تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القول في ان امره بين الكاف والنون



من هناك
04-16-2008, 09:55 PM
قال تعالى
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
(يسن 82)

وأما عبارة "إن الله أمره بين الكاف والنون، فإذا قال لشيء كن فيكون" فهي عبارة يرددها كثير من المسلمين تفسيرا للمراد من الآية الكريمة، وتبسيطا وترجمة لمعناها، وتعبيرا عن قدرة الله عز وجل التي لا تحدها حدود زمان ولا مكان.

وأما الانتقادات التي بتنا نسمعها مؤخرا لهذه العبارة فهي في اعتقادي مجرد اجتهادات قد تصيب وقد تخطئ، فالأستاذ الدكتور محمد اسحق الريفي يقول إن "المشكلة أنه لا يوجد أي شيء بين حرفي الكاف والنون حتى نقول أن أمر الله بين الكاف والنون، كما أن في هذا القول تحديد وحصر لأمر الله بطريقة ما، أضف إلى ذلك أن العبارة "بين الكاف والنون" أو شبيهها لم تذكر في الحديث الشريف أو الآيات الكريمة"، ويضيف قائلا "لذلك أرى أن هذه العبارة التي كثيراً ما نسمعها في خطب الجمعة والدروس الدينية لا أصل لها، وهي خطأ شائع علينا أن نحذر المسلمين منه".

وأما الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمة الله عليه – فقد تطرق إلى هذه المسألة في أحد شروحه حين قال: "أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام، حيث يقولون (يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً"، ويضيف رحمه الله معلقا: "فالصواب أن تقول: (يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون) كما قال تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يس:82-83)".

وأما عن أصل هذه العبارة فأغلب الظن أنها مقتبسة من أبيات شعر منسوبة إلى الإمام علي رضي الله عنه يقول فيها:


لا تخضعن لمخلوق علي طمع *** فإن ذلك وهن منك في الدين
واسترزق الله مما في خزائنه *** فإنما الأمر بين الكاف والنون
إن الذي أنت ترجوه وتأمله *** من البرية مسكين ابن مسكين
ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين *** وأقبح البخل فيمن صيغ من طين
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا *** لا بارك الله في دنيا بلا دين
لو كان باللب يزداد اللبيب غنى *** لكان كل لبيب مثل قارون
لكنما الرزق بالميزان من حكم *** يعطي اللبيب ويعطي كل مأفون

لا أرى شخصيا أي خطورة أو أي خطأ في العبارة المذكورة المستندة إلى الآية الكريمة، وأميل إلى الاعتقاد بصحة الأبيات المذكورة بأعلاه، وبأنها الأصل الذي جاءت منه هذه العبارة المأثورة.

فالمتأمل في الآية الكريمة وفي التفاسير المختلفة يراها تجمع على أن السياق يفيد أن أمر الله وفعله إنما يكون مرة واحدة، من غير تدريج ووقت كأمور الناس، وأنه لا يحتاج في تحقيقه إلى تأن ومهل أو إلى تعدد وتكرار الأمر، وإنما هو يتحقق بكلمة كن كلمح بالبصر كما قال تعالى في الآية 50 من سورة القمر: " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ".

وأما قول الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمة الله عليه – من أن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، وأن الأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً"، وأن الصواب أن يقال: (يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون) ففيه تكلف لأنه يوحي بأن أمر الله يحتاج إلى تريث وتمهل بدليل قوله "بعد الكاف والنون"، فأمر الله جلت قدرته لا يحتاج تحقيقه إلى زمان حتى لو كان قصيرا جدا كلمح البصر، حيث إن التشبيه في الآية الكريمة " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ" ليس المقصود منه مساواة وقت تحقيق الأمر بالوقت اللازم لتحقيق اللمح بالبصر بل إن المقصود به أن الأمر الإلهي لا يحتاج لتحققه إلى مكان ولا حركة ولا زمان مهما كان قصيرا، وذلك لأن التشبيه باللمح بالبصر هنا كناية كلامية، ولأن المكان والحركة والزمان إنما تحققت بأمره تعالى.

كلمة "كن" كلمة مكونة من حرفين لا ثالث لهما، فهي أقل الكلمات حروفا، وهي على عكس الكلمات التي تزيد عن حرفين لا تحتوي حروفا بين حرفيها الأول والأخير، أي ليس هناك شيء بين الكاف والنون، وبالتالي فإن انعدام ما بين الكاف والنون يعتبر كناية أخرى عن انعدام الزمن اللازم لتحقيق أمره سبحانه وتعالى، ولذلك يبدو لي أن عبارة "إن أمره بين الكاف والنون" عبارة صحيحة، وأنها ربما تكون التفسير الأمثل والأقصر والأفضل لقوله تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

أبو مُحمد
04-16-2008, 10:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وأنا أقرأ كان ببالي كلام ابن العثيمين رحمه الله وقد وجدته فعلا من ضمن كلام الاخ بارك الله فيه.
ولا أدري فعن نفسي كلما سمعت هذه الكلمة خطر ببالي المتصوفة !

