تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يعني انتمائي للاسلام ؟



أبو بكر البيروتي
04-19-2008, 06:44 PM
السلام عليكم
اريد ان اطلب منكم طلب صغير جداً جداً ..
وهو ان يضع كل اخ سطر واحد تلخّص برايه ماذا يعني انتمائه للاسلام ..يمكن ان يقوم الاخ باكثر من سطر لكن عليه التفريق بين السطرين

وبعد ان يصير عندنا عدة افكار نناقشهم ان شاء الله ونتكلم عن الاولوية وكيف يتم التوصل لهذا الانتماء فعلاً لا قولاً

هذا الموضوع مشترك مع الجميع يعني انا لست من اكتب فقط بل كلكم مشتركون ..

لنبدأ على بركة الله ..

ماذا يعني انتمائك للاسلام ؟؟

أبو مُحمد
04-19-2008, 06:58 PM
السلام عليكم ...

بارك الله فيك أخي ابا بكر وجزاك الله خيرا لفتح هذا الموضوع وطرح هذا السؤال الكبير والكبير جدا .
باذن الله لي عودة للمشاركة الفعلية ... وبالمناسبة لفتحي يكن كتابات طيبة في هذا الباب.

منير الليل
04-19-2008, 09:15 PM
السلام عليكم ..

كل واحد يرى هذا الموضوع من وجهة نظره.


فرضا كان هنا شخصان في سيارة مسرعة واصضدمت هذه السيارة بأخرى، كل واحد سيروي لك القصة من وجهة ظره.

لذلك لا يجب أن يكون الموضوع لا شخصي بل عمومي..

لا كما أراه أنا وأنت..

بل كما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وليس إلا تعدد الفرق والملل والنحل وأهل الأهواء والجمعيات على الساحة اللبنانية أو غيرها إلا خير دليل على كلامي.


ولي عودة إن شاء الله.

Ghiath
04-19-2008, 09:36 PM
انتمائي للاسلام يعني التطبيق ثم التطبيق ثم التطبيق... كم من المتشدقين والمنظرين حولنا من من تحسبهم اذا تكلموا عن الدين ائمة وعلماء فاذا بهم في اول امتحان تطبيقي يسقطون سقوطا مريعا تتمنى معه انهم كانوا من عامة الناس وجهالهم لعل جهلهم كان عذرا لهم لما يصدر منهم مع علمهم ومعرفتهم وسعة اطلاعهم..!!

فـاروق
04-19-2008, 09:52 PM
وانا من حزب غياث ...

الظافر
04-19-2008, 10:00 PM
لا إله إلا الله , و العمل عليها

admin
04-19-2008, 10:30 PM
إنتماؤنا للإسلام يعني ان الله شرفنا بهذا الدين وان هناك امانة عظيمة في اعناقنا للدعوة إليه والعمل للوصول إلى الجنة

أبو بكر البيروتي
04-20-2008, 02:35 AM
اتمنى من كل من مر ان يعلّق ولو بجملة قصيرة

انتمائي للاسلام يعني نبذ ما يعارض الاسلام من عصبية وجاهلية وطائفية وحزبية .
انتمائي للاسلام يعني ان اكون مقتنعاً ان في ديني حل لمشاكل العالم واعمل بتطبيق ذلك على نفسي اولاً

انتمائي للاسلام يعني ان اكون مسلماً مؤثراً بمن حولي عاملاً مخلصاً بكل الوسائل المتاحة لنشر هذا الدين
انتمائي للاسلام يعني ثورة ايمانية في القلب يفجرها تفكير واعي في العقل تصوغها بخطة مرسومة باليد تطبقها كل الجوارح والاعصاب تحرسها تضحية صادقة في سبيلها لا تتبلور الا في نفوس المجاهدين الذين طاقت ارواحهم لله ولقائه..

من هناك
04-20-2008, 03:00 AM
إن انتمائي للإسلام يعني الإعتزاز بإيمان بمن خلق الأرض والسماء وفخر بأنتسابي لأمة العدنان عليه الصلاة والسلام

لكن الإنتماء يعني ايضاً العمل الدؤوب لرفع راية الحق والعدل والإيمان والإحسان والإستمرار على صراط الحبيب صلى الله عليه وسلم

كما ان الإنتماء هو تحقيق للهوية والصبغة الإلهية "صبغة الله ومن احسن من الله صبغة"

والإنتماء للإسلام هو الشعور بالفخر لأنني جزء من امة المليار ونصف والإحساس بالمسؤولية تجاه هذه الأمة المتعبة والجهد لجمع الناس على طريق الحق الذي ابتعدوا عنه

والإنتماء ايضاً يعني ان نتعاون فيما امرنا فيه ونعذر بعضنا بعضنا فيما اختارته اهواؤنا إلا ان يتعارض مع نص صريح

أم ورقة
04-20-2008, 08:40 AM
انتمائي للإسلام يعني تحقيق "لا إله إلا الله ، محمد رسول الله"

أبو مُحمد
04-20-2008, 11:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أن أكون مسلما هو أن "أعلم" ثم "أعمل" !

"أعلمُ ثم أشهد " انه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وأن "اعمل" بمقتضاها فأقيمها في نفسي وأدعو اليها وأوالي من عمل بها وأتبرأ ممن نقضها وحادَّها وأقاتل من أجلها !

طرابلسي
04-20-2008, 12:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أن أكون مسلما هو أن "أعلم" ثم "أعمل" !

"أعلمُ ثم أشهد " انه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وأن "اعمل" بمقتضاها فأقيمها في نفسي وأدعو اليها وأوالي من عمل بها وأتبرأ ممن نقضها وحادَّها وأقاتل من أجلها !

بارك الله فيك أبا محمد فقد أوجزت فأجدت وأفدت
ويبقى السؤال الكبير _
نحن انتمينا إلى الإسلام فهل قبلنا الإسلام ؟!
نحن ادعينا الإيمان فهل أعمالنا دلت على إيماننا ؟!
نحن تبرأنا من كل ما ناقض للإسلام باللسان فهل أُصبنا بلوثة متابعة وعدم تبرء أم لا ؟!
نحن ادعينا أن القرآن وصحيح السنة حق فهل وقفنا عند النصوص أم زدنا عليها برأينا ؟!

والله من وراء القصد

طرابلسي
04-20-2008, 02:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي عودة لاحقا بعد سماع آرائكم
فليعذرني البعض إن لم يعجبه كلامي فلا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فينا لم نتقبلها ونعمل بها

Abuhanifah
04-20-2008, 03:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أجد أبلغ مما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أوتي مجامع الكلم:
حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن عبد الله بن سفيان ، عن أبيه قال : : ( يا رسول الله أخبرني أمراً في الإسلام لا أسأل عنه أحداً بعدك ؟ قال : قل آمنت بالله ثم استقم . قال : يا رسول الله فأي شيء أتقي ؟ قال : فأشار بيده إلى لسانه .). (مسند أحمد)

نحن انتمينا إلى الإسلام فهل قبلنا الإسلام ؟!
نحن ادعينا الإيمان فهل أعمالنا دلت على إيماننا ؟!
نحن تبرأنا من كل ما ناقض للإسلام باللسان فهل أُصبنا بلوثة متابعة وعدم تبرء أم لا ؟!
نحن ادعينا أن القرآن وصحيح السنة حق فهل وقفنا عند النصوص أم زدنا عليها برأينا ؟!
لا حول ولا قوة الا بالله
أسأل الله لي ولكم الثبات وحسن الختام

