تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دواعي الحرب والقتال في الإسلام



مقاوم
04-22-2008, 06:49 AM
دواعي الحرب والقتال في الإسلام
كتب أ. محمد المهدلي

http://qawim.net/exq.gif ليست رسالة الإسلام رسالة سيف وقتل ودماء ، إنها ـ في الأساس ـ رسالة هداية ورحمة للعالمين،ولذا فالإسلام لا يُشهر السيف في وجوه كل الناس ، وإنما يسلك الإسلام مسلك الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، لكن هناك ثمة أحوال وظروف تحتم على الدولة الإسلامية خوض حربٍ أو حروبٍ مع غيرها المناوئين لسلطانها فما هي مبررات هذه الحرب الإسلامية العادلة وما أسبابها ؟ نجملها في المطالب التالية:

المطلب الأول: الجهاد لأجل نصرة المستضعفين في الأرض وحمايتهم والدفاع عنهم
المطلب الثاني: الجهاد لأجل الدفاع عن حياض الإسلام وديار المسلمين
المطلب الثالث: الجهاد لأجل نشر رسالة الهدى والخير الربانية ، إلى العالمين
المطلب الرابع: الجهاد لأجل رفع كلمة الله تعالى لا لحظٍ من حظوظ الدنيا

ــــــــــــــــــــــــــــ

المطلب الأول: الجهاد لأجل نصرة المستضعفين في الأرض وحمايتهم والدفاع عنهم:

قال تعالى:( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا {75} الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا {76}) ([1] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn1)).
وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه الجامع فقال "باب وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء "([2] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn2)).
قال الإمام القرطبي في تفسيره لهذه الآية:
"وهو ـ أي الجهاد ـ يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب ، ويفتنونهم عن الدين ؛ فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده ، وإن كان في ذلك تلف النفوس ، وتخليص الأسارى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال"أهـ .
وقال الإمام القرطبي في قوله تعالى) وَالْمُسْتَضْعَفِينَ( عطف على اسم الله عز وجل أي وفي سبيل المستضعفين ، فإن خلاص المستضعفين من سبيل الله "([3] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn3)).
ثم إن الحق لا بد له من قوة تحرسه وتدافع عنه ، لا سيما وأهل الباطل وعبر تاريخهم الطويل عرفنا عنهم البغي والتسلط والعدوان ، والشره في حب الدماء والاقتتال والفتنة والفساد ، إنهم يحملون طبيعة عدوانية كما أخبر الله عز وجل عنهم في كتابه الكريم ، قال تعالى:
) وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {120}([4] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn4)).
وقال تعالى:
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ {118} هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {119} إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ {120} ( ([5] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn5)).
وقال تعالى:
) وَدَّ الَّذِين كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ...) ([6] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn6)) .
إن طبيعة الكفر والكافرين طبيعة عدوانية قتالية ، لا يردعها إلا القوة والسيف ، وإن واقعهم التاريخي في القديم والحديث شاهد على هذا العداء المستطير لقيم الخير والحق والفضيلة ، وشاهد كذلك على حبهم وشغفهم بالدماء والابادة والتدمير ، ولا يمكن أن تقف قوى الشر والجريمة والإفساد إلا بالقوة القاهرة الغالبة ، نصرةً للمستضعفين والمقهورين والمظلومين في الأرض ، ولا يحصل هذا إلا بالجهاد في سبيل الله تعالى وفي سبيل نصرة المستضعفين في الأرض.

المطلب الثاني: الجهاد لأجل الدفاع عن حياض الإسلام وديار المسلمين

قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ {39} الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ {40} الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ {41} ) ([7] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn7))

وهذا حق مكفول في جميع الأديان والنظم الدولية ، ولا ينكر هذا الحق الإنساني الذي تقره سائر الأديان والقوانين في العالم إلا أساطين الجور والاستبداد والتسلط الدولي ، ولا غرو أن تجد أكثر من 190 وزارة دفاع في العالم ، وبدون وزارة دفاع لا تصبح دولةً من الدول ذات سيادة.

