تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ائمة هدى أمام مادحيهم



هنا الحقيقه
04-26-2008, 06:02 AM
الموقف الأول : مع علامة العصر وإمام أهل السنة عبد العزيز بن عبد الله بن باز –رحمه الله- :


فإن الشيخ رحمه الله وغفر له حين أن مدحه الشيخ تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله , وكان مما قاله :


إمام الهدى عبد العزيز الذي بدا بعلم وأخلاق أمام الورى بدرا

تراه إذا ما جئته متهللاً ينيلك ترحيباً ويمنحك البِشْرى
وأما قِرى الأضياف فهو أمامُه فحاتم لم يتْرك له في الورى ذكرا .



إلى آخر تلك القصيدة .

فكتب الشيخ عبد العزيز رحمه الله مستنكرا:
"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه
أما بعد فقد اطلعت على قصيدة نشرت في العدد التاسع من مجلة الجامعة السلفية في بناس – الهند – لفضيلة الشيخ الدكتور تقي الدين الهلالي ، وقد كدرتني كثيراً , وأسفت أن تصدر من مثله , وذلك لما تضمنته من الغلو في المدح لي ولعموم قبيلتي , وتنقصه للزاهد المشهور إبراهيم بن أدهم – رحمه الله – وتفضيلي عليه في الزهد , وعلى حاتم في الكرم , وتسويتي بشريح في القضاء لإلى غير ذلك من المدح المذموم الذي أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم – بحثي تراب في وجوه من يستعمله .وإني أبرأ إلى الله من الرضا بذلك , ويعلم الله كراهيتي له , وامتعاضي من القصيدة لما سمعت فيها ما سمعت


وإني أنصح فضيلته من العود إلى مثل ذلك , وأن يستغفر الله من ما صدر منه , ونسأل الله أن يحفظنا وإياه وسائر إخواننا من زلات اللسان , ووسواس الشيطان , وأن يعاملنا جميعاً بعفوه , ورحمه , وأن يختم للجميع بالخاتمة الحسنة ؛ إنه خير مسؤول .

ولإعلان الحقيقة وإشعار من اطلع على ذلك بعدم رضائي بالمدح المذكور جرى نشره , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه , ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد



عبد العزيز بن عبد الله بن باز ..


******


الموقف الثاني : للعلامة الإمام المحدث أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني


فلا يخفى بكاءه حين أن مدح وأثني عليه في حضرته, وتمثل بعد ذلك بقول أبي بكر الصديق : اللهم لا تؤاخذني ما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون, ثم قال : هذا يقوله الصديق الأكبر فماذا نقول نحن من بعده؟!! .


ثم قال : وإنما أنا طالب علم لا شيء آخر.

*********************************** **************************


الموقف الثالث: للعلامة الفقيه الإمام محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله :

قال أحد المقدمين بين يدي العلامة السلفي الفقيه ابن عثيمين رحمه الله . الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .أما بعد يا فضيلة الشيخ :أستأذنكم في قصيدة أتلوها :
ومما قال:


مادام فينا ابن صالح شيخ صحوتنا بمثله يرتجى التأييد والظفر

أوقفه الشيخ رحمه الله وقال: أنا لا أوافق على هذا المدح ، لأني لا أُريد أن يربط الحق بالأشخاص كل شخص يأتي ويذهب .فإذا ربطنا الحق بالأشخاص معناه أن الإنسان إذا مات قد ييأس الناس من بعده ،فأقول إذا كان يمكنك الآن تبديل البيت الأخير بقولك:


مادام فينا كتاب الله سنة رسوله

فقال الطالب: مادام فينا كتاب الله سنة رسوله ابن العثيمين !!.
فأوقفه الشيخ ثم أكمل الطالب فقال :فقيهنا ,,فأوقفه,
ثم قال الشيخ : أنا أنصحكم من الآن ،وبعد الآن ،ألا تجعلوا الحق مربوطاً بالرجال:
أولا: الرجال لأنهم قد يضلون ، فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "من كان مستناً فليستن بمن مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة" لو ربطتم الحق بالرجال فقد يضل ويسلك طرقا غير صحيحة فليس احد منا يأمن الزلل والفتنة.
وثانيا: أنه سيموت ليس فينا أحد يبقى أبدا (( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون)).
وثالثا: أنه بني ادم بشر ربما يغتر إذا رأى الناس يبجلونه، ويكرمونه ،ويلتفون حوله وربما ظن أنه غير معصوم ،ويدعي لنفسه العصمة ، وأن كل شيء يفعله فهو حق وكل طريق يسلكه فهو مشروع ، ولاشك أنه يحصل بذالك هلاكه ولهذا أمتدح رجل رجلاً عند رسول الله صلى الله عيه وسلم فقال له: ((ويحك قطعت عنق صاحبك )), وأنا أشكر الأخ مقدّما على ما يبديه من الشعور نحوي ، أسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه أو أكثر، ولكن ما أحب المديح!!.


مقتبس من
سلسلة"نحو تربية سلفية صحيحة(رقم1)
عبد الله بن قاسم الداخالي