تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : د. عبد العزيز الرنتيسي "أسد فلسطين" مسيرة الرجل المقاوم!



مقاوم
04-25-2008, 02:39 PM
الموضوع طويل لكنه يستحق القراءة ولو على مراحل.

د. عبد العزيز الرنتيسي "أسد فلسطين" مسيرة الرجل المقاوم!
كتب وإعداد: مكتب الجيل للصحافة في غزة

http://qawim.net/exq.gif مساء السبت 17-4-2007 كانت فلسطين على موعد لوداع "أسدها" الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة وأحد قادة الشعب الفلسطيني الكبار لتفقد فلسطين والقضية الفلسطينية اثنين من كبار رموزها في أقل من شهر بعد استشهاد شيخ فلسطين ومؤسس حركة حماس الشيخ "أحمد ياسين"، وبعد استشهاد الشيخ الياسين واختيار الرنتيسي خلفا له سئل ألا تخشى من القتل بصاروخ أباتشي كما قتل الشيخ فأجاب "إما أن أموت بالسرطان أو أموت بالأباتشي فأنا أختار الأباتشي" وكان له ما تمنى!

وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على " أسد فلسطين " الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في الذكرى الرابعة لاستشهاده ..

المولد:
ولد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي بتاريخ 23-10-1947 في " يبنا " و هي قرية فلسطينية تقع بين مدينتي يافا ، و أسدود ، طرد أهلها منها في العام 1948 و سكن الرنتيسي مع أهله مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة و كان عمره 6 شهور في ذلك الوقت ، و في مدارس المخيم تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي والثانوي ، و أهّله تفوقه الدراسي للحصول على منحة دراسية في جمهورية مصر المجاورة على نفقة وكالة غوث اللاجئين فدخل كلية الطب عام 65 و تخرج منها عام 1970 ، ثم عاد للقطاع ليعمل طبيبا بمستشفى خان يونس.


http://qawim.net/images/stories/rantisi1.jpg

نشأ الرنتيسي وسط ثمانية أخوة ذكور ، هو تاسعهم بالإضافة إلى أختين ، و عانت أسرته عقب طردها من قريتها يبنا و سكنها في مخيم خانيونس من أوضاع اقتصادية و معيشية بالغة السوء حيث كان والده من أثرياء يبنا ، و صعب عليه أن يعمل في مخيم خانيونس، فعاشت الأسرة ظروفا قاسية اعتمدت في معيشتها خلالها علي ما تقدمه وكالة غوث اللاجئين من مواد تموينية و مادية ، يشار هنا إلي أن والد الدكتور الرنتيسي كان مزواجا فقد تزوج من النساء سبعة.

في ظل هذه الظروف القاسية ترعرع الفتى العنيد و الصلب عبد العزيز الرنتيسي ، فتفتحت عيناه منذ نعومة أظافره على مآسي الاحتلال ، و ما سببته دولة إسرائيل لشعبه من آلام و أوجاع لا تطاق، كيف حولت حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلي جحيم ... فأثر كل ذلك في تكوينه و شخصيته.

و زاد من مرارة ذلك سوء الظروف التي عاشتها أسرته ، و التي بلغت أوجها بوفاة والده و هو في نهاية المرحلة الإعدادية ، فاضطر أخوه الأكبر أن يسافر إلي السعودية من أجل العمل ، ويذكر الرنتيسي في أحد لقاءاته الصحفية (المأساه) حيث كان يعد نفسه لدخول المدرسة الثانوية و اشترى حذاءا قديماً من ( البالة )، و حينما أراد أخاه السفر كان حافيا فطلبت أمه منه ( الرنتيسي ) أن يعطى حذاءه لأخيه ، ليعود يومها للبيت حافيا.

و كما يقولون " دوام الحال من المحال " ، حيث أراد الله للرنتيسي أن يحقق ما يصبو إليه من نجاح و تفوق ، فأصبح طبيبا في العام 1972 (كانت مهنة الطبيب وقتها أرفع المهن التي يمكن للفلسطيني أن يصل إليها ) ، وبعد أن خاض إضرابا مع زملائه في المستشفى احتجاجا على تعمد إدارة الصحة الصهيونية منعهم من السفر لإكمال دراستهم العليا ، تمكن من العودة إلى الإسكندرية ليحصل على درجة الماجستير في طب الأطفال ، وفي العام 1976 عاد إلى عمله في ناصر ، و تزوج في العام 1973 ، و أنجب ستة أبناء ولدين وأربع بنات ، و له من الأحفاد عشرة.

