تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الولايات المتَّحدة وطَالِبَان: مَنْ سيكسبُ الحربَ ؟!



مقاوم
05-03-2008, 07:17 PM
الولايات المتَّحدة وطَالِبَان: مَنْ سيكسبُ الحربَ ؟!
د. أحمد إبراهيم خضر

http://qawim.net/exq.gif الولاياتُ المُتَّحِدَةُ - أكبرُ قُوَّةٍ في العالَمِ – و حُلَفَاؤُها مِنَ الأوربيينَ ، استطاعوا أنْ يُطِيْحُوا بنظامِ "طالبان " ، لكنَّهم لم يستطيعوا القضاءَ عليها تمامًا ، رغمَ سبعِ سنواتٍ مِنَ الحربِ ضدَّها .

لقدِ اعتقدتِ " الولاياتُ المتَّحدةُ " – كما يقولُ الكاتبُ الأمريكيُّ " مايك هويتني " – أنَّ " طالبان " متى رأتْ قمَّةَ تكنولوجيا الحربِ بالليزرِ ؛ فستفرُّ إلي الجبالِ . نَعَمْ فرَّتْ " طالبان " بالفعلِ إلى الجبالِ ، ثم تراجعتْ ، لكنَّها تراجعتْ تراجُعَ المتحرِّفِ للقتالِ ، فانتظرتْ ، ثُمَّ أعادتْ تنظيمَ نَفْسِها ، و تمكَّنتْ مِنْ حَشْدِ تأييدِ قبائلِ " الباشتون " ، ثُمَّ انتقمتْ ؛ حيثُ شَنَّتْ عملياتٍ عسكريةً في العاصمةِ " كابول" ، و احتلَّتْ مواقعَ في : " لوجار"، و" وارداك "، و" غزني " ، و فرضتْ سَيْطَرَتَها على مناطقَ واسعةٍ في : " زابل" و" هلمند " و " أورزجان" و " قندهار" .

حاربتْ " طالبان " وَفْقَ قواعدَ " منهجيةٍ و مُخَطَّطَةٍ " ، أثبتتْ فيها أنَّها تستطيعُ البقاءَ في ظلِّ أصعبِ الظُّروفِ ، و ما زالتْ تحقِّقُ انتصاراتٍ عسكريةً تكتيكيةً على الجيشِ الأكثرِ إعدادًا ، دَافِعِيَّتُها للقتالِ عاليةٌ ، و تعتقدُ أنَّ قضيتَها التي تحاربُ مِنْ أَجْلِها عادلةٌ ، إنَّها لا تقاتلُ مِنْ أَجْلِ احتلالِ أُمَّةٍ أجنبيةٍ ؛ و لكنْ دفاعًا عَنْ أُمَّتِها ؛ و هذا الأمرُ مِنْ شَأْنِهِ أنْ يُقَوِيَ مِنْ عزيمتِها ، و يحافظَ على رُوْحِها المعنويةِ المرتفعةِ ، وذلكَ على حَدِّ قَوْلِ " هويتني": " طالبان" - كما يرى الباحثونَ في الشَّأْنِ الأفغانيِّ - تقومُ على إيديولوجيةٍ ذاتِ ثلاثةِ محاورَ :
- الأول : أنَّ " الإسلامَ " - كعقيدةٍ و منهجِ حياةٍ - لا تحملُهُ إلا صَفْوَةٌ مختارةٌ لا كثرةٌ ، تكونُ هي نَفْسُها سببًا في هزيمتِهِ ، و أنَّ قَدَرَها أنْ تكونَ هي هذه الصَّفْوةَ .
- الثاني : أنَّ الغربَ- كما ترى طالبان- لا يُطِيْقُ أنْ يَرَى الإسلامَ قائمًا حِيَالَهُ ، و مناقضًا في أصلِ وجودِهِ له ، مخالفًا له مخالفةً جذريةً أصيلةً ، في الصغيرةِ والكبيرةِ مِنْ مناهجِهِ ، يُهَدِّدُ بقاءَهُ بما في طبيعتِهِ مِنَ الحيويَّةِ و الحركةِ لمقاومةِ عدوِّهِ ، و أنَّ الغربَ لا يقعدُ عَنِ الفَتْكِ بالإسلامِ و المسلمينَ ، بلا شَفَقةٍ و لا رحمةٍ ، إلا إذا عَجَزَ عَنْ ذلك ، و أنَّه لا أمانَ له ، و لا عَهْدَ و لا ذِمَّةَ ، و أنَّ هذا هو الخطُّ الأصيلُ ، الذي لا ينحرفُ عنه الغَرْبُ ، إلا لطارئٍ زائلٍ ، ثُمَّ يعودُ فيأخذُ طريقَهُ المرسومَ .
- الثَّالث : أنَّه و إنْ كانَ مِيْزانُ القُوَى بينها و بينَ الغرب غيرَ مُتَكَافِئٍ ، لكنَّ القوَّةَ التي يستندُ إليها الغرب ُ – في نَظَرِ طالبان – هي قوةٌ مُؤَقَّتَةٌ ، تستندُ إلى عواملَ ماديةٍ بَحْتَةٍ ، و هذه العواملُ مِنْ شَأْنِها ألاَّ تَدُومَ ؛ لأنَّ فسادَ الحياةِ الاجتماعيةِ و الشُّعوريةِ عندَ شعوبِها ؛ سيقضي عليها و لو بَعْدَ حينٍ .

