من هناك
04-09-2008, 03:56 PM
في ذكرى سقوط بغداد
تمر اليوم الذكرى الخامسة لسقوط بغداد الرشيد, العاصمة العربية والتي تشكل جزءا مهما وكبيرا من تاريخ أمتنا العربية وعاملا حاسما في مكانتها صعودا وهبوطا. دخلت المدرعات والدبابات الأمريكية بغداد التي بدت خاوية وباكية في ذلك اليوم الأسود في تاريخنا, وصعد الجندي الأمريكي مارك أفنين –والذي قتل بعد نحو عام ونصف- ليلف العلم الأمريكي على رأس تمثال الرئيس العراقي في ساحة الفردوس بمشهد تراجيدي تم نقله على الهواء مباشرة في أنحاء المعمورة. سقوط بغداد واحتلال العراق كانت له تبعات ما يزال العالم يدفع أثمانها باهظة, ولعل العراق بلدا وشعبا كان وما يزال أكبر الخاسرين في مأساة دامية وقاسية, طحنت الملايين وقذفتهم في جحيم صراعات ونزاعات ودوامات عنف دامية أعادت للأذهان مشاهد سقوط بغداد على أيدي المغول والأهوال والجرائم التي ارتكبوها.
سقوط بغداد كان سقوطا لإدارة أمريكية ولمكانتها الأخلاقية والمعنوية, وقد انتهجت وبشكل منظم ومبرمج الأكاذيب والافتراءات لتبرر احتلال دولة عربية وتدمير بناها التحتية ومقومات الحياة فيها. بغداد عاصمة الرشيد ودرة الحضارة العربية أصبحت بفضل الاحتلال وبعده, عاصمة الخطف والقتل والموت الأسود. في مسح أجرته مجموعة استشارية بحثية تعمل في مجال الموارد البشرية Mercer ومقرها في لندن ونشر بعد أكثر من ثلاث سنوات من الاحتلال الأمريكي, جاءت بغداد في المركز الأخير في قائمة تصنيف مدن العالم وفقا لنوعية الحياة، وتعتمد المجموعة في تصنيفها على نوعية الحياة في المدن بناء على 39 مؤشرا تتراوح ما بين الاستقرار السياسي إلى الظروف التربوية والبيئية، كما تشمل أيضا خدمات النقل والمراكز الصحية.
ذكرى سقوط بغداد تصادفت مع تقديم قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأمريكي في بغداد ريان كروكر تقريرهم الثالث إلى الكونجرس حول حالة العراق ونتائج إستراتيجية الرئيس بوش التي أعلنها في يناير العام الماضي, ومن المرجح أن يطلب الجنرال بتريوس من الكونجرس عدم إجراء أي تخفيضات في أعداد القوات الأمريكية في العراق خلال الشهور القادمة. في وقت أفادت التقارير بأن قادة القوات المسلحة الأمريكية قلقون مما ورد في بحث رسمي أجراه الجيش حول الحالة العقلية للجنود الأمريكيين الذين خدموا في العراق أكثر من مدة خدمة واحدة والذي وجد أن أكثر من واحد من بين أربعة جنود خدموا في العراق ثلاث أو أربع مدد أظهر ميلا لحالات اكتئاب وقلق وشد عصبي.
كما تأتي شهادة المسؤولين الأمريكيين بعد الأحداث الدامية في البصرة والتي امتدت إلى مدن عراقية والتي فضحت عجز القوات العراقية وعدم انضباطها مما شكل ضربة قوية لإستراتيجية بوش وإدعاءاته ومزاعمه في مسألة تحسن الأوضاع العراقية, وقد نُقل عن مسؤولين أمريكيين بأن عملية البصرة لم تكن حاسمة عسكرياً، خاصة وأن المواجهات العسكرية لم تتوقف إلا بعد إجراء بعض النواب الشيعة مشاورات مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في إيران.
لقد دمرت القوات الأمريكية العراق ودفعت بملايين العراقيين إلى مطاحن البؤس والموت وساحات الحرمان والعوز. إن عدم إدانة الاحتلال ومطالبته بدفع التعويضات عن المآسي التي سببها والتجاوزات التي أقترفها هو مشاركة ولو سلبية في جريمة إنسانية شنيعة. ستعود بغداد عاصمة العلم والنور متألقة كما كانت في التاريخ وسيخرج منها الغزاة موصومون بعار جرائمهم وأوزار انتهاكاتهم.