المطلب الثالث: الجهاد لأجل نشر رسالة الهدى والخير الربانية ، إلى العالمين وإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، ومن جور الأديان ودياجير الخرافات والضلالات إلى عدل الإسلام ورحمته

قال ربعي بن عامر رضي الله تعالى عنه: " إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام" ([8] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn8)) ، وقد يستلزم هذا قتالاً ودماءاً ، فللباطل والضلال والاستبداد أنصاره الذين يقاتلون في سبيله ، وإنه من غير المعقول أن يرى العاقل العالم يتخبط في أتون الفساد والضلال والخرافة والجريمة ، ويرى الهدى والنور والخير والرحمة والفضيلة والحياة الكريمة في ظل الإسلام ، ثم يحول بين الناس وبين هدى ربهم وخالقهم سبحانه وتعالى ، إنّ من كان ذلك حاله فالأولى في حقه إن أبى وتكبر وتجبر أن يزاح عن الطريق ، وأن يُفسح لأشعة الإسلام أن تعانق القلوب العطشى والعقول الحيرى ، لتأخذ بها إلى دين ربها ورحمته ، وهكذا الأمر بالنسبة للأنظمة المتجبرة الاستبدادية التي تحول بين الناس وربهم وهداه ، فالواجب في حقها أن تتنحى جانباً وأن يُفسح المجال للناس ليختاروا بمحض إرادتهم الدين الذي يرتضونه ، بلا تعسف أو جبر أو تسلط.
ونضرب مثالاً ليتضح المقال:
بيتٌ صالح ينعم أهله بالأمن والأمان فلديهم قوة وأمن وشرطة وحرس ورجال وسلاح ، فيما لهم بيت مجاور لهم ترتفع أصوات المعذبين فيه من لهيب السياط والتعذيب ، تعبث في هذا البيت عصابة مجرمة تقتل وتسفك الدماء وتغتصب النساء وتنهب الأموال ، هل يليق والحال هكذا للبيت الأول أن يدع هؤلاء المفسدين يفسدون في الأرض ويستبيحون الدماء والأموال والأعراض ؟! لاشك أن كل عاقل يقول الواجب أن تؤدب هذه العصابة وأن تقدم إلى محكمة عادلة .
كذلك الأمر بالنسبة للجهاد في سبيل الله تعالى ، الغاية منه إخراج الناس من الظلمات إلى النور ، وإيصال معالم الهدى والخير إلى الناس ، وقمع سلطات الفساد والقمع والتسلط والاستبداد ، فمن حال بين الناس وبين الدين الحق الذي يرتضونه قوتل ، حتى تبقى كلمة الله هي العليا.
كما قال تعالى:
( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونََ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ {193}) ([9] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn9)).
وإلى هذا أشار أئمة التفسير، منهم الإمام الثعالبي حيث قال في تفسيره:
" ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ ) الفتنة هنا الشرك وما تابعه من أذى المؤمنين قاله ابن عباس وغيره والدين هنا الطاعة والشرع والانتهاء في هذا الموضع يصح مع عموم الآية في الكفار أن يكون الدخول في الإسلام ويصح أن يكون أداء الجزية"([10] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn10)).
وقال الإمام الشوكاني في تفسيره:
"(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ) .. قيل المراد بالفتنة هنا الشرك والظاهر أنها الفتنة في الدين على عمومها كما سلف قوله ( فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ) أي لا تعتدوا إلا على من ظلم وهو من لم ينته عن الفتنة ولم يدخل في الإسلام وإنما سمي جزاء الظالمين عدواناً مشاكلة كقوله تعالى ( وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ) ([11] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn11)) وقوله: ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُم )( ([12] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn12)" ([13]. (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn13))
وقال الإمام الألوسي:
"( وَقَاتِلُوهُمْ ) أي قاتلوا أيها المؤمنون كفار النفوس فإن جهادها هو الجهاد الأكبر حتى لا تكون فتنة مانعة عن الوصول إلى الحق ويكون الدين كله لله ويضمحل دين النفس الذي شرعته )فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {39}( فيجازيهم على ذلك"([14] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn14)).
يقول الشيخ الشهيد / عبد الله عزام([15] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn15)) طيب الله ثراه:
"فالقتال لإزالة الفتنة ، وتحطيم الطغمة التي تعبّد الناس لأنفسهم من دون الله ، فإن استسلمت هذه الطغمة وألقت السلم ، فلا حاجة لإشهار السلاح ولا ضرورة لقتل الناس ، ولذا فإن الإسلام يحرص أولاً على إنقاذ الناس حتى الطواغيت من النار ، من نار الجاهلية في الدنيا ومن جحيم الآخرة ، ولذا قال صلى الله عليه وسلم لعلي حينما سلّمه الراية يوم خيبر: (فوالله لأن يهدى بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) ([16] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn16)) متفق عليه ، ومن هنا فالقتال في الإسلام ضرورة لإنقاذ الشعوب المستضعفة والقطعان المستعبدة للآلهة البشرية ، فلا بد من إنزال هذه الآلهة البشرية عن مقام العبودية وإنقاذ العبيد وتحريرهم ، فإن أبت هذه الأرباب الآدمية أن تزول من عليائها فلا بد من تحطيم كبريائها وإعادتها إلى حجمها الطبيعي ، وإلى حدها الحقيقي الذي تخطته ظلماً وعدواناً على بحور الدماء وجماجم الأبرياء وأشلاء الشهداء"([17] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn17)).

