تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يوسف أيها الصديق ...............



هنا الحقيقه
05-01-2008, 02:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


(1) عندما كان طفلا


قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ



كان يظن وهو صغير أن لا مشكلة أو حدث يمر في منزلهم الكبير , بتعداد أنفسه إلا وله في هذه المشكلة أو القضية حصة رغم أنه كان في غالب تلك المشاكل أبعد ما يكون عن الموضوع , كان يستغرب كيف لهذه المشاكل والقضاية العائلية تعزى لطفل صغير ليس له تأثير قوي –حسب ظنه – في اسرته خصوصا أن اسرته متكونه من 9 أولاد والشمس والقمر فيكونون أحد عشرة نفساً
كيف لهذا الولد الصغير الذي ليس هو بكبيرهم فيسمع ويطاع ويأمر فينفذ أمره ويخطط للمشكلة فينفذها من هو دونه
وليس باصغرهم ( المدلل ), فيكون اللحمة الغض و الوجه الوديع, الذي يحنو عليه الجميع فينفذون ما يريد حباً ودلالاً و رأفة (باخر العنقود ) الذي عادة يعتبره الجميع ابنهم
كان اوسطهم نعم اوسطهم وخير الامور اوسطها فلم يكن بالكبير المتجبر أو الصغير المتدلل
فلما كل قضية يؤتى بإسمه فيها ؟


لما كل مشكلة يشار اليه بالسبابة والخنصر والبنصر وحتى الابهام ؟!
,فصاحب الوجه البريء كان جل امره خارج المنزل وأن جلس في المنزل فعيناه ترنو إلى الشارع
خصوصاً أن سمع هيعة أو صرخة أو صيحه أو صافرة غريبة لولد في الشارع يكاد قلبه يخطف وجسمه يرجف ,فلا يتمالك نفسه إلا ويكون في وسط الشارع لاعباً لكرةٍ أو قائدا لعجلةٍ أو سائراً متجها إلى كشك ( عبد الرزاق الذي لقبه هذا الولد ب ترزق اختصارا ) لشراء المثلجات الذي كان يعشقها عشقاً لا يوصف فسبحان الله الذي يقلب القلوب وسبحان الله الذي جعل هذا الطفل ما أن بلغ لايذكر المثلجات إلا ما نادر آه .. لفضول هذا الطفل المبتلى


ظن أن الأمر لا يتعدى المنزل وظن أن أخاه الكبير هو من يسلط عليه أمه وأباه أو بالأحرى هو من يسلط نفسه عليه وظن أن هذه الاية تنطبق عليه لكنه كان على خطـأ


إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ





*********************




(2) ولد ليكون زعيما




وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ



اتضح الامر وبان في المدرسة أكثر ولكن بصورة تختلف فصار هذا (الولد ) بدون أن يروج لنفسه أو أن يقاتل ليثبت للطلاب جدارته واسحقاقه كقدوة لهم انما هم اجتمعوا حوله شيئا فشيئا فصار الزعيم الاوحد والقائد الضرورة ! والأمير بلا منازع مسموع الكلمة إذا قال
انصت له , و إذا امر سارعوا بالتنفيذ كان الأب الروحي لإقرانه وما دون أقرانه وما فوق اقرانه .


له تخضع الرقاب, وتجبى الجبايا , فلا شكولا تدخل مدرسته الا وتُقّدم لحضرته فيأكل منها ما طاب ,
ولا عصير ماركة (اجنبيه) إلا ويحسب له اولا !
ولا يقبل منهم إلا أن كان مختوما فيفض ختمه بيده ! ولا طابور ( تغذية مدرسية ) يترأسه أحد الا هو , هذا إن احب أن يقف في الطابور والا الاصل ان يؤتى إليه الطعام بصحنه وشوكته ومنديله وعصيره وحليبه المعسل وصمونه الفرنسي !


كان يشرف على شؤونه وخدمته من الإماء والجواري 7 ما بين بنت معاونة المدرسة أو بنت المعلمة أو بنت مديرة المدرسة أو بنت عز ودلال فما اروع أن يكون لشخص جواري من هذه الطبقة ! كلهن يتسابقن لخدمته (فهو محبوب من اهليهن ايضا) وكثيراً ما يرسلوا له الهداية محبة , فترى البنات ان عطس الولد في يوم شات اخرجن له من محفظتهن انواعاً من المناديل فلا يأخذ إلا ارقها واحلاها فلما التخشن والطّيب من رزق الله موجود تحت اليد ؟!


