أم ورقة
04-21-2008, 08:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم تحاورت مع المديرة، و كان باختصار كالتالي:
أولاً استفسرت منها عن خلفيتها العلمية و خبرتها السابقة و أسئلة عامة... ثم تابعت كالتالي:
سألتها كم ساعة تعمل في الأسبوع؟
- سألتني: هل تريدين الدوام الرسمي ام غير الرسمي؟
قلت: الرسمي؟
- فأجابت: طوال دوام المدرسة، و لكني أبقى الى ما بعد ذلك ، الى وقت متأخر، و أحياناً أبقى حتى ساعات الليل ( مرة بقيت للساعة 9 ليلاً ! )، و أحياناً تأتي يوم الجمعة و الأحد، و أيام العطلة... و تجبر بعض الموظفين و الأساتذة على الحضور أيضاً..
سألتها : ما هو المعيار الذي تحدديه لاختيار المعلمة الجديدة؟ كيف تختارينها و على أي أساس؟ هل يهمك تحصيلها العلمي؟ الخبرة؟ غير ذلك؟
- قالت: انها لا تهتم بالشهادة أبداً، و لا حتى من أي جامعة. ليس هذا الذي يهمها. لأن المعلمة ممكن تكون قادمة من أفضل جامعة و معها أفضل شهادة و لكن أداءها ليس على هذا المستوى.
قالت : ان أفضل معيار تعتمد عليه هو الانطباع الأول ! و قالت انه غالباً انطباعها الأول لا يخطئ ! قالت انها هي ممكن "تقفرها" للمعلمة من أول نظرة اذا منيحة او ما منيحة... و اذا تنجح او لا تنجح عندهم....
و بعد ذلك يأتي اختبارها في التدريس و تقييمها على هذا الأساس..
أما شهادتها، فهذا أمر روتيني... تأخذ به فقط لأن سياسة المدرسة تلزم ان تكون المعلمة معها شهادة معينة..
ثم أضافت أن الواسطات لا تمشي معها أبداً !
5- سألتها : طيب، هذه المعلمة التي قد تجديها فاشلة، او غير صالحة ، مَن يتحمل مسؤولية فشلها؟ او الى ماذا ترجعين سبب فشلها؟
أجابت: طبعاً انا لست مضطرة ان اتحمل فشلها..
قلت: نعم أعلم ذلك، و لكن افترضي ان أحداً يستشريك الآن، بحكم انك خبيرة تربوية، و يبحث معك في أسباب هذه المشكلة، فإلى ماذا - برأيك- يعود سبب فشل تلك المعلمة القادمة من أفضل الجامعات و الحاصلة على أفضل الشهادات؟
قالت: لا شك يرجع السبب لها، لا بد هناك شيء في داخلها...
قلت : على هذا كأنك تعتبرين أن العلم أو التعلّم لا يغيّر الفرد؟ و انه طالما ان هذا الشيء في داخله، فمهما حاول و تعلّم و حاول أن يتمرّن فلن يتغير؟
قالت: ربما قد تتغير مع التدريب ، و لكن اذا كان هناك شيء بداخلها فلا أحد يستطيع أن يغيره.
قلت: و هل تشعرين بمسؤولية تجاه هؤلاء المعلمات اللواتي يتخرجن حديثاً، أنتِ كمسؤولة بهذه المدرسة، هل تشعرين بمسؤولية تجاه اعداد هؤلاء المعلمات، و الترحيب بهم لكي يستفيدوا من فرصة التدرّب عندك؟ ام تنزعجون من ذلك؟
قالت: لا بالعكس انا من أكثر المدارس التي ترحّب بهؤلاء المعلمات...
قلت: و ماذا لو كان هناك بعض المدرّسات عندك لا يرحبّن بالمعلمّة التي تتدرّب؟ كيف تتصرفين؟
قالت: ما تحت أمرهم! انا أول السنة أفهّم الجميع ان عليهم أن يتعاونوا مع المعلمّات المتدرّبات...
---
ثم سألتها: كيف تحددين أن معلمة فلانية من الذين عندك عندها مشكلة و بالتالي بحاجة الى ارشاد و توجيه؟ من هي المعلمة التي تحتاج الى ارشاد و توجيه برأيك؟
قالت: انا كل يوم أمر على كل الصفوف، و كل صف أمر عليه 5 دقائق على الأقل، فأستطيع أن أراقب دائماً أداء المعلمة، و اذا وجدت شيئاً ، فأنبهها على الفور اليه...