المطلب الرابع: الجهاد لأجل رفع كلمة الله تعالى لا لحظٍ من حظوظ الدنيا

لقد نزل القرآن الكريم يعاتب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في معركة أحد حين كان بعضهم يتطلع إلى الدنيا وزينتها قال تعالى( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ{152} ) ([18] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn18)).

فغاية الجهاد إرضاء الله تعالى ، ومن كان يريد من جهاده كسباً مادياً أو تحصيل دنيا ، فليس له من جهاده شيء ، بل لقي الله تعالى وهو عليه غضبان وكان جزاؤه جهنم ، بل هو أول أهل النار دخولاً فيها ، والعياذ بالله تعالى ، لأن شرط الجهاد أن يكون لله تعالى وفي سبيل الله تعالى قال تعالى:
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ {207}) ([19] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn19)).
وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ، ويقاتل رياء ، أي ذلك في سبيل اللّه؟ فقال: "من قاتل لتكون كلمة اللّه هي العليا فهو في سبيل اللّه" ([20] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn20)).

وعن أبي مُوسَى أنّ أعْرَابِيّا جَاءَ إلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فقَالَ: إنّ الرّجُلَ يُقَاتِلُ لِلذّكْرِ، وَيُقَاتِلُ لِيُحْمَدَ، وَيُقَاتِلُ لِيَغْنَمَ، وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ؟ فقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قَاتَلَ حَتّى تَكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ أعْلَى فَهُوَ في سَبِيلِ الله عَزّ وَجَلّ"([21] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn21)).‏
عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ِ..."([22] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn22)).

فليست غاية الجهاد في سبيل الله تعالى جمع حطام الدنيا ، وتكديس الثروات والسيطرة على خيرات الأمم والشعوب ، كما يصور ذلك المستشرقون وغيرهم من أعداء الإسلام ، بل غاية المجاهد في سبيل الله تعالى رضوان الله تعالى ، وتخليص المستضعفين في الأرض من الطواغيت والظلمة والمستبدين ، ولو أدى ذلك إلى أن يُزهِق المسلم روحه ومهجته.