طرابلسي
04-20-2008, 04:49 PM
الحمد الله رب العالمين
الذي خلق الإنسان علمه البيان
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك
الحمد لله القائل ألا لله الدين الخالص
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين وألزمنا اتباع نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام ونهانا عن أصحاب الجحيم
بقوله تعالى فليحذر الذي يخالفون عن امره أن تصيبهم فتنة او يصبهم عذاب أليم
الحمد الله الذي أمرنا بالكفر بالطاغوت حتى نستكمل الإيمان بقوله تعالى
فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها
والصلاة والسلام على خير نبي أرسله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين تقربا إليه بحبنا لنبيه الكريم وصحبه اجمعين نكاية بالرافضة الملاعين الذين يشتمون أمهات المؤمنين واخيار صحابته الميامين فعليهم لعائن الله تترا إلى يوم الدين ...
اما بعد : خطاب لجميع القراء عامة ولأبي بكر خاصة


لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه

إن الإسلام لا يقبل انصاف حلول أواتخاذ بعضنا أربابا من دون الله
قال تعالى خذوا ما آتيناكم بقوة
وقال تعالى أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض الآية
وليس الكفر ببعض الكتاب الجهر بالكفر بل مخالفته باتخاذ العقل والمصلحة مطية أو لي اعناق الآية لتوافق مذهب القائل بعناوين مزيفة مثل داعي المصلحة او جلب المنفعة او الضرورة او العجز والرضوخ للواقع المستجد وما تلكم التزييفات إلا من تلبيس إبليس على الناس وعلى أصحاب العمائم فهذا كتاب الله بين أيدينا واحكامه واضحة لكل ذي لب حصيف وصحيح سنة المصطفى مجموعة ومحققة وسيرة النبي واضحة وصريحة فلا عذر لنا بعد الان فإما اتباع وإما ابتداع إلى ان يكون الهوى هو المحرك لمشاعرنا ومصالحنا الآنية



فلو نظرنا إلى واقع حالنا إلا من رحم الله نجد أكثرنا وقع بناقض من نواقض الإسلام من حيث يعلم أو لا يعلم ....تجد أحدنا تولى ما حاد الله ورسوله فإن كان عالما أوّل الآية والحديث لما وافق مذهبه فضل وأضل أتباعه قال تعالى
( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية
ومثال ذلك استباحتهم الحكم بغير ما أنزل الله حتى وصلت الجراة في بعضهم ان قالوا من لا ينتخب النواب فهو آثم أمام الله ومنهم من يقول إذن نترك الحكم للنصارى والعلمانيين والملاحدة فيكون كمن استباح الذي هو ادنى بالذي هو خير
مما حدى بالناس الوقوع بنواقض كثيرة ولست ها هنا لأحكم على الأعيان بالكفر ولكني أقول هذا من عمل الكفر وعسى الله ان يعذر فاعله يوم القيامة
فلا الاسلام يقبل بانصاف حلول ولا نبي الله قبل بذلك من قبل فلم يداهن على حساب دينه
( ودوا لو تدهن فيدهنون )ولم يعبد آلهتهم سنة لكي يعبدوا آلهته سنة مقابلة بل وقف امام الملء قائلا
( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ) وهو الذي سفه الآلهة التي تطاع مع الله فذكرها بالاسم وبيّن أن النفع والضر بيد الله وحده وان ما يدعونهم من دون الله لا يستطيعون أن يمنعوا عن أنفسهم رد ذبابة ولا يملكون رزقا ولا خلقا ولا نشورا وأن كل ذلك بيد الله وحده
فيقول قائل انا أؤمن بذلك ولكن أراعي مصالحي في هذه الآونة فيكون قد حكم على نفسه بقوله هذا الذي نم عن اعتقاد بأن النافع والضار والرازق هو الذي يتذبذب إليه لجلب مصلحة او دفع مضرة وقد قال تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم أي لا تتبع ما لا تعلمه علم اليقين ، وما لم تتثبت من صحته من قول يقال ورواية تروى . من ظاهرة تفسر أو واقعة تعلل . ومن حكم شرعي أو قضية اعتقادية أو متابعة لحركة ما على غير هدى من الله وبصيرة من فعله صلى الله عليه وسلم .
فلو نظرنا إلى الآية في خواتيم الآحزاب لوجدنا ان الذي عصى الله ورسوله لا يسمى سوى عاصيا ولكن حين اطاع السادات والكبراء بمعصية الله استحق اللعن والكفر فقد قال تعالى
( إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا , خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا , يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله واطعنا الرسولا , وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ), الآية
فلو نظرنا إلى واقعنا الحالي كيف تولى البعض أولئك الذين أضلوا الناس عن غير هدى ولا كتاب منير فاتبع هذا الفريق جماعة " ما "جل همها الانتصار لمبادئها العلمانية التي تحارب الله ورسوله سرا وعلانية فتجعل منهم جنودا بمحاربة خصومهم السياسيين وهم أي المصفقين كالأنعام يسيرون خلفهم وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا
وذاك الفريق يتبع من يريد الانتقام من الفريق الأول على حساب مبادئ ديننا الحنيف فوقع الفريقين من الناس بمصيدة أئمة الشيطان وقد امرنا الله بمقاتلة حزب الشيطان وإذ نحن أهم ركن في حزبه إلا من رحم الله فإن واجهت ذاك الخروف المتبع لحزب الشيطان انه على خطر عظيم قال لا بل هذه مصلحة سياسية ليس لها علاقة بالدين فيكون على زعمه قد انكر ثلثي القرءان الذي يتكلم عن السياسة
كما تعتقد جماعة التبليغ بشروطها _ ليس لنا علاقة بالسياسيات ولا الخلافيات ألخ_ ويا ليته امتثل للثلث الأخير المتعلق بالأحكام فيكون كمن أنكر كل ما في القرءان وكما هو معلوم للجميع من انكر آية خرج من ملة الإسلام والله المستعان
كما اننا نجد من نحسبهم على خير ولكن زين لهم الشيطان اعمالهم فيقول انا لا اوالي ولا أعادي بل أنا في مع هذه الجماعة أحاول الإصلاح ما استطعت ونسي أن من كثر سواد قوم فهو منهم وتناسى أن من شروط تغيير المنكر بالقلب عدم وجوده مكان المنكر وكيف وهو يساهم مع ذاك الفريق عبر اعلامهم المزيف او بما يسمى نحن طبقة المثقفين الذين نثقف الناس على البر والأخلاق الحميدة المتلقاة من حضارة الغرب الكافر في إطار منهجية معينة توصل الناس إلى المدنية الغربية المخالفة لمبادئنا واعرافنا وإن كان بعضها لا يخالف في مضمونها شيئا من مبادئنا واعرافنا ولكن وضعه في ظل الثقافة المعاصرة على مبدأ الحضارة الغربية يُنظر إليه من تلك الزاوية وليس من زاوية كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام .
فهل وقفنا مع انفسنا وقفة صادقة وقلنا بقوله تعالى (نحن برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) الآية؟؟!!!!
فهل وقفنا مع انفسنا وقفة صادقة وفهمنا خطاب ربنا بقوله تعالى
فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها
فلا أحد يدعي الإيمان ولم هو لم يكفر بالطاغوت !!!
وكيف يكفر به وهو أحد جنوده المخلصين .. ...!!!!
قال تعالى إن إبراهيم كان امة قانتا لله ولم يك من المشركين ................الآية
واخيرا أقول :

قال تعالى ( قل إن كان للرحمن ولد فانا اول العابدين )
فكما انه لا يضرني أكان للرحمن ولد او عشرة او مئة وحاشا لله ان يكون له ولد وهو الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفووا احد
فكذلك لا يضرني لو امرني الله باتباع امثالهم وإلا لكنت بضمن إحدى الفريقين ولكن هيهات هيهات أن يأمرنا الله بما يناقض التوحيد وهو القائل ( ألا لله الدين الخالص )
فمن ادعى غير ذلك فقد قال تعالى ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )

وللحديث بقية إن شاء الله
والله من وراء القصد

أبو مُحمد
04-20-2008, 11:45 PM
بارك الله فيك أخينا طرابلسي وبارك الله فيكم جميعا.
كلامك يا أخي طرابلسي سليم من جهة وقاس من جهة أخرى !
قد أقمت الحجة علينا بهذه الخلاصة فحتى من كان سيتعلق باستار الجهل منا أتى تبيينك ليعلم ما جهل فاما ان يعمل واما ان يغض الطرف ويستمر.