أمَّا " العسكريَّةُ الأمريكيَّةُ و الأوربيَّةُ " - كما يرى علماءُ الاجتماعِ العَسْكَرِيِّ - فتعتمدُ أصلاً على التكنولوجيا العاليةِ ؛ لِنِضُوْبِ مَوَارِدِها مِنَ القوةِ البشريَّةِ ؛ بسببِ العقليَّةِ المادِّيةِ التي تحكمُ سكَّانَها ؛ و بسببٍ آخرَ أهمَّ ؛ و هو أنَّ المجنَّدِيْنَ في قواتِها ، يُمَثِّلُونَ أدنى المستوياتِ الاجتماعيةِ ، تلك التي تجدُ في الجيشَ أفضلَ بديلٍ لها ، في سوقٍ يعتمدُ علي المنافسةِ الحُرَّةِ ، و لهذا كان غالبيةُ المجنَّدِيْنَ في الجيشِ الأمريكيِّ مِنَ الريفيين والزُّنوجِ و النِّساءِ ، حتَّى أنَّ المسئولينَ العسكريينَ ، اضْطُرُّوا إلى تخفيفِ مستوياتِ الالتحاقِ بالقواتِ المسلحةِ ، و إلى إعادةِ تجنيدِ هؤلاءِ الذين ثبتَ عدمُ لياقتِهم نفسيًا و عقليًّا ؛ لهذا يكونُ مِنَ المنطقي ، أنْ تكونَ القُوَّةُ التي تستطيعُ أنْ تُحَيِّدَ هذه التكنولوجيا العاليةَ ، و تُجْبِرَ الأمريكيينَ على حَرْبِ الشَّوارعِ و المُدُنِ و الجبالِ - قادرةً على إحراجِ هذا الجيشِ العظيمِ ، و لا تُمَكِّنُهُ مِنْ نَصْرٍ حاسمٍ ، و قدْ أثبتتْ هذه الحقيقةُ صِحَّتَها في العراقِ و أفغانستانَ ، و خَسِرَ الأمريكيونَ - رغمَ الدُّروسِ التي قدمتْها إسرائيلُ لهمْ عَنْ حَرْبِ الشَّوارعِ و المُدُنِ - أربعةَ آلافِ قتيلٍ ، و أكثرَ مِنْ ستينَ ألفَ مُصَابٍ على أقلِّ التَّقديراتِ .

