء (المفهم)(2).


فمع وجود ابن بطوطة بدمشق عام 727 هـ, هل هناك ما يمنع من حضوره بجامع دمشق مجلس تقي الدين ونقله لمعلومة لم نقرأها في كتاب من الكتب التي تناولت حياة ابن تيمية...?


معلومة فريدة


هذه (المعلومة) الفريدة والممكنة جدا تتلخص في أن والدة ابن تيمية تعرضت للملك الناصر, وشكت إليه, فقام بإطلاق سراحه إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية, وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرت مجلسه ... ويفسر لنا قولة ابن بطوطة ثانية ماورد في الدررالكامنة (ج1. ص164) من أن ابن تيمية عام 705 هـ نزل من المنبر درجتين.


فمع تأكدنا من أن ابن بطوطة كان بدمشق عام 727 هـ, ومع عدم ما ينفي تدخل والدته من أجل العفو عن هذا الرجل الذي ظل ضيفًا مستديمًا على السجون, هل لايمكن أن نجعل من الرحلة مصدرًا معاصرًا شاهدًا لوجود فترة سراح أخرى كان يتمتع فيها ابن تيمية بحريته, قبل أن يصدر الأمر في الأخير بتاريخ تاسع جمادى الآخرة عام 728هـ = 25 أبريل 1328م بتجريده من كتبه وأدواته وقلمه قبل أن يدركه أجله في السجن ليلة الاثنين 20 ذي القعدة 728 هـ = 26 - 27 سبتمبر 1328م? بمعنى أن ابن تيمية كان أثناء زيارة ابن بطوطة ثانية لدمشق عام 727هـ, كان يتمتع بحريته, وأنه عاد إلى نشاطه.


إن كل قراءاتي عن حياة ابن تيمية رحمه الله(3) لم تمنعني من افتراض وجود تقي الدين خارج القضبان عند الزيارة الثانية لابن بطوطة لمدينة دمشق, والشهادة معاصرة, لاسيما أن تتبعنا لحياة الملك الناصر كحاكم, كانت تحملنا على الاعتقاد بأنه كان يتبع مع تقي الدين سياسة (الساخن والبارد) - كما يقولون - مجاملة للمعارضين منجهة واحترامًا من جهة ثانية لأفكار العالم ابن تيمية.


وحتى أحتكم إلى القراء, أضع أمامهم في ختام هذا الحديث النص الكامل لما ورد في رحلة ابن بطوطة, مع حرصي على التنبيه مرة أخرى إلى الزيارة الثانية التي أدمجها الكاتب ابن جزي افتياتًا واعتسافًا في الزيارة الأولى, بل وعوّضها باختلاق رحلة أخرى في جنوب إيران, فسبب بذلك طائفة من المصاعب والمشاكل من كل حجم!!


(....وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية(4) كبير الشأن, يتكلم في الفنون, إلا أن في عقله شيئا! وكان أهل دمشق يعظّمونه أشدالتعظيم, ويعظهم على المنبر, وتكلم مرة بأمر أنكره الفقهاء ورفعوه إلى الملك الناصر, فأمر بأشخاصه إلى القاهرة وجمع القضاة والفقهاء بمجلس الملك الناصر, وتكلم شرف الدين الزواوي المالكي(5), وقال: إن هذا الرجل قال: كذا, وعدّد ما أنكر على ابن تيمية, وأحضر العقود بذلك ووضعها بين يدي قاضي القضاة, وقال قاضي القضاة لابن تيمية: ما تقول? قال: لا إله إلا الله, فأعاد عليه, فأجاب بمثل قوله, فأمر الملك الناصر بسجنه, فسجن أعواما, وصنّف في السجن كتابًا في تفسير القرآن سمّاه بـ(البحرالمحيط) في نحو أربعين مجلدا ثم إن أمه تعرضت للملك الناصر وشكت إليه, فأمر بإطلاقه إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية, وكنت إذ ذاك بدمشق(6) فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع, ويذكّرهم, فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا, ونزل درجة من درج المنبر, فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء, وأنكر ما تكلم به, فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضربًا كثيرًا حتى سقطت عمامته وظهرت على رأسه شاشية حرير, فأنكروا عليه لباسها واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلّم قاضي الحنابلة, فأمر بسجنه وعزّره بعد ذلك, فأنكر فقهاء المالكية والشافعية ما كان من تعزيره, ورفعوا الأمر إلى ملك الأمراء سيف الدين تنكيز(7) وكان من خيار الأمراء وصلحائهم, فكتب إلى الملك الناصر بذلك, وكتب عقدًا شرعيًا على ابن تيمية بأمور منكرة منها: أن المطلق بالثلاث في كلمة واحدة لا تلزمه إلا طلقة واحدة(8), ومنها أن المسافر الذي ينوي بسفره زيارة القبر الشريف زاده الله طيبا لا يقصر الصلاة, وسوى ذلك مما يشبهه, وبعث العقد إلى الملك الناصر, فأمر بسجن ابن تيمية بالقلعة فسجن بها حتى مات في السجن).