الرنتيسي والعمل الإسلامي:

كانت حياة الرنتيسي في مصر نقطة تحول في مسار حياته حيث انجذب لدعوة جماعة الإخوان المسلمين، و تأثر كثيرا بالشيخين محمود عيد و المحلاوي ، من رجالات الإخوان المسلمين في مصر، و كان حريصا علي الاستماع لخطبهما في مسجدي السلام و إبراهيم باشا بالإسكندرية ، و كانت الخطب دوما سياسية حماسية ، فالشيخ محمود عيد كان يدعم القضية الفلسطينية بشدة و يواجه الرئيس السادات بعنف في ذلك الوقت و هو ما ترك أثرا عظيما في نفس الرنتيسي.

ولما عاد من دراسة الماجستير بدأ الرنتيسي يتحسس طريقه في دروب الحركة الإسلامية في فلسطين و التي كانت تمثلها أيضا جماعة الإخوان المسلمين فالتقى مع الشيخ احمد ياسين و باقي قيادات الجماعة و انطلقوا في عملهم الذي كان في البداية دعويا تربويا.

شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها : عضوية هيئة إدارية منتخبة في المجمع الإسلامي ( أولى مؤسسات الإخوان في القطاع ) ، وعضو الهيئة الإدارية المنتخبة لعدة دورات في الجمعية الطبية العربية بقطاع غزة (نقابة الأطباء) إلى أن اعتقل عام 1988 من قبل قوات الاحتلال.

و عمل كذلك محاضراً في الجامعة الإسلامية بغزة منذ عام 1986 وذلك بعد إقصائه تعسفيا من قبل الاحتلال عن عمله في مستشفى ناصر الحكومي عام 1984 ، وقد كتب ضابط ركن الصحة الإسرائيلي على ملفه (لا يسمح له بالعودة للعمل في المستشفى إلا بكتاب خطي من وزير الدفاع).

و كانت أولى مواجهاته مع قوات الاحتلال عام 1982 حيث اعتقل بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال ، وذلك بعد أن خاضت الجمعية الطبية إضرابا استمر لمدة ثلاثة أسابيع احتجاجا على نظام الضريبة المضافة ، وكان الرنتيسي أحد قادة هذا الإضراب عام 1981.

قرار الانتفاضة !!


http://qawim.net/images/stories/rantisi2.jpg

قبل انطلاق الانتفاضة الفلسطينية عام 1978، لم يكن خافياً أن الرنتيسي هو أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة ، و عقب اشتعال نار الانتفاضة كان واحداً من سبعة قادة اجتمعوا في منزل الشيخ أحمد ياسين ليقرروا تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس بتاريخ 14-12-1987 ، و هم إضافة للشيخ ياسين و الرنتيسي "عبد الفتاح دخان ومحمد شمعة وإبراهيم اليازوري وصلاح شحادة وعيسى النشار".

كان الدكتور الرنتيسي أول من اعتقل من قادة الحركة و ذلك بتاريخ 15/1/1988 لمدة 21 يوماً بعد عراك بالأيدي بينه وبين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه، و كان ذلك بعد البلاء الحسن الذي أبلته حماس في إشعال نار الانتفاضة و تجسد في اختطاف عناصر حماس جنديين صهيونيين من داخل ما يسمى بإسرائيل و قتلهما داخل غزة بداية الانتفاضة.

و قد تمكن الدكتور الرنتيسي من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل وذلك عام 1990 بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ أحمد ياسين زعيم حماس.

وبعد شهر من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4-3-1988 و ظل محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف العام حيث وجهت له تهمة المشاركة في تأسيس وقيادة حماس وصياغة البيان الأول للانتفاضة إلا انه لم يعترف خلال التحقيق بشيء من ذلك ، فحوكم على أساس قانون " تامير" الذي لا يشترط اعتراف الفلسطينيين بالتهم كي يتم محاكمتهم ، و أطلق سراحه في 4-9-1990، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يوم من الإفراج عنه و ذلك بتاريخ 14-12-1990 حيث اعتقل إدارياً دون محاكمة لمدة عام كامل.