وفي الثالثَ عَشَرَ مِنْ فبراير عام 2008م ، نشرَ الكاتبُ الأمريكيُّ " مايك هويتني " مقالاً يحملُ عنوانًا ساخرًا ، هو : " أغنيةُ البَجْعَةِ للناتو : التَّكْلِفَةُ الفعليَّةُ للهزيمةِ في أفغانستانَ " ، بدأ " هويتني " مَقَالَهُ بمُقَدِّمَةٍ قالَ فيها : " مِنَ المُفْتَرَضِ أنْ تكونَ حَرْبُنا في أفغانستانَ حَرْبًا مِنْ أجلِ الخيرِ ، و مِنْ أجلِ التَّحريرِ ، حربًا تَلْفِتُ أنظارَ العالَمِ إلى القوَّةِ العسكريَّةِ الأمريكيَّةِ ، و فنونِها القتاليَّةِ ، و جنودِها العِظَامِ ، إنَّها القوَّةُ العُظْمَى في العالَمِ ، التي لا يمكنُ أنْ تُهْزَمَ أوْ تُقَاوَمَ .

إنَّ " واشنطن " تستطيعُ أنْ تنشرَ قواتِها في العالَمِ ، و تستطيعَ أنْ تُطِيْحَ بأعدائِها في أيِّ وقتٍ تشاءُ" . لكنَّ الحربَ في نَظَرِ " هويتني " ليستْ " سياسةً خارجيةً " ، إنَّها " مَذْبَحَةٌ " ، و لا تزالُ " مَذْبَحَةً " بعدَ سَبْعِ سنواتٍ مَضَتْ . أطاحتْ " طالبان " بهذه التَّصوُّرَاتِ عَنِ القوَّةِ الكُبْرَى في العالَمِ و جيشِها العظيمِ ، و انحرفتْ بالحربِ عمَّا أَسْمَاهُ " هويتني " بـنصوصِ الكتابِ المُقَدَّسِ للبنتاجون .

قالَ " بوش " : " إنَّ الحربَ في أفغانستانَ ، يجبُ أنْ تستمرَّ ، و إلا ستصبحُ البلادُ ملاذًا للمُخَدِّراتِ، و الإرهابِ ، و الجريمةِ . إنَّنا نحاربُ إيديولوجيةً هدَّامةً للتطرُّفِ الإسلاميِّ ، الذي يُهَدِّدُ بأنْ يُصْبِحَ حركةً عالميةً " .

هذه هي نَظْرَةُ " بوش" . أمَّا " طالبانُ و " قبائلُ الباشتون" ، فإنها تنظرُ إلى الأمرِ مِنْ زاويةٍ مختلفةٍ ؛ إنَّهم ينظرونَ إلى الحربِ ضدَّهم ، على أنَّها حربٌ استعماريَّةٌ ، تُزِيدُ مِنْ معاناةِ شَعْبِهم ، الذي يعيشُ أكثرَ مِنْ نِصْفِ سُكَّانِهِ تحتَ خَطِّ الفقرِ ، و سُوْءِ التغذيةٍ ، وانخفاضٍ لمتوسطِ الأعمارِ ، و توقُّفٍ للتعليمِ ، و نُزُوْحٍ للآلافٍ مِنْ قُرَاهُمْ و مُدُنِهم . انتشرتْ تجارةُ المُخَدِّرَاتِ ؛ فالبلاد تنتجُ 90% مِنْ أفيونِ العالَمِ ، يحكمُها جنرالاتُ الحربِ ، و تجَّارُ المُخَدِّراتِ ، و الحكومةُ الموالية للغرب .

و لا شيءَ يُبْذَلُ مِنْ أَجْلِ التَّخلُصِ منهم . البلادُ في حالةِ خرابٍ ، لا شيءَ يَتَحَسَّنُ ، ليستْ هناك مِنْ خططٍ لإعمارِها ، و تحسينِ مستوى معيشةِ المواطنِ الأفغانيِّ ، كلُّ ذلكَ ناتجٌ مباشرٌ للاحتلالِ الأجنبي ، و لوْ ظلَّ هذا الاحتلالُ قائمًا لمدةِ عشرِ سنواتٍ أُخْرَى ؛ لبقيتِ البلادُ كما هي على حالِها اليومَ ، و رُبَّما أسوأُ . لم يَجْنِ الاحتلالُ على البلادِ سِوَى الفقرِ الطَّاحنِ ، و القتلِ العَشْوَائيِّ ، الذي لا مُبَرِّرَ له .