هذا ويلاحظ أن التعليق رقم 3 أحال على المقدمة في بقية نقد الكلام المتعلق بلقاء ابن بطوطة لابن تيمية, وتتميمًا للموضوع نسوق ما ورد في المقدمة. ص128-129 مع التعاليق, قلت في المقدمة عند الفقرة المعنونة بالدراسات النقدية.ويبقى هناك مع هذا بعض المؤاخذات التي تستوقفنا حقا:


- الأولى: قضية حضور ابن بطوطة لمجلس تقي الدين ابن تيمية وهو بدمشق بعد أن كان وصلها يوم الخميس 9 رمضان 726هـ =9 أغسطس 1326م, فقد أخبر أولاً عن سجن ابن تيمية وإطلاق سراحه, ثم أخبر أنه وقع منه مثل ما استوجب سجنه أولاً فسجن مرة ثانية وقال: إنه حضر يوم الجمعة وشاهد ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم, وإن من جملة كلامه: أن الله ينزل على سماء الدنيا كنزولي هذا, ونزل درجة من درج المنبر, فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء إلى آخر الحكاية, مع العلم أن ابن تيمية أودع في السجن منذ سادس شعبان, أي قبل وصول الرحالةإلى دمشق(9)!!


- فكيف يصح قول ابن بطوطة هذا مع تلك الفقرة التي نسبها لشيخ الإسلام في تفسيره لحديث النزول بما هو من قول المجسِمة المخالف لمذهب السلف الذي يعد ابن تيمية قطبًا من أقطابهم?


ونعتقد أن أحسن ما يمكن الجواب به عن هذا الانتقاد ما عقب به زميلنا الراحل الأستاذ عبد الله كنون - رحمه الله - من أن الخبر وقع فيه تزيد من خصوم ابن تيمية فرواه رحالتنا على علاته, ولم يخف الأستاذ كنون شكوكه في صنيع الكاتب ابن جزي الذي يجوز أنه توهم حضور ابن بطوطة للواقعة المزعومة(10).


وقد وقفت في كتاب (الديباج) لأحمد باب السوداني (ت1032=1623) عند ترجمة أبي زيد عبدالرحمن وترجمة أخيه أبي موسى عيسى ابني الإمام البرشكي أنهما رحلا إلى المشرق, وناظرا تقي الدين ابن تيمية الذي كانت له مقالات يحمل فيها حديث النزول على ظاهره, وقوله فيه (كنزولي هذا), قال صاحب الديباج وهذه الزيارة أعني قول ( كنزولي هذا ) أثبتها ابن بطوطة في رحلته(11).


