تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الثـورة الإيرانية.. الفتنة الكبـرى الثانية في تاريخ الإسلام



أحمد الظرافي
04-29-2008, 07:06 PM
الثـورة الإيرانية.. الفتنة الكبـرى الثانية في تاريخ الإسلام
بقلم: أحمد الظرافي
هذا البحث ليس من قبيل نظرية المؤامرة ، وإنما هو – أو كما أزعم على الأقل - بحث جاد في تداعيات الثورة الإيرانية عام 1979 ، من زاوية مدى استفادة المسلمين عامة منها ، وهل كانت في مصلحتهم أم كانت ضد مصلحتهم ؟

حرب أكتوبر1973 وتداعياتها
كان الموقف العربي التضامني القوي الذي وقفه العرب - أنظمة وشعوبا - مع مصر وسوريا في حربهما العادلة ضد الكيان الصهيوني في حرب أكتوبر عام 1973 نقطة تحول حاسمة في مسار العلاقات العربية مع الدول الغربية وبصورة خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

فهذا الموقف العربي التاريخي والفريد من نوعه ، لم يرعب فقط دولة الكيان الصهيوني ، وإنما أرعب جميع حلفاء هذا الكيان الاستيطاني الغاصب ، وفي مقدمته الدول الرأسمالية الغربية التي تواطأت على زرعه في بقعة طاهرة ومقدسة من الوطن العربي الكبير ، ألا وهي فلسطين ، مهد الأنبياء والرسل عليهم السلام ، والأرض التي فيها المسجد الأقصى المبارك ، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

إذ أنه لأول مرة تتجاوز الأنظمة العربية الحاكمة الأقوال إلى الأفعال ، في تاريخها الحديث ، وتقف إزاء الصراع العربي الصهيوني ، موقفا عمليا جادا ومشرفا في مجمله ، وتضع إمكاناتها العسكرية والاقتصادية والبشرية في المعركة التي كانت قائمة حينئذٍ ، والتي أشعلها الجيشان المصري والسوري في العاشر من رمضان ، بما لذلك من مغزى ديني كبير ، بل ويساهم العديد منها فعليا بالعتاد والرجال ، وفي مقدمة من فعل ذلك: العراق السعودية والجزائر وليبيا.

بيد أن الشيء الذي كان أكثر رعبا للغرب وللولايا ت المتحدة الأمريكية ،هو مشاركة الدول العربية المصدرة للنفط في تلك المعركة الحاسمة من خلال استخدام سلاح النفط - إلى جانب الطائرات والمدافع والدبابات - والتي تجسدت في قرارهم الجماعي التاريخي القاضي بخفض الكميات المنتجة من النفط – وبالتالي الكميات المصدرة منه للدول الصناعية الغربية الداعمة والمؤيدة لمواقف الكيان الصهيوني في حربه ومواقفه العدوانية الظالمة تجاه العرب .وهو القرار الجريء الذي أحدث أزمة عالمية كبرى في مجال الطاقة ، والتي كان الغرب الصناعي أكبر المتضررين منها والدافعين لثمنها.

ذلك أن العجلة الصناعية الغربية – التي يعتبر النفط العصب المحرك لها – أصيبت بالشلل حينذاك ، وترتب على ذلك العديد من التداعيات العنيفة التي أوشكت أن تزعزع قواعد الاقتصاد الغربي ، بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل. وهو الأمر الذي دفع الشعوب الغربية إلى أن تضغط على حكوماتها من أجل تقديم تنازلات لصالح العرب لكي تُحل هذه الأزمة – وهو ما حدث بالفعل ، فمن جهة التأم شمل مجلس الأمن الدولي للنظر في ذلك الصراع الجاري ، ومن جهة أخرى هرول السياسيون الغربيون- وهم صاغرون - إلى المنطقة العربية حاملين مشاريع الحلول السلمية ، ومستجدين – في الوقت نفسه – من بعض الأنظمة العربية أن تضع حدٍ لأزمة الطاقة الخانقة التي عصفت بالمجتمعات الغربية.

والمهم أن الموقف العربي في حرب أكتوبر 1973 كان صفعة قوية للولايات المتحدة والدول الغربية المؤيدة لإسرائيل، وكان الأكثر قسوة ومرارة على الحكومات الغربية ، والأكثر نكاية بها، هو أن الصفعة هذه المرة جاءت من حلفائها التقليديين ، وهي الدول العربية المصدرة للنفط ، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودول الخليج ، والتي جاء التهديد المباشر على المصالح الأمريكية والغربية الحيوية منها بالذات بعد أن انحازت إلى سربها العربي ورمت عرض الحائط بتحالفاتها معها .