و غالباً اذا اشتكى بعض الأهل من معلمة معينة أبحث في ذلك، و أتحرى الأمر و أراقبها أكثر و لوقت أطول...
قلت: و هل تبلغيها مسبقاً أم تأتي فجأة؟
قالت: عادة أبلغهم قبل أسبوع و لكن لا أحدد لهم أي يوم و لا أي ساعة ، و إلا سيحضّروا حالهم و لن أستفيد !!
ينبغي أن يتصرفوا بشكل طبيعي ويكونوا مستعدين كل الوقت و ليس فقط وقت المراقبة..
قلت: و اذا الخطة التي وضعتيها لتغيير المعلمة لم تنجح ماذا تفعلين؟
قالت: أغيّر المعلمة !
ثم استدركت، و قالت: طبعاً اعطيها وقت لتتحسن، و امهلها، و اصبر معها، و خاصة اذا كانت جديدة.... و غالباً اناقش مع المعلمات مشاكلهن و حتى لو كانت مشاكل خاصة، لأن باعتقادي هذا سيؤثر على أداءهن و بالتالي سيؤثر و ينعكس على التلاميذ..
قلت لها: و ما هو انطباع المعلمات غالباً تجاه ارشاداتك و توجيهاتك لهم؟ هل يخافون من ذلك ام يتقبلوها براحة و اطمئنان؟
قالت: اسأليهم !
قلت: نعم، و لكن أنا يهمني أن أعرف ذلك منك، بما أنك قلتِ أنك تستطيعين اكتشاف الكثير عن الأشخاص من الانطباع الأول و تستطيعين قراءة الملامح...و...
قالت: نعم هم سعداء بذلك...
قلت: هل تصادفين معوّقات ما في عملك؟
قالت: لا يوجد معوّقات... أنا متفائلة ! و كل شيء ممكن أن أتخطّاه.. و أتجاوزه...
قلت: هل أنتِ مرتاحة في عملك هكذا؟ و هل تشعرين أن باستطاعتك القيام بذلك وحدك؟ ام تحتاجين الى أناس مختصين يقومون ببعض هذه المهام؟
قالت: نحن نريد لمدرستنا أن تنمو و تكبر، فنحن نفكر بهذا الأمر للسنة القادمة، و قد نحتاج الى مرشدين تربويين، و الى منسّقين... فليس هذا متوفر عندنا الآن... و كثير من المعلمات يطالبون بذلك
-------------------------
هذا بالاجمال، و باختصار اكتشفت ان هذه المديرة تعتمد على حاستها السادسة في تقييم الأمور
أكثر من الأدلة و البراهين الحسيّة،
لا بأس طالما ان الأمور تمشي في تلك المدرسة و انها تنجح في ذلك، و ان الجو بشكل عام بالفعل جو كأنه عائلي و الجميع مرتاح، بما فيهم أنا ، فأشعر اني بمكان مألوف ... و الجميع مبتسم و ليس هناك مضايقات تُذكر..
إلا أني غير مقتنعة بأن الواحد يمشي على الحاسة السادسة، دائماً
نعم فليكن عندك حدسك و انطباعك و غير ذلك، و لكن لا بأس بأن تحاول أن تدعمه بشيء ملموس و محسوس...
كن علمياً قدر الإمكان فهذا لن ينقص من قدرك، بل سيزيدك احتراماً و قبولاً و ارتياحاً من الآخرين لك،
لأنك انسان تستطيع أن تأتي بدليل لتدعم به حدسك و من ثم تقنع به الآخرين...
و ليس فقط مجرد فكرة خطرت على بالك أو شعور شعرت به...
من جهة أخرى، تلك المديرة حتى لو كانت محقة في قرارتها و بالفعل هي بارعة لكي تمسك زمام الأمور لوحدها و تشرف على كل صغيرة و كبيرة، و تبرم على كل الصفوف يومياً،
و لكن ... ان تتحكم بكل شيء وحدها و دون مشورة الآخرين، خاصة المعلّمين، أظن هذا أمر غير صائب..
و لكنها يبدو انها اقتنعت بالآخر ان يد واحدة لا تصفق... لذلك هم يبحثون في ان يكون عندهم بعض المختصين لبعض المهام التي هي تقوم بها حالياً...
فلا بد من توزيع المهام..
و الدليل على ذلك ان الوقت لا يكفيها، بل تبقى وقتاً إضافياً بعد الدوام، و تأتي بعطلة نهاية الأسبوع،
فلو هناك من يقوم ببعض المهام التي هي تقوم بها الآن سيكون العبئ أقل عليها..