وهذا ما يميز القتال في سبيل الله تعالى ، عن الثورات والحروب الجاهلية ، فالمجاهد في سبيل الله تعالى لا يقاتل لأجل دنيا أو منصب أو جاه أو استكبار في الأرض ، أو لأجل العلو في الأرض ، والهيمنة والتسلط على رقاب العباد ، كلا ، كلا ، إنه يحمل السيف في يد ، وفي اليد الأخرى الرحمة والهداية والرحمة والشفقة على الآخرين ، شهد بهذه الحقيقة كل منصف للتاريخ الإسلامي ، والفتوحات الإسلامية ، فهذا المقوقس([23] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn23)) أرسل رسله إلى عمرو بن العاص ليعرف ما يريده المسلمون ، فلما عاد الوفد إليه سألهم: كيف رأيتموهم؟ قالوا رأينا قوماً الموت أحب إلى أحدهم من الحياة ، والتواضع أحب إليهم من الرفعة ، ليس لأحدهم في الدنيا رغبة ، ولا نهمة ([24] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn24)) ، وإنما جلوسهم على التراب ، وأكلهم على ركبهم ، وأميرهم كواحدٍ منهم ، ما يعرف رفيعهم من وضيعهم ، ولا السيد من العبد ، وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد ،... فقال عند ذلك المقوقس: والذي يحلف به ، لو أنّ هؤلاء استقبلوا الجبال لأزالوها ، وما يقوى على قتال هؤلاء أحد!.."([25] (http://qawim.net/mambots/editors/fckeditor/editor/fckblank.html#_ftn25)).
نسأل الله تعالى أن يعز دينه، ويعلي كلمته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

