تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطائفة السعودية تنضم الي طوائف لبنان السبع عشرة .



الرقراق
04-12-2008, 05:34 PM
http://www.alquds.co.uk/images/empty.gif

ليست المرة الاولي التي يجتمع فيها العاهل السعودي الملك عبد الله بالرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ ولكن من المستغرب ان تصبح قضية لبنان وكرسي رئاستها الفارغ منذ اشهر قضيتهما الاولي المصيرية والتي علي خلفيتها قاطعا القمة العربية في دمشق وحرضا الاخرين علي مقاطعتها.
بالطبع نقدر ونحترم مشاعر القلق العربية الجياشة علي ديمقراطية الطوائف اللبنانية ومنظومة المحاصصة المتبعة علي ارضها وخوف الاثنين علي مستقبل الطائفة المسيحية وعدم تمثيلها في الدولة بغياب رئيس ماروني، اذ ان هذا الامر علي ما يبدو يؤرق مضاجع المجتمعين في شرم الشيخ مما اضطرهم الي تنسيق المواقف والتعبير عن امتعاضهم من حالة الفراغ الدستورية اللبنانية. فلا قضية جياع مصر ولا التضخم السعودي يستحقان اجتماعا لتنسيق المواقف العربية من اجل مواجهة وضع اجتماعي مزر وامن غذائي مفقود ولا قضية حصار اكثر من مليون غزاوي او احتلال اجنبي في بلد مجاور منذ اكثر من خمسة اعوام تتطلب مثل هذه القمة الثنائية في منتجع شرم الشيخ.
تدخل اليوم السعودية الي الساحة اللبنانية ليس كدولة شقيقة كما فعلت سورية خلال العقود الثلاثة الماضية تحت هذا المصطلح والمسمي المعهود ولا كأم حنون كما دخلت فرنسا في بداية القرن العشرين وانما تدخله كطائفة جديدة تنضم الي موزاييك الطوائف اللبنانية. لقد تعودت السعودية ان يكون لها تمثيل واضح في التركيبة اللبنانية من خلال رئاسة الوزراء اللبنانية وربما فترة وزارة العويني ومن بعدها الحريري قد ضمنت للسعودية مثل هذا التمثيل من قبل لبنانيين متسعودين بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان تتعلق بالجنسية والروابط الاقتصادية والسياسية وان لم يتواجد متسعود جديد فالطموح السعودي يتكرس بشخصيات مرتبطة اما بعلاقات النسب والزيجات الماضية او بأشخاص حاليين تساندهم القيادة السعودية وتدعمهم دوليا وماليا ومعنويا. ولكن يبدو ان الطائفة السعودية لا تكتفي بهذا فحسب بل هي اليوم تطمح لان تدخل في لعبة الرئاسة لجمهورية الطوائف وتأمل ان تكون ممثلة علي مستويين: مستوي رئاسة الجمهورية والوزارة. ولا بد ان نتساءل لماذا هذا الاهتمام السعودي المتزايد بجمهورية الطوائف وماذا يقدم لبنان للسعودية في المقابل لنبرر الاهتمام المتزايد والمتصاعد في دولة صغيرة كلبنان. لا نعتقد انه النفوذ الايراني حيث انه موجود في العراق ولم يشغل القيادة السعودية كما يشغلها الشأن اللبناني الحالي. ولا هو مخطط امريكي تنفذه السعودية بالنيابة وتحت غطاء الشرعية العربية المفقودة منذ زمن. ولا هو شعارات النخوة والحمية تجاه هواء لبنان العليل.
كان لبنان وما زال نقطة مهمة في قاموس السعودية لأسباب متعددة، اهمها انه الوسيط الذي تعتمد عليه السعودية وتتخفي خلفه في مجالات مختلفة ولا يستطيع اي بلد عربي آخر ان يلعب هذا الدور صغيرا كان ام كبيرا. يلعب لبنان دولة وشعبا دور الوساطة علي مستويات مختلفة منها الثقافي والاعلامي والسياسي والاقتصادي وحتي الديني.
ثقافيا تجد السعودية في لبنان متنفسا يمرر خطابها الثقافي الي مجالات واسعة لا تستطيع السعودية ان تصلها وحدها وبدون الوسيط اللبناني. فمن كتب التاريخ التي وفرتها اقلام مؤرخين سابقين كأمين الريحاني وغيره الي رؤساء تحرير وصحافيين لبنانيين حاليين تجد السعودية مساحة واسعة مستعدة لأن تتبني الخطاب الرسمي وتروجه عالميا وعربيا وبلغات متعددة، اهمها الفرنسية والانكليزية. فمن خلال الوسيط اللبناني تخاطب السعودية شريحة كبيرة متخفية خلف قلم الوسيط ومهارته الاعلامية والثقافية. يلبس الوسيط اللبناني السعودية حلة زاهية ملائمة لجمهور اكبر بكثير من ذلك الذي يخاطبه السعودي ذاته. ومؤخرا من خلال الفضائيات والاعلام المرئي يستطيع الوسيط اللبناني ان يمرر المشروع السعودي ايا كان وفي مجالات متعددة لا تستطيع السعودية ذاتها ان تمرره داخليا. فان ارادت السعودية ان تجدد دينها وتطوره وتنتقد مؤسساتها الدينية وترفع من شأن نسائها وتظهرهن بزي جديد فستجد في المحاور الوسيط خير جليس يناقش بحرية وينتقد حتي اصبحت البرامج المتعاطية بالشأن السعودي الداخلي من اختصاص اللبناني اكثر مما هي من اختصاص السعودي المغيب والذي تغيبه دولته كمحرك للحوار. يأتي هذا السعودي للفسحة الاعلامية المتوفرة والمملوكة سعوديا الي اللبناني المناقش فيحمل همومه ويفضفض عن خصوصياته واسرار مجتمعه وخفاياه علي شاشات تظهر وكأنها لبنانية ولكنها بالواقع سعودية الهوي والملكية.
تعتمد السعودية علي لبنان كوسيط ثقافي واعلامي وتتستر خلفه وهي بذلك تتنصل من المواجهة المكشوفة وتختبيء خلف اللبناني. اما اقتصاديا فتعتمد السعودية كذلك علي اللبناني كواجهة لاستثماراتها ليس في لبنان وحسب بل في العالم ايضا. فمن مستشار اقتصادي الي شركات استثمار تستطيع السعودية ان تدخل اسواقا جديدة وتقتحم اكثر الحدود مشقة. بمهارة اللبناني التجارية واللغوية حلقت السعودية في مجالات واسعة وتخفت تحت ستارة لبنانية بل حتي انها استطاعت ان تضمن الهيمنة الاقتصادية والاحتكار ولم يستطع اي عربي آخر ان ينافس اللبناني في مزاجه ومرونته ووساطته وولائه للسعودية المطلق وثرواتها الكبيرة.
اما سياسيا فكان اللبناني وما زال مرنا ولينا وقادرا علي لعب دور الوساطة لصالح السعودية. فان ارادته السعودية قوميا عروبيا فلها ما تريد وان ارادته متأسلما او طائفيا فهو كذلك وان ارادته رجعيا متخلفا او ليبراليا متحررا فستجد السعودية فيه ارضا خصبة تنمو فيها الافكار والولاءات والايديولوجيات من مختلف الالوان والاشكال والاحجام.
مرونة الوسيط وبهلوانيته السياسية خصلة اساسية تعتمد عليها السعودية خاصة وانها لا تستطيع التغلب العلني والمكشوف بالسرعة ذاتها. لقد اتقن الوسيط ابجديات اللعبة السياسية السعودية وتمرس في تطبيقها وتبنيها حتي اصبح مفتاحا تفتح به السعودية ابوابا مغلقة محليا وافكارا محرمة داخليا فتعبر من خلاله الي آفاق بعيدة دون ان تظهر وكأنها مسؤولة او محاسبة من قبل مجتمعها.
بالاضافة الي الاعلام والثقافة والاقتصاد والسياسة يوفر لبنان للسعودية فضاء اجتماعيا وترفيهيا وسيطا بين الانغلاق السعودي الداخلي والانفتاح الغربي الخارجي. لبنان يقدم شيئا من الشرق ممزوجا بالغرب تجد فيه السعودية مرتعا خصبا ومعبدا تحج اليه رغم توفر المنافذ القريبة الخليجية او العربية الاخري. فدخلت الكبة والحمص الي قلب السعودي قبل ان يدخل الكسكسي المغربي، وما زال هذا السعودي يطرب لسماع تكرم عينك اكثر مما يطربه وخا سيدي وخا رغم انتشار ظاهرة القصور السعودية في المغرب العربي وانعدامها في السواحل اللبنانية او الاستعاضة عنها بناطحات سحاب علي الشواطيء اللبنانية.
الوساطة اللبنانية المتعددة الوجوه تتطلب زيارة الي شرم الشيخ وصعود القضية اللبنانية الي اعلي هرم القضايا السعودية ودخول السعودية كطائفة جديدة وربما تكشف الاشهر القادمة ما اذا كانت الطائفة السعودية هي الطائفة المنصورة في لبنان.

ہ كاتبة واكاديمية من الجزيرة العربية

عبد الله بوراي
04-13-2008, 09:51 AM
ترى كم من الطوائف التى تطوف حول شجرة الأرز غير الطائفة المنصورة.
وعنهم العينُ كليلة والكلام الرقراق لا ينالهم ببنت شفه.........؟

عبدالله

عبد الله بوراي
04-16-2008, 04:47 PM
يظهر أن الرد فى غير متناول اليد
لإن السؤال ليس رقراقاً

أليس كذلك..............؟

عبد الله