ولم ينس الغرب لهذه الدول وللعرب عموما هذا الموقف التضامني الذي دل على قوتهم وعلى قدرتهم على قلب موازين الصراعات متى ما توفرت الإرادة وأخلصت النية ، وكان ما حدث درسا بليغا وعاه الزعماء الغربيون جيدا ، فكان أن بدأت الولايات المتحدة – وبمساعدة الحكومات الأوروبية - مخططاتها الشريرة لقصم ظهر العرب وشرذمتهم أولا ، ولتحييد سلاح النفط وإبعاده عن ساحة الصراع العربي الإسرائيلي ثانيا ، ولإعادة الدول العربية المصدرة للنفط – وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي – إلى بيت الطاعة وإلى الحظيرة الأمريكية.

ومع المدى ثبت أن الولايات المتحدة نجحت في تحويل انتصار العرب العسكري في تلك الحرب إلى هزيمة سياسية، وفي تجاوز الأزمة النفطية والالتفاف عليها، وبدأت سيطرة الغرب تعود تدريجيا فيما يتعلق بتقرير أسعار النفط في الأسواق الدولية ، كما نجح الأمريكان في تحقيق العديد من النجاحات المتعلقة بمخططاتها تجاه العرب والشرق الأوسط بعد حرب أكتوبر 1973.

فمن ناحية عمل الغرب على إيجاد مصادر أخرى للطاقة ، وعمل في الوقت نفسه على تشجيع إنتاج النفط في أماكن أخرى كثيرة من العالم منها بحر الشمال ، وأمريكا الجنوبية وروسيا والنرويج وأفريقيا ، وكل ذلك لتقليص اعتمادها على النفط العربي، وحتى لا تكون رهينة لقرارات الأنظمة العربية وعرضة لتهديدها بهذا السلاح الخطير في المستقبل .

ولكي لا يتكرر ما حدث في عام 1973، ولمواجهة أزمة نفطية جديدة من ذلك النوع في المستقبل، وأيضا للتحكم في أسعار النفط ، قامت أمريكا والدول الغربية بعمل " مخزون استراتيجي من النفط " بحيث يلبي احتياجاتها الاستهلاكية لعدة أشهر في حالة نشوب أزمة عالمية في الطاقة ويحول دون توقف عجلتها الصناعية عن الدوران.

وبجانب ذلك ومن خلال العديد من الإجراءات والسياسات الأخرى نجح الغرب في التحكم في أسعار النفط بل وتخفيض هذه الأسعار إلى أدنى حد ، وهو الحد الذي يخدم اقتصاده الرأسمالي بدرجة أساسية -

ومن جهة ثانية، تم اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز، الزعيم العربي الفذ، الذي أذلت مواقفه الشجاعة كبرياء الولايات المتحدة.وحط أنوف زعمائها في الوحل، وكان مقتلة – رحمه الله – كارثة للتضامن العربي وبداية لعودة علاقة التحالف الأمريكية السعودية الخليجية غير الندية لسابق عهدها.

ومن ناحية ثالثة نجحت الولايات المتحدة في إبعاد مصر عن الصف العربي، وعزلها عن ساحة المواجهة ، ومن ثم إضعاف الجبهة العربية على إطلاقها ، وذلك بعد أن تم استدراج نظام السادات لتوقيع اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني في عام 1979، وهي الاتفاقية التي كانت على حساب علاقاتها مع الدول العربية وعلى حساب موقفها القيادي للأمة وعلى حساب تاريخها وموقعها الاستراتيجي.

وبجانب ذلك قامت الولايات المتحدة بخلق العديد من المشاكل والأزمات الجانبية التي من شأنها شغل العرب عن الاهتمام بقضيتهم الأساسية ، وهي قضية فلسطين ، والتفريق بينهم ، مثل إشعال فتيل الحرب الأهلية في لبنان ، والمشكلة الصحراوية في المغرب ، والحرب في اليمن ، وقضية أكراد العراق وغيرها.

ولكن .. ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية - المدعومة من قبل الدول الأوروبية الرأسمالية - نجحت في تحقيق الكثير من مخططاتها الإستراتيجية تجاه العرب بعد حرب 1973، ونجحت في إعادة فرض سيطرتها على الدولة العربية المصدرة للنفط ، وفي التحكم في أسعار النفط ، وفي ضمان أمن إسرائيل أبضا ، إلا أن كل ذلك لم يكن باعثا للطمأنينة في قلوب الزعماء والسياسيين الأمريكيين والغربيين ، فقد ظلت مخاوفهم قائمة من التضامن العربي ، ومن إمكانية تكرار ما حدث في عام 1973 ، لا سيما وأن الزعماء العرب ظلوا يلوحون باستخدام النفط كسلاح عند الضرورة .