([1]) سورة النساء الآية 65-66
([2]) صحيح البخاري ، 4/1675 ، الجزء الخاص بالتفسير.
([3]) تفسير القرطبي 5/279.
([4]) سورة البقرة الآية 120.
([5]) سورة آل عمران الآية 118-120.
([6]) سورة النساء الآية 102.
([7]) سورة الحج الآية41.
([8]) تاريخ الطبري: 2/401 ، وانظر البداية والنهاية لابن كثير 7/37 سنة أربع عشرة من الهجرة ، غزوة القادسية.
([9]) سورة البقرة الآية 193.
([10]) تفسير الثعالبي 1/150.
([11]) سورة الشورى الآية40.
([12]) سورة البقرة الآية 195.
([13]) فتح القدير 1/191.
([14]) روح المعاني 9/209.
([15]) العالم الشجاع المجاهد المصلح ، أمير المجاهدين العرب في أفغانستان ، ولد 1360هـ، الموافق: 1941م ، ولد في "سيلة الحارثية" من أعمال مدينة جنين ، بفلسطين ، وتلقى علومه الابتدائية والإعدادية في مدرسة القرية ، وأكمل دراسته في خضورية الزراعية في مدينة طولكرم .. وقد كان ملازماً لتلاوة القرآن الكريم ، ملازماً للمسجد ، يعطي الدروس الدينية ، تابع دراسته الجامعية في جامعة دمشق " كلية الشريعة " ونال منه الليسانس عام 1966م ، وفي هذه الفترة اشترك في بعض العمليات على أرض فلسطين ، منها معركة مشروع أو الحزام الأخضر ، كما أشرف على عمليات في معركة 5 حزيران 1970م ، ثم انتسب إلى جامعة الأزهر ونال الماجستير في أصول الفقه سنة 1969م ، وعمل بعد ذلك محاضراً في كلية الشريعة في عمان 1970-1971م ، ثم أوفد إلى القاهرة لنيل درجة الدكتوراة ، وقد حصل عليها مع مرتبة الشرف الأولى عام 1973م ، ثم عمل مدرساً في الجامعة الأردنية ( كلية الشريعة 73-1980م ، ثم انتقل للعمل في جامعة الملك عبد العزيز في جدة ، وبعدها عمل في الجامعة الإسلامية بإسلام آباد عام 1984م ، ثم قدم استقالته من الجامعة الإسلامية وتفرغ للعمل في الجهاد الأفغاني ، استشهد مع اثنين من أبنائه ( محمد وإبراهيم ) في 26ربيع الآخر بينما كانوا متوجهين إلى مسجد سبع الليل لإلقاء خطبة الجمعة ، ودفن الشهيد ولاحظ المشيعون وهم ألوف رائحة المسك التي انبعثت من دمه الزكي، وبقيت هذه الرائحة الزكية حتى تم دفنه ، كما لوحظ أن جسده حفظ من التنشويه على الرغم من الانفجار الذي نتج عن 20كغ من ت. ن. ت ، وقد أحدث دويا هائلا وقطع تيار الكهرباء ، وحفر حفرة في الأرض عميقة ، وتناثرت أجزاء السيارة في الهواء ، استشهد في عام 1410هـ الموافق: 1989م. ( الأعلام للزركلي 2/30).
([16]) صحيح البخاري، للإمام البخاري ، الجزء الثاني ، كتاب الجهاد والسير ، باب: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة، وأن لا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله ،الحديث رقم: 2783 ، أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، رقم: 2406.
([17]) عن كتاب "في الجهاد آداب وأحكام ص8" د. عبد الله عزام ، مكتبة الجيل الجديد ـ صنعاء ـ، ودار ابن حزم ـ بيروت ـ1410هـ ـ 1990م.
([18]) سورة آل عمران الآية 152.
([19]) سورة البقرة الآية 207.
([20]) صحيح البخاري1/58 ، الحديث رقم: 123- وصحيح مسلم 3/1513، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله رقم الحديث 1904.
([21]) سنن أبي داوود كتاب الجهاد 3/14، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، الحديث رقم: 2517 ، وسنن النسائي 6/23 ، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا . أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي 215-303 هـ ، الناشر: مكتبة المطبوعات الإسلامية ، حلب ، 1406هـ - 1986م ، ط2 ، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة ، عدد الأجزاء 8.
([22]) صحيح مسلم 3/1513 ، كتاب الإمارة ، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار ، الحديث رقم: (1905)
([23]) هو لقب واسمه جريج بن مينا بن قرقب ومنهم من لم يذكر مينا كما جزم به أبو عمر الكندي في أمراء مصر فقال المقوقس بن قرقوب أمير القبط بمصر من قبل ملك الروم ، وذكره بن منده في الصحابة. (الإصابة في تمييز الصحابة 773-852 هـ ، 6/374-375 للإمام أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي ، دار الجيل ، بيروت 1412هـ -1992م ، ط1 ، تحقيق: علي محمد البجاوي ، عدد الأجزاء 8) ، وقال الإمام ابن كثير:" كان المقوقس صاحب اسكندرية قبل ذلك يؤدي خراج بلده وبلد مصر إلى ملك الروم فلما حاصره عمرو بن العاص جمع اساقفتة وأكابر دولته وقال لهم إن هؤلاء العرب غلبوا وقيصر وأزالوهم عن ملكهم ولا طاقة لنا بهم والرأي عندي أن نؤدي الجزية إليهم ، ثم بعث إلى عمرو بن العاص يقول إنى كنت أؤدي الخراج إلى من هو ابغض منكم فارس والروم ثم صالحه على أداء الجزية وبعث عمرو بالفتح والأخماس إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، فتحت مصر في ربيع الأول من سنة16 ست عشرة وقام فيها ملك الإسلام ولله الحمد والمنة ، وقال غيره فتحت مصر في سنة عشرين وفتحت اسكندرية في سنة خمس وعشرين بعد محاصرة ثلاثة اشهر عنوة وقيل صلحاً على ثنتى عشر ألف دينار وقد ذكر أن المقوقس ، سأل من عمرو أن يهادنه أولا فلم يقبل عمرو وقال له قد علمتم ما فعلنا بملككم الأكبر هرقل فقال المقوقس لأصحابه صدق فنحن أحق بالإذعان ثم صالح. (البداية النهاية لابن كثير: 7/99).
([24]) النهمة قال في مختار الصحاح: النَّهْمَةُ بُلُوغ الهِمة في الشيء وقد نُهمَ بكذا نَهْمةً فهو مَنْهُومٌ أي مولع به وفي الحديث (منهُومان لا يشبعان منهوم بالمال ومنهوم بالعِلم) و النَّهَمُ بفتحتين إفراط الشَّهوة في الطعام" مختار الصحاح لأبي بكر الرازي باب النون [ ص 642 ]-[ص 688 ].
([25]) النجوم الزاهرة 1/11.