إن الذي أريد أن أقوله بوضوح بعد وجود ما يثبت حضور ابن بطوطة بدمشق عام 727 هـ = 1327م, هو أن الرحالة المغربي يمسي معتبرًا مصدرًا معاصرًا من مصادر الحديث عن ابن تيمية.وأنه لا يجوز لنا أن نهمل معلومات الرحلة, بل علينا أن نقرأها قراءة جديدة انطلاقًا مما قدمناه, وانتهاء إلى أن الهدف يبقى دائما هو البحث عن الحقيقة والحقيقة وحدها
------------------------------
(1) رحلة ابن بطوطة المسماة (تحفة النظار في غرائب الأمصاروعجائب الأسفار). تقديم وتحقيق عبدالهادي التازي, خمسة مجلدات, مطبوعات أكاديميةالمملكة المغربية, سلسلة التراث 1417هـ - 1997م.


(2) التأليف, يوجد تحت الطبع من لدن وزارة الأوقاف والشئونالإسلامية, بتقديم وتحقيق د.عبدالهادي التازي. د. التازي: اكتشاف غير مسبوق, بحثقدم لمؤتمر مجمع اللغة العربية. الدورة السبعين 28 مارس 2004. ولأكاديمية المملكةالمغربية. حديث الخميس 29 أبريل 2004. د. التازي: ابن بطوطة في زيارة ثانية, لدمشق, مجمع اللغة العربية بدمشق.


(3) اغتنمت فرصة وجودي ببلاد الشام صيف 2004 فوقفت علىاللائحة الطويلة العريضة للمصادر والمراجع التي اهتمت بحياة ابن تيمية ابتداء منالدرر الكامنة لابن حجر (ت852, ج1,ص154), مرورا بالكواكب الذرية للإمام مرعي ابنيوسف الكرمي (ت1033).


(4) تقي الدين أحمد بن عبدالحليم بن تيمية من أشهرالشخصيات في العالم الإسلامي, ويعتبر مرجعا للحركة الوهابية التي ظهرت فيما بعدبالجزيرة العربية, وقد سجن في القاهرة من أجل أفكاره من عام 706هـ =1307م إلى عام 711هـ =1311م, ورجع إلى دمشق حيث دخل السجن مرة أخرى عام 720هـ =1320م لبضعة شهور, وقد تم آخر سجن له في شهر شعبان/ يوليو عام 726هـ =1326م بسبب الفتوى التي يشجبفيها زيارة مقابر الأولياء!...ولما كان معتقلا بالإسكندرية التمس منه صاحب سبتة أنيجيز له بعض مروياته, فكتب له جملة من ذلك في عشر أوراق بأسانيده, وحفظه - وقدأدركه أجله في السجن عام 728هـ = 1328م - خص له ابن حجر ترجمة حافلة - الدرر ج1, ص154.


(5) جمال الدين وليس شرف الدين كما عند ابن بطوطة, والقصدإلى محمد بن سليمان بن يوسف البربري الزواوي المالكي الفقيه القاضي, قدم الإسكندريةفاشتغل في الفقه, ثم أخذ عن ابن عبد السلام وناب في الحكم بالقاهرة وبالشرقيةوالغربية وعين لقضاء القاهرة بعد موت ابن شاش وولي قضاء دمشق سنة 687 فاستمر حتىسنة 717. الدرر الكامنة 68.4 - الدارس في تاريخ المدارس ص 12-15.


(6) يلاحظ أن ابن بطوطة, وقد وصل إلى دمشق في تاسع رمضان 726هـ =9 أغسطس 1326م, لم يتمكن من رؤية ابن تيمية الذي استمر في السجن إلى أنتوفي, هذا ونذكر هنا أن العالمين المغربيين اللذين سجل التاريخ مناظرتهما لتقيالدين بن تيمية هما الإمامان الأخوان الشقيقان أبو زيد عبد الرحمن وأبو موسى عيسىابنا الإمام أبي عبدالله محمد بن عبدالله بن الإمام البرشكي.


المسند لابن مرزوق تحقيق الدكتورة بغيرا 1981م ص265-266 - تاريخ بني زيان للتنسي تحقيق د.بوعياد 1985م ص139 - راجع المقدمة حول موضوع ابنتيمية ص128-139.