بويع من البنات على السمع والطاعة والخدمة في المنشط والمكره على أن لهن الحماية في المدرسة فلا يمسهن تلميذ الا و وضربت يده , و لا يتطاول عليهن لسان الا و تلقى لطمة على فيه , و لا يؤذيهن ولد كبر أو صغر سنه , و أن يصلن منازلهن سالمات معافات من كل مكروه ما سلم الله والحمايه مكفولة بعصبة يراسها هو تتغير دورياً حتى يوصلهن الى منازلهن فالعِرض واحد والغيرة على محارم المسلمين واحدة


أما الاولاد فالطاعة له عمياء فهو القائد المفدى الذي لا يحكم إلا بالعدل وهو العقل الملهم الذي لا يهم بشيء إلا واتمه أو هلك دونه وهو حامي الحمى صاد هجوم الاعداء من صفوف أخرى ومدارس أخرى فلا يهاب حجر أو ضربة عصى أو تجبر من تجبر فكان أول من يلاقي ان حمى وطيسها واحمرت احداق أولادها , وكم هي المرات يأمر بعض الاولاد لتنفيذ مهام من الصعب جدا تنفيذها لمن هم بسنهم فيتسابقون على تنفيذها محبة وتنفيذا لاوامره !
بل كان يدربهم كل يوم عصرا على الاعمال الشاقة فهو لا يرضى ان يكون اتباعه ليني الجسم, ضعيفي العظل, لا شدة في اجسامهم , ولا جلادة في قلوبهم!


وكان لا يقبل الظلم فكم من مرة اعتذر ان اخطا أو سامح ان تجاوز عليه فياروعة هذا القائد أين هو في هذا الزمان وأين القادة اليوم من اخلاقه !





قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ



و كان يشجع التكافل فيجمع ما يؤتى من المنازل فيقسمها على من يأتي خالي الوفاض من بيته تأثر بقدوته ورسوله عندما امتدح أبو موسى الاشعري وامتدح قومه وقال أنا منهم وهم مني او كما قال بابي وامي هو صلاة الله وسلامه عليه عندما قص طريقتهم في عسرهم فيجمعون ما يملكون ويقسموه بالتساوي


كان محبوباً رغم مشاغباته كان يُصّدر في كل امر رغم عدم التزامه في الصفوف
كان يعول عليه في كل مسابقة بين المدارس رغم عدم حبه للمسابقات


فلا رفعة للعلم الا وهو رافعه ولا مطلق رصاص تحية للعلم الا وهو ماسك الرشاش ومطلق الرصاصات في الهواء


ولا طلائع وفتوة الا وهو الزعيم فيؤخذ له التحية


ولا مسابقة لاتّقن مسير بين المدارس الا و هو قائد الجمع يسير سير العسكر فيضبط الجميع وقع اقدامهم و رفع ايديهم على اقدامه ويديه وكلماته (يس أم) وهم مرتدون الثياب العسكرية فياخذون المرتبة الثانية على القطر بعد أن أخذتها مدرسة البنات فقد كانت البنات مرتديات اجمل زي (فمع ثيابهن الانيقة ) كن يرتدن ( خوذ الطيران العسكري) و كانت حرب العراق و ايران في اوجها (القادسية الثانية ) و كان حينها طياري العراق طياري العرب طياري الاسلام صقورنا الاشاوس باسطين اشرعة طائراتهم في السماء عالنين انهم اسيادها بلا منازع فيدكون مواقع ايران دكاً دكا فلا ناقلة ولا جزيرة ولا ساحة جبهة ولا مدينة الا وتوقيع صقور الجو فيها ولا سماء الا والصقور قد افردوا اجنحتهم فيها


فكان المركز الاول لهذه المدرسة


ولا لقاء مع مشرف أو وزير أو رئيس دولة الا و هو قائد الكوكبة التي تذهب للمقابلة


بل قل حتى النشيد رغم ( نشاز صوته ) والعزف رغم (كرهه له ) والتمثيل رغم (نظرته الدونية للمثل) حتى الرسم رغم ( لؤم يده وعصيانها له في الرسم فلا ترسم ما يريد رغم حبه للرسم ) فكان مشاركاً قسرياً رغم ممانعته