كما أن خروج مصر عن ساحة الصراع العربي الإسرائيلي – مع تأثيره على مجرى هذا الصراع – إلا أنه لم يقصم ظهر العرب ، ولم يجعل العرب ينفضون أيديهم ويتخلون عن قضية فلسطين ، بل أن قضية فلسطين ظلت – في الظاهر على الأقل - من أولويات زعماء بقية الدول العربية ، وتجدد الحديث مرة أخرى حول التضامن العربي بصورة أكثر من ذي قبل مع صعود نجم العراق وتنامي قوته العسكرية والاقتصادية تحت شعار القومية العربية ، وتصدي نظام البعث في العراق بكل كفاءة واقتدار للزعامة العربية – بدلا عن مصر التي تخلى نظامها الحاكم عن هذه الزعامة لصالح اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني ومن أجل حفنة من المساعدات السنوية المشروطة من الولايات المتحدة - وإجماع العرب على استحقاق العراق للعب هذا الدور وأهليته له - ولا سيما مع تألق نجم المهيب الركن صدام حسين في نهاية السبعينيات من القرن الماضي ، والذي وضع جميع إمكانات العراق في خدمة القضايا العربية القومية وفي مقدمتها قضية فلسطين ، ولعب دورا كبيرا في إدراج النظام المصري في القائمة السوداء وفي مجال إعادة التضامن العربي ومحاولة تحويله إلى واقع ، وكشف مؤامرات الغرب المشبوهة للهيمنة على مقدرات الأمة العربية.

إحياء التجـربة المرة للدولة الصفوية
هذه المستجدات وغيرها أثارت الفزع والرعب من جديد في قلوب الغربيين لكونها تشكل خطرا لا يستهان به على أمن دولة الكيان الصهيوني ، وعلى مصالحهم الحيوية في المنطقة ، بل وعلى اقتصادهم برمته – الذي يقوم جزء كبير منه على الطاقة – التي يسيطر العرب على أكثر من 65% منها . لاسيما وأن الدول الغربية – بما فيها الولايا المتحدة - لم تعد تستطيع أن تضمن ولاء حلفائها في المنطقة ولاء مطلقا لها ، بعد صفعتهم المؤلمة لها في عام 1973، ـ و كان قد سبق لوزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر أن صرَّح أن : دول النفط العربية يجب أن تدفع فاتورة الأربعين دولارا ( مشيراً إلى ارتفاع أسعار النفط إلى فوق حاجز الأربعين دولارا أيام وقف الإمداد بالنفط العربي إثر نشوب حرب 1973م ) أي أنهم أرادوا تأديب الأنظمة العربية فأخرجوا لها هذا الشبح من قمقمه، على غرار ما حدث عام 1499.
وبعبارة أخرى كان لا بد – والحال هذا - أن يسعى الغرب بزعامة أمريكا لقلب الطاولة على رءوس حكام العرب جميعا .- وذلك عبر خلق حدث كبير أو تفجير بركاني رهيب يزلزل أمن الخليج والمنطقة العربية برمتها، ويشيع فيها اضطرابا دينيا وسياسيا واقتصاديا، لم يسبق له مثيل في تاريخها، ويشكل – من ثم - تهديدا مباشرا غاية في الخطورة على الدول العربية – وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي - بحيث يٌجبر أنظمة هذه الدول إلى أن ترتمي في أحضان الدول الغربية ولاسيما الولايات المتحدة، وأن تطلب رسميا الحماية منها ، في مقابل أن تجعل إمكانياتها ومواردها النفطية في خدمتها وتحت أمرها أطول فترة ممكنة ، وغير ذلك مما يصب في خدمة أمن إسرائيل والمصالح الغربية الحيوية .

