من هناك
04-25-2008, 01:53 AM
هكذا يقرأ إسلاميّو لبنان دعوات الظواهري
محمد مصطفى علوش
ما كانت تصريحات الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري (التي جاءت على شكل سؤال وجواب حول تقييم وضع التنظيم والعمل الجهادي في العراق وأفغانستان والمغرب العربي) لتحمل جديداً لولا أنه أفرد للوضع اللبناني حيّزاً مفصّلاً. وتصريحاته لم تكن الأولى من نوعها حول لبنان، لكنها جاءت بمضمون جديد نسبياً، إذ انتقد فيها وللمرة الأولى قناة «المنار» وإيران، متهماً إياهما بالعمل على تشويه عمل التنظيم.
وقد ضمّن تصريحاته حكماً قاطعاً بحق الفريقين المتصارعين في لبنان، إذ اتّهمهما بالعمالة، إمّا للمشروع الأميركي الإسرائيلي قاصداً 14 آذار، وإمّا للمشروع الإيراني الفارسي ذي الصبغة الشيعية، وقاصداً 8 آذار. إلا أن دعوة الظواهري «الشباب المجاهد» في لبنان للعمل على إمداد المجاهدين في العراق من ناحية، ورفض القرار الدولي 1701 المتعلق بلبنان والاستعداد لمواجهة القوات الدولية (الصليبية) ـــــ على حدّ وصفه ـــــ العاملة في جنوب لبنان للانطلاق بعدها إلى فلسطين، من ناحية أخرى، كانت محطّ تفكير لدى بعض العاملين في الحقل الإسلامي.
أية دلالات يمكن استشفافها من تصريحات الظواهري؟
يعتقد رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية علي الشيخ عمّار أن تنظيم القاعدة يخوض معركة مفتوحة مع أميركا ومع بعض حلفائها الغربيين والعرب، ويبحث عن مساحات جديدة لتنفيذ هجماته على ما يعتقد أنه مصالح غربية. وقد اعتبر لبنان الساحة المؤهّلة لذلك، ولا سيما لبنان.
أمّا رئيس المكتب الإعلامي في حزب التحرير أحمد القصص فيرى أن لا هدف واضحاً ومحدداً مما يفعله هؤلاء لأن السمة الأساسية التي تحكم فكر أيمن الظواهري بشكل خاص وفكر تنظيم القاعدة عموماً هو الاضطراب وعدم وضوح الهدف والخبط خبط عشواء، وغالباً ما تأتي أفعالهم في سياق خدمة توجهات سياسية معينة. ويرى القصص أن ضعف القراءة السياسية هو السبب وراء هذا التخبط لدى القاعدة.
من جهته، الشيخ ماهر حمّود الذي عايش الكثير من تجارب الحركات الإسلامية في لبنان يبدي عتباً على الظواهري، قائلاً: «إننا نستغرب كثيراً هذه التصريحات، لأن شخصاً كالظواهري، بتأثيره ورؤيته، كيف يقع في مثل هذا المنزلق المذهبي الذي يعتمد على الأوهام عندما يتحدث عن المذهبية أو عن محورين ونارين يقع بينهما المجاهدون في لبنان، ثم كيف يمكنه أن يساوي بين هذين الخطرين؟». ويتابع حمّود: «هل الفتنة المذهبية وصلت إلى حدّ تعمية بصيرة شخص مثل الظواهري؟ أم أن وجوده في الجبال أبعده عن القراءة الصحيحة للأحداث؟ أم أنه تقصّد هذا الكلام لكي يجعل الأميركيين يميّزون بينه وبين الإيرانيين؟
وخلافاً لما يعتقده القصص من أن «القاعدة ضعُفت سوقها في لبنان بعد معركة نهر البارد إذ ثبت أن بعض أعضاء القاعدة متورطون فيها»، فإن الشيخ حمّود يقول: «لا بد أن هناك من يتصل بالظواهري في لبنان، ولكن ما مدى قدرتهم العقلية والنفسية والعددية؟ هذا أمر لا أظنّ أنه معروف. وإذا كانوا هم المسؤولين عن اغتيال العميد فرنسوا الحاج فهذا يدل على أن قدرتهم كبيرة».
ويتفق حمّود مع الظواهري على أن لبنان «سيكون يوماً منطلقاً لمحاربة اليهود ومن معهم، ولكن ليس بالتفصيل الذي يذهب إليه الظواهري، وأنا مقتنع بأن الحرب النهائية مع العدو الصهيوني ستنطلق من لبنان».
وحول ما إذا كانت تصريحات الظواهري رسالة في اتجاه ما، يقول القصص: «تصريحات الظواهري قد تكون رسالة مشفّرة، دون أن نغفل احتمال أن تكون تمهيداً لضربة ما. أمّا بخصوص التهجم على الشيعة فهو لقطع الطريق على ما يقال إن هناك تقاطع مصالح بين القاعدة وإيران».
وعن مسؤولية الإسلاميين في منع القاعدة من اختراق الوضع اللبناني يقول حمّود: «بداية لا بد للإسلاميين من الخروج من التفاصيل المذهبية، وأن يوحّدوا الجهود ويقدموا الموقف الشرعي على الموقف السياسي».
أما عمّار فيرى أن الحل هو بتحصين الساحة السياسية والأمنية في لبنان عبر تفعيل المؤسسات الدستورية التي يشلّها التعطيل.