و ما اكثر الذكريات والمواقف فيها

*********************************


(3) الشباب


وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ


صار شابا ابن ال18 عشر ربيعاً كبر و طال و عرض فقد اعطاه الله تعالى بسطة في الجسم
فشّب الولد حاملا معه في عقله ذكريات جميلة ومريرة من مدرسته الابتدائية و المتوسطة والاعدادية و ما أن قدم الى كلية لم يخترها هو لكن إرادة الله فوق كل إرادة علما ان معدله التحصيلي كان من الاربعة الاوائل على العراق صادف ان احتاج شيء من بطاقته المدرسية (وهي فيها كل درجات الدراسة لاثني عشرة سنة وكل ملاحظات المدرسين والمعلمات على الطالب ) التي لا يجوز أن يطلع عليها الطالب طيلة دراسته قلب البطاقة الموجودة في ارشيف الكلية اعاد شريط الذكريات وبدأ يتذكر احداث الابتدائة التي تاثر بها كثيراً ورأى الدرجات والتقييمات ورأى اختلاف الدرجات تارة عالية وتارة هابطة ورأى تقييم المعلمات ( لم يكن في الابتدائة معلمين رجال فالرجال كانوا في الجبة يقاتلون ) واخذ يبتسم تارة ويضحك تارة ويقطب حاجبية تارة اخرى لما يرى من هوامش وتعليقات وملاحظات على سيرته الدراسية واخذ يتذكر بعض المواقف مع معلماته واساتذته وبينما يقلب البطاقة لاحظ أن كل التقييمات تختلف الا انهم اتفقوا تقريبا على هذه التقييمات


1: قيادي
2:ذكي جدا
3: محبوب بين اقرانه ومعلماته
4: خدوم يحب المساعدة
5: جريء
6:غير منتبه في الصف
7:مهاب بين اقرانه
8:غير مواضب في المدرسة
9:كثير الغياب
10:نشط
11:كثير الأعذار
12: غير منتمي لحزب البعث العربي الاشتراكي !


اتفق هذا الشاب مع صاحب الارشيف أن يأخذ البطاقة المدرسية بعد التخرج على أن يحتفظ الارشيف بنسخة مصورة وكان له ما اراد فاحتفظ بها الى الان






(4)

**********************أيام الفتنة و المحنة : أحداثها من عام 1995 فما فوق ******************



قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ




كما كان منذ صغره , يلتف حوله الشبان , فها هو صار ابن الواحد والعشرين ربيعا ,و صار زعيم رفاقه يخطط ويبتكر الابتكارات , ويقترح الاقتراحات , و يسمع كلام البعض و يؤيد ما يرجح عنده ويبين خطأ ما بطل عنده كانت الدنيا زاهية له فلا مكدر لصفو العيش و لا منغص لايام الحياة فلا عدو و لا مبغض بقربه . في مجلسه الاحباء والاخوان وعلى يمينه وشماله الصقران فلا يسمع نعيب البوم او قأقاة الغربان


حتى تبدل الحال فدوام الحال من المحال فسبحان الذي قال (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )


انقلبت الدنيا راساً على عقب بين الإقامة و الاذان , وصار هذا الشاب مطلوب من الانس والجان, حياً أو ميتاً , فلا طائر يطير الا ويسال عنه, و لا سائر يسير الا وكشف
وجهه ليطابق مع وجه صاحب الصورة. إختفى الشاب عن الانظار فلا جن ينعق دالاً عليه فيصيح !
و لا انس يستمال بمال فيغره أن برأس الشاب يطيح ,!
وصار الطلب عنه في العلن وفي المذياع وعلى رؤوس الاشهاد باسمه الصريح !


مضى اليوم واليومان فاعتقل الأب و الأخ ضغطاً على الشاب وأل بيته فلا مخرج للأب وأخيه الا بتسليم الشاب نفسه فيؤثر نفس اباه واخاه
على نفسه المؤمنة بربها جل علاه


سمع الشاب الأخبار من هذا وذاك ومن المؤتمن الثقة فاثر التسليم على الرغم ان لا ذنوب اقترفها ولا جناية ارتكبها ولا حباية صارت كباية!
ليحدث ما حدث , فما أصل الحكاية ؟!