(7) سيف الدين هذا كان نائبا لسلطان مصر على بلاد الشامعلى ما سلف - الدرر ج2, ص55-56.


(8) في الواقع كانت هذه النظرية تتوافق مع النظرية الأولىللإسلام بيد أن الأمر تغير أيام الخليفة الثاني عمر الذي قرر أن الطلاق الثلاثيقتضي أن المرأة تحرم على زوجها ولا تحل له إلا بعد التزوج بآخر, وقد كان هدفهتأديب الرجال حتى لا يعودوا للنطق بالثلاث.


(9) محمد بهجت البيطار: حياة شيخ الإسلام ابن تيمية, منشورات المكتب الإسلامي للطباعة والنشر 1961م=1380هـ إبراهيم ابن أحمد الفياني: ناحية من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية. تحقيق محب الدين الخطيب, طبعة ثانية 1399هـ


(10) مجلة مجمع دمشق, يوليو 1965م= ربيع الأول 1385هـ


(11) ابن مرزوق: المسند الصحيح. تحقيق د.مارية خيسوسبيغيرا - الجزائر:1981م القاعدة المراكشية لشيخ الإسلام ابن تيمية نشر سراج الحقضمن الكتاب الذي صدر عن مؤسسة بريل Brillعام 1965م ليدن ص223, أحمد بابا التكروريالتنبكتي: كتاب نيل الابتهاج. الطبعة الحجرية بفاس ص 132-140.


عبدالهادي التازي

هنا الحقيقه
05-05-2008, 05:24 PM
أحمد الظرفي ما تجود به غاية الكرم أرجوك واصل باتحافنا فلذوقك ميزة اختيار المواضيع

من هناك
05-05-2008, 06:54 PM
بارك الله بك اخي احمد وجعلها الله في ميزان حسناتك

أبو مُحمد
05-05-2008, 08:57 PM
بارك الله فيك أخي أحمد ورحم الله شيخ الاسلام بن تيمية وجزاه عن الاسلام والمسلمين خيرا.

عبد الله بوراي
05-05-2008, 08:59 PM
جزاك الله خيراً
أخى
أحمد الظرافي

كم نحن فى حاجة للتحول 180 درجة عما كنا فيه من الجليد النرويجي
ومغامرات دون كيشوط ومعارك طواحين الهواء والتى تترا فى غياب الهوفر الصوتى.

عبد الله

أحمد الظرافي
05-07-2008, 10:57 AM
حياكم الله جميعا وشكرا على مروركم وتعليقاتكم وأسأل الله أن يجعل عملنا لوجهه الكريموالله الموفق

أحمد الظرافي
05-07-2008, 03:53 PM
هل صحيح ما ذكره ابن بطوطة عن شيخ الإسلام ابن تيمية؟؟