ولا أحبذ هذه الكلمات ابدا ابدا .

ولي ملاحظة صغيرة على هذا القول :
أبيات شعر منسوبة إلى الإمام علي رضي الله عنه يقول فيها فهل يا ترى قولنا "الامام علي" ينطبق عليه قول علماءالاسلام فيما يخص بتخصيص علي رضي الله عنه بقولهم "امير المؤمنين علي" أو قولهم "علي كرم الله وجهه" أو ما شابه ..
فما اعلمه انها كلها من ابتداع الروافض وغلوهم في علي رضي الله عنه وارضاه وقولهم "امير المؤمنين" انما قصدوا به نفي امارة من سبقه والله اعلم .

وأظن انني قرأت في صوت كلاما للاخ طرابلسي عن قولهم كرم الله وجهه.

وجزاك الله خيرا اخي بلال.

هنا الحقيقه
04-17-2008, 01:41 AM
فالمتأمل في الآية الكريمة وفي التفاسير المختلفة يراها تجمع على أن السياق يفيد أن أمر الله وفعله إنما يكون مرة واحدة، من غير تدريج ووقت كأمور الناس، وأنه لا يحتاج في تحقيقه إلى تأن ومهل أو إلى تعدد وتكرار الأمر، وإنما هو يتحقق بكلمة كن كلمح بالبصر كما قال تعالى في الآية 50 من سورة القمر: " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ".
ان كان هذا راي الكاتب فاذن هو ايضا ابتعد عن الصواب
فالاصح ان نقول يا من امره كن فيكون
فننزه الله عن كل شيء ولا نبتعد عن قول الله وهذا ما اميل اليه


ليس هناك شيء بين الكاف والنون، وبالتالي فإن انعدام ما بين الكاف والنون يعتبر كناية أخرى عن انعدام الزمن اللازم لتحقيق أمره سبحانه

على العكس من ذلك فقولنا بين الكاف والنون يتصور للناس ان هناك زمن بين الكاف والنون مهما قصر هذا الزمن بسبب ان الانسان يلفظ هذه الكلمة فممكن ان يحسب زمنها ومهما قصر الوقت فيكون هناك زمن الواجب ان ننزه قول الله تعالى عن الزمن ومقداره

فان قلنا بين الكاف والنون يعني هناك زمن بينهما وهذا الزمن هو فترة نطق الكاف وفترة نطق النون وهذا لا يجوز بحق الله وصفاته
اما قولنا بعد الكاف والنون فهنا ننزه الله تعالى عن كيفية قوله (كن)
وننزه عن الزمن بين الكاف والنون

فنصف الله بما يليق به حيث ان الله لا يكون بين امره وتحقيقه (كاف)

ومن هنا نجد ان من ذهب الى قولهم بعدم جواز القول بين الكاف والنون اصاب
ورغم اني افضل ان نقول كما قال الله ووصف امره

من هناك
04-17-2008, 02:23 AM
بارك الله بكم على المرور وانا لا آخد كلام الكاتب كما هو لأنه يحاول ان يزيد على ما قاله علماء هذا العصر ولكني استغرب من تخصيص بعض الكتاب مقالات لبحث ما هو مفند اصلاً وكما قال الإخوة ابو محمد وهنا الحقيقة فقد جانب الكاتب الصواب واقترب من الصوفية.

حتى ان التفسير القرآني ل"كن فيكون" يشدد على ان العبارة تفيد نفي اي مسافة زمنية مهما قصرت لأن الأمر يكون بمجرد إطلاقه مع كن ولكن البشر يحبون ان يجتروا الأفكار وتجد هنا شخصاً يبني على عبارة ظهرت في مكان ما وفي زمان ما واغلب ظني ان من اطلقها كان يريد ان يلعب على القوافي في زمان المقامات حيث لا بد له من اختيار كلمات رنانة منونةٍ تعلق في الذاكرة.

هنا الحقيقه
04-17-2008, 03:15 AM
واغلب ظني ان من اطلقها كان يريد ان يلعب على القوافي في زمان المقامات حيث لا بد له من اختيار كلمات رنانة منونةٍ تعلق في الذاكرة.