سلم نفسه على رؤوس الاشهاد , و اطلق سراح الأب والأخ , وزج بالشاب في زنزانته المظلمة لا يرى الكف فيها, ولا يعرف أين هو !
أو كيف هي زنزانته ؟
انما علم طولها وعرضها فهي متر في متر ونصف لا يعرف كيف ينام حتى لو كان نوم العصفور على غصنه
أو يقلد( ابي حنيفه ) فيمد رجله !
كيف يمدها في متر ونصف وطول الشاب 191 سنتمتر فما أن يمدها حتى تثنى ركبتيه ولا يعرف موضع قضاء حاجته او مكان وضوءه , سبحان من خلق الارحام سبحان من يسر امرنا واخرجنا من ظلمات البطون والارحام والمشيمة سبحان الذي السبيل يسره سبحان الذي جعلنا في بطون امهاتنا فما ضقنا ذرعا ولا انشغلنا بحالنا فالطعام يدخل جوفنا بلا تعب ونصب سبحانه تعالى .
مر على الشاب وهو في غيابت الجب شهرين متتاليين حسوما



ثم استدعي فتم التخيير بين هذا وذاك بعد الترغيب والترهيب وكان الترهيب هو الغالب , أما موافقة السطان فينجي نفسه, ويلحق باهله , ويغضب ربه , وأما ممانعته , فيرى اشد العذاب’ وبعدها يشهر السيف فيطيح خفقاً بالرقاب


رفض الشاب المداهنة والموافقة وطاعة السلطان في معصية رب الاكوان واله الزمان والمتصرف في جميع خلقه ومنهم بني الانسان



شُدّد عليه فلم يعد للنوم مكان بين عينيه , ولم يعد للطعام مكان في معدته او حتى فيه ,
ولا ماء يشربه الا ما يبل شفتيه , ولكنه لا زال لقراره متمسك ولا زال في قلبه عزيمة واصرار وايمان بالقوي الرحمن



واجتمع السلطان وحاشيته واسروا النجوى على اعدامه وتخالص أزلامه بان لا يطلع عليه شمس ولا نهار الا والسيف البتار يحز رقبته أو يرضخ لامر السلطان الجبار


فاذا برجل عاقل جاءهم يسعى صرخ بهم وقال ويلكم ماذا تفعلون وعلى أي شيء تتناجون كانكم حمقى لا تعلمون


اليس فيكم رشيد أو صاحب رأي سديد لا اخالكم الا احدكم ما بين ظالم وعنيد


ألا تعلمون أن له أهل وعشيرة ممتنعة قوية ؟!
ولها من القوة والشوكة مالها واعمامه وأولادهم في الجيش ما بين قادة وضباط حتى أن ما كان ثلاثة من عشيرته الا واثنين منهم ضباط في الجيش
كيف تقتلونه على مراى من الناس؟
ولاهله وعشيرته تثيرون , وتجعلون العشائر المتحالفه معهم عليكم يسخطون, بل كيف للانقلاب تأمنون وقد اعدمتم من له بين أهله حضوة , وله بين اقرانه كلمة وسمعه , واباه كما علمتم مسموع الراي مطاع الامر ؟


انظروا عشيرته وأهله و استدعوهم , وخيروهم مابين أن يقنعوا ولدهم أن يرجع عن امره ويوافق السلطان أو فليعذروهم فيه فقد وصل الأمر ما لا يطاق وكيف يعصى السلطان فتنكسر هيته امام حاشيته ورعيته !


تشاور الجمع و قالوا و لا نمهلهم اكثر من يومين
وصار الاتفاق على امرين أما الطاعة للسلطان في معصية الرحمان أو الاعدام .
فنادوا في البلاد حاشرين أن من كان من عشيرة هذا الشاب فلياتينا على عجل
,فالامر قد استفحل, ولم يعد للصبر مكان ولا زمان فاما الطاعة واما القتل !