ولم يكن هذا الحديث الكبير والمزلزل سوى السماح بإحداث تغيير سياسي واجتماعي جذري في إيران من خلال ثورة شيعية شعبية عارمة في هذا البلد المطل على الضفة الأخرى للخليج، والمحاذي للحدود الشرقية للعراق. وهو ما حدث فيما بعد – وبالتحديد في عام 1979 –

ولا أزعم أن هذا هو السبب الوحيد لقيام الثورة الإيرانية ، وإنما هو – في نظري - سبب مهم وأساسي - من جملة أسباب ، جعلت الحكومات الغربية تتغاضى عن آيات قم وطهران المتعصبين وهم ينقضون على أسرة آل بهلوي ويحكمون قبضتهم على الحكومة والأرض الإيرانية ويعلنون للعالم عن قيام ثورتهم " الإسلامية " ، ودون أن تحرك تلك الحكومات ساكنا أو تسعى لإحباط تلك الثورة – انتصارا للشاه العميل الأمريكي الأول في المنطقة - كما فعلت مع ثورة مصدّق عام 1953– على سبيل المثال - هذا إن لم تكن الحكومات الغربية قد ساعدت الآيات في ذلك . ولم لا ؟ ما دام أن تلك الثورة ستكون خسارة فادحة للعرب وللإسلام وأهله ، وستكون في المقابل مكسب كبير للغرب واقتصاده ولأمن دولة الكيان الصهيوني ؟ وهل يجهل الغربيون المعاصرون المكاسب التي حققها أسلافهم من قبل من جراء ثورة الصفويين الشيعة عام 1499م ، وما ارتكبته دولتهم من مجازر بحق أهل السنة ، وما أشاعته من فتن وقلاقل واضطرابات مذهبية وسياسية ، ليس في إيران فقط ، وإنما في العراق والأناضول وأذربيجان وأسيا الوسطى والقوقاز والهند وأرمينيا والخليج والجزيرة العربية ، وما خسره الإسلام وأهله من وراء هذه الدولة التي رفعت لواء الطائفية المقيتة وما لعبته من دور خطير في تقويض أركان الوحدة الإسلامية المعنوية والروحية لأول مرة في تاريخ الإسلام ، وما قامت به من تحالفات مشبوهة مع الغرب الصليبي ، وكيف أن الدولة العثمانية اضطرت إلى تغيير إستراتيجيتها في الفتوحات من التوجه نحو قلب أوروبا غربا إلى الانسحاب والعودة للتوجه شرقا ، وكيف ظلت الدولة الصفوية - على مدى أربعمائة عام باستثناء فترات قليلة من الهدوء– تحارب دولة الخلافة العثمانية السنية – العدو اللدود للغرب الصليبي وحامية حمى الحرمين الشريفين المهددين من قبل البرتغاليين في ذلك الوقت وبصورة أوقفت توغلها ومسيرتها الجهادية الظافرة في قلب أوروبا ، وحالت بينها وبين التدخل لإنقاذ مسلمي الأندلس الذين تعرضوا للطرد والتنصير القسري في أعقاب سقوط غرناطة عام 1492، وكيف أن هذه الفتن والصراعات – كانت من بين أهم العوامل التي قصمت ظهر المسلمين ومكنت الغرب الرأسمالي الصليبي الصاعد من فرض هيمنته على العالم الإسلامي ، - شعوبا ومقدراتٍ – بل والسيطرة على دولة الخلافة نفسها التي ظلت– وعلى مدى خمسة قرون – ترفع راية الجهاد - بشكل عام - وكانت حصنا حصينا للمسلمين جميعا .

وبعضا من هذه الحقائق يشير إليها الباحث الغربي وليم ماكنيل في كتابه ( صعود الغرب ) حيث يشير إلى أنه خلال فترة المد الأوروبي الذي يبدأ من سنة 1500م ، عانى المسلمون – رغم العهود السابقة "من أمور ثلاثة : أولها ، الصليبية الإيبيرية في المتوسط والأطلسي والهندي ، وثانيها ، تثبيت وتوحيد مملكة موسكو في مواجهة خانات سهوب غربي آسيا ... ، وثالثها ، الشقاق العنيف بين الإسلام السني والشيعي . وكان هذا العامل الأخير – كما يقول الباحث – أهم العوامل الثلاثة لأن المسلمين في أواخر القرن السادس عشر استطاعوا استيعاب المد الأيبيري " [1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn1).

ويقول الباحث – وهو بصدد شرح أثر هذا العامل - " أدى ظهور الصفويين في إيران ( 1499 ) إلى زعزعة توازن تاريخي سياسي وديني . أحرزوا انتصارات وسيطروا على مجمل الهضبة الإيرانية ، واعتمدوا على جند متحمس ، واضطهدوا أهل السنة . وأدت انتصاراتهم إلى خروج الشيعة من التقية في الأقطار الإسلامية الأخرى . فاندلعت انتفاضة شعبية عارمة في شرق الأناضول ، مما اضطر السلطان سليم إلى مواجهة الصفويين في إيران ، وانتصر عليهم في معركة جالديران عام 1514 واحتل تبريز عاصمتهم . فقد كانت إيران في القرن السادس عشر عنصر إثارة للقلق في العالم الإسلامي دفاعا عن الشيعة . وكانت في حالة عداء دائمة مع العثمانيين " [2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn2)

