تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الصومال وانتهاكات القانون الدولي



من هناك
05-03-2008, 04:39 AM
بعد المجازر والانتهاكات الأثيوبية المتتالية في الصومال, والتي كان منها مداهمة مجمع مسجد الهداية في العاصمة الصومالية وذبح إمام المسجد ومدرس القرآن وجموع من المصلين واحتجاز عدد من الأطفال, واقتحام مستشفى للأطفال في مقديشو وتدميره وسلب محتوياته, وهو ما وثقته وأدانته منظمة العفو الدولية. وأخيرا قتل ما لا يقل عن 12 مدنيا صوماليا يوم الأربعاء الماضي في بيداوة شمال غرب مقديشو برصاص جنود أثيوبيين فتحوا النار بعد هجوم على إحدى شاحناتهم. وقد نقلت وكالة الأنباء عن شهود عيان قولهم أن الجنود الأثيوبيين فتحوا النار بعدما انفجرت قنبلة مزروعة على حافة الطريق بشاحنة صهريج تابعة للقوات الغازية، مما أدى إلى مقتل جندي أثيوبي في الانفجار.

بطبيعة الحال لم يكن رد فعل المجتمع الدولي السلبي واللامبالي على التجاوزات الأثيوبية مختلفا عنه حين حذرت أربعون وكالة إغاثة محلية ودولية في نهاية شهر مارس الماضي من حدوث كارثة إنسانية وشيكة في الصومال في حال لم يبادر قادة العالم بتركيز اهتمامهم بشكل فوري على هذا البلد المنكوب. وكانت منظمات إنسانية دولية بما فيها منظمة " سايف ذي تشيلدرن" و "وولد فيزن" و "أوكسفام" و "إنترناشيونال ميدكال كوبس" أصدرت بيانا مشتركا قبل يوم واحد من عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة الوضع في الصومال والذي سبق للأمم المتحدة أن قالت إنه يواجه أسوأ وضع إنساني في القارة الأفريقية, جاء فيه أن الصومال يعاني من مشكلة النازحين الذين تجاوز عددهم مليون شخص، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتضخم والجفاف, وأن أعمال العنف المتكررة في العاصمة مقديشو ترغم نحو 20 ألف شخص على النزوح من منازلهم كل شهر.


الاستجابة الأمريكية لنداءات الإغاثة العالمية ولمجازر حلفائها الأثيوبيين جاءت من خلال غارة جوية أدت إلى مقتل قياديين من حركة المقاومة الصومالية هما آدم عيرو، القيادي العسكري في حركة شباب المجاهدين وكذلك محيي الدين عمر، وزير الصحة السابق في عهد المحاكم الإسلامية في الصومال, بالإضافة إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى ووقوع دمار كبير في المنازل والممتلكات. يذكر أن واشنطن كانت قد اعتبرت تنظيم الشباب المجاهدين تنظيماً إرهابياً، حيث جاء في وصف له على موقع وزارة الخارجية الأمريكية أن التنظيم "جماعة متطرفة عنيفة ووحشية تضم أعضاء مرتبطين بتنظيم القاعدة, ويعتقد أن العديد من كبار قادته تدربوا وقاتلوا إلى جانب القاعدة في أفغانستان
."
بوب بروتشا، المتحدث باسم الجيش الأمريكي قال ، إن الغارة التي شنتها المقاتلات الأمريكية في الصومال استهدفت هدفا معلوما للقاعدة وقائدا عسكريا لميلشيات مسلحة. فهل يعطي القانون الدولي للقوات الأمريكية الحق في استهداف وقتل من تشتبه بأنهم من تنظيم القاعدة دون أن تكلف نفسها عناء تقديم الأدلة والبراهين على إدعاءاتها؟ وهل تجيز العدالة الأمريكية سقوط أعداد من الأبرياء والضحايا في عمليات قصف لقنص إرهابيين محتملين كما يحدث في غالبية الأحيان؟ في الوقت الذي يجب إدانة وتجريم أي تنظيم يستهدف الأبرياء بغض النظر عن دياناتهم وأعراقهم, فإن القيم الإنسانية السوية تستوجب رفض أن يكون إلقاء تهم الانتماء لتنظيمات إرهابية جزافا دون دليل أو قرينة, غطاء لقمع المقاومين أو ترخيصا بقتل الأبرياء وتدمير بيوتهم وزيادة معاناتهم الإنسانية. إن الإرهاب الملموس في مكافحة إرهاب مفترض أمر, يستوجب الإدانة والشجب.


ياسر سعد