لمْ تَفِ " الولاياتُ المتحدةُ " بِوُعُوْدِها التي قَطَعَتْها على نَفْسِها : الحريةِ ، الديمقراطيةِ ، السلامِ ، الرخاءِ ، الاستقرار ، لا شيءَ مِنْ هذا كلِّهِ ، استبدلَتْ بكلِّ ذلكَ الاحتلالَ ، ليسَ لَدَيْها خطةٌ احتياطيةٌ لأفغانستانَ و بالأَحْرَى ليستْ هناكَ خطةٌ على الإطلاقِ ، و معَ ذلكَ كلِّهِ لا يلوحُ هناك أيُّ أملٍ في الأُفُقِ.

أصدقاءُ الغربِ مِنَ الأفغانِ الذين ساعدوا " الولاياتِ المتحدةَ " في مشروعِها " القتالُ مِنْ أَجْلِ كَسْبِ عقولِ و قلوبِ الأفغانِ " - اعترفوا بفَشَلِ هذا المشروعِ ، و سَجَّلَ " هويتني" على لسانِ " الهيئةِ الثوريَّةِ لنساءِ أفغانستانِ " الآتي :

1- إنَّ إعادةَ تحالُفِ الشَّمالِ للسُّلطةِ ، لم يحققْ للشَّعبِ الأفغانيِّ الحريةَ و الرخاءَ ، اللذَيْنِ كان يطمحُ إليهما ، و أنَّ سياسةَ الاعتمادِ على عدوٍّ واحدٍ لهزيمةِ آخرَ - سياسةٌ خاطئةٌ ، هذه السِّياسةُ أدَّتْ في نَظَرِ " الهيئةِ المذكورةِ " ، إلى إحكامِ قَبْضَةِ رجالِ التَّحالُفِ الشَّماليِّ على البلادِ .
2- إنَّ ادِّعاءَ إدارةِ " بوش " بالحربِ لهزيمةِ الإرهابِ ، لمْ يَعُدْ لها مطلقًا أيِّ معنى ، و أنَّ الولاياتِ المتحدةَ لا تريدُ هزيمةَ " طالبان و القاعدةِ " ؛ لأنَّها إذا هَزَمَتْهُما ؛ فلنْ يكونَ لها أيِّ مُبَرِّرٍ للبقاءِ في " أفغانستانَ " ، و تحقيقِ أهدافِها الاقتصاديةِ والاستراتيجيةِ في المنطقةِ .
3- بعدَ سَبْعِ سنواتٍ مِنَ الحربِ ، ليسَ هناكَ سلامٌ ، و لا إعادةُ إعمارٍ ، و لا ديمقراطيةٌ ، إنَّه الفقرُ و المعاناةُ ، تزيدُ حِدَّتُهما كلَّ يومٍ .
4- إذا غادرَ الحلفاءُ " أفغانستانَ " فسيكونُ الأفغانُ أكثرَ حُرِيَّةٍ و إنَّ هذه الحريةَ لنْ تتحقَّقَ إلا على يدِ الأفغانِ أَنْفُسِهم .

يقول " هويتني" في المقالِ الذي أَشَرْنَا إليه : " لمْ تحصلِ الولاياتُ المتحدةُ على أيِّ شيءٍ مِنْ غَزْوِها لأفغانستانَ ، إنَّ الجنودَ الأمريكيينَ لمْ يًسَيْطِرُوا – تمامًا - على كيلومترٍ مربعٍ واحدٍ مِنْ تربةِ
" أفغانستان " ، و في اللحظةِ التي يرفعُ هؤلاءِ الجنودُ فيها أقدامَهم عَنْ هذه الأرضِ ؛ ستعودُ هذه الأرضُ لطالبان " . أشار " هويتني " إلى تصريحِ القائدِ العَسْكَرِيِّ الأمريكيِّ الجنرالِ " دان ماكنيل" ، الذي قالَ فيه : " تحتاجُ " الولاياتُ المتحدةُ " لكَسْرِ مقاومةِ " الباشتون " ، إلى أربعمائةِ ألفِ جنديٍّ ، في حين أنَّ للأمريكيينَ و حِلْفِ الناتو - الآنَ - ستةً و ستينَ ألفَ جنديٍّ ، و يرفضُ الحلفاءُ إرسالَ جنودٍ أكثرَ ، إنَّ النَّصرَ على المستوى اللوجستي البَحْتِ مستحيلٌ ".