ويضيف " في النصف الأول من القرن السابع عشر أدار العثمانيون وآل هابسبورج ظهورهم بعضهم لبعض كي يحارب كل منهما الهراطقة في داره ( البروتستانت والشيعة ) ولم يعقد العثمانيون صلحا دائما مع الصفويين إلا في عام 1639 " [3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn3)

ويقول " تبنى الأوزبك في وسط آسيا الإسلام السني في مواجهة الصفويين . وفي الهند ، أنشأ بابر مملكة المغول وتبنى هو وابنه من بعده المذهب الشيعي من أجل الحصول على دعم الصفويين " [4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn4)

" كانت إيران وأذربيجان والعراق الأكثر تأثرا بالتشيع . وفي الوقت الذي كانت صوفية والسنة تُضطهدان ، كانت البروتستانتية في أوروبا تضطهد أصحاب الأديرة في أوروبا "[5] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn5)

ويقول " لا يمكن التقليل من أهمية الصراع السني الشيعي في تسبيب الجمود ، إذ أنه قاد إلى التمسك بمفاهيم وصيغ قديمة للحقيقة ، مما جعل المسلمين يهملون العناصر التي أدت إلى نهوض أوروبا" [6] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn6)

تداعيات الثورة الإيرانية:
وإذا كانت تلك هي أبرز تداعيات الفتنة التي ترتبت على الثورة الصفوية ، فقد كانت تداعيات الفتنة التي ترتبت على ثورة آية الله الخميني عام 1979 أشد وأنكى على الإسلام وأهله. لا سيما مع تطور البث والإرسال وتوافر وسائل الإعلام بمختلف أواعها وما حظيت به هذه الثورة من تغطية إعلامية ضخمة لا حبا فيها ولا إعجابا بمبادئها ، وإنما نتيجة لارتباطها بأزمة الرهائن الأمريكيين الذين احتجزهم أنصار ثورة خميني في السفارة الأمريكية في طهران، ولتزامنها مع الانتخابات الأمريكية وصعود نجم اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية، وما كان بين الجمهوريين والديمقراطيين من تصفية حسابات داخلية.

لقد كانت ثورة الخميني بما رفعته من شعارات براقة، ولخطابها الإعلامي الحاد ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وتغنيها باسم " الوحدة الإسلامية" ثورة ألهبت مشاعر وحماس كثير من المسلمين في العالم، وفي مقدمتهم جماعات الأخوان المسلمون والذين طارت أفئدتهم فرحا بهذه الثورة، فطبلوا لها وزمروا وعلى قرع طبولهم وأنغام مزاميرهم رقص كثير من الجماهير العربية والإسلامية من المغرب إلى اندونيسيا ، وكان وفد الإخوان المسلمون أول الوفود التي تصل إلى طهران لتهنئة الخمييني، وآيات قم وطهــران بثورتهم " الإسلامية" المزعومة.

والحقيقة أن تداعيات الثورة الإيرانية معروفة ، وهي لا زالت تتواصل لا سيما مع طلوع قرون لهذه الثورة في لبنان وفي اليمن وفي أفغانستان وفي غيرها من بلدان العالم الإسلامي.

هذا والقصة بعد ذلك معروفة وانظروا إيها الأخوة أين نقف اليوم بعد حوالي ثلاثين عاما من ثورة خميني، وشبح الفتنة الطائفية التي باتت تهدد جميع الأقطار الإسلامية، وبالمقابل أنظروا أين أصبح يرابط " الشيطان الأكبر"
وأترك الحديث في هذا الأمر لمشاركات الإخوة المهتمين.

[1] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref1) الفضل شلق ، صعود الغرب ، عرض وتلخيص ، مجلة الاجتهاد ، السنة التاسعة ، العددان 34و35 ، شتاء وربيع العام 1417هـ - 1997
[2] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref2) المرجع السابق
[3] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref3) المرجع السابق
[4] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref4) المرجع السابق
[5] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref5)المرجع السابق
[6] (http://www.saowt.com/forum/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref6)المرجع السابق

أحمد الظرافي
04-29-2008, 07:50 PM
ملحوظة: في انتظار أي تعقيب موضوعي حول مضمون المقال - وسيكون الرد عليه إن شاء الله ، غدا بعد المغرب شريطة أن يكون الرد حول مضمون المقال دون إثارة أي مواضيع جانبية