أبو بكر البيروتي
04-21-2008, 03:06 AM
بارك الله بكم اخي طرابلسي حبذا لو وضعنا هذا الكلام في موضوع اخر حتى ياخذ حقه من النقاش ولا ياخذ مكان هذا الموضوع ..وشكراً لك على النصيحة


انتمائي للاسلام يعني هدم الجاهلية بكامل صورها وبناء الاسلام بكامله

طرابلسي
04-21-2008, 04:02 AM
بارك الله بكم اخي طرابلسي حبذا لو وضعنا هذا الكلام في موضوع اخر حتى ياخذ حقه من النقاش ولا ياخذ مكان هذا الموضوع ..وشكراً لك على النصيحة

لا يا أخي بل هذا الرد بمكانه الصحيح على العنوان
والنصيحة تلك ألزمها لنفسي قبل غيري عسى الله أن ينفعنا وإياكم بها
ماذا يعني انتمائي للإسلام
فكما أن أحدنا يقول أنه مسلما والإسلام لا يقره على ذلك وكما أن الكثير من الفرق تدعي ذلك وهي قد خرجت من الإسلام من ألف باب وباب فأصبح حري بنا النظر إلى اعمالنا وبعض معتقداتنا فنضعها بميزان الشرع ثم نثبت _ أننا مسلمون _وحينئذ نعود لنسأل ما يعني انتمائي للإسلام ليكون السؤال في مكانه الصحيح والجواب عليه من منتسبيه
وإني لأظنكم من أهله إن شاء الله السميع العليم إلا اننا جميعا موقفون أمام الديان العظيم فسائلنا جميعا خاطبتك بالقرءان بأيها المؤمن فرددت ودققت على صدرك وقلت نعم ...فهل كنت مؤمنا حقا حتى تنصت إلى كلامي أم اتخذت معي أربابا كثر فأضلوك عن سبيلي
خاطبتك بأيها الناس فهل رعوت سمعك إليه لكونك من جملة الناس المخاطبين أم اكتفيت بخطابي للمؤمنين
خاطبتك بقل يا أيها الكافرون ويا أيها المنافقون فهل رعوت سمعك فعلمت أنك لست منهم فحمدت ربك
وكيف نعرف انفسنا يا بارك الله فيكم إن لم نزن انفسنا بميزان الله فنعلم مدى اتباعنا لرسوله وفق ما امرنا به ربنا ونبينا لا وفق ما أمرنا به ساداتنا وكبراءنا

وقفوهم إنهم مسؤولون

وللحديث بقية إن شاء الله

أبو بكر البيروتي
04-21-2008, 04:36 AM
جميل جداً اخي طرابلسي ,
ذلك يعني اننا وللاسف لا نستحق لقب مسلمين ( الا من رحم ربي) لاننا لم نطبّق الاسلام او نحاول ذلك

لان الاسلام ليس جنسية او باسبورت ولا نتبع لدولة ما فالبعض اسلامهم يمشي سوياً مع كفرهم بامور الاسلام .فالانسان الذي يؤمن ان الاسلام اتى ليكون دين عبادات(صلاة وصوم وحج وعيد وعيديات) ويقر انه الاسلام لا يملك مقومات الدولة واقامة الحكم والقضاء بين الناس , عندها فهو ياتي بجزء من الاسلام ويترك جزء ..والاسلام هو عبارة عن مجموعة من الاشياء المربوطة ببعضها بطريقة لا يمكننا فصل شيء عن الاخر بالذي يتوافق مع راينا البشري وافكارنا التي تحتمل الصح والخطأ
وهنا ياتي السؤال ..من يعرف الاكثر ما هو الافضل لنا ؟
اذا كنا مسلمين مؤمنين ان الله هو خالقنا ورازقنا وبيده كل شيء ويعرف ما كان وما سيكون ..فسنقول ان الله عزوجل هو نفسه يعرف ما هو الافضل لنا ...وهو قال لنا وطلب منا اقامة حكمه في الارض ...لانه وببساطة الافضل لنا لانه اتي من خالقنا ..

لذلك فعندما نترك هذا الشيء نستبدل الكفر بالايمان والظلمات بالنور ...وكما ذكر استاذنا طرابلسي "اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير ؟؟" ..فكيف نرضى ان نكون مجكومين بالطاغوت او بالاحكام البشرية ونؤخذ بها ..وعندنا الحكم الالهي الجاهز!!!
هذه اهانة لنا لاننا نترك الهنا ونتبع شياطيننا ..فكيف سننتصر او كيف سينصرنا الله اذا كنا بعيدين عن شرعه !

بل اليست قلة ادب وتربية واخلاق وفهم ومنطق ! عندما نترك شرع الله الذي سلّمنا انه منه وامنا به ! ونتبع من هو مهين ولا يكاد يبين من افكار شيوعية وعلمانية والحادية وشيطانية !

انتمائي للاسلام يعني انني لن ارضى بانصاف الحلول ولن اكون مسلماً كما يريدونني ..بل اريد ان اكون مسلماً كما يريدني من خلقني ..

طرابلسي
04-21-2008, 07:10 AM
بارك الله فيك وأرضاك وجعل الجنة متقلبك ومثواك
نعم اخي فقد أجدت وأفدت وبنحوه دندنت

ولنا عودة إن شاء الله :)

أبو مُحمد
04-21-2008, 11:44 AM
جميل جداً اخي طرابلسي ,
ذلك يعني اننا وللاسف لا نستحق لقب مسلمين ( الا من رحم ربي) لاننا لم نطبّق الاسلام او نحاول ذلك

لان الاسلام ليس جنسية او باسبورت ولا نتبع لدولة ما فالبعض اسلامهم يمشي سوياً مع كفرهم بامور الاسلام .فالانسان الذي يؤمن ان الاسلام اتى ليكون دين عبادات(صلاة وصوم وحج وعيد وعيديات) ويقر انه الاسلام لا يملك مقومات الدولة واقامة الحكم والقضاء بين الناس , عندها فهو ياتي بجزء من الاسلام ويترك جزء ..والاسلام هو عبارة عن مجموعة من الاشياء المربوطة ببعضها بطريقة لا يمكننا فصل شيء عن الاخر بالذي يتوافق مع راينا البشري وافكارنا التي تحتمل الصح والخطأ
وهنا ياتي السؤال ..من يعرف الاكثر ما هو الافضل لنا ؟
اذا كنا مسلمين مؤمنين ان الله هو خالقنا ورازقنا وبيده كل شيء ويعرف ما كان وما سيكون ..فسنقول ان الله عزوجل هو نفسه يعرف ما هو الافضل لنا ...وهو قال لنا وطلب منا اقامة حكمه في الارض ...لانه وببساطة الافضل لنا لانه اتي من خالقنا ..