استدل كثير من خصوم ابن تيمية للنيل منه بقصة ذكرها ابن بطوطة في رحلته المشهورة، حيث زعم أنه شاهد ابن تيمية على منبر الجامع بدمشق يعظ بالناس ويشبع نزول الله إلى السماء الدنيا بنزوله هو من درجة المنبر!
ما صحة هذه الرواية؟ وما هي حقيقتها؟ وهل كان ابن تيمية حقاً يعتقد بالتشبيه ؟
الحقيقة أن ما ذكره ابن بطوطة - غفر الله له - عن شيخ الإسلام ابن تيمية لا قيمة له ولا وزن في الميزان العلمي والبحثي، وقد قرر كبار الباحثين المختصين في تراث ابن بطوطة وابن تيمية بأن هذه القصة مختلقة ولا سند يدعهما أو يصححها، والسبب في ذلك .. فيما يلي :
أولاً : ثبوت عدم دقة وأمانة ابن بطوطة في رحلة.
تكلم كثير من العلماء عن رحلة ابن بطوطة، وتناولوها بالنقد والتحليل والدراسة، وخلصوا أنها مجرد مذكرات كتبها المؤلف، ولا تعد توثيقاً أميناً يمكن الاعتماد عليه.
فهذه الرحلة ليست من كتب التاريخ المعتبرة والمعتمدة، فضلاً عن مؤلفها الذي لم يكن معروفاً أنه من أهل الدراية والخبرة والعلم، وقد أثبت المحقق "حسن السائح" في تقديمه لكتاب (تاج المفرق في تحلية علماء المشرق) للشيخ خالد بن عيسى البلوي، أن ابن بطوطة ربما سمع باسم عالم من علماء البلد التي زارها، فيذكر اسمه في رحلته ولو لم يتصل به اتصالاً شخصياً، أو يقابله حقيقة، بل يستفيد مما سمعه ويضمنه رحلته وكأنه قابله أو شاهده، كما فعل في تونس حين ذكر علماً من أعلامها وهو ابن الغماز.
ومما يزيد الأمر وضوحاً .. أن رحلة ابن بطوطة تضمنت أموراً يقطع العلم بكذبها، كما قال إنه زار بعض الجزر والبلدان التي فيها نساء ذوات ثديِ واحدة!!!
وبعض العجائب والخرافات التي حكاها في رحلته يقطع الإنسان بأنها مختلقة ومجرد أساطير يتناقلها الناس، ويسجلها ابن بطوطة وكأنه شاهدها أو اتصل بها!
ثانياً : تحقيق ما نسبه ابن بطوطة لابن تيمية رحمهما الله.
من يحقق ويدقق فيما نقله ابن بطوطة عن ابن تيمية يقطع بكذبه، وذلك لأن ابن بطوطة ذكر أنه حضر يوم الجمعة وابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع ونزل من درجة المنبر وهو يقول إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا.. إلخ.
وهنا لنا وقفات نقدية علمية .. أهمها :
(1) أن ابن بطوطة -غفر الله له- كذب ولم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به، إذا كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المبارك عام ست وعشرين وسبعمائة هجرية، وكان سجن ابن تيمية في قلعة دمشق أوائل شعبان من ذلك العام، إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الأثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمان وعشرين وسبعمائة هجرية!!
والسؤال الجوهري : كيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وسمع منه ؟؟!
(2) أن كل من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية لم يذكر أبداً أنه كان يخطب أو يعظ على منبر الجمعة، ولو كان ذلك كذلك لذكره من ترجم له لأهميته، وإنما كان شيخ الإسلام يجلس على كرسي يعظ الناس، ويكون له مجلساً غاصاً بأهله.
(3) أن حادثة مشهورة جداً جداً مثل هذه الحادثة، فهي أمام الناس، وعلى منبر في مكان مشهور، ومن عالم مشهور ومحسود وله أعداء كثر، ويقول مالا يسع الناس السكوت عنه، ثم ينفرد بنقل هذه الحادثة -التي تتوافر جميع أسباب نقلها وتواترها فيها- ابن بطوطة !!!
ثالثاً : حقيقة كتاب رحلة ابن بطوطة.