شجاعة الرجل و صلابته منحته الكثير من الشهرة و الاحترام حتى من قبل أعداءه و خصومه ، حيث يذكر انه لما كان معتقلا في سجن النقب الصحراوي استدعاه مسؤول السجن (شال تئيل ) إضافة لثلاثين معتقلا آخر من كافة الفصائل الفلسطينية للحديث عن ترتيبات زيارة الأهل، و لما دخل مسؤول السجن أشاح بيده للضباط فقاموا له ، ثم أشار للأسرى فقام الجميع إلا هو، و لما سأله الضابط لماذا لم تقف ، قال له : " أنا لا أقف إلا لله و أنت لست بإله " ، فتدخل الضباط من أجل إقناعه بالوقوف بحجة أن هذا بروتوكول، فرفض، فعادوا به إلي السجن ، ثم عوقب بالسجن الانفرادي لمدة ثلاثة أشهر.

و بتاريخ 17-12-1992 أبعد الرنتيسي مع 416 فردا من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز كناطق رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم وتعبيراً عن رفضهم قرار الإبعاد ، وقد نجحوا بالفعل في كسر قرار الإبعاد والعودة إلى الوطن ، و فور عودته اعتقلته سلطات الاحتلال ، وأصدرت محكمة عسكرية عليه حكماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة ، ليفرج عنه في 21-4-1997.

بعد خروجه من السجن و عودته لغزة ، كانت حركته قد تعرضت للكثير من الضربات خاصة من أجهزة السلطة الفلسطينية ، أثرت علي قوتها، و أضعفتها كثيراً، فعمل الرنتيسي فور خروجه من المعتقل علي إعادة بناء الحركة من جديد، فأدى ذلك لتصادمه مع السلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله بعد أقل من عام من خروجه من سجون الاحتلال وذلك بتاريخ 10-4-1998 ، وأفرج عنه بعد 15 شهرا بسبب وفاة والدته.

و عادت أجهزة السلطة الفلسطينية لاعتقال الرنتيسي ثلاث مرات لتبلغ بذلك المدة الزمنية التي قضاها في سجون السلطة الفلسطينية 27 شهرا ، و يفرج عنه عقب انطلاق انتفاضة الأقصى الحالية بعد أن خاض إضرابا عن الطعام و قصف المعتقل الذي كان يقبع فيه من قبل طائرات الاحتلال .. و قد حاولت أجهزة امن السلطة الفلسطينية اعتقاله مرتين بعد ذلك ولكنها فشلت بسبب رفض الرنتيسي تسليم نفسه ، و حماية الجماهير الفلسطينية و عناصر حماس له وبقي الرنتيسي حراً يمارس دوره القيادي في حركة حماس إلى أن تولى قيادة الحركة في قطاع غزة بعد استشهاد مؤسسها الشيخ أحمد ياسين في أواخر شهر مارس عام 2003 ليحمل الشهيد الرنتيسي أمانه ثقيلة خلفها له الشيخ ياسين.

الاستشهاد:


http://qawim.net/images/stories/rantisi0.jpg

يبدو أن الشيخ الرنتيسي لم يحتمل فراق أستاذه وشيخه أحمد ياسين ليلحق به شهيد بعد أقل من شهر من استشهاد الشيخ ياسين ففي مساء السبت 17-4-2003 كانت فلسطين على موعد على رحيل "أسد فلسطين" كما يحب الفلسطينيون أن ينعتوه لتستهدف طائرة أباتشي صهيونية بينما كان يسير في سيارة وسط مدينة غزة، أسفرت عن استشهاد اثنين من مرافقيه، هما الشهيد أكرم نصار و الشهيد أحمد الغرة.

الرنتيسي شاعراً وكاتباً:

وللرنتيسي عدد لا بأس به من القصائد الشعرية حيث بدأت موهبة كتابة الشعر تنمو لديه في معتقل النقب الصحرواي زمن الانتفاضة الأولى ، و يعود الفضل بذلك لمصطفى القانوع احد مسؤولي حماس و هو أستاذ للغة العربية حيث طلب منه الرنتيسي إعطاءه فكرة عن العروض في الشعر، و قد كتب الرنتيسي معظم أشعاره داخل السجون الإسرائيلية، و يقول في مطلع إحداها و هي بعنوان " قادة السوء":