حاولَ وزيرُ الدفاعِ الأمريكيِّ " روبرت جيتس " ، التَمَلُّقَ للحُلَفاءِ ، ودَعْوَتَهم إلى إرسالِ المزيدِ مِنَ القواتِ إلى " أفغانستانَ " ، لكنَّ دَعْوَتَهُ قُوْبِلَتْ بمقاومةٍ جافَّةٍ ؛ قالَ الوزيرُ : " رُبَّما لا يدركُ الكثيرونَ مِنْ سكانِ القارَّةِ الأوربيَّةِ ، حَجْمَ التَّهديدِ المباشرِ الذي يتعرَّضُ له الأمنُ الأوربيُّ ، يجبُ علينا ألاَّ ننقسمَ إلى قِسْمَيْنِ : قسمٍ يريدُ الحربَ ، و آخرَ لا يريدُها ، إنَّ هذا الأمرَ لو تَفَاقَمَ بكلِّ أهميتِهِ لأَمْنِنَا المشتركِ ؛ فسوفَ يُحَطِّمُ التَّحالفَ بالفِعْلِ " .

الحُلَفاءُ الأوربيُّونَ لهمْ نَظْرَةٌ مختلفةٌ ؛ إنَّهم يَرَوْنَ أنَّ احتمالاتِ الحربِ في أوربا ضعيفةٌ، و الأوربيونَ لا يحتاجونَ إلى احتلالِ بلادٍ أخرى لاستيفاءِ احتياجاتِهم مِنَ الطَّاقةِ ؛ إنَّ بلادَهم مُزْدَهرةٌ ؛ و يستطيعونَ تَحَمُّلَ شراءِ الوقودِ مِنَ السُّوقِ المفتوحةِ ، " فالولاياتُ المتَّحدةُ " فقطْ هي التي تريدُ الحربَ ، و الحربُ جزءٌ مِنِ استراتيجيتها الكُبْرَى ؛ لفَرْضِ هَيْمَنَتِها على المنطقةِ ؛ للتَّحَكُّمِ في مصادرِها . و يرى الحُلَفاءُ أنَّه ليسَ هناكَ مِنْ أملٍ في نجاحِ هذه الخطّةِ الأمريكيَّةِ .

لنأخذْ " ألمانيا " كمثالٍ ؛ اقتصادُ " ألمانيا " هو ثالثُ اقتصادٍ في العالَمِ ، عَزَّزَتْ " ألمانيا " في السنواتِ الأخيرةِ روابَطها مع " روسيا " ، وعَقَدَتْ معها اتفاقياتٍ ؛ لإمدادِها باحتياجاتِها مِنَ الطَّاقةِ .

لكنَّ " روسيا" مُسْتَاءَةٌ مِنَ التَّحالُفِ الألمانيِ الأمريكيِّ في " أفغانستانَ " ، و يعتقدُ " بُوتن " أنَّ أمريكا تحاربُ في المنطقةِ ؛ لتُرَسِّخَ أقدامَها في " آسيا الوُسْطَى " ؛ حتَّى تتحكَّمَ في طرقِ خطوطِ الأنابيبِ ؛ و محاصرةِ " رُوسيا و الصِّينِ " بالقواعدِ العسكريَّةِ ؛ لذلك يسعى " بوتن " إلى الضَّغْطِ على " إنجيلا ميريكل " ؛ لتسحبَ قواتِها مِنْ " أفغانستانَ " ؛ حتى يمكنَه شَنَّ عاصفةٍ ضدَّ التَّحالُفِ الذي تقودُهُ " الولاياتُ المتحدةُ " . و يُدْرِكُ " القادةُ الألمان " أنَّه " مِنَ الغباءِ أنْ تَحُكَّ أَنْفَ مَنْ يُمِدُّونكَ بالطَّاقةِ " ؛ و همُ الرُّوسُ مِنْ أجلِ مغامراتِ " الولاياتِ المتحدةِ " . و إذا انسحبتْ " ألمانيا" مِنَ التَّحالُفِ ؛ فسوفَ يتفكَّكُ " الناتو " ، و ينشأُ تحالُفٌ جديدٌ . كل هذا يعنى ، أنَّ بدايةَ الشُّقوقِ التي ستؤدي إلى تَصَدُّعِ " الناتو " قدْ ظهرتْ في الأُفُقِ .

هكذا يَرَى الحُلَفاءُ الحقيقةَ ، و هكذا تتصوَّرُ " طالبان " نَفْسَها ؛ فَكَسْبُ الحربِ بالنسبةِ لطالبان أمرٌ حَتْمِيٌّ ، و إنْ طالَ أَمَدُهُ . أمَّا الحلفاءُ فلا يختلفُ تَصَوُّرُهم لكَسْبِ الحربِ عَنْ تصوُّرِ" طالبان " . و لقدْ سَجَّلَ " هويتني " هذه الحقيقةَ بقَوْلِهِ : " إنَّ الحلفاءَ سَيَرَوْنَ بالتَّدريجِ أنَّهم مُتَوَرِّطُونَ في حَرْبِ " بوش " ، التي لا يمكنُ كَسْبَها ، و أنَّ استمرارَ القتالِ لا يُجْدِي نفعًا ، و ليسَ هناكَ حلٌّ عسكريٌّ للصِّراعِ في" أفغانستان " ، و الأملُ في الحلولِ السياسيَّةِ ، يبدو كَلَيْلٍ حالكِ السَّوَادِ دائمًا ، هذا بالإضافةِ إلى الإحساسِ النَّامِي بالإحباطِ " . أمَّا " طالبانُ " فهي عدوٌّ متماسِكٌ ، يزدادُ قوةً يومًا بعدَ يومٍ ، و بعدَ أنْ يُدْرِكَ الأوربيونَ عَدَمَ جَدْوَى الحربِ ، سينسحبونَ منها ، و سيكونُ ذلك نهايةَ النّاتو ".

وخُلاصةُ ما انتهى إليه " هويتني " ، أنَّه ما أنْ تُغادرَ " الولاياتُ المتحدةُ و النّاتو " أرضَ " أفغانستانَ " ، و ما أنْ تحلَّ " طالبان " مكانَهما ؛ حتى يُسَجِّلَ التَّاريخُ وَقْفَتَهُ الثَّالثةَ ؛ فالوقفةُ الأولى كانتْ هزيمةُ " الإمبراطوريةِ البريطانيةِ " ، تلك التي لمْ تكنْ تغيبُ عنها الشَّمسُ ، بعدَ انتهاءِ الحروبِ الثلاثةِ " الأنجلو أفغانية " ، على أرضِ " أفغانستان " . أمَّا الوقفةُ الثانيةُ ؛ فكانتْ هزيمةُ " الإمبراطوريةِ السُّوفيتيةِ " منذُ عشرين عامًا ، على نَفْسِ هذه الأرضِ . و تأتي الوقفةُ الثَّالثةُ ؛ و هي نهايةُ الغربِ ، و ستكونُ هذه الوقفةُ الأخيرةُ ، حاشيةٌ يُضِيْفُها الأفغانُ إلى سِجِلاَّت ِتاريخِهمُ الدِّراميِّ ، على حَدِّ قَوْلِ " هويتني " .
http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2597&Itemid=1

من هناك
05-03-2008, 09:03 PM
ما شاء الله عليك اخي مقاوم
هذه الدستة من المقالات الأخيرة دسمة جداً. إن مقالات قاوم ترتفع يوماً بعد يوم.

إن مشكلة الغرب مع افغانستان انه يظن ان الشعب الفقير سوف ينبطح امام الفتات ولكنهم يذهبون بعتاد وافر وعدة وافرة ولكن بدون قلوب.

الكثير من جنودهم يذهب هناك بحثاً عن مال سريع (سنة وسنتان ثم يعود بنصف مليون) كي يبني نفسه في بلاد الرخاء ولكن للأسف الشديد... يعودون بدون عقول ايضاً

إن كندا تعيش الآن معركة سياسية فعلية بسبب بضعة آلاف من الجنود، تريد الحكومة ان تبقيهم كرمى لعيون بوش ومحافظيه ولكن المعارض تستغل سقوط كل جندي كي تؤجج المعركة من جديد واظن ان طالبان لن تنتصر في افغانستان فقط بل ستكون (كما فيتنام) منتصرة في امريكا وكندا واوروبا لأن اعداءها الفعليين في تلك الدول يخسرون مواقعهم يوماً بعد يوم بسبب انتصار الضعفاء عليهم.