وإذا حققنا القول في ذات كتاب الرحلة، وأنصفنا مؤلفه، فإننا قد نخلص إلى أن الكذب والتلفيق والخرافات الموجودة في هذا الكتاب ليست من صنع ابن بطوطة نفسه، بل من النسّاخ، وهذا كثير ما يحصل، حتى الكتب السماوية السابقة قد دخلها من النسّاخ التحريف الكثير.
وقد نبه الحافظ الإمام ابن حجر إلى أن ابن بطوطة -رحمه الله- لم يكتب تفاصيل رحلته وإنما الذي كتبها وجمعها هو أبو عبدالله بن جزي الكلبي وهو من نمقها، وكان العلامة البلفيقي يتهمه بالكذب والوضع !!
وبالرجوع إلى نفس الرحلة نجد أن ابن جزي الكلبي يقول في المقدمة:
( ونقلت معاني كلام الشيخ أبي عبدالله بألفاظ موفية للمقاصد التي قصدها، موضحة للمعاني التي اعتمدها)!!!
ويقول في آخر الكتاب : ( انتهى ما لخضته من تقييد الشيخ أبي عبدالله محمد بن بطوطة).
وهذا يدل صراحة أن كتاب رحلة ابن بطوطة لم يصلنا بألفاظ مؤلفه، بل الناقل نص على تدخله في الألفاظ والكلمات.
رابعاً: عقيدة شيخ الإسلام المتواترة عنه تثبت اختلاق هذه القصة.
من كان له إلمام سطحي أو بسيط في تراث شيخ الإسلام ابن تيمية يقطع جازماً أن هذه القصة مختلقة، وليراجع من يشاء مجموع الفتاوى، أو درء التعارض ليعلم أن ابن تيمية يحارب هذا الفكر، ولا يؤمن إلا بما آمن به سلف الأمة رضوان الله عليهم.
بل فليراجع من يشاء كتاب "شرح حديث النزل" لابن تيمية ليتعرف عن قرب على عقيدته في نزول الرب سبحانه، وصفاته تعالى.
خامساً: شهادة أهل الإنصاف من العلماء.
إذا كان هناك من يستجيز الكذب والبهتان لينصر مذهبه، أو ليهزم خصمه، فإن كثيراً من العلماء وفي شتى المذاهب لا يبيعون دينهم فيكذبون لنصرته.
فهذا الشيخ العلامة "إبراهيم الكوراني الشافعي الأشعري" يقول في حاشيته المسماة ( مجلى المعاني على شرح عقائد الدواني) ما نصه : (ابن تيمية ليس قائلاً بالتجسيم، فقد صرح بأن الله تعالى ليس جسماً في رسالة تكلم فيها على حديث النزول كل ليلة إلى السماء الدنيا، وقال في رسالة أخرى: "من قال إن الله تعالى مثل بدن الإنسان أو أن الله تعالى يماثل شيئاً من المخلوقات فهو مفتر على الله سبحانه" ).
ثم قال الشيخ العلامة إبراهيم الكوراني: ( بل هو على مذهب السلف من الإيمان بالمتشابهات مع التنزيه بليس كمثله شيء).
وهذا المحقق الدكتور "علي المنتصر الكتاني" الذي حقق كتاب ( رحلة ابن بطوطة) يقول عن هذه القصة : ( هذا محض افتراء على الشيخ رحمه الله، فإنه كان قد سجن بقلعة دمشق قبل مجيء ابن بطوطة إليها بأكثر من شهر، فقد اتفق المؤرخون أنه اعتقل بقلعة دمشق لآخر مرة في اليوم السادس من شعبان سنة 726هـ ولم يخرج من السجن إلا ميتاً، بينما ذكر المؤلف -ابن بطوطة- في الصفحة 102 من كتابه أنه وصل دمشق في التاسع من رمضان)!!
وهذا الدكتور "محمد سعيد رمضان البوطي" يقول :
( ونحن نعجب عندما نجد غلاة يكفرون ابن تيمية رحمه الله ويقولون إنه كان مجسماً، ولقد بحثت طويلاً كي أجد الفكرة أو الكلمة التي كتبها أو قالها ابن تيمية والتي تدل على تجسيده فيما نقله عنه السبكي أو غيره فلم أجد كلاماً في هذا قط .. ورجعت إلى آخر ما كتبه أبو الحسن الأشعري وهو كتاب الإبانة فرأيته هو الآخر يقول كما يقول ابن تيمية، إذن فلماذا نحاول أن نعظم وهماً لا وجود له؟ ولماذا نحاول أن ننفخ في نار شقاق؟)
هذا ما تيسر لي في هذه العجالة... سائلاً الله أن يوفقنا لخدمة دينه.


وكتبه : صخرة الخلاص

http://www.saaid.net/Minute/31.htm

شيركوه
05-07-2008, 04:17 PM
جزاك الله خيرا
السلام عليكم

أحمد الظرافي
05-07-2008, 07:42 PM
جزاك الله خيرا
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته