من هناك
04-09-2008, 03:57 PM
تبنى مجلس النواب الأمريكي قرارا غير ملزم, صوت عليه بالإجماع, يعتبر اليهود الذين خرجوا من الدول العربية خلال الأزمات، بمثابة "لاجئين" مطالبا بإدراج قضيتهم ضمن أي اتفاق لتسوية مشكلة الشرق الأوسط. وسرد القرار تاريخ ما وصفه بـ"معاناة اليهود على مدى العقود" داعيا الولايات المتحدة إلى أن تأخذ في الحسبان قضية اللاجئين اليهود والمسيحيين عند استصدار أي قرارات دولية بشأن تسوية مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. وقال القرار إن الصراعات في الشرق الأوسط قد تسببت في تحول الملايين من الناس إلى لاجئين من كافة الأعراق والديانات والخلفيات القومية وأن اليهود عاشوا كأقلية في المنطقة لنحو 2500 عاما.
وزعم النواب أن قضية اللاجئين الفلسطينيين حظيت باهتمام كبير من قبل دول العالم بينما لم يحظ اللاجئون اليهود بنفس القدر من الاهتمام. ودفعوا بأن السلام الشامل في الشرق الأوسط سيتطلب حسم جميع القضايا العالقة من خلال مفاوضات ثنائية ومتعددة الأطراف وزعموا أنه تم إجلاء ما يقرب من 850 ألف يهودي من الدول العربية منذ إعلان قيام إسرائيل. وأكد النواب أنه لا يمكن التوصل إلى سلام شامل بين العرب وإسرائيل بدون التعامل مع قضية اجتثاث التجمعات اليهودية التي تعود لقرون في المنطقة العربية.
قرار مجلس النواب الأمريكي محاولة واضحة للضغط على الأطراف العربية فيما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين وبحقهم في العودة لبلادهم. للقرار الأمريكي دلالات ابعد بكثير من محتواه والذي يفتقر للأخلاق والمصداقية, ويمزج بين أهداف سياسية مشفوعة بالضغوط مع عبث بحقائق التاريخ, وهو يظهر بوضوح مدى خضوع القرار الأمريكي وفي مستوياته المتعددة للأهواء ولتوجهات وتوجيهات جماعات الضغط الصهيونية خصوصا في مواسم الانتخابات حيث يلعب المال والتأثير الإعلامي دورا مهما في تشكيل المواقف والرؤى.
كثيرون اعتقدوا أن الإشكالية في السياسة الأمريكية والتي زرعت الخراب والدمار في العراق وأفغانستان والصومال ونشرت الرعب وبثت الكراهية والعنصرية, مردها إلى إدارة بوش وزمرته من المحافظين المتبنين منهج الحروب الإستباقية ولثقافة الصدمة والترويع. غير أن قرار مجلس النواب الأمريكي جاء بمثابة الصدمة والتي تكشف أن الخلل وضعف الوازع الأخلاقي منتشر في الجسم السياسي الأمريكي وبمستوياته المختلفة.
القرار الأمريكي فيه رائحة العنصرية, ففي الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون من سياسة المحرقة الإسرائيلية ويتعرضون لجرائم الحصار والقتل والإبادة, وفي حين يشهد العالم مأساة تشرد ونزوح أكثر من أربعة ملايين عراقي جراء السياسة الأمريكية التي دمرت مقومات الحياة والكرامة الإنسانية في البلد المنكوب تحت مزاعم كاذبة, وفي الوقت الذي تنقل فيه أخبار هلاك العديد من اللاجئين الفلسطينيين على الحدود العراقية, يأتي القرار الأمريكي ليتحدث عن معاناة موهومة للاجئين يهود, استولوا بفلسطين المحتلة على أراض من أصحابها الشرعيين ويعيشون فيها حياة مترفة.
عندما قامت دولة الاحتلال كان هناك دفع وتحريض خارجي لليهود للالتحاق بها, بل إن بعض الدول العربية منعت اليهود من مغادرة بلادهم حتى لا يهاجروا إلى إسرائيل, وهو عكس ما يزعمه القرار الأمريكي. لقد حفظ المسلمون اليهود في الأندلس وقدموا لهم الحماية من حملات الاضطهاد الأوربية والتي كانت تستهدفهم بالقمع والاستئصال. والمسيحيون في العراق عاشوا في بلادهم في أمن وآمان, ولم يتعرضوا لحملات الاضطهاد إلا في عصر الاحتلال الأمريكي والذي نشر في البلاد بذور الفرقة واستعمل الطائفية والمذهبية لتشظية الشعب العراقي وتفتيت بلاده.
