تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : راى المرجع الشيعى محمد حسين فضل الله فى ال



فهد المصرى
04-20-2008, 04:18 PM
الحلhttp://www.islamonline.net/servlet/trick.gifhttp://www.islamonline.net/servlet/trick.gifhttp://www.islamonline.net/servlet/trick.gifبسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:

فالحزن على فقد حبيب مشروع على ألا يصاحبه فعل من أفعال الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب ، وضرب الرؤوس بالسيوف وجلد الظهور ، لأن في ذلك إضرارا بالنفس ، وهو محرم شرعا ، للنصوص الشرعية الداعية إلى حفظ النفس وعدم تعريضها لأي نوع من التهلكة أو التلف ، وإن صنع البعض ذلك مواساة للحسين رضي الله عنه ، فإن المواساة تكون بالسعي لنشر العدل كما كان يسعى الحسين لنشره، كما أن تجديد الحزن أمر غير مشروع ، ولذا كان العزاء في ثلاث .
وما يحدث من اللطميات الحسينية كان من فعل أفراد ، ولم يكن له سند شرعي في الفقه الشيعي، ولكنه انتشر حتى أصبح عادة يثار على من يخرج عليها ، ولكنها محرمة عند كثير من فقهاء الشيعة أيضا في عصرنا، بل هي نوع من التخلف.

يقول فضيلة الشيخ السيد محمد حسين فضل الله أحد كبار المرجعيات الشيعية بلبنان :

الاجتهاد في الاحتفال الحسيني لم يختلف في القاسم المشترك بين طريقة الاحتفال في الماضي والحاضر، وهو إقامة مجالس العزاء، كما أن الماضي كان يختزن اللطم، ولكن بشكل هادئ معبّر عن الحزن، ولكن ما حدث هو بروز لبعض العادات الشعبية، كضرب الرؤوس بالسيف، وضرب الظهور بالسلاسل، وهذه العادات لم تنطلق من اجتهاد فقهي شارك في إنتاجها وتحويلها إلى عادة شعبية لدى الناس، بل إن مثل هذه العادات انطلقت من مبادرات فردية ما لبثت أن تحولت إلى حالة مقدسة، استثارت عاطفة الناس فقلّدوها، ثم تعاظمت العاطفة، وتجذّرت العادة، بحيث أصبحت من المقدسات التي قد لا يجرؤ حتى العلماء على مواجهة المد الشعبي في ذلك إلى درجة أصبح الذين يقفون ضد هذه العادات يوصمون بأنهم ضد الحسين وأهل البيت، وأنهم يريدون إسقاط هذه الذكرى وإبعادها عن الوجدان الشعبي، وما إلى ذلك.

لكن قد يقول قائل: إن هناك من المجتهدين الكبار جداً ومن المحدثين، قد أفتوا منذ خمسين أو ستين سنة بإباحة هذه الشعائر، وبأنها ليست محرّمة في ذاتها، إلا إذا أدّت إلى التهلكة.

وعن التساؤل عن أسباب صدور هذه الفتاوى، فإنه يمكن القول بأن المسألة انطلقت من جدل فقهي عنوانه: هل يحرم إضرار الإنسان بنفسه إذا لم يكن الضرر بالغاً، كأن يجرح الإنسان يده، أو يجرح رأسه، أو ما إلى ذلك، مما لا يشكِّل خطراً على حياته؟ أي هل الضرر محرّم في ذاته، في مقابل القول أن المحرم هو الإضرار الذي يؤدي إلى التهلكة، أو إلى وضع صحي خطير؟

وقد صدر رأيان اجتهاديان في هذه المسألة:
فهناك من قال بحرمة الإضرار بالنفس من ناحية مبدئية، إلا في الحالات التي تكون هناك مصلحة أهم، كما في تعريض الإنسان نفسه للضرر في الأسفار، أو في سهر الليالي، حتى يحصل على ربح مادي أو معنوي، حيث هناك ميزان بين المفسدة في الضرر وبين المصلحة، وهذا أمر إنساني يفيد أنه إذا كانت المصلحة أقوى من المفسدة، فإنها تجمّد المفسدة، وشرعياً نضع هذا الأمر في "باب التزاحم" أي أنه إذا تزاحم حكم تحريمي ما مع حكم وجوبي أو جائز، وكانت المصلحة هنا أقوى من المفسدة هناك، فإنها تجمّد حكم التحريم، وعلى هذا الأساس فهؤلاء يقولون إنه يحرم على الإنسان أن يجرح نفسه، حتى في التعبير عن التأسي أو المحبة، وغير ذلك.