جمع الجمع وتقابل الطرفان
واستثني من الجمع الاب والاخوان
اجتمعوا فقال كبير جمع السلطان :


لقد جمعناكم وانتم اعلم منا لماذا , و هذا ابنكم عصى سلطاننا وسلطانكم , و انتم تعلمون أن للسلطان يد عليكم فاما تردعوا صغيركم فيطيب لكم العيش وتكونوا في عين الرضى واما السيف يعمل فيكم ولا يد بعد اليوم ولا حضوة فشوروا انفسكم وقلبوا يومكم


قام أحد كبراء المداهنين للسلطان من عشيرة الشاب ويا مكثرهم في كل زمان ومكان ولا يكاد بيت يخلوا منهم
قال بعد ان فتل شاربيه ومط شفتيه وعدل (بشته) على منكبيه : ايها السلطان سمعنا مقالتك و علمنا أن شيئاً من ابننا رابك فلن تسمع منا الا ما يسرك ثم أخذ يقص القصص
ويروي منّة السلطان عليه وعليهم ثم اردف و قال وساق المقال


فاما الولد ؛ سوف نكلمه اليوم وغداً, فاما أن يطع السلطان ويرجع على ماهو في رأسه من هوى
واما الأخرى فقد عذرت فينا ولا حجة لنا عليك
فاما أن تضرب عنقه أو تدفعه إلينا فنضرب عنقه بإيدنا فلا يلمك احد في دم ابننا
فنقول ابننا وعملنا فيه ما العرف يخولنا ..


(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)



فاذا بشيخ كبير من عشيرة الشاب يبلغ من العمر تسعين قام الشيخ رغم سنه كانه شاب ابن العشرين: صه قبحك الله من رجل هكذا نهر المداهن
اتحل دم ولدنا هكذا ؟!


اسمع ايها السلطان لقد عرفنا ما غايتك وما حزم وعزم عليه امرك


ونحن لا ننكر فضلك بعد فضل الله علينا وانا كما لك يد علينا فنحن لنا يد على سلطانك فكم من مرة اهتز عرشك
وما ثبته الا أولادنا


و كم من مرة سيرتهم الى النار فالقوا في جحيمها انفسهم
و كم من مرة كنا لك سيفا تضرب به
و رمحا تنفذ اكباد اعداء البلاد به
و حزاما تشد به ظهرك بعد ان ارتخى ظهرك وانكشف
فان كنت صاحب منّة علينا فاتممها فخير المنن كمالها واتمها
وان كنت صاحب فضل فاكمل فضلك فلا خير في فضل انقلب اخره على اوله
وان كنت لولاءنا شار وغير بايع فاطلق ولدنا من سجنك ولك منا عهد اما أن نسفره خارج البلاد فننفيه
واما نسكنه البساتين والبادية , فلا يتدخل في سلطانك ولا يعمل جندياً أو جابياً أو متصرفاً في دولتك
ولا يبدي راياً في امرا قد قضيته
فوالله لا نعلم ما نقول ان سالونا اولاد عمومته بأي ذنب قتل ابن عمنا
واصدقك القول أيها السلطان الشباب دمهم حامي ويغلب عليهم التهور فان هدم السياج وهاج الثور فلا نعلم كيف نهدئ من يثور وانت اعلم منا كيف اذا هاج المرج وفار التنور


ثار السطان وارتعد وغضب, وكل من حوله يعلمون كيف اذا غضب وكيف اذا اهتز شاربه.!


قال السلطان لا والله يا شيخ ما انا بتاركه فيكون فتنة في الارض اما أن يرجع عن ما في رأسه اليوم واما لا يشق عليه فجر ولا يصبح عليه صباح الا ورأسه بين كفيك


نهض هذا وذاك وحصل الهرج والمرج وتباحث في الامر كل من جمع لهذا الجمع فصار الرأي أن يبقى في السجن شهرين اخريين لاجل اقناعه وعسى ان يعدل عن رايه
فكان هذا ما حدث والشاب معتقل في سجنه لا يرى شمس النهار ولا يرى نور مصباح ولا يرى كيف هي يده ولا يرى موضع قضاء حاجته فكلها ظلام في ظلام وعلى سيد المرسلين خير السلام


(ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ)






يتبع ...