احسنت واجدت
واذكر هنا العقيدة الطحاوية شرحها للشيخ ابن باز ابن باز
وتعليقات الالباني عليها وكيف بينوا ان الالفاظ الغريبة او التي لم يتداولها السلف في طياتها التاويل والتلبيس والتاويل

ايمان نور
04-27-2008, 07:46 PM
للوهلة الأولى لأى مسلم عاقل يرفض قول أمره بين الكاف والنون
لا أزيد على كلام العلماء
وأضيف بما أثاره الأخ محمد رفع الله قدره حول قول كرم الله وجه بتخصيص لصحابى دون باقى الصحابة
مجموعة فتاوى:

حكم قول: "عليّ كرم الله وجهه"

السؤال :
يذكر الكثير من المشايخ بعد ذكر علي
رضي الله عنه قول: "كرّم الله وجهه"، فهل هذا القول صحيح، و إن كان صحيحاً
فلماذا خُص به علىّ رضي الله عنه دون سائر الصحابة؟

المفتي: أبو إسحاق الحويني (http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=mufties&mufti_id=254) الإجابة:



هذا القول غير صحيح وهذه المقولة من بدع الشيعة.

سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – هذا السؤال :

أثناء اطلاعي على موضوعات كتاب: عقد الدرر في أخبار المنتظر، في بعض
الروايات المنقولة عن علي بن أبي طالب أجدها على النحو التالي: عن علي بن
أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج رجل من
أهل بيتي في تسع رايات ما حكم النطق بهذا اللفظ أعني عليه السلام، أو ما
يشابهه لغير الرسول صلى الله عليه وسلم؟


فأجاب – رحمه الله - :

لا ينبغي تخصيص علي رضي الله عنه بهذا اللفظ بل المشروع أن يقال في حقه
وحق غيره من الصحابة: رضي الله عنه أو رحمهم الله لعدم الدليل على تخصيصه
بذلك، وهكذا قول بعضهم كرم الله وجهه فإن ذلك لا دليل عليه ولا وجه
لتخصيصه بذلك، والأفضل أن يعامل كغيره من الخلفاء الراشدين ولا يخص بشيء
دونهم من الألفاظ التي لا دليل عليها.


المصدر :
[مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس]

أن تخصيص أمـير المؤمنين عـلي بن أبي طالب رضي الله عنـه بـوصف ( كرم الله
وجهه ) ليس لـه مسَوَّغ شرعي ولا جرى به عمل أئمة الهدى وأهل العلم
المعنيين بالسنة وحراستها .
<وقد شاع هذا اللفظ في المتأخرين وغلب في عبارات الرافضة والجهّال >

ومعنى ذلك أنه ما سجد لصنم قط وهذا لا يختص به علي رضي الله عنه دون غيره
، فزيد بن عمرو بن نفيل حنيفي موحد لم يثبت عنه أنه سجد لوثن قط وقد مات
قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقصته مشهورة في البخاري ( 3826 )
وغيره ، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ( يأتي يوم القيامة أمة وحده )
رواه أبو يعلى [ 2 / 260 ] من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن
عروة عن أبيه عن سعيد بن زيد وإسناده جيّد .

وجماعة ممن أسلم من الصحابة لم يثبت عنهم أنهم سجدوا للأصنام ، والصحابة
الذين ولدوا في الإسلام كابن الزبير والنعمان بن بشير وجماعة لم يسجدوا
إلى صنم قط .

فتخصيص علي رضي الله عنه بذلك دون غيره من الصحابة لغو من القول وابتداع في الدين
سليمان بن ناصر العلوان

الخلاصة هنا

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22133

جزاكم الله خيرا ورفع قدركم

أبوهندي
12-08-2009, 12:21 AM
كن = وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ
إذ الزمن معدوم بين الكاف والنون

السيف السني
12-10-2009, 08:35 AM
لا وجه ان يقال ان الله تعالى يتكلم بعين كلمة "كن"

الاشكال الذي وقع فيه البعض انهم حملوا قول الله تعالى"إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ." على ان الله تعالى يتكلم بحرف وصوت

و الله تعالى لا يتكلم بحرف او صوت , و كلامه تعالى ليس من جنس الحروف و الاصوات التي يتكلم بها الناس , بل الله تعالى كلامه ازلي ابدي لا يتغير و لا يتلاحق

اما بخصوص لفظ كرم الله وجهه , فان اهل السنة يثبتون هذا اللفظ عن سيدنا علي رضي الله تعالى عنه , و قد ذكر احمد في مسنده و النسائي و الحاكم هذه العبارة
و الله تعالى اعلم و احكم