اليوم تحاورت مع المديرة، و كان باختصار كالتالي:
أولاً استفسرت منها عن خلفيتها العلمية و خبرتها السابقة و أسئلة عامة... ثم تابعت كالتالي:
سألتها كم ساعة تعمل في الأسبوع؟
- سألتني: هل تريدين الدوام الرسمي ام غير الرسمي؟
قلت: الرسمي؟
- فأجابت: طوال دوام المدرسة، و لكني أبقى الى ما بعد ذلك ، الى وقت متأخر، و أحياناً أبقى حتى ساعات الليل ( مرة بقيت للساعة 9 ليلاً ! )، و أحياناً تأتي يوم الجمعة و الأحد، و أيام العطلة... و تجبر بعض الموظفين و الأساتذة على الحضور أيضاً..
سألتها : ما هو المعيار الذي تحدديه لاختيار المعلمة الجديدة؟ كيف تختارينها و على أي أساس؟ هل يهمك تحصيلها العلمي؟ الخبرة؟ غير ذلك؟
- قالت: انها لا تهتم بالشهادة أبداً، و لا حتى من أي جامعة. ليس هذا الذي يهمها. لأن المعلمة ممكن تكون قادمة من أفضل جامعة و معها أفضل شهادة و لكن أداءها ليس على هذا المستوى.
قالت : ان أفضل معيار تعتمد عليه هو الانطباع الأول ! و قالت انه غالباً انطباعها الأول لا يخطئ ! قالت انها هي ممكن "تقفرها" للمعلمة من أول نظرة اذا منيحة او ما منيحة... و اذا تنجح او لا تنجح عندهم....
و بعد ذلك يأتي اختبارها في التدريس و تقييمها على هذا الأساس..
أما شهادتها، فهذا أمر روتيني... تأخذ به فقط لأن سياسة المدرسة تلزم ان تكون المعلمة معها شهادة معينة..
ثم أضافت أن الواسطات لا تمشي معها أبداً !
5- سألتها : طيب، هذه المعلمة التي قد تجديها فاشلة، او غير صالحة ، مَن يتحمل مسؤولية فشلها؟ او الى ماذا ترجعين سبب فشلها؟
أجابت: طبعاً انا لست مضطرة ان اتحمل فشلها..
قلت: نعم أعلم ذلك، و لكن افترضي ان أحداً يستشريك الآن، بحكم انك خبيرة تربوية، و يبحث معك في أسباب هذه المشكلة، فإلى ماذا - برأيك- يعود سبب فشل تلك المعلمة القادمة من أفضل الجامعات و الحاصلة على أفضل الشهادات؟
قالت: لا شك يرجع السبب لها، لا بد هناك شيء في داخلها...
قلت : على هذا كأنك تعتبرين أن العلم أو التعلّم لا يغيّر الفرد؟ و انه طالما ان هذا الشيء في داخله، فمهما حاول و تعلّم و حاول أن يتمرّن فلن يتغير؟
قالت: ربما قد تتغير مع التدريب ، و لكن اذا كان هناك شيء بداخلها فلا أحد يستطيع أن يغيره.
قلت: و هل تشعرين بمسؤولية تجاه هؤلاء المعلمات اللواتي يتخرجن حديثاً، أنتِ كمسؤولة بهذه المدرسة، هل تشعرين بمسؤولية تجاه اعداد هؤلاء المعلمات، و الترحيب بهم لكي يستفيدوا من فرصة التدرّب عندك؟ ام تنزعجون من ذلك؟
قالت: لا بالعكس انا من أكثر المدارس التي ترحّب بهؤلاء المعلمات...
قلت: و ماذا لو كان هناك بعض المدرّسات عندك لا يرحبّن بالمعلمّة التي تتدرّب؟ كيف تتصرفين؟
قالت: ما تحت أمرهم! انا أول السنة أفهّم الجميع ان عليهم أن يتعاونوا مع المعلمّات المتدرّبات...
---
ثم سألتها: كيف تحددين أن معلمة فلانية من الذين عندك عندها مشكلة و بالتالي بحاجة الى ارشاد و توجيه؟ من هي المعلمة التي تحتاج الى ارشاد و توجيه برأيك؟
قالت: انا كل يوم أمر على كل الصفوف، و كل صف أمر عليه 5 دقائق على الأقل، فأستطيع أن أراقب دائماً أداء المعلمة، و اذا وجدت شيئاً ، فأنبهها على الفور اليه...