هون عليك فإن الجمع منهزم وكيف ينصـر قوم ربهم صنم
عمى بصائرهم غفل ضمائرهم غلف القلوب و في آذانهم صمم
الخمر غايتهم والجبن صبغتهـم والذل وحدهم والهـون والسَّلَـم

ويقول في أخرى بعنوان "قم للوطن"


قـم للوطـنْ .. وانثر دماك لـه ثمـن واخلع فديتـك كل أسـباب الوهـن
فـإذا قُتلتَ فلست أنـت بميـــــت فانعـم بعيـش لا يبيد مع الــزمن
أفمـن يذوق القتـل في ساح الوغـى يجـلو كمـا التـريـاق أوابَ البدن

وكتب أثناء وجوده في زنازين العزل بمعتقل بئر السبع بعد لقاءه بحفيدته الأولى " أسماء "في العام عام 1996


رأيتُ النورَ يضحك في ضُحاها ويسطع في دجــى الدنيا سناها
وطـيبٌ مـن أريج المـسـك تزكو به النـسمات بـعضٌ من شذاها
وتبسُـطُ زهـــرة الحنــُّون خــداً عســى تُــقْرِيه تقْبيــلاً شِفاهـا
وغــصنٌ فـي رداء النـَّوْرِ يزهو وقــــــــد حضنته نشواناً يداها
ورنَّ البلبــل الصـــدَّاحُ شـــَدْواً يهيـــم بسحــرها لمـــَّا رآهـــا

ومن روائع قصائد الرنتيسي التي تكشف عن أبعاد شخصيته قصيدة "حديث النفس "


ماذا دهاك يطيب عيشك في الحزن
تشري النعيم وتمتطي صهو الصعاب
ماذا عليك إذا غدوت بلا وطن
ونعمت رغد العيش في ظل الشباب
يا هذه يهديك ربك فارجعي
القدس تصرخ تستغيثك فاسمعي
والجنب مني بات يجفو مضجعي
فالموت خير من حياة الخنع
ولذا فشدي همتي وتشجعي
ها أنت ترسف في القيود بلا ثمن
وغدا تموت وتنتهي تحت التراب
وبنيك واعجبي ستتركهم لمن
والزوج تسلمها فتنهشها الذئاب
القيد يظهر دعوتي يوما فع
وإذا قتلت ففي إلهي مصرعي
والزوج والأبناء مذ كانوا معي
في حفظ ربي لا تثيري مدمعي
وعلى البلاء تصبري لا تجزعي
إني أخاف عليك أن تنفى غدا
ويصير بيتك خاويا يشكو الخراب
وتهيم بحثا عن خليل مؤتمن
يبكي لحالك أو يشاطرك العذاب
إن تصبري يا نفس حقا ترفعي
في جنة الرحمن خير المرتع
إن الحياة وإن تطل يأت النعي
فإلى الزوال مآلها لا تطمعي
إلا بنيل شهادة فتشفعي
إني أراك نذرت نفساً للمحن
وزهدت في دنيا الثعالب والكلاب
وعشقت رمسا يحتويك بلا كفن
فرجوت ربي أن تكون على صواب
أنا لن أبيت منكسا للألمع
وعلى الزناد يظل دوما أصبعي
ولئن كرهت البذل نفسي تصفعي
من كل خوار ومحتال دعي
وإذا بذلت الغال مجدا تصنعي
إني أعيذك أن تذل إلى وثن
أو أن يعود السيف في غمد الجراب
فاقض الحياة كما تحب فلا ولن
أرضى حياة لا تظللها الحراب

الرنتيسي الزوج:

تقول رشا الرنتيسي زوجة الشهيد الدكتور :" كان يوم استشهاده حيث غاب عن البيت منذ مبايعة الحركة له بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين وقد قضى بيننا يوماً كاملاً أما ماذا شعرت ولاحظت عليه فقد أخذت أتذكر بعد استشهاده ما قام به وبالفعل كانت ملامحه ملامح إنسان مفارق أو جاء مودعاً حيث خرج بطلعةٍ بهية أكثر من ذي قبل كما كان مصراً على إتمام إجراءات زواج ابنه أحمد".