لذلك فعندما نترك هذا الشيء نستبدل الكفر بالايمان والظلمات بالنور ...وكما ذكر استاذنا طرابلسي "اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير ؟؟" ..فكيف نرضى ان نكون مجكومين بالطاغوت او بالاحكام البشرية ونؤخذ بها ..وعندنا الحكم الالهي الجاهز!!!
هذه اهانة لنا لاننا نترك الهنا ونتبع شياطيننا ..فكيف سننتصر او كيف سينصرنا الله اذا كنا بعيدين عن شرعه !

بل اليست قلة ادب وتربية واخلاق وفهم ومنطق ! عندما نترك شرع الله الذي سلّمنا انه منه وامنا به ! ونتبع من هو مهين ولا يكاد يبين من افكار شيوعية وعلمانية والحادية وشيطانية !

انتمائي للاسلام يعني انني لن ارضى بانصاف الحلول ولن اكون مسلماً كما يريدونني ..بل اريد ان اكون مسلماً كما يريدني من خلقني ..


بارك الله فيك أخي ورزقنا واياك الجنة.

أبو بكر البيروتي
04-21-2008, 04:00 PM
بارك الله بكم جميعاً على الدعاء

لنضع بعض الجمل قبل ان نجمعها ..ارجو من الجميع المشاركة

من هناك
04-21-2008, 04:02 PM
قد وضعت لك عشر جمل ولكن لم تصلني الجمال العشر بعد

طرابلسي
04-21-2008, 05:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا لم انتهي من كلامي بل قلت للحديث بقية وباقية :)
ابتدات كلامي بان البعض سينزعج من كلامي ولا ضير في ذلك طالما خاطبت القلوب والمنطق والعقل دون مخاطبة العواطف والأحلام والأماني...
وقد توقعت عدم التفاعل حوله لما فيه من حجج واضحة وظاهرة للعيان ولكننا ما زلنا نختبئ خلف أصابعنا ونظن أننا نرضي نزواتنا وطموحاتنا بمناقشة امور جانبية وإن كانت مطلوبة احيانا لكنها أصبحت على حساب الأصل العظيم ( انتمائي للإسلام ) فلم نعد ننظر بنواقض الإسلام حتى لا نقع بنواقضه ولم نعد نفكر بالشرك على انواعه أكان قبرا أو قصرا لاعتقادنا تخطينا تلك المرحلة

فهذه المنتديات بسوادها تخشى الكلام عن الشرك الحادث في هذا الزمان بل يتم الترويج له على أنه طاعة لله ومن خرج عليه أو أبغضه فسيكون مسكنه جنهم والعياذ بالله وأفضلهم طريقة جعل لنفسه هدفا بعيدا عن التبعات فأشغلها بسفاسف الأمور وببعض أحكام الحيض والنفاث
وكل مطلوب مجتمعا لا إقصاء بينه وبين التوحيد كما لا إقصاء بين شرك القبور وشرك القصور
وقبل أن أختم سأدلي بدلوي على ان للحديث بقية أيضا :)
فأقول قبل السؤال عن انتمائي يجب معرفة نفسي هل انا مسلم مؤمن حقا أم ورثت ديني من أمي وأبي وهذا ما وجدته مكتوبا على هويتي فقط !!!!
هل سلمنا من هذا الحديث فحمدنا الله على نعمة الإسلام أم نحتاج إلى مراجعة شاملة لإسلامنا وإيماننا كمجتمعات وأفراد
فقد ذكر نبي الله عليه الصلاة والسلام بأحاديث شتى تصل إلى حد التواتر :حين يوضع المؤمن في قبره يأتيه ملكان أسودان ازرقان يقعدانه فيقولان من ربك ما دينك من هذا الرجل الذي بعث فيكم فيثبته الله في قبره بالقول الثابت كما ثبته في الحياة الدنيا فيقول الله ربي والاسلام ديني ومحمد نبي فيسأله الملكان وما أدراك فيجيب قائلا قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فهل الأمة قرأت كتاب الله وفهمت خطابه ثم عملت به ولم تأت بناقض من نواقضه أم هي التبعية لما وجدنا عليه الآباء والأجداد ؟!!
أما الكافر وفي رواية الفاجر فحين يسأل في قبره فيقول هاها لا أدري لما لديه من شك في دينه ولم يكن ليهتدي سبيلا فليس لمثله يثبت الله الذين آمنوا بالحياة الدنيا وفي الآخرة وما هذا التثبيت إلا خصوصية انفرد بها المؤمن منّة من الله وما هو إلا كافر أو فاجر فيسأل عن محمد فيقول محمد فيقال وما ادراك فيقول سمعت الناس يقولون بذلك فما كان هذا الجواب لينجيه وإن خُلق من أبوين مسلمين فما هو عرف ربه من خلال كتابه ولا هو عرف نبيه من سيرته فكيف يجيب عما لا يعرف ؟؟!!
فأقول وللأسف هذا حال اكثرنا إلا من رحم الله ...
أمة المليار ونيف لا تعرف شكل القرءان من داخله ولا تعرف سنة المصطفى من سيرته بل جل ما عرفوه أنهم ولدوا من أبوين مسلمين فجائتهم المرجئة فأعطوهم صك الغفران بأن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن لم يصل ولم يصم ولم يعلم أركان الإسلام ولا الإيمان بل مجرد التصديق يكفي ولو قالها مرة في عمره لكفته وكيف لا وهو من جاهر بمعصيته لله ورسوله وانكر بعضا مما سمعه عن سيرة المصطفى
وكيف لا وهو يكذب على نفسه ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وهو لم يشهد على شيئ فالشاهد من شاهد وبعد مشاهدته يقول أشهد أني رأيت فلانا يضرب فلان فقد كان شاهد عيان على حادثة معينة فشهد بما علم
لكن عموم أبناء هذه الأمة في هذا الزمان يشهدون على ما لا يرون أو يعلمون فمن شهد الله حتى قال أشهد أنه لا إله إلا هو
فهل علم ذلك بقوله فأعلم أم أنه لا إله إلا الله أو هناك أكثر من آلهة ؟؟

فكيف علم بأنه إله واحد ...؟!
فهل قرأت كتاب الله فآمن به وصدق
هل قرأ سيرة نبيه ومغازيه فعلم صدقه هل تدبر في خلق الله حتى علم أن خالق هذا الكون يستحق العبادة والتوحيد
وفي انفسكم أفلا تبصرون \ وفي خلق السموات والأرض أفلا تتذكرون \ وفي كل دابة تسير في الأرض أفلا تتدبرون |
إذن كما البعرة تدل على البعير وكذلك الخلق يدل على الخالق وكذلك نظام الكون والحياة والموت والبعث بناموس محكم لا يتبدل ولا يتخلف يشهد على وحدانية الله ولو كان أكثر من إله لذهب كل إله بما خلق
حينئذ يصح لنا الشهادة على ما تقدم من علم ومعرفة وبعدها يحق لنا أن ننتسب للإسلام على أنه دين العلم والمعرفة لا دين الجهل والتقليد واتباع السادات والكبراء

( وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا
وحينئذ يحق لنا القول ماذا يعني انتمائي للإسلام بعد ان نكون قد تبرأنا من كل ما يضاد شرع الله الذي تعلمناه وعلمناه من خلال المشاهد المحسوس والنقل المسند الموثوق فيأتي الجواب بأنه لا يصلح هذه الامة إلا بما صلح به أولها ....
توحيد الله والتبرء من كل ما يطاع مع الله أكان زعيما أو شيخا او قبرا أو هوى فلا نقدم بين يدي الله ورسوله آراءنا وأفكارنا بل نقدم بين يدي الله ورسوله سمعنا واطعنا
وقد لا يعلم بعضنا أن العبادة هي الطاعة فيصرف شيئا منها لله وشيئا منها للزعيم والشيخ والوطن فيقع بالشرك من حيث لا يدري والله أغنى الأغنياء عن الشرك فإن أشرك معه شيئا تركه وشركه وهذا من المعلوم من الدين بالضرورة فأين نحن من ذلك ؟؟!!!


ملاحظة مهمة
لست مكفرا للمجتمعات بل أشرت إلى نواقض وواقع نعيشه جميعا
فلينظر كل منا إلى نفسه أكان ضيفا أو كاتبا هل شمله الكلام فيحاسبها وإن لم يجد ذلك فليدع الله التثبيت والزيادة بقوله ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب

وللحديث بقية
والله من وراء القصد

الميزان
04-21-2008, 06:08 PM
ماذا يعني انتمائك للاسلام ؟؟
يعني انني مسلم........

أبو بكر البيروتي
04-22-2008, 05:14 PM
اخي الكريم ومع احسان الظن بالفضائيات وكثير من علماؤها فانهم يبقون يلقنوننا العلم كما ارادو وليس كما يريد العالم ..وهو محتار الان هل يعطي الدروس فيفيد من استطاع ؟ او هل يحتج ويعترض ويعينون ما هو اقل منه بكثير ؟ ...فالضرر كبير ..وهذا عندما تنشر اقنية معروفة بالعري الاخلاقي برامج دينية ..ك ال lbc وبرنامج الشيخ العريفي ..او الدراما ...

الموضوع جلل ..اصبحنا امة التلقي وليس امة الاستكشاف وقراءة العلم وتحليله ...

بارك الله بك اخي طرابلسي لي عودة لارد على مقالك

الشامي
04-23-2008, 04:00 AM
الإنتماء للإسلام يعني أنه يترتب عليك مسؤلية كبيرة وهي إتباع أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

هنا الحقيقه
04-23-2008, 06:40 AM
أخي البيروتي حفظك الله تعالى
أجد ان سؤالك سؤال بديهي فلو نظرت على اجوبة تجدها كلها واحدة ألا وهي تطبيق اوامر الله تعالى
وتجد الجميع يقول الالتزام بالسنة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأحسن السلام
لكن أظن والله أعلم السؤال الذي تبتغيه ألا وهو


أنت مسلم فماذا فعلت للأسلام أو بالإسلام ؟

لانك لن تجد مسلم يقول لك اني لا اتبع قول الله وقول الرسول صلاة اله وسلامه عليه
حتى الخوارج والروافض وغيرهم من الطوائف الضالة فكيف باهل السنة هل تحد شخص يقول انا لا اتبع ؟

طرابلسي
04-23-2008, 08:10 AM
لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه


فلو نظرنا إلى واقع حالنا إلا من رحم الله نجد أكثرنا وقع بناقض من نواقض الإسلام من حيث يعلم أو لا يعلم ....تجد أحدنا تولى ما حاد الله ورسوله فإن كان عالما أوّل الآية والحديث لما وافق مذهبه فضل وأضل أتباعه قال تعالى
( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية
ومثال ذلك استباحتهم الحكم بغير ما أنزل الله حتى وصلت الجراة في بعضهم ان قالوا من لا ينتخب النواب فهو آثم أمام الله ومنهم من يقول إذن نترك الحكم للنصارى والعلمانيين والملاحدة فيكون كمن استباح الذي هو ادنى بالذي هو خير
مما حدى بالناس الوقوع بنواقض كثيرة ولست ها هنا لأحكم على الأعيان بالكفر ولكني أقول هذا من عمل الكفر وعسى الله ان يعذر فاعله يوم القيامة

والله من وراء القصد


التوحيد أولا يا دعاة الإسلام
سؤال : فضيلة الشيخ لا شك أنكم تعلمون بأن واقع الأمة الديني واقع مرير من حيث الجهل بالعقيدة ، ومسائل الاعتقاد ، ومن حيث الافتراق في المناهج وإهمال نشر الدعوة الإسلامية في أكثر بقاع الأرض طبقًا للعقيدة الأولى والمنهج الأول الذي صلحت به الأمة ، وهذا الواقع الأليم لا شك بأنه قد ولد غيرة عند المخلصين ورغبة في تغييره وإصلاح الخلل ، إلا أنهم اختلفوا في طريقتهم في إصلاح هذا الواقع ؛ لاختلاف مشاربهم العقدية والمنهجية - كما تعلم ذلك فضيلتكم - من خلال تعدد الحركات والجماعات الإسلامية الحزبية والتي ادعت إصلاح الأمة الإسلامية عشرات السنين ، ومع ذلك لم يكتب لها النجاح والفلاح ، بل تسببت تلك الحركات للأمة في إحداث الفتن ونزول النكبات والمصائب العظيمة ، بسبب مناهجها وعقائدها المخالفة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به ؛ مما ترك الأثر الكبير في الحيرة عند المسلمين - وخصوصًا الشباب منهم - في كيفية معالجة هذا الواقع ، وقد يشعر الداعية المسلم المتمسك بمنهاج النبوة المتبع لسبيل المؤمنين ، المتمثل في فهم الصحابة والتابعين لهم بإحسان من علماء الإسلام ؛ قد يشعر بأنه حمل أمانة عظيمة تجاه هذا الواقع
وإصلاحه أو المشاركة في علاجه .

** فما هي نصيحتكم لأتباع تلك الحركات أو الجماعات ؟

** وما هي الطرق النافعة الناجعة في معالجة هذا الواقع ؟

** وكيف تبرأ ذمة المسلم عند الله عز وجل يوم القيامة ؟
الجواب
يجب العناية والاهتمام بالتوحيد أولا كما هو منهج الأنبياء والرسل عليهم السلام :
بالإضافة لما ورد في السؤال - السابق ذكره آنفًا - من سوء واقع المسلمين ، نقول : إن هذا الواقع الأليم ليس شرًّا مما كان عليه واقع العرب في الجاهلية حينما بعث إليهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لوجود الرسالة بيننا ، وكمالها ، ووجود الطائفة الظاهرة على الحق ، والتي تهدي به ، وتدعو الناس للإسلام الصحيح :عقيدة ، وعبادة ، وسلوكًا ، ومنهجًا ، ولا شك بأن واقع أولئك العرب في عصر الجاهلية مماثل لما عليه كثير من طوائف المسلمين اليوم !.
بناء على ذلك نقول : العلاج هو ذاك العلاج ، والدواء هو ذاك الدواء ، فبمثل ما عالج النبي صلى الله عليه وسلم تلك الجاهلية الأولى ، فعلى الدعاة الإسلاميين اليوم - جميعهم - أن يعالجوا سوء الفهم لمعنى " لا إله إلا الله " ، ويعالجوا واقعهم الأليم بذاك العلاج والدواء نفسه . ومعنى هذا واضح جدًّا ؛ إذا تدبرنا قول الله عز وجل { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } (الأحزاب:21) .
فرسولنا صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة في معالجة مشاكل المسلمين في عالمنا المعاصر وفي كل وقت وحين ، ويقتضي ذلك منا أن نبدأ بما بدأ به نبينا صلى الله عليه وسلم وهو إصلاح ما فسد من عقائد المسلمين أولا ، ومن عبادتهم ثانيًا ، ومن سلوكهم ثالثًا . ولست أعني من هذا الترتيب فصل الأمر الأول بدءًا بالأهم ثم المهم ، ثم ما دونه ! وإنما أريد أن يهتم بذلك المسلمون اهتماما شديدًا كبيرًا ، وأعني بالمسلمين بطبيعة الأمر الدعاة ، ولعل الأصح أن نقول : العلماء منهم ؛ لأن الدعاة اليوم - مع الأسف الشديد - يدخل فيهم كل مسلم ولو كان على فقر مدقع من العلم ، فصاروا يعدون أنفسهم دعاة إلى الإسلام ، وإذا تذكرنا تلك القاعدة المعروفة - لا أقول : عند العلماء فقط بل عند العقلاء جميعًا - تلك القاعدة التي تقول : "فاقد الشيء لا يعطيه " فإننا نعلم اليوم بأن هناك طائفة كبيرة جدًّا يعدون بالملايين من المسلمين تنصرف الأنظار إليهم حين يطلق لفظة : الدعاة . وأعني بهم : جماعة الدعوة ، أو : جماعة التبليغ " ومع ذلك فأكثرهم كما قال الله عز وجل : { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (الأعراف: من الآية 187) .
ومعلوم من طريقة دعوتهم أنهم قد أعرضوا بالكلية عن الاهتمام بالأصل الأول - أو بالأمر الأهم - من الأمور التي ذكرت آنفًا ، وأعني : العقيدة والعبادة والسلوك ، وأعرضوا عن الإصلاح الذي بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم بل بدأ به كل الأنبياء ، وقد بيَّنه الله تعالى بقوله : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (النحل: من الآية 36) . فهم لا يعنون بهذا الأصل الأصيل والركن الأول من أركان الإسلام - كما هو معلوم لدى المسلمين جميعًا - هذا الأصل الذي قام يدعو إليه أول رسول من الرسل الكرام ؛ ألا وهو نوح صلى الله عليه وسلم قرابة ألف سنة ، والجميع يعلم أن الشرائع السابقة لم يكن فيها من التفصيل لأحكام العبادات والمعاملات ما هو معروف في ديننا هذا ؛ لأنه الدين الخاتم للشرائع والأديان ، ومع ذلك فقد لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا يصرف وقته وجل اهتمامه للدعوة إلى التوحيد ، ومع ذلك أعرض قومه عن دعوته كما بيَّن الله - عز وجل - ذلك في محكم التنزيل { وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ
وَيَعُوقَ وَنَسْرًا } (نوح: 23) .
فهذا يدل دلالة قاطعة على أن أهم شيء ينبغي على الدعاة إلى " الإسلام الحق" الاهتمام به دائمًا هو الدعوة إلى التوحيد وهو معنى قوله - تبارك وتعالى- : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } (محمد: من الآية 19) .
هكذا كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم عملا وتعليمًا .
أما فعله : فلا يحتاج إلى بحث ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم في العهد المكي إنما كان فعله ودعوته محصورة في الغالب في دعوة قومه إلى عبادة الله لا شريك له .
أما تعليمًا : ففي حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - الوارد في الصحيحين « أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أرسل معاذًا إلى اليمن قال له : " ليكن أول ما تدعوهم إليه : شهادة أن لا إله إلا الله ، فإن هم أطاعوك لذلك » ....." (1) إلخ الحديث . وهو معلوم ومشهور إن شاء الله تعالى .
_________
(1) حديث صحيح : رواه البخاري (1395) وفي غير موضع ، ومسلم (19) ، وأبو داود (1584) ، والترمذي (625) ، كلهم من حديث ابن عباس رضي الله عنه
إذًا ، قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يبدؤوا بما بدأ به وهو الدعوة إلى التوحيد ، ولا شك أن هناك فرقًا كبيرًا جدًّا بين أولئك العرب المشركين - من حيث إنهم كانوا يفهمون ما يقال لهم بلغتهم - ، وبين أغلب العرب المسلمين اليوم الذين ليسوا بحاجة أن يدعوا إلى أن يقولوا : لا إله إلا الله ؛ لأنهم قائلون بها على اختلاف مذاهبهم وطرائقهم وعقائدهم ، فكلهم يقولون : لا إله إلا الله ، لكنهم في الواقع بحاجة أن يفهموا - أكثر - معنى هذه الكلمة الطيبة ، وهذا الفرق فرق جوهري - جدًّا - بين العرب الأولين الذين كانوا إذا دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا : لا إله إلا الله يستكبرون ، كما هو مبين في صريح القرآن العظيم (1) لماذا يستكبرون ؟ ؛ لأنهم يفهمون أن معنى هذه الكلمة أن لا يتخذوا مع الله أندادًا وألا يعبدوا إلا الله ، وهم كانوا يعبدون غيره ، فهم ينادون غير الله ويستغيثون بغير الله ؛ فضلا عن النذر لغير الله ، والتوسل بغير الله ، والذبح لغيره والتحاكم لسواه ....إلخ.
_________
(1) يشير إلى قوله تعالى في سورة الصافات: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ . وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ{ (الصافات:35-36)
هذه الوسائل الشركية الوثنية المعروفة التي كانوا يفعلونها ، ومع ذلك كانوا يعلمون أن من لوازم هذه الكلمة الطيبة - لا إله إلا الله - من حيث اللغة العربية أن يتبرؤوا من كل هذه الأمور ؛ لمنافاتها لمعنى " لا إله إلا الله ".
غالب المسلمين اليوم لا يفقهون معنى لا إله إلا الله فهمًا جيدًا :
أما غالب المسلمين اليوم الذين يشهدون بأن " لا إله إلا الله " فهم لا يفقهون معناها جيدًا ، بل لعلهم يفهمون معناها فهمًا معكوسًا ومقلوبًا تمامًا ؛ أضرب لذلك مثلا : بعضهم (1) أَلَّفَ رسالة في معنى " لا إله إلا الله " ففسرها :" لا رب إلا الله!! " وهذا المعنى هو الذي كان المشركون يؤمنون به وكانوا عليه ، ومع ذلك لم ينفعهم إيمانهم هذا ، قال تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } (لقمان: من الآية 25).
فالمشركون كانوا يؤمنون بأن لهذا الكون خالقًا لا شريك له ، ولكنهم كانوا يجعلون مع الله أندادًا وشركاء في عبادته ، فهم يؤمنون بأن الرب واحد ولكن يعتقدون بأن المعبودات كثيرة ، ولذلك ردّ الله تعالى - هذا الاعتقاد - الذي سماه عبادة لغيره من دونه بقوله تعالى : { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } (الزمر: من الآية 3).
_________
(1) هو الشيخ محمد الهاشمي ، أحد شيوخ الصوفية « الطريقة الشاذلية » في سوريا من نحو 50 سنة
