تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : البخيل وابنه و حذاء الضيف



عبد الله بوراي
04-13-2008, 03:19 PM
http://tbn0.google.com/images?q=tbn:KzT4anvW6k5DxM:http://msoeeh.jeeran.com/%D9%86%D8%B9%D8%A7%D9%84%2520%D9%82 %D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%87%25202%D9%8 6%D8%B3%D8%AE.jpg (http://images.google.de/imgres?imgurl=http://msoeeh.jeeran.com/%D9%86%D8%B9%D8%A7%D9%84%2520%D9%82 %D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%87%25202%D9%8 6%D8%B3%D8%AE.jpg&imgrefurl=http://www.iiioiiio.com/vb/showthread.php%3Ft%3D13647%26page%3 D3&h=374&w=500&sz=72&hl=ar&start=1&tbnid=KzT4anvW6k5DxM:&tbnh=97&tbnw=130&prev=/images%3Fq%3D%2B%2B%25D9%2586%25D9% 2590%25D8%25B9%25D8%25A7%25D9%2584% 2B%2B%2B%25D9%2582%25D8%25AF%25D9%2 58A%25D9%2585%25D8%25A9%26gbv%3D2%2 6hl%3Dar%26sa%3DG)

يحكى أن أحدهم نزل ضيفاً على صديق له من البخلاء وما أن وصل الضيف حتى نادى البخيل ابنه وقال له: يا ولد عندنا ضيف عزيز على قلبي فاذهب واشترى لنا نصف كيلو لحم من أحسن لحم .
ذهب الولد وبعد مدة عاد ولم يشترى شيئاً .
فسأله أبوه: أين اللحم؟فقال الولد: ذهبت إلى الجزار وقلت له: أعطنا أحسن ما عندك من لحم . فقال الجزار: سأعطيك لحماً كأنه الزبد. قلت لنفسي إذا كان كذلك فلماذا لا أشتري الزبد بدل اللحم. فذهبت إلى البقال وقلت له: أعطنا أحسن ما عندك من الزبد. فقال: أعطيك زبداً كأنه الدبس.
فقلت: إذا كان الأمر كذلك فالأفضل أن أشتري الدبس. فذهبت إلى بائع الدبس وقلت: أعطنا أحسن ما عندك من الدبس. فقال الرجل: أعطيك «دبساً» كأنه الماء الصافي فقلت لنفسي: إذا كان الأمر كذلك، فعندنا ماء صافٍ في البيت. وهكذا عدت دون أن أشتري شيئاً.
قال الأب: يالك من صبي شاطر. ولكن فاتك شيء. لقد استهلكت حذاءك بالجري من دكانٍ إلى دكان. فأجاب الابن :لا يا أبي.. أنا لبست حذاء الضيف .

عزام
04-13-2008, 04:47 PM
حلوة اخي عبدالله
انا احب هذه.. انظر اسلوب التبرير الديني عند البخيل.
عزام

قال أصحابنا منة المسجديين: اجتمع ناس في المسجد ممن ينتحل الاقتصاد في النفقة والتنمية للمال من أصحاب الجمع والمنع. وقد كان هذا المذهب صار عندهم كالنسب الذي يجمع على التحاب وكان الذي يجمع على التناصر. وكانوا إذا التقوا في حلقهم تذاكروا هذا الباب وتطارحوة وتدارسوه. فقال شيخ منهم: ماء بئرنا - كما قد علمتم - ملح أجاج لا يقربه الحمار ولا تسيغه الإبل وتموت عليه النخل. والنهر منا بعيد. وفي تكلف العذب علينا مؤنة. فكنا نمزج منه للحمار فاعتل عنه وانتفض علينا من أجله. فصرنا بعد ذلك نسقيه العذب صرفاً. وكنت أنا والنعجة كثيراً ما نغتسل بالعذب مخافة أن يعتري جلودنا منه مثل ما اعترى جوف الحمار. فكان ذلك الماء العذب الصافي يذهب باطلاً. ثم انفتح لي باب من الإصلاح فعمدت إلى ذلك المتوضأ فجعلت في ناحية منه حفرة وصهرجتها وملستها حتى صارت كأنها صخرة منقورة. وصوبت إليها المسيل. فنحن الآن إذا اغتسلنا صار الماء إليها صافياً لم يخالطه شيء. والحمار أيضاً لا تقزز له منه. وليس علينا حرج في سقيه منه. وما علمنا أن كتاباً حرمه ولا سنة نهت عنه. فربحنا هذه منذ أيام وأسقطنا مؤنة عن النفس والمال مال القوم. وهذا بتوفيق الله ومنه.