ملاحظة 1: تفاصيل تجدوها ان شاء الله في سيرة عندما كنت 109

chidichidi
05-01-2008, 04:43 PM
1يتبع ...


ملاحظة 1: تفاصيل تجدوها ان شاء الله في سيرة عندما كنت 109



وين بدنا نتابع؟؟ لا تزيد المواضيع علينا حتى لا نضيع ولا على نفسك حتى لا تتكاسل بيكفي واحد خلصوه وبعدين انتقل للتاني
بعدين شو الصلة بين الموضوعين؟؟ لا يوجد تفاصيل هناك لاي من الاحداث هنا ام غاب عني شيء؟؟

من هناك
05-01-2008, 06:22 PM
انا ايضاً لم افهم ما هي العلاقة بني الموضوعين

هنا الحقيقه
05-01-2008, 07:17 PM
وين بدنا نتابع؟؟ لا تزيد المواضيع علينا حتى لا نضيع ولا على نفسك حتى لا تتكاسل بيكفي واحد خلصوه وبعدين انتقل للتاني
بعدين شو الصلة بين الموضوعين؟؟ لا يوجد تفاصيل هناك لاي من الاحداث هنا ام غاب عني شيء؟؟
أخي شادي كان لازم اعمل هل حركه حتى ابدا بربط الخيوط

انا ايضاً لم افهم ما هي العلاقة بني الموضوعين
الربط سيكون ان شاء الله في الاجزاء التالية المتعاقبة من السيرة لانها سوف تكون اجزاء ربط الخيوط كلها فكان لابد ان اضع القارئ في الصورة عن خلفية هنا الحقيقه قبل ان ندخل في المواضيع الساخنة :)

وهي انتقالة اخرى من السيرة
طبعا مش لازم اقول ان الذي اتكلم عنه في هذا الموضوع هو هنا الحقيقه نفسو مش هيك معلمي بلال

من هناك
05-01-2008, 07:22 PM
الآن فهمت عليك ولكن كنت اريد ان احسن الظن فلا اقول ان هنا الحقيقة عم يشوف حاول علينا

chidichidi
05-01-2008, 07:24 PM
أخي شادي كان لازم اعمل هل حركه حتى ابدا بربط الخيوط

الربط سيكون ان شاء الله في الاجزاء التالية المتعاقبة من السيرة لانها سوف تكون اجزاء ربط الخيوط كلها فكان لابد ان اضع القارئ في الصورة عن خلفية هنا الحقيقه قبل ان ندخل في المواضيع الساخنة :)

وهي انتقالة اخرى من السيرة
طبعا مش لازم اقول ان الذي اتكلم عنه في هذا الموضوع هو هنا الحقيقه نفسو مش هيك معلمي بلال
اربط الخيوط لكن انتبه ما تشربكها لان الظاهر ان في شربكة كبيرة على الطريق

صرخة حق
05-01-2008, 09:17 PM
وضحت السيرة ... ولكننا شغوفون لـ 109 بهذا الجزء الغريب من السيرة
وخطاكم السوء

هنا الحقيقه
05-01-2008, 09:30 PM
الآن فهمت عليك ولكن كنت اريد ان احسن الظن فلا اقول ان هنا الحقيقة عم يشوف حاول علينا


ولو معلمي يعني العين تصعد فوق الحاجب انت معلمي وتاج راسي
لكن الضرورة تلتزم ان اكتب ما كتبته لانه فيما ياتي يتوجب ان تعرف خلفية عن هنا الحقيقه فكما اخبرتك من قبل ان المجهول عندك لا يعطيك الحكم على هنا الحقيقه الا فيما كتبه والله شاهد ما كان القصد شوفت حال ولا مديح للنفس انما وضع خلفية للقارئ حتى يستوعب ما ياتي ان شاء الله تعالى
لان القادم خطير والي مضى كلو كان مقدمة بسيطة :)

من هناك
05-01-2008, 09:31 PM
له له له
انتم المعلمين (بكسر اللام :))
طيب سوف ننتظر إذاً

هنا الحقيقه
05-03-2008, 08:58 AM
وضحت السيرة ... ولكننا شغوفون لـ 109 بهذا الجزء الغريب من السيرة
وخطاكم السوء


جزاك الله خير ان شاء الله

سوف يتلاشى الغموض