ولاحظت الزوجة أن الشهيد وعلى غير عادته يشدو بمقاطع أنشودة "أن تدخلني ربي الجنة هذا أقصى ما أتمنى ". وتُعلق أم محمد :" أخبرنا يومها أنه يحب هذه الأنشودة وأنها محببة إلى قلبه كثيراً وقبل خروجه بدقائق معدودة من البيت أخذ يُنشدها , وفيما بعد سألت ابني الذي كان في مهمة توصيله ماذا دار بينكم من حديث في السيارة فأجابني :كان صامتاً طوال الفترة وهذا يدل على أن نهاية كلماته في الدنيا هذه الأنشودة ."

وعن تمنيه للشهادة قالت :" حياته كلها تدل على ذلك فكل إنسان منا يتمنى لنفسه الشهادة عندما يعلم مكانتها ومنزلتها ولكن ليس كل من يتمنى يعمل والدكتور عبد العزيز الرنتيسي عمل للشهادة بأن ضحى بكل ما يملك في سبيل مرضاة الله عز وجل ."
وعن توفيقه ما بين عمله التنظيمي والبيت استطردت تجيب :" كان يحرص كل الحرص على إسعادنا وإبعاد المشاغل الخارجية عن حياتنا العائلية ,يُعطي كل ذي حق حقه كانت حياته كلها مترابطة ببعضها البعض , لقد تأسى برسولنا عليه الصلاة والسلام فكان خلقه القرآن الذي حفظه وفهمه جيداً ثم طبقه بقدر ما يستطيع ليُرضي الله ولم يكن يدع مجالاً لأن تضيع أية ثانية في غير ذلك وهذا سبب نجاحه ."

مواقف وقصص من حياة الفقيد:

وعندما طلبنا منها أن تذكر لنا أحد المواقف التي لا تنساها للشهيد قالت دون تردد :" حياة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي كلها زاخرة بالمواقف المميزة ." ابتسمت ثم أخذت تروي :" ذات مرة كنت أنظف البيت فإذا بجهاز التلفاز يقع مني وينكسر أرضاً ويتهشم ولما رجع للبيت كنت خائفة من ردة فعله فإذا به يبتسم ويقول :" للآنية أجل ." وكم قدرته لحظتها وهذا الموقف رسالة لكل زوج .

وعن أهم الدروس التي تعلمتها الزوجة من مدرسة القائد تقول :" علمني معنى التضحية والتفاني , ومعنى الإخلاص والعزة والإباء والشموخ , علمني كيف أستثمر جل وقتي ليكون عبادة فقد كان الدكتور يصل ليله بنهاره في العمل لتحقيق الآية التي تقول :" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون."

وعن القصص النادرة في حياة الشهيد روت تحدثنا :" لم يكن من الناس الذين يتحدثون عن نفسه فأغلب القصص عنه كنا نسمعها من الناس في الخارج وحتى عندما يروي لنا قصة ما فلحكمة وعبرة والقصة التي سأقصها على مسامعكم الآن أراد من خلالها أن يعلم أولاده ويغرس فيهم معنى العزة والإباء حيث كنا في جلسة عائلية عندما حدثنا بها وهي :" طلب مدير السجون الصهيونية الاجتماع برؤساء الأقسام في السجون وكان من بينهم الدكتور عبد العزيز ولما جاء المدير طلب من الجميع الوقوف إلا أن الدكتور عبد العزيز رفض ونهره المدير بأن يقف فأجابه :" علمني إسلامي بألا أخضع إلا الله , فغضب المدير وطلب منه الخروج وخرج الدكتور وتبتسم مضيفة :" وبالطبع لم تمر هذه الحادثة دونما عقاب والذي كان عبارة عن ثلاثة أشهر في زنزانة انفرادية."

وفي نهاية حوارها خاطبت الشعب الفلسطيني الذي يقف مستذكراً وباكياً الشهيد الرنتيسي بقولها :" يا أبناء شعبي يا من ضحيتم وقدمتم ولا زلتم تقدمون عليكم بمنهاج ربكم طبقوه في أمور حياتكم وحينها سيكون المجتمع المسلم الذي أراده الله سبحانه وتعالى ثم لتعلموا أن هذا الإسلام هو مصدره العزة والكرامة."

الرنتيسي القائد:

ويقول الدكتور خليل أبوليلة أحد قيادي حركة حماس والذي كان مقربا من الدكتور الرنتيسي :" كان يؤمن إيماناً جازماً أن العدو الصهيوني لا يمكن أن يتنازل ولا يمكن أن يقدم أي تنازلات باتجاه إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه من خلال المفاوضات السلمية، إنما يؤمن أن العدو الصهيوني ينصاع لأن يعطي تنازلات إذا ما ووجه بالقوة، وإذا ما شعر بأنه ضعيف و أن هي المقاومة والجهاد هو السبيل الأيسر والأقصر للوصول إلى الحقوق".

ويضيف" يدرك أن ذلك قد يأخذ وقتاً طويلاً، لكنه كان يؤمن بأنه بإمكاننا أن نوجد توازناً للردع بيننا وبين أعدائنا، بالرغم من أنهم يفوقوننا في العدة والعتاد، وهذا تم، فالعمليات الاستشهادية وتطوير الصواريخ جعلت العدو الصهيوني يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على أعمال بحق المقاومة وحركة "حماس"، وقبل أن يقدم على حماقات.

ويشير أبو ليلة أن الرنتيسي كان على اتصال دائم مع المجاهدين في أماكن رباطهم، يزور المرابطين بشكل دائم، أكثر من مرة في الأسبوع، ويزور مواقع متقدمة ومختلفة للمرابطين، وكان يحمل بندقيته على كتفه، ويتنقل من موقع إلى آخر، ويتحدث مع المجاهدين ويزرع في نفوسهم الأمل والقوة، كانت هذه عادة عنده بشكل دائم.

كما أنه كان يلقى احتراماً كبيراً من قبل أبناء القسام الذين كانوا يأخذون كلامه على محمل الجد دوماً ويعتبرونها أوامر، إذ إنه كان شخصية لها تأثير واضح على جميع أبناء الحركة.

وعن صفات الشهيد الرنتيسي يلفت ابو ليلية الى انه – أي الدكتور الرنتيسي - كان قويا في الحق، يقول كلمة الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، يواجه أجهزة أمن السلطة كما كان يواجه أجهزة أمن الاحتلال، بمواقف ثابتة وراسخة لا يتغير عنها، " وهذا الأمر كان يكبد الكثير من المعاناة، كان أيام الاحتلال الصهيوني يوضع في زنازين انفرادية، وعند السلطة قضى فترة طويلة في سجونهم، لمواقفه القوية".

ويتابع مستدركا " لكنه كان هيناً ليناً رقيقاً مع إخوانه حسن المعاشرة، طيب الطباع صاحب نكتة، ويسعد الإنسان في جلساته معه".

كانت هذه جولة في حياة الفقيد د. عبد العزيز الرنتيسي ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ـ والتي نسأل الله تعالى أن ينزله منازل الشهداء، ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.

http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2523&Itemid=1

بنت خير الأديان
04-29-2008, 06:04 PM
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
لو علمت كلمة تجزي أكثر من جزاك الله خيرا لقلتها
وما قصرت بها ولا بخلت
رغم أن الجراح قد نُكئت لفقد الأحبة
لكن عزاءنا فيهم أن الله وعد الشهداء بالجنان
وكذا نحسبهم والله تعالى حسيبهم وهو سبحانه أعلم

مقاوم
04-29-2008, 07:25 PM
من قال جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء أو كما قال عليه الصلاة والسلام. بوركت أختاه.

نحسبهم شهداء والله حسيبهم ونسأله تعالى أن يلحقنا بهم في الفردوس الأعلى.

من هناك
04-29-2008, 07:44 PM
رحمه الله رحمة واسعة وهدى الله من جاء بعده لإتباع طريقه
انظروا لحاله وهو يرفض ان يقف لسجانه وهو في السجن وحال من يقف طويلاً تحت الشمس اللاذعة كرمى لأرزة لبنان.
انظروا لحال من عانى الأمرين من السجون ولحال من اوجد كل ما احتاج من فتاوى الأمر الواقع لإثبات ان الرجولة الكلامية هي اسمى معاني الرجولة.

لقد شرفنا الله بلقائه في مرج الزهور وكنت ترى نار الهيبة تشع من عينيه
كان رجلاً بين رجال آخرين ولكن تميز عن الجميع بلهجة هادئة جداً وصارمة جداً وحركات بسيطة ولكن نظرته البعيدة كانت تتكلم عنه

أبو مُحمد
04-29-2008, 08:18 PM
السلام عليكم ..

كان رجلا .
أشهد الله اني أحب هذا الرجل فيه وأسأله تعالى ان يجمعنا به في جناته.

فـاروق
11-27-2008, 03:32 PM
للرفع...