لقد كان المشركون يعلمون أن قول : " لا إله إلا الله " يلزم له التبرؤ من عبادة ما دون الله عز وجل ، أما غالب المسلمين اليوم ؛ فقد فسروا هذه الكلمة الطيبة " لا إله إلا الله " بـ : " لا رب إلا الله !! " فإذا قال المسلم : لا إله إلا الله " ، وعبد مع الله غيره ؛ فهو والمشركون سواء ، عقيدة ، وإن كان ظاهره الإسلام ؛ لأنه يقول لفظة : " لا إله إلا الله" فهو بهذه العبارة مسلم لفظيًّا ظاهرًا ، وهذا مما يوجب علينا جميعًا - بصفتنا دعاة إلى الإسلام- الدعوة إلى التوحيد وإقامة الحجة على من جهل معنى" لا إله إلا الله " وهو واقع في خلافها ؛ بخلاف المشرك ؛ لأنه يأبى أن يقول :" لا إله إلا الله " فهو ليس مسلمًا لا ظاهرًا ولا باطنًا فأما جماهير المسلمين اليوم هم مسلمون ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : « فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى » (1) .
_________
(1) حديث صحيح : رواه البخاري (25) وفي غير موضع ، ومسلم (22) ، وغيرهم ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
لذلك ، فإني أقول كلمة - وهي نادرة الصدور مني - ، وهي : إن واقع كثير من المسلمين اليوم شر مما كان عليه عامة العرب في الجاهلية الأولى من حيث سوء الفهم لمعنى هذه الكلمة الطيبة ؛ لأن المشركين العرب كانوا يفهمون ، ولكنهم لا يؤمنون ، أما غالب المسلمين اليوم ، فإنهم يقولون ما لا يعتقدون ، يقولون : لا إله إلا الله ، ولا يؤمنون -حقًّا - بمعناها (1) ، لذلك فأنا أعتقد أن أول واجب على الدعاة المسلمين - حقًّا - هو أن يدندنوا حول هذه الكلمة وحول بيان معناها بتلخيص ، ثم بتفصيل لوازم هذه الكلمة الطيبة بالإخلاص لله عز وجل في العبادات بكل أنواعها ؛ لأن الله عز وجل لما حكى عن المشركين قوله : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } (الزمر: من الآية 3)، جعل كل عبادة توجه لغير الله كفرًا بالكلمة الطيبة : لا إله إلا الله ؛ لهذا ؛ أنا أقول اليوم : لا فائدة مطلقًا من تكتيل المسلمين ومن تجميعهم ، ثم تركهم في ضلالهم دون فهم هذه الكلمة الطيبة ، وهذا لا يفيدهم في الدنيا قبل الآخرة ! نحن نعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم : « من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه حرم الله بدنه على النار
_________
(1) يعبدون القبور ، ويذبحون لغير الله ، ويدعون الأموات ، وهذا واقع وحقيقة ما تعتقده الرافضة ، والصوفية ، وأصحاب الطرق ، فالحج إلى القبور وبناء المشاهد الشركية والطواف عليها والاستغاثة بالصالحين والحلف بهم عقائد ثابتة عندهم .
النار » وفي رواية أخرى : « دخل الجنة » (1) . فيمكن ضمان دخول الجنة لمن قالها مخلصًا حتى لو كان بعد لأي وعذاب يمس القائل ، والمعتقد الاعتقاد الصحيح لهذه الكلمة ، فإنه قد يعذب بناءً على ما ارتكب واجترح من المعاصي والآثام ، ولكن سيكون مصيره في النهاية دخول الجنة ، وعلى العكس من ذلك ؛ من قال هذه الكلمة الطيبة بلسانه ، ولما يدخل الإيمان إلى قلبه ؛ فذلك لا يفيده شيئًا في الآخرة ، قد يفيده في الدنيا النجاة من القتال ومن القتل إذا كان للمسلمين قوة وسلطان ، وأما في الآخرة فلا يفيد شيئًا إلا إذا كان قائلا لها وهو فاهم معناها أولا ، ومعتقدًا لهذا المعنى ثانيًا ؛ لأن الفهم وحده لا يكفي إلا إذا اقترن مع الفهم الإيمان بهذا المفهوم ، وهذه النقطة ؛ أظن أن أكثر الناس عنها غافلون ! وهي : لا يلزم من الفهم الإيمان بل لا بد أن يقترن كل من الأمرين مع الآخر حتى يكون مؤمنًا ؛ ذلك لأن كثيرًا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا يعرفون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول صادق فيما يدعيه من الرسالة والنبوة ، ولكن مع هذه المعرفة التي شهد لهم بها ربنا عز وجل حين قال: { يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ }
_________
(1) حديث صحيح : رواه أحمد (5 / 236)، وابن حبان (4) زوائد ، وصححه الألباني في الصحيحة (3355)
(البقرة: من الآية 146). ومع ذلك هذه المعرفة ما أغنت عنهم من الله شيئًا لماذا ؟ لأنهم لم يصدقوه فيما يدعيه من النبوة والرسالة ، ولذلك فإن الإيمان تسبقه المعرفة ولا تكفي وحدها ، بل لا بد أن يقترن مع المعرفة الإيمان والإذعان ، لأن المولى عز وجل يقول في محكم التنزيل : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ } (محمد: من الآية 19).
وعلى هذا ، فإذا قال المسلم : لا إله إلا الله بلسانه ؛ فعليه أن يضم إلى ذلك معرفة هذه الكلمة بإيجاز ثم بالتفصيل ، فإذا عرف وصدق وآمن ؛ فهو الذي يصدق عليه تلك الأحاديث التي ذكرت بعضها آنفًا ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم مشيرًا إلى شيء من التفصيل الذي ذكرته آنفًا : « من قال : لا إله إلا الله ، نفعته يومًا من دهره » (1) .
_________
(1) حديث صحيح : صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1932) وعزاه لأبي سعيد الأعرابي في معجمه وأبي نعيم في الحلية (5 / 46)، والطبراني في الأوسط (6533)، وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أي كانت هذه الكلمة الطيبة بعد معرفة معناها منجية له من الخلود في النار - وهذا كرره لكي يرسخ في الأذهان - وقد لا يكون قد قام بمقتضاها من كمال العمل الصالح والانتهاء عن المعاصي ولكنه سلم من الشرك الأكبر وقام بما يقتضيه ويستلزمه شروط الإيمان من الأعمال القلبية - والظاهرية حسب اجتهاد بعض أهل العلم وفيه تفصيل ليس هذا محل بسطه - (1) ؛ وهو تحت المشيئة ، وقد يدخل النار جزاء ما ارتكب أو فعَل من المعاصي أو أخلَّ ببعض الواجبات ، ثم تنجيه هذه الكلمة الطيبة أو يعفو الله عنه بفضل منه وكرمه ، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم المتقدم ذكره : « من قال : لا إله إلا الله ، نفعته يومًا من دهره » ، أما من قالها بلسانه ولم يفقه معناها ، أو فقه معناها ولكنه لم يؤمن بهذا المعنى ؛ فهذا لا ينفعه قوله : لا إله إلا الله ، إلا في العاجلة إذا كان يعيش في ظل الحكم الإسلامي وليس في الآجلة .
_________
(1) هذه عقيدة السلف الصالح ، وهي الحد الفاصل بيننا وبين الخوارج والمرجئة
لذلك لا بد من التركيز على الدعوة إلى التوحيد في كل مجتمع أو تكتل إسلامي يسعى- حقيقة وحثيثًا - إلى ما تدندن به كل الجماعات الإسلامية أو جُلها ، وهو تحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة الدولة المسلمة التي تحكم بما أنزل الله على أيّ أرض لا تحكم بما أنزل الله ، هذه الجماعات أو هذه الطوائف لا يمكنها أن تحقق هذه الغاية - التي أجمعوا على تحقيقها وعلى السعي- حثيثًا إلى جعلها حقيقة واقعية - إلا بالبدء بما بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم . 50
وجوب الاهتمام بالعقيدة لا يعني إهمال باقي الشرع من عبادات وسلوك ومعاملات وأخلاق :
وأعيد التنبيه بأنني لا أعني الكلام في بيان الأهم فالمهم وما دونه على أن يقتصر الدعاة فقط على الدعوة إلى هذه الكلمة الطيبة وفهم معناها ، بعد أن أتم الله عز وجل علينا النعمة بإكماله لدينه ! بل لا بد لهؤلاء الدعاة أن يحملوا الإسلام كُلًّا لا يتجزأ ، وأنا حين أقول هذا- بعد ذلك البيان الذي خلاصته : أن يهتم الدعاة الإسلاميون حقًّا بأهم ما جاء به الإسلام ، وهو تفهيم المسلمين العقيدة الصحيحة النابعة من الكلمة الطيبة "لا إله إلا الله "، أريد أن أسترعي النظر إلى هذا البيان لا يعني أن يفهم المسلم فقط أن معنى :" لا إله إلا الله " ، هو لا معبود بحق في الوجود إلا الله فقط ! بل هذه يستلزم أيضًا أن يفهم العبادات التي ينبغي أن يعبد ربنا- عز وجل - بها ، ولا يوجه شيئًا منها لعبد من عباد الله تبارك وتعالى ، فهذا التفصيل لا بد أن يقترن بيانه أيضًا بذلك المعنى الموجز للكلمة الطيبة ، ويحسن أن أضرب مثلا - أو أكثر من مثل ، حسبما يبدو لي - لأن البيان الإجمالي لا يكفي .