محمد مصطفى علوش
ما كانت تصريحات الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري (التي جاءت على شكل سؤال وجواب حول تقييم وضع التنظيم والعمل الجهادي في العراق وأفغانستان والمغرب العربي) لتحمل جديداً لولا أنه أفرد للوضع اللبناني حيّزاً مفصّلاً. وتصريحاته لم تكن الأولى من نوعها حول لبنان، لكنها جاءت بمضمون جديد نسبياً، إذ انتقد فيها وللمرة الأولى قناة «المنار» وإيران، متهماً إياهما بالعمل على تشويه عمل التنظيم.
وقد ضمّن تصريحاته حكماً قاطعاً بحق الفريقين المتصارعين في لبنان، إذ اتّهمهما بالعمالة، إمّا للمشروع الأميركي الإسرائيلي قاصداً 14 آذار، وإمّا للمشروع الإيراني الفارسي ذي الصبغة الشيعية، وقاصداً 8 آذار. إلا أن دعوة الظواهري «الشباب المجاهد» في لبنان للعمل على إمداد المجاهدين في العراق من ناحية، ورفض القرار الدولي 1701 المتعلق بلبنان والاستعداد لمواجهة القوات الدولية (الصليبية) ـــــ على حدّ وصفه ـــــ العاملة في جنوب لبنان للانطلاق بعدها إلى فلسطين، من ناحية أخرى، كانت محطّ تفكير لدى بعض العاملين في الحقل الإسلامي.
أية دلالات يمكن استشفافها من تصريحات الظواهري؟
يعتقد رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية علي الشيخ عمّار أن تنظيم القاعدة يخوض معركة مفتوحة مع أميركا ومع بعض حلفائها الغربيين والعرب، ويبحث عن مساحات جديدة لتنفيذ هجماته على ما يعتقد أنه مصالح غربية. وقد اعتبر لبنان الساحة المؤهّلة لذلك، ولا سيما لبنان.
أمّا رئيس المكتب الإعلامي في حزب التحرير أحمد القصص فيرى أن لا هدف واضحاً ومحدداً مما يفعله هؤلاء لأن السمة الأساسية التي تحكم فكر أيمن الظواهري بشكل خاص وفكر تنظيم القاعدة عموماً هو الاضطراب وعدم وضوح الهدف والخبط خبط عشواء، وغالباً ما تأتي أفعالهم في سياق خدمة توجهات سياسية معينة. ويرى القصص أن ضعف القراءة السياسية هو السبب وراء هذا التخبط لدى القاعدة.
من جهته، الشيخ ماهر حمّود الذي عايش الكثير من تجارب الحركات الإسلامية في لبنان يبدي عتباً على الظواهري، قائلاً: «إننا نستغرب كثيراً هذه التصريحات، لأن شخصاً كالظواهري، بتأثيره ورؤيته، كيف يقع في مثل هذا المنزلق المذهبي الذي يعتمد على الأوهام عندما يتحدث عن المذهبية أو عن محورين ونارين يقع بينهما المجاهدون في لبنان، ثم كيف يمكنه أن يساوي بين هذين الخطرين؟». ويتابع حمّود: «هل الفتنة المذهبية وصلت إلى حدّ تعمية بصيرة شخص مثل الظواهري؟ أم أن وجوده في الجبال أبعده عن القراءة الصحيحة للأحداث؟ أم أنه تقصّد هذا الكلام لكي يجعل الأميركيين يميّزون بينه وبين الإيرانيين؟
وخلافاً لما يعتقده القصص من أن «القاعدة ضعُفت سوقها في لبنان بعد معركة نهر البارد إذ ثبت أن بعض أعضاء القاعدة متورطون فيها»، فإن الشيخ حمّود يقول: «لا بد أن هناك من يتصل بالظواهري في لبنان، ولكن ما مدى قدرتهم العقلية والنفسية والعددية؟ هذا أمر لا أظنّ أنه معروف. وإذا كانوا هم المسؤولين عن اغتيال العميد فرنسوا الحاج فهذا يدل على أن قدرتهم كبيرة».
ويتفق حمّود مع الظواهري على أن لبنان «سيكون يوماً منطلقاً لمحاربة اليهود ومن معهم، ولكن ليس بالتفصيل الذي يذهب إليه الظواهري، وأنا مقتنع بأن الحرب النهائية مع العدو الصهيوني ستنطلق من لبنان».
وحول ما إذا كانت تصريحات الظواهري رسالة في اتجاه ما، يقول القصص: «تصريحات الظواهري قد تكون رسالة مشفّرة، دون أن نغفل احتمال أن تكون تمهيداً لضربة ما. أمّا بخصوص التهجم على الشيعة فهو لقطع الطريق على ما يقال إن هناك تقاطع مصالح بين القاعدة وإيران».
وعن مسؤولية الإسلاميين في منع القاعدة من اختراق الوضع اللبناني يقول حمّود: «بداية لا بد للإسلاميين من الخروج من التفاصيل المذهبية، وأن يوحّدوا الجهود ويقدموا الموقف الشرعي على الموقف السياسي».
أما عمّار فيرى أن الحل هو بتحصين الساحة السياسية والأمنية في لبنان عبر تفعيل المؤسسات الدستورية التي يشلّها التعطيل.