رزقه الله الجنة ورفع مقامه...

وجزاك ربي الجنة اخي مقاوم....

سبحان الله...امضى معظم حياته في السجون.....وعمل ما عمل.... فكيف بنا ونحن لا تقيدنا سوى قيود الوهن

لله درهم من رجال....

بنت خير الأديان
11-27-2008, 03:38 PM
للرفع...

رزقه الله الجنة ورفع مقامه...

وجزاك ربي الجنة اخي مقاوم....

سبحان الله...امضى معظم حياته في السجون.....وعمل ما عمل.... فكيف بنا ونحن لا تقيدنا سوى قيود الوهن

لله درهم من رجال....
اللهم آمين آمين واجمعنا بهم في جنات عدن
واجعلنا ممن يسيرون على دربهم في الجهاد والنضال والمقاومة

مقاوم
11-27-2008, 03:49 PM
رفع الله مقامك في الدنيا والآخرة أيها الفاروق.


واجمعنا بهم في جنات عدن
واجعلنا ممن يسيرون على دربهم في الجهاد والنضال والمقاومة
اللهم آمين ، جزاك الله خيرا أيتها الفاضلة

أبو طه
11-27-2008, 03:52 PM
رحمه الله رحمة واسعة ورزقه الفردوس الأعلى..

الرنتيسي عملاق من عمالقة الإسلام في عصرنا ودليل حسي على أن الخير باق في هذه الأمة..

والله إن النفس لتسمو والسكينة لتتنزل بذكر مثل هؤلاء الرجال..

دار الاسلام
11-27-2008, 04:01 PM
رحمه الله رحمة واسعة ورزقه الفردوس الأعلى..

الرنتيسي عملاق من عمالقة الإسلام في عصرنا ودليل حسي على أن الخير باق في هذه الأمة..

والله إن النفس لتسمو والسكينة لتتنزل بذكر مثل هؤلاء الرجال..

http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=12558 (http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=12558)

أبو عقاب الشامي
11-27-2008, 04:14 PM
رحمه الله وادخله فسيح جناته

خفقات قلب
11-27-2008, 08:12 PM
رحم الله الشيخين أحمد ياسين والرنتيسي رحمة واسعة تنير قبريهما
اللهم أبدلهما دارا خيراً من داريهما، وأهلاً خيراً من أهليهما وأزواجا خيراً من أزواجهما
وأدخلهما الجنة وأعذهما يا رب من عذاب القبر ومن عذاب النار

شيركوه
11-27-2008, 08:15 PM
رحمه الله ورضي عنه

كانت فترة صعبة فقد استهد فيها عبدان للعزيز جل جلاله...2 من قادة المجاهدين القائد عبد العزيز الرنتيسي رحمه الله والقائد ابو الوليد رحمه الله


اما الرنتيسي فهذه اجمل لقطة له عندي ....
صورته وهو يحاور اليهود ...

http://www.bsmlh.net/upp/up1/bsmlh_1JN4XvSBck.jpg

خفقات قلب
11-27-2008, 08:19 PM
رااااائعة ومعبرة..رحمه الله، لكن لماذا صورك بهذا الحجم؟؟

بنت خير الأديان
11-28-2008, 01:23 PM
رحمه الله ورضي عنه
كانت فترة صعبة فقد استهد فيها عبدان للعزيز جل جلاله...2 من قادة المجاهدين القائد عبد العزيز الرنتيسي رحمه الله والقائد ابو الوليد رحمه الله


بل هم ثلاثة وربي
فشيخنا الياسين رحمه الله تعالى
توفاه الله في نفس العام
نسأل الله أن يمن على ثلاثتهم بالرحمة والمغفرة

شيركوه
11-29-2008, 06:17 AM
رااااائعة ومعبرة..رحمه الله، لكن لماذا صورك بهذا الحجم؟؟

حتى يراها من يعانون من ضعف النظر

شيركوه
11-29-2008, 06:18 AM
بل هم ثلاثة وربي
فشيخنا الياسين رحمه الله تعالى
توفاه الله في نفس العام
نسأل الله أن يمن على ثلاثتهم بالرحمة والمغفرة

نعم صحيح
ولكن قصدت انهما استشهدا -نحسبهما كذلك ولا نزكي على الله احدا- في الاسبوع نفسه

sarabycell
11-30-2008, 08:33 AM
May Allah Accpt them