http://qawim.net/index.php?option=com_content&task=view&id=2495&Itemid=1

من هناك
04-22-2008, 03:46 PM
بارك الله بك على نقل المقالة وجزى الله كاتبها خيراً؟
هل هي رد على الفتنة او على فتن داخلية عندنا.

هذه اول مرة اجد فيها موضوعاً لمقاوم فيه خطأ إملائي في الآيات :)

مقاوم
04-22-2008, 08:28 PM
جزاك الله خيرا أخي بلال.
بحثت عن الحطأ فلم أهتدي إليه فهلا أرشدتني بارك الله فيك.
الآيات منسوخة وملصقة في المقال لكني أعرف أن بلالا لا يقول إلا عن يقين فدلني على الخطأ مشكورا مأجورا.

من هناك
04-22-2008, 08:45 PM
يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْانت المير يا امير

مقاوم
04-22-2008, 09:26 PM
بوركت!!
راجعت الموضوع ثلاث مرات ولم أرها.... يبدو صارو عيوني شاش بيش عالتعب :)

من هناك
04-22-2008, 09:44 PM
عليك ان تعترف انني حشرتك في بيت اليك :)

أبو مُحمد
04-22-2008, 09:50 PM
السلام عليكم ..
ما هو الخطأ يا أخوة حيرتونا.

من هناك
04-22-2008, 09:52 PM
لم يكن هناك خطأ بل كنت العب على اعصاب الأخ مقاوم

أبو مُحمد
04-22-2008, 09:58 PM
لعبت على اعصابنا واعصاب اهل البيت وكدنا ندخل الجهاز ونحن نحملق في الاية.

مقاوم
04-22-2008, 10:18 PM
تم التصحيح وفاتني أن أبين ذلك ... سامحونا يا جماعة

مقاوم
04-22-2008, 10:21 PM
عليك ان تعترف انني حشرتك في بيت اليك :)
إي والله حشرتني :)
بس بيت اليك بيوسع ألف بيك ... مش هيك يا بيك ؟ :)

أبو مُحمد
04-22-2008, 10:31 PM
لم يكن هناك خطأ بل كنت العب على اعصاب الأخ مقاوم
تم التصحيح وفاتني أن أبين ذلك ... سامحونا يا جماعةأسامحكم بشرط واحد أن تشرحوا لي هذه الفزورة :)

مقاوم
04-25-2008, 07:15 AM
أخي أبو محمد
كان هناك خطأ مطبعي وتم تصحيحه يعني لم يكن الخطأ في نص الآية وإنما بعدم وجود فراغ بين كلمتين مما أدى إلى دمجهما وهذه لم تفلت من عين الخبير الفاحصة جزاه الله خيرا ومع مراجعتي للآيات الواردة في المقال ثلاث مرات لم أكشفها.

من هناك
04-25-2008, 02:34 PM
لن نقرأ مقالاتكم من الآن فصاعداً ما دام ترفضون التصحيح

مقاوم
04-25-2008, 02:44 PM
لن نقرأ مقالاتكم من الآن فصاعداً ما دام ترفضون التصحيح
ونحن سنصحح شئتم أم أبيتم :)