إن حكومة كندا على شفير السقوط في اول انتخابات بسبب كراهية الناس لتبعيتها العمياء وهؤلاء الديمقراطيون في امريكا يستمدون قوتهم من ضعف بوش ومن تغلب طالبان والمقاومة العراقية على كل شياطينه والأمر نفسه في المانيا التي لم تستطع ان ترسل الف جندي إضافي فقط إلى افغانستان رغم ان لديها الملايين....

إن الضعيف اوقف العمالقة ثلاث مرات وسوف نرى العملاق الكرتوني منكس الرأس امام مقاومة مؤمنة في بغداد وكابول.

نسأل الله ان يجمع قلوبهم على صراطه المستقيم

مقاوم
05-03-2008, 09:09 PM
نعم جزاك الله خيرا على هذه المداخلة القيمة.

أفغانستان كانت وستبقى بإذن الله مقبرة الغزاة وليتنا نتعلم ونعتبر من الدروس اليومية والأمثلة الرائعة التي تضربها المقاومة المؤمنة كما تفضلت.

شيركوه
05-04-2008, 11:35 AM
ليس الضعيف ضعيفا حينما يكون موقنا بنصر الله

:) رغم اني اعرف ان معلمي بلال يتكلم عما يراه الغربيون





زنده باد حركة طالبان

السلام عليكم

من هناك
05-04-2008, 03:07 PM
شو يعني زنده باد يا فرقاني؟

شيركوه
05-04-2008, 03:44 PM
مين فرقاني؟؟؟


حدا شايف حدا اسمو فرقاني هون؟؟















بعدين انت شو دخلك يا معلمي بلال؟؟ مين حكاك؟؟

















خلص ماشي مشان تقدر تنام الليلة .. يعني "تحيا" او "تعيش" هتاف يعني ... هيك بشكل عام
تفاصيل ... :) بدك تسال غيري

السلام عليكم

مقاوم
05-04-2008, 08:41 PM
طيب شو يعني مرده باد .. إذا كنت شاطر إحزر :)

أبو مُحمد
05-04-2008, 08:47 PM
نسأل الله لهم الثبات

شيركوه
05-04-2008, 08:47 PM
يسقط بدري بيك ابو كلبشا
صح ولا غلطان؟؟؟

:)
السلام عليكم

شيركوه
05-04-2008, 08:49 PM
نسأل الله لهم الثبات

اللهم آمين

مقاوم
05-04-2008, 08:52 PM
يسقط بدري بيك ابو كلبشا
صح ولا غلطان؟؟؟

:)
السلام عليكم
لا غلطان ... بل:
الموت لبدري بيك أبو كلبشة :)

شيركوه
05-04-2008, 08:54 PM
بعرف ما هنة الايرانيين بيقولو مرك بر امريكا

بس ماطاوعني قلبي قول الموت لبدري بيك ابو كلبشا :)

السلام عليكم

موسى بن نصير
05-05-2008, 11:32 PM
الولايات المتَّحدة وطَالِبَان: مَنْ سيكسبُ الحربَ ؟!

بل من اكتوى بنارها؟... مسكين هذا الشعب

شيركوه
05-06-2008, 06:38 AM
ومن سمح لمن يكوي باطلاق الصواريخ والطائرات من ارضه وتظاهر من الكاوي على هذا الشعب المسكين؟؟
نعم مسكين هذا الشعب لان من يقول بان مسلم ويحكم بشرع الله تظاهر من اعداء الامة لكي يقتلوه
كما يتظاهر مع اعداء الامة اليوم ليقتلوا ابناء العراق المساكين ايضا
وكما يتظاهر مع اعداء الامة ليقتلوا ابناء الشعب الفلسطيني ... المسكين ...
وكما يتظاهر مع اعداء الامة حينا ... ويتوقف حينا ..-حسب مصلحته مع من يومها- .. على شعب الشيشان المسكين ...
وكما يتظاهر مع اعداء الامة على شعب الصومال المسكين ...
طبعا سكت يوما عن البوسنة لان ماما امريكا يومها قالت له معليش فيك تتكلم ...فاذا بالبكاء والنواح ...