و غالباً اذا اشتكى بعض الأهل من معلمة معينة أبحث في ذلك، و أتحرى الأمر و أراقبها أكثر و لوقت أطول...
قلت: و هل تبلغيها مسبقاً أم تأتي فجأة؟
قالت: عادة أبلغهم قبل أسبوع و لكن لا أحدد لهم أي يوم و لا أي ساعة ، و إلا سيحضّروا حالهم و لن أستفيد !!
ينبغي أن يتصرفوا بشكل طبيعي ويكونوا مستعدين كل الوقت و ليس فقط وقت المراقبة..
قلت: و اذا الخطة التي وضعتيها لتغيير المعلمة لم تنجح ماذا تفعلين؟
قالت: أغيّر المعلمة !
ثم استدركت، و قالت: طبعاً اعطيها وقت لتتحسن، و امهلها، و اصبر معها، و خاصة اذا كانت جديدة.... و غالباً اناقش مع المعلمات مشاكلهن و حتى لو كانت مشاكل خاصة، لأن باعتقادي هذا سيؤثر على أداءهن و بالتالي سيؤثر و ينعكس على التلاميذ..
قلت لها: و ما هو انطباع المعلمات غالباً تجاه ارشاداتك و توجيهاتك لهم؟ هل يخافون من ذلك ام يتقبلوها براحة و اطمئنان؟
قالت: اسأليهم !
قلت: نعم، و لكن أنا يهمني أن أعرف ذلك منك، بما أنك قلتِ أنك تستطيعين اكتشاف الكثير عن الأشخاص من الانطباع الأول و تستطيعين قراءة الملامح...و...
قالت: نعم هم سعداء بذلك...
قلت: هل تصادفين معوّقات ما في عملك؟
قالت: لا يوجد معوّقات... أنا متفائلة ! و كل شيء ممكن أن أتخطّاه.. و أتجاوزه...
قلت: هل أنتِ مرتاحة في عملك هكذا؟ و هل تشعرين أن باستطاعتك القيام بذلك وحدك؟ ام تحتاجين الى أناس مختصين يقومون ببعض هذه المهام؟
قالت: نحن نريد لمدرستنا أن تنمو و تكبر، فنحن نفكر بهذا الأمر للسنة القادمة، و قد نحتاج الى مرشدين تربويين، و الى منسّقين... فليس هذا متوفر عندنا الآن... و كثير من المعلمات يطالبون بذلك
-------------------------
هذا بالاجمال، و باختصار اكتشفت ان هذه المديرة تعتمد على حاستها السادسة في تقييم الأمور
أكثر من الأدلة و البراهين الحسيّة،
لا بأس طالما ان الأمور تمشي في تلك المدرسة و انها تنجح في ذلك، و ان الجو بشكل عام بالفعل جو كأنه عائلي و الجميع مرتاح، بما فيهم أنا ، فأشعر اني بمكان مألوف ... و الجميع مبتسم و ليس هناك مضايقات تُذكر..
إلا أني غير مقتنعة بأن الواحد يمشي على الحاسة السادسة، دائماً
نعم فليكن عندك حدسك و انطباعك و غير ذلك، و لكن لا بأس بأن تحاول أن تدعمه بشيء ملموس و محسوس...
كن علمياً قدر الإمكان فهذا لن ينقص من قدرك، بل سيزيدك احتراماً و قبولاً و ارتياحاً من الآخرين لك،
لأنك انسان تستطيع أن تأتي بدليل لتدعم به حدسك و من ثم تقنع به الآخرين...
و ليس فقط مجرد فكرة خطرت على بالك أو شعور شعرت به...
من جهة أخرى، تلك المديرة حتى لو كانت محقة في قرارتها و بالفعل هي بارعة لكي تمسك زمام الأمور لوحدها و تشرف على كل صغيرة و كبيرة، و تبرم على كل الصفوف يومياً،
و لكن ... ان تتحكم بكل شيء وحدها و دون مشورة الآخرين، خاصة المعلّمين، أظن هذا أمر غير صائب..
و لكنها يبدو انها اقتنعت بالآخر ان يد واحدة لا تصفق... لذلك هم يبحثون في ان يكون عندهم بعض المختصين لبعض المهام التي هي تقوم بها حالياً...
فلا بد من توزيع المهام..
و الدليل على ذلك ان الوقت لا يكفيها، بل تبقى وقتاً إضافياً بعد الدوام، و تأتي بعطلة نهاية الأسبوع،
فلو هناك من يقوم ببعض المهام التي هي تقوم بها الآن سيكون العبئ أقل عليها..