وهناك رأي اجتهادي آخر يتبناه الكثيرون من العلماء، وهو أنه لا يحرم على الإنسان أن يضرّ نفسه إذا لم يصل الضرر إلى حالة صحية سلبية كبيرة، أو إلى التهلكة، وعلى ضوء ذلك أفتى هؤلاء العلماء بأن ضرب الرأس بالسيف حزناً أو مواساةً ليس محرماً في ذاته وإنما يحرم إذا كان الضرر مؤدياً إلى التهلكة.

وهناك تحفظات لدى بعض العلماء الذين يقولون بالإباحة من حيث العنوان الأولي، أي من حيث المبدأ، ذلك أنهم يرون أن هذا الأمر، وفي حالات معينة، قد يحرم لأنه قد يحرم من ناحية العنوان الثانوي، وهذا ما أجاب به المرجع الكبير الراحل السيد أبو القاسم الخوئي عندما سُئِل عن الضرب بالسيف والسلاسل، فأجاب أنه لا يجوز إذا استلزم الهتك والتوهين، وعندما سُئِل مرة ثانية كيف تفسّر الهتك والتوهين؟ فقال: ما يوجب الذل والهوان للمذهب في نظر العرف السائد.

أما رأينا في الموضوع.. فهو الإفتاء بالحرمة، لأننا نرى أنه يحرم إضرار الإنسان بنفسه، إلا في الحالات التي تفرضها الضرورة؛ ولذلك قلنا بأنه يحرم ضرب الرؤوس بالسيف، أو ضرب الظهور بالسلاسل، وحتى اللطم العنيف الذي يوجب إضراراً بالإنسان ولو إضراراً غير خطير، لأننا نستفيد من النصوص التي بين أيدينا حرمة الإضرار بالنفس، كما أننا نجد أن السيرة العقلائية تقتضي ذلك، فالناس يستنكرون على أي إنسان يضر نفسه إذا لم تكن هناك مسألة أهم وأولى بالرعاية من هذا الإضرار، ومن هنا فإننا نرى أن هذا أمرٌ محرم شرعاً، حتى لو كان ذلك بعنوان الحزن والمؤاساة.

ولديّ ملاحظة أخرى في هذا المجال وهي أن الذين يضربون رؤوسهم بالسيف أو ظهورهم بالسياط، يقولون: إننا نريد أن نواسي الحسين في جراحاته، أو نواسي زينب وأخواتها عندما جلدت بالسياط، فنجلد ظهورنا، ونجرح رؤوسنا.. لكنني أقول: إن المواساة تفرض أن تجرح في الموقع الذي جرح فيه الحسين ، وأن تجلد في الموقع الذي جلد ت فيه زينب ً.. فالحسين جرح وهو يجاهد، ولذلك فالذين يواسون الحسين هم الذين يجاهدون العدو الإسرائيلي من شباب المقاومة، فهم يجرحون في الموقع الذي جرح فيه الحسين، والذين يواسون السيدة زينب هم الذين يجلدون في سجون العدو، لأنها جلدت وهي في خط الثورة والقضية، سواء كانوا من الرجال أو النساء..

لهذا فإنني أجد أن هذه العادات لا بدّ من إزالتها من ناحية شرعية، لأنها محرمة بالعنوان الأولي بناءً على رأينا، ومحرّمة بالعنوان الثانوي أيضاً، من خلال السلبيات الكثيرة على مستوى الإنسان، وعلى مستوى صورة الطائفة الإسلامية الشيعية في العالم، ولذلك قلنا: هي نوع من أنواع التخلّف.
والله أعلم

من هناك
04-20-2008, 04:25 PM
اهلاً وسهلاً بعودة الأخ فهد وهذا مما يحسب لمحمد حسين فضل الله لأنه يريد ان يتخلص اتباعه من هذه الحركات التي لا تمت للإنسانية بصلة

فهد المصرى
04-21-2008, 09:22 PM
شكرا لك اخى الكريم وسلامى لكل المنتدى عاماة