أبو بكر البيروتي
04-24-2008, 06:59 AM
نتابع بصمت بارك الله بكم اخواني الكرام

طرابلسي
04-24-2008, 06:26 PM
قال ناصر الدين الألباني رحمه الله :
1) حديث صحيح : رواه البخاري (25) وفي غير موضع ، ومسلم (22) ، وغيرهم ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
لذلك ، فإني أقول كلمة - وهي نادرة الصدور مني - ، وهي : إن واقع كثير من المسلمين اليوم شر مما كان عليه عامة العرب في الجاهلية الأولى من حيث سوء الفهم لمعنى هذه الكلمة الطيبة ؛ لأن المشركين العرب كانوا يفهمون ، ولكنهم لا يؤمنون ، أما غالب المسلمين اليوم ، فإنهم يقولون ما لا يعتقدون ، يقولون : لا إله إلا الله ، ولا يؤمنون -حقًّا - بمعناها (1) ، لذلك فأنا أعتقد أن أول واجب على الدعاة المسلمين - حقًّا - هو أن يدندنوا حول هذه الكلمة وحول بيان معناها بتلخيص ، ثم بتفصيل لوازم هذه الكلمة الطيبة بالإخلاص لله عز وجل في العبادات بكل أنواعها ؛ لأن الله عز وجل لما حكى عن المشركين قوله : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } (الزمر: من الآية 3)، جعل كل عبادة توجه لغير الله كفرًا بالكلمة الطيبة : لا إله إلا الله ؛ لهذا ؛ أنا أقول اليوم : لا فائدة مطلقًا من تكتيل المسلمين ومن تجميعهم ، ثم تركهم في ضلالهم دون فهم هذه الكلمة الطيبة ، وهذا لا يفيدهم في الدنيا قبل الآخرة ! نحن نعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم : « من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه حرم الله بدنه على النار ...
يعبدون القبور والقصور، ويذبحون لغير الله ، ويدعون الأموات ......
-------------

قلت : وكيف يفهمون فيعملون بلا إله إلا الله وأولئك الذين ذكره الشيخ رحمه الله هم أمضى معول في هدم كلمة التوحيد إلى جانب الإعلام والعلمانيين حين كثّروا سوادهم فقل فقهاءهم وكثرت أموالهم وقل امنائهم وتُعلم لغيرالدين وجرى الناس على أمر فإذا غيّر هذا الأمر قالوا غيرتم الدين فقد أصبحت البدعة سنة والسنة بدعة والتوحيد إرهابا ورجعية والتزلف للحكام مصلحة الدعوة :)
والشرك محصور في القبر عند البعض ومسموح فيه عند البعض الآخر بحجة التقرب به إلى الله ( زعموا ) وإجماعهم أن الحكم بغير ما أنزل الله لا يصلح لهذا الزمان وإن لم يتلفظوا به بل من خلال ترجمتهم على الأرض وبقولهم ليس كفرا يخرج من الملة فحكموا على أنفسهم أنهم مرتكبون كبيرة وقد قال تعالى (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم الله ) فإن لم يكن فعلهم هو الركون والمواددة للذي حاد الله ورسوله فلن نعرف بعد اليوم ما هو معنى المواددة وتولي الكافرين !!!
لقد تربى هذا الجيل والملتزم منهم خاصة على حب الحزب والحركة والانصياع التام لكل قراراته ولديناا نماذج منهم في هذا المنتدى فقولهم هو القرءان المتحرك والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهم أعلم منا بحدود الشرع بالإضافة أننا برقبتهم كما يدعون وليس هذا بصحيح .!!!

فلم يربوا شبابهم على التوحيد ولا على فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة بل ربوهم على ما وافق مصالحهم وقدحوا وذمّوا بكل من خالفهم من المتأخرين وأللِّهوا كل من وافقهم منهم فانبرت الألسن والأقلام مدحا بأعلامهم وقدحا وذما بمخالفيهم والله المستعان
ولقد شاهدنا أمثلة كثيرة في مجتمعاتنا قاطبة فمن كان ملتزما وهم قلة أمام ذاك السواد التارك لدينه فهم مسيرون وفق أجندة سياسية لا شرعية إلا من رحم الله وكما فرعون لا يُري قومه إلا ما يراه هو وكذلك هم .... !
لقد أصبح القرءان في حياتنا مندثرا إلا من تلاوة للتبرك وجلب الحسنات مع كثير من الأخطاء اللغوية والتي لا تصلح لتقبل تلك القراءة فكم وجدنا من مشايخ يؤمون الناس بالصلاة وهم لا يحسنون قراءة أم الكتاب قراءة تجزيء الصلاة وكم سمعت من اناس واناس يقولون استغفر الله !! لا أحب سماع القرءان فهو يذكرني بالموت والمصائب هذا بعد أن أصبح القرءان مهجورا إلا على الأموات او معلقا بمسمار في طرف الحائط للتبرك أو كحبة بنادول لألم الرأس والخشية ان يستعمل في موضع آخر وقد فعلته إحداهن من قبل إذ وضعت سورة الفاتحة في فرجها لطرد الجني الذي يمنعها من الحمل !!!!!
فمن المسئول بربكم ؟؟!!
الأهل ؟؟؟؟ نعم ولا
نعم ... فهم الولاة الذين يجب ان يصلحوا رعيتهم وهم فاقدون لأبسط أمور الدين
ولا ..... لعدم وجود من علمهم التوحيد والتعلق بالله وحده فأصبح الدين في حياتهم كطلاسم لا يفهمه إلا العارفون :) دستور !!فالأهل أصبحن شطارا بالمسلسلات المكسيكية الفاجرة وستار اكاديمي الهابط دينيا واخلاقيا فليس لديهم متسع من الوقت لتعلم امور دينهم وتعليمه لأبناءهم والله المستعان

إذن الانتماء إلى الإسلام يجب أن يكون مبنيا على معرفة الله ورسوله وفق منهاج الله ورسوله اقتداء بصحابة نبيه مجتمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين فلا يصلح هذا الأمر إلا بما صلح به أوله
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب
والله من وراء القصد
فما أصبت فيه فمن الله وما أخطات به فمني والشيطان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو بكر البيروتي
04-27-2008, 03:30 AM
جزاك الله خيراً اخي الكريم