كان حريا بمجلس النواب الأمريكي أن يصدر قرارا يعتذر فيه للشعب العراقي على ما سببته له السياسة الأمريكية من دمار وعنت وبؤس, وأن يتعهد بدفع التعويضات له. لقد ألزمت الولايات المتحدة العراق بدفع تعويضات باهظة لاحتلال نظامه للكويت, على الرغم من أن النظام العراقي لم يصل للحكم عبر انتخابات ديمقراطية, فمن باب أولى وقد أجاز الكونغرس الأمريكي قرار الحرب المدمرة والذي تبناه الرئيس المنتخب ولمرتين أن تقوم الولايات المتحدة بتسديد تعويضات على احتلالها وتدميرها للعراق.
ياسر سعد
وزعم النواب أن قضية اللاجئين الفلسطينيين حظيت باهتمام كبير من قبل دول العالم بينما لم يحظ اللاجئون اليهود بنفس القدر من الاهتمام. ودفعوا بأن السلام الشامل في الشرق الأوسط سيتطلب حسم جميع القضايا العالقة من خلال مفاوضات ثنائية ومتعددة الأطراف وزعموا أنه تم إجلاء ما يقرب من 850 ألف يهودي من الدول العربية منذ إعلان قيام إسرائيل. وأكد النواب أنه لا يمكن التوصل إلى سلام شامل بين العرب وإسرائيل بدون التعامل مع قضية اجتثاث التجمعات اليهودية التي تعود لقرون في المنطقة العربية.
قرار مجلس النواب الأمريكي محاولة واضحة للضغط على الأطراف العربية فيما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين وبحقهم في العودة لبلادهم. للقرار الأمريكي دلالات ابعد بكثير من محتواه والذي يفتقر للأخلاق والمصداقية, ويمزج بين أهداف سياسية مشفوعة بالضغوط مع عبث بحقائق التاريخ, وهو يظهر بوضوح مدى خضوع القرار الأمريكي وفي مستوياته المتعددة للأهواء ولتوجهات وتوجيهات جماعات الضغط الصهيونية خصوصا في مواسم الانتخابات حيث يلعب المال والتأثير الإعلامي دورا مهما في تشكيل المواقف والرؤى.
كثيرون اعتقدوا أن الإشكالية في السياسة الأمريكية والتي زرعت الخراب والدمار في العراق وأفغانستان والصومال ونشرت الرعب وبثت الكراهية والعنصرية, مردها إلى إدارة بوش وزمرته من المحافظين المتبنين منهج الحروب الإستباقية ولثقافة الصدمة والترويع. غير أن قرار مجلس النواب الأمريكي جاء بمثابة الصدمة والتي تكشف أن الخلل وضعف الوازع الأخلاقي منتشر في الجسم السياسي الأمريكي وبمستوياته المختلفة.
القرار الأمريكي فيه رائحة العنصرية, ففي الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون من سياسة المحرقة الإسرائيلية ويتعرضون لجرائم الحصار والقتل والإبادة, وفي حين يشهد العالم مأساة تشرد ونزوح أكثر من أربعة ملايين عراقي جراء السياسة الأمريكية التي دمرت مقومات الحياة والكرامة الإنسانية في البلد المنكوب تحت مزاعم كاذبة, وفي الوقت الذي تنقل فيه أخبار هلاك العديد من اللاجئين الفلسطينيين على الحدود العراقية, يأتي القرار الأمريكي ليتحدث عن معاناة موهومة للاجئين يهود, استولوا بفلسطين المحتلة على أراض من أصحابها الشرعيين ويعيشون فيها حياة مترفة.
عندما قامت دولة الاحتلال كان هناك دفع وتحريض خارجي لليهود للالتحاق بها, بل إن بعض الدول العربية منعت اليهود من مغادرة بلادهم حتى لا يهاجروا إلى إسرائيل, وهو عكس ما يزعمه القرار الأمريكي. لقد حفظ المسلمون اليهود في الأندلس وقدموا لهم الحماية من حملات الاضطهاد الأوربية والتي كانت تستهدفهم بالقمع والاستئصال. والمسيحيون في العراق عاشوا في بلادهم في أمن وآمان, ولم يتعرضوا لحملات الاضطهاد إلا في عصر الاحتلال الأمريكي والذي نشر في البلاد بذور الفرقة واستعمل الطائفية والمذهبية لتشظية الشعب العراقي وتفتيت بلاده.
كان حريا بمجلس النواب الأمريكي أن يصدر قرارا يعتذر فيه للشعب العراقي على ما سببته له السياسة الأمريكية من دمار وعنت وبؤس, وأن يتعهد بدفع التعويضات له. لقد ألزمت الولايات المتحدة العراق بدفع تعويضات باهظة لاحتلال نظامه للكويت, على الرغم من أن النظام العراقي لم يصل للحكم عبر انتخابات ديمقراطية, فمن باب أولى وقد أجاز الكونغرس الأمريكي قرار الحرب المدمرة والذي تبناه الرئيس المنتخب ولمرتين أن تقوم الولايات المتحدة بتسديد تعويضات على احتلالها وتدميرها للعراق.
ياسر سعد