منيح ... معليش ... يا قول شي كلمة مفيدة ... يا بيعنا سكوتك حبيب الله يرضى عليك لانو سم البدن اللي فينا بيكفينا ماشي حبيب ... :)

السلام عليكم

موسى بن نصير
05-06-2008, 12:09 PM
ومن سمح لمن يكوي باطلاق الصواريخ والطائرات من ارضه وتظاهر من الكاوي على هذا الشعب المسكين؟؟
نعم مسكين هذا الشعب لان من يقول بان مسلم ويحكم بشرع الله تظاهر من اعداء الامة لكي يقتلوه
كما يتظاهر مع اعداء الامة اليوم ليقتلوا ابناء العراق المساكين ايضا
وكما يتظاهر مع اعداء الامة ليقتلوا ابناء الشعب الفلسطيني ... المسكين ...
وكما يتظاهر مع اعداء الامة حينا ... ويتوقف حينا ..-حسب مصلحته مع من يومها- .. على شعب الشيشان المسكين ...
وكما يتظاهر مع اعداء الامة على شعب الصومال المسكين ...
طبعا سكت يوما عن البوسنة لان ماما امريكا يومها قالت له معليش فيك تتكلم ...فاذا بالبكاء والنواح ...

هذا كله بقلبك؟
يالطيف.... بعدين روح للي سم بدنك وخذ حقك منه (طبعا لو قدرت)!
وبطلولنا هالاسطوانات المشروخة وكأنكم شايلين هم الأمة قاعد ببيتك وتنظّر لمعركة اسطلى بنارها غيرك
{لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ }الحشر12
اللهم اجعلنا ممن يسمع القول فيتبع احسنه
الله يهديك

شيركوه
05-06-2008, 12:42 PM
{لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ }الحشر
12

يعني تخرجني من الملة ثم تقول لي الله يهديك؟؟؟ :D
عجيبة هي؟؟؟ على اساس ما بتكفرو المعين؟؟؟!!!

سبحان الله
بس ما حدا يدوس على ذيل حكامكم دغري بته النخوة وبتصيرو تكفيريين

يا حيف

السلام عليكم مع انك ما بتستاهل

شيركوه
05-06-2008, 12:43 PM
بعدين يا آدمي يلي قلبك محروق ... تتباكى على شعب قصفه معلمي اسيادك ...
ولا تجد ما تقول سوى ان ترميني بآية نزلت في ........

:) عجيب امرك

سلام يا بطة

موسى بن نصير
05-06-2008, 09:34 PM
يعني تخرجني من الملة ثم تقول لي الله يهديك؟؟؟ :D
عجيبة هي؟؟؟ على اساس ما بتكفرو المعين؟؟؟!!!
وين التكفير؟
شكلك جاي تبغى (شَكَل)
الله يصلحك ماراح ادخل معك بجدال نهايته أكرهك فيه (لأنه انت كارهني وخالص):)

شيركوه
05-07-2008, 06:51 AM
شخصيا؟؟؟ ما بتعني لي اي شيء حتى اكرهك بس بكره فكركم الاعوج اللي متل مية الشطف
يعني بالله عليك
شو معناة الاية اللي حطيتها؟؟ وموجهاها الي ومعلم فيها بالاحمر ....
يعني شو معناتها آه؟؟؟
بتحب جبلك اية انا كمان؟؟؟ وعلملك عليها بالاحمر وجيبك ارض ارض؟؟؟
شو رايك؟؟
بس ما رح اوصل لمستوى السفاهة هذا ... باستخدام كتاب الله لاجل استعراض عضلاتي ... كتاب الله ما انزل علينا لهذا ..للمنظرة وتسجيل النقاط ... انزل علينا لنعمل به ونقطة عالسطر
واي كلام رح تقولو بعد الان خلي عندك ما لو لازمة لانو المكتوب مبين من عنوانه

سلام