عبد الله بوراي
04-13-2008, 08:45 PM
حلوة اخي عبدالله
انا احب هذه.. انظر اسلوب التبرير الديني عند البخيل.
عزام

قال أصحابنا منة المسجديين: اجتمع ناس في المسجد ممن ينتحل الاقتصاد في النفقة والتنمية للمال من أصحاب الجمع والمنع. وقد كان هذا المذهب صار عندهم كالنسب الذي يجمع على التحاب وكان الذي يجمع على التناصر. وكانوا إذا التقوا في حلقهم تذاكروا هذا الباب وتطارحوة وتدارسوه. فقال شيخ منهم: ماء بئرنا - كما قد علمتم - ملح أجاج لا يقربه الحمار ولا تسيغه الإبل وتموت عليه النخل. والنهر منا بعيد. وفي تكلف العذب علينا مؤنة. فكنا نمزج منه للحمار فاعتل عنه وانتفض علينا من أجله. فصرنا بعد ذلك نسقيه العذب صرفاً. وكنت أنا والنعجة كثيراً ما نغتسل بالعذب مخافة أن يعتري جلودنا منه مثل ما اعترى جوف الحمار. فكان ذلك الماء العذب الصافي يذهب باطلاً. ثم انفتح لي باب من الإصلاح فعمدت إلى ذلك المتوضأ فجعلت في ناحية منه حفرة وصهرجتها وملستها حتى صارت كأنها صخرة منقورة. وصوبت إليها المسيل. فنحن الآن إذا اغتسلنا صار الماء إليها صافياً لم يخالطه شيء. والحمار أيضاً لا تقزز له منه. وليس علينا حرج في سقيه منه. وما علمنا أن كتاباً حرمه ولا سنة نهت عنه. فربحنا هذه منذ أيام وأسقطنا مؤنة عن النفس والمال مال القوم. وهذا بتوفيق الله ومنه.

فلسفة الأخلاق والأمثال عند الجاحظ مرآة أدبية صادقة تُجلى انكسارات الواقع وتداعيات الحاضر .
والسعيد من ْ عاش مع هذا الموسوعي وسبر غور مقاصده .

أسعدتنى وشيخي بهذه الجاحظيات
أسعدك الله
عبد الله

عزام
04-14-2008, 06:20 AM
فلسفة الأخلاق والأمثال عند الجاحظ مرآة أدبية صادقة تُجلى انكسارات الواقع وتداعيات الحاضر .
والسعيد من ْ عاش مع هذا الموسوعي وسبر غور مقاصده .

أسعدتنى وشيخي بهذه الجاحظيات
أسعدك الله
عبد الله
صدقت بارك الله فيك.. اسلوبه مميز لأن ابطاله يتكلمون باسلوب جدي ولكن المضمون ساخر الى ابعد الحدود.
فأقبل عليهم شيخ فقال: هل شعرتم بموت مريم الصناع فإنها كانت من ذوات الاقتصاد وصاحبة إصلاح. قالوا: فحدثنا عنها. قال: نوادرها كثيرة وحديثها طويل. ولكني أخبركم عن واحدة فيها كفاية. قالوا: وما هي قال: زوجت ابنتها وهي بنت اثنتي عشرة فحلتها الذهب والفضة وكستها المروى والوشي والقز والخز وعلقت المعصفر ودقت الطيب وعظمت أمرها من قدرها عند الأحماء. فقال لها زوجها: أنى هذا يا مريم قالت: هو من عند الله. قال: دعي عنك الجملة وهاتي التفسير. والله ما كنت ذات مال قديماً ولا ورثته حديثاً. وما أنت بخائنة في نفسك ولا في مال بعلك. إلا أن تكوني قد وقعت على كنز! وكيف دار الأمر فقد أسقطت عني مؤنة وكفيتني هذه النائبة. قالت: اعلم أني منذ يوم ولدتها إلى أن زوجتها كنت أرفع من دقيق كل عجنة حفنة. وكنا - كما قد علمت - نخبز في كل يوم مرة. فإذا اجتمع من ذلك مكوك بعته. قال زوجها: ثبت الله رأيك وأرشدك! ولقد أسعد الله من كنت له سكناً وبارك لمن جعلت له إلفاً! ولهذا وشبهه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من الذود إلى الذود إبل. وإني لأرجو أن يخرج ولدك على عرقك الصالح وعلى مذهبك المحمود. فنهض القوم بأجمعهم إلى جنازتها وصلوا عليها. ثم انكفؤا إلى زوجها فعزوه على مصيبته وشاركوه في حزنه