تمر اليوم الذكرى الخامسة لسقوط بغداد الرشيد, العاصمة العربية والتي تشكل جزءا مهما وكبيرا من تاريخ أمتنا العربية وعاملا حاسما في مكانتها صعودا وهبوطا. دخلت المدرعات والدبابات الأمريكية بغداد التي بدت خاوية وباكية في ذلك اليوم الأسود في تاريخنا, وصعد الجندي الأمريكي مارك أفنين –والذي قتل بعد نحو عام ونصف- ليلف العلم الأمريكي على رأس تمثال الرئيس العراقي في ساحة الفردوس بمشهد تراجيدي تم نقله على الهواء مباشرة في أنحاء المعمورة. سقوط بغداد واحتلال العراق كانت له تبعات ما يزال العالم يدفع أثمانها باهظة, ولعل العراق بلدا وشعبا كان وما يزال أكبر الخاسرين في مأساة دامية وقاسية, طحنت الملايين وقذفتهم في جحيم صراعات ونزاعات ودوامات عنف دامية أعادت للأذهان مشاهد سقوط بغداد على أيدي المغول والأهوال والجرائم التي ارتكبوها.
سقوط بغداد كان سقوطا لإدارة أمريكية ولمكانتها الأخلاقية والمعنوية, وقد انتهجت وبشكل منظم ومبرمج الأكاذيب والافتراءات لتبرر احتلال دولة عربية وتدمير بناها التحتية ومقومات الحياة فيها. بغداد عاصمة الرشيد ودرة الحضارة العربية أصبحت بفضل الاحتلال وبعده, عاصمة الخطف والقتل والموت الأسود. في مسح أجرته مجموعة استشارية بحثية تعمل في مجال الموارد البشرية Mercer ومقرها في لندن ونشر بعد أكثر من ثلاث سنوات من الاحتلال الأمريكي, جاءت بغداد في المركز الأخير في قائمة تصنيف مدن العالم وفقا لنوعية الحياة، وتعتمد المجموعة في تصنيفها على نوعية الحياة في المدن بناء على 39 مؤشرا تتراوح ما بين الاستقرار السياسي إلى الظروف التربوية والبيئية، كما تشمل أيضا خدمات النقل والمراكز الصحية.
ذكرى سقوط بغداد تصادفت مع تقديم قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأمريكي في بغداد ريان كروكر تقريرهم الثالث إلى الكونجرس حول حالة العراق ونتائج إستراتيجية الرئيس بوش التي أعلنها في يناير العام الماضي, ومن المرجح أن يطلب الجنرال بتريوس من الكونجرس عدم إجراء أي تخفيضات في أعداد القوات الأمريكية في العراق خلال الشهور القادمة. في وقت أفادت التقارير بأن قادة القوات المسلحة الأمريكية قلقون مما ورد في بحث رسمي أجراه الجيش حول الحالة العقلية للجنود الأمريكيين الذين خدموا في العراق أكثر من مدة خدمة واحدة والذي وجد أن أكثر من واحد من بين أربعة جنود خدموا في العراق ثلاث أو أربع مدد أظهر ميلا لحالات اكتئاب وقلق وشد عصبي.
كما تأتي شهادة المسؤولين الأمريكيين بعد الأحداث الدامية في البصرة والتي امتدت إلى مدن عراقية والتي فضحت عجز القوات العراقية وعدم انضباطها مما شكل ضربة قوية لإستراتيجية بوش وإدعاءاته ومزاعمه في مسألة تحسن الأوضاع العراقية, وقد نُقل عن مسؤولين أمريكيين بأن عملية البصرة لم تكن حاسمة عسكرياً، خاصة وأن المواجهات العسكرية لم تتوقف إلا بعد إجراء بعض النواب الشيعة مشاورات مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في إيران.
لقد دمرت القوات الأمريكية العراق ودفعت بملايين العراقيين إلى مطاحن البؤس والموت وساحات الحرمان والعوز. إن عدم إدانة الاحتلال ومطالبته بدفع التعويضات عن المآسي التي سببها والتجاوزات التي أقترفها هو مشاركة ولو سلبية في جريمة إنسانية شنيعة. ستعود بغداد عاصمة العلم والنور متألقة كما كانت في التاريخ وسيخرج منها الغزاة موصومون بعار جرائمهم وأوزار انتهاكاتهم.