تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بماذا نبدأ في دعوة غير المسلمين؟



عزام
04-20-2008, 05:38 PM
·لا تدفعه دفعاً إلى الإسلام، فلا أحد يحبُّ من يضغط عليه ليتقبَّل أيَّ أمر، فكيف بالعقيدة؟
·احرص ألا تجرح كرامته، فلا يصحُّ مثلاً أن تقول له: "يا للحماقة!! كيف تعتقدون أن 1=3 و3=1 ؟!".
·لا تتقمَّص دور الواعظ أو المحاضر، إنَّما كن كما أنت.
·لا تتعامل مع غير المسلمين عامَّةً على أنَّهم سيغيِّرون معتقداتهم 100% وسينقلب حالهم 180 درجة، إنَّما عاملهم على أنَّ المطلوب فقط هو تصحيح بعض المعتقدات.
·راعِ التدرُّج في عرض الإسلام، فالرسول صلى الله عليه وسلم أمضى 13 عاماً ليثبِّت مفهوم التوحيد في نفوس المسلمين الجدد، ولم يُنزِل الله التكليفات والأحكام إلا بعد أن تمكَّنت العقيدة من قلوبهم تمكُّناً قويّا، وحتى إذا وجدتَّ منه تجاوباً فحافظ على التدرُّج، وإيَّاك والاندفاع.
ابدأ معه بالعقيدة، ولا تطلب منه أكثر ممَّا افترضه الله عليه.
التدرج
- ضرورة التدرج في عرض الإسلام، والابتداء بالأساسيات والقواعد العامة، ثم ما يليها وهكذا.
- ضرورة عدم التعرض لدينهم بشيء، حتى لا تفقد وصالك معهم، وكذلك حتى لا يسبوا الله عدواً بغير علم "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً من غير علم".
- ضرورة الاستفادة مما يملكون من قيمٍ ومبادئ وتاكيدها، والدخول من خلالها إلى الإسلام.
- ضرورة ألا تنسى أن العلاقة الشخصية هي أساس التأثير، وأن القدوة الحسنة هي مفتاح النجاح، وما لم تكن دمث الخلق، كريماً، بشوشاً، معيناً للناس مساعداً لهم، إيجابياً في مجتمعك، فلن يكون لكلامك أثر، ولو تناطحت الجبال بين يديهم فلن يؤمنوا لمسلمٍ لا يلتزم بدينه عبادةً ومعاملة.
1- العقيدة:
والتي بصلاحها يصلح إسلامهما، وعليك أن تراعي فيها التبسيط، دون الخوض في أمور الخلافات بين الفرق وقضايا المعتزلة وغير ذلك.. عليك أن توصل لهم العقيدة كما يعرضها القرآن الكريم، وكما جاءتنا عن نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم، بسيطةً صافية، تلمس القلب كما تقنع العقل.
وعلِّمهما عقيدة التوحيد كما يتناولها القرآن، وتجول بقلبيهما في هذا الكون لتريهما آيات الله تعالى فيه، وتستعرض من خلاله أسماء الله وصفاته، وهناك ما كتب حول هذه الأسماء ومعانيها ودلالاتها، فقرِّبهما من ربهما، وعلِّمهما حبّه، والسعي لما يضعهما تحت مظلَّة حبِّه تعالى.
وأحبّ أن أشير هنا إلى أن تناولك للعقيدة في الله يجب أن يراعي ما كانا عليه قبل إسلامهما، فإن كانا على الإلحاد فستحتاج إلى مزيدٍ من التركيز على أدلَّة وجود الخالق، أي أن تركز على ما ينقصهما ويهمُّهما، ثمّ لا تنس تناول جوانب العقيدة الأخرى، من الإيمان بالأنبياء وحبّهم وعدم التفريق بينهم، وكون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، ثمّ الإيمان بالملائكة واليوم الآخر والجنَّة والنار والقضاء والقدر، واعرض عليهما الفهم الإسلامي لأمر البلاء والابتلاء، وأنَّ الصعوبات التي يمر بها الإنسان في حياته هي امتحانات من الله تعالى وتكفير للخطايا أو رفع للدرجات، وأنّ المسلم عليه تقبُّل ذلك، مع الصبر الجميل، والتوجُّه إلى الله تعالى بالدعاء وغير ذلك من تفصيلات.
2- الأخلاق:
والمجال هنا رحبٌ وواسع، لكن لا تنس أن تتناول معهما الجانب الذي يعدُّ من أعمال القلوب، وتزكية النفوس، وعلى رأس ذلك الإخلاص لله تعالى، ويمكنك تقسيم الأخلاق إلى:
- الفضائل.
- الرذائل.
فتعلِّمهما الأخلاق التي حثّ الإسلام عليها، والأخلاق التي نهى عنها.
3- الفقه:
وابدأ معهما بالفقه البسيط، دون التعقيدات والدخول في المسائل الخلافيّة، وابدأ معهما كما في تقسيمات كتب الفقه.. بفقه العبادات، وأوّلها كتاب الطهارة -طبعًا هذا على مستوى الحلقة التي ستعقدونها- لكن لا تؤجِّل تعليمهم أساسيَّات فقه الوضوء والصلاة والأمور الواجبة والهامَّة جدًّا، وأجِّل التفصيلات إلى أن يحين وقتها حسب برنامجك المعدّ لذلك، ولا تُغفل في هذا الجانب أمر الآداب الشرعيَّة، كآداب الطعام، والآداب مع الأهل، وآداب الزيارة، وآداب الصحبة، حتى آداب قضاء الحاجة، فهذا من نعمة الله تعالى علينا أن تناول الإسلام أبسط شئون حياتنا بالتوجيه والتهذيب.
4- السيرة:
تناول معهم أحداث سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ببساطةٍ وأسلوبٍ مشوِّق، وحاول ألا تعرضها مجرَّدة، بل هناك لفتاتٍ لطيفةٍ جميلةٍ ومعانٍ مهمَّةٍ تظهر أثناء التحليل لهذه الأحداث، وقد يكون كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري، أو فقه السيرة للغزالي من الكتب المناسبة لهذا، وعليك اغتنام السيرة في تدعيم الأخلاقيَّات التي تُعلِّمهما إيّاها، وتدعيم حبِّهما للرسول صلى الله عليه وسلم، ورسم الصورة الواضحة للقدوة التي عليهما أن يمتثلاها، متمثِّلةً في النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، كما تشكِّل لهم الهويَّة التي ينتميان إليها.

من هناك
04-21-2008, 02:13 PM
جزاك الله خيراً ولي عودة للتعقيب على هذا الموضوع المهم جداً